منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة هود الآيات من 026-030

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 026-030 Empty
مُساهمةموضوع: سورة هود الآيات من 026-030   سورة هود الآيات من 026-030 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:04 am

أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونحن نعلم أن نوحاً عليه السلام محسوب على قومه، وهم محسوبون عليه؛ ولذلك نجده خائفاً عليهم؛ لأن الرباط الذي يربطه بهم رباط جامع قوي.

وكذلك نجد الحق -سبحانه- يُحنِّن قلوب الرسل إليهم لعلهم يحسنون استقبال الرسول.

ومثال ذلك: قول الحق -سبحانه-: (وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً) (الأعراف: 65).

ولأن الرسول أخ لهم فلن يغشَّهم أو يخدعهم.

واستقبل الملأ من قوم نوح الأمر بما يقوله الحق -سبحانه- عنهم: (فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ...).



سورة هود الآيات من 026-030 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 026-030 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 026-030   سورة هود الآيات من 026-030 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:06 am

فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (٢٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والملأ -كما نعلم- هم وجوه القوم، وهم السادة الذين يملأون العيون مهابة، ويتصدرون أي مجلس.

وهناك مثل شعبي في بلادنا يوضح ذلك المعنى حين نقول: "فلان يملأ العين".

أي: أن العين حين تنظر إليه لا تكون فارغة، فلا جزء في العين يرى غيره.

ويقال أيضاً: "فلان قَيْد النواظر" أي: أنه إذا ظهر تقيَّدت به كل النواظر، فلا تلتفت إلى سواه، ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا كانت فيه مزايا تجذب العيون إليه بحيث لا تتحول عنه.

والمُراد بذلك هو الحاشية المُقرَّبَة، أو الدائرة الأولى التي حول المركز، فَحَوْل كل مركز هناك دوائر، والملأ هم الدائرة الأولى، ثم تليهم دائرة ثانية، ثم ثالثة وهكذا، والارتباك إنما ينشأ حين يكون للدائرة أكثر من مركز، فتتشتت الدوائر.

وردَّ الذين يكوِّنون الملأ على سيدنا نوح قائلين: (مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا) (هود: 27).

أي: أنه لا توجد لك ميزة تجعلك متفوقاً علينا، فما الذي سوَّدك علينا لتكون أنت الرسول؟

وقولهم هذا دليل غباء؛ لأن الرسول ما دام قد جاء من البشر، فسلوكه يكون أسوة، وقوله يصلح للاتباع، ولو كان الرسول من غيرِ البشر لكان من حق القوم أن يعترضوا؛ لأنهم لن يستطيعوا اتخاذ المَلاك أسوة لهم.

ولذلك بيَّن الحق -سبحانه- هذه المسألة في قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً) (الإسراء: 94).

وجاء الرد منه -سبحانه- بأن قُلْ لهم: (لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً) (الإسراء: 95).

إذن: فالرسول إنما يجيء مُبلِّغ منهج وأسوة سلوك، فإذا لم يكن من جنس البشر، فالأسوة لن تصلح، ولن يستطيع إلا البلاغ فقط.

ومثال ذلك: أنت حين ترى الأسد في أي حديقة من حدائق الحيوان، يصول ويجول، ويأكل اللحم النَّيء المقدم له من الحارس، أتحدثك نفسك أن تفعل مثله؟.

طبعاً لا.

لكنك إن رأيت فارساً على جواد ومعه سيفه، فنفسك قد تحدثك أن تكون مثله.

وهكذا نجد أن الأسوة تتطلب اتحاد الجنس؛ ولذلك قلنا: إن الأسوة هي الدليل على إبطال من يدَّعي الألوهية لعزير أو لعيسى عليهما السلام.

ثم يقول الحق -سبحانه وتعالى- ما جاء على لسان الملأ الكافر من قوم نوح: (وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا) (هود: 27).

والأراذل جمع "أرذل"، مثل قولنا: "أفاضل قوم"، وهي جمع "أفضل".

والأرذل هو الخسيس الدنيء في أعين الناس.

ورذال المال أي: رديئه.

ورذال كل شيء هو نفايته.

ونرى في الريف أثناء مواسم جمع "القطن" عملية "فرز" القطن، يقوم بها صغار البنين والبنات، فيفصلون القطن النظيف، عن اللوز الذي لم يتفتح بالشكل المناسب؛ لأن اللوزة المصابة عادة ما تعاني من ضمور، ولم تنضج النضج الصحيح.

وكذلك يفعل الفلاحون في موسم جمع "البلح"، فيفصلون البلح الجيد عن البلح المعيب.

إذن: فرذال كل شيء هو نفايته.

وقد قال الملأ من الكفار من قوم نوح: (وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا) (هود: 27).

أي: أنهم وصفوا من آمنوا بنوح عليه السلام بأنهم نفاية المجتمع.

وجاء الحق على ألسنتهم بقولهم في موضع آخر: (وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ) (الشعراء: 111).

ولم يَنْفِ نوح عليه السلام ذلك؛ لأن الذين اتبعوه قد يكونون من الضعاف، وهم ضحايا الإفساد؛ لأن القوي في المجتمع لا يقربه أحد؛ ولذلك فإنه لا يعاني من ضغوط المفسدين، أما الضعاف فهم الذين يعانون من المفسدين؛ فما إن يظهر المُخلِّص لهم من المفسدين فلابد أن يتمسكوا به.

ولكن ذلك لا يعني أن الإيمان لا يلمس قلوب الأقوياء، بدليل أن البعض من سادة وأغنياء مكة استجابوا للدعوة المحمدية مثل: أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنهم.

ولكن الغالب في دعوات الإصلاح أنه يستجيب لها المطحونون بالفساد، هؤلاء الذين يشعرون بالغليان في مراجل الألم بسبب الفساد، وما إن يظهر داعية إلى الإصلاح ويريد أن يزحزح الفساد، فيلتفُّون حوله ويتعاطفون معه، وإن كانوا غير عبيد، لكن محكومين بالغير، فهم يؤمنون علناً برجل الإصلاح، وإن كانوا عبيداً مملوكين للسادة؛ فهم يؤمنون خفية، ويتحمل القوي منهم الاضطهاد والتعذيب.

إذن: فكل رسول يأتي إنما يأتي في زمن فساد، وهذا الفساد ينتفع به بعض الناس؛ وطغيان يعاني منه الكثيرون الواقع عليهم الفساد والطغيان.

ويأتي الرسول وكأنه ثورة على الطغيان والفساد؛ لذلك يتمسك به الضعفاء ويفرحون به، وتلتف قلوبهم حوله.

أما المنتفعون بالفساد فيقولون: إن أتباعك هم أراذلنا.

وكأن هذا القول طَعْن في الرسول، لكنهم أغبياء؛ لأن هذا القول دليل على ضرورة مجيء الرسول؛ ليخلص هؤلاء الضعاف، ويجيء الرسول ليقود غضبة على فساد الأرض، ولينهي هذا الفساد.

وهي غضبة تختلف عن غضبة الثائر العادي من الناس، فالثائر من الناس يرى من يصفق له من المطحونين بالفساد.

لكن آفة الثائر من البشر شيء واحد، هي أنه يريد أن يستمر ثائراً، ولكن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد، فلا يسلط السيف على الكل، ولا يفضِّل قوماً على قوم، ولا يدلل مَنْ طُغِي عليهم، ويظلم مَنْ طغوا.

بل عليه أن يحكم بين الناس بالعدل والرحمة؛ لتستقيم الأمور، وتذهب الأحقاد، ويعلم الناس كلهم أن الثائر ما جاء ضد طائفة بعينها، وإنما جاء ضد ظلم طائفة لغيرها، فإذا أخذ من الظالم وأعطى المظلوم؛ فليجعل الاثنين سواء أمام عينيه.

ومن هنا يجيء الهدوء والاستقرار في المجتمع.

إذن: فقد كان قول الكافرين من ملأ قوم نوح.       

(وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا) (هود: 27).

هو قول يؤكد وجود الفساد في هذا المجتمع، وأن الضعاف المطحونين من الفساد قد اتبعوا نوحاً عليه السلام ويقول الحق -سبحانه-: (بَادِيَ ٱلرَّأْيِ) (هود: 27).

والبادي هو الظاهر؛ ضد المستتر.

وهناك قراءة أخرى هي (بَادِيءَ ٱلرَّأْيِ..).

أي: بعد بدء الرأي.

والآية هنا تقول: (بَادِيَ ٱلرَّأْيِ) (هود: 27).

أي: ظاهر الأمر، فساعة ما يُلْقى إلى الإنسان أيُّ شيء فهو ينظر له نظرة سطحية، ثم يفكر بإمعان في هذا الشيء.

وساعة يسمع الإنسان دعوى أو قضية، فعليه ألا يحكم عليها بظاهر الأمر، بل لابد أن يبحث القضية أو الدعوى بتروٍّ وهدوء.

وهم قد قالوا لنوح عليه السلام: أنت بشر مثلنا، وقد اتبعك أراذلنا؛ لأنهم نظروا إلى دعوتك نظرة ظاهرية، ولو تعقَّبوا دعوتك وتأمَّلوها ونظروا في عواقبها بتدبُّر لما آمنوا بها.

ويكشف الحق -سبحانه- هذا الغباء فيهم، فقول الملأ بأن الضعفاء كان يجب عليهم أن يتدبروا الأمر ويتمعنوا في دعوة نوح قبل الإيمان به، ينقضه إصرار الضعفاء على الإيمان؛ لأنه يؤكد أن جوهر الحكم عندهم جوهر سليم؛ لأن الواحد من هؤلاء الضعفاء لا يقيس الأمر بمقياس من يملك المال، ولا بمقياس من يملك الجاه، ولا بمقياس من له سيادة، بل قاس الضعيف من هؤلاء الأمر بالقلب، الذي تعقَّل وتبصَّر، وباللسان الذي أعلن الإيمان؛ لأن الإنسان بأصغريه: قلبه ولسانه.

إذن: فهذا الملأ الكافر من قوم نوح -عليه السلام- قد حكم بأن الضعاف أراذل بالمقاييس الهابطة، لا بالمقاييس الصحيحة.

ولو امتنع هؤلاء الذين يُقال عنهم "أراذل" عن خدمة من يقال لهم "سادة" لذاق السادة الأمرَّين، فهم الذين يقدِّمون الخدمة، ولو لم يصنع النجار أثاث البيت لما كانت هناك بيوت مؤثثة.

ولو امتنع العمال عن الحفر والبناء لما كانت هناك قصور مشيدة.

ولو امتنع الطاهي عن طهي الطعام لما كانت هناك موائد ممتدة، وكل خدمات هؤلاء الضعاف تصب عند الغني أو صاحب المال أو صاحب الجاه.

وهكذا نرى أن الكون يحتاج إلى من يملك الثروة -ولو عن طريق الميراث- ليصرف على من يحتاجه المجتمع أيضاً، وهم الضعاف الذين يعطون الخير من كدِّهم وإنتاجهم.

إذن: فالضعفاء هم تتمة السيادة.

وحين نمعن النظر لوجدنا أن سيادة الثَّريِّ أو صاحب الجاه إنما تأتي نتيجة لمجهودات من يقال عنهم: إنهم أراذل.

ولو أنهم تخلَّوا عن الثري أو صاحب الجاه، لما استطاع أن يكون سيداً.

ويذكر لنا الحق -سبحانه- بقية ما قاله الملأ الكافر من قوم نوح: (وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ) (هود: 27).

وهم -بهذا القول- قد أنكروا أن سيادتكم إنما نشأت بجهد من قالوا عنهم إنهم أراذل، وأنكروا فضل هؤلاء الناس.

ويُلفتنا الحق -سبحانه وتعالى- إلى الآفة التي تنتاب بعض المجتمعات حين يذكر لنا ما قاله الكافرون: (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً) (الزخرف: 31-32).

إذن: فالحق -سبحانه- هو الذي قسم المعيشة، وآفة الحكم أن ننظر إلى المرفوع على أنه الغنى، لا.

فليس المرفوع هو الغنى، بل هو كل ذي موهبة ليست في سواه.

وما دام مرفوعاً في مجال فهو سيخدم غيره فيه، وغيره سيخدمونه فيما رُفعوا فيه؛ لأن المسألة أساسها التكامل.

لذلك لا يُديم الله -سبحانه- غِنَى أحدٍ أبد الدهر، بل جعل الدنيا دُوَلاً بين الناس.

إذن: فلو عرف هذا الملأ الكافر من قوم نوح -عليه السلام- معنى كلمة الفضل لما قالوها؛ لأن الفضل هو الزائد عن المطلوب للكائن، في المحسوسات أو المعاني والفضل يقتضي وجود فاضل ومفضول.

ولينظر كل طاغية في حياته ليرى ما الفاضل فيها؟

إنه بعض من المال أو الجاه، وكل مَنْ يخدم هذا الطاغية هم أصحاب الفضل؛ لأن سيادة الطاغية مبنية على عطائهم.

فهم أصحاب الفضل، ما دام الفضل هو الأمر الزائد عن الضروري.

إذن: فحقيقة ارتباط العالم بعضه ببعض، هو ارتباط الحاجة لا ارتباط السيطرة، ولذلك حين نرى مسيطراً يطغى، فنحن نقول له: تعقَّل الأمر؛ لأنك ما سيطرت إلا بأناس من الأراذل، فإظهار قوته تكون بمن يُجيدون تصويب السلاح، أو بمن تدربوا على إيذاء البشر، فهو يبني سيادته ببعض الأراذل، كوسائل لتحقيق سيطرته.

وقول الكافرين من ملأ نوح -عليه السلام-: (وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ) (هود: 27).

يكشف أنهم قد فهموا الفضل على أنه الغِنَى، والجاه والمناصب، وهم قد أخطأوا الفهم.

ويُنهي الحق -سبحانه- الآية بقوله: (بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ) (هود: 27).

والظن هو الراجح، والمرجوح هو الوهم؛ وهذا يثبت أن في الإنسان فطرة تستيقظ في النفس كومضات، فالمتكبر يمضي في كبره إلى أن تأتي له ومضة من فطرته، فيعرف أن الحق حق، وأن الباطل باطل.

وحين جاءت هذه الومضة في نفوس هذا الملأ الكافر، قالوا: (بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ) (هود: 27).

ولم يقولوا: "نعتقد أنكم كاذبون".

ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ...).



سورة هود الآيات من 026-030 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 026-030 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 026-030   سورة هود الآيات من 026-030 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:07 am

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (٢٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وقول نوح عليه السلام: (أَرَأَيْتُمْ) أي: أخبروني إن كنت على بينة موهوبة من  ونور وبصيرة وفطرة بالهداية، وآتاني الحق -سبحانه-: (رَحْمَةً) أي: رسالة، بينما خفيت هذه المسألة عنكم، فهل أجبركم على ذلك؟

لا.

لأن الإيمان لابد أن يأتي طواعية بعد إقناع ملموس، وانفعال مأنوس، واختيار بيقين.

وحين ننظر في قوله: (أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) (هود: 28).

نجد الهمزة الاستفهامية ثم الفعل "نلزم" ثم كاف المخاطبة، وهنا نكون أمام استفهام، وفعل، وفاعل مطمور في الفعل، ومفعول أول هو كاف المخاطبة، ومفعول ثان هو الرحمة.

إذن: فلا إلزام من الرسول لقومه بأن يؤمنوا؛ لأن الإيمان يحتاج إلى قلوب، لا قوالب، وإكراه القوالب لا يزرع الإيمان في القلوب.

والحق -سبحانه- يريد من خلقه قلوباً تخشع، لا قوالب تخضع، ولو شاء -سبحانه- لأرغمهم وأخضعهم كما أخضع الكون كله له، -سبحانه- القائل: (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ) (النازعات: 27).

فالحق -سبحانه وتعالى- أخضع السماء والشمس والقمر، وكلَّ الكون، وهو -سبحانه- يقول لنا: (لَخَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ) (غافر: 57).

والكون كله يخضع لمشيئة الله -سبحانه وتعالى- وقد خلق الحق -سبحانه- الملائكة وهم جنس أعلى من البشر، وقال -سبحانه- عنهم: (لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم: 6).

إذن: فالحق -سبحانه وتعالى- لو أراد قوالب لأخضع الخلق كلهم لعبادته، ولكنه -سبحانه وتعالى- يريد قلوباً تخشع؛ ولذلك يقول تبارك وتعالى: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء: 3-4).

وهكذا نعلم أن الحق -سبحانه- مُنَزَّهٌ عن رغبة إخضاع القوالب البشرية، بل شاء -سبحانه- أن يجعل الإنسان مختاراً؛ ولذلك لا يُكْرِهُ الله -سبحانه- أحداً على الإيمان.والدِّين لا يكون بالإكراه، بل بالطواعية والرضا.

والحق -سبحانه وتعالى- هو القائل: (لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ) (البقرة: 256).

وهكذا يطلب الحق -سبحانه- من الخلق أن يعرضوا أمر الإيمان على العقل، فالعقل بالإدراك ينفعل متعجباً لإبداع المبدع، وعند الإعجاب ينزع إلى اختياره بيقين المؤمن.

يقول الحق: (إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ) (آل عمران: 190).

والإكراه إنما يكون على أمر غير مُتَبَيَّن، أما الدِّين فأمر يتبيَّن فيه الرشد؛ لأن المنهج حين يطلب منك ألا تسرق غيرك، فهو يضمن لك ألا يسرقك الغير، وحين يأمرك ألا تنظر إلى محارم غيرك، فهو يحمي محارمك، وحين يأمرك ألا تغتاب أحداً، وألا تحقد على أحد، ففي هذا كله راحة للإنسان.

إذن: فما يطلبه المنهج هو كل أمر مريح للإنسان، وأنت إن نظرت في مطلوبات المنهج فلن تجدها مطلوبة منك وحدك، ولكن مطلوبة من الناس لك أيضاً.

وهو تبادل مراد من الله لإعمار الكون أخذاً وعطاء.

ولذلك لا يحتاج مثل هذا الرشد إلى إكراه عليه، بل تجد فيه البينة واضحة فاصلة بينه وبين الغَيِّ.

والآفة أن بعضاً من الناس يستخدمون هذه الآية في غير موضعها، فحين تطلب من مسلم أن يصلِّي تجده يقول لك: (لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ) (البقرة: 256).

ولك أن تقول له: لا إكراه في الحَمْل على الدِّين والإيمان به، لكنك إذا آمنت بالدِّين فإياك أن تكسره، بتعطيل منهجه أو الإعراض عنه.

ولذلك يشدِّد الحق -سبحانه- عقوبة الخروج من الدين؛ لأن الحق -سبحانه- لم يُكرِه أحداً على الدخول في الدين، بل للإنسان أن يفكر ويتدبر؛ لأنه إن دخَل في الدين وارتكب ذنباً فسيلقى عقاب الذنب؛ لأنه دخل برغبته واختاره بيقينه، فالمخالفة لها عقابها.

إذن: فالدخول إلى الإيمان لا إكراه فيه، ولكن الخروج من الدين يقتضي إقامة الحد على المرتدِّ ومعاقبة العاصي على عصيانه.

وعندما يعلم الجميع هذا الأمر فهم يعلمون أن الحق -سبحانه وتعالى- قد جعل الصعوبة في الدخول إلى الدين عن طريق تصعيب آثار الخروج منه.

ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك على لسان نوح عليه السلام: (وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً...).



سورة هود الآيات من 026-030 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 026-030 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 026-030   سورة هود الآيات من 026-030 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:08 am

وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (٢٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ومثل هذا القول بمعناه جاء مع كل رسول، ففي مواضع أخرى يقول الحق -سبحانه-: (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) (الأنعام: 90).

لأن العِوَض في التبادل قد لا يكون مالاً، بل قد يكون تمراً، أو شعيراً أو قطناً أو غير ذلك، والأجر -كما نعلم- هو أعم من أن يكون مالاً أو غير مال؛ لذلك يقول الحق -سبحانه- هنا: (لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ) (هود: 29).

وهكذا نجد أن الحق -سبحانه- قد أغْلَى الأمر.

وقول الرسول: (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ) (هود: 29).

هو قول يدل على أن الأمر الذي جاء به الرسول هو أمر نافع؛ لأن الأجرة لا تستحق إلا مقابل المنفعة.

ونحن نعلم أن مبادلة الشيء بعينه أو ما يساويه؛ تُسمَّى شراء، أما أن يأخذ الإنسان المنفعة من العين، وتظل العين ملكاً لصاحبها، فمن يأخذ هذه المنفعة يدفع عنها إيجاراً، فكأن نوحاً عليه السلام يقول: لقد كنت أستحق أجراً لأنني أقدِّم لكم منفعة، لكنني لن آخذ منكم شيئاً، لا زُهْداً في الأجر، ولكني أطمع في الأجر ممن هو أفضل منكم وأعظم وأكبر.

ولأن هذا الملأ الكافر قد وصف من اتبع نوحاً بأنهم أراذل؛ لذلك يأتي الرد من نوح عليه السلام: (وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ) (هود: 29).

ويوضح هذا الرد أن نوحاً عليه السلام لا يمكن أن يطرد إنساناً من حظيرة الإيمان لأنه فقير، فاليقين الإيماني لا علاقة له بالثروة أو الجاه أو الفقر والحاجة.

ولا يُخْلِي رسولٌ مكاناً من أتباعه الفقراء ليأتي الأغنياء، بل الكلُّ سواسية أمام الله -سبحانه وتعالى- والحق -سبحانه- يقول: (وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ) (الأنعام: 52).

وقد جعل الحق -سبحانه- هؤلاء الذين يطلق عليهم كلمة "أراذل" فتنة، فمن تكبَّر بسبب فقر وضعف أتباع الرسل، فليغرق في كِبْره.

لذلك يقول الحق -سبحانه-: (وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِّيَقُولوۤاْ أَهَـٰؤُلاۤءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّاكِرِينَ) (الأنعام: 53).

وأيضا يأمر الحق -سبحانه- رسوله بأن يضع عينه على هؤلاء الضعاف، وألا ينصرف عنهم أو عن أي واحد منهم، فيقول الحق -سبحانه-: (وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ) (الكهف: 28).

جاء هذا القول حتى لا ينشأ فساد أو عداء بين المؤمنين برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يقال: "فلان مُقَرَّبٌ منه"؛ ولذلك كان -صلى الله عليه وسلم- إذا جلس؛ يوزع نظره على كل جلسائه، حتى يظن كل جالس أن نظره لا يتحول عنه.

وفي هذه الآية الكريمة -التي نحن بصدد خواطرنا عنها- يقول الحق -سبحانه وتعالى- على لسان سيدنا نوح -عليه السلام- وصفاً لهؤلاء الضعاف الذين آمنوا: (إِنَّهُمْ مُّلاَقُواْ رَبِّهِمْ) (هود: 29).

وفي هذا بيانٌ أن نوحاً -عليه السلام- لن يطرد هؤلاء الضعاف المؤمنين، فلو طردهم وهم الذين سيلقون، أيسمح نوح عليه السلام أن يقال عنه أمام الحق - تبارك وتعالى - إنه قد طرد قوماً آمنوا برسالته؟

طبعاً لا.

ونحن نعلم أن الحق -سبحانه- يحاسب رسله، والمرسَل إليهم، فهو -سبحانه- القائل: (فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ) (الأعراف: 6).

إذن: فنوح -عليه السلام- يعلم أنه مسئول أمام ربه، ولكن هذا الملأ الكافر من قومه يجهلون؛ ولذلك يقول الحق -سبحانه- في نهاية هذه الآية الكريمة على لسان نوح عليه السلام: (وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) (هود: 29).

أي: أنهم لا يفهمون مهمة نوح عليه السلام، وأنه مسئول أمام ربه.

ويقول الحق -سبحانه- من بعد ذلك: (وَيٰقَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ...).



سورة هود الآيات من 026-030 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 026-030 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 026-030   سورة هود الآيات من 026-030 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:09 am

وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٣٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهنا يوضِّح نوح عليه السلام أنه لا يقدر على مواجهة الله إن طرد هؤلاء الضعاف؛ لأن أحداً لن ينصر نوحاً على الله -عز وجل- لحظة الحساب، فهناك يوم لا ملك فيه لأحد إلا الله، ولا أحد يشفع إلا بإذنه -سبحانه-، ولا أحد بقادر على أن ينصر أحداً على؛ لأنه القاهر فوق كل خلقه، والنصر -كما نعلم- يكون بالغلبة، أما الشفاعة فهي بالخضوع، والحق -سبحانه- لا يأذن لأحد أن يشفع في طرد مؤمن من حظيرة الإيمان.

وفي هذا القول تذكير من نوح عليه السلام لقومه؛ ولذلك قال الحق -سبحانه-: (أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) (هود: 30) أي: يجب ألاَّ تأخذكم الغفلة، وتُنسيكم ما يجب أن تتذكروه.

وكما جاء الحق -سبحانه- بالتذكُّر، وهو الأمر الذي بدوامه يبعد الإنسان الغفلة، جاء الحق -سبحانه- أيضاً بالتفكُّر، وهو التأمل لاستنباط شيء جديد عن طريق إعمال العقل بالتفكر، الذي يجعل الإنسان في تأمل يقوده إلى تقديس وتنزيه الخالق، وبهذا يصل الإنسان إلى الحقائق التي تكشف له معالم الطريق.

وجاء الحق -سبحانه- أيضاً بالتدبر، أي: ألا يأخذ الإنسان الأمور بظواهرها، أو أن ينخدع بتلك الظواهر، بل لابد من البحث في حقائق الأشياء.

لذلك يقول الحق جَلَّ وعَلاَ: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ) (النساء: 82).

أي: أفلا يبحثون عن الكنوز الموجودة في المعطيات الخلفية للقرآن.

والتدبر هو الذي يكشف المعاني الخفية خلف ظواهر الآيات، والناس يتفاضلون في تعرضهم لأسرار كتاب الله حين ينظرون خلف ظواهر المعاني.

ولذلك نجد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "ثَوِّروا القرآن" أي: قَلِّبوا معاني الآيات لتجدوا ما فيها من كنوز، ولا تأخذوا الآيات بظواهرها، فعجائب القرآن لا تنقضي.

ويقول الحق -سبحانه وتعالى- مواصلاً ما جاء على لسان سيدنا نوح: (وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ...).



سورة هود الآيات من 026-030 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة هود الآيات من 026-030
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: هـود-
انتقل الى: