أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52697 العمر : 72
| موضوع: سلسلسة: "هيـــئ نفســـك لــه" الأحد 15 أبريل 2018, 7:34 pm | |
| سلسلسة: "هيـــئ نفســـك لــه" عادل بن عبد العزيز المحلاوي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد فهذه سلسلة رسائل كنت أرسلها -برسائل الواتس- قبل أسبوع من رمضان جمعتها هنا لتبقى ان شاء الله صدقة جارية لي ولمن نشرها. ومع أنها كانت موجهة لما قبل رمضان فأحسب أنها نافعة فيه ومع بدايته. أسأل الله لها النفع والقبول. وقد أسميتها سلسلة ""هيئ نفسك له"":
"هيئ نفسك له" ( 1 ) خفّفّ منها فإنها مُثْقِلة أي وربي انها مُثْقِلة عن الخير، مُثَبِطةمن نيل المعالي والسؤدد، مُبْعِدة عن مواطن الرحمات. أتدري ماهي؟ " إنها الذنوبُ والمعاصي " نعم الذنوب والمعاصي التي تحرم العبد اغتنام موسم رمضان وتحول بينه وبين الفوز بهباته وخيرات. لعلك رأيت حالك العام الماضي ولم تختم ربما ختمت واحدة للقرآن! ولعلك تتذكر كيف كنت تتكاسل عن صلاة التراويح، وربما الفرائض! ولعلك لم تنس أيضا تفريطك في العشر اﻷواخر وساعات السحر فيه! هل تعلم أن كل ذلك حرمان. قال تعالى: " فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين " فكم كم من قاعد عن طاعة ربه بسبب ذنبه، وكم التصق في اﻷرض من مخذول بسبب معاصيه. إنه الحرمان يا أخي إنه اﻹبعاد يا أخيتي. فهل سنستمر على هذا الحال!؟ وهل سنبقى في مؤخرة الركب وقد سبقنا أهل الصلوات والتلاوت وربما بلغ منهم من مات الفردوس اﻷعلى. فها نحن على بعد ساعات من رمضان فلنخفف من الذنوب ولنعزم على أن لا يأتي لا ونحن قد هيأنا أنفسنا للفوز بخير الشهر وعطايا الرحمن، فاللهم خذ بيد كل من أقبل عليك.
"هيئ نفسك له" ( 2 ) عندما تنتظر مناسبة عزيزة على قلبك، أو حدثاً مهماً في حياتك فأنت ت"هيئ نفسك له"، وتعمل العدة للقائه. فكن على يقين أنه لا أعظم من موسم رمضان، ولا أبرك من لحظاته، ولا أجل من ساعاته. فهو الموسم المعظم والزمان النفيس واﻷيام الجليلة والليالي الفاضلة والساعات الشريفة.. وليحمل القلب كل الشوق له، ولتطمع النفس ببلوغه، وليلهج اللسان بصادق الدعاء ﻹدراكه. فاللهم بلغنا رمضان نحن وأهلينا ومن يعز علينا.
"هيئ نفسك له" ( 3 ) من اﻷمور التي تتهيء بها النفوس لرمضان " الدعاء " فهو كونه عبادة بحد ذاته فإنه سبب أيضاً لبلوغ المطالب العلية ومن هذه " المطالب " إدراك " شهر رمضان " فاجتهد أن تدعو الله بقلب صادق وحسن ظن به أن يبلغك هذا الموسم -مع التوفيق للعبادة فيه- فليس الشأن ببلوغه وإنما الشأن كل الشأن أن توفق فيه للطاعات، وضم إليه سؤاله أن يدفع عنك كل الشر.
موعظة: قبل أيام صُليَ على 40 جنازة في فرض واحد في مسجد الراجحي بالرياض. فاللهم بلغنا وأهلينا رمضان ووفقنا فيه لرضاك.
"هيئ نفسك له" ( 4 ) * التدريب المثمر * من الأمور التي نعترف بها جميعاً وجود خلل في جوارحنا. لسانٌ يكذب ويغتاب ويسب. عينٌ لا تغض عن حرام. أذنٌ لا تكُف عن سماع ما لا يجوز. فلعلنا هذه اﻷيام ونحن في استقبال رمضان أن نُهيء أنفسنا وندربها للكف عن هذه المُحرمات ﻷننا مأمورون بذلك-أولا-قال تعالى: "...إن السمع والبصر والفؤد كل أولئك كان عنه مسؤلا " وﻷننا-ثانياً-بحفظها نُؤجر وتسهل علينا الطاعات، وﻷن المعاصي جراحات -ورُبْ جرحٍ أصاب مقتل- * جاهد نفسك على حفظها فالحفظ لها سبب لدخول، والجنة-ومالك يوم الدين-لا أعظَمَ ولا أجَلَ منها مسكنا ومأوى. * إن فشلت في الحِفظ مرة فأعد المحاولة مرات ومرات حتى تحفظها. * تيقن أن في حفظ الجوارح من اللذة أضعاف أضعاف مانتوهم أن اللذة في النظرة أو اللفظة المحرمتين. * استعن بالدعاء وألِح على ربك أن يعينك فاللهم أعنا ياربنا
"هيئ نفسك له" ( 5 ) * التصفية قبل بلوغه * جدير بنا ونحن على بعد أيام من خير أيام العام أن نسعى في تطهير قلوبنا من كل قطيعة وهجران. حري بنا ونحن نستقبل هذه اﻷيام أن نبلغها وقد امتﻷت قلوبنا محبة للغير فهؤلاء هم إخوانك-فهم بين قريب لك أو جار أو صديق وأن بعدوا فهم مسلمون " والمسلم ليس ببعيد "- كن أسعد الناس بأن تبلغ رمضان وليس في قلبك غلا لمسلم أو حقدا على أحد. استقبله وأنت لا تحمل فيه لا المحبة للمؤمنين. ووالله إنها الفضيلة التي تبلغ معها الذروة في الجمال واﻹنسانية. فاستعن بالله وأغظ شيطانك وأفرح أحبابك بإزالة كل عداوة، ووصل كل من تقاطعت معه.
"هيئ نفسك له" ( 6 ) حتى تغتنمه على التمام لا أعظم موسما من موسم رمضان ولا أشرف زمانا منه. وحتى تغتنمه على أكمل حال فلا بد لك من عزيمة صادقة وهمة عالية ونفس تواقه ترنو لمنازل العابدين وذينك الدرجات. ولن تصلها لا بعزيمة حر شريف لا يقبل بالدون من المنازل ولا القليل من العمل. فلننو الخير-يارعاكم الله-ونحن مقبولون على هذا الموسم فإن الله يعلم ما تكنه الضمائر وتنطوي عليه اﻷفئدة. ولتكن هذه العزيمة بصدق دون ضعف ولنجاهد أنفسنا على غرسها في القلوب.
"هيئ نفسك له" ( 7 ) كيف هو شوقك له؟ يفصلنا عن رمضان أربعة أيام تقريبا أو قل 92 ساعة وقد تزيد، فكيف هو شوقك له؟ سؤال ينبغي أن نسأله أنفسنا وقد لاحت بوادر بزوغ هلاله وشممنا روائح عطره الشذي. رمضان-يارعاك الله-هو شهر الرحمة والمغفرة، يكفيك أن لله كل ليلة عتقاء من النار. فكيف شوقك له؟ هل تحب بلوغه، لا لمسألة طول البقاء في الدنيا ولكن ﻷنك ستتمكن من عبادتك ربك فيه لتتضاعف لك الحسنات وتفوز بالعطيا والهبات. فكيف شوقك له؟ أحبه نبيك عليه الصلاة والسلام فأحبه. اشتاق للقائه الصالحون قبلك فاشتق له. سل ربك البلوغ وعاهد النفس باﻹغتنام.
كتبها: عادل بن عبدالعزيز المحلاوي @adelalmhlawi
المصدر: http://saaid.net/mktarat/ramadan/724.htm
|
|