منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرَّحَّـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 فن إدارة ميزانية البيت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

فن إدارة ميزانية البيت Empty
مُساهمةموضوع: فن إدارة ميزانية البيت   فن إدارة ميزانية البيت Emptyالأربعاء 25 سبتمبر 2019, 12:36 am

فن إدارة ميزانية البيت Untit393
فــن إدارة ميــزانيــة البيت نصائح.. وقفات.. إرشادات
إعداد أ. د/ زيد بن محمد الرماني
المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

مقدمة
الحمد لله وكفى وصلاة وسلامًا على عبده المصطفى.

أما بعد:
فلا نضيف جديدًا حين نقرر أن الحياة في المجتمع المدني الحديث صارت أكثر تعقيدًا وتداخلاَ من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية، حيث ودَّع الإنسان الحياة الميسرة ودخل في علاقات متشابكة، ومن أبرز مظاهر هذه المدنية المعاصرة: النظم والحياة والنشاط الاقتصادي.

فقد اتسمت العقود الأخيرة من القرن الماضي وبدايات هذا القرن بتطورات تنموية سريعة ومتعددة شملت جوانب الحياة المختلفة وكان لها الأثر البارز على الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات من مثل: وفرة الإنتاج وسرعة التوزيع وزيادة الدخل وتقدم وسائل الاتصال والاعتماد على فعالية برامج الإعلان.

بيد أن هذه التطورات أفرزت بعض الآثار السلبية التي مست حياة وسلوك الزوج والزوجة والأسرة، من مثل: عادات الاستهلاك المتزايد وتفتيت القرار الاقتصادي داخل المنـزل وهوس التسوق.

بل إن كثيرًا من السلوكيات الضارة بدت في البروز، فهناك التباهي والتفاخر وحب التقليد والمحاكاة والميل للراحة والاسترخاء.

وفي ظل هذا كان لزامًا على المهتمين والباحثين والمثقفين والمتابعين، التنبيه على تلك الآثار والأخطار وتقديم المشورة والرأي والنصيحة.
 
المال والاقتصاد وأهميته في الحياة
لا شك أن للمال دوراً خطيراً في الحياة فهو عصب الحياة والممسك بزمام المشاريع والأعمال، لذلك تغلغل حبُّه في أعماق الناس واحتل منهم مكان الصدارة.

وقد أشار القرآن إلى هذا الحب الجارف بقوله تعالى: ((وتحبون المال حبّاً جمّاً)) الفجر/20.

والله سبحانه قد جعل حب المال والرغبة في تملكه غريزة متأصلة في نفس الإنسان، بَيْدَ أن هذا الحب هو سبب كثير من الجرائم الاجتماعية والاقتصادية والمفاسد الأخلاقية.

وللأسف، فقد انطلق الإنسان يتفنن في وسائل جمع المال وتنميته وتكثيره ومن ثم صيانته وحمايته، كما تفنن في وسائل إنفاقه والتصرف فيه، الأمر الذي أدى به إلى رذيلتين اجتماعيتين: الأولى: شح وبُخْـل والثانية: إسراف وتبذير. فهذان الطرفان مذمومان شرعاً وعقلاً.

يقول الدكتور محمد أحمد دُرنيقه في كتابه:
((قبس قرآني على المجتمع)): لقد تنبّه كبار الفلاسفة والمفكرين إلى الأضرار الناجمة عن اللهث وراء المادة، فدعوا الإنسان إلى تحصيل مقدار حاجاته الضرورية.

والواقع أن إضاعة المال تؤدي إلى خراب الأسرة ووقوعها على خط الفقر، فتضطر للإقتراض ثم لا تلبث أن تصبح لقمة سائغة للدائنين.

ومن المعلوم، أن المال سلاح ذو حدين، فهو مفيد إذا أحسن المرء استعماله وتصرف فيه بوعي.

أما إذا أساء التصرف بالثروات والأموال وبددها بلا روية، قاده ذلك إلى الفقر والمذلة.

والعاقل من ألزم نفسه التوسط في الأمور والاعتدال في أحواله المعاشية والاجتماعية. فإن الاعتدال هو السلامة.

يقول الشيخ مصطفى الغلاييني في كتابه ((عظة الناشئين)):
مَنْ نشد الفضيلة فليطلبها في الاعتدال فالاعتدال في المأكل والمشرب والملبس والبذل وكل أمر حسِّي أو معنوي، هو الفضيلة.

حتى إن عز الدين بن عبدالسلام رحمه الله في كتابه ((قواعد الأحكام)) بيّن أن الاقتصاد والاعتدال مطلوب في أمور الدين.

نصائح اقتصادية
إنَّ أهم ما ينبغي توجيهه من نصائح اقتصادية، ما يلي:
أولاً: الحذر من حمّى الشراء والتسوق:
إن أخطر ما يمرّ على الأسرة ما يُعرف بحُمّى الشراء والتسوق والاستجابة للاستهلاك المظهري والمبالغة في الأزياء والموضات والانسياق وراء الدعايات والإعلانات الخادعة، دون تحكيم دقيق للعقل وتقدير للعواقب والنتائج.

لــذا، ينبغي تجنّب الشراء العاطفي، من خلال وضع خطة للأشياء المطلوبة قبل القيام بعملية التسوق.

فكثيراً ما يكون لدى أحد الزوجين العديد من الأعمال التي تحتاج إلى إنجاز في وقت محدد، أو يحتاج إلى القيام بعمل لم يسبق له القيام به فيما مضى.

في هذه الحالات وغيرها يكون التخطيط هو الحل إذ تحدّد الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى هدف معين ويحدّد الوقت المطلوب لانجاز هذه الخطوات، وعن طريقه يمكن تصوّر العقبات التي قد تصادف الزوجين والهدف الذي يريدان الوصول إليه.

ثانياً: ميزانية رشيدة للأسرة:
إن الزوجة الرشيدة هي التي تلعب دوراً فريداً في إسعاد زوجها وذلك بإدارتها الحكيمة لشؤون المنزل وتدبير مصروفاته وصحة أفراده.

فالمنزل هو المكان الذي يسعد فيه جميع أفراد الأسرة.

ومن العوامل المساعدة على توفير السعادة في الأسرة الناحية المادية، من حيث تقدير الأسرة وتنظيم ميزانيتها بحيث توّفر جميع حاجات ومتطلبات الأسرة للمحافظة على صحة الأفراد وتأمين الملبس والمسكن المريح.

وياليت لو اهتم الزوجان بتخصيص مبالغ مالية للتوفير والادخار لوقت الحاجة والطوارئ المفاجئة.

إذ أن الزوجة الواعية هي تلك التي توزع ميزانية الأسرة على الأبواب اللازمة للإنفاق.

إن هذا يستدعي ضرورة وضع ميزانية محكمة رشيدة للأسرة، تضبط النفقات وتحدّد الإيرادات وأوجه الصرف مع المراقبة الدقيقة لهذه الميزانية.

ثالثاً: الوعي بأهمية اقتصاديات الأسرة:
 إن دراية الزوجين باقتصاديات الأسرة ومواردها البشرية والمالية والتخطيط السليم للإنفاق يؤثر إيجابياً بدوره على الاقتصاد الوطني. ذلك لأن الاقتصاد المنزلي ضروري لمواجهة أعباء الحياة، نتيجة زيادة أسعار السلع المختلفة والخدمات الأمر الذي يتطلب الانتفاع بالموارد المتاحة.

ومما لا شك فيه أن الأسرة التي تهتم بتخطيط أسلوب حياتها، سوف تحقّ أهدافها.

لذا، ينبغي مراعاة إمكانات الأسرة واتباع نظام الإنفاق السليم من حيث عدم زيادة مقدار المنفق على الدخل وتوزيع الدخل –قدر الإمكان– على أبواب الإنفاق.

يقول تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} الآية.

استهلاك الأسرة
الوقفة الأولى: ترشيد الاستهلاك:
إن ترشيد الاستهلاك يعد من أهم أهداف المجتمعات عامة، فالدول تعمل جاهدة على ترشيد استهلاك مواطنيها وحثهم على تنظيم الاستهلاك الفردي والأسري.

ويتوقف نمط استهلاك الفرد على مدى وعيه بأهداف الدولة وسياستها الاقتصادية، كما يتوقف على نوعية المعلومات والعادات والاتجاهات التي تأصلت لدى الفرد منذ الصغر بالممارسة اليومية.

فلا شك أن التطبيع الاجتماعي للفرد له أثره في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي، ولهذا كان الاهتمام بمراقبة الفرد وتوجيه سلوكه التوجيه السليم أمرًا ضروريًا، حتى يمكنه أن يشارك بنصيب في الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك.

كما يسعى المجتمع لتحقيق أهدافه الوطنية عن طريق تنمية الصفات المطلوبة في المواطن ووسيلته في هذا: التنشئة الاجتماعية.

حيث إن كثيرًا من المعلومات والبيانات المتعلقة بترشيد الاستهلاك والمستهلك بالدرجة الأولى وتكوين الاتجاهات السليمة لدى المستهلك ليست فطرية، وإنما هي مكتسبة.

ومن ثم فلابد من دراستها وممارستها وربطها ربطًا صحيحًا بجوانب الحياة اليومية ومتطلباتها.

الوقفة الثانية: عادات الاستهلاك:
إن لكل مجتمع من المجتمعات عاداته وتقاليده المتوارثة التي يعتز بها لأنها تحدد معالم شخصيته المتميزة عن باقي المجتمعات.

ومن العادات الغذائية التي يتصف بها المجتمع العربي خاصة، والتي ينبغي تخليص الأفراد منها، عادة المبالغة في الشراء وكمية أعداد الطعام.

فقد يكون عدد أفراد الأسرة خمسة والطعام الذي يعد لهم يكفي لسبعة أو ثمانية أشخاص، فإلى أين سيذهب هذا الطعام الزائد؟ لابد أنه سوف يتخلص منه.

إلى جانب ذلك، هناك عادات خاطئة متبعة في الحفلات والمناسبات والزواج والولائم، المبالغ المنفقة فيها كنوع من التفاخر الاجتماعي تعد بذخًا.

بينما الهدي النبوي يوصي بأن المنهج الأسلم في الحياة الاعتدال والبساطة والاقتصاد في النفقات.

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:
((طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة)) وورد عنه عليه السلام قوله: ((خير النساء أيسرهن مؤنة وأقلهن صداقًا)).

الوقفة الثالثة: أضرار الاستهلاك:
من المظاهر المادية للاستهلاك غير الرشيد ومن الصور الظاهرة للإسراف والترف على جسد الإنسان ما يعرف بـ(البطنة)، وهي إعلان صارخ عن وقوع الفرد في دائرة الإسراف والترف المنهي عنه، وعدم وقوفه عند حد الاعتدال المأمور به، في سلوكه الغذائي، حيث استهلك مالا يحتاج إليه في أداء وظائفه.

وانعكس ذلك على جسمه في شكل (البطنة) وهي عظم البطن واتساع الأمعاء من جراء حشوها بالطعام فوق الحاجة.

ويترتب على البطنة عجز الإنسان عن أداء وظائفه الحيوية بطريقة جيدة، كما يترتب عليها تعرض الجسم لشتى الأمراض.

ولما كانت البطنة مظهرًا من مظاهر الإسراف في استهلاك الطعام، فقد كان طبيعًا أن يقف الإسلام منها موقف الإنكار والتنفير والتحذير، للحفاظ على سلامة البدن وحماية له من شرور (البطنة).

يقول عليه السلام:
((ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه...)).

وقال صلى الله عليه وسلم لرجل سمين البطن وقد أومأ إلى بطنه بأصبعه: ((لو كان هذا في غير هذا لكان خيرًا لك)).

وقد ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله:
((إياكم والبطنة فهي ثقل في الحياة، ونتن في الممات)).

الوقفة الرابعة: إعلانات الاستهلاك:
إن كثيرًا من الناس يشترون طعامًا أو ملابس عن طريق الدعايات والأكاذيب التجارية لمنتجات غذائية متعددة الأنواع.

والحقيقة فإن الأسواق التجارية تروج بضائعها بدعايات وإشاعات وإعلانات مبالغ فيها بكل وسائل الإغراء.

فمثلًا إعلانات عن إنقاص الوزن باستعمال عقار ما يفقد الماء المخزن بالجسم، واستغلال مصانع الأغذية إقبال الناس وإخراج العديد من المستحضرات الغذائية للأسواق وتوزيع عينات مجانية من الغذاء الجديد مع كتيبات تشرح فوائده وعناصره الغذائية وطريقة تقديمه.

إن الإنسان بحاجة إلى الغذاء لتقويم نفسه، مع العناية عند تناولها أن يكون ذلك باعتدال، فالإكثار مضر والإقلال مناسب.

لذا، ينبغي الابتعاد عن الدعايات التجارية والإعلانات المضللة، وكذا ينبغي تعلم أسس الغذاء والتغذية السليمة وعدم الانسياق وراء أقوال وأمثال لا أساس لها من الصحة.

الوقفة الخامسة: أنماط الاستهلاك:
درج الاقتصاديون على تصنيف أنماط الاستهلاك وفقًا للبنود الرئيسية، على أن يقسم كل بند إلى أقسام فرعية.

فاستهلاك الطعام مثلاً يضم قائمة بأهم بنود الطعام، كاللحوم الخبز والأرز والمشروبات بأنواعها المتعددة.

وهناك من الإحصاءات الرسمية ما يتبع هذا التصنيف نفسه.

وقد تمخضت في هذا المجال عن تصنيف دولي يضم عشرة بنود للاستهلاك هي:
الأغذية.
المشروبات.
المواد الخام.
الوقود المعدني.
الزيوت.
المواد الكيميائية.
البضائع المصنوعة.
الآلات ومعدات النقل.
مصنوعات منوعة.
معاملات غير مصنعة.


ويتفق الباحثون في مجال الاستهلاك على مبدأ أن الأسرة أو الوحدة المعيشية تشكل خلية استهلاكية واحدة لها مصدر خاص، قد يسهم فيه فرد واحد أو عدة أفراد، وأن جميع المستهلكين فيها هم أعضاء في وحدة استهلاكية واحدة.

الوقفة السادسة: بطاقات الاستهلاك:
نظرًا لكثرة الاهتمام بالتغذية ورغبة في إيجاد وسيلة لنقل المعلومات الغذائية التي أسفرت عنها الأبحاث التي أجريت في هذا المجال للمستهلك لجأ كثير من الحكومات إلى استخدام ما يعرف بـ(البطاقة الإرشادية).

والبطاقة الإرشادية هي بيان أو إيضاح أو علامة وصفية سواء أكانت مصورة أو مكتوبة أو ملصقة أو محفورة بعبوة المادة الغذائية.

وتحتوي البطاقة الإرشادية على معلومات مكتوبة تشمل اسم المادة الغذائية، وقائمة المكونات ومحتويات العلبة واسم عنوان صانع أو معبئ المادة الغذائية وتاريخ الإنتاج والصلاحية وبلد التصنيع أو المصدر الأصلي للسلعة.

والهدف من نظام البطاقات الإرشادية هو تثقيف المستهلكين غذائيًا، وتشجيع شركات الصناعات الغذائية على رفع المستوى الغذائي لمنتجاتهم، ووضع رقابة على المنتجات الغذائية لحماية المستهلك من الغش التجاري.

إن البطاقة الإرشادية قناة توعوية وإرشادية اقتصادية غذائية جيدة.

الوقفة السابعة: مواقف من الاستهلاك:
موقف الإسلام من الاستهلاك تحكمه قيم أساسية وقواعد ثابتة، مضمونها العام إباحة الاستهلاك، وإباحة تحقيق أفضل مستوياته الممكنة.

نؤكد ذلك ابتداءً حتى لا يتصور أحد أن الإسلام يذم الاستهلاك أو يقف في وجه زيادته أو تحسين مستوياته.

ذلك أن معنى الاستهلاك لحق به في حس كثير من الأفراد مفاهيم غير صحيحة مفادها أن الاستهلاك عملية سلبية وسلوك مرذول يرهق اقتصاديات الدول.

وقد ترسب وللأسف هذا الإحساس بسبب ما تسكبه وسائل الإعلام وأجهزته في آذان الناس من دعاية جوفاء تحبب في الإنتاج وتدعو إلى زيادته وتحذر من الاستهلاك وتنادي بتقليصه.

على أساس أن الإنتاج يعطي ويضيف ويفيد، وأن الاستهلاك تبديد، وتحطيم، وغير مفيد.

وإذا كانت الأوصاف التي ألصقت بالإنتاج صحيحة، فإن ما ألصق بالاستهلاك خاطئ غير صحيح.

فالاستهلاك ليس شرًا محضًا وليس تبديدًا أو تحطيمًا للسلع والخدمات وإنما هو خير وبناء للأجسام والعقول، فالبشر لا قيام لهم بغيره، والإنتاج لا وجود له بغيره.

إن موقف الإسلام من الاستهلاك الرشيد هو إباحته والدعوة إليه وجعله من القيام بالواجبات والتكاليف فريضة لازمة، وجعله فيما هو في حدود ما يمكن الفرد من أداء المسؤوليات أمرًا مباحًا، وربما واجبًا بشرط الاعتدال فيه ومراعاة القيم المشروعة.

الأسرة وترشيد الاستهلاك
ترشيد استهلاك المياه:
إن الماء عنصر أساسي للحياة، شاء الله تعالى أن يكون أصل الحياة ومنشأها، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنبياء: 30)، وقال عز وجل: ﴿وَيُنـزلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ (الأنفال: 11).

ومن ثم فينبغي المحافظة على هذه النعمة وعدم إهدارها بدون فائدة.

وللمحافظة على الماء ينبغي مراعاة:
قفل الصنابير جيدًا بعد الانتهاء من استعمالها.
إصلاح أي تلف أو عطل مباشر حتى لا يتسبب في فقد كميات كبيرة من الماء.
عدم التبذير في استخدام الماء عند غسل الخضار والفواكه، ومحاولة ملء إناء الخضار وغسلها به.
الاقتصاد قدر الإمكان عند عمليات التنظيف اليومي أو الأسبوعي.
تحذير الأطفال من اللعب في الماء.


إن اقتصاديات المنـزل بمجالاتها المختلفة من مياه وتغذية وملابس وإدارة منـزل ورعاية للطفولة تهتم بالأسرة التي هي نواة المجتمع، فإن صلحت صلح المجتمع بأكمله.

خاصة أن الحياة في المجتمع المدني الحديث صارت أكثر تعقيدًا وتداخلاَ.

ترشيد استهلاك الكهرباء:
إن التقدم العلمي أدي إلى زيادة الأجهزة والأدوات الحديثة المستخدمة في المنازل، وهذه الأجهزة والأدوات الحديثة إذا استخدمت بطريقة غير صحيحة فإنها ستؤدي إلى أضرار وأخطار تهدد سلامة الأسرة.

ولذا، ينبغي أن يهتم جميع أفراد الأسرة باتباع القواعد الصحيحة للسلامة والتعليمات الموجودة على الأجهزة، لتوفير الأمان في المنـزل.

ولحماية الأسرة من زيادة المصاريف الناتجة من استهلاك الكهرباء ينبغي اتباع الخطوات التالية:
الحرص على عدم ترك الإضاءة ليلًا، والتقليل منها.
عدم استخدام الإضاءة في النهار.
تعويد الأبناء على التجمع في غرفة المعيشة مجتمعين.
عدم تشغيل الأجهزة الكهربائية لمدة طويلة والحرص على اختصار الوقت والنفقات.
الحرص على قراءة كتيب التعليمات المرفق بالأجهزة الكهربائية.
الاستعانة بقراءة التوصيات الصادرة من هيئة المواصفات والمقاييس.


إن الارتفاع في سعر الكهرباء، القصد منه ترشيد المستهلك له، ودفعه إلى عدم الإسراف في استخدام الإضاءة والأجهزة الكهربائية المتعددة والمنتشرة في المنازل.

إن على ربة المنـزل أن تكون أول من يحافظ على ميزانية الأسرة وتحاول الاقتصاد في النفقات.

ترشيد استهلاك الغذاء:
اهتم الإنسان منذ القدم بحفظ الأغذية وكان التجفيف هو أول ما استخدم لحفظ الغذاء من الفساد، ويدل على ذلك الآثار القديمة التي اكتشفت، فقد عمد الإنسان للاستفادة من طاقة الشمس وحركة الهواء الطبيعية في تجفيف الأغذية، حيث تتوفر الخضر والفواكه بكميات كبيرة أثناء موسم إنتاجها، مما يستوجب الحفاظ عليها بطرق عديدة، لاستخدامها في وقت ندرتها.

وللمحافظة على الأغذية وترشيد الاستهلاك ينبغي مراعاة:
قيام المستهلك بشراء ما يحتاج إليه من طعام وغذاء بنفسه.
التخطيط لما يحتاج إليه المستهلك فعلًا من الأغذية وعدم الشراء عشوائيًا.
مقارنة الأسعار بين أكثر من محل أغذية للاستفادة من فروقات السعر.
عدم التسرع في اختيار الأغذية، بل إن التمهل في الفحص والمقارنة عادة ما يوفر المال.
شراء الأغذية الطازجة في موسمها.
التأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية لتلافي شراء أطعمة فاسدة.


إن عملية الشراء ليست عملية سهلة كما يظن بعض الناس، بل تحتاج إلى تفكير ودراية عند اتخاذ قرار الشراء.

وأول ما ينبغي مراعاته أثناء عملية الشراء هو عدم الشراء أكثر من الحاجة وشراء كميات الغذاء اللازمة لتجنب التلف والفساد.

ترشيد استهلاك الملابس:
مهما كان ما تنفقه الأسرة سواء كان جزءًا صغيرًا أو كبيرًا من دخلها على الملبس فهو يتطلب تخطيطًا ومعرفة بالملابس وممارسات الشراء لإنشاء دولاب ملابس مناسب لجميع أعضاء الأسرة من خلال ميزانية محددة.

وللاحتفاظ بدولاب ملابس مناسب ينبغي مراعاة:
تحديد احتياج كل عضو من الأسرة من الملابس طيلة العام.
تحديد الاحتياجات اللازمة من الملابس الجديدة.
تقدير تكلفة كل نوع من الملابس الجديدة لكي تتناسب التكاليف مع دخل الأسرة.
مقارنة التكاليف التقديرية للملابس الجديدة بميزانية الملابس المسموح بها.
الاستفادة من مواسم التخفيضات، دون الانسياق وراء أي تخفيضات.
الاهتمام بخياطة ملابس الأسرة ذاتيًا لتوفير مبالغ نقدية لدخل الأسرة.
حفظ الملابس بطريقة سليمة، وغسلها عند الضرورة.


وينبغي أن تبدأ حماية المستهلك في شراء الملبس بالمستهلكين أنفسهم فينبغي أن تتطور اتجاهاتهم وتنمو نحو معرفة المشتريات والرغبة في الحصول على أحسن نوعية مع أقل كمية بنقودهم. مع أخذ الحذر من العلامات التجارية المقلدة والإعلانات المضللة.

ترشيد استهلاك الأثاث:
إن عملية تأثيث المنـزل من الأمور المهمة التي تواجه الأسرة نظرًا للمبالغ الضخمة التي تحتاجها، ولكن ببعض الدراسة والحكمة يمكن لربة البيت أن تجعل من بيتها نموذجًا للأناقة دون إرهاق لميزانية الأسرة.

وعند اختيار أثاث المنـزل ينبغي مراعاة:
الشراء من محلات موثوق بها، وعدم الاستعجال في عملية الشراء، إلا بعد التأكد من جودة الأثاث المختار.
عدم الانجذاب لضخامة المحلات ذات الديكور الفخم والأثمان المرتفعة.
الاقتصاد في شراء الأثاث واختيار ما تحتاج إليه الأسرة، ولا داعي لأن يكون المنـزل معرضًا للمفروشات.
البساطة مع الذوق في تأثيث المنـزل واختيار الأثاث.
اختيار الأثاث المناسب لحجم الغرفة المراد تأثيثها.


إن المنـزل هو المكان الذي يأوي إليه الأفراد بعد مجهود يوم كامل، فالأب ذهب للعمل، والأبناء للمدارس والأم للعمل.

ومن ثم فجميع أفراد الأسرة في حاجة إلى الجو المناسب والمكان الملائم والذي يمكن توفيره من خلال غرفة الجلوس أو المعيشة بشرط توفير المقاعد المريحة والإضاءة الكافية والمناظر البديعة وبعض الوسائل الترفيهية من أجل سعادة الأسرة.

سلوكيات اقتصادية خاطئة
إن هناك سلوكيات اقتصادية بدأت في الظهور والانتشار في المجتمعات المعاصرة تمثل عبئًا اقتصاديًا لها آثار ضارة على الاقتصاد الأسري وكذلك الاقتصاد الوطني فضلًا عن اقتصاد المجتمعات.

فما زلنا نجد عند أغلب الأسر حتى ذات الدخل المحدود تصرفات لا مبرر لها سوى العادات والهوى والتقليد والمباهاة، خدمًا ومربيات وسائقين مستوردين من الخارج، واحتفالات مكلفة وملابس للنساء والأطفال بأسعار مرتفعة جدًا، وبنودًا استهلاكية أخرى تثقل كاهل ميزانية الأسرة، وما ذاك إلا لتلبية دواعي الاستعراض الاجتماعي وحب الظهور.

كما أن تخمة الاستهلاك وعادة الصرف والإنفاق غير الموجه من العادات السيئة التي أدت إليها ظروف الحياة الجديدة.

وقد ساعد على انتشار تلك السلوكيات والعادات، وبروز العقلية الاستهلاكية المدمرة وانتشار الثقافة الاستهلاكية الخاطئة عوامل عديدة منها: إغراق السوق بصنوف الكماليات والإعلان عنها بطريقة مثيرة، وكذا انخفاض الوعي الاستهلاكي لدى أفراد المجتمع، وعدم توجيه أفراد المجتمع بشكل مباشر.

ومن المعلوم، أن أوجه الصرف الباذخ ينبغي على الأفراد والأسر والمجتمعات إعادة النظر فيها والتخلص من الأنماط البذخية والاستهلاكية المفرطة ومظاهر المباهاة والتعالي المتمثلة في مناسبات الأعراس والولائم والمآتم.

فمن في المعروف اقتصاديًا في كل دول العالم بأن أنسب وسيلة لتقريب القرارات الاستهلاكية للأفراد هو الرشد الاقتصادي المتمثل في الأسعار، بحيث تكون لهذه الأسعار فعالية في التخلص من الاستهلاك التبذيري أو لأغراض التفاخر.

إن ضوابط السلوك الاستهلاكي السليم تؤدي بصورة مباشرة للحد من آثار تلك السلوكيات والعادات الاقتصادية الخاطئة، وتحقق للمجتمع مزيدًا من النمو والرفاه والاستقرار.

يسود عالم اليوم بكافة دولة، متقدمة كانت أو نامية، ظواهر سلوكية استهلاكية عديدة، جعلت من الإنسان المعاصر مجرد آلة أو أداة استهلاكية، لا همَّ له إلا أن يقتل نفسه جهدًا ليزيد دخله ويحصل على ما يشتري به من أدوات استهلاكية مادية غير ضرورية، فرضتها على تفكيره وسائل الإعلام وفنون الإعلان، بزعم أنها مقاييس المكانة الاجتماعية ومصادر للهناء الفردي.

ومن ذلك:
أولًا: ظاهرة المجتمع الاستهلاكي:
والمجتمع الاستهلاكي مجتمع يسوده المال من حيث يلهث فيه المرء وراء الكسب ليتمكن من استهلاك أوفر ورفاهية أفضل، ومن حيث إن حركة الاستهلاك هذه موجهة بالفعل ومخطط لها بشكل مدروس ومبرمج.

وللأسف فإن العالم الإسلامي قد تحول إلى مجتمع استهلاكي تسوده تطلعات عارمة للثراء الفاحش على حساب كثير من القيم الدينية والاجتماعية والإنسانية.

لقد فهم العالم المتقدم الصناعي أوضاعنا الدينية والاقتصادية والاجتماعية قبل غزوه لنا بفكرة المجتمع الاستهلاكي.

فمن الملاحظ أن العالم الغربي ومن خلال تبنيه لمبدأ حرية المستهلك، حريته في اختيار ما يشاء من السلع والخدمات، وحريته في توزيع دخله بين تلك السلع والخدمات، قد أكسب مجتمعه عادات استهلاكية سيئة نقلها إلى مجتمعنا الإسلامي المعاصر بوسائل عديدة ومن خلال وسائط مميزة.



فن إدارة ميزانية البيت 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

فن إدارة ميزانية البيت Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن إدارة ميزانية البيت   فن إدارة ميزانية البيت Emptyالأربعاء 25 سبتمبر 2019, 12:43 am

ثانيًا: ظاهرة الشراء النـزوي:
والشراء النـزوي هو شراء سلع لم تكن في ذهن المشتري قبل دخول المتجر أو السوق.

وقد أصبح هذا النوع من الشراء عادة استهلاكية وظاهرة سلوكية نتيجة لحدوثها باستمرار خاصة بعد انتشار المتاجر التي تعرض السلع بشكل جيد وجذاب، وتستخدم أسلوب الخدمة الذاتية.

إن هناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن60% من قراراتنا قرارات نـزوية.

ثالثًا: ظاهرة حمى الشراء:
إن الإدمان على الشراء لا يقل خطرًا ودمارًا نفسيًا عن خطر الإدمان على الكحول والمخدرات.

جاء في بعض التحقيقات الصحفية ما يلي:
تقول إحداهن: أنـزل إلى السوق وليس لدي نية للشراء، فخطرت على بالي أشياء فاشتريتها، وتقول أخرى: إننا نستسلم للإغراء، فنشتري مالا نحتاج إليه، وتقول ثالثة: دائمًا ما أشتري أشياء زائدة عن حاجتي، وتقول إحدى النساء: إن السبب الرئيس الذي يكون وراء دفع النساء إلى الإفراط في إنفاق المال هو السعي الدائم منها من أجل الحصول على إحساسها بالرضا.

لقد باتت حمى الشراء والتسوق تستشري كثيرًا، لأن ضغوط الشراء الدعائية والتسابق من أجل رفع مستوى المعيشة وتسهيلات البيع وأسلوب العرض تتحكم في الإنسان، وقد أوقعت بأسر كثيرة في شباك هذا الهوس.

رابعًا: ظاهرة الاستهلاك التبذيري:
حيث تنتشر هذه الظاهرة في بعض المجتمعات على شكل إسراف في الإنفاق على سلع ترفيه وكمالية.

وعادة ما يكون هذا النوع من الإنفاق والتبذير مقترنًا بمستويات عالية من الدخول.

إن الاستهلاك التبذيري إنفاق على سلع غير ضرورية وفي مناسبات غير ضرورية، يشوبه الإسراف والترف بقصد حب التباهي والظهور وتعويض نقص اجتماعي معين.

كما أن الاستهلاك التبذيري يعد استنـزافًا للموارد والدخول، إذ هو إنفاق بدون عائد.

ويعد من جهة أخرى استهلاكًا غير ضروري يدخل في إطار إهدار الثروة.

وخطورة هذه الظاهرة أنها بدأت في الانتقال إلى ذوي الدخول المحدودة غير المدركين لحجم مخاطر هذا الاستهلاك.

عادات شرائية خاطئة
من أهم مظاهر الضياع في الموارد الاستهلاكية الخسارة الاقتصادية الناجمة عن الجهل والخرافة في شراء الضروريات.

فالعادات الشرائية تميل لأن تكون ثابتة مهما كانت خاطئة، وغالبًا ما يقوم استهلاك الفرد على أساس عشوائي مرتجل لا على أساس رشيد، إذ هو يستند على عادات شرائية غالبًا ما تكون خاطئة ويستمر الفرد في أدائها لأنه وجدها هكذا أو بدافع التقليد للآخرين.

ومن أوضح الأمثلة للعادات الشرائية الخاطئة: أن الناس يشترون التفاح بلونه الأحمر وليس لقيمته الغذائية كما يفضلون الخبز الأبيض على الخبز الأسمر وهو الأفضل من الوجهة الغذائية.

إننا إذا استطعنا تعليم المستهلك الأصناف التي تعطي قيمة غذائية أفضل وبأقل نفقة، فإننا نوفر الكثير من العمل الإنتاجي.

إن الإعلان يعد مسؤولاً إلى حد كبير عن تكوين مثل هذه العادات الشرائية الخاطئة.

فقد يعمد المعلنون إلى تشكيك الناس في سلع قديمة لينصرفوا عنها إلى شراء سلع جديدة، وهذا يمثل ضياعًا في الموارد الاستهلاكية.

ومن خلال دراسات وتحقيقات عديدة تبين أن الإعلانات التجارية تمارس دورًا كبيرًا في خداع المستهلك وفي دفعه إلى المزيد من الشراء لأشياء كثيرة لا حاجة به إليها فعلًا، وهذا هو الإسراف بعينه.

بل وتمارس الإعلانات دورًا كبيرًا في تغليب البواعث الوجدانية مثل التقليد وحب التميز والزهو والطموح والدهشة على البواعث العقلانية.

ففي دراسة علمية أجريت على سلوك المستهلك السعودي تبين أن 40-60% من دخل الأسرة ينفق على الغذاء، و15-20% على الكساء، ومثلها على الترفيه والعلاج والسياحة، و5- 10 % على التأثيث ومثلها على الأجهزة الكهربائية، و5-15% على التعليم ومثلها على السكن، ومثلها كمدخرات.

إننا في حاجة عاجلة لتصحيح عاداتنا الشرائية الخاطئة، وترشيد أنماطنا الاستهلاكية وتقويم أوضاعنا الاقتصادية، لتكون أكثر عقلانية وواقعية.

جاء في كتاب (إلى مؤمنة - أحاديث لا تنقصها الصراحة) للأستاذ محمد رشيد العويد: تنشأ المشكلات الزوجية بسبب رغبة قوية في نفس الزوجة بالشراء، شراء ما تحتاجه وما لا تحتاجه، فأمتع وقت لديها هو الذي تمضيه في السوق تنتقل من محل إلى آخر.

إنه إدمان الشراء شهوة عارمة للشراء والمزيد منه.
 
وقد أشارت باتريشيا روبرتس لخطر هذه الشهوة بقولها:
إن الإدمان على الشراء لا يقل خطرًا ودمارًا نفسيًا عن خطر الإدمان على الكحول أو المخدرات.

ويمكن أن يكون الإدمان على الشراء ردة فعل للكآبة والتوتر النفسي وحالات القلق، فيجد المرء المتنفس الوحيد له في الإغراق بالشراء، فقد يشتري سلعًا ليس في حاجة لها.

ثم إن المدمن على الشراء يعاني نوعًا من الندم أو تأنيب الضمير، لأنه يندم بعد الشراء كما أن المدمن على الشراء كثيراً ما يعاهد نفسه ألا يفعل ذلك.

ومما يلاحظ أن الإدمان على الشراء ينتشر كثيرًا بين الناس غير السعداء في حياتهم الزوجية.

وهم يجدون فيه عملية هروب من وضع غير مريح.

وللأسف، فإنه نتيجة للإدمان على الشراء فإن المدمن على ذلك يصاب بنوع من الاستهتار بالالتزامات، وربما يكون عرضة لمشاكل الديون والأقساط.

ومن النصائح الموجهة في هذا المجال:
ضرورة تذكر ملايين المسلمين والمسلمات الذين يفتقدون الحاجات الأساسية، كما يفتقدون السكن المريح والطعام الوفير والثوب الدافئ.

ضرورة تقدير الزوجة لما يبذله زوجها من جهود وعمل لقاء الحصول على الأموال اللازمة والتي ينفق أجزاء منها على شراء الاحتياجات والسلع الضرورية للأسرة.

أهمية معرفة أن المعيشة الهانئة والسعيدة وسعة العيش قد لا يدوم ذلك كله وقد تم بالأسرة أيام صعبة يحتاجون معها إلى كل ما أنفق دون حساب.

ضرورة توفير مبالغ كافية لتنشئة الأطفال وتحقيق الحياة الكريمة لهم، مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس)).

ورحم الله الفاروق -رضي الله عنه- القائل لرجل من أصحابه اشترى لحمًا: (ما هذا؟) قال: لحم اشتهيته فاشتريته، فرد عمر -رضي الله عنه- قائلًا: (أكلما اشتهيت اشتريت؟).

إنَّ الإعلان التليفزيوني يثير الشهية ويحث على الفضول ويدعو إلى المغامرة أحيانًا، ويفتح أبوابًا جديدة في الشراء والاستهلاك والتسوق، ولذا يعمد المنتجون إلى إيهام المشاهدين بالحاجة المُلِحَّة لهذه السلعة أو تلك.

إن مهمة الإعلان التليفزيوني الأساسية تكمن في جعل الناس يستمرون في الشراء الدائم من خلال العمل الدائم للحصول على المال اللازم للشراء.

ولا عجب، فإنه حسب بعض الإحصاءات تم إنفاق نحو 84 مليار دولار في الدعاية والإعلان عن السلع والخدمات في عام واحد فقط!!

وقد قيل: إن اقتناء التليفزيون والفيديو أو أحدهما يُعدُّ إشارة واضحة لتخطي الأسرة حدود الاقتصاد في المعيشة إلى الانغماس في حمأة الاستهلاك، وحمى الشراء التي يعمل منتجو السلع على تعميمها وإشاعتها!!

إن الشراء النزوي أو التلقائي كما اصطلح عليه، يعني شراء سلع لم تكن في ذهن المشتري قبل دخوله المتجر أو السوق.

وقد أصبح هذا النوع من الشراء عادة استهلاكية وظاهرة سلوكية نتيجة لحدوثها باستمرارها، خاصة بعد انتشار المتاجر وما يعرف بالسوبر ماركت –الأسواق المركزية– التي تعرض السلع بشكل جيد وجذاب وتستخدم أسلوب الخدمة الذاتية.

وحسب بعض الدراسات والإحصاءات فإن هناك 60% من قراراتنا قرارات نزوية!!.

إنَّ جزءًا من عمليات الشراء فيه مسايرة لما يحدث في المجتمع سواء بين الأصدقاء أو الزملاء أو الأسر أو الجيران من أجل ظهور الشخص بالصورة المقبولة اجتماعيًا.

وما يحدث في حفلات الأعراس والمناسبات العامة دليل على ذلك؛ فبعض الناس ينفق في هذه الحفلات الكثير من الأمور مسايرة لضغوط المجتمع، وحتى يظهر أمام الآخرين أحسن الناس.

ومن النماذج التي تؤكد وجود ما يعرف بالمحاكاة والتقليد لاستهلاك الآخرين هو ما نشاهده من أن فساتين الأفراح لا تلبس لأكثر من مرة أو مرتين وكذلك المجوهرات، بل وفي مناسبات الولائم لا يوجد حسن تدبير، بل عنصر التفاخر والتبذير.

وللأسف، فإن ثقافة الاستهلاك –وعلى كافة المستويات– أصبحت في السنوات الأخيرة هي الثقافة المهيمنة على كثير من الناس.

وما ذلك إلا لعدم تجذر الثقافة الدينية في النفوس؛ ففي حين أخذ الكثيرون يلهثون وراء المادة واستهلاكها نسي أولئك –أو تناسوا– عقائدهم وتخلوا عن قيمهم لأجل المادة والمال!!.

التخطيط المالي
الخطة والتخطيط: كثيرا ًما يكون لدي الفرد العديد من الأعمال التي تحتاج إلى إنجاز في وقت محدد، أو يحتاج إلى القيام بعمل لم يسبق له القيام به فيما مضي.

في هذه الحالات وغيرها يكون التخطيط هو الحل، إذ يحدد الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى هدف معين ويحدد الوقت المطلوب لإنجاز هذه الخطوات وعن طريقه يمكن تصور العقبات التي قد تصادفنا، والهدف الذي نريد الوصول إليه.

فالتخطيط هو الخطوة الأولى في العملية الإدارية والخطة هي تصور لبعض الأعمال المستقبلية، وهي مرحلة تسبق أي عمل من الأعمال.

وفي الأسرة ينبغي أن يشترك جميع أفرادها في إدارة شؤونها فمرحلة التخطيط أهم المراحل التي ينبغي إشراك أفراد الأسرة فيها، لمناقشة المشكلات المتوقعة والرغبات المطلوبة، والمفاضلة بين الأهداف المطروحة على ضوء الموارد المتاحة.

إن في ذلك إلى جانب الفوائد الاقتصادية العديدة، تقوية للروابط الأسرية، وتكوين شخصيات فردية ذات مسؤولية عالية وذات تخطيط وتفكير سديد.

عملية الشراء: ليست عملية الشراء سهلة، كما يظن بعض الناس، بل تحتاج إلى تفكير ودراية.

إن قرارات مثل: كم من النقود مع الأسرة معدة للشراء؟

وما نوعية الأطعمة التي تشترى؟

ومن أي الأماكن تشترى الاحتياجات؟ وكيف تخزن هذه الأطعمة؟

إن هذه القرارات تؤثر على أفراد الأسرة، لذا لابد من التفكير العميق والخبرة والمقارنة بين الأماكن والأنواع، ليكون قرار الشراء صائبًا حكيمًا.

ومن ثم، فأول ما ينبغي مراعاته أثناء عملية الشراء هو عدم الشراء أكثر من الحاجة، أي شراء كميات الغذاء اللازمة فقط، لتجنب التلف لما يزيد عن الحاجة، كما ينبغي الشراء من المحلات النظيفة التي تتبع التعليمات الصحية في العرض والتغليف والبيع.

فقد أدى التقدم التقني والاجتماعي والاقتصادي إلى ظهور الأسواق المركزية التي سهلت للمشتري اختيار وشراء ما يطلبه من الأطعمة بالنوعيات التي يحتاجها وتناسب اقتصادياته.

التدريب على الادخار:
إن الادخار -وفي هذا العصر خاصة- يتأكد لأهمية الاحتياط وتغطية النفقات الطارئة والظروف المفاجأة، وسداد المستحقات المالية للآخرين، وتوفير فرص الحياة الكريمة للشباب وأهليهم.

فالله عز وجل في كتابه العزيز يأمر عباده "بالتوازن": ((ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً)).

وفي هذه الآية دعوة صريحة لترشيد الإنفاق الاستهلاكي، وهذا في صالح كمية الادخار المتبقي من الدخل بعد الاستهلاك.

ويقول سبحانه مادحاً عباده المؤمنين "بالقوام": ((والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً)).

وفي هذه الآية إشارة أكيدة للاعتدال وأهميته في النفقات الاستهلاكية خاصة، وهذا يعني فرصة لتكبير الادخار وحجم المدخرات.

ويقول تعالى ناهياً عباده عن "الإسراف والتبذير": ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا))، ((ولا تبذر تبذيراً)).

وفي هذه الآيات توجيه رباني بعدم المبالغة في الإنفاق، وهذا في صالح المدخرات.

بَيْدَ أنه يحسن الإشارة إلى حقيقة عصرية، ألا وهي صعوبة الادخار في عصر المجتمع الاستهلاكي وعند أرباب العقلية الاستهلاكية ومَنْ ترسخت في نفوسهم الثقافة الاستهلاكية غير الرشيدة.

إضافة إلى أن هناك التزامات وحقوق للناس في ذمم الشباب، سواء في شكل ديون أو أقساط أو مستحقات، لا تمكنهم من أن يكونوا قادرين على الادخار.

ثم إن المستلزمات الأسرية والأعباء الاجتماعية تشكل ضغطاً غير خفي على ميزانية البيت، مما يجعل رب الأسرة في حرج وضيق من صعوبة التقيد بميزانية محددة.

وإذا أضفنا إلى ما سبق عنصراً مهماً ألا وهو حجم الدخل النقدي وكميته، كعامل مؤثر في قدرة الشخص على الادخار. فإننا لا نبالغ إذا أكدنا حقيقة تيسير الدخل المرتفع نسبياً على صاحبه مهمة الادخار.

إنّ الادخار يمكن صاحبه من أن يكون رشيداً متوازناً معتدلاً في شرائه وإنفاقه واستهلاكه وأخذه وتوزيعه وتعاملاته الاقتصادية الأخرى.

ومن خلال ما يتوافر من مدخرات نقدية يمكن للشاب أن يغطي التزاماته وديونه ومستحقات الآخرين، كما يمكنه أن يوفر بعض المستلزمات الترفيهية.

كما أن الشاب مطالب ديناً وعرفاً بأن يكون مستكفٍ عن الآخرين، لديه من الفوائض ما يساعد به إخوانه المحتاجين، يقول رسول الهدى عليه الصلاة والسلام ((اليد العليا خير من اليد السفلى)).

كيف ندّخر؟!.
إنّ الأمر غاية في الصعوبة لضعف القدرة الادخارية لدى قطاع عريض من شباب المجتمع.

إضافة إلى محدودية دخل تلك الفئات، وحجم المستحقات والديون والأقساط المترتبة عليهم.

بَيْدَ أنه يحسن أن نقدّم لهم بعض النصائح والتوجيهات المهمة في هذا المجال.

ومنها:
ابدأ بالأولويات، المهم فالأهم، الضروري فالحاجي، فالكمالي؛ وإن استطعت تأجيل بعضها إلى وقت آخر، فحسنٌ.

لا تتهاون في الفراطة مهما كانت، فالجبل يتكون من حبات رمل.

احذر الإفراط في المسلك الادخاري الموصل إلى منطقة التقتير والبخل والشح المنهي عنها، لأنه لا إفراط ولا تفريط.

كنْ حكيماً في إنفاقك وصرفك واستهلاكك معتدلاً في أمورك كلها، فخير الأمور الوسط.

ابحث عن مصدر آخر للدخل مهما كان عائده قليلاً، أو كانت طبيعته مهنية، فالعمل شرف وعبادة.

ادخر الفوائض المتاحة في وقت اليسر والسعة للحاجة إليها في وقت العسر والشدة وكما قيل احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود.

خطط لنفسك وأسرتك ومصروفاتها وفق ميزانية معتدلة، مع مراعاة التنويع المنضبط والترفيه العادي والمتطلبات الأساسية.

قوّم ميزانيتك دورياً، شهرياً أو نصف سنوي أو سنوياً، واستفد من نتائج التقويم.

استفد من تجارب الآخرين في مسائل الادخار وإذا كانت مناسبة ومتناسبة مع دخلك ووضعك الاجتماعي وأسرتك ومتطلباتك، فالحكمة ضالة المؤمن هو أحق بها أنى وجدها.

قبل ذلك وأثناءه وبعده استعن بالله سبحانه واطلب العون منه عز وجل ليسدد على طريق الحق والخير خطاك وأن يهديك لأنسب الأمور وأرشد الأحوال وأعدل المسالك.

ختاماً أقول:
إن قدرة الشاب على الادخار تعني امتلاكه لمواصفات الرشد والعقلانية والحكمة وحسن التصرف والإدراك الواعي لما ينبغي وما لا ينبغي.

فما أحوجنا -اليوم- إلى جيل من الشباب واعين مبدعين منتجين مدخرين، يحدوهم في ذلك كله مصلحة المجتمع..
 
ترتيب أولويات الإنفاق الأسري
ميزانية البيت:
إن التوازن بين إيرادات الأسرة ومصروفاتها، من أسس إدارتها واقتصادها ويتطلب هذا الأمر إعداد موازنة أو ميزانية، تتضمن تقدير الإيرادات والنفقات مقدمًا لمعرفة الفائض المتوقع وكيفية استثماره، والعجز المتوقع وسبل تدريبه أو معالجته بطريقة رشيدة.

ويتطلب إعادة هذه الميزانية تحديد ثم تقدير عناصر الإيرادات والنفقات ومجالات الاستثمار ومصادر تدبير العجز.

وعليه، فيمكن تحديد المقصود بميزانية الأسرة بأنها: (مقابلة بين إيرادات الأسرة ونفقاتها خلال فترة معينة لمعرفة الفائض أو العجز، ودراسة البدائل المتاحة لاستثمار الفائض وتغطية العجز).

وتحقق ميزانية الأسرة العديد من الفوائد، منها:
تساعد الميزانية في تقدير إيرادات الأسرة مقدماً، وكذلك النفقات المتوقعة خلال فترة معينة، وبذلك يعرف مقدماً مقدار الفائض أو العجز المتوقع.

تساعد الميزانية في دراسة سبل استثمار الفائض المتوقع الناتج عن زيادة الإيرادات على النفقات والبحث عن الطريقة المناسبة لاستثماره.

تساعد الميزانية في دراسة سبل تدبير العجز المتوقع في ميزانية الأسرة.

تساعد الميزانية في محاسبة أفراد الأسرة عن النفقات والإيرادات.

تساعد الميزانية في تدريب الأولاد على كيفية إدارة البيت مالياً واقتصادياً قبل زواجهم وذلك تحت إشراف وتوجيه الوالدين.

يقول الدكتور حسين شحاتة في كتابه (اقتصاد البيت المسلم في ضوء الشريعة الإسلامية):
بعد أن ذكر هذه الفوائد: إن هذه المزايا وغيرها تجعل من فكرة الميزانية من الواجبات حتى لا تحدث مشاكل ناجمة عن سوء أو عدم التقدير والاحتياط للمستقبل، والواقع العملي يعطي لنا نماذج كثيرة كان فيها الخلل بين الإيرادات والنفقات من بين أسباب الخلافات الزوجية...).

وعليه فعند القيام بإعداد الميزانية ينبغي أن نأخذ في الاعتبار مجموعة من القواعد التي تجعل هذه الميزانية فعالة ورشيدة.

ومنها:
قاعدة المدة الزمنية:
بأن يكون لميزانية الأسرة فترة زمنية تُعدُّ عنها، فقد تكون شهرية أو ربع سنوية أو سنوية.

قاعدة التوازن:
بين الإيرادات والنفقات بقدر الاستطاعة، لتخطيط النفقات في ضوء الإيرادات المتوقعة.

قاعدة الواقعية:
عند تقدير إيرادات ونفقات الأسرة، بأن يكون ذلك في ضوء الواقع الذي تعايشه الأسرة.

قاعدة المشاورة:
بين أفراد الأسرة عند إعداد ميزانية الأسرة، إذ تعطي الشورى حافزاً معنوياً لكل أفراد الأسرة.

يقول الدكتور حسين شحاتة في كتابه السابق:
(لو التزم البيت المسلم بالقواعد السابقة في إعداد ميزانيته لصلح حاله واستقام وتجنب المشاكل المالية...).

وتتمثل عناصر ميزانية الأسرة في أربعة بنود رئيسية وهي:
أولاً: بند الإيرادات: ومنها:
الإيرادات الأساسية مثل: الأجور والرواتب الدورية.
الإيرادات المساعدة مثل: الحوافز والمكافآت.
إيرادات أخرى مثل: الإعانات والهبات.

ثانياً: بند النفقات: ومنها:
النفقات الأصلية مثل: نفقات حفظ النفس كنفقات المأكل والمشرب والملبس والمسكن والصحة، ونفقات حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال.
النفقات الواجبة مثل: النفقات على الزوجة والأولاد والزكاة الواجبة.
النفقات التطوعية مثل: الصدقات التطوعية والقرض الحسن.
النفقات الكمالية التحسينية مثل: نفقات الولائم والحفلات.

ثالثاً: بند الفائض النقدي: الناتج عن زيادة الإيرادات على النفقات، ومن سبل استثماره:
استثماره ذاتياً في مشروعات فردية.
استثماره مرابحة أو مضاربة جماعية.
استثماره في المصارف الإسلامية من خلال صيغ الاستثمار الشرعية.

رابعاً: بند العجز النقدي:
الناتج عن زيادة النفقات على الإيرادات ومن سبل تغطيته:
تغطية العجز عن طريق القرض الحسن.
تغطية العجز من المدخرات.

وينبغي أن يحذر من الاقتراض بالربا، أو الإنفاق في مجالات فيها معصية لله.

إن فكرة الميزانية ليست جديدة، ولكنها ذكرت في القرآن الكريم في قصة يوسف عليه السلام، حيث طبقت موازنة أو ميزانية الدولة، من خلال موازنة إنتاج القمح في سنوات السبع الرخاء، واستهلاكه في سنوات السبع العجاف الشداد، كما طبقت في بيت مال المسلمين في موازنة الموارد والاستخدامات، وموازنة نفقات الغزوات وما تتطلبه من إيرادات وسبل تدبير العجز إن وجد.

أختم بقولي إن ميزانية الأسرة تعد من أهم الوسائل المساعدة على تقدير الإيرادات والنفقات مسبقاً، ومعرفة العجز وسبل تدبيره وتغطيته، ومعرفة الفائض وسبل استثماره وتنميته، وصولاً إلى ميزانية للأسرة مبنية على أسس رشيدة.

الاعتدال في الإنفاق الأسري:
من المعلوم أن تعاليم الإسلام تدعو إلى الحد من المبالغة في الإنفاق، والاكتفاء بالضروريات، كما أن الاستغناء عن الفضول والاكتفاء بالضروريات مطلب رئيس، فللمرأة حق مثلًا في التزين بكل شيء يزيد من جمالها وأنوثتها، ولكن بلا إفراط، ووفق الضوابط الشرعية المرعية.

والإسلام يوصي بالاعتدال في ارتداء الملابس ويكره التباهي والتكلف الزائد، ويستحب البساطة وينبذ المبالغة في النفقات، ولهذا كان التوسط لب الفضيلة، وهو خير الأمور.

الاقتصاد التوسط في الإنفاق من غير إسراف ولا تقتير، ففي الإسراف الفقر والذل، وفي التقتير الحسرة واللوم، ومن سلك سبيل الاعتدال في غناه وفقره فقد استعد لنوائب الدهر، وصار بمأمن من عوادي الزمان وطوارئ الحدثان كالمرض وفقد القدرة على الكسب وسهل عليه إدراك الكثير من مطالب الحياة التي يعز نيلها بغير المال، وعاش عزيز النفس حميد السيرة جليل الأثر.

وللاقتصاد منـزلته في حياة الفرد والأمة, وقد أبان ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((الاقتصاد نصف المعيشة)) لهذا كان رائد الحكومات المنظمة في أعمالها وسبيل العقلاء في كل زمان ومكان.

يقول الأستاذ محمد أحمد جاد المولى في كتابه (الخلق الكامل):
الاقتصاد من أشهر العلوم العصرية ومن أهم ما يعنى به أهل الاجتماع والإدارة من بين علوم الحضارة والعمران في هذه الأزمان.

ومن الآيات الحاضة على الاعتدال في النفقة، قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ (الفرقان: 67)، وقوله عز وجل: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ (الإسراء: 29).

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة منها قوله عليه السلام: ((مَنْ اقتصد أغناه الله ومَنْ بذَّر أفقره الله، وقال عليه السلام: ((ما عال مَنْ اقتصد والتدبير نصف المعيشة)).

قال بعض كتاب الغرب:
قد عاينت الأمور وعانيتها ثم بعد تفكير عميق في الحياة لم أجد سوى أمرين ربما جلبا السعادة: الاعتدال في مطالب النفس وحُسْنُ التصرف في الثروة.

ومن جملة ما علّمنا إيَّاه الشارع من الآداب الاقتصادية ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم:
((أقْلِلْ مِنَ الدَّيْنِ تَعِشْ حُرًّا)) أي اجتهد في الاقتصاد والاستفضال والموازنة بين دخلك وخرجك، فلا تدع نفسك تحتاج إلى الدين فتعتاده فتتراكم عليك الديون، فيطاردك الدائنون ويعسروك فتفقد حريتك وتصبح عبداً لهم.

وفي فضل الاقتصاد يقول بعض العلماء:
الناس فريقان: فريق اقتصد وفريق أسرف، فجميع السفن التجارية والسكك الحديدية والمعامل الصناعية وسائر المشروعات الاقتصادية التي تأسَّست عليها هذه المدنية، هي كلها من أعمال الفريق الذي اقتصد.

أمَّا الفريق الذي أسرف ثم اضطر أن يستدين لسد حاجاته، فقد أصبح على تمادي الأيام رقيقاً للفريق الأول وهي سُنَّةُ الله في خلقه.

ولما كان الاقتصاد من أهم أسباب السعادة في الحياة وتوفيرها للإنسان، وجب على الآباء والمربين أن يأخذوا الأطفال منذ نشأتهم بالاقتصاد ويعودوهم هذه الخلة.

كما يجب عليهم أيضاً أن يفهموهم أن الاقتصاد يأمر به الدين وأن يحفظوا من الآيات الكريمة ما يحببه إليهم ويبغضهم في التبذير والتقتير وذلك كقوله تعالى: ﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ (الإسراء: 26، 27).

وقوله عز وجل في الثناء على عباده المقتصدين:
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (الفرقان: 67)، ليتبين لهم الرشد من الغي ويعلموا منـزلة الاقتصاد من الدين.

ومما يساعد على الاقتصاد:
أن يحصي الإنسان نفقاته اليومية ثم الشهرية والسنوية ليستبين مقدار ما ينفقه في اليوم والشهر والسنة، ويوازن بينه في السنوات المختلفة، ليعرف أناهج هو سبيل الاقتصاد أم مبتعد عنه؟! ويعلم أن ما يملكه ما احتكمت في تصريفه يداه لا ما سيصير إليه من طريق الحدس والتخمين.

فكثير من الناس يخطئون هذا الطريق في حساب دخلهم، فيتوسعون في النفقة ويسلكون سبيل البذخ والإسراف.

وكما يكون الاقتصاد في ادخار المال يكون أيضاً في استعمال القوى الإنسانية الجسمية والعقلية باعتدال حتى يسلم المرء من العلل والأسقام.

ومحصل القول:
أن الاقتصاد أساس التدبير المنـزلي ومن أول الواجبات الشخصية، وهو الملجأ الأمين الذي يأوي إليه أرباب الأسر، فيجدون فيه الهدوء والراحة والسرور وحرية التمتع بالنعم والخيرات.

ترتيب الأولويات:
إن على ربة المنـزل الواعية أن تكون أول من يحافظ على ميزانية الأسرة، وتحاول الاقتصاد في المصروفات والاعتدال في النفقات.

فقد جاءت مناهي شرعية وتحذيرات إلاهية من الإسراف والتبذير، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا...﴾ وقال -عز وجل-: ﴿لَمْ يُسْرِفُوا..﴾ وقال سبحانه: ﴿فَلَا يُسْرِفْ...﴾ وقال تعالى: ﴿... وَلَا تُبَذِّرْ...﴾.

ذلك لأن الله تعالى لا يحب المسرفين، كما أن المبذرين إخوان الشياطين.

إن المستهلك الرشيد هو ذلك المستهلك الذي يراعي مبدأ الرشد والعقلانية والاعتدال في أكله ومشربه وملبسه ومنـزله وسيارته وأثاثه، واستخدامه للكهرباء والمياه، حماية لنفسه ولأسرته.

إن المستهلك الرشيد هو الذي يراعي قرارات الشراء والاستهلاك، بحيث تكون في الوقت المناسب وللحاجة المطلوبة ومن المكان المناسب وبالسعر المناسب وبالجودة المطلوبة وبالقدر اللازم والحجم المناسب والنوعية المطلوبة.

والمستهلك الذي يراعي ذلك يمكن أن يحقق الرشادة الاقتصادية والعقلانية الحكيمة من وجهة نظر الاقتصاد المعاصر.

بحيث لا يقع فريسة للتلاعب والاستغلال، ولا ينساق خلف الإسراف والتبذير، ولا تتعرض سلعه وبضائعه للكساد والتلف والفساد.

ومن ثم، فلابد من توفير القدوات الاستهلاكية، ومراعاة الاقتصاد في النفقات، والاعتدال في المصروفات، والترشيد في الاستخدام، والتقليل من مظاهر الإتلاف.

أهم المصادر والمراجع
1.    د. زيد الرماني – اقتصاد الأسرة، دار طويق، الرياض، 1425هـ.
2.    د. زيد الرماني – مهارات اقتصادية، دار الحضارة الرياض، 1425هـ.
3.    د. حسين شحاته – اقتصاد البيت المسلم، دار الطباعة والنشر الإسلامية، القاهرة، 1990هـ.
4.    د. أشرف محمد دوابه – نحو بيت اقتصادي مسلم، دار السلام، القاهرة، 1427هـ.
5.    د. أكرم رضا ـ بيوت بلا ديون، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 1426هـ.
6.    خالد أحمد الشنتوت – دور البيت في تربية الطفل المسلم، مكتبة ابن القيم، المدينة المنورة، 1409هـ.
7.    د. زيد الرماني – رسائل زوجية، دار ابن الأثير، الرياض، 1423هـ.
8.    د. زيد الرماني – حمى الشراء، دار الوطن، الرياض، 1424هـ.
9.    خولة درويش – ضوابط الإنفاق في البيت المسلم، دار المحمدي، جدة، 1422هـ.
10.    د. زيد الرماني – لمحات من اقتصاديات البيت المسلم، دار الوطن، الرياض، 1424هـ.
11.    د. وفيقة الحميدان ود. هدى التركي – اقتصاديات المنزل وترشيد الاستهلاك، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، 1412هـ.
12.    د. زيد الرماني – عمل المرأة في الميزان، دار الوطن، الرياض، 1424هـ.
13.    د. نوال رمضان – التنشئة الاستهلاكية للطفل، دار النهضة العربية، القاهرة، 1993م.
14.    جعفر الجزار – الادخار والاستثمار، دار النفائس، بيروت، 1419هـ.
15.    د. زيد الرماني – دروس مهمة في حياة الأمة، دار الحضارة، الرياض، 1425هـ.

الفهرس
مقدمة.
المال والاقتصاد وأهميته في الحياة.
نصائح اقتصادية.
استهلاك الأسرة.
الأسرة وترشيد الاستهلاك.
سلوكيات اقتصادية خاطئة.
عادات شرائية خاطئة.
التخطيط المالي.
ترتيب أولويات الإنفاق الأسري.
أهم المصادر والمراجع.


المصدر:
موقع الألوكة

الرابط:
https://www.alukah.net/web/rommany/0/110078/



فن إدارة ميزانية البيت 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
فن إدارة ميزانية البيت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إدارة الشئون الداخلية
» فن إدارة الوقت في رمضان
» إدارة الوقت في رمضان
» (201) سُنَّةُ حب آل البيت
» البيت النبوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأســـــــــرة والــطــفـــــــــــل :: فن إدارة ميزانية البيت-
انتقل الى: