من أبواب فعل الخير (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
من أبواب فعل الخير
الحمدُ للهِ الذي فتحَ أبوابَ الخيرِ بما فَتَحَ على العالَمين من أبواب السنة، وهَدَى مَن شاءَ إلى الصراط المستقيمِ بكتابه وسُنَّةِ نبيِّه محمدٍ سيِّدِ الأولين والآخرين، اللهُمَّ صلِّ على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وعلى مَن سارَ على هديهِ وأخذَ نفسَهُ بسُنَّتهِ والتزمَ طريقَتَهُ وعلى أصحابه الأجِلَّةِ ومَن تبعهم بإحسان.
أما بعد:
فـ ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77]، قال الطبري في قوله تعالى: ﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ﴾ [الحج: 77]، قال: (الذي أَمَرَكُم ربُّكُم بفِعْلِهِ) انتهى، وقال تعالى: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56].
أيها المسلمون:
إنَّ من فضلِ اللهِ علينا أن نوَّعَ لنا في كتابه الكريم وفي سنةِ رسولهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبواب الخير، فعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: (قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ذَهَبَ الأغنياءُ بالأجرِ، يُصلُّونَ ويَصُومُونَ ويَحُجُّونَ، قال: وأنتُم تُصَلُّونَ وتَصُومُونَ وتحُجُّونَ، قُلتُ: يَتصدَّقُونَ ولا نَتَصَدَّقُ، قالَ: وأَنْتَ فيكَ صَدَقَةٌ: رَفْعُكَ العَظْمَ عنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وهِدَايَتُكَ الطريقَ صَدَقَةٌ، وعَوْنُكَ الضعِيفَ بفَضْلِ قُوَّتِكَ صَدَقَةٌ، وبَيَانُكَ عنِ الأَرْثَمِ -وهو الذي لا يُفصح الكلام- صَدَقَةٌ، ومُباضَعَتُكَ امرأَتَكَ صَدَقَةٌ، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، نأْتي شَهْوَتَنا ونُؤْجَرُ؟ قالَ: أرَأَيْتَ لوْ جَعَلْتَهُ في حَرَامٍ أَكُنْتَ تَأْثمُ؟ قال: قلتُ: نعَمْ، قالَ: فتَحْتَسِبُونَ بالشَّرِّ ولا تَحْتَسِبُونَ بالخَيْرِ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه محققو المسند وهو منقطع.
وقال صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:
(على كُلِّ مُسلمٍ صَدَقَةٌ، فقالُوا: يا نبيَّ اللهِ، فمَنْ لم يَجِدْ؟ قالَ: يَعْمَلُ بيَدِهِ، فيَنْفَعُ نفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ، قالوا: فإن لم يَجِد؟ قالَ: يُعِينُ ذا الحاجةِ الملْهُوفَ، قالوا: فإنْ لم يَجِدْ؟ قالَ: فلْيَعْمَلْ بالمعروفِ، ولْيُمْسِكْ عنِ الشَّرِّ، فإنها لَهُ صَدَقَةٌ) رواه البخاري ومسلم، وقال صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (كُلُّ سُلامَى عليهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يومٍ يُعينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ يُحامِلُهُ عليها أو يَرْفَعُ عليها مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطيِّبَةُ، وكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ - أي الدِّلالة عليه - صَدَقَةٌ) رواه البخاري.
من أبواب الخير:
نفعُ أخيكَ المسلم، فعن عبدِ اللهِ بنِ دِينارٍ عن بعضِ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (قيلَ: يا رسولَ اللهِ مَن أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ؟ قالَ: أنْفَعُهُم للنَّاسِ، وإنَّ أحَبَّ الأعمالِ إلى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ على مُؤمِنٍ: تَكْشِفُ عنهُ كَرْباً، أو تَقْضِي عنهُ دَيْناً، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعاً، ولأَنْ أَمْشيَ معَ أخي المسلمِ في حاجةٍ أَحَبُّ إليَّ من أنْ أعْتَكِفَ شهرينِ في مسجدٍ، ومَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَن كَظَمَ غَيْظَهُ ولو شاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللهُ قلبَهُ رِضىً، ومَنْ مَشَى معَ أخِيهِ المسلمِ في حاجةٍ حتى يُثْبِتَها لهُ ثَبَّتَ اللهُ قَدَمَيْهِ يومَ تَزِلُّ الأقدامُ، وإنَّ سُوءَ الخُلُقِ لَيُفْسِدُ العَمَلَ كمَا يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ) رواه ابن أبي الدُّنيا وحسَّن إسناده الألباني.
من أبواب الخير:
أن تكون مفتاحاً للخير، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ مِنَ الناسِ مفاتيحَ للخيرِ مغاليقَ للشَّرِّ، وإنَّ منَ الناسِ مفاتيحَ للشَّرِّ مغاليقَ للخيرِ، فطُوبَى لِمَن جَعَلَ اللهُ مفاتيحَ الخيرِ على يَدَيْهِ، ووَيْلٌ لمن جَعَلَ اللهُ مفاتيحَ الشَّرِّ على يَدَيْهِ) رواه ابن ماجه وصحَّحه ابن حبان.
من أبواب الخير:
الزَّرعُ والغَرْسُ، فأجره مستمرٌ مادامَ الغِرَاسُ والزَّرعُ وما تَوَلَّدَ منهُ إلى يومِ القيامةِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما من مُسلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلاَّ كانَ ما أُكِلَ منهُ لهُ صَدَقَةً، وما سُرِقَ منهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وما أَكَلَ السَّبُعُ منهُ فهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وما أَكَلَتِ الطَّيْرُ فهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، ولا يَرْزَؤُهُ - يُنقصهُ - أَحَدٌ إِلا كانَ لَهُ صَدَقَةٌ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.
من أبواب الخير:
الشفاعة الحسنة، قال تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ﴾ [النساء: 85]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ الرَّجُلَ لَيَسْأَلُنِي الشَّيْءَ فأَمْنَعُهُ حتى تَشْفَعُوا فيهِ فتُؤْجَرُوا، وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا) رواه النسائي وصحَّحه الألباني.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:
(كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا جاءَهُ السائلُ أو طُلبَتْ إليهِ حاجةٌ قالَ: اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، ويَقْضِي اللهُ على لِسانِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما شاءَ) رواه البخاري.
قال الإمامُ ابنُ تيمية رحمه الله:
(وكانَ مَقصُودُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنهُم يُؤْجَرُونَ على الشفاعةِ، وهُوَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنما يَفْعَلُ ما أَمَرَهُ اللهُ بهِ) انتهى.
من أبواب الخير:
أن تكُفَّ شرَّكَ عن الناسِ، فعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قالَ: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟ قالَ: الإيمانُ باللهِ والجِهادُ في سبيلِهِ، قالَ: قُلتُ: أيُّ الرِّقابِ أفضَلُ؟ قالَ: أَنْفَسُهَا عندَ أهْلِهَا وأَكْثَرُها ثَمَناً، قالَ: قُلتُ: فإن لَم أَفْعَلْ؟ قالَ: تُعِينُ صانعاً أوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ، قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ ضَعُفْتُ عن بعضِ العَمَلِ؟ قالَ: تَكُفُّ شَرَّكَ عنِ الناسِ فإنهَا صَدَقَةٌ منكَ على نَفْسِكَ) رواه مسلم.
أيها المسلمون:
وكما رغَّبَ الله في فعل الخير، فقد وَرَدَ الترهيبُ الشديد من منع الخير، قال تعالى: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾ [المدثر: 42 - 44]، وقال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 4 - 7]، قال الطبريُّ: (وقولُهُ: ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 7]، يقولُ: ويَمْنَعُونَ الناسَ منافِعَ ما عِنْدَهُم) انتهى.
وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:
(ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يومَ القيامَةِ، ولا يَنْظُرُ إليهِم) وذكَرَ منهم: (ورَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ ماءٍ فيقُولُ اللهُ: اليومَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كمَا مَنَعْتَ فَضْلَ ما لم تَعْمَلْ يَدَاكَ) رواه البخاري.
وعن كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقَدَ كَعْباً فسَأَلَ عنهُ، فقالُوا: مَرِيضٌ، فخَرَجَ يَمشي حتى أَتَاهُ، فلَمَّا دَخَلَ عليهِ، قالَ: أَبْشِرْ يا كَعْبُ، فقالت أُمُّهُ: هنيئاً لَكَ الجَنَّةُ يا كَعْبُ، فقالَ: مَن هذهِ الْمُتَآلِيَةُ على اللهِ؟ قالَ: هيَ أُمِّي يا رسولَ اللهِ، فقالَ: وما يُدْرِيكِ يا أُمَّ كَعْبٍ، لعَلَّ كَعْباً قالَ ما لا يَعْنِيهِ، أوْ مَنَعَ ما لا يُغْنِيهُ) رواه ابنُ أبي الدُّنيا في كتاب الصمت وجوَّد إسناده الشيخ عبدالله الدويش.
وقد وصلَ بكثرةِ بذل رسول الله صلى الله عليه وسلم للمعروف وقضاء حوائج الناس إلى أن كان يُصلِّي قاعداً، فعن عبدِ اللهِ بنِ شَقِيقٍ قالَ: (قُلتُ لعائشةَ: هَلْ كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُصلِّي وهُوَ قاعدٌ؟ قالَت: نَعَم، بَعْدَ مَا حَطَمَهُ الناسُ) رواه مسلم.
قال النووي:
(كأنَّهُ لَمَّا حَمَلَهُ مِنْ أُمُورِهِم وأثقالِهِم والاعتِنَاءِ بمصالحهِم صَيَّرُوهُ شَيْخاً مَحْطُومًا) انتهى.
اللهُمَّ نسألُكَ فِعْلَ الخيراتِ، وتركَالمنكَراتِ، وحُبَّ المساكينِ، وأن تغفرَ لنا، وتَرْحَمَنا، آمين، وإذا أردتَ فتنَةَ قومٍ فتَوَفَّنا غيرَ مفتونين، آمين.
إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.
أمَّا بعدُ:
فيا أيها المسلمون: من فوائد صناعة الخير:
صرف البلاء وسوء القضاء في الدنيا:
قال صلى الله عليه وسلم: (مَن نفَّسَ عَن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُّنيا نفَّسَ اللهُ عنهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يومِ القيامَةِ، ومَنْ يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عليهِ في الدُّنيا والآخِرَةِ، ومَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ، واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ) رواه مسلم.
ولَما عرَضَ جبريلُ عليه السلام للنبيِّ صلى الله عليه وسلم في غارِ حِراء (فَرَجَعَ بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تَرْجُفُ بَوادِرُهُ، حتى دَخَلَ على خديجةَ، فقالَ: زَمِّلُوني زمِّلُوني، فزَمَّلُوهُ حتى ذهَبَ عنهُ الرَّوْعُ، ثمَّ قالَ لخديجةَ: «أَيْ خديجةُ، ما لي، وأخْبَرَها الخَبَرَ، قالَ: لقدْ خشِيتُ على نفسي، قالت لهُ خديجةُ: كَلاَّ أَبْشِرْ، فواللهِ لا يُخزِيكَ اللهُ أبَداً، واللهِ إنكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ على نوائِبِ الحَقِّ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.
وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:
(صَنائِعُ المعرُوفِ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ، وصَدَقَةُ السِّرِّ تُطفئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ في الْعُمُرِ) رواه الطبرانيُّ في الكبير وحسَّنه الهيثميُّ.
دخول الجنة:
قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لقد رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجنَّةِ في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِن ظَهْرِ الطرِيقِ، كانتْ تُؤْذِي الناسَ) رواه مسلم.
مغفرة الذنوب:
قال صلى الله عليه وسلم: (أُتِيَ اللهُ بعبْدٍ مِن عِبادِهِ آتاهُ اللهُ مالاً، فقالَ لَهُ: ماذا عَمِلْتَ في الدُّنيا؟ قالَ: ولا يَكْتُمُونَ اللهَ حدِيثاً، قالَ: يا رَبِّ آتَيْتَنِي مالَكَ، فكُنْتُ أُبايعُ الناسَ، وكانَ مِن خُلُقِي الجَوَازُ، فكُنْتُ أتَيَسَّرُ على الْمُوسِرِ، وأُنْظِرُ المُعْسِرَ، فقالَ اللهُ: أنا أَحَقُّ بذا مِنْكَ، تجاوَزُوا عَن عَبْدِي) رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما رَجُلٌ يَمْشي بطرِيقٍ، اشْتَدَّ عليهِ العَطَشُ، فوَجَدَ بئْراً فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ منَ العَطَشِ مِثلُ الذي كَانَ بَلَغَ بي، فنَزَلَ البئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ ثمَّ أَمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فشَكَرَ اللهُ لهُ فغَفَرَ لهُ، قالُوا: يا رسولَ اللهِ وإنَّ لَنَا في البَهَائِمِ أَجْراً؟ فقالَ: نعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) رواه البخاري ومسلم.
اللهُ سُبحانَهُ المسئُولُ المَرْجُوُّ الإِجابةَ، أنْ يُمَتِّعَني وإياكم ووالدينا وأهلينا بالإسلامِ والسُّنَّةِ والعافِيَةِ، فإنَّ سعادةَ الدُّنيا والآخرَةِ ونعِيمَهُمَا وفَوْزَهُمَا مَبْنِيٌّ على هذهِ الأركانِ الثلاثةِ، وما اجْتَمَعْنَ في عَبْدٍ بوَصْفِ الكَمَالِ إلا وقدْ كَمُلَتْ نِعْمَةُ اللهِ عليهِ، وإلا فنَصِيبُهُ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ بحَسَبِ نَصِيبهِ مِنْهَا، والله المستعان، سُبحانَ اللهِ وبحمدِهِ، سُبحانَ اللهِ العظيمِ، أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه.