منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة التوبة الآيات من 061-065

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة التوبة الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: سورة التوبة الآيات من 061-065   سورة التوبة الآيات من 061-065 Emptyالإثنين 09 سبتمبر 2019, 5:47 am

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونعلم أن الإيذاء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء بعد النبوة، وكان بعض الكفار يقولون ما حكاه القرآن على ألسنتهم: (ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (الأنفال: 32).

وهذا دعاء مَنْ لا عقل له، ولو كانوا يعقلون لقالوا: إن كان هذا الحق من عندك فَاهْدنا يا رب إليه، أو اجعلنا نؤمن به.

ولكنهم من فَرْط حقدهم وضلالهم، تمنَّوا العذاب على الإيمان بالحق.

وهذا يكشف لنا تفاهة عقول الكفار.

وهنا يقول الحق سبحانه: (وَمِنْهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِيَّ) والذين يؤذون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم السادة، وهم أصحاب النفوذ الذين يخافون أن يذهب منهج هذا النبي بنفوذهم؛ وثرواتهم؛ وما أخذوه ظلماً من الضعفاء.

والضعفاء -كما نعلم- هم أول من دخل إلى دين الإسلام؛ لأنهم أحسوا أن هذا الدين يحميهم من بطش الأغنياء واستغلالهم ونفوذهم.

وشاء الحق أن يبدل خوف الضعفاء قوة وأمناً، وشاء سبحانه أن يضم إلى الإيمان عدداً من الأغنياء؛ ومن رجال القمة مثل: أبي بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب وغيرهم -رضي الله عنهم أجمعين-، حتى لا يقول أقوياء قريش مثلما قال قوم نوح لنبيهم: (وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا) (هود: 27).

وهكذا كان الإيذاء له -صلى الله عليه وسلم- بعد الرسالة، أما قبل الرسالة فكان في نظر الجميع هو: الأمين والصادق والمؤتمن.

ومن العجيب أنهم، بعد أن نزل الوحي، كانوا لا يستأمنون أحداً مثلما يستأمنون محمداً -صلى الله عليه وسلم-.

فإذا كان هناك شيء ثمين عند الكافرين المعارضين، ذهبوا إلى رسول الله ليحفظوا هذه الأشياء الثمينة عنده.

وهذا التناقض لا يفسره إلا وثوقهم في أخلاقه -صلى الله عليه وسلم-.

ورغم ذلك كانوا في غيظ وكَمَدٍ؛ لأن القرآن قد نزل عليه.

والحق هو القائل ما جاء على ألسنتهم: (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (الزخرف: 31).

وهم بذلك قد اعترفوا بألسنتهم بعظمة القرآن، بعد أن اعترفوا بسلوكهم بأمانة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولكنهم اعترضوا على اختيار الحق سبحانه له، وتمنوا لو كان هذا القرآن قد نزل على أحدهم عظمائهم.

ورد الحق سبحانه عليهم: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا) (الزخرف: 32).

وفي هذا دعوة لأن يتأدبوا مع الله سبحانه، فهو لم يوكلهم في اختيار من ينزل عليه رحمته، ورسالته، ولكنه سبحانه هو الذي يختار.

وهو الذي قسم بين العباد معيشتهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

وإذا كان لأحد نعمة من مال أو جاه أو مجد، أو غير ذلك، فهذا ليس من قدرات البشر أو من ذواتهم، ولكنه نعمة من الله.

وهنا يقول الحق سبحانه: (وَمِنْهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِيَّ) إذن: فالإيذاء سببه أنه -صلى الله عليه وسلم- جاء بدعوة الخير، ولا يجيء رسول بدعوة الخير إلا إذا كان الشر قد عم المجتمع.

وحين يعم الشر في المجتمع فهناك مستفيدون منه، فإذا أتى رسول الله بالخير أسرع جنود الشر ليؤذوا صاحب رسالة الخير، إذن: فمن الطبيعي أن يكون للنبي أعداء.

والحق سبحانه وتعالى يقول: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً) (الأنعام: 112).

بل إن كل من يحمل من العلماء رسالة رسول الله ليبلغها إلى الأجيال التالية، إن لم يكن له أعداء، أنقض ذلك من حظه في ميراث النبوة، وكل من له أعداء ويقوم بهداية الناس إلى منهج الله، نقول له: لا تنزعج، واطمئن؛ لأن معنى وجود من يعاديك، أن فيك أثراً من آثار النبوة.

وتمثَّل إيذاء المنافقين له -صلى الله عليه وسلم- في عدة صور؛ منها قولهم: (وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ).

وللإنسان -كما نعلم- وسائل إدراك متعددة: فالأذن وسيلة إدراك، والعين وسيلة إدراك، والجوارح كلها وسائل إدراك.

وكل إنسان له ملكات متعددة، منها ملكات إدراكية وملكات نفسية، والملكات الإدراكية هي التي يدرك بها الأشياء مثل: السمع والبصر والشم والذوق.

أما الملكات النفسية فهذه يوصف بها الناس.

وعلى سبيل المثال: نحن نسمي الجاسوس عيناً؛ لأنه يتجسس وينقل ما يراه إلى غيره. ونسمي الرجل الذي يسمع كل حدث "أُذُن"، ونسمي اللص الذي يتعدَّى على ماله غيره صاحب اليد الطويلة وهكذا.

إذن: كل جارحة لها حاسة، والنظر والسمع والشم واللمس والذوق كلها من وسائل الإدراك الحسية التي تتكون منها الخمائر المعنوية، ثم تصبح عقائد، فوسائل الإدراك هذه تتلقى من العالم الحسي ما يعطيه لها من معلومات، وتخزنها لتتصرف بعد ذلك على أساسها، وتكون في مجموعها هي ما يعلمه الإنسان؛ ولذلك نجد الحق سبحانه يمتنُّ على خَلقه، فيقول: (وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَٰرَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل: 78).

والشكر لا يكون إلا على النعمة، فكأن وسائل الإدراك هذه مما تسمعه أو تراه ببصرك، أو تدركه بفؤادك هي من نعم الله التي يجب أن نشكره عليها؛ لأنها أعطتنا العلم الحسي بعد أن كنا لا نعلم شيئاً.

وإذا أطلقَ على الإنسان اسم جارحة من جوارحه، فاعلم أن هذه الجارحة هي العمدة فيه، فكأن قول المنافقين وصفاً للرسول (هُوَ أُذُنٌ) هو سَبٌّ للرسول، وكان الواحد منهم يقول: احذروا أن يبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيكشف نفاقهم ويؤذيكم؛ لأن محمداً عليه الصلاة والسلام في رأيهم يُصدِّق كل شيء.

أرادوا أن يتهموه -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يمحص القول الذي يُنقل إليه ويصدق كل ما يقال له، كما نقول نحن في العامية "فلان وِدَني" أي: يعطي أذنه لكل ما يقال له.

فيرد عليهم الله: (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ)؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- يستمع لمنهج السماء ويبلغه للبشر ليهدي أهل الأرض، إذن: فهو خير للناس كلهم.

وحتى إذا أخذنا كلامهم في أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصدقهم إن كذبوا عليه، فهذا خير لهم؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يؤذيهم، وهو -صلى الله عليه وسلم- (أُذُنُ خَيْرٍ) لأنه لا يسمع إلا من الله بالوحي.

ولذلك قلنا: إن الحكمة من أمية رسول الله عليه الصلاة والسلام، أنه لم يستمع من مُسَاو له، وإنما كان علمه من الله.

فإذا كانت الأمية فينا نحن نقيصة؛ فإنها الكمال كله في حق رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لم يأخذ إلا من خالقه، وهو أذن خير؛ لأنه الأذن التي استمعت إلى آخر إرسال ينزل من السماء لهداية الأرض.

فإذا كان المنافقون قد قالوا: (هُوَ أُذُنٌ) فقد قال سبحانه: (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ)، وهو خير يعود نفعه على البشرية كلها، ولكن ليس بالمعنى الذي تعيبونه عليه، فهو قد يسمع إساءاتكم، ثم يسمع اعتذاركم فلا يؤذيكم ويعفو عنكم.

وما دام هذا هو سلوك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلماذا تؤذونه وترهقونه؟

وفي اللغة ما يسمونه "القول بالموجب"، فإن قال لك واحد شيئاً تصدقه وتقول له: نعم، ولكن قد تأخذها على مَحْمَل آخر، فإن كان هناك إنسان يُكثِر الزيارة لإنسان ويقول له: أنا أثقلتُ عليك، ويرد عليه: أنت أثقلتَ كَاهلي بأياديك، أي أن أفضالك عليَّ كثيرة.

وإن قال لك واحد: "أنا طولت عليك"، يرد عليه صديقه: لا.

أنت تطولت عليَّ، أي: أعطيتني نعمة بأنك أسعدتني بمجلسك.

إذن: فهو قد وافقه على ما قال، ولكنه رد عليه بعكس ما قال.

وهم قد عابوا على الرسول أنه أذن، فكأن أذنه تتحكم في كل تصرفاته، وإن سمع شيئاً تأثر به.

وإن سمع شيئاً ينغصه ينقلب موقفه من النقيض إلى النقيض.

وحاولوا أن يدَّعوا عليه أنه يصدق كل ما يسمعه ولا يحتاط تجاه من يبلغه، وقالوا: إنه -صلى الله عليه وسلم- (أُذُنٌ)، وردَّ الحق سبحانه (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ) وبطبيعة الحال لم يكن قول الحق موافقاً لما قالوه؛ لأن "أُذُن" عندهم غير (أُذُن) التي أقرها الله سبحانه وتعالى وقد يقول بعض السطحيين: إن المنافقين قالوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هُوَ أُذُنٌ) وهم يقصدون بذلك أنه يسمع ويصدق كل ما يقال له، وليس له حكمة التمحيص والاختيار.

لكن لنلتفت إلى أن الحق قد قال: (أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ)؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يسمع إلا من الله، وما يسمعه من الله أطاعه وطبَّقه، وما سمعه من الناس؛ عرضه على منهج الله؛ فإن وافق المنهج نفذه، وإن تعارض مع المنهج رفضه.

إذن: فهو أذن للخير لا يسمع إلا من الله، ولا يأتي من رسالته إلا الخير لمن اتبعه.

ولكن لماذا لم يقل الحق سبحانه وتعالى: أذن خير للمؤمنين، وقال: (أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ)؟

لأن خيرية رسول الله قد شملت الجميع، وتعدَّتْ المؤمنين إلى المنافقين وإلى الكفار.

فكان رسول الله صلى الله عليه لا يفضح منافقاً، إلا إذا فضح الله المنافق بقرآن نزل من السماء.

وعلى سبيل المثال: كان المنافقون يأتون إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويعتذرون عن الجهاد في سبيل الله؛ ويطلبون الإذن بالقعود.

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعطيهم الإذن.

وحين كان المنافقون يأتون إلى الرسول الكريم ويحلفون له كذباً، كان يصدقهم، أو على الأرجح لا يفضح كذبهم أمام الناس.

إذن: فالخيرية فيه عليه الصلاة والسلام شملت المنافقين؛ لأن خُلُقَه الكريم أبى أن يفضحهم أمام الناس.

أما الكفار فد شملتهم الخيرية أيضاً؛ لأن دعوته لهم إلى الإسلام، وإصراره -صلى الله عليه وسلم- على هذه الدعوة، جعل عدداً من الكفار يسلم ويؤمن، وأصابهم خير عميم من اهتدائهم لدين الحق.

إذن: فقول الحق سبحانه وتعالى: (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ) أي: للبشرية كلها.

وهكذا فرق الحق سبحانه وتعالى بين ما يريدونه، وما يقصده الله جل جلاله.

هم قصدوا وصف الرسول أنه أذن سَمَّاعة.

والله يقول: إنها أذن خير؛ وهذا ما يسمونه في اللغة -كما قلنا-: "بالقول الموجب"، أي: أن تتفق مع خصمك فيما قاله، إلا أنك تحول ما قاله من الشر إلى الخير.

والمثال أيضاً فيما يقوله الحق سبحانه وتعالى على ألسنة المنافقين حين قالوا: (لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ) (المنافقون: 8).

كانوا يقصدون أنهم هم الأعز، أما الأذل فهم المؤمنون.

ووافقهم الحق سبحانه وتعالى على ما قالوا؛ نعم سيُخرِج منها الأعزُّ الأذلَّ.

ولكنه أراد أن يبين لهم من هو العزيز ومن هو الذليل؛ فقال: (وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون: 8).

فكأن الحق سبحانه وتعالى يؤكد لهم أن الأعز سيُخرج الأذل، ولكنهم يحسبون أنفسهم هم الأعزاء؛ فيقول لهم: (وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).

هذا ما يسمونه بالقول الموجب، أي: أن تتفق مع من يقول، ويقصد أن يوجه كلامه وجهة الشر؛ فتقلب المقصود من الكلام وتوجهه وجهة الخير.

وهذا مقصود به هنا أن تزيد من ذلة المخاطب، فأنت تجعله يعتقد أنك توافقه، فتنفرج أساريره ويشعر بالسعادة؛ ثم بعد ذلك تنقض ما قاله؛ فيصاب بالذل.

تماماً كما يأتي الحارس لسجين يشعر بظمأ شديد ويُلِحُّ في طلب كوب ماء.

فيقول له الحارس: سأحضر لك كوب الماء.

وفعلاً يحضر الكوب مليئاً بالماء المثلج، ويفرح السجين ويظن أنه سينال ما يريده، ولكن ما إن يقرب الحارس الكوب من فم السجين، حتى يفرغه على الأرض، فيكون تعذيبه أكبر مما لو رفض منذ البداية إحضار كوب الماء.

وهكذا شاء الحق سبحانه وتعالى أن يزيد ذلة المنافقين، فوافقهم على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أُذُن" ثم جاء بنقيض ما كانوا يقصدونه فقال: (أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ) وما دام -صلى الله عليه وسلم- يؤمن بالله فهو يأخذ منهجه من الله سبحانه وتعالى، ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم.

إذن: فهناك ثلاثة أدلة على خيرية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه يؤمن بالله وينفذ منهجه.

ثم يؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا.

ونلاحظ أن هناك اختلافاً بين قوله تعالى: (يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ) وبين قوله عز وجل: (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ).

فبالنسبة للإيمان بالله جاء بالباء في قوله: (بِٱللَّهِ) وبالنسبة للمؤمنين جاء باللام في قوله: (لِلْمُؤْمِنِينَ).

بعض الناس يقولون: إن هذه مترادفات؛ لأن معنى (يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ) أي: يصدق بوجوده.

والمنافقون كفرة بالله، (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) معناها أنه -صلى الله عليه وسلم- يصدق المؤمنين.

أما المنافقون فهو -صلى الله عليه وسلم- يعرف أنهم كاذبون فلا يصدقهم.

ولكنه لا يفضحهم أمام المؤمنين؛ حتى لا يقطع عليهم خط الرجعة إن كانوا ينوون الإيمان فعلاً.

ولو فضحهم -صلى الله عليه وسلم- أمام المؤمنين لضاعت هيبتهم تماماً.

وإن فكر أحدهم في ترك النفاق إلى الإيمان، لوجد صعوبة شديدة في ذلك؛ لأن أحداً لن يصدقه.

ولكن أراد -صلى الله عليه وسلم- أن يسترهم أمام المؤمنين؛ فجعل باب الإيمان مفتوحاً على مصراعيه؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- إنما جاء رحمة للعالمين، ولذلك فهو يحرص على أن يبقى باب التوبة وباب الإيمان أمامهم مفتوحاً دائماً مع حفظ كرامتهم.

قول الحق سبحانه وتعالى: (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) أي: يصدقهم، وكلمة الإيمان بالنسبة للناس جاءت في آيات كثيرة، منها قوله تعالى حين أعلن السحرة إيمانهم برب موسى وسجدوا؛ قال لهم فرعون: (آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ) (طه: 71).

ومعنى (آمَنتُمْ لَهُ) أي: صدَّقتموه، ولكن ما هو الفرق بين الباء واللام؟

أنت حين تقول: آمنا بالله.

فأنت تعلن أنك قد آمنت بالذات بكل صفات الكمال فيها، وحين تقول: آمنت للمؤمنين فيما قالوه، أي صدقتهم لأنهم مؤمنون.

ومادة "آمن" تدور كلها حول الأمن والطمأنينة، ولكنها تأتي مرة لازمة ومرة متعدية.

مثلما تقول: "آمنت الطريق" أي: اطمأننت إلى أنه لن يصيبني فيه شر.

ومنها قول يعقوب -عليه السلام- لبنيه: (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ) (يوسف: 64).

أي: أن السابقة هنا أنه آمنهم على يوسف فلم يرعوا الأمانة، فصار لا يأمنهم على أخي يوسف، وهذه آمن اللازمة.

أما المتعدية فهي التي يتعدد فيها الأمن، مثل قوله تعالى: (وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) (قريش: 4).

والخوف متعدد في أشكاله، فهناك مثلاً خوف من الظلام، وخوف من العدو، وخوف من مخاطر الطريق، إذن: فالأمن هنا شمل أشياء متعددة وقد أدخلهم الحق سبحانه في الأمان والطمأنينة من أشياء متعددة.

وقوله تعالى: (يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ) هو إيمان بالذات، وإيمان بالصفات، وإيمان بالمنهج، وإيمات يسع أمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلها، فكأن الإيمان هنا قد تعددت جوانبه.

أما الإيمان للمؤمنين فهو تصديق لهم وهذا هو الخير الثاني.

وقوله سبحانه (وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ)؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- شفيع لهم يوم القيامة، وقال: "أمتي أمتي”.

وهو رحمة لهم في الدنيا؛ لأنه يقودهم إلى الخير الذي يقودهم إلى سعادة الدنيا ثم إلى جنة الآخرة، ويبعدهم عن الشر والنار؛ فهو -صلى الله عليه وسلم- رحمة تدفع الضرر وتأتي بالخير، والرحمة إنما تأتي باتقاء الضرر.

والله سبحانه وتعالى يقول: (شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ) (الإسراء: 82).

الشفاء يعني أن يكون هناك مرض ويشفى الإنسان منه، والرحمة ألا يأتي المرض، فكأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشر بمنهج إذا اتبعه الناس وآمنوا به؛ كان لهم وقاية فلا يصيبهم شر في الدنيا ولا نار في الآخرة.

ويتساءل بعض الناس: لقد قال الحق سبحانه وتعالى: (وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ) والمنافقون قد آمنوا بألسنتهم فقط فما موقفهم؟

نقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنه رحمة فقد احترم كلمة اللسان وصدقهم أمام الناس، أما الحق سبحانه فينزلهم في جهنم.

ثم يقول سبحانه وتعالى: (وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

وإيذاء المنافقين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن بالمواجهة؛ لأنهم أعلنوا كلمة الإيمان، وكان الإيذاء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المنافقين في قلوبهم وفيما بينهم في مجالسهم، ولذلك لم يكن الإيذاء منهم مباشرة قط، ولكن الآيات بينت أنواع الإيذاء بأنهم يلمزون في الصدقات، ويقولون: إنه أُذُنُ، ويحلفون له كذباً ليضللوه، إلى آخر ما كانوا يفعلون.

ثم يأتي الحق بصورة أخرى من صور المنافقين فيقول سبحانه: (يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ...).



سورة التوبة الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة التوبة الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة التوبة الآيات من 061-065   سورة التوبة الآيات من 061-065 Emptyالإثنين 09 سبتمبر 2019, 5:48 am

يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (٦٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ومن العجيب أن سورة التوبة فيها أكبر عدد من لفظ "يحلفون"، ولم ترد مادة "يحلف" في سورة المائدة إلا مرة واحدة، وفي سورة النساء مرة، وفي سورة المجادلة ثلاث مرات، أما في سورة التوبة فقد جاءت سبع مرات، وفي سورة القلم جاءت "حلاف"، حتى إن سورة التوبة سميت "سورة يحلف"؛ لأن فيها أكبر عدد من (يَحْلِفُونَ) في القرآن الكريم.

ويقول الحق سبحانه: (يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ) وفي هذا إصرار من المنافقين على الحلف كذباً، وهو ما يوضح غباءهم وعدم فطنتهم.

وأيضاً يقول الحق: (سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ) (التوبة: 95).

واستخدام الحق سبحانه وتعالى حرف السين معناه أنهم لم يحلفوا بعد، ولكنهم سيحلفون بعد فترة، أي في المستقبل، أي: أن الآية الكريمة نزلت ولم يحلفوا بعد، إنما هم سيحلفون بعد نزول الآية الكريمة، ولو كان عندهم ذرة من ذكاء ما حلفوا، ولقالوا: إن القرآن قال سنحلف ولكننا لم نحلف.

ولكنهم ورغم نزول الآية جاءوا مصدقين للقرآن مثبتين للإيمان وحلفوا.

وكلمة "حلف" هي القسم أو اليمين.

وحين نتمعن في القرآن نجد أن الحلف لا يطلق إلا على اليمين الكاذبة، أما القسم فإنه يطلق على اليمين الصادقة واليمين الكاذبة.

فمثلاً عندما نقرأ في سورة المائدة: (ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ) (المائدة: 89).

وما دامت هناك كفارة يمين؛ يكون الحلف كذباً؛ لأن الذي يستوجب الكفارة هو الكذب.

وإذا استعرضنا بعد ذلك كل "حلف" في القرآن نجد أنه يقصد بها اليمين الكاذبة؛ ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى: (وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ) (القلم: 10).

فالحلف هنا مقصود به القسم الكاذب.

ولكن إذا قال الحق سبحانه وتعالى (أَقْسَمُواْ) فقد يكون اليمين صادقاً؛ وقد يكون كاذباً.

والحق سبحانه وتعالى يقول: (يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ) أي: أن هدف الحلف كذباً هو إرضاء المؤمنين حتى يطمئنوا للمنافقين ولا يتوقعوا منهم الشر، ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى بالحقيقة: (وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ) إذن: فهم يحلفون لترضَوْا أنتم عنهم، أما المؤمن الحق فهو لا يقسم إلا ليرضى الله؛ لأن الإنسان قد يخدع البشر، وقد يفلت من عدالة الأرض، ولكنك لا تخدع الله ولا تلفت من عدالته أبداً.

ومن مهام الإيمان أن الإنسان يرعى الله في كل معاملة له مع البشر؛ ويبتغي رضاه ويخاف من غضبه، ذلك هو المؤمن الحق.

وهنا نلاحظ أن الحق سبحانه وتعالى قال: (وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ) وكان القياس اللغوي على حسب كلام البشر أن يقول: والله ورسوله أحق أن ترضوهما.

وشاء الحق أن يأتى بها (وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ)؛ لأن رضا الله ورضا رسوله هو رضا واحد؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يأتي بالقرآن من عنده، ولكنه وحي من عند الله.

وإرضاء الرسول هو اتباع المنهج الذي فيه رضا الله.

لذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ) (الفتح: 10).

ويقول سبحانه: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ) (آل عمران: 31).

ويقول سبحانه: (مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ) (النساء: 80).

إذن: فلا توجد طاعة لله وطاعة للرسول، ولا رضا لله ورضا للرسول؛ لأن الرضا منهما رضا واحد.

إذن: فقول الحق سبحانه وتعالى: (وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ) دليل على اتحاد الرضا من الله ومن رسوله، فما يُرضي الله يُرضي الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما يُغضب الله يُغضب الرسول.

أو: أن الحق سبحانه وتعالى يريدنا أن نتأدب مع ذاته، في أنه إذا اجتمع أمران لله ولرسوله لا نجعل أحداً مع الله، وإنما نجعله له سبحانه وهو الواحد.

ولذلك فعندما ارتكب رجل ذنباً، وقالوا له: أعلن توبتك أمام رسول الله، قال الرجل: إني أتوب إلى الله ولا أتوب إلى محمد.

فقال له رسول الله: "وقعت على الخير”.

انظر إلى عظمة الرسول الكريم الذي يثني على رجل يقول أمامه: إني لا أتوب إلى محمد، وإنما أتوب إلى الله.

وقول الحق سبحانه: (إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ) أي: إن كان إيمانهم حقيقة، وليس نفاقاً.

إذن: فنحن لا نطلب الرضا من خلق الله، ولكن نطلبه من الله.

ورضا الله سبحانه وتعالى ورضا المبلِّغ عنه رسوله -صلى الله عليه وسلم- رضا واحد.

ولذلك وحَّد الضمير (وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ) ولم يقل يرضوهما.

ثم يقول الحق بعد ذلك: (أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ...).



سورة التوبة الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة التوبة الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة التوبة الآيات من 061-065   سورة التوبة الآيات من 061-065 Emptyالإثنين 09 سبتمبر 2019, 5:49 am

أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (٦٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

إذا سمعت (أَلَمْ)، فافهم أن هذا استنكار، كأن وسائل العلم قد تقدمت، وكان من الواجب أن تعلم.

فإذا قلت لإنسان: ألم تعلم أنه حدث كذا وكذا؟

فمعنى ذلك أنه قد أعلن عن هذا الحادث عدة مرات، ومع ذلك لم يعلمه.

وهذا استنكار لتخلُّف هذا الإنسان عن العلم.

وهنا يستنكر الحق عدم علم المنافقين بقضية أعلنها الله مرات ومرات، وكان يجب أن يعلموها وألا تزول عن خواطرهم أبداً.

وسبق أن قلنا: إن الاستفهام فيه نفي، والهمزة همزة استفهام.

ولم تأت للنفي، وإذا دخلت همزة الاستفهام على النفي يكون استنكاراً.

فإن قلت لإنسان: ألم أكرمك؟

كأنك أكرمته عدة مرات وهو مُنكر لذلك.

وقول الحق سبحانه وتعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ) هو إقامة للحجة على أن الحكم قد بلغهم؛ لأنه من الجائز أن يقولوا: إن الحكم لم يبلغنا، فيوضح لهم الحق: بل بلغكم الحكم وقد أعلمتكم به عدة مرات.

(أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ) ما معنى يحادد؟

نجد في الريف أن أهل الريف يضعون علامات من الحديد تفصل بين قطعة أرض وأخرى مجاورة لها، كعلامة على الشيء الذي يفصل بين حق وحق ويسمونها حدّاً، والذين يحادون الله هم الذين يجعلون الله في جانب وهم في جانب، وبذلك لا يعيشون في معية الله ولا ينعمون بنعمة الإيمان به سبحانه ولا يطبقون منهجه.

بل يجعلون حدّاً بينهم وبين ما أمر به الله.

وعندما أراد العلماء تفسير هذه الآية قالوا: (يُحَادِدِ) تعني: يعادي، وقالوا: بمعنى يشاقق؛ أي: يجعل نفسه في شق والله ورسوله ودينه في شق آخر.

أو: يحارب دين الله فيكون هو في وجهة ودين الله في وجهة أخرى.

وهناك علاقة بين كلمة "يحارب" وكلمة "حد"، فحدُّ السيف هو الجزء القاطع منه الذي يفصل أي شيء يقطعه إلى جزءين، فكأن الذي يحادد هو من يحارب منهج الله ورسوله.

فهو لا يكفر بالله فقط، ولكنه يحمل السلاح ليجعل خلق الله يكفرون أيضاً.

والحق سبحانه وتعالى يريد من المؤمنين أن يكونوا دائماً في جانب الإيمان، وألا يقيموا حدّاً بينهم وبين الإيمان به.

والأحكام الشرعية تسمى حدوداً، أي: أن كل حكم قد وضع ليحدد حدّاً من حدود الله، تحفظ به الحقوق والأوامر.

ومنهج الله إما أن يكون أوامر، وإما أن يكون نواهي؛ لأن منهج الدين كله في "افعل" و "لا تفعل"، ويضع الحق سبحانه وتعالى عقاباً لمن يتعدى حدوده سبحانه، فيقول سبحانه: (تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا) (البقرة: 187).

ويقول: (تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا) (البقرة: 229).

ويسأل بعض الناس: ما الفرق بين اللفظين (تَعْتَدُوهَا) و (تَقْرَبُوهَا).

ونقول إذا كانت هناك أوامر فلا تتعد الأمر، وإذا كانت هناك نواهٍ فلا تقترب من المنهى عنه.

ونلحظ أن الحق سبحانه وتعالى حين نهى آدم وحواء عن الأكل من الشجرة المحرمة لم يقل: لا تأكلا من الشجرة، بل قال: (فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ) (الأعراف: 19).

وبذلك أباح سبحانه الأكل من كل ثمار الجنة، ولكنه أمر (وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ) لأن القرب من هذه الشجرة إغراء بالمعصية؛ فقد يعجبهما منظر الثمرة.

وقد تغريهما رائحتها، وقد يفتنهما لونها.

ولكن عندما لا يقتربان من هذه المغريات كلها فهما يحميان نفسيهما من المعصية.

وعندما تكلم الحق سبحانه وتعالى عن الخمر قال: (إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ) (المائدة: 90).

والحق لم يقل: لا تشربوا الخمر، ولكن أمر باجتناب الخمر، أي: لا تقرب أي مكان فيه خمر؛ لأن وجود الإنسان في مكان فيه خمر قد يوحي إليه بتناولها.

وقد يجد من الجالسين من يحاول إغراء من لا يشرب بأن يتناول ولو جرعة.

إذن: فالحق سبحانه يريد أن يقي النفس المؤمنة من أن تغرى بالمعصية فتقع فيها.

ويقول سبحانه في أدب الاعتكاف: (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي ٱلْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ) (البقرة: 187).

المنهي عنه هنا هو المباشرة، أي: إن تواجدت الزوجة مع زوجها في المسجد، فليس في هذا الأمر معصية شرط ألا يباشرها الزوج، ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: (تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ) ولم يقل: فلا تفعلوها، ولكنه قال: (فَلاَ تَقْرَبُوهَا) (البقرة: 187).

إذن: ففيهما نهى الله سبحانه وتعالى عنه؛ مطلوب من المسلم ألا يقرب منه، أي: لا تكن أنت والشيء الذي نهى الله عنه في مكان واحد، بل عليك أن تبتعد عن المكان؛ لأن المعصية لها إغراءات، وما دمت بعيداً عن الإغراءات؛ فأنت تعصم نفسك، أما إن اقتربت منها فقد تقع فيها.

أما في الأوامر؛ فيقول الحق سبحانه وتعالى: (فَلاَ تَعْتَدُوهَا).

وعلى سبيل المثال: إن نشأ خلاف بين الزوجين وفشلت كل محاولات الصلح بينهما، يقول الحق سبحانه: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا) (البقرة: 229).

إذن: ففي الأوامر يقول الحق: (فَلاَ تَعْتَدُوهَا)، وفي النواهي يقول سبحانه: (فَلاَ تَقْرَبُوهَا).

وهنا في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها- ينذر الحق سبحانه وتعالى الذين يحادون الله ورسوله فيقول: (أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ) والإنذار هنا يتمثل في أنه يوضح لهم أن ما ينتظرهم ليس هو العذاب الجسدي فقط، ولكنه عذاب فيه خزي وهوان، فمثلاً بعض الناس قد يتحمل ويتجلد أمام الألم حتى لا يشمت فيه عدوه؛ لذلك فالعذاب الذي يعدهم الله به في الآخرة ليس أليماً فقط، ولكن فيه خزي وهوان.

ويتمثل الخزي في أن المتكبر في الدنيا يأتي إلى الآخرة ويهان أمام الخلق جميعاً، ويكفي خزياً أن يكون في النار.

والمؤمنون الذين تكبَّر عليهم في الدنيا يعيشون في نعيم الجنة، وتلك حسرة تصيبه ليس بعدها حسرة.

 ثم يفضح الحق سبحانه وتعالى المنافقين فيقول: (يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ...).



سورة التوبة الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة التوبة الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة التوبة الآيات من 061-065   سورة التوبة الآيات من 061-065 Emptyالإثنين 09 سبتمبر 2019, 5:50 am

يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (٦٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والحذر معناه الاستعداد لدفع خطر أو ضرر متوقع، وعلى سبيل المثال؛ يقال لمن يسافر في طريق محفوف بالأخطار: خذ حذرك وأنت تسير في هذا الطريق.

وهنا قد يصحب المسافر معه رفيقاً، أو يأخذ معه سلاحاً يدافع به عن نفسه إن قابلته عصابة من قطاع الطرق.

إذن: فالحذر هو الإعداد لدفع خطر أو ضرر متوقع.

ولكن إذا كانت السورة تتنزل من عند الله على رسوله فكيف يحذرون ويستعدون لنزول هذه السورة؟

نقول: إن هذا استهزاء بهم؛ لأنهم أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، ولأن آيات سابقة نزلت تفضح ما يخبئونه في نفوسهم.

فهم دائماً خائفون من أن تنزل آية جديدة تفضحهم أمام المسلمين.

الحق سبحانه وتعالى يريدهم أن يعرفوا أنه عليم بما في نفوسهم، ويخوفهم من أن تنزل آيات تكشفهم، فهم يخشون أن يخرج ما في بطونهم من كفر يخفونه، وهو غيب عن المؤمنين.

والغيب -كما نعلم- محجوب بزمان ومكان، وغيب الزمان محجوب بالماضي أو بالمستقبل، فإن كان هناك حدث قد مضى ولم تشهده، فهو غيب عنك ما لم تعلمه من كتب التاريخ، وكذلك إن كان هناك حدث سوف يأتي في المستقبل، فهو لم يقع بعد، فهو إذن محجوب بالمستقبل، أما حجاب المكان فهو حجاب الحاضر، وعلى سبيل المثال: إن كنا الآن في القاهرة فنحن لا نعلم ما يحدث في الإسكندرية.

والله سبحانه وتعالى هتك كل هذه الحجب في القرآن الكريم، فهتك الحق سبحانه حجاب الماضي في أمثلة كثيرة أخبر بها رسوله -صلى الله عليه وسلم-، مثل قوله سبحانه: (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ) (القصص: 44).

وأيضاً يقول سبحانه: (وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (القصص: 45).

فكأن الحق سبحانه وتعالى قد كشف لرسوله من حجب الزمن الماضي، ما لم يكن يعلمه أحد، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (هود: 49).

وكشف الله سبحانه وتعالى -أيضاً- لرسوله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين حجاب الزمن المستقبل؛ فقال: (سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ) (البقرة: 142).

وهؤلاء السفهاء سمعوا الآية قبل أن يتساءلوا عن تحويل القبلة، ورغم ذلك تساءلوا عن تحويل قبلة الصلاة.

وأيضاً قال الحق من أمثلة كشف حجب المستقبل: (سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ) (القمر: 45).

وقد نزلت هذه الآية والمسلمون يلاقون عذاباً شديداً من الكفار، حتى إن عمر بن الخطاب قال: أي جمع هذا؟

وعندما حدثت غزوة بدر قال عمر: صدقت ربي: (سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ).

وكذلك كشف الحق سبحانه وتعالى حجاب المستقبل حين قال: (غُلِبَتِ ٱلرُّومُ * فِيۤ أَدْنَى ٱلأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ ٱللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ) (الروم: 2-5).

أي: أن الله تبارك وتعالى أعطى نتيجة المعركة بين الروم والفرس قبل أن تحدث بسنوات طويلة، وحدد الجانب المنتصر وهو الروم، وكذلك أنبأ سبحانه وتعالى رسوله بما يحدث في أعماق النفس.

وما يدور في صدور الخلق، وساعة ما ينتهك حجاب النفس، كأنه يوضح لكل إنسان: إن سِرَّك الذاتي مفضوح عند الله، والمثال على هذا قول الحق سبحانه: (وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ) (المجادلة: 8).

هم قالوا في أنفسهم، ولو لم يقولوا لعارضوا ما أخبرهم به محمد -صلى الله عليه وسلم- عما قالوه في أنفسهم وأعلنوا أنه كذب.

ولكنهم لم يُكذِّبوا رسول الله فيما أبلغ عن الله.

وهذا يدلنا أيضاً على أن المنافقين كانوا في حذر، وكان يغلب على ظنهم صدق رسول الله.

والمثال هو قول الحق هنا: (يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ) (التوبة: 64).

وإن كان البعض منهم قد استهزأ قائلاً: لا داعي أن نتكلم حتى لا يُنزِل فينا قرآناً، فالحق يُبلِّغ رسوله أن يرد عليهم: (قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ) (التوبة: 64).

وما تحذرون منه أيها المنافقون سيكشفه الله لرسوله وللمؤمنين.

ويقول الحق بعد ذلك: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا...).



سورة التوبة الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة التوبة الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة التوبة الآيات من 061-065   سورة التوبة الآيات من 061-065 Emptyالإثنين 09 سبتمبر 2019, 5:51 am

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وإن سألتهم يا رسول الله: هل تناولتم الإسلام بسوء أو عيب في مجالسكم، فسوف يقولون: إن كان هذا قد حدث فهو مجرد خوض ولعب، وكلام مجالس لا قيمة له.

والخوض أن تُدخِلَ نفسك في سائل، مثل الذي يخوض في الماء أو يخوض في الطينَ، وقد أطلق على كلِّ خوض، ثم اقتصر على الخوض في الباطل، أي: أن المسألة لم تكن جدية بل كانت مجرد تسلية ولعب.

ويقول الله لرسوله: (قُلْ أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ) أي: إذا قالوا لك: إن هذا حديث تسلية ولعب؛ فاللعب هو أمر لا فائدة منه إلا قتل الوقت، قل: أليس عندكم إلا الاستهزاء بآيات الله ورسوله وأحكام الإسلام تقتلون به الوقت؟

فهل هذه المسائل خوض ولعب؟

ثم يعطيهم الله الحكم: (لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ...).



سورة التوبة الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة التوبة الآيات من 061-065
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة التوبة الآيات من 046-050
» سورة التوبة الآيات من 126-129
» سورة التوبة الآيات من 051-055
» سورة التوبة الآيات من 056-060
» سورة التوبة الآيات من 066-070

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: التوبة-
انتقل الى: