منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً Empty
مُساهمةموضوع: القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً   القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً Emptyالسبت 26 يناير 2019, 9:20 pm

القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً Iooa_y10


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ابراهيم خليل أحمد "القس ابراهيم خليل فيلبس سابقا" كان يعمل راعي الكنيسة الإنجيلية، وأستاذ العقائد واللاهوت بكلية اللاهوت بأسيوط حتى عام 1953م، ثم سكرتيرًا عامًا للإرسالية الألمانية السويسرية بأسوان، حصل على المؤهلات المتخصصة في اللاهوت؛ فحصل على دبلوم كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة عام 1948م، ثم ماجستير في الفلسفة واللاهوت من جامعة "برنستون" بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1952م.

تمهيد
قبل الكتابة في مثل هذا الموضوع لخدمة القضية الوطنية، ولتحقيق سيادة القومية العربية - أرى لزاماً عليَّ أن أكتب لمحات عن حياتي حتى يتبيَّن للقارئ الكريم مدى صحة ما أقرر ومدى أهميته.

فكلما كان التقرير من مسئول له كيان اجتماعي مرموق كان لتقريره الأثر الفعلي في نفس السامع، وفي خدمة قضايا الوطن العربي الكبير.

لهذا تراني مضطراً للكتابة على حياتي لتقديم هذا التقرير.

مقدمة
أولاً: لماذا أسلمت؟
للإجابة على هذا السؤال في صراحة تامة أرى أن أسوق الحديث في هذه النقاط بالتتالي:
أ- نشأتي.
ب- تهذيبي.
ج- ممارستي للحياة العملية.
د- تخصيص حياتي للخدمة الدينية.
هـ- نقطة التحول "كيف اهتديت إلى الإسلام".

ونقطة الفصل:
"اعتناقي الإسلام ديناً ودخولي إلى الإسلام مع أبنائي الأربعة في 25 /12 /1959م".

أ- نشأتي:
ولدت بمدينة الإسكندرية في 13/1/1919م.

من أبوين حباهما الله بسطة من العيش ووهبهما من متاع الدنيا منزلين أحدهما برمل الإسكندرية وثانيهما بالبلد بقسم اللبان شارع المحافظة بالإسكندرية.

كما حباهما الله بالتدين الفطري.

وأغلب الظن أن عائلتي تمتد جذورها إلى أبناء الصعيد وعلى وجه التحديد إلى أبناء محافظة أسيوط.

وقد درجت منذ نعومة أظافري في تلقي الدرس.

ب- تهذيبي:
تهذبت بالمدارس الخاصة التي كبدت والدي بالمصروفات الكثيرة، واجتزت مرحلة الإبتدائي بتفوق.

فمرحلة الثانوي، حتى كانت الغارات النازية سنة 1940م التي دفعت بأهل الإسكندرية إلى الهجرة طلباً للنجاة من أهوال الحرب العالمية الثانية.

وكنت من أبناء الحركة الكشفية، ثم حركة الجوالة، مما أتاح لي الفرص الطيبة للتعرف على مختلف البيئات والعقائد والأديان "الإسلام واليهودية والنصرانية"، وتقاربت الأفكار بيننا تقارباً يوحيه إلينا مبدأ الكشافة الذي يقضي بأن كل الناس أخوة، وأن رسالة الله على الأرض السلام، وعلى الأخوة أن يتمتعوا بالسلام ويدعوا له.

غير أن أهوال الحرب قد قهرتنا على أمرنا، فهاجرت إلى أسيوط، والتحقت بكلية أسيوط الأمريكية لاستئناف دراستي الثانوية حيث أتممت بتفوق مرحلة الثقافة فالتوجيهي، وحصلت على دبلوم كلية أسيوط سنة 1942م وهو يعادل الشهادة التوجهية في حفل مهيب يعقد لهذا الغرض، ويطلق عليه حفل تسليم الدبلومات للخريجين.

وفي كلية أسيوط استطعت استغلال الوقت كله في الإطلاع والبحث العلمي في مكتبة الكلية الزاخرة بمختلف أنواع الكتب الإنكليزية والعربية وأحدث المؤلفات وأقومها.

ج- ممارستي للحياة العملية:
لقد أصبح المرسلون من يوم أن نزلت بكليتهم بأسيوط بمثابة أولياء الأمر.

وسرعان ما أتاحوا لي فرصة لخدمة الجيش الأمريكي بمصر من سنة 1942م إلى 1945م في سلاح الصيانة.

حيث عملت بالمعامل الكيميائية لتحليل المعادن بمخيم هاكستيب (مطار القاهرة الحالي)، وكان للدماء والرمال ولأهوال الحرب أثر في نفسي دفعني إلى الدعوة الصادقة للسلام.

ووجدت أن الطريق إلى السلام في السلك الديني، ووظفت كل كياني بما أوتيت من طاقات ومن مال للمسيح وللكنيسة، فتقدمت عن طريق مجمع مشيخة الوجه البحري للإلتحاق بكلية اللاهوت الإنجيلية وتم قبولي بالكلية سنة 1945م وظللت حتى تخرجت منها سنة 1948م حاصلاً على دبلوم الكلية وهو يعادل ليسانس "كلية دار العلوم جامعة القاهرة".

ومما هو جدير بالذكر وما ينبغي أن يعلمه كل مسلم عن هذه الكلية -التي لا تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم، ولا وزارة التعليم العالي، بل تخضع في برامجها إلى إشراف جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية- أن نسبة عدد الأساتذة الأمريكيين إلى عدد الأساتذة الوطنيين تعادل 2: 1 وعددهم جميعا 11 أستاذاً مع أن عدد الطلبة لا يتجاوز الستة عشر طالباً في جميع المراحل بالكلية.

ومدة الدراسة النظرية ثلاث سنوات متتالية.

ومدة الدراسة العملية سنة مجزأة على فترتين:
- الفترة الأولى في الأجازة الصيفية بين السنة الأولى والثانية حيث يوفد الطالب إلى إحدى الكنائس للوعظ والتعليم فيها.

- والفترة الثانية في الأجازة الصيفية بين السنة الثانية والثالثة حيث يوفد الطالب لنفس المهمة.

ويقوم المجمع الذي تتبعه الكنيسة بالإشراف العملي على تدريب الطالب في حقل الخدمة.

ومن قواعد الإلتحاق بهذه الكلية أن يكون الطالب منتظماً إنتظاماً داخلياً، ولعل في هذا حكمة يقصد منها مراقبة الطالب للتعرف على أخلاقه حتى إذا ما تبين لهم استقامته وغيرته على الكنيسة اطمأنوا إلى تأهيله للتخرج، ولهذا كان من المميزات لمنح دبلوم كلية اللاهوت شهادة إدارة الكلية عن الطالب بالأخلاق الفاضلة التي تؤهله لأن يؤتمن على أسرار شعب الكنيسة.

أما مواد الدراسة التي يدرسها الطالب دراسة جامعية تتوقف على مقدار استعداده للبحث والتقصي.

فهي كالآتي:
1- اللغة الإنكليزية:
(الأدب الإنكليزي، القواعد، القراءات في أمهات الكتب).

2- اللغة العربية:
(القرآن الكريم، الأحاديث النبوية، الآراء المذهبية في الإسلام، العقيدة الإسلامية، الردود على الإسلام بدراسة كتب المستشرقين).

3- اللغة اليونانية:
(لدراسة الأناجيل، ومدة دراستها ثلاث سنوات متتالية).

4- اللغة العبرية:
(لدراسة التوارة، ومدرة دراستها ثلاث سنوات متتالية).

5- مقارنة الأديان.

6- مقدمات الكتاب المقدس:
(دراسة مستفيضة عن أسفار الكتاب المقدس وحوادث تنزيلها).

7- تفسير الكتاب المقدس.

8- تاريخ الكنيسة:
(وهي دراسة للعالم المعروف وقتئذ من القرن الأول الميلادي إلى القرن الخامس عشر).

9- التاريخ القديم:
(وهي دراسة مستفيضة للعصور المعاصرة لأنبياء العهد القديم).

10- علم الوعظ:
(إن علم الوعظ فن من الفنون).

11- علم الرعوية:
(إن علم الرعاية فن آخر من الفنون).

12- علم المنطق.

13- علم النفس.

14- علم الخطابة.

15- الفلسفة:
(وتتضمن الجوانب الإلهية للتفكير الإنساني منذ فجر التاريخ إلى بزوغ المسيحية).

16- سياسة الكنيسة:
(وهي دراسة فقهية عن الشريعة والعلاقات بين الأفراد بعضهم مع بعض ومع المجتمع).

هذه هي الدراسات التي يبدأ الطالب بها حياته ليكون قسيساً وراعياً للكنيسة، وهي بداية لدراسات على مستوى أعلى حتى يستطيع أن ينعم بدرجة قسيس وراع.

ويقوم بالإشراف عليه في هذه المرحلة المجمع الذي يتبعه فإذا ما حاز الطالب تزكية شعب الكنيسة بأهليته ليكون قساً وراعياً لهم يعهد إليه المجمع ببحث ديني يحدد له موعد لمناقشته أثناء إنعقاد المجمع، فإذا ما نجح بتفوق قام المجمع بعمل مراسيم رسامته قسيساً وراعياً للكنيسة التي بايعته على الرعية.

وهذه الدرجة تعادل درجة الماجستير، وقد تمت لي شخصياً تلك الرسامة، ونصبت راعياً وقسيساً للكنيسة الإنجيلية بباقور محافظة أسيوط سنة 1952م في حفل رائع تحدثت عنه كل الصحف الدينية وقتئذ.

د- تخصيص حياتي للخدمة الدينية:
ذاع نشاطي بين المرسلين الأمريكيين ولاسيما في العمل التبشيري بين المسلمين، وكنت أعتمد في هذا المضمار على النفوذ الإنكليزي بالبلاد وقتئذ من سنة 1945م - 1955م- حتى انتدبني سنودس النيل الإنجيلي للتدريس بكلية اللاهوت بأسيوط لكنيسة نهضة القداسة التابعة للإرسالية الإنكليزية الكندية.

ثم تهافتت عليّ الإرسالسة الألمانية السويسرية بأسوان للعمل كسكرتير عام للإرسالية، وثم إنتدابي في سنة 1954م، وهناك قمت بعمل تبشيري سافر في المنطقة من "الدكا" بأراضي النوبة إلى "أدفو" جنوباً.

وكان معقل نشاطي مستشفى الجرمانية حيث يتوافد عدد من المسلمين والمسلمات للاستشفاء والعلاج، وعند الحديث عن العمل التبشيري سأوضح أسرار هذا العمل الخطير في مثل هذه الدور، كما كانت لي ندوات تبشيرية مع رجالات مسلمي أسوان، يشهدها عدد من أقباط أسوان، وفي كل جولة كنت أزداد تقديراً بين بني قومي، حتى أنهم كانوا يعتزون بمقدمي في مدينتهم أسوان.

واستطعت أن أقوم بنهذات دينية رائعة دعوت لها كبار الشخصيات المرموقة والعالمية.

هـ - نقطة التحول (كيف اهتديت للإسلام)؟
من العجب العجاب أنني في نشوة إنتصاراتي بالعمل التبشيري، وفي فترة إعداد نفسي لنيل درجة "دكتوراه في الفسلفة واللاهوت من جامعة برنستون بأمريكا" وفي استعداي وإعدادي للرسالة التي أسميتها "سيف جليات" أردت الهجوم على الإسلام بمهاجمة القرآن الكريم.

ويشاء الله أن يقهرني بالقرآن الكريم، ليسمعني صوته بقوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}.

كان لهذه الآية وقع على نفسي.

إذ جعلتني افكر تفكيراً حراً نزيهاً، وأحسست بأن الله الذي علمني ما لم أعلم يستطيع أن يجردني من العلم والمعرفة، ويتركني للذل والهوان، لكن إرادته لهاديتي جعلته يفيض عليّ من أنوار هذه الآية، مما أيقظ ذهني وقلبي ووجهي إلى إرادته ومشيئته.



القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً   القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً Emptyالسبت 26 يناير 2019, 9:23 pm

والحق أن ما قرره القرآن الكريم هو الصدق اليقيني:
{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ}، {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}.

الحمد لله الذي هداني لهذا، وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله.

وبرزت أمامي نقاط رئيسية:
منها الوحدانية والغفران كما تقررها المسيحية والإسلام، والفضل لأهله يرد، فإن القرآن الكريم قد بسط عقيدة الوحدانية تبسيطاً يفهمه العالم والأمي، وهذا لا ريب من سنن الله في عدالته، إن الله ليس كالبشر يأخذ الناس بجرائرهم جرياً على القول المأثور في القوانين الوضعية "إن الجهل بالقانون لا يعفي صاحبه من التعرض للعقوبة أو مسئولية قيامه بأي عمل مخالف للقانون"، لا، بل الله بعدله يبين القوانين ليتفهمها الإنسان، وبمقدار إدراك الإنسان وعلمه تكون مسئوليته أمام الله.

وفي هذا يفخر المسلم بعقيدة الوحدانية السليمة التي تتلخص في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.

هذه هي الوحدانية في الذات والصفات والأفعال، ومعناها أن ذاته ليست مركبة، وليس لغيره ذات تشبه ذاته، وأنه ليس له صفتان من جنس واحد كقدرتين وعلمين، وليس لغيره صفة كصفته، وأن الأفعال كلها خيرها وشرها، اختيارها واضطرارها مخلوقة لله وحده بلا شريك ولا معين.

والآيات القرآنية التي تدل على وحدانية الله كثيرة في مختلف السور منها: (فاطر: 5، البقرة: 163، الأنبياء: 22، الصافات: 96)، وغيرها كثير.

أما الوحدانية في المسيحية -كما تمخض عنها مجمع نيقية في القرن الرابع الميلادي- فتعتمد على ما جاء في إنجيل متى الباب الثامن والعشرين والعدد التاسع عشر: (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس).

والمدقق في النصوص الكتابية يرى إضافة هي (إله واحد آمين) ويشار إليها في الحاشية بأن هذه الإضافة لم توجد أصلاً في النسخ الأصلية القديمة، بل وجدت في الترجمات.

ويجمل بنا أن نستطلع رأي رجال اللاهوت في هذا الصدد، فقد كتب الإيغومانس ميخائيل مينا ناظر المدرسة اللاهوتية (الأنبا يؤنس) بحلوان في كتابه علم اللاهوت في الجزء الأول في صفحة 238 ما نصه: (أن الأقنوم كلمة سريانية الأصل، تشير في مسماها إلى كائن حي قدير مستقل بذاته، ينسب أفعاله إلى نفسه).

وفي صفحة 231 - 233 قال:
(إننا نجد أن كل أقنوم من هؤلاء الأقانيم الثلاثة يخاطب الآخر أو يتكلم، ففي أثناء معمودية المسيح عليه السلام قيل: أن الأقنوم الأول أشار إلى الأقنوم الثاني قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت - متى 3: 16" وفي إقامة المسيح عليه السلام للعارز من الأموات قيل: إن الأقنوم الثاني خاطب الأقنوم الأول بقوله: "أشكرك أيها الآب، لأنك سمعت لي - يوحنا 11: 41".

وعندما أراد المسيح أن يتنبأ بصعوده إلى السماء قيل: إن الأقنوم الثاني تنبأ عن الأقنوم الثالث بقوله: (ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم - يوحنا 16: 14)، وقال جنابه أن المسلم به أن أسماء وصفات الشخص الواحد المختلفة لا يمكنها أن تتخاطب معاً أو تتكلم عن بعضها بأمور صريحة تسمعها الآذان وتدركها الأفهام.

ولقد كان الإختلاف في مفهوم الوحدانية مثار الجدل المريد منذ فجر المسيحية، وكلما ظهر بين الآباء من يناشد الحق ويسير في الطريق المستقيم هبت الكنيسة لتقاوم وتدفع العقيدة إلى البطلان والشرك، فلقد ظهر آريوس، وأراد أن يضع أسساً سليمة للوحدانية، ونادى بانسانية المسيح، وأنه لا يمكن أن يعادل الله أو يشبهه موجهاً لخصومه ما جاء في التوارة من القول عن الله: (أنا الله وليس أخر الآله وليس مثلي "أشعياء 46: 9")، وإقرار آخر (أليس أنا الرب ولا إله آخر غيري.

إله بار ومخلص وليس سواي. التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأنني أنا الله وليس آخر "أشعياء 45: 21، 22").

وإقرار آخر (بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه "أشعياء 46: 5").

ومع وجود مثل هذه الآراء الحرة لم يكن من السهل اعتناقها، بل كان الويل والاضطهاد لكل من ينتمي إليها، وأني لأضرع إلى الله أن يهديهم إلى الطريق السوي وإلى الصراط المستقيم.

ويطول بي الحديث إذا تحدثت عن نظرية الغفران والفداء في المسيحية.

ويكفي الإسلام فخراً أن مغفرة الله للإنسان لا تتوقف على وسيلة من الوسائل مهما عظمت أو قلت، وإنما تتوقف رحمته ومغفرته على توبة الإنسان توبة صادقة، مع إيمانه بالله الواحد الأحد وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤيد هذا قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

والإسلام يؤكد في قوة وصراحة أن الغفران منحة يمنحها الله وحده لعباده التائبين، والله يأبى أن يكون له شريك أو شبيه، لقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فليس لغيره أن يغفر ذنوب البشر.

وكان علي أخذ طريقي إلى القرآن الكريم بعين بصيرة وبقلب خاشع لله، وكان علي أن أقارن بين سمو ما ورد في القرآن الكريم وبين ما جاء في التوراة والإنجيل، وبهذه الدراسة أيقنت أن الله سبحانه وتعالى قد "أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا".

و اعتناقي للإسلام، واعتزازي بالانتساب إليه.

لقد أراد الله لي خيراً، فهداني إلى الإسلام بينما أنا في جهالتي وحماقتي أردت للإسلام تقويضا وللمسلمين أن يدخلوا في رحاب النصرانية، فعفا الله عما سلف. وأمام رضوان الله جل وعلا رأيت ضرورة حسم الموقف بخطوة إيجابية، وهي اعتزال الخدمة الدينية، واعتزال الأهل والعشيرة والأصدقاء الذين ربط الزمن مصيري بمصيرهم، وكنت أسير معهم على فلك واحد، فتقدمت إلى المسئولين بالإرسالية الألمانية السويسرية، وأعربت لهم عن اعتزالي للخدمة الدينية، فاستنكروا على هذا القرار، وأرادوا أن يمنحوني أجازة طويلة المدى لتدارك الموقف، فأصررت على موقفي، وكانت النتيجة الحتمية لهذا أن التحقت بشركة ستاندرد ستيشنيري 30 شارع عبد الخالق ثروت بالقاهرة في يوليو سنة 1955م للعمل بوظيفة مساعد مدير مبيعات.

والواقع أن تصميمي على هذا الموقف كان نتيجة لما تذوقته من صفاء العقيدة الإسلامية، وما تحققته من جهاد الرسول الكريم والصحابة رضوان الله عليهم في نشر دعوة الإسلام في إيمان صادق مع إلتزام الأمر الرباني: (لا إكراه في الدين).

وهل يستطيع المرء أن يهاجم الإسلام بعد أن تبين له الرشد من الغنى.

الحق أقول:
إن القرآن قد غلبني على أمري، وغلبت إرادة الله إرادتي، وكان القرار بترك الخدمة الدينية قراراً حاسماً للموقف.

توظفت بشركة ستاندرد ستيشنيري بوظيفة مساعد مدير مبيعات حيث مارست تجارة الآلات الكاتبة، والآلات الحاسبة، وآلات تصوير المستندات، وآلات النسخ بالاستنسل، ولحكمة أرادها الله من التحاقي بهذه الشركة اكتسبت خبرة واسعة النطاق في أدق العمليات للمكتب الحديث وتنظيمه.

وقد أنست في نفسي مقدرة على التجارة، وأردت أن أكون مسلماً إسلاماً لا يرتبط بلقمة العيش، فأنشأت لنفسي مكتباً تجارياً لتجارة الأدوات الكتابية والمكتبية تحت سجل تجاري رقم 101662، وجهزته بتليفون رقم 59226، وباشرت عملي التجاري الحر من مارس 1958م بعد أن قدمت استقالتي من شركة ستاندرد ستيشنيري، وصرفت مكافأتي وتربو على المائتين من الجنيهات.

وفي هذا كله لم يطرأ على تغيير علني، بل كنت في اعتناقي للإسلام مثل (الدكتور نظمي لوقا) حبيب الإسلام، وصديق المسلمين، الأمر الذي لم أقتنع به إطلاقاً، وإلا فأين الجهاد في سبيل الله ورسوله.

وبهذه الرغبة شاء الله جل شأنه أن يقودني إلى الإسلام قيادة حكيم منتصر.

فأرسل إلي السيد الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم الجمال المدير العام بمصلحة الضرائب بوزارة الخزانة في شتاء سنة 1957م.

جاءني أو بالحري جاء إلى شركة ستاندرد ستيشنيري لتقوم له الشركة بطباعة الجزء الثلاثين من القرآن الكريم مفسرا باللغة الإنكليزية، وكان لي شرف التكليف بتنفيذ الطباعة، وكانت دراسة من رجل من رجال الإسلام العلمانيين قد وضحت المفاهيم وقوت الإرادة لحسم الموقف، وكان القرار الذي اتخذته للدخول إلى دين الله مسلماً.

وقبل المضي في تنفيذ هذا القرار سبقته بقرار أول، وهو الاستقلال بالعمل التجاري بإنشاء (مكتب فيلبس للأدوات الكتابية والمكتبية) كما سبقت الإشارة إليه آنفاً، وكانت لي أرباح عمولة شهرية تربو على الستين جنيهاً، وكان تعاملي مع البيوتات التجارية الكبرى، أمثال شركة الكاتب المصري، وشركة ستاندرد ستيشنري، وشركة ناشيونال لآلات تسجيل النقد، وشركة أوليفتى، وشركة بوروز لآلات التسجيل.

وانتهيت إلى هذا القرار، القرار الذي اتخذته لإشهار إسلامي.

تدارست الأمور كلها من كل جوانبها:
من الناحية الزوجية، ومن ناحية أبنائي، ومن ناحية العمل الذي هو مصدر رزقي، ووجدت أنه لابد من مواجهة الحقائق دون تردد.

وفي 25 ديسمبر سنة 1959م أرسلت خطابين:
1- خطاباً إلى السيد الدكتور جون طمسون رئيسى أعرب له عن رغبتي في إعتناق الإسلام ديناً.
2- خطاباً إلى محافظة القاهرة لإشهار إسلامي.

وقد كان للخطاب الأول آثار عكسية.
الأثر الأول تكتل أرباب البيوتات التجارية الكبيرة عن التعامل معي، ووجدت نفسي في عزلة عن النشاط التجاري، وبالتالي كان لهذا الموقف تأثير قوي علي (رغيف العيش)، وتغلبت على هذه المشكلة بالاستعانة بما أدخرته من مال، حتى يتبلور الموقف نهائياً، وبدأت أستعين برأس المال الموظف في التجارة في تدبير معاشي ومعاش أبنائي.

الأثر الثاني هجر زوجتي أياي، وتركها الأبناء، وقد تغلبت على هذه المحنة بالإيمان والصبر.

أما الخطاب الثاني فكان من آثاره تحديد جلسة للمناقشة والمواجهة من قساوسة جاءوا فزعين إلى منزلي مساء يوم الثلاثاء من يناير سنة 1960م، وكان من الواجب أن يخطرني بذلك قسم الوايلي الذي يتبعه محل إقامتي، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث.

وما أن علمت بموعد الجلسة حتى تهيأت لها، وما أن جاء شهر فبراير حتى أحيلت الأوراق إلى الشهر العقاري للتسجيل.

ولما أيقنت الزوجة أن الأمر صار مقضياً به استأذنت في ترك المنزل، وأذنت لها وأنا عالم بطرق التبشير المرير لإصرار زوجتي على موقفها كمسيحية.

وعلى سبيل المثال:
إن المرسلين من الخطورة بمكان لا يبارى، وها هي سمومهم: "فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضاً به قدام أبي الذي في السموات، ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السموات" (إنجيل متى 10: 32، 33).

بل زادوا إمعاناً في عزلي عن زوجتي وأهلي بسمومهم بقولهم: "من ليس معي فهو عليّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق، لذلك أقول لكم كل خطيئة وتجديف يغفر للناس، وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس.

ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له، لا في هذا العالم ولا الآتي" (إنجيل متى 12: 30 - 32).

ومن هو الروح القدس حتى يكون بهذا المقام؟
فيقول الأقنوم الثاني عنه: "ومتى جاء المعزى الذي سأرسله من الآب روح الحق الذي هو عند الآب فهو يشهد لي" (إنجيل يوحنا 15 - 26).

وبهذه السموم أوغروا قلوب الأهل والأصدقاء بكراهية بلغت حداً مريراً من العداوة، وانتزعوا مني زوجتي الآمنة المطمئنة، وأحالوا أهلي وعشيرتي إلى خصوم أشداء، وهكذا واجهت هذه المتاعب في صبر وإيمان - وشققت طريقي إلى تنفيذ الإجراءات الرسمية حتى تم كل شيء على خير ما يرام ففي 30 /5 /1960م صدر القرار الوزاري كاملاً من وزارة الصحة العمومية قسم المواليد بتغيير الاسم والديانة إلى مسلم لي ولأبنائي الأربعة، والحمد لله على هذه الهداية الطيبة.

وترامت المعلومات إلى السيد الأستاذ أحمد عبد الله طعيمة وزير الأوقاف الأسبق عن إيماني بالله وبرسوله الكريم، فاستدعاني إلى مكتبه في مارس 1960م، وفي فبراير 1961م عهد إلى السيد الأستاذ محمد توفيق عويضة باستدعائي إلى مكتبه 76 شارع الجمهورية، وعلى أثر هذه المقابلة الطيبة تمت مقابلة ثانية تم فيها تعييني بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوظيفة خبير في الشئون الدينية، وفي 10 /2 /1962م صدر قرار تنفيذي رقم 176 بالتعيين اعتباراً من 13/ 2/ 1961م، ولازلت المجاهد الأمين لله ولرسوله الكريم، والداعي إلى الإسلام الحنيف، لاسيما بين أهل الكتاب.

جعلني الله موضع ثقة المسئولين وتقديرهم.

وهنا ظهرت حكمة الله في هذا الإختيار، وأعتقد يقيناً أن الله أراد أن يجعلني في خدمته وفق طريقه المستقيم.

وأنا اليوم إذ أضع هذا التقرير بين يديكم لا أبتغي إلا خدمة الإسلام والوطن العربي الكبير، وقد توخيت فيه الصدق معتمداً على البرهان المادي الملموس، عملاً بما يوحيه الضمير المسلم الخالص من غير حقد أو تحامل.

وإن ميزة هذا التقرير أنه من واقع الحياة التي عشتها في العهد السابق، وبه يتبين أن التبشير والاستشراق يقويان بمقدار تخلف الشعوب، وبمقدار سيطرة المستعمر على البلاد، وأنهما وسيلة من وسائل تمكين الاستعمار من الرسوخ بأقدامه في البلاد، وأنهما وسيلة للتفرقة العنصرية، وأنهما وسيلة لتوهين العروبة وإضعاف اللغة العربية في ربوع العالم العربي، ولهذا كان من الضروري إعداد ما استطعنا من قوة ومن فكر ومن إيمان خالص لوقف تيارات التبشير في العالم العربي عملاً بقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}.



القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
القس ابراهيم خليل فيلبس سابقاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة-
انتقل الى: