الخاتمة
وبعد:
فهذا ما وفقني الله إليه، ويسره لي في هذا البحث: «عظمة القرآن الكريم».
ويمكن استخلاص أبرز نقاطه وأهم نتائجه فيما يأتي:
أولًا: في مباحث التَّمهيد:
إنَّ «عظمة القرآن» تعني الأمور الآتية:
أ- سمو معانيه، وفخامة أسلوبه.
ب- وسطية منهجه.
ج- شمول أحكامه.
د- قوة تأثيره.
هـ- استقامة أهدافه ونبلها.
و- الهيبة والحرمة التي أوجدها الله تعالى في قلب كل من سمعه وقرأه من الإنس والجن مؤمنهم وكافرهم، ومن الجماد والحيوان.
ز- الشرف الحاصل لكل من آمن به واستجاب له.
ح- غلبة إعجازه التي أعيت الكافرين عن الإتيان بمثله.
ثانيًا: في مباحث الباب الأول:
1- من «مظاهر عظمة القرآن» ما يأتي:
أ- كثرة أسمائه وأوصافه.
فمن أسمائه الدالة على عظمته:
الفرقان، والبرهان، والحقُّ، والنَّبأ العظيم، والبلاغ، والرُّوح، والموعظة، والشِّفاء، وأحسن الحديث.
ومن أوصافه الدالة على عظمته:
الحكيم، والعزيز، والكريم، والمجيد، والعظيم، والبشير، والنذير، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ب- التنويه به في مفتتح أربع وثلاثين سورة.
ج- الحديث عنه في أواخر ثلاث وعشرين سورة.
د- القسم به وعليه في ثمان سورٍ.
هـ- اقترن أسماء الله الحسنى بتنزيل القرآن العظيم في مفتتح تسع سورٍ.
و- نزوله في أفضل الأزمنة (ليلة القدر)، وبأرقى اللغات وأجمعها (العربية).
ز- عظمة منزله (تبارك وتعالى)، وفضل من نزل به جبريل -عليه السلام-، وفضل من نزل عليه محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ح- تيسير فهمه وحفظه وتلاوته للعالمين.
ط- التنويه بحفظ الله له قبل نزوله في أربع سورٍ، وأثناء نزوله في سورتين، وبعد نزوله في أربع سورٍ.
ي- التأكيد على عالميته صراحةً في اثنتين وثلاثين آية.
ك- التنويه بهيمنة القرآن العظيم على سائر الكتب السابقة عليه، وتصديقه لها، في أربعة عشر نصًا من كتاب الله تعالى.
2- من «دلائل عظمة القرآن» ما يأتي:
أ- اتِّساقُه على نمط واحد.
ب- تحقُّق أخباره الغيبية المستقبلية.
ج- أنَّه معجزة لا تنتهي.
د- جمع كلَّ ما يحتاج إليه البشر في المعاش والمعاد.
هـ- حوى القرآن كثيرًا من علوم الدنيا تصريحًا، أو تلميحًا، أو إشارةً، أو إيماءً.
و- خصومه وأعداؤه شهدوا بعظمته.
3- من «عظمة أسلوب القرآن» ما يأتي:
أ- لا يعلو عن أفهام العامَّة، ولا يقصر عن مطالب الخاصة.
ب- يخاطب العقل والعاطفة معًا.
ج- جودة سبكه وإحكام سرده.
د- تعدد أساليبه واتحاد معناه، بمعنى: أنه يورد المعنى الواحد بألفاظ وطرائق مختلفة.
هـ- جمعه بين الإجمال والبيان، مع أنهما غايتان متقابلتان، لا يجتمعان في كلام واحد للناس.
و- إيجاز لفظه ووفاء معناه، فلو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
4- من عظمة «مقاصد القرآن» ما يأتي:
أ- إقامة الدِّين وحفظه.
ب- تصحيح العقائد والتصورات.
ج- رفع الحرج عن المكلَّفين.
د- تقرير كرامة الإنسان وحقوقه.
هـ- تكوين الأسرة الصَّالحة، وإنصاف المرأة وتحريرها من ظلم الجاهلية.
و- إسعاد المكلَّف في الدنيا والآخرة.
5- من «عظمة التشريع القرآني»:
شموله وعدالته وخلوده.
6- من عظمة «مقاصد قصص القرآن» ما يأتي:
أ- إثبات الوحدانية لله تعالى، والأمر بعبادته.
ب- إثبات الوحي والرسالة.
ج- إثبات البعث والجزاء.
د- تثبيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمته.
هـ- الاعتبار بأحوال المرسلين وأممهم.
و- بيان جزاء الأمم السابقة ونهاية مصيرها.
ز- تربية المؤمنين على الثقة المطلقة بالله في قضائه وقدره.
ح- الدعوة إلى الخير والإصلاح، ومنع الفساد.
ط- مواجهة اليأس بالصبر.
ي- بيان قدرة الله تعالى على الخوارق.
ك- بيان نعمة الله على أنبيائه وأصفيائه.
7- من «أهميَّة الدَّعوة بالقرآن» ما يأتي:
أ- القرآن الكريم أعظم سلاح يؤثر في نفوس المدعوين، فلا يكن في صدور الدعاة حرج لدعوة الناس به.
ب- الدَّعوة بالقرآن إلى القرآن هي الميزان الذي يُعرف به صدق الدَّاعية وتجرده وسلامة منهجه.
ج- ما أعظم فوز الدُّعاة بالقرآن، بشرف «المجاهدين جهادًا كبيرًا».
ثالثًا: في مباحث الباب الثاني:
1- من فضائل «استماع القرآن» ما يأتي:
أ- التعبد باستماع القرآن أمر متفق على استحبابه، بل هو عادة الأخيار والصالحين من سلف الأمة.
ب- استماع القرآن سبب لرحمة الله تعالى.
ج- استماع القرآن سبب لهداية الإنس والجن.
د- استماع القرآن سبب لخشوع القلب وبكاء العين.
هـ- استماع القرآن سبب لزيادة الإيمان.
2- من فضائل «تعلُّم القرآن وتعليمه» ما يأتي:
أ- معلِّم القرآن ومتعلمه متشبه بالملائكة والرسل.
ب- خير الناس وأفضلهم من تعلم القرآن وعلمه.
ج- تعلم القرآن وتعليمه خير من كنوز الدنيا.
د- تعليم القرآن من النفع المتعدي، فمن علم آية كان له ثوابها ما تليت.
هـ- الوالدان اللَّذان يعلِّمان أولادهما القرآن، يكسيان حُلَّتين لا يقوم لهما أهل الدنيا.
3- من فضائل «تلاوة القرآن» ما يأتي:
أ- قراءة القرآن محبوبة على الإطلاق، إلا في أحوال مخصوصة جاء الشرع بالنهي عن القراءة فيها.
ب- في تلاوة كلِّ حرف من القرآن عشر حسنات، وزيادة الأجر ومضاعفته تتناسب وحال القارئ من الإخلاص، والخشوع، والتدبر، والتأدب مع كتاب الله.
ج- تنزُّل السكينة والرحمة والملائكة للتلاوة.
د- التلاوة كلها خير: فلا ينبغي للمسلم أن ينصرف عنها، سواءً كان من المهرة المتقنين، أم كان من المتعتعين، فيتخذ ضعفه حجة في الإعراض عنها.
هـ- التلاوة حلية للمؤمنين، وحجة على المنافقين:
* فالمؤمن الذي يقرأ القرآن طيب الظاهر والباطن، والمؤمن الذي لا يقرؤه يفقد صفة هامة وهي طيب الظاهر، وهذا نقص في شخصيته لابد من تداركه بالإقبال على التلاوة.
* والمنافق بين حالين أحسنهما سيئ؛ لأنه سيئ الباطن ولو حاول التظاهر بصفات أهل الإيمان وشاركهم بقراءة القرآن.
4- من فضائل «حفظ القرآن» ما يأتي:
أ- علوُّ درجة الحافظ في الآخرة:
* منزلته عند آخر آية يقرؤها.
* يلبس تاج الكرامة وحلة الكرامة ويفوز بالرضى.
* الحافظ مع السفرة الكرام البررة.
ب- الحافظ مقدم في الدنيا والآخرة:
فهو أولى الناس بالإمارة، وبالإمامة في الصلاة، وفي المشورة، ومقدَّم في قبره.
ج- حملة القرآن:
هم أهل الله وخاصَّته، وتكريمهم من إجلال الله تعالى، ولا تحرقهم النار يوم القيامة.
5- من فضائل «العمل بالقرآن»:
الهداية، والرحمة، والفلاح، وتكفير السيئات وإصلاح الحال في الدنيا والآخرة.
رابعًا: في مباحث الباب الثالث:
1- من «مكانة القرآن في حياة المسلمين» ما يأتي:
أ- القرآن أكبر عوامل توحُّد المسلمين.
ب- القرآن منهج تربية للمسلمين.
ج- القرآن مصدر الشَّريعة.
د- القرآن منهاج لحياة المسلمين.
هـ- القرآن يوجه المسلمين إلى السُّنن الثَّابتة.
2- من «الأهداف الأساسية للقرآن في حياة المسلمين» ما يأتي:
أ- الهداية إلى الله تعالى.
ب- إيجاد المجتمع القرآني المتعاون.
ج- تحصين الأمة الإسلامية من أعدائها.
3- من «منهج القرآن في إصلاح المسلمين» ما يأتي:
أ- التَّدرُّج في التشريع.
ب- الإقناع.
ج- التَّكرار.
د- تهذيب الغرائز واستثمارها إيجابيًا.
هـ- التَّوازن الدُّنيوي والأخروي.
و- استقراء التَّاريخ لأخذ العظة والعبرة.
4- إن «النصيحة لكتاب الله» تعني الأمور الآتية:
أ- الإيمان بأنَّه كلام الله تعالى، والتَّصديق بما جاء فيه.
ب- شدَّة حبه وتعظيم قدره.
ج- العمل بمحكمه، والتَّسليم لمتشابهه.
د- حفظ حدوده، والعمل بما فيه.
هـ- شدَّة الرغبة في فهمه وتدبره، وتلاوته، وتعلمه وتعليمه.
و- الاعتبار بمواعظه، والتخلُّق بأخلاقه، والتأدب بآدابه.
ز- ذبَّ تحريف المبطلين عنه.
5- هناك جهود تبذل في النصيحة لكتاب الله لكنها قليلة لا تليق بعظمة القرآن الكريم.
6- سبب التَّقصير في هذه النَّصيحة:
القصام النَّكد بين تعلم القرآن وحفظه من جهة وبين العمل به من جهة أخرى، فأصبحت الوسيلة غاية.
7- لا يقف تعظيم القرآن عند حفظه في الخزائن والرفوف، بل يتعداه إلى تعظيم قدره في الصدور.
8- من غير اللائق بمسلم نال أعلى الشهادات العلمية والخبرات العملية، إذا سمعته يقرأ القرآن تعجبت من حاله وأمره؟! فلا يقيم حروفه، ولا يقف عند حدوده.
9- إنَّ واجب الدَّعوة إلى القرآن: يوجب على العرب خصوصًا والمسلمين عمومًا، مضاعفة الجهد؛ لمواجهة طغيان المادة، والصراعات المذهبية، والغزو الفكري، والخلافات السياسية.
وفي الختام:
أسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن ينفع بهذا الجهد، وأن يبارك فيه، وأن يغفر لي كلَّ خطأ، أو سهو، أو تقصير.
وأعوذ بالله تعالى من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يُسمع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.