أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51866 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51866 العمر : 72
| موضوع: رد: فن إدارة ميزانية البيت الأربعاء 25 سبتمبر 2019, 12:43 am | |
| ثانيًا: ظاهرة الشراء النـزوي: والشراء النـزوي هو شراء سلع لم تكن في ذهن المشتري قبل دخول المتجر أو السوق.
وقد أصبح هذا النوع من الشراء عادة استهلاكية وظاهرة سلوكية نتيجة لحدوثها باستمرار خاصة بعد انتشار المتاجر التي تعرض السلع بشكل جيد وجذاب، وتستخدم أسلوب الخدمة الذاتية.
إن هناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن60% من قراراتنا قرارات نـزوية.
ثالثًا: ظاهرة حمى الشراء: إن الإدمان على الشراء لا يقل خطرًا ودمارًا نفسيًا عن خطر الإدمان على الكحول والمخدرات.
جاء في بعض التحقيقات الصحفية ما يلي: تقول إحداهن: أنـزل إلى السوق وليس لدي نية للشراء، فخطرت على بالي أشياء فاشتريتها، وتقول أخرى: إننا نستسلم للإغراء، فنشتري مالا نحتاج إليه، وتقول ثالثة: دائمًا ما أشتري أشياء زائدة عن حاجتي، وتقول إحدى النساء: إن السبب الرئيس الذي يكون وراء دفع النساء إلى الإفراط في إنفاق المال هو السعي الدائم منها من أجل الحصول على إحساسها بالرضا.
لقد باتت حمى الشراء والتسوق تستشري كثيرًا، لأن ضغوط الشراء الدعائية والتسابق من أجل رفع مستوى المعيشة وتسهيلات البيع وأسلوب العرض تتحكم في الإنسان، وقد أوقعت بأسر كثيرة في شباك هذا الهوس.
رابعًا: ظاهرة الاستهلاك التبذيري: حيث تنتشر هذه الظاهرة في بعض المجتمعات على شكل إسراف في الإنفاق على سلع ترفيه وكمالية.
وعادة ما يكون هذا النوع من الإنفاق والتبذير مقترنًا بمستويات عالية من الدخول.
إن الاستهلاك التبذيري إنفاق على سلع غير ضرورية وفي مناسبات غير ضرورية، يشوبه الإسراف والترف بقصد حب التباهي والظهور وتعويض نقص اجتماعي معين.
كما أن الاستهلاك التبذيري يعد استنـزافًا للموارد والدخول، إذ هو إنفاق بدون عائد.
ويعد من جهة أخرى استهلاكًا غير ضروري يدخل في إطار إهدار الثروة.
وخطورة هذه الظاهرة أنها بدأت في الانتقال إلى ذوي الدخول المحدودة غير المدركين لحجم مخاطر هذا الاستهلاك.
عادات شرائية خاطئة من أهم مظاهر الضياع في الموارد الاستهلاكية الخسارة الاقتصادية الناجمة عن الجهل والخرافة في شراء الضروريات.
فالعادات الشرائية تميل لأن تكون ثابتة مهما كانت خاطئة، وغالبًا ما يقوم استهلاك الفرد على أساس عشوائي مرتجل لا على أساس رشيد، إذ هو يستند على عادات شرائية غالبًا ما تكون خاطئة ويستمر الفرد في أدائها لأنه وجدها هكذا أو بدافع التقليد للآخرين.
ومن أوضح الأمثلة للعادات الشرائية الخاطئة: أن الناس يشترون التفاح بلونه الأحمر وليس لقيمته الغذائية كما يفضلون الخبز الأبيض على الخبز الأسمر وهو الأفضل من الوجهة الغذائية.
إننا إذا استطعنا تعليم المستهلك الأصناف التي تعطي قيمة غذائية أفضل وبأقل نفقة، فإننا نوفر الكثير من العمل الإنتاجي.
إن الإعلان يعد مسؤولاً إلى حد كبير عن تكوين مثل هذه العادات الشرائية الخاطئة.
فقد يعمد المعلنون إلى تشكيك الناس في سلع قديمة لينصرفوا عنها إلى شراء سلع جديدة، وهذا يمثل ضياعًا في الموارد الاستهلاكية.
ومن خلال دراسات وتحقيقات عديدة تبين أن الإعلانات التجارية تمارس دورًا كبيرًا في خداع المستهلك وفي دفعه إلى المزيد من الشراء لأشياء كثيرة لا حاجة به إليها فعلًا، وهذا هو الإسراف بعينه.
بل وتمارس الإعلانات دورًا كبيرًا في تغليب البواعث الوجدانية مثل التقليد وحب التميز والزهو والطموح والدهشة على البواعث العقلانية.
ففي دراسة علمية أجريت على سلوك المستهلك السعودي تبين أن 40-60% من دخل الأسرة ينفق على الغذاء، و15-20% على الكساء، ومثلها على الترفيه والعلاج والسياحة، و5- 10 % على التأثيث ومثلها على الأجهزة الكهربائية، و5-15% على التعليم ومثلها على السكن، ومثلها كمدخرات.
إننا في حاجة عاجلة لتصحيح عاداتنا الشرائية الخاطئة، وترشيد أنماطنا الاستهلاكية وتقويم أوضاعنا الاقتصادية، لتكون أكثر عقلانية وواقعية.
جاء في كتاب (إلى مؤمنة - أحاديث لا تنقصها الصراحة) للأستاذ محمد رشيد العويد: تنشأ المشكلات الزوجية بسبب رغبة قوية في نفس الزوجة بالشراء، شراء ما تحتاجه وما لا تحتاجه، فأمتع وقت لديها هو الذي تمضيه في السوق تنتقل من محل إلى آخر.
إنه إدمان الشراء شهوة عارمة للشراء والمزيد منه. وقد أشارت باتريشيا روبرتس لخطر هذه الشهوة بقولها: إن الإدمان على الشراء لا يقل خطرًا ودمارًا نفسيًا عن خطر الإدمان على الكحول أو المخدرات.
ويمكن أن يكون الإدمان على الشراء ردة فعل للكآبة والتوتر النفسي وحالات القلق، فيجد المرء المتنفس الوحيد له في الإغراق بالشراء، فقد يشتري سلعًا ليس في حاجة لها.
ثم إن المدمن على الشراء يعاني نوعًا من الندم أو تأنيب الضمير، لأنه يندم بعد الشراء كما أن المدمن على الشراء كثيراً ما يعاهد نفسه ألا يفعل ذلك.
ومما يلاحظ أن الإدمان على الشراء ينتشر كثيرًا بين الناس غير السعداء في حياتهم الزوجية.
وهم يجدون فيه عملية هروب من وضع غير مريح.
وللأسف، فإنه نتيجة للإدمان على الشراء فإن المدمن على ذلك يصاب بنوع من الاستهتار بالالتزامات، وربما يكون عرضة لمشاكل الديون والأقساط.
ومن النصائح الموجهة في هذا المجال: ضرورة تذكر ملايين المسلمين والمسلمات الذين يفتقدون الحاجات الأساسية، كما يفتقدون السكن المريح والطعام الوفير والثوب الدافئ.
ضرورة تقدير الزوجة لما يبذله زوجها من جهود وعمل لقاء الحصول على الأموال اللازمة والتي ينفق أجزاء منها على شراء الاحتياجات والسلع الضرورية للأسرة.
أهمية معرفة أن المعيشة الهانئة والسعيدة وسعة العيش قد لا يدوم ذلك كله وقد تم بالأسرة أيام صعبة يحتاجون معها إلى كل ما أنفق دون حساب.
ضرورة توفير مبالغ كافية لتنشئة الأطفال وتحقيق الحياة الكريمة لهم، مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس)).
ورحم الله الفاروق -رضي الله عنه- القائل لرجل من أصحابه اشترى لحمًا: (ما هذا؟) قال: لحم اشتهيته فاشتريته، فرد عمر -رضي الله عنه- قائلًا: (أكلما اشتهيت اشتريت؟).
إنَّ الإعلان التليفزيوني يثير الشهية ويحث على الفضول ويدعو إلى المغامرة أحيانًا، ويفتح أبوابًا جديدة في الشراء والاستهلاك والتسوق، ولذا يعمد المنتجون إلى إيهام المشاهدين بالحاجة المُلِحَّة لهذه السلعة أو تلك.
إن مهمة الإعلان التليفزيوني الأساسية تكمن في جعل الناس يستمرون في الشراء الدائم من خلال العمل الدائم للحصول على المال اللازم للشراء.
ولا عجب، فإنه حسب بعض الإحصاءات تم إنفاق نحو 84 مليار دولار في الدعاية والإعلان عن السلع والخدمات في عام واحد فقط!!
وقد قيل: إن اقتناء التليفزيون والفيديو أو أحدهما يُعدُّ إشارة واضحة لتخطي الأسرة حدود الاقتصاد في المعيشة إلى الانغماس في حمأة الاستهلاك، وحمى الشراء التي يعمل منتجو السلع على تعميمها وإشاعتها!!
إن الشراء النزوي أو التلقائي كما اصطلح عليه، يعني شراء سلع لم تكن في ذهن المشتري قبل دخوله المتجر أو السوق.
وقد أصبح هذا النوع من الشراء عادة استهلاكية وظاهرة سلوكية نتيجة لحدوثها باستمرارها، خاصة بعد انتشار المتاجر وما يعرف بالسوبر ماركت –الأسواق المركزية– التي تعرض السلع بشكل جيد وجذاب وتستخدم أسلوب الخدمة الذاتية.
وحسب بعض الدراسات والإحصاءات فإن هناك 60% من قراراتنا قرارات نزوية!!.
إنَّ جزءًا من عمليات الشراء فيه مسايرة لما يحدث في المجتمع سواء بين الأصدقاء أو الزملاء أو الأسر أو الجيران من أجل ظهور الشخص بالصورة المقبولة اجتماعيًا.
وما يحدث في حفلات الأعراس والمناسبات العامة دليل على ذلك؛ فبعض الناس ينفق في هذه الحفلات الكثير من الأمور مسايرة لضغوط المجتمع، وحتى يظهر أمام الآخرين أحسن الناس.
ومن النماذج التي تؤكد وجود ما يعرف بالمحاكاة والتقليد لاستهلاك الآخرين هو ما نشاهده من أن فساتين الأفراح لا تلبس لأكثر من مرة أو مرتين وكذلك المجوهرات، بل وفي مناسبات الولائم لا يوجد حسن تدبير، بل عنصر التفاخر والتبذير.
وللأسف، فإن ثقافة الاستهلاك –وعلى كافة المستويات– أصبحت في السنوات الأخيرة هي الثقافة المهيمنة على كثير من الناس.
وما ذلك إلا لعدم تجذر الثقافة الدينية في النفوس؛ ففي حين أخذ الكثيرون يلهثون وراء المادة واستهلاكها نسي أولئك –أو تناسوا– عقائدهم وتخلوا عن قيمهم لأجل المادة والمال!!.
التخطيط المالي الخطة والتخطيط: كثيرا ًما يكون لدي الفرد العديد من الأعمال التي تحتاج إلى إنجاز في وقت محدد، أو يحتاج إلى القيام بعمل لم يسبق له القيام به فيما مضي.
في هذه الحالات وغيرها يكون التخطيط هو الحل، إذ يحدد الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى هدف معين ويحدد الوقت المطلوب لإنجاز هذه الخطوات وعن طريقه يمكن تصور العقبات التي قد تصادفنا، والهدف الذي نريد الوصول إليه.
فالتخطيط هو الخطوة الأولى في العملية الإدارية والخطة هي تصور لبعض الأعمال المستقبلية، وهي مرحلة تسبق أي عمل من الأعمال.
وفي الأسرة ينبغي أن يشترك جميع أفرادها في إدارة شؤونها فمرحلة التخطيط أهم المراحل التي ينبغي إشراك أفراد الأسرة فيها، لمناقشة المشكلات المتوقعة والرغبات المطلوبة، والمفاضلة بين الأهداف المطروحة على ضوء الموارد المتاحة.
إن في ذلك إلى جانب الفوائد الاقتصادية العديدة، تقوية للروابط الأسرية، وتكوين شخصيات فردية ذات مسؤولية عالية وذات تخطيط وتفكير سديد.
عملية الشراء: ليست عملية الشراء سهلة، كما يظن بعض الناس، بل تحتاج إلى تفكير ودراية.
إن قرارات مثل: كم من النقود مع الأسرة معدة للشراء؟
وما نوعية الأطعمة التي تشترى؟
ومن أي الأماكن تشترى الاحتياجات؟ وكيف تخزن هذه الأطعمة؟
إن هذه القرارات تؤثر على أفراد الأسرة، لذا لابد من التفكير العميق والخبرة والمقارنة بين الأماكن والأنواع، ليكون قرار الشراء صائبًا حكيمًا.
ومن ثم، فأول ما ينبغي مراعاته أثناء عملية الشراء هو عدم الشراء أكثر من الحاجة، أي شراء كميات الغذاء اللازمة فقط، لتجنب التلف لما يزيد عن الحاجة، كما ينبغي الشراء من المحلات النظيفة التي تتبع التعليمات الصحية في العرض والتغليف والبيع.
فقد أدى التقدم التقني والاجتماعي والاقتصادي إلى ظهور الأسواق المركزية التي سهلت للمشتري اختيار وشراء ما يطلبه من الأطعمة بالنوعيات التي يحتاجها وتناسب اقتصادياته.
التدريب على الادخار: إن الادخار -وفي هذا العصر خاصة- يتأكد لأهمية الاحتياط وتغطية النفقات الطارئة والظروف المفاجأة، وسداد المستحقات المالية للآخرين، وتوفير فرص الحياة الكريمة للشباب وأهليهم.
فالله عز وجل في كتابه العزيز يأمر عباده "بالتوازن": ((ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً)).
وفي هذه الآية دعوة صريحة لترشيد الإنفاق الاستهلاكي، وهذا في صالح كمية الادخار المتبقي من الدخل بعد الاستهلاك.
ويقول سبحانه مادحاً عباده المؤمنين "بالقوام": ((والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً)).
وفي هذه الآية إشارة أكيدة للاعتدال وأهميته في النفقات الاستهلاكية خاصة، وهذا يعني فرصة لتكبير الادخار وحجم المدخرات.
ويقول تعالى ناهياً عباده عن "الإسراف والتبذير": ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا))، ((ولا تبذر تبذيراً)).
وفي هذه الآيات توجيه رباني بعدم المبالغة في الإنفاق، وهذا في صالح المدخرات.
بَيْدَ أنه يحسن الإشارة إلى حقيقة عصرية، ألا وهي صعوبة الادخار في عصر المجتمع الاستهلاكي وعند أرباب العقلية الاستهلاكية ومَنْ ترسخت في نفوسهم الثقافة الاستهلاكية غير الرشيدة.
إضافة إلى أن هناك التزامات وحقوق للناس في ذمم الشباب، سواء في شكل ديون أو أقساط أو مستحقات، لا تمكنهم من أن يكونوا قادرين على الادخار.
ثم إن المستلزمات الأسرية والأعباء الاجتماعية تشكل ضغطاً غير خفي على ميزانية البيت، مما يجعل رب الأسرة في حرج وضيق من صعوبة التقيد بميزانية محددة.
وإذا أضفنا إلى ما سبق عنصراً مهماً ألا وهو حجم الدخل النقدي وكميته، كعامل مؤثر في قدرة الشخص على الادخار. فإننا لا نبالغ إذا أكدنا حقيقة تيسير الدخل المرتفع نسبياً على صاحبه مهمة الادخار.
إنّ الادخار يمكن صاحبه من أن يكون رشيداً متوازناً معتدلاً في شرائه وإنفاقه واستهلاكه وأخذه وتوزيعه وتعاملاته الاقتصادية الأخرى.
ومن خلال ما يتوافر من مدخرات نقدية يمكن للشاب أن يغطي التزاماته وديونه ومستحقات الآخرين، كما يمكنه أن يوفر بعض المستلزمات الترفيهية.
كما أن الشاب مطالب ديناً وعرفاً بأن يكون مستكفٍ عن الآخرين، لديه من الفوائض ما يساعد به إخوانه المحتاجين، يقول رسول الهدى عليه الصلاة والسلام ((اليد العليا خير من اليد السفلى)).
كيف ندّخر؟!. إنّ الأمر غاية في الصعوبة لضعف القدرة الادخارية لدى قطاع عريض من شباب المجتمع.
إضافة إلى محدودية دخل تلك الفئات، وحجم المستحقات والديون والأقساط المترتبة عليهم.
بَيْدَ أنه يحسن أن نقدّم لهم بعض النصائح والتوجيهات المهمة في هذا المجال.
ومنها: ابدأ بالأولويات، المهم فالأهم، الضروري فالحاجي، فالكمالي؛ وإن استطعت تأجيل بعضها إلى وقت آخر، فحسنٌ.
لا تتهاون في الفراطة مهما كانت، فالجبل يتكون من حبات رمل.
احذر الإفراط في المسلك الادخاري الموصل إلى منطقة التقتير والبخل والشح المنهي عنها، لأنه لا إفراط ولا تفريط.
كنْ حكيماً في إنفاقك وصرفك واستهلاكك معتدلاً في أمورك كلها، فخير الأمور الوسط.
ابحث عن مصدر آخر للدخل مهما كان عائده قليلاً، أو كانت طبيعته مهنية، فالعمل شرف وعبادة.
ادخر الفوائض المتاحة في وقت اليسر والسعة للحاجة إليها في وقت العسر والشدة وكما قيل احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود.
خطط لنفسك وأسرتك ومصروفاتها وفق ميزانية معتدلة، مع مراعاة التنويع المنضبط والترفيه العادي والمتطلبات الأساسية.
قوّم ميزانيتك دورياً، شهرياً أو نصف سنوي أو سنوياً، واستفد من نتائج التقويم.
استفد من تجارب الآخرين في مسائل الادخار وإذا كانت مناسبة ومتناسبة مع دخلك ووضعك الاجتماعي وأسرتك ومتطلباتك، فالحكمة ضالة المؤمن هو أحق بها أنى وجدها.
قبل ذلك وأثناءه وبعده استعن بالله سبحانه واطلب العون منه عز وجل ليسدد على طريق الحق والخير خطاك وأن يهديك لأنسب الأمور وأرشد الأحوال وأعدل المسالك.
ختاماً أقول: إن قدرة الشاب على الادخار تعني امتلاكه لمواصفات الرشد والعقلانية والحكمة وحسن التصرف والإدراك الواعي لما ينبغي وما لا ينبغي.
فما أحوجنا -اليوم- إلى جيل من الشباب واعين مبدعين منتجين مدخرين، يحدوهم في ذلك كله مصلحة المجتمع.. ترتيب أولويات الإنفاق الأسري ميزانية البيت: إن التوازن بين إيرادات الأسرة ومصروفاتها، من أسس إدارتها واقتصادها ويتطلب هذا الأمر إعداد موازنة أو ميزانية، تتضمن تقدير الإيرادات والنفقات مقدمًا لمعرفة الفائض المتوقع وكيفية استثماره، والعجز المتوقع وسبل تدريبه أو معالجته بطريقة رشيدة.
ويتطلب إعادة هذه الميزانية تحديد ثم تقدير عناصر الإيرادات والنفقات ومجالات الاستثمار ومصادر تدبير العجز.
وعليه، فيمكن تحديد المقصود بميزانية الأسرة بأنها: (مقابلة بين إيرادات الأسرة ونفقاتها خلال فترة معينة لمعرفة الفائض أو العجز، ودراسة البدائل المتاحة لاستثمار الفائض وتغطية العجز).
وتحقق ميزانية الأسرة العديد من الفوائد، منها: تساعد الميزانية في تقدير إيرادات الأسرة مقدماً، وكذلك النفقات المتوقعة خلال فترة معينة، وبذلك يعرف مقدماً مقدار الفائض أو العجز المتوقع.
تساعد الميزانية في دراسة سبل استثمار الفائض المتوقع الناتج عن زيادة الإيرادات على النفقات والبحث عن الطريقة المناسبة لاستثماره.
تساعد الميزانية في دراسة سبل تدبير العجز المتوقع في ميزانية الأسرة.
تساعد الميزانية في محاسبة أفراد الأسرة عن النفقات والإيرادات.
تساعد الميزانية في تدريب الأولاد على كيفية إدارة البيت مالياً واقتصادياً قبل زواجهم وذلك تحت إشراف وتوجيه الوالدين.
يقول الدكتور حسين شحاتة في كتابه (اقتصاد البيت المسلم في ضوء الشريعة الإسلامية): بعد أن ذكر هذه الفوائد: إن هذه المزايا وغيرها تجعل من فكرة الميزانية من الواجبات حتى لا تحدث مشاكل ناجمة عن سوء أو عدم التقدير والاحتياط للمستقبل، والواقع العملي يعطي لنا نماذج كثيرة كان فيها الخلل بين الإيرادات والنفقات من بين أسباب الخلافات الزوجية...).
وعليه فعند القيام بإعداد الميزانية ينبغي أن نأخذ في الاعتبار مجموعة من القواعد التي تجعل هذه الميزانية فعالة ورشيدة.
ومنها: قاعدة المدة الزمنية: بأن يكون لميزانية الأسرة فترة زمنية تُعدُّ عنها، فقد تكون شهرية أو ربع سنوية أو سنوية.
قاعدة التوازن: بين الإيرادات والنفقات بقدر الاستطاعة، لتخطيط النفقات في ضوء الإيرادات المتوقعة.
قاعدة الواقعية: عند تقدير إيرادات ونفقات الأسرة، بأن يكون ذلك في ضوء الواقع الذي تعايشه الأسرة.
قاعدة المشاورة: بين أفراد الأسرة عند إعداد ميزانية الأسرة، إذ تعطي الشورى حافزاً معنوياً لكل أفراد الأسرة.
يقول الدكتور حسين شحاتة في كتابه السابق: (لو التزم البيت المسلم بالقواعد السابقة في إعداد ميزانيته لصلح حاله واستقام وتجنب المشاكل المالية...).
وتتمثل عناصر ميزانية الأسرة في أربعة بنود رئيسية وهي: أولاً: بند الإيرادات: ومنها: الإيرادات الأساسية مثل: الأجور والرواتب الدورية. الإيرادات المساعدة مثل: الحوافز والمكافآت. إيرادات أخرى مثل: الإعانات والهبات.
ثانياً: بند النفقات: ومنها: النفقات الأصلية مثل: نفقات حفظ النفس كنفقات المأكل والمشرب والملبس والمسكن والصحة، ونفقات حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال. النفقات الواجبة مثل: النفقات على الزوجة والأولاد والزكاة الواجبة. النفقات التطوعية مثل: الصدقات التطوعية والقرض الحسن. النفقات الكمالية التحسينية مثل: نفقات الولائم والحفلات.
ثالثاً: بند الفائض النقدي: الناتج عن زيادة الإيرادات على النفقات، ومن سبل استثماره: استثماره ذاتياً في مشروعات فردية. استثماره مرابحة أو مضاربة جماعية. استثماره في المصارف الإسلامية من خلال صيغ الاستثمار الشرعية.
رابعاً: بند العجز النقدي: الناتج عن زيادة النفقات على الإيرادات ومن سبل تغطيته: تغطية العجز عن طريق القرض الحسن. تغطية العجز من المدخرات.
وينبغي أن يحذر من الاقتراض بالربا، أو الإنفاق في مجالات فيها معصية لله.
إن فكرة الميزانية ليست جديدة، ولكنها ذكرت في القرآن الكريم في قصة يوسف عليه السلام، حيث طبقت موازنة أو ميزانية الدولة، من خلال موازنة إنتاج القمح في سنوات السبع الرخاء، واستهلاكه في سنوات السبع العجاف الشداد، كما طبقت في بيت مال المسلمين في موازنة الموارد والاستخدامات، وموازنة نفقات الغزوات وما تتطلبه من إيرادات وسبل تدبير العجز إن وجد.
أختم بقولي إن ميزانية الأسرة تعد من أهم الوسائل المساعدة على تقدير الإيرادات والنفقات مسبقاً، ومعرفة العجز وسبل تدبيره وتغطيته، ومعرفة الفائض وسبل استثماره وتنميته، وصولاً إلى ميزانية للأسرة مبنية على أسس رشيدة.
الاعتدال في الإنفاق الأسري: من المعلوم أن تعاليم الإسلام تدعو إلى الحد من المبالغة في الإنفاق، والاكتفاء بالضروريات، كما أن الاستغناء عن الفضول والاكتفاء بالضروريات مطلب رئيس، فللمرأة حق مثلًا في التزين بكل شيء يزيد من جمالها وأنوثتها، ولكن بلا إفراط، ووفق الضوابط الشرعية المرعية.
والإسلام يوصي بالاعتدال في ارتداء الملابس ويكره التباهي والتكلف الزائد، ويستحب البساطة وينبذ المبالغة في النفقات، ولهذا كان التوسط لب الفضيلة، وهو خير الأمور.
الاقتصاد التوسط في الإنفاق من غير إسراف ولا تقتير، ففي الإسراف الفقر والذل، وفي التقتير الحسرة واللوم، ومن سلك سبيل الاعتدال في غناه وفقره فقد استعد لنوائب الدهر، وصار بمأمن من عوادي الزمان وطوارئ الحدثان كالمرض وفقد القدرة على الكسب وسهل عليه إدراك الكثير من مطالب الحياة التي يعز نيلها بغير المال، وعاش عزيز النفس حميد السيرة جليل الأثر.
وللاقتصاد منـزلته في حياة الفرد والأمة, وقد أبان ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((الاقتصاد نصف المعيشة)) لهذا كان رائد الحكومات المنظمة في أعمالها وسبيل العقلاء في كل زمان ومكان.
يقول الأستاذ محمد أحمد جاد المولى في كتابه (الخلق الكامل): الاقتصاد من أشهر العلوم العصرية ومن أهم ما يعنى به أهل الاجتماع والإدارة من بين علوم الحضارة والعمران في هذه الأزمان.
ومن الآيات الحاضة على الاعتدال في النفقة، قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ (الفرقان: 67)، وقوله عز وجل: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ (الإسراء: 29).
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة منها قوله عليه السلام: ((مَنْ اقتصد أغناه الله ومَنْ بذَّر أفقره الله، وقال عليه السلام: ((ما عال مَنْ اقتصد والتدبير نصف المعيشة)).
قال بعض كتاب الغرب: قد عاينت الأمور وعانيتها ثم بعد تفكير عميق في الحياة لم أجد سوى أمرين ربما جلبا السعادة: الاعتدال في مطالب النفس وحُسْنُ التصرف في الثروة.
ومن جملة ما علّمنا إيَّاه الشارع من الآداب الاقتصادية ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: ((أقْلِلْ مِنَ الدَّيْنِ تَعِشْ حُرًّا)) أي اجتهد في الاقتصاد والاستفضال والموازنة بين دخلك وخرجك، فلا تدع نفسك تحتاج إلى الدين فتعتاده فتتراكم عليك الديون، فيطاردك الدائنون ويعسروك فتفقد حريتك وتصبح عبداً لهم.
وفي فضل الاقتصاد يقول بعض العلماء: الناس فريقان: فريق اقتصد وفريق أسرف، فجميع السفن التجارية والسكك الحديدية والمعامل الصناعية وسائر المشروعات الاقتصادية التي تأسَّست عليها هذه المدنية، هي كلها من أعمال الفريق الذي اقتصد.
أمَّا الفريق الذي أسرف ثم اضطر أن يستدين لسد حاجاته، فقد أصبح على تمادي الأيام رقيقاً للفريق الأول وهي سُنَّةُ الله في خلقه.
ولما كان الاقتصاد من أهم أسباب السعادة في الحياة وتوفيرها للإنسان، وجب على الآباء والمربين أن يأخذوا الأطفال منذ نشأتهم بالاقتصاد ويعودوهم هذه الخلة.
كما يجب عليهم أيضاً أن يفهموهم أن الاقتصاد يأمر به الدين وأن يحفظوا من الآيات الكريمة ما يحببه إليهم ويبغضهم في التبذير والتقتير وذلك كقوله تعالى: ﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ (الإسراء: 26، 27).
وقوله عز وجل في الثناء على عباده المقتصدين: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (الفرقان: 67)، ليتبين لهم الرشد من الغي ويعلموا منـزلة الاقتصاد من الدين.
ومما يساعد على الاقتصاد: أن يحصي الإنسان نفقاته اليومية ثم الشهرية والسنوية ليستبين مقدار ما ينفقه في اليوم والشهر والسنة، ويوازن بينه في السنوات المختلفة، ليعرف أناهج هو سبيل الاقتصاد أم مبتعد عنه؟! ويعلم أن ما يملكه ما احتكمت في تصريفه يداه لا ما سيصير إليه من طريق الحدس والتخمين.
فكثير من الناس يخطئون هذا الطريق في حساب دخلهم، فيتوسعون في النفقة ويسلكون سبيل البذخ والإسراف.
وكما يكون الاقتصاد في ادخار المال يكون أيضاً في استعمال القوى الإنسانية الجسمية والعقلية باعتدال حتى يسلم المرء من العلل والأسقام.
ومحصل القول: أن الاقتصاد أساس التدبير المنـزلي ومن أول الواجبات الشخصية، وهو الملجأ الأمين الذي يأوي إليه أرباب الأسر، فيجدون فيه الهدوء والراحة والسرور وحرية التمتع بالنعم والخيرات.
ترتيب الأولويات: إن على ربة المنـزل الواعية أن تكون أول من يحافظ على ميزانية الأسرة، وتحاول الاقتصاد في المصروفات والاعتدال في النفقات.
فقد جاءت مناهي شرعية وتحذيرات إلاهية من الإسراف والتبذير، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا...﴾ وقال -عز وجل-: ﴿لَمْ يُسْرِفُوا..﴾ وقال سبحانه: ﴿فَلَا يُسْرِفْ...﴾ وقال تعالى: ﴿... وَلَا تُبَذِّرْ...﴾.
ذلك لأن الله تعالى لا يحب المسرفين، كما أن المبذرين إخوان الشياطين.
إن المستهلك الرشيد هو ذلك المستهلك الذي يراعي مبدأ الرشد والعقلانية والاعتدال في أكله ومشربه وملبسه ومنـزله وسيارته وأثاثه، واستخدامه للكهرباء والمياه، حماية لنفسه ولأسرته.
إن المستهلك الرشيد هو الذي يراعي قرارات الشراء والاستهلاك، بحيث تكون في الوقت المناسب وللحاجة المطلوبة ومن المكان المناسب وبالسعر المناسب وبالجودة المطلوبة وبالقدر اللازم والحجم المناسب والنوعية المطلوبة.
والمستهلك الذي يراعي ذلك يمكن أن يحقق الرشادة الاقتصادية والعقلانية الحكيمة من وجهة نظر الاقتصاد المعاصر.
بحيث لا يقع فريسة للتلاعب والاستغلال، ولا ينساق خلف الإسراف والتبذير، ولا تتعرض سلعه وبضائعه للكساد والتلف والفساد.
ومن ثم، فلابد من توفير القدوات الاستهلاكية، ومراعاة الاقتصاد في النفقات، والاعتدال في المصروفات، والترشيد في الاستخدام، والتقليل من مظاهر الإتلاف.
أهم المصادر والمراجع 1. د. زيد الرماني – اقتصاد الأسرة، دار طويق، الرياض، 1425هـ. 2. د. زيد الرماني – مهارات اقتصادية، دار الحضارة الرياض، 1425هـ. 3. د. حسين شحاته – اقتصاد البيت المسلم، دار الطباعة والنشر الإسلامية، القاهرة، 1990هـ. 4. د. أشرف محمد دوابه – نحو بيت اقتصادي مسلم، دار السلام، القاهرة، 1427هـ. 5. د. أكرم رضا ـ بيوت بلا ديون، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 1426هـ. 6. خالد أحمد الشنتوت – دور البيت في تربية الطفل المسلم، مكتبة ابن القيم، المدينة المنورة، 1409هـ. 7. د. زيد الرماني – رسائل زوجية، دار ابن الأثير، الرياض، 1423هـ. 8. د. زيد الرماني – حمى الشراء، دار الوطن، الرياض، 1424هـ. 9. خولة درويش – ضوابط الإنفاق في البيت المسلم، دار المحمدي، جدة، 1422هـ. 10. د. زيد الرماني – لمحات من اقتصاديات البيت المسلم، دار الوطن، الرياض، 1424هـ. 11. د. وفيقة الحميدان ود. هدى التركي – اقتصاديات المنزل وترشيد الاستهلاك، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، 1412هـ. 12. د. زيد الرماني – عمل المرأة في الميزان، دار الوطن، الرياض، 1424هـ. 13. د. نوال رمضان – التنشئة الاستهلاكية للطفل، دار النهضة العربية، القاهرة، 1993م. 14. جعفر الجزار – الادخار والاستثمار، دار النفائس، بيروت، 1419هـ. 15. د. زيد الرماني – دروس مهمة في حياة الأمة، دار الحضارة، الرياض، 1425هـ.
الفهرس مقدمة. المال والاقتصاد وأهميته في الحياة. نصائح اقتصادية. استهلاك الأسرة. الأسرة وترشيد الاستهلاك. سلوكيات اقتصادية خاطئة. عادات شرائية خاطئة. التخطيط المالي. ترتيب أولويات الإنفاق الأسري. أهم المصادر والمراجع.
المصدر: موقع الألوكة
الرابط: https://www.alukah.net/web/rommany/0/110078/ |
|