أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: السعادة والتعاسة بين النعمة والنقمة.. من منظور أهالي المعوقين الثلاثاء 12 أبريل 2011, 2:44 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السعادة والتعاسة بين النعمة والنقمة... من منظور أهالي المعوقين
د.موسى شرف الدين - لبنان
إن البحث في نوعية حياة الأهل مجال مترامي الأبعاد لما يختزن من مفاعيل و تأثيرات يصعب التحكم في معاييرها.
إذ أن دراسة خلية المجتمع الأصغر لا تختلف كثيراً عن الأبحاث المتراكمة التي أنتجها العلماء في اكتشاف الذرة, والوحدة الأصغر التي يتكون منها الوجود.
ومع اكتشاف الجينوم تنفتح مجددا آفاقا جديدة مما يتطلب دراسات وأبحاث على مدى الأزمنة القادمة ليتسنى لنا رسم الإطار العلمي الصحيح لما يجري من تطورات.
ولابد لنا إزاء ذلك من اللجوء إلى إجراء أبحاث وتحاليل ودراسات نتناول فيها مجموعة من الأسر المنسية والبعيدة عن الأضواء، ألا ونعني بتلك الأسر التي يعيش في كنفها أبناءها الذين يعانون من الإعاقة العقلية وهناك أسباب وجيهة لهكذا شان-مقارنة مع ما جرت عليه العادة حين كانت الرعاية تتم في مؤسسات ايوائية مختصة- ومجرد تقويم مدى تأثير ذلك على مجريات الأمور الحياتية لدى تلك الآسر، وهل هناك من جدوى فعلية للأبناء في النمط الأسرى.
ولا بد لنا الأخذ بعين الاعتبار للقواعد النموذجية حيال المشاركة التامة وتكافؤ الفرص الصادرة عام 1993م عن الأمم المتحدة, حيث سلطت الأضواء على المصابين بإعاقات, وأسرهم.
انطلاقا من ذلك نجد لزاما علينا دراسة وتحليل نوعية الحياة لتلك الأسر لما يرتدي, انتقال المسؤولية الرعائية من المؤسسات الرعائية المختصة إلى الأسرة, من اهمية.
لذلك فان إدراك مدى احتياجات هذه الأسر يضحي أمرا جوهريا وأساسيا للحؤول دون انهيار العلاقة الرعائية.
وهنا يجدر بنا التركيز على دراسة نوعية الحياة لديهم وخاصة لجهة تحديد "مواصفات الحد الأدنى لسلامة الحياة الأسرية" لتكون منطلقا لتحديد مدى العون والدعم اللازمين.
ولتجنب الأحكام الخاطئة يجب أن تكون دراسة نوعية الحياة لدى تلك الأسر عملية ومباشرة معهم هم أصحاب الشان دونما تنظير أو اعتبارات أخرى.
ألم تكن الأسر معنية بشكل دائم؟
إن الاستعانة بالأهل واخذ مشورتهم في الخدمات المقدمة لأبنائهم وإعطائهم دورا في عمليات تقويم البرامج والتزود بانطباعاتهم لأمور مستجدة - ولكن هذا ليس جديدا بالنسبة لمنظمة الاحتواء الشامل INCLUSION INTERNATIONAL التي دأبت ومن ما يقرب من أربعة عقود على تعزيز دور الأهل ودعمهم.
مما انعكس تغيرا ملموسا في نوعية الأبحاث المتعلقة بالإعاقة وطرقها ووسائلها: كالقيام بدراسات نوعية والتمهيد للأبحاث المشتركة (والمرتبطة مباشرة مع تحركات المصابين بإعاقات أنفسهم حيال قضية تقرير المصير).
أما وجهات نظر الأهل فقد أهملت لسنوات طويلة لناحية مراعاة المصلحة الفضلى لأبنائهم المصابين بإعاقات وأحيانا تصل إلى حد اعتبار وجهات النظر هذه مخالفة وغير هادفة لخير أبنائهم.
ولحسن الحظ أن آراء الأهل في هذه الأيام أضحت مسموعة وذات قيمة خاصة لاحتلالها حيزا في دراسات البحاثة والخبراء, أو حين يتصدى الأهل لإظهار مدى اهتمامهم.
وهذا ما أدى إلى نشر وطبع شهادات حية وفق ما جاء في كتابات السيدة كوفمان 1988م Kaufman التي استعملت آلية بحثية بأسلوب تحليلي لخبرتها كأم لشابة مصابة بالإعاقة العقلية.
كما ويجري إعداد كتاب "نوعية حياة أسرة المصابين بإعاقات عقلية" حيث تنشر مقولات الأهل حول الإعاقة والذي من المنتظر أن يساهم بشكل كبير في إبراز أهمية التطرق إلى هذا المجال.
هل تنسحب مشاركة أولئك الأولياء -الأهل- وآرائهم على سائر الأهل في أماكن أخرى؟
الإجابة على هذا السؤال هو "لا" أي لاتمثل وجهة نظر جميع الأسر.
فلدى الكثير من الأهل أبناء يعانون من إعاقات شديدة ومركبة وآخرون لديهم أبناء يعانون من اضطرابات سلوكية والتي يمكن أن تترك مفاعيل على حياتهم.
وهناك الكثير من الأسر ممن يقطنون في بلدان فتية حديثة العهد حيث تتوفر سبل الدعم والخدمات المتاحة يتمايزون في ذلك عن اولائك القاطنين في سائر الدول الأخرى.
إذ أن الخلفيه الثقافية المعقدة تجعل نمط حياتهم مختلفا عن نمط حياة سواهم في الكثير من البلدان الأخرى.
ويبدون بوضع افضل من سواهم.
وهنا لابد من التنويه أن مدى المعاناة واليأس لا يعتمدان على الموارد الاقتصادية والمواقف الاجتماعية وحدهما وهذا ما حصل في الولايات المتحدة.
فبالرغم من ثراء والتزامات أحد الأسر المرموقة والملتزمة اجتماعيا, شعرت تلك الأسرة وبشكل مفاجئ بأنها عاجزة عن رعاية ولدها الذي يعاني من تأخر ذهني شديد مما دفعها لتركه مع ألعابه وأدويته على باب أحد المستشفيات.
فمن يعلم ما هي الصعوبات التي عجزت أسرة كلزو Kelso عن مواجهتها.
علينا إذا ألا نستثني هكذا أسر بالرغم من تمتعهم بوضع مريح..
فاين هي المشكلة إذا؟
ما علينا هنا الا اخذ العبرة من هكذا مواقف لوضعها أمام سائر الأسر.
فالأسر في منظمة الاحتواء الشاملINCLUSION NTERNATIONAL يؤكدون أن هكذا حالات تمثل أحد النماذج التي يمكن أن تكون سائدة في الدول المتطورة ولكن في أوضاع مختلفة اقتصاديا وثقافيا, كما يمكن أن تسود في الدول النامية وفي اجزاء اخرى من أرجاء المعمورة.
د. موسى شرف الدين- لبنان والد لشابين يعانيان من اعاقة مركبة نائب رئيس منظمة الاحتواء الشامل "الاتحاد العالمي لجمعيات الاعاقة العقلية" منقول من مجلة "عالمي". |
|