كُـــــنْ مِــــــنْ أهْـــــلِ القُـــــرْآن 2799910
كُـــــنْ مِــــــنْ أهْـــــلِ القُـــــرْآن
الدكتور: أمير بن محمد المدري
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الحمد لله علَّم القران، خلق الإنسان، علَّمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل القرآن هداية للناس، ونبراساً يُضيء لهم الطريق، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم، علَّم القرآن فكان خير مُعلِّم، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:
أخي الحبيب: ما تحدَّث المُتحدثون ولا درس الدَّارسون كتابًا أفضل من كتاب الله، فيه نبأ مَنْ قبلنا وخبر ما بعدنا وحُكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، مَنْ تركه من جبَّار قصمه الله، ومَنْ ابتغى الهُدى في غيره أضلّه الله، هو حبلُ الله المتين ونوره المُبين والذِّكر الحكيم، وهو الصِّراط المُستقيم، لا تتشعَّب معه الآراء، ولا يشبع منه العُلماء، ولا يملّه الأتقياء، ولا يَخْلَق من كثرة الرَّدِّ، ولا تنقضي عجائبه، مَنْ عَلِمَ عِلْمُهُ سَبَقَ، ومَنْ قال به صدق، ومَنْ حكم به عدل، ومَنْ عمل به أُجِرْ، ومَنْ دعا إليه هُدِيَ إلى صراطٍ مُستقيم قال الله فيه: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون) [الأنعام: 155].

* أشرف كتاب نزل به أشرف ملك في أشرف ليلة في أشرف شهر في أشرف بقعة وفي أشرف غار بأشرف لغة والى أشرف أمَّة، على أشرف نبي هو محمد -صلى الله عليه وسلم-، القرآن جعله الله مباركًا في كل شيء.

* في أثره فهو مؤثر على القلوب والأبدان: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر:21].

* في الاستشفاء به فهو شفاء لأمراض القلوب والأبدان، فهو يليّن القلب القاسي ويشفي اللديغ ويداوي الجريح، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) [الإسراء:82].

* في ثوابه، فمَنْ قرأ حرفًا منه فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

* في آثاره، فبه فتح المسلمون مشارق الأرض ومغاربها، وبه دخلوا بلاد كسرى وقيصر، وبه فتحوا القلوب وأدخلوها في الإسلام، عزَّت الأمَّة وارتفعت حينما تمسَّكت وعملت به، وذلّت وهانت حين تركته وأعرضت عنه، قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه:124].

أخي الحبيب لتكن من أهل القرآن:
1- أكثر من قراءة القرآن وليكن لك صاحباً بالليل والنهار فالقرآن يأتي شفيعاً لأصحابه كما جاء في قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان -أو: غيايتان، أو: كأنهما فرقان من طير صَوَافّ- تحاجّان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)) البَطَلَة، أي: السَّحرة [رواه مسلم].

2-اجعل لك مقدارًا من القرآن تقرؤه كل يوم، لتكون قريبًا من كتاب ربك، فتستقيم على أمر الله، وتسير على نهجه وشريعته، وإن لم تستطع القراءة فعليك بالاستماع، فمَنْ استمع فله مثل أجر القارئ، وفضل الله واسع، وهو ذو الفضل العظيم.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57].

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: )ألم( حرف، ولكن أَلِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حرف، ومِيمٌ حرف)) [رواه الترمذي].

3- تأدَّب وتخلق بأخلاق القرآن، فقد كان خلق نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- القرآن، والله يقول: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

4- مع القراءة لابد من العمل، فالله قد أنزل القرآن للتعبد بتلاوته والعمل به، فاهتدي بهديه، وامتثل أوامره، واجتنب نواهيه، تسعد في دنياك وأخراك، كان الصحابة --رضي الله عنه-م- يتعلّمون من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات ثم لم يتجاوزوها حتى يتعلّموها وما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلّمنا القرآن والعِلم والعَمل جميعًا، وهذا النوع من التلاوة هو الذي عليه مدار السعادة والشقاوة، قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "اقرءوا القرآن تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله".

أهل القرآن أبعد الناس عن الشرك وأكل الرِّبا وقول الزُّور وهم أبعد الناس عن الغيبة والنميمة، ووهم أولى الناس ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى اليتامى، وغيرها من التوجيهات القرآنية.

5- تعلم القرآن ففي ذلك الأجر العظيم، عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصُّفَّةِ فقال: ((أَيُّكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ أو إلى العَقِيقِ فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْنِ في غير إثم ولا قطيعة رَحِمٍ؟)) فقلنا: يا رسول الله، كلنا نحب ذلك! قال: ((أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلّم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ من ثلاثٍ، وأربعٌ خيرٌ له من أربعٍ ومن أعدادهن من الإبل؟!)) [رواه مسلم]، الكَوْمَاء: الناقة العظيمة السنام.

6- حاول أن تكون ماهراً بالقرآن، متقناً لتلاوته، حافظاً مجوداً له لتفوز بصحبة السفرة الكرام البررة فعن عائشة -رضي الله عنه-ا قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((الماهر بالقرآن مع السَّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)) [رواه البخاري ومسلم].

وهنيئاً لك إن كنت من حُفَّاظ كلام الله، فهم أعظم الخلق أجراً، وأكثرهم ثواباً، كيف لا، وهم يحملون في صدورهم كلام ربهم، ويسيرون بنور مولاهم وخالقهم جل جلاله.

7- ليكن لك مع القرآن جلسات للتأمل والتدبر، فهي الغاية الكبرى لنزوله قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [ص: 29]، وقال جلَّ جلاله: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].

8- علِّم غيرك القرآن، وأبدأ بأهلك فخيركم لأهله وخيركم مَنْ تعلّم القرآن وعَلّمَه.

9- حافظ على مجالس الذكر التي يُتلى فيها القرآن، وكُنْ من أهلها.

10- اجعل لك ولأهلك مجلساً أسبوعياً لقراءة القرآن، يُبارك الله في أهلك وأولادك ويصرف عنكم شر الشياطين. قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يَفِرُّ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة)) [رواه مسلم والنسائي والترمذي].

11- أقلل من المعاصي وكُنْ مع الله في كل حال:
فأهل القرآن هم الذين لا يُقدمون على معصية ولا ذنباً، ولا يقترفون مُنكراً ولا إثماً، لأن القرآن يردعهم، وكلماته تمنعهم، وحروفه تحجزهم، وآياته تزجُرُهُم، ففيه الوعد والوعيد، والتخويف والتهديد، وإن وقعوا في الزلل أسرع ما يستغفروا ويعودوا إلى ربهم.

12- تعاهد القرآن بشكل دائم ومستمر:
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشَدُّ تفلُّتاً من الإبل في عقلها)) [أخرجه مسلم].

13- علِّم أولادك وبناتك القرآن وبادر بتسجيلهم في حلقات القرآن، نشِّئهم على حُبِّ كتاب ربهم، علّمهم العيش في رحابه، والاغتراف من مَعينه الذي لا ينضب، فالخير كل الخير فيه، وتعاهدهم بتربيتهم تربية قرآنية، كي تسعدوا جميعاً في الدنيا قبل الآخرة.

14- شارك في دعم المحاضن التربوية، والدُّور القرآنية التي تبني أجيالاً قرآنية فلك مثل أجورهم لا ينقص من أجورهم شيءٌ، فالدَّال على الخير كفاعله.

15- تميَّز بالطاعة والتقوى: فأنت تحمل بن جنبيك كلام الله عز وجل وقد استدرجت النبوة بين جنبيك فلا ينبغي لك أن تكون مثل غيرك، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مُفطرون، وبحُزنه إذا الناس يفرحون، وببُكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكياً محزوناً حكيماً حليماً سكيناً، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافياً ولا غافلاً ولا سخَّاباً ولا صَّياحا".

16- الارتباط والدفاع عن القرآن: إذا كنت من أهل القرآن لابد أن تكون من الدُّعاة للقرآن ومن المُدافعين والمُنافحين عنه، فلا ينبغي لك أن تسكت عمَّنْ يتهجَّم على القرآن أو يستهزئ به، أو لا يكترث به.
كُـــــنْ مِــــــنْ أهْـــــلِ القُـــــرْآن Dthtsi10
كن من أهل القرآن لتفوز ب:
1- النجاة من الفتن:
فعن أمير المؤمنين على بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: أما إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ستكون فتن كقطع الليل المُظلم))، قلت: وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تبارك وتعالى))، نعم فالقرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع، عصمة لمَنْ تمسَّك به، ونجاة لمَنْ اتبعه.

2- الخيرية المباركة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) [رواه البخاري ومسلم].

تأمَّل أخي، هذا الحديث قاله الحبيب المصطفى للصَّحابة الكِرَام فرسان النهار ورُهبان الليل، فخيرهم وخيرنا الذي يتعلّم كتاب الله ويُعلِّمه الناس.

3-السكينة والرحمة وحف الملائكة ومغفرة الجليل:
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمَنْ عنده)) [رواه مسلم وأبو داود وغيرهما].

4- الانتساب العظيم:
فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن لله أهلين من الناس))، قالوا: مَنْ هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) [رواه النسائي وابن ماجة والحاكم].

فأنت منتسب إلى الله،أعظم به من نسب ومن شرف، فالإنسان لا يشرف إلا بما يحفظه من القرآن.

وكما قال الإمام ابن الجزري رحمه الله:
لذاك كــــــــان حاملو القرآن
أشراف الأمة أولى الإحسان

وإنهم في الناس أهل الله
وإن ربنــــا بهــــم يباهي


5- لتكون من أهل الرفعة والشرف في الدنيا والآخرة:
قال -صلى الله عليه وسلم- ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين))، فالتفضيل بالإيمان والقرآن، لا بالنسب والبنيان.

فأنت مُقدَّمٌ في أعظم الأمور وأشرفها، فأنت المُقدَّم في الصلاة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) [السلسلة الصحيحة:2240].

ومما يدل على هذا التقدم حتى بعد الموت ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في دفن شهداء أحد فقد أخرج البخاري عن جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: ((أيّهم أكثر أخذاً للقرآن؟؛ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد))، فحتى بعد موتك فأنت المقدّم ومهما كنت موصوفاً بنقص عند الناس، فكتابُ الله يُذهب نقصك ويرفع قدرك.

6- لترتفع وتعلو في درجات الجنة:
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارْقَ، ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)) [رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح" وأبو داود وابن ماجة].

7- ليُحاج القرآن عنك أمام الله:
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران))، وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال، قال: ((كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجّان عن صاحبهما)) [رواه مسلم والترمذي].

8- ليُثبِّتك اللهُ أمام الفِتَنِ والشَّهوَات:
قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) [ الفرقان: 32].

9- لتكون أهلاً للكرامة:
فعن أبِى موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرءان غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المُقسط» [أخرجه أبو داود].

10- لتلبس يوم القيامة تاج وحُلّة الكرامة:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رَبِّ حَلِّه فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رَبِّ زِدْهُ فيلبس حُلّة الكرامة ثم يقول يا رَبِّ ارض عنه فيرضى عنه فيُقال له اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة)) [حسَّنه الألباني صحيح الترغيب والرهيب رقم: (1425)].

11 - ليلبس والداك تاج الكرامة:
كما جاء في الحديث الذي حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب عن بريدة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ قرأ القرآن وتعلّم وعمل به ألْبِسَ والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويُكسى والداه حُلّتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بِمَ كُسِينَا هذا؟ فيُقال بأخذ ولدكما القرآن)) [رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم].

12- العلم الغزير:
فأنت عندما ترتبط بالقرآن تتعلم العلوم كلها.. النحو والصرف والبلاغة والفصاحة، والتاريخ وغيرها من العلوم.

13- الطيب ظاهراً وباطناً:
فإن حامل القرآن طيبٌ يشعُّ منه القول الطيب والسلوك الطيب والسَّمت الطيب، بل والرائحة الطيبة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأتْرُجَّةِ ريحها طيب وطعمها طيب، ومَثَلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التَّمرة لا ريح لها وطعمها حُلْوٌ، ومثل المُنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة ريحها طيب وطعمها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحَنْظَلَةِ ليس لها ريحٌ وطعمها مُرٌّ)) [رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة].

أخي الحبيب:
مادام القرآن بين جنبيك فأنت طيب ظاهراً وباطناً.

أخيراً:
أخي الحبيب: تقرَّب إلى الله بما استطعت واعلم انك لن تتقرَّب إلى الله بشيءٍ أفضل من كِتَابِهِ، واعلم أنه لا حَلَّ لأزماتنا إلا بالرُّجُوع للقرآن عِلْمًا وعَمَلاً واسترشادًا، فإن فيه بيانًا مُفصَّلاً عن واقع الأمَّة، وأخبارًا صحيحة لما يجري فيها، وفيه تبيان لأسباب الهزيمة، وفيه مُقوِّمَاتُ النصر وعواملُ العِزِّ والمجد، وفيه نماذج وقصص وشواهد للمؤمنين والمُكَذِّبين، فمَنْ أخذه بقوة وصِدْقٍ فانتصر، ومَنْ أعرض عنه خاب وانهزم، كل ذلك تراه في القرآن مُفَصَّلاً إذا قرأته مُتدبراً مُتَّعِظاً.

اللهم ارفعنا بالقرآن العظيم وأجعله لنا إماماً ونوراً وهُدى، واجعلنا من أهله يارب العالمين، وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه...
الدكتور: أمير بن محمد المدري
اليمن -عمران
Almadari_1@hotmail.com