يوم عاشوراء في التأريخ
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت:
(كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فُرِضَ رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه) أخرجه البخاري ومسلم (9).
* * *
الحديث دليل على أن أهل الجاهلية كانوا يعرفون يوم عاشوراء، وأنه يوم مشهور عندهم، وأنهم كانوا يصومونه، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصومه -أيضاً-، واستمر على صيامه قبل الهجرة، ولم يأمر الناس بصيامه، وهذا يدل على قدسية هذا اليوم وعظيم منـزلته عند العرب في الجاهلية قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا كانوا يسترون فيه الكعبة، كما في حديث عائشة -أيضاً- رضي الله عنها، قالت: (كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوماً تُسْتَرُ فيه الكعبة… الحديث) أخرجه البخاري (10)، قال القرطبي: (حديث عائشة يدل على أن صوم هذا اليوم كان عندهم معلوم المشروعية والقدر، ولعلهم كانوا يستندون في صومه إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل -صلوات الله وسلامه عليهما- فإنهم كانوا ينتسبون إليهما، ويستندون في كثير من أحكام الحج وغيره إليهما…) (11).
والذي يُستفاد من مجموع الأدلة:
أن صوم عاشوراء كان واجباً في أول الأمر بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، على الصحيح من قولي أهل العلم (12)، لثبوت الأمر بصومه، وعن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: (أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً من أسلم أن أذن في الناس: أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء) متفق عليه (13).
ولما فرض رمضان في السنة الثانية من الهجرة نُسِخَ وجوبُ صومِ عاشوراء، وبقي الاستحباب، ولم يقع الأمر بصوم عاشوراء إلا في سنة واحدة، وهي السنة الثانية من الهجرة حيث فرض عاشوراء في أولها، ثم فرض رمضان بعد منتصفها، ثم عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر عمره -في السنة العاشرة- على ألا يصومه مفرداً بل يصوم قبله اليوم التاسع، كما سيأتي -إن شاء الله- وهي صورة من صور مخالفة أهل الكتاب في صفة صيامهم.
اللهم يا مَنْ لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة، ارزقنا التوبة إليك والإنابة، وأيقظنا يا مولانا من نوم الغفلة، ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة، اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته، واستهداك فهديته، واستنصرك فنصرته، وتضرع إليك فرحمته، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد…
الترغيب في صيام يوم عاشوراء
عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن صوم يوم عاشوراء، فقال: (يكفر السنة الماضية) وفي رواية: (… وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) أخرجه مسلم (14).
* * *
الحديث دليل على فضل صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر الله المُحَرَّم، على القول الراجح والمشهور عند أهل العم.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-:
أنه سُئِلَ عن صيام يوم عاشوراء، فقال: (ما علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر، يعني رمضان) متفق عليه (15).
فينبغي للمسلم أن يصوم هذا اليوم، ويحث أهله وأولاده على صيامه، اغتناماً لفضله، وتأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال:
(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عليه… الحديث) أخرجه مسلم (16).
والصيام من أفضل الأعمال عند الله تعالى، ومن فوائد صوم التطوع -إضافة إلى ما رُتِّب عليه من الأجر- أنه كغيره من التطوعات يجبر ما عسى أن يكون في أداء الفرض من نقص أو تقصير، وفي ذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن الصلاة: (قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فَيُكَمَّلُ بها ما انْتَقَصَ من الفريضة، ثم يكون سائر عمله كذلك) (17).
كما أن صوم النفل يهيئ المسلم للترقي في درجات القرب من الله تعالى، والظفر بمحبته، كما في الحديث القدسي: (ما تَقرَّب إليّ عبدي بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبَّه… الحديث) (18).
وأعلم أن كل نص جاء فيه تكفير بعض الأعمال الصالحة للذنوب، كالوضوء وصيام رمضان وصيام يوم عرفة، وعاشوراء وغيرها، أن المراد به الصغائر، لأن هذه العبادات العظيمة، وهي الصلوات الخمس والجمعة ورمضان إذا كانت لا تُكَفَّر بها الكبائر -كما ثبت في السُّنَّة-، فكيف بما دونها من الأعمال؟
ولهذا يرى جمهور العلماء:
أن الكبائر كالربا والزنا والسحر وغيرها، لا تكفِّرها الأعمال الصالحة، بل لابد لها من توبة أو إقامة الحد فيما يتعلق به حد.
فعلى المسلم أن يُبادر بالتوبة في هذه الأيام الفاضلة من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها، لعل الله تعالى أن يتوب عليه ويغفر ذنبه، ويقبل طاعته، لأن التوبة في الأزمنة الفاضلة لها شأن عظيم، فإن الغالب إقبال النفوس على الطاعات، ورغبتها في الخير، فيحصل الاعتراف الذنب، والندم على ما مضى، لاسيما ونحن في بداية عام جديد، وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان.
اللهم يا مصلح الصالحين أصلح فساد قلوبنا، واستر في الدنيا والآخرة عيوبنا، اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد…
الحكمة من صيام يوم عاشوراء
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، فنحن نصومه تعظيماً له، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصيامه) أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: (فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه…) (19).
* * *
في الحديث بيانٌ للحكمة العظيمة من مشروعية صيام يوم عاشوراء:
وهي تعظيم هذا اليوم وشكرُ الله تعالى على نجاة موسى عليه الصلاة والسلام وبني إسرائيل، وإغراق فرعون وقومه، ولهذا صامه موسى عليه السلام شكراً لله تعالى، وصامته اليهود، وأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أحق بأن تقتدي بموسى من اليهود، فإذا صامه موسى شكراً لله تعالى، فنحن نصومه كذلك، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نحن أولى بموسى منكم) وفي رواية: (فأنا أحق بموسى منكم) أي: نحن أثبت وأقرب لمتابعة موسى عليه السلام منكم، فإنا موافقون له في أصول الدين، ومصدقون لكتابه، وأنتم مخالفون لهما بالتغيير والتحريف، والرسول -صلى الله عليه وسلم- أطوع وأتبع للحق منهم، فلذا صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه تقريراً لتعظيمه، وتأكيداً لذلك.
وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال:
كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صوموا أنتم) أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: (كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً، ويُلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فصوموا أنتم) (20).
وظاهر هذا أن من حكمة صومه مخالفة اليهود، وذلك بعدم اتخاذه عيداً، والاقتصار على صومه، لأن يوم العيد لا يصام، وهذا أوجه من مخالفة اليهود في يوم عاشوراء، وسيأتي -إن شاء الله- وجه آخر من المخالفة، وهو صوم التاسع قبله.
وقد ضلَّ في هذا اليوم طائفتان:
* * طائفة شابهت اليهود فاتخذت عاشوراء موسم عيد وسرور، تظهر فيه شعائر الفرح كالاختضاب والاكتحال، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك من أعمال الجُهَّال، الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والبدعة بالبدعة.
* * وطائفة أخرى اتخذت عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- تُظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي كذبها أكثر من صدقها، والقصد منها فتح باب الفتنة، والتفريق بين الأمة، وهذا عمل من ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً.
وقد هدى الله تعالى أهل السنة ففعلوا ما أمرهم به نبيهم -صلى الله عليه وسلم- من الصوم، مع رعاية عدم مشابهة اليهود فيه، واجتنبوا ما أمرهم الشيطان به من البدع، فلله الحمد والمنة.
اللهم فقهنا في ديننا، وارزقنا العمل به والاستقامة عليه، ويسِّرنا لليُسرى، وجنبنا العُسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد.
استحباب صيام اليوم التاسع مع العاشر
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فإذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع) قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أخرجه مسلم، وفي رواية له: (لئن بقية إلى قابل لأصومن التاسع) (21).
* * *
الحديث دليل على أنه يستحب لِمَنْ أراد أن يصوم عاشوراء أن يصوم قبله يوماً، وهو اليوم التاسع، فيكون صوم التاسع سنة وإن لم يصمه النبي -صلى الله عليه وسلم-، لأنه عزم على صومه، والغرض من ذلك -والله أعلم- أن يضمه إلى العاشر ليكون هديه مخالفاً لأهل الكتاب، فإنهم كانوا يصومون العاشر فقط، وهذا تشعر به بعض الروايات في مسلم، وقد صح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- موقوفاً عليه: (صوموا التاسع والعاشر خالفوا اليهود) (22).
وفي هذا دلالة واضحة على أن المسلم منهي عن التشبه بالكفار وأهل الكتاب، لما في ترك التشبه بهم من المصالح العظيمة، والفوائد الكثيرة، ومن ذلك قطع الطرق المفضية إلى محبتهم والميل إليهم، وتحقيق معنى البراءة منهم، وبغضهم في الله تعالى، وفيه -أيضاً- استقلال المسلمين وتميزهم.
وقد ذكر أهل العلم أن أفضل المراتب في صيام عاشوراء، صوم ثلاثة أيام:
التاسع والعاشر والحادي عشر، واستدلوا بحديث ابن عباس:
(خالفوا اليهود وصوموا قبله يوماً وبعده يوماً) (23)، وهذا حديث ضعيف، لا يعول عليه، إلا أن يقال إن صيام الثلاثة يأتي فضلها زيادة على فضل عاشوراء لكونها من شهر حرام، ورد الحث على صيامه، وليحصل فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وقد ورد عن الإمام أحمد أنه قال: (مَن أراد أن يصوم عاشوراء صام التاسع والعاشر إلا أن تشكل الشهور فيصوم ثلاثة أيام، ابن سيرين يقول ذلك) (24).
والمرتبة الثانية:
صوم التاسع والعاشر، وعليها أكثر الأحاديث، وتقدمت.
والمرتبة الثالثة:
صوم التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر، واستدلوا بحديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ: (صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً) وهو حديث ضعيف (25).
والمرتبة الرابعة:
إفراد العاشر بالصوم، فمن أهل العلم من كرهه، لأنه تَشَبُّهٌ بأهل الكتاب، وهو قول ابن عباس على ما هو مشهور عنه، وهو مذهب الإمام أحمد، وبعض الحنفية، وقال آخرون: لا يكره، لأنه من الأيام الفاضلة فيستحب إدراك فضيلتها بالصوم، والأظهر أنه مكروه في حق من استطاع أن يجمع معه غيره، ولا ينفي ذلك حصول الأجر لمن صامه وحده، بل هو مثاب إن شاء الله تعالى.
اللهم وفقنا لما يرضيك، وجنبنا معاصيك، واجعلنا من عبادك الصالحين، وحزبك المفلحين، واعف عنا وتب علينا، واغفر لنا ولوالدينا، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد…
الهوامش:
(1) صحيح البخاري (6416).
(2) أخرجه البخاري (6412).
(3) المستدرك (4/306) وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في « اقتضاء العلم العمل » ص (100)، وله شاهد عن عمر بن ميمون، أخرجه ابن المبارك في « الزهد » رقم (2)، وأبو نعيم في «الحلية» (4/148)، والخطيب في « الاقتضاء » ص (100 - 101) قال الألباني: ( هذا إسناد مرسل حسن ).
(4) صحيح مسلم (1163).
(5) صحيح البخاري (4662) ومسلم (1679).
(6) تفسير بن كثير (4/89-90).
(7) انظر: التشبه المنهي عنه ص (542).
(8) صحيح مسلم (1156) (175).
(9) صحيح البخاري (2002) ومسلم (1125).
(10) أخرجه البخاري (1952).
(11) المفهم (3/190).
(12) الفتاوى (25/311).
(13) صحيح البخاري (2007) ومسلم (1135)، وله شاهد من حديث الرُّبَيِّع بنت معوِّذ عند البخاري (1960) ومسلم (1136) وشواهد أخرى عند أحمد وغيره.
(14) صحيح مسلم (1162) (196) (197).
(15) صحيح البخاري (2006) ومسلم (1132).
(16) صحيح مسلم (1128).
(17) رواه الترمذي بتمامه (413)عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً، وقال: ( حديث حسن ) لكن فيه حُريث بن قبيصة أو قبيصة بن حريث، وهو ضعيف، ولعل الترمذي حسنه باعتبار طرقه.
(18) رواه البخاري (6502).
(19) صحيح البخاري (3943) ومسلم (1130) (127) (128).
(20) صحيح البخاري (2005) ومسلم (1131) (129) (130).
(21) صحيح مسلم (1134).
(22) أخرجه عبد الرزاق (4/287) والطحاوي (2/78) والبيهقي (4/278) عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، وإسناده صحيح.
(23) أخرجه البيهقي (4/287) وهو رواية عنده للحديث الآتي.
(24) المغني (4/441) اقتضاء الصراط المستقيم (1/419).
(25) أخرجه أحمد (4/52) وابن خزيمة (3/290) (2095) والطحاوي في « شرح معاني الآثار » (2/78) والبيهقي (4/287) من طرق، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن جده ابن عباس به مرفوعاً، وهذا إسناد ضعيف، ولا يصح رفعه، لما يلي:
1 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيئ الحفظ جداً، كما قال الحافظ في « التقريب ».
2 - داود بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، ذكره ابن حبان في « الثقات » (6/281) وقال: (يخطئ )، وقال الحافظ في « التقريب »: ( مقبول ) أي: عند المتابعة وإلا فليِّن الحديث، وليس له في الكتب الستة إلا حديث واحد عند الترمذي (3419)، ولعل الحافظ الذهبي لخص القول فيه، كما في « سير أعلام النبلاء » (5/444) حيث قال: ( ما هو بحجة،ولم يُقَحِّم أولو النقد على تليين هذا الضرب لدولتهم).
3 - علة الرفع، فقد تقدم أن الموقوف جاء من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، وهم أو ثق وأحفظ من رجال طريق الرفع، ولعل كلمة ابن حبان في داود بن علي فيها إشارة إلى ذلك، ومما يؤيد رواية الوقف ما أخرجه الشافعي في مسنده (1/272 ترتيبه) عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس موقوفاً، كذلك، وإسناده صحيح.