منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الفصل العاشر: وحدات الوراثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل العاشر: وحدات الوراثة Empty
مُساهمةموضوع: الفصل العاشر: وحدات الوراثة   الفصل العاشر: وحدات الوراثة Emptyالسبت 12 أكتوبر 2019, 1:54 am

الفصل العاشر: وحدات الوراثة

كُلُّ خليَّة -ذكراً كانت أمْ أنثى- تحتوي كروموزومات (1) وجينات (وحدات الوراثة CENES).


والكروموزيَّة تكون النَّويَّة (نواة صغيرة) المُعتمة التي تحتوي الجينة.


والجينات هي العامل الرئيسي الحاسم فيما يكون عليه كُلّ كائنٍ حيٍّ أو إنسان.

---------------------------------------

(1) - الكروموزوم Chromosome

هي وحدة المَادَّة العضويَّة والعامل في نقل الصِّفاتِ الوراثيَّة.

(المُتَرْجِمْ).

---------------------------------------

والسيتوبلازم (1)

هي تلك التركيبات الكيمويَّة العجيبة التي تُحِيطُ بالاثنتين.

(المُتَرْجِمْ).

---------------------------------------

وتبلغ (الجينات) (وحدات الوراثة) من الدِّقة أنَّهَا -وهي المسئُولة عن المخلوقات البشرية جميعاً التي على سطح الأرض من حيث خصائصها الفرديَّة وأحوالها النفسيَّة وألوانها وأجناسها- لو جُمِعَتْ كلها وَوُضِعَتْ في مكانٍ واحدٍ، لكان حجمُها أقلَّ من حجم (الكستبان).


وهذه الجينات الميكروسكوبيَّة البالغة الدِّقَّة هي المفاتيح المُطلقة لخواص جميع البشر والحيوانات والنَّباتات.


و (الكستبان) الذي يسع الصِّفات الفرديَّة لبليونين من البشر.


هو بلا ريب مكان صغير الحجم.


ومع ذلك فإنَّ هذه هي الحقيقة التي لا جدال فيها.


فهل هذه الجينات والسيتوبلازمات تحبس كل الصفات المتوارثة العاديَّة لجمع من الأسلاف، وتحتفظ بنفسيَّة كل فرد منهم، في مثل تلك المساحة الضئيلة؟


وما هو المحبوس هناك؟


كتاب تعليمات؟


صف من الذَّرَّات؟

---------------------------------------

(1) - السيتوبلازم Cytoplasm

هي المادة البروتوبلازمية التي حول نواة الخلية.

(المُتَرْجِمْ).

---------------------------------------

إنَّ الجنين EMBRYO وهو يخلص في تطوير التدريجي من النطفة (البروتوبلازم) إلى الشبه الجنسي، إنَّما يَقُصُّ تاريخاً مُسَجَّلاً، قد حفظ وعبر عنه بالتنظيم الذَّرِّي في الجينات والسيتوبلازم، حتى إنَّ الأمَّ التي غذَّت الجنين منذ حملت به ليس لها كبير نفوذ، لأنَّ الجينات هي التي تُقرِّرُ: هل الطفل سيُشبه أباهُ أو أمَّهُ؟


وليس هناك دليل على أنَّ هذا الشَّبه تُقرِّرَه البيئة السَّابقة للولادة، والتطوُّر يحتاج عادة إلى فتراتٍ طويلةٍ من الزَّمن حتى يستقرَّ كل تغيير.


إنَّمَا عملية يُرَادُ منها العمل على بقاء الجنس وتشابهه.


وهو يصل إلى درجة الكمال بحلول الرُّوح.


والخالقُ عَزَّ وجَلَّ قد رتَّبَ ذلك ونَظَّمَهُ، فهو لا يُسرعُ بهذه العملية لأنَّ الإنسان لا يفهمها أو لأنَّه خُلِقَ عَجُولاً.


والتطورات الجديدة تتوقف على الخواص الموجودة وعلى وجود بيئة مُلائمة.


فالمُصادفة والحادثُ إذنْ ليس لهما سوى قليل دخل في التطور، إلا من حيث الاختلافات التي بين الوالدين، التي تحد بالفوارق التي تورث وقتئذ.


وأنت إذا بدأت بفراشةٍ، فإنك لم تحل على يسروع CATERPILLAR.


واليسروع يأكل بنهم وينمو حتى ينضُج، ثم يلف نفسه براحةٍ في رداءٍ بعضه من الحرير، ويصبح شرنقة.


ومعظم أنسجة الجسم تنحل إلى خلايا وتُصبح مزيجاً.


ولم يكتشف أي شخص قام بتحليلها أنَّ جزءاً منها مختلف عن الآخر، كما أنَّهُ لا يقدر أنْ يُفَرِّقْ بين هذا المزيج.


وفي الوقت المُناسب تبحث كل خليَّة في الشَّرنقة عن صلتها المناسبة، وتتحوَّل الشَّرنقة إلى مخلوق جديد ذي حياة، وله كل الأعضاء الطبيعية اللازمة للوجود، وله القدرة على أنْ يُنتج من جديد نصف الطبيعة المُعَقَّدَة ليعسوب جديد، وفي الوقت المُناسب تنفتح الشَّرنقة، فيأتي إلى العالم مخلوق بديع يُعرف باسم (الفراشة)، وأجنحتها الرَّقيقة مصنوعة من أنابيب تصب فيها دَمَهَا.


وينفتح الجناح ويُصبح أداةً للطيران.


وحين تطير الفراشة في الهواء بكل ألوانها الباهرة تُرى بالميكروسكوب أن أجنحتها مُغطاة بقشرةٍ تُشبهُ الرِّيش وأنَّ كل بقعةٍ حمراء أو سمراء أو خضراء، أو صفراء، هي في مثل المكان الذي كانت فيه على الفراشة الأصليَّة.


وترقيطها يُشبه ترقيط أبويها من كل الوجوه، إلى حَدٍ ميكروسكوبي تقريباً.


فما هي قوة التوجيه هذه التي (للجينات)؟


إنَّهَا تتحكَّم في الخلايا، والخلايا تُطيعُها مثل طاعة الجُند لرؤسائهم.


والنتيجة تكون صحيحة من حيث التَّناسُخ التفصيلي العام مثل حَلِّ مسألةٍ حِسَابِيَّة.


واللونُ يُقال عنه أنَّهُ ناشئٌ من كَوْنِ مَوَادٍ مُعَيَّنَةٍ تتشرَّبُ كُلَّ الأشعة من أطوال موجة مُعيَّنة، تاركة الباقي لينعكس، وموجات الضوء هي كبيرة جداً نسبياً، لأنَّهَا تجري من ثلاثة وثلاثين ألفاً إلى ستة وثلاثين ألفاً من البُوصة الواحدة، في حين أنَّ المَوْجَات الأخرى أو الأشعة تجري من أميال للرَّاديو إلى عشرة ملايين أو أكثر من البُوصة للأشعَّة فوق البنفسجيَّة.


ولا ندري ماذا نكتشف بعدئذ في المُستقبل.


وهناك فراشات مُعيَّنة في المناطق الحارَّة أجنحتها مُغطّاة بقشر مُكَوَّنٌ بعضه من ألواح جِدُّ رقيقة من مَادَّةٍ شفافة.


وينفُذُ الضوء وينعكس بلون أزرق جميل كما قد تراه أحياناً بين ألوان عين الهر (1) ولو حدث تغيير بمقدار جزء من عشرة آلاف جزء من البُوصة، في سُمْكِ غِشَاءِ الجناح الذي للفراشة، لَتَغَيَّرَ ذلك الضوء أو ذهب كُليَّةً.


إنَّ (الجينات) تُرَتِّبُ الأمور، بحيث لا يحدث تغيير على مدى ألف جيل!


ويستطيع الإنسان أنْ يُغَيِّرَ (الجينات) باستخدام الرَّاديُوم والأشعَّة الأخرى، ويأتي ذلك بذُبابٍ عديم الأجنحة ونَمْلٍ مُشَوَّهٌ، وشَوَاذٌ مُدهشة عديدة، وقد يستطيع العُلماءُ يوماً ما أن يُحَسِّنُوا مِنْ صُنع الطبيعة، ولكنهم حتى يتم لهم ذلك، يكسبون معرفة قيِّمَة، تؤدِّي إلى تقدُّم عُلوم الأحياء، والطب، والطبيعة.


ومن المعروف الآن أنَّ الحياة كلها تأتي من خليَّةٍ واحدةٍ، وليس ثمَّة من دليل يؤيد أيَّةَ نتيجة أخرى.


ويُلاحظ أنَّ جميع طوائف الكائنات الحيَّة مُنفصل بعضها عن بعض بهوَّاتٍ سحيقة لا يُمكن عُبُورهَا.


حتى إنَّ الحيوانات المُقاربة ينفصل بعضها عن بعض كذلك، وكثير منها لا تلبثُ أنْ تفقد القُدرة على التَّهجين معاً.


فمثلاً نسلُ الحِمَارِ والمُهر هو بَغْل، ولكن لا يمكن أنْ توجد سُلالة البَغل.


وكلما رجعنا إلى المَنبع الأصلي للحياة نجد المُواءَمَة مع البيئة أعَمُّ، حتى ليُمكننا أنْ نتصوَّر على الأقل، زمناً كانت فيه القُدرة على مُطابقة البيئة كاملة، وكانت الأرض كما هي الآن لدرجةٍ كبيرةٍ، مأهولةٍ بكائناتٍ حيَّةٍ (كُلٌ منها من نوعه)..


إنَّ السَّمك اللزيق CLAM والدول (الأخطبوط) OCTAPUS هما من الحيوانات الرَّخْوَة (الهُلاميَّة)، ولكن انفصالهما بالمُطابقة المُوائمة هو إلى حَدٍّ يَصعُب تصديقه.

---------------------------------------

(1) - عين الهر أو الشمس Opal

حجر كريم كثير الألوان.

(المُتَرْجِمْ).

---------------------------------------

ولَمَّا كانت هذه الانفصالات قد حدثت في بدايات الحياة فإن كُلَّ مخلوق قد زاد مُخصَّصَهُ تدريجياً، وفقد القُدرة على العودة وعلى سُرعة تكييف نفسه من جديد.


ونظراً إلى ازدياد عدم المُرُونة، أصبح كثير من السُّلالات مُندثراً، في حين بقيت الحياة بوجهٍ عام مُمكنة لغيرها.


والإنسان حيوانٌ من رتبة الطليعة، وتكوينُه يُشبه تكوين فصائل السيميا (1).


ولكن هذا الشَّبه الهيكلي ليس بالضَّرُورة بُرهاناً على أنَّنا من نسل أسلاف سيميائيَّة (مِنَ القُرُودِ)، أو أنَّ تلك القُرُودِ هي ذُرِّيَّةٌ مُنْحَطَّةٌ للإنسان.


ولا يستطيع أحَدٌ أنْ يَزْعُمَ أنَّ سمك القد COD قد تطوَّر من سمك الحساس HADDOCK وإنْ يكن كلاهما يسكُن المياه نفسها، ويأكل الطعام نفسه، ولهما عِظَامٌ تكاد تكون متشابهة.


وإنَّمَا يعني ذلك ببساطة أنَّهُ في وقتٍ ما عند بداية التَّكيِّيف كانت هناك ضَرُورة متوازنة لتنظيم كل من النوعين.


إنَّ العِلْمَ يُشيرُ إلى إبهام يَدِ الإنسان وقُدرتُهَا على الإمساك بالعِدَدِ والأسلحة، ويُعَدُّ ذلك أصلاً لتقدُّم الإنسان، وأنَّ إبهام القِرْدَ التي لا نفع لها، لهي بُرهانٌ قاطعٌ على أنَّ إبهام الإنسان لا يُمكن أنْ تكون قد جاءت من إبهام قُرُودِ (السيميا) التي تعيش على الأشجار، تلك الإبهام المُخَصَّصَةِ لهذه العيشة، ذلك لأن الطبيعة لا تُعيدُ أبداً تيسيراً قد فُقِدَ، والحصَانُ الذي يجري الآن على إصبع شديدة التَّخصُّص، لا يمكنه أبداً أنْ يستعيد تلك الأصابع التي فقدها على كَرِّ الزَّمن.


على أنَّنَا لا ينبغي لنا أنْ نشغل أنفسنا بشكلٍ جِدِّيٍّ أكثر من اللازم، بما حدث لأسلافنا منذ مليوني جيل على الأقل.


ومع هذا يبدو أن البحث عن (الحلقة المفقودة) سوف يتَّضح عبثه..

---------------------------------------

(1) - السيميا Simia

فصائل الأورانجتان والغوريلا والشمبانزى.

(المُتَرْجِمْ).

---------------------------------------

إنَّ التَّهجين قد يبدو في الظاهر كخلق جديد قد تطوَّر عن قصدٍ، مثل الكلب السُّلوقي والكلب البكيني PEKINESE والكلب الصغير الأفطس الأنف (بج PUG)، وأنَّها كلها كلاب، وإذا ربَّيْتَ بعناية تبقى على صفاتها المُكتسَبَة، فإنَّهَا ستظل كما هي الآن.


ولكنَّها لو عادت إلى حالة الطبيعة، فإنَّ هذه الكلاب التي عُنِىَ بتربيتها تَعُودُ في النهاية إلى فصيلتها الأصليَّة، ورُبَّما كان أصلها ذِئْباً، غير أنَّهَا إذا كُيِّفَتْ تكييفاً جيداً على البيئة التي وُجِدَتْ فيها نفسها، ولم يُتح لها التَّهجين، فإنَّها قد تبقى كنوع جديدٍ من الكلاب.


وقد رُبِىَّ الحَمَامُ بقصد إحداث سُلالات جديدة منه، وربما حدث ذلك منذ بدء التاريخ.


فمنه الحمام الذي له ذيل كالمروحة FANTAILS، والحمام الهزَّاز، وهناك فلتات وربما شواذ، ولكن (الجينات) تنتظر كامنة في هدوء لتُعِيدُهَا إلى طرازها الأول.


ويمكنك أنْ تراها في طريق عودتها إلى أصلها في أي شارع بإحدى المُدن، إذ تلحظ بها التخطيط المُتشابه والميل العام إلى الانسجام النهائي في اللون.


وإنَّنَا نكره الهجين (البزرميط) بغرائزنا، ونشمئز من رؤية بقرةٍ ذات خمس أرجل، أو ذات رأسين، ولكنَّا نعجبُ بالرجل الوسيم، إلا إذا كانت تنقصه الأخلاق، وبالمرأة الجميلة، ولكن أحَبُّ النَّاس إلينا هي الأمُّ المُتفانية في أبنائها.


إنَّ (الجينات) جزء من خلايا الوراثة، غير أنَّ خلايا الوراثة لا تشترك في التكوين العام للجسم، ولكنها مُنعزلة ولا تُسهم في أي وجه من وجوه النَّشاط الأقل أهميَّة التي تقوم بها الكائناتُ الحيَّة.


إنَّ هذه الخلايا تحفظ الشَّبه الكامل للنوع.


ويبدو أنَّها لا تتأثَّر بمسلك الوالدين، إلَّا أنَّ سُوءَ الخُلُقِ، أو المَرض، أو الحوادث، قد تُمِدُّهَا بموادٍ جِدُّ فقيرة لتشتغل بها.


إنَّ الوالدين القويين، قد ينسلان أطفالاً أقوياء، ولكن ذلك لأنَّهُ كان هناك أسلافٌ أقوياء.


إنَّ الوالدين قد يمنحان طفلهما معبداً طبيعياً ليعيش فيه، أو قد يهبانه (مباءة) لا تصلح مكاناً لنفس خالدة، إنَّ الأبُوَّةَ والأمُومَة هما أعظم تبعِة تقعُ على عاتق الإنسان!


والرجالُ لا تنمو لِحَاهُم أفضل من قبل، لأنَّهُمْ يحلقونها، والقطط التي بلا ذيول في جزيرة (مان) لم تتطوَّر هكذا هناك لأنَّ أحَدَاً قد قطع ذيل قطة، كلا، بل إنَّ (جينة) ما GENE، خاصة بالذيل، قد فقدتها تلك القطط.


ولكن على الرغم من هذه الكارثة، فان القطط اللاحقة قد نشأت صحيحة دون تلك (الجينة).


إنَّ البيئة تُحْدِثُ بالفعل تغييرات بطيئة في وجوه النشاط المناسبة (بالجينة)، وإذا كان التغيير لصالح، فإنَّ تلك التعديلات تستمر، وإلا فإنَّ المخلوق الذي اعتراه التغيير يبعد، لأنَّهُ غير صالح لمُلاقاة الظروف.


إن الكلب المكسيكي الخالي من الشَّعر قد ينشأ صحيحاً في المنطقة المُتجمِّدة، ولكن نسله سوف يموت من البرد.


إن القائلين بنظرية التطوُّر (النُّشُوء والارتقاء) لم يكونوا يعلمون شيئاً عن وحدات الوراثة (الجينات)، وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطوُّر حقاً، أعني عند الخليَّة، ذلك المكان الذي يحتوي الجينات ويحملها.


لقد حُلَّ إلى الأبد لُغز أيهُمَا جاء قبل الآخر: الدَّجَاجَة أم البيضة؟


إنه لم يكن هذه ولا تلك بل جاءت قبلهما خليَّة أوليَّة.


والبيضة ليست إلا مُجَرَّد غِذَاءٍ للجنين.


وهي تحتوي تلك الخليَّة الفريدة التي لقيت عشيرها.


وحين تتَّحد (الجينات) التي بالخلايا، وتنقسم، فإنَّ هذه الجينات مع (السيتوبلازم) ترغم الآن على إنتاج دجاجة تضع بيضة أخرى.


والمَادَّةُ على هذا الشكل، لا غاية لها، فليس لها غرض حتى في طاعتها الظاهرة للقانون، ولكن الحياة في كل مادة مُنَظّمَة لها غرضٌ محدود: هو تكوين شجرة، أو كرمة عنب أو فيل، أو إنسان، في اتفاق تام مع خِطَةٍ مرسومةٍ محدودةٍ بالجينات.


والحياة تُرغم على التناسل، لكي يبقى النوع، وهو دافع بلغ من القوة أنَّ كل مخلوق يبذل أقصى تضحية في سبيل هذا الغرض: ففي بعض الأنواع، كذباب مايو مثلاً، تموت أفرادٌ كثيرة لفورها حين تتم هذه المُهِمَّة.


وهذه القوة الإلزاميَّة لا توجد حيث لا توجد الحياة.


فمِنْ أينَ تنشأ هذه الدَّوافع القاهرة؟


ولماذا، بعد أنْ نشأت، تستمر ملايين السنين؟


إنَّهُ قانون الطبيعة الحيَّة، الذي يبلغ من القوة مبلغ تلك التركيبات الكيمويَّة.. إنَّهُ يأتِي من إرادةِ الخالق..


إنَّ الخلافات الجوهرية القائمة بين جميع المواد العنصرية التي لأمِّنَا الأرض وبين الكائنات ذات الحياة، هي أنَّهُ بينما جميع العناصر قد تتَّحد، وتتبلور، وتتغيَّر في المَظهر، لا يوجد أي تغيير في الذَّرَّاتِ، ولا علاقة محسوسة بينها.


بل على العكس نجد الكائنات الحيَّة تُنَظِّمْ كل العناصر في عِدَّةِ تركيبات جديدة، لكل منها مجالٌ للنَّشاط، وكلها تتنافس معاً في جهودها لحفظ تلك الصِّلاتِ الحيَّة.


وهذا التعاون الكامن الجاد يمتنع تماماً إلا حيث توجد الحياة.


وهو لم يُقَدَّرُ حَقَّ قَدْرِهِ مع أنَّهُ قانون لا يقلُّ عن قانون الجاذبيَّة، ولابُدَّ أنَّهُ نبع من نفس المَنبع.


إنَّ مثل هذه القوانين هو جُزْءٌ من مشيئة الله تعالى، وليس انبعاثاً من الفوضى!


لقد رأينا أنَّ (الجينات) مُتَفَقٌ على كَوْنَهَا تنظيمات أصغر من الميكروسكوبيَّة للذَّرَّات، في خلايا الوراثة بجميع الكائنات الحية.          


وهي تحفظ التصميم، وسجل السَّلف، والخواص التي لكل شيءٍ حَيٍّ.


وهي تتحكَّم تفصيلاً في الجذر والجذع والورق والزَّهر والثَّمر، لكل نبات، تماماً كما تُقرِّرُ الشَّكل، والقِشْرَ، والشَّعر، والأجنحة لكل حيوان بما فيه الإنسان.


إنَّ جَوْزَةَ البَلّوط تسقط على الأرض، فتحفظها قشرتها السَّمراء الجامدة، وتتدحرج في حُفرَةٍ ما في الأرض.


وفي الرَّبيع تستيقظ الجُرثُومة، فتنفجر القشرة، ويزود الطعام من اللب الشبيه بالبيضة الذي اختفت فيه (الجينات): وهي تَمُدُّ الجذور في الأرض، وإذا بلت ترى فرخاً أو شتلة (شجيرة) وبعد سنوات شجرة!


وأن الجرثومة بما فيها من (جينات) قد تضاعفت ملايين الملايين.


فصنعت الجذع والقشرة وكل ورقة وكل ثمرة، مماثلة لتلك التي لشجرة البلوط التي تولَّدت عنها.


وفي خلال مئات السِّنين قد بقي في ثمار البلوط التي لا تُحصى، نفس ترتيب الذَّرَّات تماماً الذي أنتج أول شجرة بلوط منذ ملايين السِّنين.


لم تحمل شجرة بلوط قط قسطلاً (أبا فروة)، ولم يلد أي حوت سمكة.


وحقول القمح المتموجة هي قمح في كل حبَّة من حُبُوبها، والحِنطة هي الحِنطة.


والقانون يتحكَّم في التنظيم الذَّرِّيِّ (بالجينات) التي تقرر قطعاً كل نوع من الحياة من البداية إلى النهاية.


لقد قال هيكل HAECKEL (أعطني هواء ومواد كيمويَّة ووقتاً، وأنا أصنع إنساناً) (1).


ولكنه أغفل وحدات الوراثة (الجينات)، وأغفل الحياة نفسها.


لقد كان عليه -لو استطاع- أن يجد وينظم الذرات غير المرئية ووحدات الوراثة (الجينات) ويمنحها الحياة!


وحتى في هذه الحالة كانت النتيجة، بنسبة ملايين إلى واحد، إنَّهُ كان يأتي بوحش لا مثيل له.


ولو أنَّهُ نَجَحَ في ذلك لقال إنَّ الأمرَ لم يَكُنْ مُجَرَّدَ مُصَادَفَة، ولكن ثمرة عقله!..


حقاً إنَّ اللهَ يخلقُ مُعْجِزَاتِهِ بأساليبَ تَخْفَي عَلَى الأذهَان!

---------------------------------------

(1) - قال الله تعالى في كتابه الكريم: (سورة الحج):

(يا أيُّها النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فاستمعُوا له، إنَّ الذين تدعُون من دُون اللهِ لَنْ يَخلقُوا ذُبَابًا ولو اجتمعوا له، وإنْ يَسلبُهمُ الذُّبابُ شيئاً لا يَستنقذُوهُ مِنْهُ، ضَعُفَ الطالِبُ والمَطْلوبُ * مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إنَّ اللهَ لَقَوِّيٌ عَزِيزٌ).

(المُتَرْجِمْ).

---------------------------------------



الفصل العاشر: وحدات الوراثة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل العاشر: وحدات الوراثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل العاشر
» الفصل العاشر
»  الفصل العاشر
» الفصل العاشر
» الفصل العاشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـعــقـيــــــــدة الإســــلامـيــــــــــة :: كتاب العلم يدعو للإيمان-
انتقل الى: