أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الغناء مفاسده أضراره أدلة تحريمه الإثنين 11 أبريل 2011, 5:21 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الغناء مفاسده أضراره أدلة تحريمه
المقدمـة:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدا عبده، ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:
فهذا البحث المتيسر هو في الحقيقة رسالة كنت كتبتها، منذ مدة، عن الغناء وخطره وأضراره وأدلة تحريمه، جعلتها كرسالة موجهة إلى شخص بعينه لتكون أودع وأوقع في قلب من يقرأها، ولما كانت الرسالة تتجه في غالبيتها إلى الأسلوب الوعظي لم أقسمها إلى نقاط بارزة آنذاك وقد قسمتها هنا إلى نقاط أو عناصر، وجعلتها في الهامش لأن هذا في نظري أنسب للموضوع المتناول، وهي عناصر توضيحية والله أسأل التوفيق والإعانة، والتسديد والإصابة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.
وقد جعلت هذه العناصر على ما يلي وهي توضيحيه لا غير:
1- الرسالة. 2- أمنية وطلب. 3- لماذا هذه الرسالة؟. 4- حقيقة فتأمل. 5- تحريم الغناء لحكمة ربانية. 6- من أدلة تحريمه من القرآن. 7- أقوال الأئمة المفسرين من الصحابة والتابعين. 8- نقيضان لا يجتمعان. 9- توضيح وبيان. 10- من أقوال السلف في الغناء. 11- توجيه بديع فتفكر. 12- وقفة تأمل. 13- من أدلة تحريمه من السنة. 14- إجماع. 15- من أقوال الأئمة. 16- خلاف وتوضيح. 17- شذوذ. 18- العلاج وطرق الخلاص. 19- فضيلة لو تتأمل. 20- الخاتمة. 21- المراجع. الرسالة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين أما بعد.
أمنية وطلب:
فإليك أخي هذه الرسالة القصيرة، التي أتمنى منك قراءتها ولو دقيقة لحضور قلب، وانقياد ذهن، لتكون على بصيرة، ولتعلم أخي الحبيب أنني ما أكتب هذه الرسالة إلا خوفا عليك من عذاب الله وسخطه، وعقابه، الذي يسببه اقتراف المعاصي والتلذذ بالمنكرات نعوذ بالله من ذلك، وإن من المعلوم أنه مما عمت به البلوى في هذا الزمن خاصة فشو أصوات الشياطين المسمومة التي تمتلك عقل المسلم ولبّه، وتأسر قلبه، ويتهيج بها جسمه، وتميت بلا شك قلبه،
يقول الشاعر:
وانظر إلى غريق ذا أثوابه من بعد تمزيق الفؤاد الملاهي
ويقول أيضا:
وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا والله ما رقصوا لأجل الله دف ومزمار ونغمة شادن فمتى رأيت عبادة بملاهي( )
فلذا أتى الشرع الحكيم بتحريم الغناء، لما له من أثر في صدور القلب وضلاله وضياعه وشروره، ولما له من أثر قوة الانقياد لدعوات الشيطان وضلالاته، قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ( )
ولهو الحديث:
قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه: (الغناء والله الذي لا إله إلا هو) ( ).
وقال فيه ابن عباس رضي الله عنهما:
هو الغناء وأشباهه( )، وقد روي تفسيره بالغناء عن جابر رضي الله عنه، وهو قول جمهور المفسرين، ومن المعلوم أن تفسير الصحابي حجة فكيف وهو يحلف عليه؟!!، وقد قال سبحانه وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ الآية ( ).
قال مجاهد رحمه الله:
أي باللهو والغناء( )، والآيات في هذا المعنى كثيرة، ومن المعلوم أن كلام الرحمن ورقية الشيطان في قلب عبد لا يجتمعان، فكيف يجتمع اللهو، والعشق، والرذيلة بالطاعة، والتعفف والفضيلة!!، لذا ترى عاشق الغناء يكره كثرة سماع كلام الله تعالى، فتجد الغناء متحصل في جميع أوقاته.
والقرآن كائن سماعه في صلاته لأنهما لا يجتمعان، وهذا البعض وهم من سيطر الشيطان على قلوبهم، أما الغالب فيسمعون القرآن، ولكن قليل من كثير، وهو سماع بدون تلذذ ولا خوف، أو محبة وشوق، بخلاف كلام الشيطان ومزماره فتجده عند سماع القرآن نائماً، وعند سماع الغناء إما ساكناً وإما راقصاً على حسب ما تدعوا له الأغنية..
ومن المعلوم أن الغناء مدعاة الزنا والفواحش لذا سماه بعض السلف بهذا، ومنهم الفضيل بن عياض رحمه الله وهو كما قال رحمه الله، فأين للمرء معرفة العشق والهوى ومعاكسة النساء إلا بالغناء عياذاً بالله، لذا جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (الغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء الزرع)( )، وقد صدق رضي الله عنه فإن من علامات النفاق، قلة الذكر والكسل عند القيام للصلاة، وقل أن تجد مفتوناً بالغناء إلا وهذا وصفه مع كثرة كذبه ومعاصيه إلى آخر ذلك.
كما أشار إلى هذا ابن القيم رحمه الله( )، ولهذه الأسباب ونحوها حرم هذا المسمى بالسحر الأصغر، ولا شك أن العقل والفطرة النقية يوافقان على تحريمه.
ولتنظر أنت إلى حال نفسك عند سماع الغناء ولتحكم على نفسك. وقد جاء أن استحلاله علامة من علامات الساعة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف»( )، وقال صلى الله عليه وسلم: «يكون في أمتي خسف، وقذف، ومسح، قيل متى يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات»( )، وقد روي في بعض الآثار أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه آلة غناء.
وجاء في الحديث: «إن الله تبارك وتعالى حرم عليكم الخمر والميسر، والكوبه»( )، وقد فسرت الكوبه في بعض الروايات بالطبل، وقد نقل ابن الصلاح الإجماع على تحريمه إذا صحبته آلة طرب ومعزف( )، وقد شدد الأئمة الأربعة في السماع من الأمرد والمرأة، وعدوا من سمعها فاسقاً لا تقبل شهادته كأبي حنيفة والشافعي( )، والله المستعان.
وقد عده بعض العلماء من الكبائر وقال آخرون هي من الصغائر.
ولكن من المعلوم كما هو مذهب جمهور أهل السنة أن الصغيرة تكون كبيرة بالإصرار عليها كما هو مقرر في كتب العقيدة.
لذا يقول السفاريني في منظومته:
وتفسيق المزيف بالكبيرة كذا إذا أصر على الصغيرة( )
والفسق لا يكون إلا بارتكاب الكبائر، والذين يسمعونها لا يسمعونها إلا وهم مصرين على سماعها، وشذّ قوم فأحلوا الغناء، بل واستحبوه في هذا الزمن وغيره اتباعاً للباطل وسعياً وراء المنكرات، وللعلماء ردود حول هذا الموضوع كثيرة تزخر بها المكتبات ولله الحمد والمنة من أرادها وحدها( ).
ونوصيك أخي الحبيب بسماع كلام الله تعالى، وتدبر معانيه، ففيه اللذة والخير والسعادة في الدنيا والآخرة، ونوصيك أخي بسماع الشعر الطيب الذي يدعوا للفضيلة وينهى عن الرذيلة، وعليك أخي بمجاهدة نفسك في ذلك فإن فيه الأجر العظيم.
الخاتمـة:
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على طاعته إلى يوم أن نلقاه وأن يعيذنا من نزغات أنفسنا والشيطان، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بيان المراجع:
1- فتح الباري لابن حجر العسقلاني. دار السلام، الرياض، ودار الفيحاء، دمشق عام 1418هـ. حقق بعض الأجزاء الشيخ ابن باز رحمه الله. ورقم كتبها وأبوابها محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله.
2- مسند الإمام أحمد الشيباني. المكتب الإسلامي، بيروت ط1، عام 1413هـ ت إعداد مجموعة بإشراف سمير طه المجذوب.
3- سنن ابن ماجة. دار الحديث، مصر القاهرة ط1 عام 1419هـ ت محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله. وتخريج مصطفى حسين الذهبي.
4- جامع البيان في تأويل القرآن. لابن جرير الطبري. دار الكتب العلمية، بيروت، ط3 عام 1420هـ.
5- إغاثة اللهفان لابن القيم. دار الكتاب العربي، بيروت، ط2 عام 1417هـ ت خالد العلمي.
6- كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع لابن حجر الهيثمي. مكتبة القرآن. بولاق ت/ عادل عبد المنعم. لم يذكر عام الطباعة.
7- الترغيب والترهيب لأبي القاسم الأصفهاني. دار زمزم، الرياض، ط1 عام 1414هـ ت أيمن شعبان.
8- متون في العقيدة. دار الصميعي، الرياض ط1عام 1419هـ . |
|