المَوَاطِنُ وَالأَحْوَالُ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا اسْتِجَابَةُ الدُّعَاء
بقلم الأستاذ: أبو همــام السَّعدي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
مَوَاطِنُ الاسْتِجَابَةُ Ocia_834
بسم الله الرحمن الرحيم
المَوَاطِنُ وَالأَحْوَالُ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا اسْتِجَابَةُ الدُّعَاءِ:
إن الدُّعاء أكرم شيء على الله، شرعه الله لحصول الخير ودفع الشر، فالدُّعاء سببٌ عظيم للفوز بالخيرات والبركات، وسببٌ لدفع المكروهات والشرورِ والكربات، والدُّعاء من القدَر ومن الأسبابِ النافعة الجالبة لكلِّ خير والدافعة لكل شرّ.

قال الله -تعالى-:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

وقال -صلى الله عليه وسلم-:
الدُّعاء هو العبادة.

(وقد التزمتُ في جميع ما كتبتُه أن لا أذكر إلاَّ حديثاً صحيحاً أو حسناً وقد رتبتُ ذكر المواطنِ على ما رأيته حسناً وقد أذكر ضعف حديثٍ معين في بعض المواطن وقد بلغت قرابة الثلاث والثلاثين, وقد تغافلتُ عن ذكر مواطنَ هيَ ضعيفة من حيث سندها حتى يتأكد القارئ بصحة ما سنذكره -إن شاء الله-).

الأدعية المتعدية من حيثُ الدَّاعي, وهنَّ خمسٌ:
1-  دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب:
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال المَلَكُ ولكَ بِمِثل".

2-  دعوة المظلوم:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعوة المظلوم مُستجابَةٌ وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه".

وعندَ الترمذي:
"ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام، وتُفَتَّحُ لها أبواب السماء، ويقول الربُّ عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".

3-  دعوة الوالد على ولولده:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث دعوات يُستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المُسافر، ودعوة الوالد لولده"، وفي رواية: "على ولده".

4-  دعوة الولد الصالح:
لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- يرفعه: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له".

5-  دعوة مَنْ أحبه الله ورضي عنه:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى قال: مَنْ عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءَتهُ".

وقال -عليه الصلاة والسلام-:
"إن من عباد الله مَنْ لو أقسم على الله لأبره".

الأدعية الفاضلة من حيث مكانِ الدَّاعي, وهنَّ خمسٌ:
6-  دعوة في يوم عرفة:
عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أفضل الدُّعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له. رواه مالك, وهو حسن.

7-  دَعْوَةٌ في مواضعِ حضرةِ الملائكة عموماً:
أ‌- عند حضرة الميت:
عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون".

ب‌- في مجالس الذكر:
قال رسول الله: «لا يقعد قوم يذكرون اللّه عزَّ وجلّ إلّا حفّتهم الملائكة وغشيتهم الرّحمة، ونزلت عليهم السّكينة، وذكرهم اللّه فيمَنْ عنده».

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ... الحديث، إلى قوله قَالَ: فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ... الحديث".

* وأما حديث
"لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم، ويؤمن بعضهم، إلا أجابهم الله" فضعيف لا يصح.

ت‌- عند سماع صياح الدِّيكة:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا صاح الدِّيكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً".

قال القاضي عياض -رحمه الله-:
سبب الدُّعاء رجاء تأمين الملائكة.

8-  دعوة في السُّجود:
عن أبي هريرة أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا الدُّعاء» وروي عن النبي قوله: "وأمّا السُّجود فاجتهدوا في الدُّعاء، فقَمِنٌ أن يُستجاب لكم".

10,9-  دعوة في مكةَ وجميع المشاعر المُحَرَّمَة:
في حديثِ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال: (الَّلهُمَّ عليك بقريش) ثلاث مرَّات شَقَّ ذلك عليهم قال: "وكانوا يَرَوْنَ أن الدَّعوة في ذلك البلد مُستجَابَة".

قال الحسن البصري رحمه الله في رسالته المشهورة إلى أهل مكة:
إن الدُّعَاء مُستجابٌ هناك في خمسة عشر موضعاً: في الطواف، وعند الملتزم، وتحت الميزاب، وفي البيت، وعند زمزم، وعلى الصفا والمروة، وفي المسعى، وخلف المقام، وفي عرفات، وفي المزدلفة، وفي منى، وعند الجمرات الثلاث.

 وسيأتي التنبيه على هذا الموضع.

الأدعية الفاضلة من حيث زمانِ الدَّاعي, وهنَّ اثنا عشرَ:
13 12, 11,  دعوة الحاج ودعوة المُعتمر ودعوة الغازي في سبيل الله:
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر وفد الله: دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم" وهو صحيح.

16 15, 14, دَعْوَةٌ عند النِّداء ودَعْوَةٌ عند البأس ودَعْوَةٌ وقت المطر:
عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ- أو: قَلَّما تُرَدّان-: الدُّعاء عند النِّداءِ، وعند البأس؛ حين يُلْحِمُ بعضهم بعضاً-

زاد في رواية:
"وَوَقْتَ المطر"، والحديث صحيح, والزيادة حسنةٌ.

17-  دَعْوَةُ مَنْ بات طاهراً على ذِكْرِ الله:
عن مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من مسلم يبيتُ على ذِكْرِ اللهِ طاهراً فيتعارَّ من الليل فيسأل الله خيراً من الدُّنيا والآخرة إلا أعطاهُ اللهُ إيَّاه".

18-  دَعْوَةٌ في جوفِ الليل من الثلث الأخير:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ.

19-  دَعْوَةٌ ساعة الجمعة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهْوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.

واختارَ المُحِبُّ الطبري والنَّووي وجماعة أنها:
"من بينِ أن يجلسَ الإمام على المنبرِ إلى أن تُقضى الصلاة" ورجّح جماعةٌ أنها بعد العصر.

20-  دَعْوَةٌ في ليلةِ القدر:
عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «يا رسول اللّه أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: "اللَّهُمَّ إنّك عفوٌ كريمٌ تُحِبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي» ولأنها ليلة مباركة تتنزّل فيها الملائكة، جعلها اللّه تعالى لهذه الأمّة خيراً من ألف شهر.

وقال -تعالى- في شأنها:
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).

قال الشّوكاني -رحمه الله-:
وشرفها مستلزم لقبول دُعاء الدّاعين فيها، ولهذا أمرهم النّبي -صلى الله عليه وسلم- بالتماسها، وحرَّضَ الصّحابة على ذلك.

2-  دَعْوَةٌ بين الأذان والإقامة:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "لاَ يُرَدُّ الدُّعاء بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَة".

22-  دَعْوَةٌ دُبُرَ الصَّلوات المَكتُوبة:
عن أبى أمامة -رضي الله عنه- قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أى الدُّعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر ودُبُرَ الصَّلوات المكتوبات".

وللحديثِ شواهدٌ تُعضِّدُه.

ونقل الغزالي عن مجاهد قال:
إنَّ الصّلوات جعلت في خير الأوقات، فعليكم بالدُّعاء خلف الصّلوات.

وعَن الْمُغيرَة -رضي الله عنه- أَن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَدْعُو فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاة.

الأدعية الفاضلة من حيث حال الدَّاعي, وهنَّ أربعٌ:
23- دعوة المسافر:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث دعوات يُستجاب لَهُنَّ لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المُسافر، ودعوة الوالد لولده".

24- دعوة الصَّائم:
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- يرفعه: "إن للصَّائم عند فطره لدعوةً ما تُرَدُّ".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- يرفعه:
"ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويَفتَحُ لها أبواب السَّماء ويقول الرَّبُّ: وعزَّتي لأنصُرَنَّكِ ولو بعد حين".

25-  دعوة المُضطَّر:
قال الله -تعالى-: {أمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إذا دعَاهُ ويكشِفَ السُّوءَ}.

وحديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فانحطَّت على فم الغار صخرة من الجبل أغلقت الغار عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله تعالى واسألوا الله بها لعله يُفرِّجْهَا عنكم، فدعوا الله تعالى بصالح أعمالهم فارتفعت الصخرة فخرجوا يمشون.

26-  دعوة الإمام العادل:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتهم: وبدأ بـ الإمام العادل.

الأدعية الفاضلة من حيث قولِ أو فعلِ الدَّاعي, وهن سبعٌ:
27-  دعوة المستيقظ من النوم إذا دعا بالمأثور:
عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ تَعَارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا اسْتُجِيبَ [له] فتوضَّأ ثم صلَّى قُبِلَتْ صلاته".

28-  دعوة مَنْ دعا بدعوة ذي النون:
عن سعيد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعوة ذِي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قط إلا استجاب الله له".

29-  دعوة مَنْ دعا بالاسم الأعظم:
عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه قال: سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصَّمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُوَاً أحَدٌ، قال فقال: "والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعْطى".


30-  دعوة مَنْ أصيب بمصيبة إذا دعا بالمأثور:
عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من عَبْدٍ تُصيبه مُصيبة فيقول: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أْجُرني في مُصيبتي وأَخْلِف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها". قالت: فلما تُوُفِّيَ أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخلف لي خيراً منه. رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

31-  دعوة الذَّاكر لله كثيراً:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا يُردُّ دُعاؤُهم: وذكرَ منهم... الذَّاكِرَ لله كثيراً.

32-  دَعْوَةٌ عقب تلاوة القرآن:
لحديثِ عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ قرأ القُرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوامٌ يسألون به النَّاسَ)، وقد ذهبَ جماعةٌ إلى تضعيفِ الحديثِ في مقابل أن الشيخ الألباني -رحمه الله- حسَّنه كما في "الصحيحة".

وعن قتادة -رحمه الله- قال:
كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا.

وأما حديث:
"ومَنْ ختم القرآن فله دَعْوَةٌ مُستجابة" فضعيف لا يصح.

33-  دَعْوَةٌ عند شُرْبِ مَاء زَمْزَمَ:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ له.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:
"وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَيَتَضَلَّعَ مِنْهُ، وَيَدْعُوَ عِنْدَ شُرْبِهِ بِمَا شَاءَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ".

وقد وَرَدَ عن كثيرٍ من السَّلفِ شُرْبُهُمْ مَاءَ زَمْزَمَ لحَاجَاتٍ كثيرةٍ جِدَاً.

تَنبِيهٌ:
ما يذكره أهل العلم من مواطنَ أو أماكن يُستجَابُ فيها الدُّعاء فليسَ ذلك له لدليل يدلّ عليه, إنما حمله على ذلك هو رجوا الإجابةِ لفضل وعظم المكانِ أو الحال -كدعوة المريض- ليس إلاَّ, وعلى هذا فكلُّ موطنٍ معظَّمٍ كالدُّعاء عندَ الكعبةِ أو الدُّعاء عند المشاعر الحرام يُسْتَحَبُّ للرجل الإكثارُ من الدُّعَاءِ, والصِّدْقِ في الطَّلبِ.
(الَّلَهُمَّ إنَّا نسألُكَ العملَ بما تعلَّمنا, والإجابة بما دَعَوْنَا, والتَّوفيق لِمَا يُستقبلُ مِنَّا).