أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الحِجْر الآيات من 41-45 الأحد 22 ديسمبر 2019, 10:57 pm | |
| قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وهكذا أوضح الحق سبحانه أن صراطه المستقيم هو الذي يقود العباد إلى الطاعة؛ فليس في الأمر تفضُّل من إبليس الذي سبق له أنْ حدَّد المواقع والاتجاهات التي سيأتي منها لغواية البشر، حيث قال الحق سبحانه ما جاء على لسان إبليس: (ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (الأعراف: 17).
في ذلك القول حدَّد إبليس جهات الغواية التي يأتي منها وترك "الفَوْق" و"التَّحْت"، لذلك نقول: إن العبد إذا استحضر دائماً عُلُوَّ عِزّة الربوبية، وذُلّ العبودية؛ فالشيطان لا يدخل له أبداً.
ويواصل الحق سبحانه قوله المُبلَّغ عنه لنا: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ...).
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 22 ديسمبر 2019, 10:58 pm عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الحِجْر الآيات من 41-45 الأحد 22 ديسمبر 2019, 10:58 pm | |
| إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (٤٢) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وهكذا أصدر الحق سبحانه حُكْمه بألاَّ يكون لإبليس سلطان على مَنْ أخلص لله عبادة، وأمر إبليس ألاَّ يتعرض لهم؛ فسبحانه هو الذي يَصُونهم منه؛ إلا مَنْ ضَلَّ عن هدى الله سبحانه، وهم مَنْ يستطيع إبليس غوايتهم.
وهكذا نجد أن "الغاوين" هي ضد "عبادي"، وهم الذين اصطفاهم الله من الوقوع تحت سلطان الشيطان؛ لأنهم أخلصوا وخَلَّصوا نفوسهم لله، وسنجد إبليس وهو ينطق يوم القيامة أمام الغاوين: (إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ) (إبراهيم: 22).
ومن نِعَم الله علينا أن أخبرنا الحق سبحانه بكلّ ذلك في الدنيا، ولسوف يُقِر الشيطان بهذا كله في اليوم الآخر؛ ذلك أنه لم يملك سلطاناً يقهرنا به في الدنيا، بل مجرد إشارة ونَزْغ؛ ولا يملك سلطانَ إقناع ليجعلنا نفعل ما ينزغ به إلينا.
ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك ما يُؤكّد أن جزاء الغاوين قَاسٍ أليم: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الحِجْر الآيات من 41-45 الأحد 22 ديسمبر 2019, 10:59 pm | |
| وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
ولأن المصير لهؤلاء هو جهنم؛ فعلى العبد الذكيّ أن يستحضرَ هذا الجزاء وقتَ الاختيار للفعل؛ كي لا يرتكب حماقةَ الفعل الذي يُزيّنه له الشيطان، أو تُلِح عليه به نفسه.
ولو أن المُسرِف على نفسه استحضر العقوبة لحظةَ ارتكاب المعصية لَماَ أقدم عليها، ولكن المُسْرف على نفسه لا يقرِن المعصية بالعقوبة؛ لأنه يغفل النتائج عن المقدمات.
ولذلك أقول دائماً: هَبْ أن إنساناً قد استولتْ عليه شراسة الغريزة الجنسية، وعرف عنه الناس ذلك، وأعدّوا له مَا يشاء من رغبات، وأحضروا له أجملَ النساء؛ وسهّلوا له المكان المناسب للمعصية بما فيه من طعام وشراب.
وقالوا: هذا كله لك، شَرْط أن تعرف أيضاً ماذا ينتظرك.
وأضاءوا له من بعد ذلك قَبْواً في المنزل؛ به فرن مشتعل.
ويقولون له: بعد أنْ تَفْرُغ من لَذّتِك ستدخل في هذا الفرن المشتعل.
ماذا سيصنع هذا الإنسان؟
لابُدّ أنه سيرفض الإقدام على المعصية التي تقودهم إلى الجحيم.
وهكذا نعلم أن مَنْ يرتكب المعاصي إنما يستبطِئ العقوبة، والذكيّ حقاً هو مَنْ يُصدِّق حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: "الموت القيامة، فَمَنْ ماتَ فقد قامتْ قِيَامتُه".
ولا أحدَ يعلم متى يموت.
ويُبيِّن الحق سبحانه من بعد ذلك مراتبَ الجحيم، فيقول: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الحِجْر الآيات من 41-45 الأحد 22 ديسمبر 2019, 11:00 pm | |
| لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (٤٤) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وفي جهنمَ يكون مَوْعِد هؤلاء الغَاوين، ومعهم إبليس الذي أَبَى واستكبر، وصَمَّم على غواية البشر، وألوان العذاب ستختلف، ولكل جماعة لهم جريمة يُقْرنون بها معاً.
فمَنْ يشربون الخمر سيكونون معاً؛ ومَنْ يلعبون الميسر يكونون معاً.
ولكُلّ باب من أبواب جهنم جماعة تدخل منه ربطَتْ بينهم في الدنيا معصيةٌ ما؛ وجمعهم في الدنيا وَلاءٌ ما، وتكوّنتْ من بينهم صداقاتٌ في الدنيا، واشتركوا بالمخالطة؛ ولذلك فعليهم الاشتراك في العقوبة والنكال.
وهكذا يتحقق قول الحق سبحانه: (ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ) (الزخرف: 67).
وفي الجحيم أماكن تَأويهم؛ فقِسْم يذهب إلى اللظى؛ وآخر إلى الحُطَمة؛ وثالث إلى سَقَر، ورابع إلى السَّعير، وخامس إلى الهاوية.
وكل جُزْء له قِسْم مُعيَّن به؛ وفي كل قسم دَركَات، لأن الجنة درجات، والنار دركات تنزل إلى أسفل.
ويأتي الحق سبحانه بالمقابل؛ لأن ذِكْر المقابل كما نعلم يُعطي الكافر حَسْرة؛ ويعطي المؤمن بشارةً بأنه لم يكُنْ من العاصين، ويقول: (إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الحِجْر الآيات من 41-45 الأحد 22 ديسمبر 2019, 11:00 pm | |
| إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
والمُتقِي هو الذي يحولُ بين ما يُحبّ وما يكره؛ ويحاول ألاَّ يصيب مَنْ يحب ما يكره.
وتتعدى التقوى إلى متقابلاتٍ، فنجد الحق سبحانه يقول: (وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ) (البقرة: 282).
ويقول أيضاً: (فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ) (البقرة: 24).
وقلنا من قَبْل: إن الحقَّ سبحانه له صفاتُ جلال، وصفات كمال وجمال.
يَهَبُ بصفات الكمال والجمال العطايا، ويهَبُ بصفات الجلال البَلايا؛ فهو غفّار، وهو قهار، وهو عَفْو، وهو مُنْتِقم.
وعلينا أن نجعلَ بيننا وبين صفات الجلال وقاية؛ وأن نجعل بيننا وبين صفات الجمال قُرْبى؛ والطريق أن نتبعَ منهجه؛ فلا ندخل النار التي هي جُنْد من جنود الله.
وهنا يقول الحق سبحانه: (إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (الحجر: 45).
وهم الذين لم يرتكبوا المعاصي بعد أن آمنوا بالله ورسوله واتبعوا منهجه.
وإنْ كانت المعصية قد غلبتْ بعضهم، وتابوا عنها واستغفروا الله؛ فقد يغفر الله لهم، وقد يُبدّل سيئاتِهم حسناتٍ.
ومَنْ يدخل الجنة سيجد فيها العيون والمقصود بها الأنهار؛ والحق سبحانه هو القائل: (فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) (محمد: 15).
ولعل هناك عيوناً ومنابعَ لا يعلمها إلا الحق سبحانه ويقول الحق سبحانه: (ٱدْخُلُوهَا...). |
|