منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث   الفصل الثالث Emptyالخميس 24 يناير 2019, 9:26 pm

الفصل الثالث
عظمة تأثير القرآن.

وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: أهمية الدعوة بالقرآن.
المبحث الثاني: تطبيقات الدعوة بالقرآن العظيم.
المبحث الثالث: تأثير القرآن في استجابة بعض المعاصرين.

 
تمهيد
لقد أثر القرآن العظيم تأثيراً عجيباً في قلوب الناس جيلاً بعد جيل، فبعد أن أحال حياة العرب في الجزيرة العربية من جهل إلى علم، ومن شرك إلى توحيد، ومن فرقة إلى اجتماع وائتلاف وتنظيم، اندفعوا بعد ذلك كالسيل الآتي إلى نواحي الجزيرة كلها وغيرها وأطاحوا بعروش الأكاسرة والقياصر أعظم ملوك الأرض، واقتلعوا جذور الشرك والظلم ونشروا التوحيد والحق والعدل، فدخل الناس في دين الله أفواجاً قد اختاروا الاهتداء بهذا القرآن، لا جرم أن سبب هذا كله في الدرجة الأولى هو تأثير القرآن العظيم.

ولقد بهر القرآن العرب منذ أن استمعوا إليه في اللحظة الأولى، سواء من شرح الله صدره للإسلام وأنار بصيرته، أو من طبع الله على قلبه وجعل على بصره غشاوة، كالوليد بن المغيرة وغيره، فروعة هذا القرآن يحسها القلب الخاشع ويتأثر بها أيما تأثر، ولكن العرب - كما وصفهم القرآن العظيم: (قَوْمٌ خَصِمُونَ) [الزخرف: 58]، وأعداء ألده: (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا) [مريم: 97]، أخذوا يثيرون الشكوك في القرآن، ويشنون عليه حملات شعواء، بغية التهوين من شأنه، والغض من قدره.

من أسباب تأثيره:
المتأمل في قوة تأثير القرآن العظيم يجد أنه جمع بين الجزالة والسلاسة، والقوة والعذوبة، وحرارة الإيمان، وتدفق البلاغة، فهو النور الباهر، والحق الساطع، والصدق المبين، ولما سمعه فصحاء العرب وبلغاؤهم وأرباب البيان فيهم أقروا بعظمته وتأثيره بلسان حالهم قبل مقالهم.

وإن الإنسان ليأخذ العجب من بعض الدعاة الذين يغفلون أو يتغافلون عن آيات القرآن وتأثيرها في نفوس المدعوين، فهم يتكلمون بكل كلام يخطر ببالهم إلا كلام الله تعالى حال دعوتهم، ولا يستدلون إلا بالآيات القليلة، وفي بعض الأحيان لا يسمع منهم آية واحدة، مع كثرة حديثهم وتشعبه(*).

ولهذه الأهمية البالغة لكتاب الله تعالى، وأثره العظيم في انتشار الدعوة بين الناس قديماً وحديثاً، سيكون الكلام عن تأثير القرآن العظيم في نفوس المدعوين من خلال المباحث الآتية:

المبحث الأول: أهمية الدعوة بالقرآن
وفيه ذكر بعض الآيات في أهمية الدعوة بالقرآن، والتعليق عليها.

لقد أيَّد الله سبحانه رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن الكريم، وأمره أن يدعو به، ويعتمد عليه، وما ذاك إلا لقوة تأثيره في النفوس، ولذا فإننا نجد نصوصاً قرآنية كثيرة تأمر بالدعوة بالقرآن العظيم نفسه وتحث عليه.

فمن ذلك:
1- قول الله سبحانه وتعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام: 19].
أخبر المولى جل جلاله أن هذا القرآن أوحى لنفع الناس وإصلاحهم، إذ فيه النذارة لكم أيها المخاطبون، وكل من بلغه القرآن إلى يوم القيامة، ولذا كان مجاهد -رحمه الله- يقول: «حيثما يأتي القرآن فهو داع، وهو نذير، ثم قرأ»: (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (559).

2- قول الله سبحانه وتعالى: (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) [الأعراف: 2].
فهذا خطاب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لينذر الكافرين بالقرآن، ويذكر به المؤمنين؛ لأنه حوى كل ما يحتاج إليه العباد في الدنيا والآخرة، ولأن المؤمنين هم المنتفعون بهدية.

وعندما يقوم الداعية إلى الله تعالى بدعوة الناس بالقرآن إلى القرآن، فعليه ألا يكون في صدره حرج، أي: ضيق وشك واشتباه؛ لأنه كتاب الله سبحانه وتعالى، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلينشرح به صدره، ولتطمئن به نفسه، وليصدع بأوامره ونواهيه، ولا يخش لائماً أو معارضاً (560).
 
3- قول الله تعالى: (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) [الإسراء: 106].
فالله عز وجل، نزل القرآن منجَّماً ومفرَّقاً على الوقائع والأحداث إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، في ثلاث وعشرين سنة ليقرأه عليهم ويبلغهم إياه على مهل، ليدبروا آياته ويؤمنوا به (561).

وكذلك ينبغي على كل داعية حريص على الاقتداء بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، أن يقرأ القرآن العظيم على الناس ويدعوهم به على مهل، ليتأثروا بما فيه من حكم وعلوم نافعة.

4- قول الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ) [الأنبياء: 45].
فهذا أمر من الله سبحانه وتعالى، لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، بأن ينذر الناس كلهم ويدعوهم بالقرآن العظيم الذي هو وحي من الله، فإن استجابوا فلأنفسهم، وإن لم يستجيبوا، فذلك لأن صوت القرآن الحكيم الذي سمعوه لم يجد قلباً قابلاً للهدى، فكان كالأصم الذي لا يسمع صوتاً، ولا يدري ماذا يقول المتحدث إليه (562).

وكذلك الداعية إلى الله عز وجل، ينذر الناس بالقرآن ويخوفهم به، فمن لم يستجب منهم ولم يتأثر فذلك لأن قلبه خال من الخير والقبول به، فهو كالأصم في عدم الانتفاع بما في الأصوات من معان وأخبار.

5- قول الله سبحانه: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) [الفرقان: 52].
فهذه الآية الكريمة نص صريح على أن الدعوة بالقرآن العظيم من أعظم أبواب الجهاد في سبيل الله تعالى، إذ سماه الله تعالى جهاداً، بل كبيراً، فما أعظم شرف الدعاة إلى الله تعالى، بلقب «المجاهدين جهاداً كبيراً»، وما أكبر هذه النعمة عليهم، التي تستحق منهم الشكر والإخلاص والعمل الدءوب بمجاهدة الكافرين وغيرهم من عصاة المسلمين بالقرآن العظيم، لأن الذي يجاهد به الكفار، يكون من باب أولى أن يجاهد به أهل المعصية من المسلمين.

وعن هذا الأمر يقول الشيخ عبد الحميد ابن باديس (563) -رحمه الله-:
«وكما يجاهد أهل الكفر بالقرآن الكبير، كذلك يجاهد به أهل المعصية، لأنه كتاب الهداية لكل ضال، والدعوة لكل مرشد، وفي ذكر الكافرين تنبيه على العصاة، من التنبيه بالأعلى على الأدنى، لاشتراكهم في العلة وهي المخالفة... وكما أن الجهاد بالقرآن العظيم هو فرض عليه- أي: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكذلك هو فرض على أمته، هكذا على الإجمال، وعند التفصيل تجده فرضاً على الدعاة والمرشدين الذين يقومون بهذا الفرض الكفائي على المسلمين، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة لأمته فيما اشتملت عليه الآية من نهي وأمر» (564).
 
والدَّعوة بالقرآن العظيم هي الميزان الذي يُعرفُ به صلاح الدَّاعية وصدقه وسلامة منهجه، قال الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (565): «عندما يختلف عليك الدعاة الذين يدعي كل منهم أنه يدعوك إلى الله تعالى، فانظر من يدعوك بالقرآن إلى القرآن -ومثله ما صح من السنة، لأنها تفسيره وبيانه- فاتبعه، لأنه هو المتبع للنبي -صلى الله عليه وسلم-، في دعوته وجهاده بالقرآن، والتمثل لما دلت عليه أمثال هذه الآية الكريمة من آيات القرآن».

6- قول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) [القصص: 59].
وهذه الآية كذلك تبين أهمية الدَّعوة بالقرآن، إذ جعل الله سبحانه، سماع تلاوة الآيات ملاذاً ومعاذاً من نزول العذاب بالكافرين، وذلك لقيام الحجة عليهم بسماعهم للقرآن الذي هو أبلغ وسيلة، وأعظم سبب للإيمان بالله عز وجل، والدخول في دينه (566).

ومثل هذه الآية قول الله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 6].
فقوله تعالى: (حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ) «أي: القرآن الذي تقرؤه عليه، ويتدبره، ويطلع على حقيقة الأمر، وتقوم عليه حجَّةُ الله به، فإن أسلَم ثبت له ما للمسلمين، وإن أبى فإنه يرد إلى مأمنه وداره التي يأمن فيها، ثم قاتله إن شئت» (567).

فلو لم يكن للقرآن العظيم من تأثيرٍ بالغٍ في قلوب سامعيه، لما كان هو الحد الفاصل لنهاية إجابة المشرك.

7- قول الله سبحانه وتعالى: (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) [ق: 45].
وذلك لأن القرآن يهز القلوب، ويجعلها في خوف من شدة عذاب الله إن لم تؤمن بالقرآن، وتعمل بما فيه.

فلذا كان القرآنُ الكريم أعظم سلاح يستعمله الدعاة إلى الله سبحانه، في دعوتهم للناس، والتأثير فيهم (568).

المبحث الثاني: تطبيقات الدعوة بالقرآن
وفيه
ذكر بعض النماذج من تطبيقات الدعوة بالقرآن، والتعليق عليها.
 
تمهيد
لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يدعو إلى الله تعالى، بالقرآن العظيم، بقوله وعمله، وهديه وسمته، ولما سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن خُلُقِه، قالت: «فإن خلق نبي الله كان القرآن (569)» (570).

أي: إن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، كان يتمثل القرآن في جميع أموره وأحواله، وأقواله وأفعاله.

بل بيَّن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن السَّبب الرَّئيس في كثرة أتبَاعه يوم القيامة هو نزول القرآن عليه، وأنه أعظم معجزة أعطاها الله لنبيٍّ من الأنبياء (571) فقال: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة» (572).

ومن أهم الفروق بين معجزة القرآن العظيم وغيره من معجزات الأنبياء:
1- أن معجزة القرآن الكريم مستمرة إلى يوم الدِّين، ومعجزات الأنبياء قد انقرضت بانقراض أعصارهم، فلم يشاهدها إلا من حضرها.
2- أن القرآن العظيم خارق للعادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار، إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به، ولا يوجد هذا في غيره من المعجزات.
3- أن المعجزات الماضية كانت حسية، تشاهد بالأبصار كناقة صالح، وعصا موسى، ومعجزة القرآن تشاهد بالبصيرة، فيكون من يتبعه لأجلها أكثر، لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهداته، والذي يشاهد بعين العقل باق، يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمراً (573).


ولذا يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله- عند قوله -صلى الله عليه وسلم-:
«فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة» (574): «رُتِّب هذا الكلام على ما تقدم من معجزة القرآن المستمرة، لكثرة فائدته، وعموم نفعه، لاشتماله على الدعوة والحُجَّة والإخبار بما سيكون، فعم نفعه من حضر، ومن غاب، ومن وجد، ومن سيوجد، فحسن ترتيب الرجوى المذكورة على ذلك، وهذه الرجوى قد تحققت، فإنه أكثر الأنبياء تبعاً».

وإذا كانت شخصية الرسول المهيبة والمؤثرة في الدعوة لم تغنه عن الدعوة بالقرآن، فكيف بنا اليوم... ونحن مقصرون؟ إننا أحوج ما نكون للدعوة به!

لذا ينبغي على الدُّعاة إلى الله تعالى، الحرص على الاستفادة من هذه المعجزة الباقية -القرآن العظيم- والرُّجوع إليها، والاستعانة بها دائماً في دعوة الآخرين؛ لتحقيق أعظم النتائج والآثار المرجوة من الهداية والاستقامة والتقوى.
 
وهناك نماذج من تطبيقات الدعوة بالقرآن العظيم وتأثيره في نفوس المدعوين نجدها في الأمور الآتية (575):

أولا: دعوة الوفود التي قدمت للحج بالقرآن:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: حدثني علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، قال: لَمَّا أمر الله رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج وأنا معه وأبو بكر الصديق، حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب...

قال مفروق بن عمرو: إلام تدعونا يا أخا قريش؟

فتلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 151].

قال مفروق: وإلام تدعو يا أخا قريش؟

فتلا رسول الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].

فقال مفروق:
دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال (576).
 
فرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، دعا هذا الوفد الذي قدم للحج، قبل الهجرة للمدينة، بتلاوة آيات من القرآن عليهم، وكان يجيب على أسئلتهم بذكر الآيات التي فيها الجواب عما سألوا، وكان تأثير ذلك واضحاً على مفروق بن عمرو حينما قال: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال.

ثانيا: السفر إلى الناس ودعوتهم بالقرآن.
عن خالد العدواني -رضي الله عنه- أنه أبصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مشرق تثقيف وهو قائم على قوس، أو عصا، حين أتاهم يبتغي عندهم النصر، قال: فسمعته يقرأ: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ) [الطارق: 1] حتى ختمها، قال: فوعيتها في الجاهلية وأنا مُشرك، ثم قرأتها في الإسلام.

قال: فدعتني ثقيف فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم.

فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا، ولو كنا نعلم ما يقول حقاً لتبعناه (577).

فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذهب إلى الناس ويسافر إليهم في بلادهم، فيدعوهم إلى الله تعالى بتلاوة القرآن العظيم، ولعظم أثر هذه الآيات في نفوس سامعيها لم ينسها الصحابي الجليل خالد بن أبي جهل العدواني الطائفي، إذ قال: فوعيتها في الجاهلية وأنا مُشرك، ثم قرأتها في الإسلام.
 
ثالثا: دعوة الملوك والرؤساء بالقرآن.
1- عن أم سلمة -رضي الله عنها-، أنها قالت في شأن هجرتهم إلى الحبشة، (بلاد النجاشي)... فقال النجاشي (578): فهل معكم شيء مما جاء به؟ وقد دعا أساقفته، فأمرهم فنشروا المصاحف حوله.

فقال لهم جعفر بن أبي طالب: نعم، فقرأ عليهم صدراً من: سورة كهيعص.

فبكى -والله- النجاشي حتى أخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخلصوا مصاحفهم (579).

2- وجاء في الكتاب الذي أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ملك الروم هرقل: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على مَنْ اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أَسلِم تَسلَم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسييِّن، و (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 64]» (580).

فما أعظم أثر القرآن العظيم في نفوس سامعيه، سواء كانوا من المسلمين أم من غيرهم، وسواء كانوا من عامة الناس، أم من ملوكهم وساداتهم، فهذا النجاشي وبطارقته لم يملكوا أنفسهم عند سماع آيات القرآن العظيم، حتى بكوا وأخضعوا لحاهم من تأثيره فيهم.


رابعا: تأثير القرآن في قلوب أعدائه وخصومه.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، أنه قال: اجتمعت قريش يوماً فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ماذا يريد عليه.

- فجاء عتبة بن ربيعة (581) وكلمه كلاماً طويلاً، حتى إذا فرغ عتبة، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «فرغت يا أبا الوليد؟» قال: نعم.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
بسم الله الرحمن الرحيم (حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ) [فصلت: 1-5].

واستمر النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ حتى بلغ قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) [فصلت: 13].

فأمسك عتبة على فيه، وناشده الرحم أن يكف عنه، ثم قام عتبة إلى أصحابه.

فقال بعضهم لبعض:
نحلف بالله، لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به:
- وكان فيما قال لهم: يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ... قالوا: سحرك والله يا أبو الوليد بلسانه (582).

هكذا كان تأثير القرآن العظيم في قلوب الأعداء، يخلع منهم القلوب، فيطير النوم من عيونهم، وما يمنعهم من الاستجابة له إلا الكبر والعناد.

بل كان الكفار يدركون تأثير القرآن في نفوس سامعيه، فإنهم كانوا يخشون استيلاءه على قلوب الناس عند سماعه، فكانوا يستقبلون الوافدين إلى مكة، ويحذرونهم من الاستماع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو مجالسته.

وكان يوصي بعضهم بعضا بعدم الاستماع للقرآن العظيم كما قال الله تعالى عنهم: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) [فصلت: 26].

فلم يقولوا هذه المقولة وهم في بعد عن تأثيره، فلولا أنهم أحسوا في أعماقهم روعته، وأدركوا في قولبهم تأثيره، ما حذروا قومهم هذا التحذير، وما تنادوا هذا النداء، وقد كانوا يتأثرون لكنهم كانوا يستكبرون.

خامسا: تذكير الناس بالقرآن من خلال خطب العبادات.
عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان -رضي الله عنه-، قالت: «لقد كانت تنورنا وتنور رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واحداً سنتين، أو سنة وبعض سنة، وما أخذت (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ) إلا عن لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر، إذا خطب الناس (583)».

فرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو يخطب على المنبر يوم الجمعة، وهو من أعظم أبواب الدعوة وميادينها، يخطب ويدعو الناس بالقرآن العظيم بتلاوة سورة (ق).

سادسا: خفقان القلب مع القرآن.
عن جبير بن مطعم -رضي الله عنه-، قال: «سمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ) [الطور: 35-37]، كاد قلبي أن يطير» (584).
 
ولم لا يطير، فلا عجب من ذلك، لأن تأثير القرآن كبير، كيف ولو أنزل على جبل لخشع وتصدَّع من خشية الله.



الفصل الثالث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثالث   الفصل الثالث Emptyالخميس 24 يناير 2019, 9:33 pm

المبحث الثالث: تأثير القرآن في استجابة بعض المعاصرين
وفيه
ذكر لنماذج لمن تأثر بالقرآن واستجاب له من بعض المعاصرين:
 
تمهيد
للقرآن العظيم أهمية كبرى وأثر عظيم في انتشار الدعوة بين الناس قديما وحديثا، وإن المتأمل في المنهج العقلي لدى غير المسلمين، يجد أنه يقف إزاء الإسلام على نقطة التوازن بين الشد والجذب، في اتجاهين متناقضين.

الاتجاه الأول:
تغلب عليه النزعة العلمية الموضوعية، التي تحاول أن تتجرد من الهوى، وأن تكون حيادية في الرأي والنتيجة.

الاتجاه الآخر:
تغلب عليه النزعة التحزبية، وكل ما يرتبط بها، أو يوازيها من إحساس استعلائي تجاه كل ما هو شرقي.

ويوجد أناس من غير المسلمين يميلون إلى معالجة ما يخص الإسلام معالجة موضوعية، على حين قد يندفع بعضهم في الاتجاه الآخر.

وما قدمه بعض علمائهم على وجه العموم، والمستشرقون منهم على وجه الخصوص يتضمن الحسن والسيئ، وذلك لأسباب عديدة: منها قوة الجذب المشار إليها آنفاً، ومنها الجهل ببعض المسائل، ومنها التأثيرات الذاتية والثقافية...

وما يعنينا هو شهادات أصحاب الاتجاه الأول وأقوالهم، ولكن علينا أن نلحظ أمرا مهما للغاية، وهو: أن هذه الأقوال والشهادات في الإسلام أو القرآن، لا تعدو كونها تأكيدا لحقائق قائمة وأصول ثابتة في ديننا وحضارتنا (585).
 
وهذه الأقوال والشهادات، تنسب إلى أشخاص دخلوا في دين الله تعالى، قالوا كلمتهم في جانب من جوانب الإسلام، قبل إسلامهم، أو بعده.

وهي على النحو الآتي (586):
1- أحد القساوسة المنصرين اسمه: «إبراهيم خليل أحمد» (587):
فبعد تعمقه في دراسة الإسلام، وخاصة القرآن الكريم، أعلن إسلامه وأشهره رسميا عام 1380هـ.

قال عن القرآن العظيم (588):
«أعتقد يقيناً أني لو كنت إنساناً وجودياً، أي لا يؤمن بوجود خالق لهذا الكون، ولا برسالة من الرسالات السماوية، وجاءني نفر من الناس وحدَّثني بما سبق به القرآن العلم الحديث في كل مناحيه لآمنت برب العزة والجبروت، خالق السماوات والأرض، ولن أشرك به أحداً...».
 
وقال في موضع آخر:
وهذا القول يحتاج منا إلى التأمل والإمعان والتفكير، وخاصة من الذين يعيشون شيئاً من الهزيمة النفسية تجاه الأمم التي سبقتنا في العلوم المادية- إذ يقول (589): «للمسلم أن يعتز بقرآنه، فهو كالماء، فيه حياة لكل من نهل منه».

وقال أيضاً (590):
«القرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه: من طب، وفلك، وجغرافيا، وجيولوجيا، وقانون، واجتماع، وتاريخ... ففي أيامنا هذه استطاع العلم أن يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف».


2- ومن الذين تأثروا بالقرآن العظيم فأسلموا: «د. جرينيه» (591):
حيث سئل عن سبب إسلامه فقال (592): «إنني تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم الطبية والصحية والطبيعية، والتي درستها من صغري وأعلمها جيدا، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة، فأسلمت؛ لأنني تيقنت أن محمداً أتى بالحق الصراح قبل ألف سنة، من قبل أن يكون هناك معلم أو مدرس من البشر، ولو أن كل صاحب فن من الفنون، أو علم من العلوم، قارن بين كل الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلم جيداً -كما قارنت أنا- لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً خالياً من الأغراض».

3- أثر القرآن العظيم في بعض الأعاجم الذين لا يعرفون العربية، تأثير كبيرا، دفع بعضهم إلى أن يعلن إسلامه، ويذكر الأثر الذي أحدثه القرآن في نفسه، ومن هؤلاء.

المستشرق الفرنسي «إيتين دينيه» (593)، الذي أعلن إسلامه وقال (594):
«من اليسير على المؤمن في كل زمان، وفي كل مكان، أن يرى هذه المعجزة بمجرد التلاوة في كتاب الله، وفي هذه المعجزة نجد التعليل الشافي للانتشار الهائل الذي أحرزه الإسلام، ذلك الانتشار الذي لا يدرك سببه الأوروبيون، لأنهم يجهلون القرآن، أو لأنهم لا يعرفونه إلا من خلال ترجمات لا تنبض بالحياة، فضلاً عن أنها غير دقيقة».

وقال في موضع آخر (595):
«إن كان سحر أسلوب القرآن وجمال معانيه، يحدث مثل هذا التأثير في نفوس علماء لا يمتون إلى العرب، ولا إلى المسلمين بصلة، فماذا ترى أن يكون من قوة الحماسة التي تستهوي عرب الحجاز؟ وهم الذين نزلت الآيات بلغتهم الجميلة... لقد كانوا عند سماعهم للقرآن تمتلك نفوسهم انفعالات هائلة مباغتة، فيطلون في مكانهم وكأنهم قد سمروا فيه...».

4- ومن الأمثلة التي تدل على أثر القرآن العظيم في نفوس مستمعيه:
ما ذكره القس «جان باتيست أهونيمو» (596):
حيث يقول عن سبب إسلامه (597):
«سبب إسلامي تم خلال وجودي في محاضرة، عبارة عن مجادلة بين مسلم ومسيحي، ولقد اقتنعت أثناء هذه المحاضرة بسورة مريم وسورة أخرى وبأن الإسلام هو دين الحق».

5- أما «د. أحمد نسيم سوسة» (598).
الذي كان يهودياً قبل أن يُسلم، فيقول (599):
«يرجع ميلي إلى الإسلام حينما شرعت في مطالعة القرآن الكريم، للمرة الأولى فولعت به ولعاً شديداً... وكنت أطرب لتلاوة آياته...».

ويواصل حديثه عن التأثير القرآني فيقول (600):
«لا أظن أن ثمَّة شيئاً يؤثر في المرء الذي أدرك حقيقة الديانة الإسلامية وروحيتها بقدر تأثير تلاوة آيات القرآن المجيد على مشاعره، فيغمره الإحساس الفياض باتصاله الروحاني، وتجتذبه مهابة الإله جل جلاله، فيقر بكل خشوع بعجزه وضعفه أمام كلام ربه العظيم...

وما لنا في هذا الصدد إلا أن نتأمل الأوضاع في كنائس الغرب.. ليتسنى لنا المقارنة بين الروحية الإسلامية ونفوذها في المشاعر، في فرقانها المجيد، وبين مبادئ العقائد الأخرى وكتبها».

6- ويوجد مثال لتأثير القرآن العظيم في نفوس بعض الغربيين الذين حازوا الشهرة والمال، وجمع متع هذه الحياة الدنيا الزائلة، حتى ظن أنه من أسعد الناس، إلى أن سمع القرآن العظيم، فعلم أنه لم يعرف للسعادة طريقاً، ولم يذق طعماً يقارب السعادة واللذة التي شعر بها عند سماعه للقرآن العظيم، فأعلن إسلامه وأصبح من الدعاة إلى هذا الدين.

هذا الرجل هو المغني السابق البريطاني المشهور «كات ستيفنز» (601) الذي قال (602):
«في تلك الفترة من حياتي -يعني: قبل إسلامه- بدا لي وكأنني علت كل شيء، وحققت لنفسي النجاح والشهرة و(نلت) المال والنساء... وكل شيء، ولكن كنت مثل القرد أقفز من شجرة إلى أخرى، ولم أكن قانعاً أبداً، ولكن كانت قراءة القرآن بمثابة توكيد لكل شيء بداخلي (603)، كنت أراه حقاً، وكان الوضع مثل موجهة شخصيتي الحقيقية».
 
7- ومن الأمثلة التي تدل على أثر القرآن العظيم في الفكر العربي الإسلامي ما ذكره المفكر الفرنسي «فنساي مونتاي» (604)، حيث يقول:
«إن مثل الفكر العربي الإسلامي المُبعد عن التأثير القرآني، كمثل رجل أفرغ من دمه!» (605).

8- البريطانية «هوني»
والتي شغفتها الفلسفة حباً فأتمت دراستها فيها، نتحدث عن تجربتها الذاتية مع القرآن العظيم، فتقول (606): «لن أستطيع مهما حاولت، أن أصف الأثر الذي تركه القرآن في قلبي، فلم أكد انتهي من قراءة السورة الثالثة من القرآن حتى وجدتني ساجدة لخالق هذا الكون، كانت هذه أول صلاة لي في الإسلام».

9- و«عامر علي داود» (607):
النصراني الهندي الذي أسلم أيضاً، يتحدث عن تجربته مع القرآن العظيم، فيقول: «تناولتُ نسخةً من ترجمة معاني القرن الكريم باللغة الإنجليزية، لأنني عرفت أن هذا هو الكتاب المقدس عند المسلمين، فشرعت في قراءته وتدبر معانيه.

لقد استقطب جُلُّ اهتمامي، وكم كانت دهشتي عظيمة حين وجدت الإجابة المقنعة عن سؤالي المُحيِّرِ (الهدف من الخلق) في الصفحات الأولى من القرآن الكريم... لقد قرأت الآيات [30-39] من سورة البقرة... وهي آيات توضح الحقيقة بجلاء لكل دارسٍ مُنصفٍ... أن هذه الآيات تخبرنا بكل وضوح وجلاء، وبطريقة مقنعة عن قصة الخلق» (608).

10- «براون» وسر البحر العميق:
قرأ «براون» (609) القرآن العظيم حتى وصل إلى قوله تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور: 4].

وفي هذه الآية إشارة إلى البحر العميق الذي اكتشفه العلماء حديثاً حينما استطاعوا الغوص في أعماق كبيرة حيث الظلام التام، والظلمات المتراكبة في تلك البحار، والبرودة الشديدة.

وهنا سأل براون أحد علماء مسلمي الهند:
هل ركب نبيُّكم محمدٌ البحر؟

فقال: لا.

فقال براون:
فمن الذي علمه علوم البحار؟

فسأله العالم المسلم:
فماذا تريد من سؤالك هذا؟
 
قال براون:
لقد قرأت في كتاب الإسلام آية لا يعرف أعماق ما فيها إلا مَنْ أوتيَ علماً واسعاً في علوم البحار، ثم قرأ عليه الآية، وقال: فإذا كان محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يركب البحر، ولم يتلق علوم البحار على أيدي أساتذة متخصصين، ولم يدرس في جامعة أو معهد، بل كان أُميّاً، فمَن الذي علمه هذا العلم النافع؟ إلا أن يكون وحياً صادقاً من خالق الكائنات، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله (610).

11- عالم ألماني وبصمات أصابع اليد:
يقول تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) [القيامة: 3-4].

هذه الآية تشير إلى بصمات الأنامل، وقد كانت سبباً في إسلام عالم ألماني - كما يحكي صاحب تفسير الجواهر عن الرحالة محمود سامي أن هذا العالم أدركته رحمة الله تعالى فأسلم، وأعلن ذلك على ملأ من العلماء، ولَمَّا سُئِلَ عن سبب إسلامه؟ قال: هذه الآية: (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) فإن الكشف عن أمر بصمات الأنامل لم تعرفه أوروبا فضلاً عن العرب إلا في زماننا هذا؛ إذن هو كلام الله لا كلام البشر (611).

وبعد ذلك كله:
فلن يستطيع أحد أن يُدرك جوانب العظمة والتأثير للقرآن العظيم ووقعه في النفوس، ولكن هي مشاعر وأحاسيس توهجت في نفوس بعض الذين دخلوا في الإسلام حديثاً، فحاولوا التعبير عنها بما يستطيعون، ولكن أنى لهم أن يصفوا حقيقة ذلك، أو يدركوا أسرار القرآن وعجائبه، وعظمة تأثيره.
-------------------------------------------------------

الهوامش
559.     انظر: تفسير الطبري (12/297)، تفسير القرطبي (7/ 160-161)، تفسير السعدي (ص 245- 246)، في ظلال القرآن (3/ 1254- 1259).
560.     انظر: تفسير ابن كثير، (3/69).
561.     انظر: تفسير القرطبي (11/292)، تفسير ابن كثير (3/181)، تفسير السعدي (ص 473).
562.     هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي ابن باديس: ولد في قسنطينة سنة (1305هـ)، وأتم دراسته في الزيتونة بتونس. وأصدر مجلة ((الشهاب)) علمية دينية أدبية، صدر منها في حياته نحو: (15) مجلدا. وكان شديد الحملات على الاستعمار، وحاولت الحكومة الفرنسية في الجزائر إغراءه بتولية رياسة الأمور الدينية فامتنع واضطهد وأوذي، وهو مستمر في جهاده. توفي بقسنطينة سنة (1359هـ). له: ((تفسير القرآن الكريم)) اشتغل به تدربا زهاء: (14) عاما، ونشرت نبذ منه ثم جمع تفسيره لآيات من القرآن، باسم ((مجالس التذكير)). ((انظر: الأعلام، (3/ 289). معجم المؤلفين، (2/66)).
563.     تفسير ابن باديس، (ص 252).
564.     المصدر نفسه، (ص253).
565.     انظر: تفسير القرطبي (13/301-303)، تفسير ابن كثير (3/397)، تفسير السعدي (ص 571).
566.     تفسير القاسمي، المسمى: ((محاسن التأويل))، (4/90).
567.     انظر: الدعوة إلى الله بالقرآن الكريم، د. خالد القريشي، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، (عدد: 31)، (رجب 1421هـ)، (ص 273- 278).
568.     معناه: العمل به والوقوف عند حدوده، والتأدب بآدابه، والاعتبار بأمثاله وقصصه، وتدبره، وحسن تلاوته.
569.     رواه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل، (1/512)، (ح746).
570.     انظر: المصدر السابق، د. خالد القريشي، (ص 282- 283).
571.     رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي، (6/118)، (ح 4981)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ? إلى جميع الناس، (1/ 134)، (ح 152).
572.     انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر، (9/9-10).
573.     المصدر نفسه، (9/10).
574.     انظر: المصدر السابق، د. خالد القريشي، (ص 284-309). من أسرار عظمة القرآن، (ص 31-33). من مشاهد الإعجاز النفسي في القرآن الكريم، د. علي البدري، مجلة الجامعة الإسلامية، (عدد: 44)، السنة الحادية عشرة، (ص85- 94). خصائص القرآن الكريم، د. فهد الرومي، (ص 99-109).
575.     أخرجه ابن حبان في الثقات (1/80-88). والبيهقي في دلائل النبوة (2/422-427). والطبري في الرياض النضرة في مناقب العشرة. وقال عنه الحافظ ابن حجر((إسناده حسن). ((انظر: فتح الباري (7/220))).
576.     رواه أحمد في المسند، (4/335)، (ح 19061). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: ((وعبد الرحمن ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله ثقات))، (7/136). وقال أحمد بن عبد الرحمن الساعاتي، في الفتح الرباني: ((سنده جيد))، (20/243). وقال الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة: ((قال الحسيني: مجهول (أي: عبد الرحمن) وصحح ابن خزيمة حديثه، ومقتضاه أن يكون عنده من الثقات))، (1/248).
577.     النجاشي: لقب يلقب به ملوك الحبشة، كما يقال لملك الفرس: كسرى، ولملك الروم: قيصر، ونجاشي الحبشة المعني هنا هو: أصحمة بن بحر، وكان ملكا صالحا، لبيبا ذكيا، وعالما عادلا، شهد له الرسول? بالإسلام والصلاح، وصلى عليه حين مات، وهو الذي آوى المسلمين في هجرتهم إلى الحبشة، وأكرمهم، ودفع عنهم أذى قريش. توفي رحمه الله سنة (9هـ) وقيل: قبل ذلك. «انظر: السيرة النبوية، لابن كثير (2/29-30)».
578.     رواه أحمد في المسند، (1/201)، (ح 1745)، (5/290-292)، (ح 22645). وقال عنه الهيثمي في المجمع (6/24-27): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع».
579.     رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} الآية، (3/1381)، (ح 4553).
580.     هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي، كان من عتاة المشركين، وأشدهم على رسول الله وعلى المؤمنين حربا وإيذاء، كان ممن دعا عليهم رسول الله ? بأعيانهم. «انظر: البداية والنهاية، (3/273)».
581.     انظر: دلائل النبوة، إسماعيل بن محمد الفضل التميمي (2/220-222). ومسند أبي يعلي (3/350). وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (6/20): «رواه أبو يعلي وفيه الأجلح الكندي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات». وفي رواية أخرى أن الذي سمع من الرسول سورة فصلت وحدثت معه هذه القصة هو الوليد بن المغيرة. «انظر: تفسير الطبري (28/155-157). البداية والنهاية، ابن كثير».
582.     رواه مسلم في صحيحه، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، (2/ 595)، (ح 873).
583.     رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب سورة الطور، (6/58)، (ح 4854).
584.     انظر: الدعوة إلى الله بالقرآن الكريم، د. خالد القريشي (ص 311- 313). قالوا عن الإسلام، د. عماد الدين خلال (ص 11- 22).
585.     انظر: الدعوة إلى الله بالقرآن الكريم، (ص 314-331). بالقرآن أسلم هؤلاء، عبد العزيز الغزاوي (ص 67- 162). قرآنكم يا مسلمون، إبراهيم الضبيعي (ص 53- 55، 65- 70). القرآن الكريم من منظور غربي، د. عماد الدين خليل (17- 26، 44- 49، 72- 79).
586.     إبراهيم خليل أحمد: قس منصر من مواليد الإسكندرية، يحمل شهادات عالية في علم اللاهوت، من كلية اللاهوت المصرية، ومن جامعة برنستون الأمريكية، عمل أستاذا بكلية اللاهوت بأسيوط، أرسل عام (1954م) إلى أسوان سكرتيرا عاما للإرسالية الألمانية السويسرية، وكانت مهمته الحقيقية التنصير والعمل ضد الإسلام. لكن تعمقه في دراسة الإسلام قاده إلى الإيمان بهذا الدين، وأشهر إسلامه رسميا عام (1380هـ)، كتب العديد من المؤلفات، أبرزها: (محمد في التوراة والإنجيل والقرآن)، وكتاب: (تاريخ بني إسرائيل). «انظر: قالوا عن الإسلام، (ص 9)».
587.     المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
588.     المصدر نفسه، والصفحة نفسها، وانظر: بالقرآن أسلم هؤلاء، (ص 131- 136).
589.     محمد في التوراة والإنجيل والقرآن، (ص 47- 48).
590.     د. جرينيه: طبيب فرنسي شهير، كان عضوا في مجلس النواب الفرنسي.
591.     انظر: بالقرآن أسلم هؤلاء (ص 76).
592.     إيتيتن دينيه: (1861- 1929م) تعلم في فرنسا، وقصد الجزائر، فكان يقضي في بلدة «بوسعادة» نصف السنة من كل عام، وأشهر إسلامه، وتسمى بناصر الدين، وذلك عام (1927م)، وحج إلى بيت الله الحرام عام (1928م)، وله بعد الآثار العلمية. «انظر: الإسلام في العقل العالمي، د. توفيق يوسف الواعي (2 197- 198). قالوا عن الإسلام، (ص 63)».
593.     انظر: قالوا عن الإسلام، (ص 63-64). الإسلام في العقل العالمي، (ص 197- 198).
594.     قالوا عن الإسلام، (ص 64).
595.     القس جان باتيست أهونيمو: حاصل على ليسانس في علوم اللاهوت، وكان قسيس الكاثوليكية خلال بضع سنوات حتى أسلم في كوناكري عاصمة غينية بتاريخ (22/11/1991م)، وأصبح اسمه إبراهيم أهونيمو، وصار داعية للإسلام في مكتب لجنة مسلمي أفريقية في غينية، وقام بجولة للدعوة إلى الإسلام في ساحل العاج وغانه وتوجو والنيجر. «انظر: بالقرآن أسلم هؤلاء، (ص 89)».
596.     المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
597.     د. أحمد نسيم سوسة: باحث ومهندس من العراق، وعضو في المجمع العلمي العراقي، وأحد أبرز المختصين بتاريخ الري في العراق، كان يهوديا فأسلم متأثرا بالقرآن العظيم، توفي قبل سنوات قليلة. ترك الكثير من الدراسات في مختلف المجالات وخاصة في تاريخ الري، وفند في عدد منها ادعاءات الصهيونية العالمية من الناحية التاريخية، ومن مؤلفاته الشهيرة: (مفصل العرب واليهود في التاريخ)، (في طريقي إلى الإسلام). «انظر: قالوا عن الإسلام، (ص 70)».
598.     المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
599.     في طريقي إلى الإسلام، (1/183- 184).
600.     كات ستيفنز: المعنى السابق، البريطاني، النمساوي الأصل، المشهور في بلاده شهرة عظيمة، بيع من اسطواناته ما يقدر بمليون نسخة، أسلم عام (1396هـ)، بعد أن عرف القرآن العظيم بواسطة شقيقه، يقضي أغلب وقته الآن في الدعوة إلى الله تعالى. «انظر: قالوا عن الإسلام، (ص 68)».
601.     المصدر نفسه، والصفحة نفسها، انظر بالقرآن أسلم هؤلاء، (ص 91- 93).
602.     هذا تأكيد أن القرآن «مذكر» بم استقر في الفطرة.
603.     فنساوي مونتاي: فرنسي، رجل بحث وترحال، اختص بدراسة القضايا الإسلامية والعربية، عن كتب، قضى سنوات عديدة في المغرب والمشرق وأفريقيا وآسيا، ونشر عشرات الأبحاث والكتب عن الإسلام والحضارة الإسلامية، وانتهى الأمر به إلى إعلان إسلامه في صيف عام (1977م). «انظر: قالوا عن الإسلام، (ص 88)».
604.     رجال ونساء أسلموا، (5/50-51).
605.     المصدر نفسه: (1/59- 60).
606.     عامر علي داود: ينحدر من أسرة هندية برهمية، تنصرت على أيدي المنصرين الذين قدموا مع طلائع الاستعمار، كان كثير القراءة للكتب الدينية، ولما أتيح له أن يطلع على القرآن العظيم كان الجواب هو انتماؤه للإسلام. «انظر: قالوا عن الإسلام، (ص 59)».
607.     المصدر نفسه، (8/ 109).
608.     براون: أحد رجال البحرية البريطانية.
609.     انظر: بالإسلام أسلم هؤلاء، (ص 130). تفسير الجواهر، طنطاوي جوهري (24/309).
610.     انظر: مع كتاب الله، أحمد عبد الرحيم السايح، مجلة الجامعة الإسلامية، (عدد: 40)، (ربيع الأول 1398هـ)، (ص 23-27).
611.        انظر: لسان العرب، (11/524)، مادة: «فضل».



الفصل الثالث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الثالث
» الفصل الثالث
» الفصل الثالث
» الفصل الثالث
» الفصل الثالث عشر: الزَّمَن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: رسالة ماجستير: عظمة القرآن :: البـاب الأول :: الفصل الثالث-
انتقل الى: