21 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَابِلِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ وَافِدًا إِلَى عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَمَعِي أَهْلِي فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، وَأَهْلِي خَلْفِي فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَ الْغِلْمَانِ، وَجَلَبَتَهُمْ، فَرَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقُرْآنِ فَسَمِعْتُ وَجْبَةَ شَيْءٍ طُرِحَ، فَسَأَلْتُهُمْ فَقَالُوا: أَخَذَتْنَا الشَّيَاطِينُ فَلَعِبَتْ بِنَا فَلَمَّا رَفَعْتَ صَوْتَكَ بِالْقُرْآنِ أَلْقَوْنَا وَذَهَبُوا.
----------------------------------------------
الشَّيْطَانُ وَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ
----------------------------------------------
22 - قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ وَإِنْ نَسِيَ اللَّهَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ.
----------------------------------------------
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تَطْرُدُ الشَّيْطَانَ مِنَ القلب
----------------------------------------------
23 - قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحارث المقري، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا الْجَوْزَاءِ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لازِمٌ بِالْقَلْبِ، مَا يَسْتَطِيعُ صَاحِبُهُ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى، أَمَا تَرَوْنَهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ، وَأَسْوَاقِهِمْ، يَأْتِي عَلَى أَحَدِهُمْ عَامَّةُ يَوْمِهِ لا يذكر الله تعالى إلا حالفاً، ماله مِنَ الْقَلْبِ طَرْدٌ إِلا قَوْلُهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورًا}.
----------------------------------------------
مَوْضِعُ الشَّيْطَانِ مِنَ ابْنِ آدَمَ
----------------------------------------------
24 - قَالَ الْقُرَشِيُّ وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: مَا مِنْ إِنْسَانٍ إِلا وَشَيْطَانٌ مُتَبَطِّنٌ فِقَارَ ظَهْرِهِ، لاوٍ عُنُقَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، فَاغِرٌ فَاهُ عَلَى قلبه.
----------------------------------------------
25 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: نَظَرْتُ فَإِذَا ابْنُ آدَمَ مُلْقًى بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ فَإِنْ شَاءَ أَنْ يعصمه عصمه، وإن تركه ذهب به إبليس.
----------------------------------------------
هل للزلزال صلة بالشيطان؟
----------------------------------------------
26 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ حَيْوَةَ بْنَ شُرَيْحٍ مِنْ بَنِي سريع يقول: سمعت عبد الله بن عمرو يَقُولُ: إِنَّ إِبْلِيسَ مَوْثُوقٌ فَإِذَا تَحَرَّكَ فَكُلُّ شَرٍّ يَكُونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا عَلَى وَجْهِ الأرض فمن تحريكه.
----------------------------------------------
مَكِيدَةُ الشَّيْطَانِ الْكُبْرَى
----------------------------------------------
28 - قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة رضي الله عَنْهَا: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَكَ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ.
----------------------------------------------
الولهان شيطان الوضوء
----------------------------------------------
الْوَلَهَانُ: شَيْطَانُ الْوُضُوءِ
----------------------------------------------
29 - رَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِسَنَدِهِ إِلَى الْحَسَنِ قَالَ: شَيْطَانُ الْوُضُوءِ يُدْعَى الولهان، يضحك بالناس في الوضوء.
----------------------------------------------
بَيَانُ شِدَّةِ الْعَالِمِ عَلَى الشَّيْطَانِ
----------------------------------------------
30 - قال ابن عبيد: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ بُجَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ بَعْضِ الْبَصْرِيِّينَ قَالَ: كَانَ عَالِمٌ وَعَابِدٌ مُتَوَاخِيَيْنِ فِي اللَّهِ، فَقَالَتِ الشَّيَاطِينُ لإِبْلِيسَ: إِنَّا لا نَقْدِرُ عَلَى أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ: أَنَا لَهُمَا، فَجَلَسَ بِطَرِيقِ الْعَابِدِ إِذْ أَقْبَلَ الْعَابِدُ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ إِبْلِيسَ قَامَ إِلَيْهِ فِي مِثَالِ شَيْخٍ كَبِيرٍ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَقَالَ لِلْعَابِدِ: إِنَّهُ قَدْ حَاكَ فِي صَدْرِي شَيْءٌ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ: سَلْ، فَإِنْ يَكْنُ عِنْدِي عِلْمٌ، أَخْبَرْتُكَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ وَالْمَاءَ فِي بَيْضَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِي الْبَيْضَةِ شَيْئًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذَا شَيْئًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِي هَذَا شَيْئًا كَالْمُتَعَجِّبِ، فَوَقَفَ الْعَابِدُ فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: امْضِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ أَهْلَكْتُهُ جَعَلْتُهُ شَاكًّا فِي اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى طَرِيقِ الْعَالِمِ فَإِذَا هُوَ مُقْبِلٌ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ إِبْلِيسَ قَامَ إِلَيْهِ إِبْلِيسُ فَقَالَ: يَا هَذَا إِنَّهُ قَدْ حَاكَ فِي صَدْرِي شَيْءٌ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ: سَلْ، فَإِنْ يَكُنْ عِنْدِي عِلْمٌ أَخْبَرْتُكَ، فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ وَالْمَاءَ فِي بَيْضَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِي الْبَيْضَةِ شَيْئًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ: نَعَمْ، قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ كَالْمُنْكِرِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِي هَذَا شَيْئًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ: نَعَمْ بِانْتِهَارٍ، وَقَالَ: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يقول له كن فيكون}، فَقَالَ إِبْلِيسُ لأَصْحَابِهِ: مِنْ قِبَلِ هَذَا أُتِيتُمْ.