منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة هود الآيات من 101-105

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 101-105 Empty
مُساهمةموضوع: سورة هود الآيات من 101-105   سورة هود الآيات من 101-105 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:35 am

وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (١٠١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ويبيِّن الحق -سبحانه- هنا أنه حين أخذ تلك الأقوام بالعذاب لم يظلمهم؛ لأن معنى الظلم أن يكون لإنسانٍ الحق، فتسلبه هذا الحق.

وفي واقع الأمر أن تلك الأمم التي كفرت وأخذها الله بالعذاب، هي التي ظلمت نفسها بالشرك، وكذَّبت تلك الأقوام الرسل الذين جاءوا وفي يد كل منهم دليل الصدق وأمارات الرسالة.

وهكذا ظلم هؤلاء الكفار أنفسهم؛ لذلك لابد أن نعلم أن الحق -سبحانه- مُنزَّه عن أن يظلم أحداً.

وهم حين أشركوا بالله -تعالى - آلهة أخرى، لماذا لم تتحرك تلك الآلهة المزعومة وتتدخل لتحمي مَنْ آمنوا بها؟

ويخبرنا الحق -سبحانه- أن الحجارة التي عبدوها تلعنهم، وهم في النار، وهذه الأحجار تكون وقوداً للنار.

والحق -سبحانه- يقول عن النار: (فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ) (البقرة: 24).

وهؤلاء الذين عبدوا واحداً من الناس أو بعضاً من الأصنام، إنما تجنَّوا، بالجهل على هذا الإنسان الذي عبدوه أو تلك الأحجار التي صلَّوا لها أو قدَّسوها.

والشاعر المسلم تأمل غار حراء وغار ثور وكلاهما من الأحجار - فوجد أن غار حراء قد شهد نزول الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وغار ثور حمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين اختفى فيه ومعه الصديق أبو بكر في أثناء الهجرة من مكة إلى المدينة.

فتخيل الشاعر أن غار ثور قد حسد غار حراء وقال:
كَمْ حَسَدْنَا حِراءً حينَ يَرى الرُّوحَ أميناً يَغْزُوكَ بالأنْوَارِ
فَحِرَاءٌ وثَوْرٌ صَارَا سَواءً بِهما تَشفَّعْ لأمَّةِ الأحْجَارِ

فغار حراء شهد جبريل عليه السلام وهو يهبط بالنور على محمد -صلى الله عليه وسلم-، لكن غار ثور نال أيضاً الشرف لحمايته الرسول في الهجرة.

ويقول الشاعر على لسان الأحجار:
عَبَدُونا ونَحْنُ أعْبَدُ للهِ مِنَ القائِمينَ بالأسْحَارِ
قَدْ تَجنَّوا جَهْلاً كمَا قَدْ تجَنَّوا علَى ابنِ مَرْيَمَ والحوَارِي
لِلمُغَالِي جَزَاؤهُ والمُغَالَى فيهِ تُنْجِيهِ رَحْمَةُ الغَفَّارِ

وهكذا لا تُغني عنهم آلهتهم المعبودة شيئاً سواء أكانت بشراً أم حجارة، لم تُغنِ عنهم شيئاً ولم ترفع عنهم العذاب الذي تلقوه عقاباً في الدنيا وسعيراً في الآخرة، وإذا كانوا قد دعوهم من دون الله في الدنيا، فحين جاء العذاب لم تتقدم تلك الآلهة لتحميهم من العذاب.

ويُنهي الحق -سبحانه- الآية الكريمة بقوله: (وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود: 101).

أي: أن تخلّي تلك الآلهة التي أشركوها مع  أو عبدوها من دون الله.

هذا التخلي يزيدهم ألماً وإهلاكاً نفسياً وتخسيراً، لأن التتبيب هو القطع والهلاك.

والحق -سبحانه- يقول: (تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (المسد: 1).

كذلك الأخذ الذي أخذ الله به القرى التي كذَّبت أنبياءها.

لذلك يقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ...).



سورة هود الآيات من 101-105 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 101-105 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 101-105   سورة هود الآيات من 101-105 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:36 am

وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: أن الأخذ الذي أخذ به الله القرى الكافرة، إنما هو مثل حي لكل من يكفر.

والحق -سبحانه- يقول: (وَٱلْفَجْرِ * وَلَيالٍ عَشْرٍ * وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ * وَٱلَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ) (الفجر: 1-5).

أي: أن الحق -سبحانه- يقسم لعل كل صاحب عقلٍ يستوعب ضرورة الإيمان، ويضرب الأمثلة بالقوم الذين جاءهم الأخذ بالعذاب، فيقول -سبحانه-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ * ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ * وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ * ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ * فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ) (الفجر: 6-14).

فهو -سبحانه- قد أخذ كل هؤلاء أخذ العزيز المقتدر.

وقوله -سبحانه- هنا: (وَكَذٰلِكَ) (هود: 102).

أي: مثل الأخذ الذي أخِذَتْ به القرى التي كذَّبت رسلها، فظلمت نفسها.

والأخذ هنا عقاب على العمل، بدليل أنه أنجى شعيباً عليه السلام وأخذ قومه بسبب ظلمهم، فالذات الإنسانية بريئة، ولكن الفعل هو الذي يستحق العقاب.

ومثال ذلك: نجده في قصة نوح عليه السلام حين قال له الحق -سبحانه-: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) (هود: 46).

فالذي وضع ابن نوح في هذا الموضع هو أن عمله غير صالح؛ لذلك فلا يقولن نوح: إنه ابني.

فليس الإهلاك بعلَّة الذات والدم والقرابة، بل الإهلاك بعلة العمل، فأنت لا تكره شخصاً يشرب الخمر لذاته، وإنما تكرهه لعمله، ونحن نعلم أن البنوة للأنبياء ليست بنوة الذوات، وإنما بنوة الأعمال.

وكذلك نجد الحق -سبحانه- ينبه إبراهيم عليه السلام ألا يدعو لكل ذريته، فحين كرَّم الحق -سبحانه- إبراهيم عليه السلام وقال: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) (البقرة: 124).

جاء الطلب والدعاء من إبراهيم عليه السلام لله تعالى: (وَمِن ذُرِّيَّتِي) (البقرة: 124).

لأن إبراهيم عليه السلام أراد أن تمتد الإمامة إلى ذريته أيضاً، فجاء الرد من الله -سبحانه-: (لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ) (البقرة: 124).

وظلت هذه القضية في بؤرة شعور إبراهيم عليه السلام، وعلم تماماً أن البنوَّة للأنبياء ليست بنوة ذوات، بل هي بنوة أعمال.

ولذلك نجد دعاء إبراهيم عليه السلام حين نزل بأهله في وادٍ غير ذي زرع، وقال: (رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ) (البقرة: 126).

وهنا انتبه إبراهيم عليه السلام وأضاف: (مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) (البقرة: 126).

فجاء الرد من الحق -سبحانه- موضحاً خطأ القياس؛ لأن الرزق عطاء ربوبية يستوي فيه المؤمن والكافر، والطائع والعاصي؛ فلا تخلط بين عطاء الربوبية وعطاء الألوهية؛ لأن عطاء الألوهية تكليف، وعطاء الربوبية رزق، لذلك قال الحق -سبحانه-: (وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ) (البقرة: 126).

فأنت يا إبراهيم دعوتَ برزق الأهل بالثمرات لمن آمن، لأن بؤرة شعورك تعي الدرس، لكن هناك فرقاً بين عطاء الألوهية في التكليف، وعطاء الربوبية في الرزق، فمن كفر سيرزقه ربه، ويمتعه قليلاً ثم يكون له حساب آخر.

إذن: فأخْذُ الحق -سبحانه- للظالمين بكفرهم هو عنف التناول لمخالفٍ، وتختلف قوة الأخذ بقوة الآخذ، فإذا كان الآخذ هو الله -سبحانه-، فهو أخْذ عزيز مقتدر.

وهو أخذ لمن ظلموا أنفسهم بقمة الظلم وهو الكفر، وإن كان الظلم لحقوق الآخرين فهو فسق، وأيضاً ظلم النفس فسق؛ لأن الحق -سبحانه- حين يُحرِّم عليك أن تظلم غيرك فهو قد حرَّم عليك أيضاً ظلم نفسك.

ويصف الحق -سبحانه- أخذه للظالمين بقوله: (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود: 102).

أي: أن أخذه موجع على قدر طلاقة قدرته -سبحانه- وهَبْ أن إنساناً أساء إلى إنسان، فالحق -سبحانه- أعطى هذا الإنسان أن يرد السيئة بسيئة، حتى لا تتراكم الانفعالات وتزداد.

لذلك يقول الحق -سبحانه-: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) (النحل: 126).

حتى لا تبيت انفعالاتك عندك قهراً، ولكن من كان لديه قوة ضبط النزوع فعليه أن ينظر في قول الحق -سبحانه-: (وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ) (آل عمران: 134).

إذن: فإما أن ترد السيئة بعقاب مماثل لها، وإما أن تكظم غيظك، أي: لا تُترجم غيظك إلى عمل نزوعي، وإما أن ترتقي إلى الدرجة الأعلى وهي أن تعفو؛ لأن  يحب من يحسن بالعفو.

ولذلك حين سألوا الحسن البصري: كيف يُحسِن الإنسان إلى من أساء إليه؟

أجاب: إذا أساء إليك عبد، ألاَ يُغضب ذلك ربه منه؟

قالوا: نعم.

قال: وحين يغضب الله من الذي أساء إليك؛ ألا يقف إلى جانبك؛ أفلا تحُسِن إلى من جعل الله يقف إلى جانبك؟

ولهذا السبب يُروى عن أحد الصالحين أنه سمع أن شخصاً اغتابه؛ فأهدى إليه - مع خادمه - طبقاً من بواكير الرطب، وتعجب الخادم متسائلاً: لماذا تهديه الرطب وقد اغتابك؟

قال العارف بالله: بَلِّغْهُ شكري وامتناني لأنه تصدَّق عليَّ بحسناته عندما اغتابني، وحسناته -بلا شك- أنفَسُ من هذا الرطب.

ولذلك يقال: إن الذي يعفو أذكى فهماً ممن عاقب، لأن الذي يعاقب إنما يعاقب بقوته؛ والذي يعفو فهو الذي يترك العقاب لقوة الله، وهي قوة لا متناهية.

وهكذا نفهم قول الحق -سبحانه-: (وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود: 102).

أي: أخذٌ موجعٌ على قدر قوة الله -سبحانه-؛ وهو أخذ شديد؛ لأن الشدة تعني: جمع الشيء إلى الشيء بحيث يصعب انفكاكه؛ أو أن تجمع شيئين معاً وتقبضهما بحيث يصعب تحلل أي منهما عن الآخر.

وهذه أقوى غاية القوة.

ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ٱلآخِرَةِ...).



سورة هود الآيات من 101-105 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 101-105 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 101-105   سورة هود الآيات من 101-105 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:38 am

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (١٠٣)

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)


من يخاف عذاب الآخرة، فإن هذه الآيات التي تخبر عن الذي حدث للأمم السابقة، إنما تلفته إلى ضرورة الإيمان بأن الله -سبحانه- يحاسب كل إنسان على الإيمان وعلى العمل.


ومن يسمع لقصص الأقوام السابقة؛ ويعتبر بما جاء فيها؛ وينتفع بالخبرة التي جاءت منها؛ فهو صاحب بصيرة نافذة؛ فكل ما حدث للأقوام السابقة آيات ملفتة.


ولذلك يُقال: "إن لكل آية مواليد؛ هي العبر بالآيات" ومن لا يؤمن فهو لن يعتبر؛ مصداقاً لقول الحق -سبحانه-: (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف: 105).


إذن: فقد شاء الحق -سبحانه- أن يلفتنا بالآيات لنعتبر بها ونكون من أولي الألباب؛ فلا ندخل في دائرة من لا يخافون العذاب؛ أولئك الذين يتلقّون العذاب خزياً في الدنيا وجحيماً في الآخرة؛ وعذاب الآخرة لا نهاية له؛ والفضيحة فيه أمام كل الخلق.


لذلك قال الحق -سبحانه-: (ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ) (هود: 103).


أي: أن الفضيحة في هذا اليوم تكون مشهودة من كل البشر؛ من لدن آدم إلى آخر البشر؛ لذلك تكون فضيحة مدوية أمام من يعرفهم الإنسان؛ وأمام من لا يعرفهم.


وقول الحق -سبحانه-: (ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ) (هود: 103).


وكلمة "مجموع" تقتضي وجود "جامع"؛ و"المجموع" يتناسب مع قدرة "الجامع"؛ فما بالنا والجامع هو الحق الخالق لكل الخلق -سبحانه وتعالى- ولا يجتمع الخلق يومها عن غفلة؛ بل يجتمعون وكلهم انتباه؛ فالحق -سبحانه- يقول: (إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ) (إبراهيم: 42).


ويقول الحق -سبحانه- أيضاً: (وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ) (الأنبياء: 97).


وهنا يقول -سبحانه-: (وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ) (هود: 103).


أي: أن كل الخلق سيشهدون هذا الفضح المخزي لمن لم يعتبر بالآيات.


ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك في ميعاد هذا اليوم: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ...).



سورة هود الآيات من 101-105 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 101-105 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 101-105   سورة هود الآيات من 101-105 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:39 am

وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (١٠٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهكذا نعلم أن تأخر مجيء يوم القيامة؛ لا يعني أنه لن يأتي؛ بل سوف يأتي -لا محالة- ولكن لكل حدث ميعاد ميلاد، ولكم في تتابع مواليدكم ما يجعلكم تثقون بأن مواليد الأحداث إنما يحددها الله.

وقول الحق -سبحانه-: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ) (هود: 104).

يتطلب أن نعرف أن كلمة "الأجل" تطلق مرة على مدة عمر الكائن من لحظة ميلاده إلى لحظة نهايته.

والحق -سبحانه- يقول: (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) (الرعد: 38).

وتطلق كلمة "الأجل" مرة أخرى على لحظة النهاية وحدها، مصداقاً لقول الحق -سبحانه-: (فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) (الأعراف: 34).

ولنعرف جميعاً أن كل أجل -وإن طال- فهو معدود، وكل معدود قليل مهما بدا كثيراً؛ لذلك فَلْنقُلْ أن كل معدود قليل.

ما دُمْنَا قادرين على إحصائه.

ويقول الحق -سبحانه- من بعد ذلك: (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ...).



سورة هود الآيات من 101-105 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 101-105 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 101-105   سورة هود الآيات من 101-105 Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:40 am

يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهنا جمع الحق -سبحانه- جماعة في حكم واحد، فقوله تعالى: (لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ) (هود: 105).

يعني: لا تتكلم أي نفس إلا بإذن الله، وقد كانوا يتكلمون في الحياة الدنيا بطلاقة القدرة التي منحهم إياها الله -سبحانه- حين أخضع لهم جوارحهم.

وجعل الحق -سبحانه- الجوارح مؤتمرة بأمر الإنسان؛ وشاء -سبحانه- أن يجعل بعضاً من خلقه نماذج لقدرته على سلب بعض تلك الجوارح؛ فتجد الأخرس الذي لا يستطيع الكلام؛ وتجد المشلول الذي لا يستطيع الحركة؛ وتجد الأعمى الذي لا يبصر، وغير ذلك.

وبتلك النماذج يتعرف البشر على حقيقة واضحة هي أن ما يتمتعون به من سيطرة على جوارحهم هو أمر موهوب لهم من؛ وليست مسألة ذاتية فيهم.

وقول الحق -سبحانه-: (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) (هود: 105).

يبيِّن لنا -سبحانه- حقيقة تسخير الجوارح لطاعتنا في الدنيا، فهي ترضخ لإرادتنا؛ لأنه -سبحانه- شاء أن يسخرها لأوامرنا ولانفعالاتنا، ولا أحد فينا يتكلم إلا في إطار الإذن العام للإرادة أن تنفعل لها الجوارح.

وقد يسلب الله -سبحانه- هذا الإذن فلا تنفعل الجوارح للإرادة، فتجد الحق -سبحانه- يقول في آية أخرى: (لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً) (النبأ: 38).

ويقول الحق عز وجل في آية أخرى: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ) (الصافات: 27).

وهناك آية أخرى يقول فيها الحق -سبحانه-: (هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ * وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) (المرسلات: 35-36).

ويقول الحق -سبحانه- أيضاً: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا) (النحل: 111).

وفي موضع آخر يقول -سبحانه-: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ) (الصافات: 24).

وهكذا قد يُخيَّل للبعض أن هناك آيات تناقض بعضها؛ فهناك آيات تسمح بالكلام، وهناك آيات تنفي القدرة على الكلام.

وأقول: يجب أن نفهم أن الكلام الذي سيعجز الأشقياء عن نطقه يوم القيامة هو الكلام المجدي النافع، وسيتكلم البعض كلام السفسطة الذي لا يفيد، مثل لومهم بعضهم البعض؛ وذكره لنا القرآن في قوله -سبحانه-: (وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا) (فصلت: 29).

وهذا كلام لا يشفع لصاحبه ولا يجدي.

إذن: فالممنوع هو الكلام المجدي المفيد، أو أن مقامات القيامة متفاوتة؛ فوقت يتكلمون فيه؛ ووقت يؤخذون فيه، فينبهرون ولا يتكلمون، ويأمر الحق -سبحانه- الجوارح المنفعلة أن تتكلم وتشهد عليهم.

ويقسِّم الحق -سبحانه- أحوال الناس قسمين، كما في قولهتعالى في آخر الآية: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (هود: 105).

وجاء بالاسم المحدد لكل من القسمين: "شقي" و"سعيد"؛ لأن الاسم يدل على الثبوت، فالشقاء ثابت لمن نُعت بالشقي؛ والسعادة ثابتة لمن نُعت بالسعيد.

ثم يبيِّن لنا الحق -سبحانه- منازل مَنْ شَقُوا، ومنازل مَنْ سُعِدوا؛ ولذلك يعدل عن استخدام الاسم إلى استخدام الفعل، فيقول -سبحانه-: (فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ...).



سورة هود الآيات من 101-105 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة هود الآيات من 101-105
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: هـود-
انتقل الى: