أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: خط برايل للمكفوفين السبت 16 أبريل 2011, 2:14 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
خط برايل للمكفوفين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في عام 1821م، جاء لزيارة المدرسة ولد كان إسمه السابق تشارلز برباير.
عرض تشارلز على باقي الطلاب إبتكاره المُسمى: "الكتابة الليليّة".
وهي عبارة عن لغة رموز مكوّنة من 12 نقطة بارزة.
استعمل الجنود هذه اللغة لنقل رسائل سريّة في الليل أيضًا.
توجب على الجنود قراءة هذه الرسائل في الظلام بواسطة حاسة اللمس.
ولكن وللأسف الشديد كانت هذه اللغة معقدة جدًّا بالنسبة للجنود، ولذلك لم يستعملونها.
سمع لوي برايل عن هذه الفكرة وبشكلٍ مخالف لرأي الجنود قرّر أن هذه اللغة عملية وصالحة جدًّا للإستعمال!
تمكن بريل أن يكتب طريقة الشيفرة العسكرية التي كان قد اخترعها الضابط الفرنسي (بيير لسكي) ليرسل التعليمات العسكرية إلى الجيش الفرنسي وهو في حربه مع الألمان وتتكون أساساٌ من إثنتي عشرة نقطة، ويمكن أن تتكون كل الكلمات بالتبادل، إلا أن (برايل) استطاع تعديل واختصار الاثنتي عشرة نقطة إلى ست نقط ليسهل الموقف التعليمي على الكفيف.
إلا أن طريقة بريل لم تكن الطريقة الوحيدة للكتابة البارزة فقد كانت هناك طرق أخرى مثل طريقة كتابة الحروف العادية ولكن بالبارز، وطريقة أخرى تستعمل فيها خطوط ومنحنيات بارزة، إلا أن سهولة طريقة (برايل) وبساطتها أدت إلى إندثار جميع الطرق الأخرى.
وهناك خلاف في نشأة طريقة الكتابة هذه فبعضهم ينسبها إلى (تشارلس باربير) المهندس والمخترع والبعض الآخر يقول إنها نشأت عن الحاجة إلى قراءة الشيفرة العسكرية في الظلام وسمى باربير طريقته أولاً "الكتابة الليلية".
وفي سنة 1915م، نشر بحثاً لفت فيه النظر إلى إمكان استخدام طريقته في كتابة النوتة الموسيقية للمكفوفين، كما أنه اخترع أيضا لوحا ونوعا من القلم يمكن استخدامه في الكتابة على الورق بدقة في خطوط موسيقية نقراً بالأصابع.
ويبدو أن اهتمام (برايل) باختراع (باربير) يرجع إلى ما أحس به من إمكانية استخدامه في كتابة النوتة الموسيقية للمكفوفين، فإذا كان الأمر كذلك فإنه من المفيد أن نلاحظ أن أسلوبه في ترتيب النقط في النوتة الموسيقية هو الجزء الوحيد من طريقته العامة.
وكان أول شيء نشر عن طريقة بريل عام 1837م، أما عن طريقته بأكملها فلم تنشر إلا في سنة 1839م، ومع نجاح هذه الطريقة، إلا أنها قوبلت بعدة صعوبات من القائمين بالأمر في المدارس.
فالمدرس أو التلميذ الذي أراد تعلمها كان عليه أن يفعل ذلك خارج ساعات الدراسة الرسمية وحتى المدرسة التي بدأت فيها طريقة (برايل) لم تستخدم رسمياً إلا بعد مرور ما يقرب من أربع عشرة سنة وذلك بعد وفاة (برايل) بسنين.
ولم تقبل طريقة برايل في بريطانيا إلا في عام 1869م، وأما في أمريكا فبدأ استخدامها سنة 1860م.
وقد عدلت هذه الطريقة بعد عام 1919م، وعرفت بطريقة برايل المعدلة.
أما كتابة (برايل) في اللغة العربية فقد دخلت على يد محمد الأنسي في منتصف القرن التاسع عشر حيث حاول التوفيق بين أشكال الحروف المستخدمة في الكتابة العادية وشكلها في الكتابة النافرة.
وبهذه الطريقة نقل الأنسي عدداً من الكتب إلا أن هذه الطريقة لم تنتشر على نطاق واسع وبعد بذل محاولات عديدة اعتمد المهتمون بطريقة برايل لتطوير ما يتناسب واللغة العربية.
وقد قامت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة الأمم المتحدة في عام 1951م، بتوحيد الكتابة النافرة بقدر ما تسمح به أوجه الشبه بين الأصوات المشتركة في اللغات المختلفة.
وقد نتج عن هذه الحركة النظام الحالي للرموز العربية.
وقد استفاد المختصون بطريقة برايل باللغة العربية من بحوث الدول العربية المتقدمة في هذا المجال من حيث جعل الكتابة البارزة سهلة.
فقد عمل على أن تبدأ الحروف إما بالنقطة رقم (1) أو بالنقطة رقم (2) وكما عمل على أن تكون الأحرف الأكثر استعمالا في اللغة ذات عدد قليل من النقاط.
ولذلك فالأحرف الأكثر استخداما تشكل في معظمها ثلاث أو أربع نقاط.
وقد توصلت هيئات المكفوفين العربية إلى اختصارات لأكثر من مائة واثنين وثمانين كلمة من الكلمات المتداولة على نطاق واسع، وبهذه الطريقة أمكن توفير الوقت والجهد اللازمين للكتابة.
حروف لغة برايل:
تقوم كتابة (برايل) في الأساس على ست نقاط أساسية ثلاثة على اليمين وثلاثة على اليسار كما يلي:
ومن هذه النقاط الست تتشكل جميع الأحرف والاختصارات والرموز ومع دخول الكمبيوتر إلى عالمنا دخل نظام الثماني نقاط في نظام الكمبيوتر ليعطي مجالا لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الإشارات والرموز، ولكن هذا النظام ظل مستخدماً فقط في الكمبيوتر ولم يوسع لغيره.
أما طريقة قراءة هذه الأحرف فتتم من اليسار إلى اليمين حيث أن النقطة العليا إلى اليسار تسمى رقم 1 والتي تحتها 2 والتي تحتها 3 ثم ننتقل إلى الصف الثاني فالعليا نسميها 4 والتي تحتها 5 والتي تحتها 6.
وهي كما في الشكل التالي من الأدوات التقليدية المستخدمة للكتابة بطريقة برايل وهي عبارة عن إطار معدني أو بلاستيكي يثبت على الورقة الخاصة بكتابة برايل واللوحة مكونة من جزئين جزء خلفي ويشتمل على مجموعات من خلايا برايل، ويوجد لكل خلية ست نقاط مضغوطة أما الجزء الثاني فهو الجزء الأمامي ويوجد عليه عدد من المستطيلات العمودية المفتوحة وتشتمل على ست فجوات كل فجوة متصلة بواحدة من النقاط الست.
وتتم عملية الكتابة بالضغط على النقاط المضغوطة من اليمين إلى اليسار بعد الانتهاء من الكتابة تقلب الصفحة وتقرأ النقاط البارزة.
وهناك عدة أشكال لمثل هذه اللوحات تعرف الكتابة البارزة لتعليم القراءة والكتابة للمكفوفين في العصر الحديث بطريقة برايل.
وقد سبق المسلمون علماء العرب الأوربيين بهذه الطريقة في الكتابة.
ففي القرنين السابع والثامن الهجريين/ الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين ابتكر زين الدين الآمدي الفقيه الوراق المسلم هذه الطريقة قبل العالمين الغربيين برايل الفرنسي ومون الإنجليزي.
وكان زين الدين الآمدي كفيف البصر ومحترفا لبيع الكتب في بغداد، ولكي يعرف زين الدين الآمدي عناوين هذه الكتب وأسماء مؤلفيها وأثمانها اخترع طريقة الكتابة البارزة لهذه العناوين وتلك الأسماء والأسعار بلصق حروف مصنوعة من ورق مقوى في صورة كلمات حسب ترتيب حروف كل كلمة على كعوب الكتب التي يبيعها أو أغلفتها، وكان يدرك بيانات هذه الكتب عن طريق اللمس ببنان الأصابع.
ثم استخدم زين الدين الآمدي هذه الطريقة في تعليم الصبية العميان ببغداد القراءة للحروف والكلمات.
وقد اعتمد في اختراعه هذا لطريقة الكتابة البارزة على سمة مميزة للعميان وهي أن الحواس الأخرى تقوى وتحل محل البصر فاعتمد على حاسة اللمس لإدراك الحروف وترتيبها لمعرفة الكلمات والنصوص المراد قراءتها.
وبعد خمسة قرون قام العالم التربوي الإنجليزي لويس برايل (1224 - 1269هـ/1809-1852م) بمحاولة أخرى لمساعدة المكفوفين على القراءة والكتابة عن طريق النقط البارزة، وكان يعمل مدرسا بمدرسة للعميان بلندن.
وكان بدوره مثل زين الدين الآمدي كفيف البصر فقد بصره منذ أن كان في الثالثة من عمره، وكان برايل قد لاحظ من تجربته في تعليم المكفوفين عن طريق المشافهة أن تلك الطريقة تجعل الكفيف يتعلم تعليما فيه اعتماد على الغير دون القدرة على القراءة أو التحصيل بنفسه مما يعوق في أحيان كثيرة من إبراز بعض العبقريات الفردية.
فابتدع برايل طريقة الكتابة البارزة لكتابة الحروف والإشارات الموسيقية بهدف تعليم الكفيف القراءة بنفسه دون مساعدة.
تلك الطريقة التي سميت باسمه عام 1245هـ/1829م.
وجاءت طريقته هذه أفضل من طريقة مون الإنجليزية في الكتابة البارزة السابقة عليه.
وقد نشر برايل رسالة يشرح فيها طريقته هذه عام 1255هـ / 1839م، فووجه بمعارضة شديدة في مدينة لندن -حتى في المدرسة التي كان يُعلم بها المكفوفين عن طريق المشافهة- لم يواجه زين الدين الآمدي بمثلها في مدينة بغداد.
ومنذ عام 1277هـ/1860م أدخلت على طريقة برايل تعديلات وإصلاحات كثيرة، فانتشرت طريقته بعد ذلك في كل مدارس المكفوفين في العالم، ونسيت نسبة الفضل الأول إلى زين الدين الآمدي العالم المسلم في ابتكار طريقة الكتابة البارزة.
من هو زين الدين الآمدي (000-714هـ /000 -1314م(
علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر الآمدي المهندس والفقيه واللغوي عاش في أواخر القرن السابع الهجري وأوائل القرن الثامن الهجري / أوائل القرن الثاني عشر الميلادي وأواخر القرن الثالث عشر الميلادي .
ولد زين الدين الآمدي في بغداد ولكن الموسوعات وكتب تاريخ العلوم لم تذكر عام ميلاده ولكن من المعروف أنه عاش ونشأ في بغداد ولم يغادرها إذ أنه أصيب بفقد بصره وهو صغير ومع ذلك فقد درس على أيدي شيوخ اللغة في بغداد وكذلك درس بعض الحيل الميكانيكية.
ومن المعروف أنه قد أتقن الفارسية والرومية والتركية إلى جانب العربية.
وكان تاجراً في الكتب ولا ينخدع بأسعارها فكان يضع ورقة بعد فتلها حرفا أو أكثر من حروف الهجاء بعدد ثمن الكتاب بحساب الجمل ثم يلصقها على طرف جلد الكتاب ويجعل فوقها ورقة يثبتها بمادة لاصقة فإذا أراد معرفة ثمن الكتاب مس الحروف الورقية بيده.
وكما نلاحظ فإن تلك الطريقة التي استخدمها زين الدين الآمدي لكي يسهل على نفسه معرفة أثمان الكتب توضح انشغاله كعالم لغة ومهندس بفكرة القراءة للعميان فكان الآمدي كما ذكرت كتب تاريخ العلوم هو المبتكر الأول للحروف النافرة أو البارزة التي يقرأ بها العميان وهي المعروفة الآن بطريقة برايل في الكتابة.
وكان ذلك قبل اختراع الفرنسي برايل لها بنحو ستمائة عام، إذ أن طريقة برايل في الكتابة اخترعت عام 1236هـ / 1850م.
وللآمدي تصانيف كثيرة في اللغة والفقه وخلافه . |
|