وقال الآجري -رحمه الله- في "الشريعة":
في "بـاب ذِكْر إيجـاب حُبِّ بني هاشم، أهل بَيْت النّبيّ صلى الله عليه وسلم على جميع المؤمنين":
(واجبٌ على كُلِّ مؤمنٍ ومؤمنة: مَحَبَّةُ أهلِ بَيْتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: بنو هاشم: عليّ بن أبي طالب، وولدُه، وذرّيّتُه، فاطمةُ، وولدُها، وذرّيّتُها، والحَسَن والحُسَين، وأولادُهما، وذرّيّتهما، وجَعْفر الطّيّار، وولدُه، وذرّيّتُه، وحَمْزة، وولدُه، والعَبّاس، وولدُه، وذرّيّتُه رضي الله عنهم.
هؤلاء أهل بَيْتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، واجبٌ على المسلمين محبّتُهم، وإكرامُهم، واحتمالُهم، وحُسْنُ مداراتهم، والصّبْر عليهم، والدّعاء لهم.
فمَنْ أحسن مِن أولادِهم وذراريهم: فقد تخلّق بأخلاق سَلَفِه الكِرَام الأخيار الأبرار.
ومَنْ تخلق منهم بما لا يحسُنُ من الأخلاق:
دُعِيَ له بالصّلاح والصّيانة والسّلامة، وعاشَرَةُ أهلُ العقل والأدب، بأحسن المعاشرة، وقيل له: نحن نُجِلُّكَ عن أنْ تتخلق بأخلاق لا تُشْبِهُ سلفَك الكرام الأبرار، ونغار لمثِلك أنْ يتخلق بما نعلم أنّ سلفك الكرام الأبرار، لا يَرْضون بذلك، فمِنْ محبّتِنا لك، أنّ نُحِبَّ لك أنْ تتخلق بما هو أشبه بك، وهي الأخلاق الشّريفة الكريمة، والله الموفِّق لذلك) اهـ.
وقال الإمام العلامة يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري الصَّرْصَري الحنبلي:
(ت656هـ، شهيداً على يَدِ المغول لعنهم الله، لَمَّا دخلوا العراق) في قصيدته اللامية العظيمة، التي ذكر فيها اعتقاد الحنابلة:
وَأَذكُرُ شَيْئَاً مِنْ فَضَائِلِ أَهْلِهِ... فَفَضْلُهُمُ المشهورُ والظاهرُ الجلي
هُمُ العُرْوةُ الوثقى لمتمسكٍ بها... ونورُ الهدى للمُبصِرِ المُتأملِ
وقال الشّيخ حافظ بن أحمد الحكميّ –رحمه الله-، في "الجوهرة الفريدة، في تحقيق العقيدة" (ص31)،
في "بـاب الخلافة، ومَحَبَّةِ الصّحابة وأهل البّيْت رضي الله عنهم":
كَذَا عليٌّ أبُو السِّبْطينِ رَابِعُهُمْ ... بالحقِّ مُعتضِدٌ، للكُفْرِ مُضطهِدُ
فهؤلاءِ بلا شكٍ خِلافتُهُمْ .... بمقتضى النصِّ، والإجماعُ مُنْعَقِدُ
وأَهلُ بيتِ النّبي والصَّحْبُ قاطبةُ ... عنهمْ نَذُبُّ، وحُبَّ القومِ نعتَقِدُ
والحق في فتنةٍ بين الصِّحابِ جَرَتْ .. هُوَ السكوتُ، وأنَّ الكُلَّ مُجتَهِدُ
والنَّصْرُ أنَّ أبا السِّبطينِ كان هُوَ الْـ ... ـمُحِقُّ مَنْ رَدَّ هذا قَوْلُهُ فَنَدُ
تَبّاً لرَافِضَةٍ، سُحْقَاً لِنَاصِبَةٍ ... قُبْحَاً لمَارِقَةٍ، ضَلُّوا ومَا رَشَدُوا
يقول شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله تعالى في عقيدته الواسطية
تحت باب "مكــانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السُّنَّة والجمـــاعة":
"ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولَّونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: ((أذكّركُم الله في أهل بيتي)) وقال أيضاً للعباس عمه، وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشــم فقال: ((والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)) وقال: ((إن الله اصطفى بني إسمــاعيل واصطفى من بني إسمــاعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)) ".
يقول العلامة الفقيه صالح الفوزان -حفظه الله- في شرحه لكلام شيخ الإسلام السابق:
"بَيَّنَ الشيخ رحمه الله في هذا مكانة أهل البيت عند أهل السُّنَّة والجمــاعة وأنهم يُحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأهل البيت هم آل النبي صلى الله عليه وسلم الذين حُرِّمتْ عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبد المطلب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته من أهل بيته كما قال تعالى: {إنما يُريد الله ليُذهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت}.
فأهل السُّنَّة يحبونهم ويحترمونهم ويكرمونهم؛ لأن ذلك من احترام النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ولأن الله ورسولــه أمــر بذلك، قال تعالى: {قل لا أسألُكم عليه أجراً إلا المودَّة في القُرْبى}، وجاءت نصوص من السُّنَّة بذلك، منها ما ذكر الشيخ.
وذلك إذا كانوا متبعين للسنة مستقيمين على المِلّة، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعليٍّ وبنيه.أما من خــالف السُّنَّة ولم يَستقِم على الدين فإنه لا تجوز محبته ولو كان من أهل البيت... إلخ".
قال العلامة الفقيه عبدالرحمن بن ناصر السعدي -قدَّس الله روحه-:
"فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة من وجوه:
منها أولاً:
لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم.
ومنها:
لِمَا يتميَّزُوا به من قُرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه.
ومنها:
لِمَا حَثَّ عليه ورغَّبَ فيه.
ومنها:
لِمَا في ذلك من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم..."
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في حق أحد الأشراف؛ مبيّناً خطأ الذين أنكروا هذا الحق:
(وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً فلا يجوز لمسلم أن يُسقط حقَّهم ويظن أنه من التوحيد بل هو من الغُلو ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادّعاء الألوهية فيهم أو إكرام المدعي لذلك) (مؤلفات الشيخ الإمام (5) الرسائل الشخصية ص (284).
ويقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب:
(وأمَّا أهل البيت: فقد ورد سؤال على علماء الدرعية في مثل ذلك، وعن جواز نكاح الفاطمية غير الفاطمي، وكان الجواب عليه ما نصه: أهل البيت -رضوان الله عليهم- لا شك في طلب حبّهم ومودَّتهم، لِمَا ورد فيه من كتابٍ وسُنَّةٍ، فيجب حُبُّهُم ومودَّتُهم، إلا أن الإسلام ساوى بين الخلق، فلا فضل لأحد إلا بالتقوى، ولهم مع ذلك التوقير والتكريم، والإجلال، ولسائر العلماء مثل ذلك، كالجلوس في صدور المجالس، والبداءة بهم في التكريم، والتقديم في الطريق إلى موضع التكريم، ونحو ذلك، إذا تقارب أحدهم مع غيره في السن والعلم).(الدرر السنية 1 / 232-233).
وقال الإمام عبدالعزيز بن سعود بن محمد:
(من عبدالعزيز بن سعود: إلى جناب أحمد بن علي القاسمي، هداه الله، لما يحبه ويرضاه. أما بعد: فقد وصل إلينا كتابك، وفهمنا ما تضمنه من خطابك، وما ذكرت من أنه قد بلغكم: أن جماعة من أصحابنا، صاروا ينقمون على مَنْ هو متمسك بكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن مذهبه مذهب أهل البيت الشريف.
فليكن لديك معلوماً أن المتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عليه أهل البيت الشريف فهو لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة. ولكن الشأن: في تحقيق الدعوى بالعمل).
ثم قال:
(وأما ما ذكرت: من أن مذهب أهل البيت أقوى المذاهب، وأولاها بالاتباع، فليس لأهل البيت مذهب، إلا اتباع الكتاب، والسُّنَّة، كما صَحَّ عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أنه قيل له: هل خصَّكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: لا؛ والذي فلق الحبَّة، وبرأ النسمة، إلا فهم يؤتيه الله عبداً في كتابه، وما في هذه الصحيفة... الحديث؛ وهو مخرج في الصحيحين.
وأهل البيت رضي الله عنهم كذبت عليهم الرافضة، ونسبت إليهم ما لم يقولوه، فصارت الروافض ينتسبون إليهم، وأهل البيت براء منهم .....).
من نونية أبي محمد عبدالله بن محمد السلفي -رحمه الله-:
حبُ الصحــابة والقرابةِ سُنَّةٌ .... ألقى بها ربي إذا أحياني
قال الإمام الشافعي-رحمه الله-:
يـــــا أهل بيت رســول الله حُبكم ..... فرضٌ من الله في القرآنِ أنزله
يكفيكم من عظيم الفخـــر أنكم ..... من لم يصل عليكم لا صلاة له
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي *** رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَـولـِه *** لا يَنْـثَني عَنـهُ ولا يَتَبَـدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ *** وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّــل
جاء في السُّنَّة لابن أبي عاصم برقم (1017) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:
(ليحبني قوم حتى يدخلون النار فيّ، وليبغضني قوم حتى يدخلون النار في بغضي). وإسناده صحيح.
وجاء أيضاً في السُّنَّة لابن أبي عاصم برقم (1018) عن علي رضي الله عنه أنه قال:
(يهلك فيّ رجلان مُفْرِط في حبي ومُفَرِّط في بغضي) وإسناده حسن.
قال العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله في تفسير روح المعاني (25 / 32):
والكثير من الناس في حق كلٍّ من الآل والأصحاب في طرفي التفريط والإفراط، وما بينهما هو الصراط المستقيم، ثبتنا الله تعالى على ذلك الصراط.
ويقول العلامة صديق حسن خان رحمه الله في هذا السياق أيضاً:
وهذه المحبة لهم واجبة متحتمة علىكل فرد من أفراد الأمة، ومن حُرِمها فقد حُرم خيراً كثيراً، ولكن لابد فيها من لفظ الإفراط والتفريط، فإن قوماً غلوا فيها فهلكوا، وفرّط فيها قوم فهلكوا، وإنما الحق بين العافي والجافي، والغالي والخالي. انظر: الدين الخالص (ص 3 / 351).
إليك طائفة من أقوالهم في ذلك..
1- قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه (ت13هـ).
روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي الله عنه أنه قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي. البخاري برقم (4241) ومسلم برقم (1759).
2- قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت23هـ).
روى ابن سعد في الطبقات (4 / 22) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للعباس رضي الله عنه: والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب –يعني والده– لو أسلم؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب.
3- قول زيد بن ثابت رضي الله عنه (ت42هـ).
عن الشعبي قال: صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة، ثم قُرّب له بغلته ليركبها، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه، فقال زيد: خَلِّ عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هكذا نفعل بالعلماء، فقبَّل زيدُ يدَ ابن عباس وقال، هكذا أُمِرْنَا أن نفعل بأهل بيت نبينا. الطبقات لابن سعد (2/ 360).
4- قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (ت60هـ).
أورد الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 140) أن الحسن بن علي دخل على معاوية في مجلسه، فقال له معاوية: مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف.
وأورد ابن كثير أيضاً في البداية (8 / 139)
أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه، فأجازهما بمائتي ألف، وقال لهما: ما أجاز بهما أحدٌ قبلي، فقال الحسين، ولم تُعط أحد أفضل منا.
5- قول ابن عباس رضي الله عنهما (ت68هـ).
قال رزين بن عبيد: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين، فقال له ابن عباس: مرحباً بالحبيب ابن الحبيب. أخرجه أحمد في الفضائل (2 / 777).
6- قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (ت321هـ).
قال رحمه الله في عقيدته الشهيرة: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض مَنْ يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير)..
وقال أيضاً:
(ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذريته المقدسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق). انظر العقيدة الطحاوية شرح ابن أبي العز (ص 467 – 471).
7- قول الإمام الحسن بن علي البربهاري (ت 329هـ).
قال في شرح السُّنَّة (ص 96 – 97):
واعرف لبني هاشم فضلهم، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرف فضل قريش والعرب، وجميع الأفخاذ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام، وموالي القوم منهم، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، وآل الرسول فلا تنساهم، واعرف فضلهم وكرامتهم.
- قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (تاريخ 360 هـ).
قال في كتاب (الشريعة): (واجبٌ على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بنو هاشم: علي بن أبي طالب وولده وذريته، وفاطمة وولدها وذريتها، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما، وجعفر الطيار وولده وذريته، وحمزة وولده، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم والصبر عليهم والدعاء لهم).
- قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني (تاريخ 387 هـ).
قال رحمه الله في النونية:
(واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعـرف عـلياً أيـما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان
إحـداهـما لا ترتضيـه خليفـة وتنصـه الأخرى إلهاً ثاني)
- قول الموفق ابن قدامة المقدسي (تاريخ 620 هـ).
قال في لمعة الاعتقاد: (ومن السُّنَّة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد، وعائشة الصدّيقة بنت الصدّيق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم).
- أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية (تاريخ 728 هـ)
قال في العقيدة الواسطية: (ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال يوم غدير خم: أُذكّركم الله في أهل بيتي، وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أنّ بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) وقال: (إنّ الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
وقال رحمه الله:
(ولا ريب أنّ لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أنّ قريشاً يستحقون المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل).
- قول الحافظ ابن كثير (تاريخ 774 هـ).
قال في التفسير: (ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وُجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متّبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجمعين).
- قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني (تاريخ 840 هـ).
(وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجوب محبتهم وموالاتهم، وأن يكون معهم، ففي الصحيح: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا)، وفيه (المرء مع من أحب)، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}، فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم، فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير، وأهل المناقب الجمّة والفضل الشهير).
- قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (تاريخ 1376 هـ).
قال في كتابه التنبيهات اللطيفة (فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة من وجوه...
منها:
لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم.
ومنها:
لِمَا يتميَّزُوا به من قُرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصالهم بنسبه.
ومنها: لِمَا حَثَّ عليه ورَغَّبَ فيه).
- قول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي (تاريخ 1377 هـ).
قال رحمه الله في (سلم الوصول):
(وأهل بيت المصطفى الأطهار وتابعيه السادة الأخيار
فكلهم في مُحكم القرآن أثنى عليهم خالق الأكوان).
- قول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله:
قال في شرح العقيدة الواسطية: (ومن أصول أهل السُّنَّة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبونهم للإيمان، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكرهونهم أبداً).