أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الاعتبارات التأهيلية في حالات الإعاقة البصرية الثلاثاء 12 أبريل 2011, 11:03 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الاعتبارات التأهيلية في حالات الإعاقة البصرية
إن الجوانب الفنية في عملية التأهيل لاتختلف في العمل من فئة إلى أخرى إلا من حيث المحتوى حيث يتحدد ذلك بطبيعة العجز الحادث والحاجات المشتركة التي يفرضها.
ويمكن أن تحدد الخطوط الآتية باعتبارها خطوطاً أساسية في العمل التأهيلي مع المعوقين بصرياً.
1- مصادر الحالات:
تأتي حالات الإعاقة البصرية إلى مراكز التأهيل من جملة مصادر منها عيادات أطباء العيون ومستشفيات الرمد (مستشفيات العيون) وأقسام الرمد في المستشفيات العامة ومعاهد التربية الخاصة للمكفوفين (معاهد النور) وفصول ضعاف البصر والهيئات الأهلية وبرامج الضمان الاجتماعي في الوحدات الاجتماعية، وكذلك من يتقدمون من تلقاء أنفسهم لطلب هذه الخدمات.
2- الدراسة والتقويم:
أ- التقويم الطبي:
ويحتاج الكفيف أو المعوق بصرياً إلى ثلاثة أنواع من الدراسة الطبية:
1- الحالة الصحية العامة.
2- حالة الإبصار.
3- حالة السمع.
وقد ذكرنا من قبل أنه من المفاهيم الخاطئة والشائعة بين عموم الناس أن الكفيف لديه قدرة سمعية خارقة، ولكن الواقع أن هناك فروقاً فردية كبيرة نحتاج معها أن نتعرف على حالة السمع لدى الكفيف لنساعده بالصورة المناسبة إذا تبين أن لديه نقصاً في السمع.
ب- التقويم النفسي:
قد نحتاج إلى التعرف على القدرات وخاصة القدرة الذهنية (الذكاء) وكذلك الميول وبعض جوانب الشخصية، ولأن الإعاقة البصرية تفرض على صاحبها قيداً في وصول المعلومات البصرية والتعامل معها.
لهذا أصبح من الضروري استخدام الاختبارات النفسية التي تناسب هؤلاء الأفراد، والتي لاتعتمد أساساً على المعلومات البصرية مثل القراءة والكتابة والتعرف على الأشكال وغيرها.
وقد ظهرت جهود كثيرة لاستنباط اختبارات مناسبة للمعوقين بصرياً أو إعداد بعض الاختبارات بطريقة برايل لتناسب من يستخدمون هذه الطريقة.
كما أن استخدام الاختبارات اللفظية هو الذي يعتمد عليه عن استخدام الاختبارات الأدائية، ومن الاختبارات المناسبة في ذلك الصدد اختبار هايزر بينيه، وهو اختبار خاص معدل ليناسب المكفوفين ويستنبط من مقياس استانفورد بينيه كما يستخدم كثير من الباحثين الجزء اللفظي من مقياس ويكسلر لذكاء الأطفال مع الأطفال المكفوفين.
كذلك فقد قام نيولاند عام 1964 بإعداد اختبار للاستعدادات التعليمية للمكفوفين The Blind Aptitude Test [BLAT] والذي يتضمن قياس قدرة الطفل على استخدام حاسة اللمس وهو مايعطي قيمة للاختبار، حيث تعتبر حاسة اللمس ذات أهمية خاصة في تعليم البرايل.
ويمكن استخدام مجموعة كبيرة من المقاييس المستخدمة مع المبصرين إذا طورنا تعليماتها وطريقة الإجابة عليها بما يناسب المكفوفين، سواء بإعدادها بالكتابة البارزة (البرايل) أو في صورة مادة مسموعة على أشرطة كاسيت، وبحيث تكون الإجابة بالبرايل أو على تسجيل.
ج- التقويم المهني:
ويتم هذا النوع من التقويم كما سبق الإشارة إليه بعدة أساليب منها عينات العمل وهو أسلوب يناسب المكفوفين، ويساعد في نفس الوقت على تنمية مهارات التوافق لديهم.
3- الخدمات التأهيلية:
1) الخدمات الطبية:
يحتاج المكفوفون إلى مجموعة من الخدمات الطبية التأهيلية منها:
أ- المعينات البصرية لمن يحتاجون إليها.
ب- المعينات السمعية لمن يحتاجون إليها.
جـ- خدمات طبية رمدية دورية لفحص حالة العين ووصف العلاجات المناسبة أو إجراء الجراحات المناسبة.
د- خدمات العلاج الطبيعي، وذلك لتصحيح عيوب القوام والتشوهات الجسمية المختلفة.
هـ- الخدمات الطبية العامة مثل الرعاية الطبية وخدمات الأسنان.
ويمكن الاعتماد في جانب من هذه الخدمات أو كلها على البرامج الطبية الموجودة في المستشفيات مع ضرورة توفير خدمات إسعاف داخلية لمواجهة الحوادث الطارئة.
2) الخدمات الإرشادية:
من الضروري توفير خدمات مناسبة للإرشاد سواء منه الجانب المهني أو الجانب الخاص بالتوافق الشخصي، حيث يمكن من خلال الإرشاد إعداد خطة مناسبة بالاشتراك مع العميل.
3) الخدمات المهنية:
يمكن للمكفوفين القيام بمجموعة كبيرة من الأعمال بدءاً من الأعمال التي تعتمد على الكلام والجوانب الذهنية، مثل التعليم والوعظ وحتى الأعمال المتصلة بالصناعات والتي يعتمد بعضها على مهارات عالية.
وقد أمكن تأهيل المكفوفين والكفيفات في مصر على مجموعة كبيرة من الحرف نذكر منها:
صناعة البلاستيك، صناعة السجاد، النجارة، صناعة الأحذية، صناعة أدوات النظافة، تعبئة الأدوية، بعض المراحل في الصناعات المعدنية، السويتش، العزف الموسيقي وغيرها.
4) خدمات التوافق الشخصي:
هناك مجموعة كبيرة من الخدمات التي تدخل في هذا الجانب والتي تساعد المعوق بصرياً على التعامل المناسب مع البيئة من حوله، ولعل أهمها بالنسبة للمكفوفين مايتصل بالكتابة والقراءة ومايتصل بالتنقل والحركة.
أ- الكتابة والقراءة:
الطريقة البديلة للقراءة والكتابة العادية هي طريقة الكتابة البارزة المعروفة بطريقة برايل، نسبة إلى مبتكرها لويس برايل وهي تعتمد على تكوين الحروف الهجائية من مجموعة أقصاها ست نقط، تكتب باستخدام سن مدبب (مخراز) يجعلها تبرز على الوجه الآخر حيث يمكن قراءتها في الاتجاه العكسي.
فهي تكتب من اليمين إلى اليسار، ولكنها تقرأ على الوجه الآخر من الورقة باستخدام حاسة اللمس للأصابع من اليسار إلى اليمين.
وقد أظهرت تطويرات كثيرة في الأدوات والآلات التي يمكن استخدامها في كتابة برايل ومن أحدثها استخدام الكمبيوتر (الحاسب الآلي) في هذا المضمار بل أنه أصبح بوسع الكفيف الكتابة بطريقة برايل وتصحيح مايكتبه بها على حين يمكن للكمبيوتر أن ينتج له نفس الكلام مكتوباً أيضاً بالكتابة العادية الأمر الذي يسهل الإتصال بين الكفيف وغيره من المبصرين والمكفوفين على سواء مع الاحتفاظ بخصوصيته.
ب- الحركة والتنقل:
تعتبر مشكلة التنقل في البيئة من المشكلات الأساسية في حياة المكفوفين، ويتوقف على التعامل مع هذه المشكلة ومواجهتها بالشكل المناسب الكثير من جوانب حياة الكفيف، سواء مايتصل بتعليمه أو عمله أو حياته بصفة عامة.
وهناك مجموعة كبيرة من الوسائل التي يمكن أن يلجأ إليها الكفيف، ومنها الاعتماد على العصا العادية أو العصا البيضاء (عصا هوز) أو العصا الإلكترونية الحديثة التي تعطي إشارات تنبه الكفيف إلى وجود عوائق أو استخدام الكلاب المرشدة (الكلاب الباصرة) أو استخدام مرافق من البشر (دليل).
ومع وجود كل هذه الوسائل المساعدة فإنه من الضروري تدريب الكفيف على مهارات التنقل معتمداً على نفسه أساساً.
وقد أصبح من المعتاد أن تشتمل برامج تأهيل المكفوفين على برنامج خاص للتدريب على التنقل.
ومما يذكر أن وسائل المواصلات بما فيها الطائرات تمنح ميزات للمكفوفين بأن تجعل أجرة سفره وسفر المرافق بأجر شخص واحد. |
|