أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: مــاذا تسمـــع؟ الأربعاء 29 نوفمبر 2017, 11:16 pm | |
| وقال في الحديث أيضاً: إذا سمعتم نُبَاحَ الكلب ونهيق الحمير بالليل فتعوَّذوا بالله من الشيطان لماذا؟ لأنها رأت شيطانًا وكذلك فإن مَنْ سمع بفتنة فلابدَّ أن ينأَ عنها وأن يبتعد؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ سمع بالدَّجال فلينأ عنه) فإذا سمعت بمكان فيه فتنة فلا يجوز لك أن تسافر إليه، ولا أن تذهب إليه، والدليل حديث الدَّجال (مَنْ سمع بالدجال فلينأ عنه) ليبتعد، وليس أن يذهب إليه.
وما أكثر الدجاجلة الصغار قبل الدجال الأكبر الذين يذهب إليهم الناس للاستماع، وما أكثر أماكن الفتنة التي يسافرون إليها، وقد جاء الشارع أيضًا بآداب لِمَا نسمع، وإرشادات لما نتكلم به، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كفى بالمرء إثمًا أن يُحَدِّثَ بكل ما يسمع)، وما أكثر النقلة الذين ينقلون ولا يتثبَّتون ويحدِّثون بكل ما يسمعون فلا يحذفون، ولا يكتمون، ولا يحفظون، ويحتفظون، بالكذب والباطل، والمشكوك فيه، والإشاعات الكاذبة.
وكذلك فإن السَّمع مدار تحديد الوسوسة في الصلاة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان أحدكم في الصلاة، فوجد حركة في دبره، أحدث أم لم يحدث، فأشكل عليه فلا ينصرف)، لا يقطع الصلاة، لا يجوز له ذلك، لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا، علاج بالغ للوسوسة، ولِمَنْ يسمع أصواتًا في بطنه ورزًا فإنه لا يقطع الصلاة حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا.
والشريعة تريد البيّنة، وتربي المسلم على الدليل، وليس على اتباع الشكوك والأوهام والظنون.
حكم السَّماع يأخذ حكم المسموع =================== عباد الله، إن حكم السَّماع يختلف بحسب المسموع، فقد يكون واجبًا، أو مستحبًا، أو مكروهًا. قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في عبوديات الجوارح: فعلى السَّمع، يعني: من العبادة وجوب الإنصات والاستماع لما أوجبه الله ورسوله عليه، من استماع الإسلام، والإيمان، وفروضهما، وكذلك استماع القراءة في الجهر، إذا جهر الإمام واستماع خطبة الجمعة في أصح قولي العلماء: واجب. ويحرم عليه استماع الكفر والبدع والموالد التي ضَجُّوا بها، المولد النبوي، والاحتفالات البدعية التي ملأت الدنيا من أرباب الصوفية، ومشركي هذا الزمان، وأصحاب البدع، ويحرم عليه استماع الكفر والبدع إلا حيث يكون في استماعه مصلحة راجحة، من رَدِّهِ، الرَّدَّ عليه، أو الشهادة على قائله بالكفر والبدع عند القاضي؛ ليُقام الحد ويأخذ بما هو لازم لمكافحة هذا الأمر، أو زيادة قوة الإيمان والسنة، فإن الإنسان المسلم الصادق إذا سمع ببعض ديانات الهندوس والبوذيين -مثلًا- حَمِدَ اللهَ على النعمة، وكذلك يحرم استماع أسرار مَنْ يهرب عنك بسره، ولا يحب أن يُطلعك عليه ما لم يكن متضمنًا لحق يجب القيام به، أو لأذى مسلم يتعين نصحه وتحذيره منه.
وكذلك يحرُم استماع أصوات النساء الأجانب، التي تخشى الفتنة بأصواتهن، إذا لم تدع حاجة من شهادة عند القاضي أو معاملة، أو استفتاء، أو محاكمة، أو مداوة عند طبيب ثقة ونحو ذلك، فيتبين لك -أيها المسلم- أن كثيرًا من الذين يستخدمون سماعات الهاتف إنما يستخدمونها في حرام، كثير ما هم يستخدمونها في حرام، ويأثمون بالسَّماع، ويجلس يسمع الساعات الطويلة، ويتكلم، حرام في حرام، وإثم في إثم، ومعصية بعد معصية، والمَلَكُ يكتب، وسخط الله نازل، والوعيد شديد، والآخرة متحققة، والجزاء واقع، وجنة أو نار.
وكذلك يحرُم استماع المعازف وآلات الطرب، واللهو، كالعود، والطنبور، واليراع، كما ذكر ذلك ابن القيم في عصره، وفي عصرنا الكمنجة، والقانون، والأورج، وغيرها من أنواع المعازف.
وكذلك قال رحمه الله: ولا يجب عليه سد أذنه إذا سمع الصوت وهو لا يريد استماعه، إذا كان يمشي في الشارع فسمع صوت الغناء، أو سمع صوت موسيقى وهو لا يريد استماعه، لا يجب عليه سد أذنيه إلا إذا خاف السكون إليه والإنصات فحينئذ يجب سد الأذنين؛ لتجنب سماعه من باب سد الذرائع ونظير هذا المحرم لا يجوز له تعمد شمّ الطيب ولكن إذا حملت الريح رائحته وألقتها في مشامه لم يجب عليه سد أنفه وأما السَّمع المستحب فكاستماع المستحب من العلم، وقراءة القرآن، وذكر الله، واستماع كل ما يحبه الله، وليس بفرض، والمكروه عكسه، وهو استماع كل ما يكره، ولا يعاقب عليه.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظ علينا أسماعنا، وأن يحفظ علينا أبصارنا، اللهم متعنا بأسماعنا، ومتعنا بأبصارنا، اللهم متعنا بسائر قواتنا، واجعلها الوارث منا، احفظ أسماعنا من الحرام وأبصارنا من الحرام، وحواسنا من الحرام، واجعل ما نسمعه في مرضاتك.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية: ========= الحمد لله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، هو السميع العليم، هو السميع البصير، سبحان الذي وسع سمعه الأصوات، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا يشغله سمع عن سمع، لا يشغله صوت من أصوات عباده عن صوت آخر، لا يشغله دعاء واحد عن آخر، فهو يسمع الجميع، -سبحانه وتعالى- يسمع أصواتهم، على اختلاف لغاتهم، وتنوع حاجاتهم، فيجيب هذا، ويمنع هذا، ويؤخر هذا، ويثيب هذا، -سبحانه وتعالى-.
وأشهد أن محمدًا رسول الله، -صلى الله عليه- وعلى آله وصحبه أجمعين، سمع كلام الله فأسمعنا وبلّغنا، وأدَّى إلينا صلى الله عليه وعلى أصحابه وآله وذريته الطيبين الطاهرين.
الغناء ينبت النفـاق في القلب ================= عباد الله، إن مما يجب أن يشغل أسماعنا سماع العلم، سماع الآيات، سماع أخبار المسلمين، سماع فتاوى أهل العلم، سماع الدين، سماع كل ما يحيى القلوب، وما يجب صرفه سماع الغناء والحرام، نريد سماع الآيات، لا سماع الأبيات، وسماع القرآن لا سماع مزامير الشيطان، وسماع كلام الأنبياء والمرسلين، لا كلام المغنيين والمطربين، فهذا السَّماع سماع يحدو القلوب إلى جوار علام الغيوب، وسائق الأسواق الأرواح إلى ديار الأفراح، ومحرك يثير ساكن العزمات إلى أعلى المقامات، وأرفع الدرجات، إني أحب أن أسمعه من غيري.
وطريقة الصحابة في التلاوة يقرأ أحدهم والباقون يستمعون، ولا شك أن القلب -يا عباد الله- يتأثر بالسَّماع بحسب ما فيه من المحبة، فإذا امتلأ من محبة الله يرغب في سماع كلام المحبوب والإنصات إليه، والتفاعل معه.
وأما إذا كان مملوء بالعشق والفسق فإنه يريد سماع الأغاني والطرب وحرام، على قلب تربى على غذاء سماع الشيطان أن يجد شيئًا من ذلك في سماع القرآن، بل إن حصل له نوع لذة فهو من قبل الصوت المشترك، هذا لحن قارئ جميل، وهذا لحن أغنية جميل، فهو من قبل الصوت المشترك؛ ولذلك تراهم يطربون عند سماع القارئ، ويقولون: الله الله، ونحو ذلك من الأفعال المبتدعة، لإعجابهم بصوته، ونغمته، وسحبته، لا لمعنى لما يقول ويقرأ.
مثل طرب بعض الناس لما يسمعون أصوات بعض المقرئين، الذين تفننوا بتنزيل صوتهم في القرآن على ألحان الأغاني، (والغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل).
وما اعتاده أحد إلا نافق قلبه وهو لا يشعر، فما اجتمع في قلب عبد محبة الغناء ومحبة القرآن إلا طرد إحداهما الأخرى ولو بعد حين.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "وقد شاهدنا نحن وغيرنا ثقل القرآن على أهل الغناء، وسماعه وتبرمهم به، وصياحهم بالقارئ إذا طوَّل عليهم، وعدم انتفاع قلوبهم بما يقرأ، فلا تتحرك، ولا تخشع، فإذا جاء قرآن الشيطان فلا إله إلا الله، كيف تخشع الأصوات!؟ وتهدأ الحركات، وتسكن القلوب، وتطمئن، وتقع، طيب السهر وتمنى طول الليل.
تلي الكتـــاب فأطرقوا لا خيفة *** لكنـــــــــــه إطراق ساه لاه وأتى الغناء فكالذباب تراقصوا *** والله ما رقصوا من أجل الله دف ومزمـــــــار ونغمة شادن *** فمتى شهــــــدت عبادة بملاه ثقل الكتــــــاب عليهم لما رأوا *** تقييده بأوامــــــــــــر ونواه فانظر إلى النشوان عند شرابه *** وانظر إلى النسوان عند ملاه واحكــــــم فأي الخمرتين أحقّ *** بالتحريم والتأثيم عنــــد الله
أعظم نعمة رؤية الله تعالى في الجنة ====================== اسمع كلام الله، اسمع عذر إخوانك، اسمع شكوى المراجع -يا أيها الموظف- السَّماع، إذن كثير، طيب، لكن مَنْ الذي يفعل، أما سماع المعصية، سماع البدعة، كسماع الصوفية وترانيمهم، وسماع أغانيهم في الموالد فلا، وسماع الاحتفالات في الموالد فلا.
قال القشيري: "سمعت أبا عبد الله السُّلَمِي قال: دخلت على أبي عثمان المغربي ورجل يستقي الماء من البئر على بكرة فقال: يا أبا عبد الرحمن أتدري ماذا تقول هذا البكرة؟ فقلت: لا، قال: تقول: الله الله، هذا شغل الصوفية، البكرة تقول: الله الله، صوت الماء يُسحب على البكرة، يعني: الله الله. وهكذا -أيها المسلمون- نسأل الله أن يدخلنا الجنة، فإننا إذا دخلنا الجنة فلن نجد أحلى ولا أعظم نعمة من رؤية الرب وسماع كلامه؛ ولذلك لا يوجد في نعيم أهل الجنة أعلى من رؤيتهم وجه الله وسماع كلامه، وكذلك سماع غناء الحور العين، الذين يكون ثوابًا لِمَنْ امتنع عن سماع الغناء في الدُّنيا.
قال الله في وصف أهل الجنة ونعيمهم: "رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ" سورة الروم: 15، يعني: يسمعون الغناء، غناء الحور العين، أما علاقة موضوع السَّماع بالبوسنة فإنه قول الشاعر:
رب وامعتصماه انطلقت ملأ أفـواه السَّبايا اليُتَّمِ لامست أسمعاهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصمِ
وهؤلاء اليوم يخططون وتبرز الخطط، وبين الصرب والكروات مثلما نحن نقول عند البخاري ومسلم: متفق عليه، ولن "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَتَهُمْ" سورة البقرة: 120، "وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاءً" سورة النساء: 89.
وسيظهر ذلك عاجلًا أم آجلًا، سَلّمُوا لهم المنطقة مقابل خروجهم بعددهم وعدتهم إلى أراضي المسلمين، إنهم يريدون ملجيبا، سربرنيتسا، وغيرها من البلدان التي احتلوها، والمدن الإسلامية للصرب الجُدد، إنهم قد استولوا على سبعين بالمائة من أراضي البوسنة، لكن ليس عندهم شعب كافٍ ليملؤوا تلك الأراضي، فهم يخرجونهم الآن من مكان إلى مكان، والبلد هذا يذهب إلى كفار، وتملأ البلدان الأخرى من الكفار الآخرين، والمسألة كفر في كفر، ومؤامرة في مؤامرة، ويدل على ذلك أقوال بعض قادة الصرب: إننا لم نفاجأ ولم تبدو عليهم الاندهاشة، وإنما أمر قد قضي بليل.
عبــــاد الله: بعضهم يعد وبعضهم يخطط وبعضهم ينفذ وبعضهم يمالئ وبعضهم يغطي على بعض أولئك أئمة الكفر والله يقول: "فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ" سورة التوبة: 12، لا عهد لهم ولا ذِمَّة، كيف نثق بهم؟ كيف نركن إليهم؟ أينما كانوا، سواء كانوا أرثودكس، أو بروستانت، أو كاثوليك، الكفر ملة واحدة، كفار، ولذلك ظن بعض السُّذَّج أن هؤلاء أرادوا الدفاع عن المسلمين، وأخذتهم الحمية فنصروا المسلمين، والله ما أرادوا ذلك، إنما أرادوا مصلحتهم، وقد يتعللون في الظاهر بشيء لمصلحة المسلمين، ولكن أياديهم ملوثة بدماء المسلمين، مما قريب، فكيف يثق العصفور بِمَنْ افترس أخاه؟
يا عباد الله، ربما تأتي الأخبار والأيام قادمة بمحن مزلزلة، تحمل أنباء اتفاق الكفرة على المسلمين من الجانبين، ونحن نسأل الله -عَزَّ وجَلَّ- أن يحفظ إخواننا، وأن يرزق إخواننا الفهم والوعي، وأن يردَّهم إلى دينهم، وأن يُنقهم من الشوائب، نسأله أن يُعجِّل فرجهم، ويأتي بنصرهم، وأن يوقظ في قلوب المسلمين الحميَّة، ويرزقهم القيام بواجب إخوانهم.
اللهم إنا نسألك أن تنصر المجاهدين في سبيلك، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، الذين يريدون إعلاء كلمتك، اللهم مَنْ أراد دينك بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم آمنا في دورنا، وبلداننا، اللهم اجعل بلاد المسلمين آمنة مطمئنة بتحكيم شريعتك، يا رب العالمين، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، اللهم اجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنًا وبلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم أوقظ في قلوب المسلمين الحمية للجهاد في سبيلك، اللهم واكتب للمسلمين النصر على الأعداء يا رب العالمين، اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، واقض ديوننا، واستر عيوبنا يا أرحم الراحمين.
"سُبْحَانَ رَبِّكَ ربِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" سورة الصافات: 181:180. ========================== الهوامش 1 - رواه البخاري:1314. 2 - رواه البخاري: 6502. 3 - رواه مسلم:153. 4 - سنن ابن ماجه:236 . 5 - رواه أبو داود:1065. 6 - رواه ابن ماجه:793. 7 - رواه الدارقطني:1880. 8 - رواه مسلم:384. 9 - رواه الترمذي:267. 10 - رواه البخاري:3303، ومسلم:2729. 11 - رواه أبو داود:43190. 12 - رواه أبو داود:4992. 13 - رواه أبو داود:177 . 14 - رواه أبو داود:4927. |
|