أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: وقفة مع العام الجديد الإثنين 16 سبتمبر 2019, 12:16 am | |
| وقفة مع العام الجديد عبد الله بن محمد الوهيبي
بسم الله الرحمن الرحيمقبل أيام، ودعنا عاماً واستقبلنا آخر، وفرح الكثيرون بذلك، إما لقرب استلام مرتب، أو دنو موعد ما أو غير ذلك.. وما علموا أن كل يوم يذهب إنما هو ذهاب لجزء من الإنسان، كما قال الحسن البصري (ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك). يسر المرء ما ذهب الليالي
وكان ذهابهن له ذهابُ وعمر الإنسان أشبه ما يكون بـ "التقويم"، فكل ورقة ننزعها من التقويم لا يمكن أن ترجع حقيقة.
وكل يوم يذهب، يودع صاحبه إلى موعد آخر يلقاه به وياله من موعد: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ). آل عمران 30.
وكل يوم يذهب يبعدنا عن الدنيا ويقربنا من الآخرة.
وبهذه المناسبة، فهذا نداء إلى المفرطين الغارقين في الكبائر والسيئات… وفي مقدمتها "ترك الصلاة" الركن الثاني في الإسلام؛ بل نداء لكل مسلم إن كان محسناً أن يستزيد من إحسانه، وإن كان مسيئا أن يقلع عن سيئاته.
فلا يدري الإنسان متى تفاجئه منيته ولا يدري متى يأتيه ملك الموت فليحذر أن يكون ممن قال الله فيهم: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) المؤمنون:99 -100
والأجل سر مكتوم لا يعلمه إلا الله تعالى والعمر قصير مهما طال وكلما هو آت قريب؛ فليتزود الإنسان من يومه لغده ففي الحديث: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).
وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ’ وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" أخرجه البخاري، وليكن ذكر الموت ديدننا ومحركنا إلى العمل الصالح؛ فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من ذكر هاذم -أي قاطع- اللذات: الموت) حديث صحيح أخرجه الترمذي والنسائي، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: (أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا، وأكيسهم أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً: أولئك الأكياس) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير وابن ماجه وحسنه الألباني.
ولنعلم أننا سائرون في إحد الطريقين إما إلى الجنة وإما إلى النار: (فوالله ما بعد الموت من مُستعتب، وما بعد الدنيا من دار: إلا الجنة أو النار).
تزود من التقوى فإنك لا تــدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـــرِ؟فكم من صغير يرتجي طول عمــرهوقد أدخلت أجساده ظلمة القبِرِوكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاًوقد نسجت أكفانه وهــــو لا يدريوكم من عروس زينوها لزوجهــاوقد قبضت أرواحهما ليلة القــدرِ عبد الله بن محمد الوهيبي
صحفي ومدونجامعة الملك سعود البريد الإلكتروني
abdmodw@gmail.COMمدونةhttp://bilahudod.blogspot.com |
|