أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: لماذا كـانوا يفرحون بقدوم رمضان؟ الإثنين 14 مايو 2018, 2:26 pm | |
| ثلاثة أحداث كونيَّة تهم المسلمين ولا يعلم بها غيرهم... الحدَثُ الأول: سيتم تصفيد مليارات الشياطين ومردة الجن، وبلغة الشرطة: تم اعتقال هؤلاء الشياطين من أجلك أخي المسلم؛ ليسهل عليك فِعْلُ الخير.
والحدَثُ الثاني: فتح أبواب الجنة إلى نهاية الشهر.
والحدث الثالث: إغلاق أبواب النار إلى نهاية الشهر.
ومن هذا يظهر احتمال حُسن خاتمة كل مسلم يموت في رمضان؛ لأن أبواب الجنة مفتوحة له وأبواب النار مُغلقة عنه.
(6) فيه عِتْقٌ من النار طوال الشهر: إن فرح سلفنا الصالح بقدوم رمضان، كان لأجل رجائهم أن يَعْتِقَ اللهُ رقابهم من النار، والعِتقُ يكون في الليل، فاستغل ساعاته في مرضاتِ الله، حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: (وللهِ عُتَقَاءُ من النار وذلك كُلَّ ليلة).
فينبغي استغلال ساعات رمضان في أعمال البر، فكثير من الناس يمضون ساعات النهار في مختلف الطاعات وإذا حَلَّ المساء وأفطروا؛ تركوا سائر أعمال البر وضيَّعوا أوقاتهم فيما لا ينفعهم، في حين أن الحديث يؤكد على أهمية استغلال ليالي رمضان في أعمال البر أكثر من نهاره، حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: (وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشَّر أقصر).
إنك ترى الواحد إذا كان فارغاً في نهار رمضان فتح المصحف وقرأ فيه، بينما لا يفعل ذلك غالباً إذا كان فارغاً في الليل، وإنما تراه يُضَيّعُ وقته في مجالس لا تُرضي اللهَ تعالى، أو أمام قنوات فضائية تعرض ما يُسْخِطُ اللهَ عز وجل.
والسبب أن الكثير يظن أن زيادة الطاعة لا تكون إلا في نهار رمضان، وهذا خطأ، وإنما ينبغي للمسلم أن يزداد طاعةً في ليالي رمضان أكثر من نهاره لاسيما أن العِتْقَ من النار يكون في الليل وليس في النهار كما هو مُصَرَّحٌ في الحديث.
(7) القيام مع الإمام ثَوَابُهُ كقيام ليلةٍ كاملة: إنك إذا صَلّيْتَ مع الإمام التراويح كاملة تكسب ثواب قيام ليلتين، كيف يكون ذلك؟
إذا صليت مع الإمام التراويح حتى ينصرف، يكتب لك ثواب قيام ليلة كاملة، حيث روى أبو ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنه مَنْ قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواه الترمذي.
فبعض الناس يصلي فريضة العشاء ثم يصلي تسليمة أو تسليمتين، ثم يستعجل الخروج ليس لأمر مهم، وإنما لأنه يريد متابعة مسلسل أو أي شيءٍ تافهٍ، مُفوتاً على نفسه أجراً عظيماً.
بينما رَغَّبَ النبيُ صلى الله عليه وسلم في قيام ليالي رمضان فقال: (مَنْ قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه) متفق عليه.
فالقضية تحتاج إلى احتساب الثَّواب والمشقَّة، ولو تأمَّلنا سبب ورود حديث أبي ذر السابق لعلمنا حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على قيام الليل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام الليل في المسجد لعدة ليالي من ليالي رمضان (أي صلى التراويح)، فصلى خلفه جمع كبير من الصحابة، فخشيَ صلى الله عليه وسلم أن تُفْرَضَ عليهم هذه الصلاة فتوقَّفَ فقالوا هلا نفلتنا لبقية الليل؟ فقال صلى الله عليه وسلم مقولته تلك: (إنه مَنْ قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة).
فالذي يُصَلِّي مع الإمام لمدة نصف ساعة أو نحو ذلك، يُكتب له ثواب قيام الليل كله، سواء صلى الإمام أربع تسليمات أو خمس أو عشر تسليمات، فالكل جائز؛ لأن صلاة الليل مثنى مثنى، فحريٌ بنا أن نفرح بقدوم رمضان ونجاهد أنفسنا لنصلي التراويح ولا نفوّتها.
فصلاة التراويح أصبحت سمة لرمضان يعرف به، فمن لم يصل التراويح لا يحس بطعم رمضان.
* ثم تأمَّل أن مَنْ صلى العشاء والفجر في جماعة كُتِبَ له قيام ليلة أيضاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ) رواه مسلم.
فإذا صليت التراويح كاملة مع الإمام كُتِبَ لك قيامُ ليلةٍ أخرى.
(8) فيه ليلةٌ أفضلَ من قيام العُمر كله: إن قيام المؤمن ليلة القدر خيرٌ من قيامه ألف شهر، ومعنى ذلك أن مَنْ قام ليلة القدر لمدة عشر سنوات فإنه يُكتب له ثواب يزيد على مَنْ قام ثمان مئة وثلاثة وثلاثين عاماً (830 سنة)، فكأنك رُزقْتَ أعماراً كثيرة كلها في طاعة، ألا نفرح بهذه الليلة المُهداةَ لنا؟
(9) العُمرة فيه كحجةٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم: ومن فضائل رمضان: التي جعلت السَّلف يدعُون اللهَ عز وجل ستة أشهر كي يُبَلّغهُم رمضان، أن العُمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكل إنسان يتمنى ويتشرف أن يحج مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عُمرة في رمضان كحجةٍ معي) رواه الطبراني.
فلا تحرم نفسك هذا الخير بالاعتمار ونيل هذا الثواب العظيم.
(10) صِيَامُهُ يُكَفِّرُ صغائر الذُّنوب: ومن فضائل رمضان أيضاً؛ أن صيامه يُكَفِّرُ الذُّنوب حيث روى أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) متفق عليه.
لذلك احرص على التوبة من الكبائر.
(11) لكَ فيه دَعْوَةٌ مٌستجابَةٌ كُلَّ يوم: من الامتيازات الأخرى التي تُمنح للصائمين في شهر رمضان أن لك فيه كل يوم دعوةٌ مستجابةٌ، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة، حيث روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تبارك وتعالى عُتقاءَ في كل يوم وليلة، يعني في رمضان، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوةٌ مستجابةٌ) رواه أحمد.
* والظاهر أن هذه الدَّعوةُ المُستجابةُ غير الدعاء المُستجاب عند كل نداء، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إذا نادى المُنادي فُتِحَتْ أبوابُ السَّمَاءِ واسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ) رواه الحاكم.
لأنه قال: (لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوةٌ مُستجابةٌ).
فكأن المطلوب: الإكثار من الدُّعَاءِ في الليل والنهار؛ لأن لك دعوةٌ مُستجابةٌ لا تدري متى هي.
فاستغل وقتك، فلك ثلاثون دعوةٌ مُستجابةٌ طوال هذا الشهر.
قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ دَعَواتٍ لَا تُرَدُّ: دَعْوَةُ الوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ ودَعْوَةُ المُسافِرِ) رواه البيهقي. وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٌ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ وَدَعْوَةُ المُظْلُومِ ودَعْوَةُ المُسافِرِ) رواه الطبراني. لذلك وضعت آية الدعاء بين آيات الصيام: }وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ{.
ألا فليفرح الصائم بتلك الدقائق الحاسمة التي عند الإفطار وليشغلها بالدُّعاءِ الخالص، فإن بعض الناس تراهم عند فطرهم يستقبلون التلفاز، يشاهدون تمثيليات كوميدية أو ما شابه ذلك من ترهات، ويفوتون عليهم وقت إجابة الدعاء.
(12) للصائمينَ بَابٌ خَاصٌ عند دخول الجَنَّةِ هو باب الرَّيَّان: ومن تكريم الله -جل وعلا- للصائمين أن جعل لهم باباً خاصاً في الجنَّة يدخلون منه يوم القيامة، يُسَمَّى باب الرَّيَّان، لا يدخل معهم غيرهم، ولم يُذكر اسم هذا الباب عبثاً، وما خَصَّ اللهُ الصائمينَ بهذا الباب إلا لامتيازاتٍ وفضائلَ سيجدونها عند الاستقبال.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ)، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: (نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ) رواه البخاري.
ومعنى زوجين: أي أنفق شيئين من صِنْفٍ مُعَيَّنٍ، مثلاً التصدُّق بناقتين، أو بقرتين أو...
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) رواه مسلم.
* قال العينيُّ في عمدة القاري: قوله: (إن في الجنَّةِ باباً)، قيل: إنما قال: في الجنَّةِ، ولم يقل: للجنَّةِ؛ ليشعر بأن في الباب المذكور من النَّعيم والرَّاحة ما في الجنَّة، فيكون أبلغ في التَّشويق إليه.
قلت: وإنما لم يقل للجنَّةِ، ليشعر أن باب الرَّيَّانِ غير الأبواب الثمانية التي للجنَّةِ (10/262).
* والميزةُ الأخرى في باب الرَّيَّان ما ذكره ابن حبان في صحيحه: أن كل طاعة لها من الجنة أبوابٌ يُدعَى أهلها منها إلا الصيام؛ فإن له باباً واحداً فقط واستدل بالحديث السابق الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه وجاء في لفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ دُعيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: وللجنة أبواب، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ؛ دُعِيَ مِنْ أبواب الصَّلاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ؛ دُعِيَ مِنْ أبواب الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ؛ دُعِيَ مِنْ أبواب الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ)، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: رَسُولَ اللَّهِ! مَا عَلَى أحدٍ من ضَرُورَةٍ، من أيُها دُعيَ؟ فهل يُدعى أحدٌ منها كلها يا رسول الله؟ قَالَ: (نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ) رواه ابن حبان.
(13) للفوز بالتقوى: وذلك لقوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{.
فالصيام يربي المَرْءَ ويغرس فيه التقوى، ومتى ما ازداد المرء تقى أفلح ونجح. * والمُتَّقِي مُصانٌ من وساوسَ الشَّيطان، قال تعالى: }إنَّ الذين اتَّقَوْا إذا مسَّهم طائفٌ مِنَ الشَّيطان تذكَّرُوا فإذا هم مبصرون{. * وأكرمُ الناس عند الله تعالى المتقي: }إنَّ أكرمكُم عند اللهِ أتقاكم{. * وعاقبة المتقي الفلاح يوم القيامة: }والعاقبة للمتقين{. * والجنة لا يرثها إلا المتقون: }تلك الجنة التي نورث من عبادنا مَنْ كان تقيًا{.
ألا تفرح بعد كل هذا بقدوم رمضان؟ بلى، اللهم بلغنا رمضان واجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا.
والحذر أن يدخل المرء فيمَنْ عناهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بحديثه على منبره في محاورة بينه وبين جبريل الأمين حين طلب من النبي صلى الله عليه وسلم التأمين على دعاءه – ودعاؤه صلى الله عليه وسلم مستجاب حيث قال: (مَنْ أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له، فدخل النار فأبعدهُ الله قل: آمين، فقلت: آمين)! فمَنْ حُرِمَ المغفرةَ في شهر المغفرة وحُرِمَ تلك الفضائل فماذا يرتجي؟ اللهم وفقنا لهُداك، واجعل عملنا في رضاك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. ---------------------------- ([1]) ذكر ذلك الحافظ ابن رجب، وكان من دعائهم (اللهم سلّمنا لرمضان وسلّمه لنا، وتسلّمه منا متقبلاً). أخرجه ابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق".
المصدر: http://www.saaid.net/Doat/alnaim/12.htm |
|