إجازة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد لبن بقراءة الإمام عاصم

بسم الله الرحمن الرحيم

الكفيف الذي أسس المعهد الملكي البريطاني للمكفوفين

الدكتور/ توماس أرميتاج

بقلم ماري توماس

ترجمة

فرج أبو الجود
خبير في تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة

يدين المكفوفون في جميع أنحاء العالمِ بالتقدير الشديد للويس برايل، لكنهم في بريطانيا يَدِينُون بشدة إلى شخص آخر، إنه الدكتور/ توماس أرميتاج.

طفولته المبكّرة:

ولدَ توماس أرميتاج في عام 1824، كسادس أو سابع طفل في الترتيب بين أخوته، وبعد سَنَوات قليلة انتقلت العائلةُ إلى نورماندي، حيث كان عمره حينها تسعة سنوات.

ثمّ بعد ذلك إلى ألمانيا، حيث التحق الطفل توماس بمدرسة هناك، وتَكلّمَ توماس الألمانية بطلاقة مثلما تكلم الإنجليزية.

سافر إلى بريطانيا ثم بعدها إلى فرنسا للدراسة في جامعة السربون.

في 1840أصبحَ توماس طالبا في كلية الطبّ بلندن، وبعد تخرجه عمل توماس طبيبا في كلية الملك، بعد عام من ذلك بَدأَ يشعر بمشاكل في بصره، ونصحه الأطباء بضرورة الاستراحة من القراءة فترة طويلة.

بعد عامان عاد مرة أخرى إلى دراساته وحصل على الماجستير في الجراحة من جامعة لندن.

بعد فترة قضاها في الخدمة العسكرية، عادَ توماس إلى لندن وعَملَ هناك لعِدّة سَنَوات، كممارس عام ومستشار، وبدأ بصره يضعف شيئا فشيئا.

في عام 1860 أصبحَ واضحاً بالنسبة له أن عليه أن يستقيل من عمله كطبيب بسبب ما يعاني من ضعف شديد في البصر.

كان الدكتور/ أرمتاج رجلاً متعدد المواهب، لذا فلم تتأثر ظروفه الاقتصادية بفقده لبصره على الإطلاق.

لَكنَّه كان يعتبر الطب هي رسالته في الحياة, وأن خيبة أمله في أن يكون طبيباً عظيماً هي صدمة كبيرة بالنسبة له.

منذ سنوات كان أرمتاج مهتما بمريض كفيف، وقد ساعد هذا الشخص الكفيف على الالتحاق بعمل في جمعية عيادة المكفوفين، وهي الجمعية التي أسسها رجل البر الشهير اللورد شفتسبري، وكانت مهمة هذه الجمعية هي زيارة المكفوفين في منازلهم لتقديم بعض الإعانات لهم وللتخفيف من همومهم.

وقام الدكتور أرميتاج برفقة هذا الكفيف بزيارة العديد من فاقدي البصر في منازلهم وقد أدرك أن احتياجاتهم الأساسية هي احتياجات تعليمية أكثر منها احتياجات مالية أو هبات.

وقد أدرك حينئذ أن أفضل من يعرف الأساليب التعليمية للمكفوفين في تعلم القراءة والكتابة هم المكفوفون أنفسهم.

لذلك قام في عام 1868 بتشكيل لجنة من ثلاثة مكفوفين لتحديد أفضل الأساليب التعليمة المتاحة للمكفوفين في ذلك الوقت.

تأسيس المعهد الملكي البريطاني للمكفوفين:

لقد أخذت هذه اللجنة في اعتباره كشئ بديهي مبدأ مفاده:

" أن القيمة النسبيةِ للطرقِ المُخْتَلِفةِ للتعليمِ عن طريق حاسة اللمسِ يَجِبُ أَنْ تُقرّرَ من خلال أولئك، وفقط أولئك، الذين يَجِبُ أَنْ يَعتمدَوا على هذه الحاسة ".

كُلّ عضو فاعل في هذه المؤسسة الجديدة " التي سميت في بداية الأمر جمعية الكفيف البريطاني والأجنبي لتعليم المكفوفين" وفيما بعد بالمعهد الملكي البريطاني للمكفوفين"، يَجِبُ أَنْ يكون لديه مشكلة في بصره كما يجب أن يتعلم ثلاثة طرق من طرق القراءة باللمس على الأقل.

انقضت سنتان تقريبا قبل أن تعلن هذه اللجنة الصغيرة عن قرارها بتبني طريقة برايل.

يَبْدو أنه وقت طويل، لكن هَلْ قرّاء برايلِ اليوم يُدركونَ كم عدد الطرق التي كانت تتنافس فيما بينها في ذلك الوقت.

لقد اندثرت اليوم كل الطرق فيما عدا طريقة برايل ومون، ولكن في تلك الأيام كان هناك طرق متعددة، طريقة الحروف الرومانية لفراي، الطريقة المبسطة لأليستون، وعدد من الطرق المختزلة لفرير، وطرق أخرى اقل شهرة.

خلال هاتان السنتانِ، عَملتْ اللجنةَ بثبات في مهمّتِها، تدْرسُ الكُتُبَ التي كَتبتْ بالرموزِ المُخْتَلِفةِ، وتستعين بالرجال والنساء الكفيفات لتلمسها وأخذ أرائهم حولها.

من المهم أن نتذكر أن الدكتور أرميتاج كان قد سافر إلى العديد من الدول الأوروبية ، كما كان لديه معرفة باللغة الفرنسية والألمانية مما جعله شخص غير متعصبا أبدا لنظام تعليمي دون آخر، وهذا ما جعله يتبنى طريقة برايل الفرنسية الأصل ويعمل على نشرها في بريطانيا.

كان الدكتور أرمتاج مؤمنا بإمكانية تعاون الدول في إيجاد حلول للمكفوفين ولذلك عمل على خلق ترابط قوي مع مؤسسات المكفوفين في أوروبا والولايات المتحدة.

ازدياد شعبية طريقة برايل:

كم هي المدة التي استغرقت حتى يتم تبني طريقة برايل كطريقة للتعليم في مدارس المكفوفين هنا؟
الإجابة ليست سهلة.

ففي قائمة لعدد من المدارس والمعاهد نشرت عام 1871وكان عددها 46 مدرسة ومعهد لم يذكر برايل إلا في واحدة فقط .

وبعد 12 عاما من هذه الطبعة وفي الطبعة الثانية، كان عدد المدارس التي تستخدم برايل 21 مدرسة.

في عام 1878 تحدث د. أرميتاج في أحد المؤتمرات وقال أن طريقة برايل مستخدمة الآن في 25 معهد، وفي بعض المعاهد يسمح للتلاميذ باستخدامها لكنها ليست جزء من المنهج الدراسي.

بحلول عام 1883 وصل عدد المدارس إلى27 مدرسة.

بينما كان هناك 35 معهد يستخدمون طريقة مون.

وكانت أول طبعة بطريقة برايل في بريطانيا في عام 1870 تقريبا طبعها جون جبلن، وبحلول عام 1871 بدأ المعهد في طبع بعض القصص والحكايات على ألسنة الحيوانات ، وبعد أربع سنوات تم طباعة جدول الضرب وعدد من الخرائط وعدد من القصائد.

اليوم فإن المعهد الملكي البريطاني واحدا من أكبر دور الطباعة لكتب برايل في العالم في مختلف المجالات.

ويرجع الفضل في ذلك للدكتور توماس أرميتاج مؤسس المعهد والرجل الذي عمل على نشر طريقة برايل في معاهد تعليم المكفوفين في بريطانيا.

مرسلة بواسطة فرج أبو الجود.

الكفيف الذي أسس المعهد الملكي البريطاني للمكفوفين 2013_110

» اجهزة جديدة للمكفوفين
» كلاب الدليل للمكفوفين
» الشاملة المخصصة للمكفوفين
» خط برايل للمكفوفين
» الشاملة المخصصة للمكفوفين