أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: نداءات وتساؤلات للشباب والشابات: الإثنين 29 نوفمبر 2010, 7:00 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
نداءات وتساؤلات للشباب والشابات:
أخيكم في الله أبو بهاء المصري إمام وخطيب مسجد المختار
بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله وكفى.. وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى..
أما بعد.. إخواني / أخواتي في الله..
وكما تعودت على أن ألتقي بكم لطرح موضوع من الموضوعات التي نستلهم منها جمال الإسلام ومحاسن أخلاقه، فها أنا ألتقي بكم مجدداً لأضع بين أيديكم موضوعي هذا وهو عبارة عن عدة تساؤلات للشباب والشابات، ثم الإجابة عليها.. مراعياً عدم التطويل حتى لا أصيبكم بالملل.
أسأل الله لي ولكم القبول وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل..
إخواني / أخواتي في الله..
الشباب بطبعه يحب روح التحدي، وأنا أدعو كل قارئ وخاصة الشباب ألا تنثني عزائمهم إزاء قراءة هذا المقال وأنا على يقين بأنكم لن تخسروا.
لمــــــاذا؟ لمـــــــاذا؟ لمــــــاذا؟ لمـــــــاذا؟...
لمــــــاذا يركض لاعب الكرة في الملعب ويجوبه طولاً وعرضاً جرياً وراء الكرة.. ولا يقوى على أداء الصلوات.. لمــــــاذا؟.
يدَّعي أنه ينتسب إلى الإسلام، والإسلام منه بريء؛ فهو إسلامي المنشأ من أبوين مسلمين وتربى فى بيئة إسلامية، وتراه تاركاً للصلاة متهاوناً بها متكاسلاً عنها وقد نسي قول الله تعالى في محكم آياته: { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون }، وإن كان يظن مع تهاونه بأمر الصلاة أنه مسلماً فهو مسكين. وانظر إليه وإلى حاله من التكاسل والتهاون والمسجد لا يبعد عنه إلا بضع خطوات، ولكن لا تراه في صفوف المصلين.. لمــــــاذا؟
تراهُ يهتزُّ طرباً ونشوةً عند سماع الأغاني، وهي من وحي الشيطان ومزاميره، ولا يحتمل أن يسمع القرآن وهو كلام الله تعالى وهو شفاء للقلوب ورحمة وهدى للناس.. لمــــــاذا؟
أسماء المغنين والفنانين واللاعبين يحفظها عن ظهر قلب، ويعرف ميولهم ورغباتهم ويتتبع أخبارهم بل ويعرف أسماء زوجاتهم وأبنائهم، ولا يعرف الله ولا يتقرب إليه بما افترضه عليه، وهو إنما خلق لعبادة الله ونسي قول الله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون.. لمــــــاذا؟
تراهُ يقرأ في كُتب الشعر الماجن والروايات الباطلة، ويطالع المجلات الداعرة التي تحض على الرذيلة وتهدم كل فضيلة، وتمضي الشهور والشهور وهو ما مس القرآن ولا قرأ فيه آية.. لمــــــاذا؟
يسمع الموعظة ولا يتعظ بها، ويرى الحق ولا يتبعه، ويصغي للناصح ولا يطبق ما يقوله.. لمــــــاذا؟
إياك أن تقول النَّفْس أمارة بالسوء.. فأنت تستطيع أن تطوعها للخير وتخالف هواها حتى تسيطر عليها وتذكر قول الله تعالى: { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها }، لا تقل لا أستطيع دفع الشيطان؛ لأن الله قال عنه: { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } فبإمكانك مخالفته والانتصار عليه لأنه لا يتمكن إلا من الضعفاء البعيدين عن الله، ولا تقل لا أستطيع تغيير جلسائي أو أصدقائي وتذكر قول الله: { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } وكما يقولون: الصديق وقت الضيق، ويقولون: صديقك من يصدقك، فأين الصديق الذي تزعم انه كان يضلك عن سبيل الله؟
وتأملوا معي هذه الإجابات على الأسئلة التي مضت..
أتدري ما الجواب عن " لمــــــاذا؟ " في الاستفسارات السابقة؟
الجواب: لأن النفس غير متصلة بالله، والقلوب متعلقة بحب الحرام وحب الشهوات، والإيمان ضعيف في قلبك إن لم يكن معدوماً. وهذه قاعدة الإيمان الضعيف، لا يقدر على إزالة حب المحرمات والتعلق بها لأنه ضعيف.
فيأتي هنا سؤال متوقع، وهو كيف نستطيع تقوية الإيمان ليكون قادراً على إزالة المحرمات والشهوات وتجنبها؟
وللجواب على هذا السؤال، وحتى نصل إلى قطف ثماره وجني الفائدة، بدلاً من قراءة السطور وأنت مسافر البال ومشغول الذهن.
أقول لك هل فعلاً أنت مهتم بهذا الأمر، هل صحيح تعي لماذا خُلقت؟ هل صحيح تخاف عذاب القبر وأهوال المحشر، وتطاير الصحف ونصب الميزان وعبور الصراط؟ هل فكرت بالنار أم أنها خلقت لغيرك من البشر؟! أم أنك قد ضمنت دخول الجنة ووعدت بها؟! هل تريد الإجابة على التساؤل السابق؟ كيف تتغلب على متعلقات القلب والشهوة المحرمة?
الحل بسيط ومقدور عليه إن شاء الله، ولكن قبل ذلك أقول لك: قف مع نفسك وقفة صدق ومحاسبة..
قل لنفسك إلى متى العصيان؟ إلى متى يا نفس وأنتِ تسمعين أنه في كل يوم يقال فلان مات؟، والله يا نفس ليأتي اليوم الذي يقول فيه الناس: أني مت..
قل للنفس: أن الجنة تحتاج إلى صدقٍ مع الله..
قل للنفس: ما سبب أن فلان قد اهتدى؟
قل للنفس: ماذا ينقصني حتى أُحرم الرجوع إلى الله والتلذذ بطاعته؟
وإليك الحل بمشيئة الله..
1- إلزم الدعاء واسأل الله أن يعينك على الهداية والقبول، وأن يتقبلك تائباً خاضعاً وانكسر بين يدي الله وابكِ على خطيئتك، وعليك أن تتحرى أوقات الإجابة مثل: الثلث الآخر من الليل، وحين السجود، وما بين الآذان والإقامة.
2- تخلص من كل شيء يذكرك بالمعصية، واحتسب الأجر أن ذلك لوجه الله.. وتخلص من أشرطة الغناء، ومن الدش، واعتزل الإنترنت إن كان استخدامك له استخدام خاطئ، وتخلص من المجلات والصور الداعرة التي كنت تعكف عليها، وتذكر أن من ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه.
3- إحرص على قراءة القرآن يومياً، وحافظ على الأذكار فهي حفظ لك من الله ضد الشيطان، مع القيام بالفرائض والإكثار من نوافل الطاعات.
4- لابد أن تجالس الأخيار فهم خير معين على طاعة الله، والفتاة تلتزم الخيِّرات فالشيطان مع الواحد، واسألهم عما قد يعترض في طريقك.
5- تجنب أصحاب الماضي؛ فهم يذكرونك بالمعصية واهجرهم تماماً، ثم مسألة دعوتهم لطريق الهداية تأتي في مرحلة متقدمة، بعد أن يشتد عودك في الدين وتقوى حجتك وتستطيع الرد على الملابسات، ويكون ذلك بتحيُّن الفرص المناسبة وتعهدهم بالموعظة كلٌ على حدة.
6- إجعل لنفسك وقتاً للاستماع إلى المواعظ وإلى قرآن الله؛ ففيها تقوية للإيمان وربط بالله وتقوية الصلة به سبحانه، مع زيادة معلوماتك الدينية والتفقه في دين الله.
7- إذا وجدت تثبيطاً للهمم ممن حولك، فاشفق على حالهم وعلى أنهم قد ضلوا الطريق السوي، واسأل الله الهداية للجميع.
وتذكَّر أن الجنة لا تدخلها إلا نفس مؤمنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: { وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }
واعلم أن أمامك موت ثم صحف تتطاير وحساب وصراط، فإلى جنة أو إلى نار.
وأذكركم وأذكر نفسي بهذه الكلمات:
تذكر وقوفك يوم العرض عرياناً ... مستوحشاً قلق الأحشاء حيراناً ... والنار تلهب من غيظ ومن حنقٍ ... على العصاة ورب العرش غضبانَ ... إقرأ كتابك يا عبدي على مهلٍ ... فهل ترى فيه حرفاً غير ما كانَ ... فلما قرأته ولم تنكر قراءتهُ ... وأقررت إقرار من عرف الأشياء عرفاناً ... نادى الجليلُ خذوه يا ملائكتي ... وامضوا بعبدٍ عصى للنارِ عطشاناً ... المشركون في النار يلتهبوا ... والموحدون بدار الخلد سكاناً.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.. ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل..
بارك الله فيكم وهداني وهداكم إلى الصراط المستقيم والطريق القويم وختم لي ولكم بصالح الأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخيكم فى الله أبو بهاء المصري إمام وخطيب مسجد المختار.
|
|