هناك نقطة أخرى في الوكالة وهي:
أنه يُمكن أن يكون فلان ليس مُتَوَكِّلاً أمرك لكنك بِاختِيارك وَكَّلْتَه ليس هذا الشأن مع الله عز وجل لكن الله شئت أم أَبَيْت أحْبَبت أم كَرِهت رَضيت أم لم ترْض أمرك كله بِيَده تعالى، قد يوكِل إنسان إنسانًا وكالة محدثة، أنا وكَّلْت فلاناً أما قبل أن أُوَكِّله لم يكن وكِيلاً لي،فأنا الذي أحدثت هذه الوكالة لكن الله سبحانه وتعالى مُتَوكِّل لكل أمور العِباد وكالةً مطلقة، وهو على كل شيء وكيل وهذا المعنى الثاني.
أما المعنى الثالث:
فالوكيل إما أن يؤدي المهمة على أتم وجه وإما أن لا يُؤَدِّيها وكم من إنسانٍ خاب ظنّه في مُحامٍ وَكَّله قضِيَّةً فَخَسِرها، قد يقول: إن قدراته ضعيفة وإنه لم يهتم اهتماماً كافِياً أو ما قدَّم المذكرات القويّة أو اتفق مع الخصم، إذًا قد تُوَكِّل إنساناً يُخَيِّب ظنك لكنك إذا وكَّلت الله رب العالمين فهو الوكيل الحق الذي يُغنيك ويُرضيك ويكفيك، أرجو الله تعالى أن نتعامل مع هذا الاسم تعامُلاً حقيقياً لأنك لا تكتفي أن تعرف معنى الوكيل وما تعريفه، فالقضية أكبر من ذلك المهم أن تكِلَ إليه أمرك.
صَدِّقوني أيها الإخوة:
لا يوجد مؤمن على الإطلاق بِإخلاصٍ شديد وبِصِدقٍ بالِغ وكَّل إلى الله شأْناً من شؤون حياته إلا ويَتَوَلى الله أمره، ولقد ورد في بعض الأحاديث القدسية أنّ الله عز وجل يقول لِعَبْدٍ أعطاه الله المال: ((عبدي أعْطَيْتك مالاً ماذا صنَعْت فيه، يقول يا رب لم أُنْفِق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي، يقول الله ألم تعلم بأني أنا هو الرزاق ذو القوة المتين))، إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلْته بهم، ((ويقول لِعبدٍ آخر عبدي أعطَيْتُك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول: يا رب لقد أنفقته على كل محتاجٍ ومِسكين لِثِقتي أنك خيرٌ حافِظاً وأنت أرحم الراحمين)).
فأحياناً الإنسان يَكِل إلى الله أمر أولاده وهو على فِراش الموت أو يكل إلى الله أمر بناته أو صِحته، وقد أعجزه العلاج وكان سييْأس وقد يتألم ويقول: يا رب توكَّلت عليك وفوَّضت أمري إليك أنت أعلم وأنت أرحم وأنت أكرم وأحكم، هذا الحال إذا توكَّلت على الله حقيقة - والله - سَتَرى العَجَب العُجاب وسوف ترى أنك أقوى الناس.
لِذلِك قالوا:
إذا أردت أن تكون أقوى الناس فَتَوَكَّل على الله، وإذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتّقِ الله وإذا أردت أن تكون أغنى الناس فَكُن بِما في يَدَيْ الله أوْثق منك مما في يديك فالذي يتوكل على الله هو أقوى إنسان والدعاء سلاح المؤمن وكلنا ضعفاء ولكنّك قوِيٌ بالله وغني بالله وكريم بالله، فأنت كريم بِطاعة الله وغنيٌ بِالاعتِماد على الله وقويٌ بِتَوَكُّلِك على الله لذلك ما توكَّل على الله أحدٌ وخَيَّب ظنَّه وما توكَّل على الله أحدٌ إلا وكَفَاه وأرضاه وأكرمه.
وها نحن مع الآيات التي ورد فيها هذا الاسم العظيم:
يقول ربنا سبحانه وتعالى:
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ (سورة آل عمران).
يقولون:
فلان يتآمر عليك ويكيد لك ويُدَبِّر لك لا تنجو منه وفلان يوغِر صدر رؤسائك عليك فقُل: حسْبنا الله ونِعم الوكيل؛ ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)﴾ (سورة آل عمران).
ألا تكفينا هذه الآية، مهما شعرت أنّ الناس يكيدون لك السوء وأنهم لك بِالمِرصاد ويأْتمِرون عليك قل: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ لما نزل النبي عليه الصلاة والسلام من الطائف وقد ردّه أهلها شر ردّ وقد كذّبوه وسَخِروا منه وأوْغروا صدر سُفهائهم فَضَربوه قال له زيد الصحابي الجليل: يا رسول الله كيف تدخل مكة وقد أخرجوك منها؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله ناصِر نبيِّه)).
يوم جاءت الأحزاب قال تعالى:
﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)﴾ (سورة الأحزاب).
وقال تعالى:
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (سورة الأحزاب).
وقال له سيدنا الصديق وهو في الغار:
لقد رأوْنا فقال له رسول الله يا أبا بكر ألم تقرأ قوله تعالى؟: ﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)﴾ (سورة الأعراف).
موضوع التوكل لا يبدو جليًا واضحًا ولا يظهر أبلج إلا في الشدائد وأما بالرخاء فلا توكّل فإذا كان الإنسان له دخْل وصِحة وأموره مُيَسَّرة أنى يقول: يا رب توكَّلت عليك؟ مستحيل!
فالله عزّ وجل إذا أراد أن يسمع صوت عبده المؤمن يسوق له شبح مصيبة، من أجل أن يركض إلى الله ويلجأ إليه لذلك هذا الاسم لا يبدو إلا في الشدائد، هذا لغير المؤمن أما المؤمن فيتوكل على الله في جميع أحواله في الرخاء وفي الشددائد، والمرء في الشدة تُعرف حقيقة إيمانه أو ضلاله وكفره، كما يعرف يقِينه من شكِّه.
وكذلك قال تعالى:
﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)﴾ (سورة الأنعام).
هذا معنى جديد، فالله على كل شيء رقيب ومالِك فاعبُدوه لأنه على كل شيء وكيل، متوكِّل أمره ورقيب عليه ومالِكٌ لِناصِيَتِه وهذا هو معنى قول الله تعالى: ﴿فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)﴾ (سورة هود).
آية ثالثة قوله تعالى:
﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)﴾ (سورة هود).
فالأمر بِيَد الله وما عليك إلا أن تُبَلِّغ والباقي على الله فالذي يستجيب يُوَفِّقه الله والذي لا يستَجيب يؤدِّبه الله وأنت ما عليك إلا أن تُبَلِّغ أمر الله كما أمرك.
وهذه آية أخرى قوله تعالى:
﴿فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) (سورة يوسف).
أي الله شاهد هنا بِمعنى أن الله عز وجل شهيد على ما نقول.
المعنى الأول: مالك الأمور.
والمعنى الثاني الرقيب.
والمعنى الثالث الشاهد.
وفي سورة الزمر قال تعالى:
﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) (سورة الزمر).
لا يمكن أن يتفلّت شيء من قبضة الله، فقد تجد إنساناً مُتَفَلِّتاً ومُخيفاً ويثير الرعب بين الناس ولكنه في قبضة الله - هذا هو الإيمان الصحيح - الوحوش الفتاكة والأشخاص العتاة والشِّريرون هؤلاء كلهم بِيَد الله عز وجل لا يسمح لهم أن يفعلوا ما يفعلوا إلا بِمشيئته وأمره قال تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3) (سورة الأحزاب).
الله جلّ جلاله يطلب منا أن نتخِذه وكيلا فهو رب المشرق والمغرب قال تعالى:
﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9) (سورة المزمل).
جرت قصة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
((عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ فَقَالَ مَا قُلْتَ قَالَ قُلْتُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))
(رواه الإمام أحمد).
مثال ذلك طالب درس ورسب فقال:
حسبي الله ونِعم الوكيل هذا قوله صواب وصحيح، فقوله تعالى حسبنا الله ونعم الوكيل لا تقولها إلا إذا بذلت كل شي تملِكه وبعد كل هذا البذل والجهد لم تنجح عندئذ قل: حسبي الله ونعم الوكيل ولا تقل: حسبي الله ونعم الوكيل قبل أن تستنْفِذ الجهد والعقل والتدبير وإلا كلام غير مقبول إذا لم يدرس وقال حسبي الله ونعم الوكيل أي كان كسولاً فقال: حسبي الله ونعم الوكيل وأهمل تربية أولاده فانحَرفوا فقال: حسبي الله ونعم الوكيل وما عالج ابنه فتَفَاقم المرض فقال: حسبي الله ونعم الوكيل فكل هذا الكلام غير مقبول إطلاقاً إذاً لا تقل حسبي الله ونعم الوكيل حتى تستفْرِغ جميع جهدِك وتستَوْفي كل عملك عندئذٍ قل هذا الكلام.
قال تعالى:
﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) (سورة النمل).
هذه نقطة دقيقة المعنى في بحثنا، فتَوَكَّل على الله لأنك على الحق المبين وهذا يعني أنك إذا كنت منحرِفاً ومُعْتَدِياً ومُسيئاً ومُجانِباً للحق فلا يصحّ منك التوكّل؛ فتوكَّل على الله إنك على الحق المبين فأحد أسباب التوكل أن تكون على الحق المبين.
شيء آخر قال تعالى:
﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) (سورة إبراهيم).
معنى ذلك أنك إذا عرفت الله واندفعت في مشروع ينبغي أن تتوكَّل عليه فَمِن لوازِم معرِفته واستِقامتك أن تتوكَّل عليه.
قال بعض العلماء:
"التوكل الانخِلاع من التواكل والانخلاع والقوة".
وقال شفيق البلخي:
"التوكل أن يطمئن قلبك لِوَعْدِ الله".
فإذا وعدك الله بالتوفيق والرزق والحياة الطيبة علامة التوكل أنك مطمئن لهذا الوعد، فأنت إذا وعدك إنسان قوي فقد تقول: من المعقول ألا يُنْجز الوعد: أما إذا وعدك الله بِحياةٍ طيبة ووعَدك بالنصر واليُسر والتوفيق والنجاح فمن علامة التوكل الاطمئنان لِوَعد الله.
وقال بعض العلماء:
التوكل: "الاشتِغال عما لك بِما عليك".
وقال بعضهم:
"قلوب الزاهدين أوعِيَة للتوكل".
وقال بعضهم:
"التوكل انقِطاع المطامِع".
فالذي يطمع بما ليس له فهو غير متوكل أما المتوكل فهذا الذي يرضى بِما قسمه الله له فهذا من علامات التوكل، توكَّلْ على الله حتى يكون هو مؤنِسك ومعلّمك وموضِع شكواك فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك.
لذلك قال سيدنا يعقوب:
﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) (سورة يوسف).
كلما عَظُمَ إيمان المَرْءِ لا يشكو همَّه إلاّ إلى الله، وكلما ضعف إيمانه تجده كثير الشكوى فهذا الذي يشكو همومه إلى كل مَنْ يلقاه ضعيف الثقة بالله ضعيف الإيمان.
إذاً.. توكَّلْ على الله حتى يكون هو مؤنِسك ومعلّمك وموضِع شكواك فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك.
الآن مُوازنة سريعة بين مَنْ يتوكّل على مخلوق وبين مَنْ يتوكّل على الله إذا توكَّلت على مخلوق طالبك بِالأجر وقد يخونك وقد لا يُفْلِح وقد يكون أضعف من المهمة التي وكَّلْتَه بها أما إذا توكَّلت على الله أعطاك الأجر توكِل إنساناً فَيُطالِبك بالأجر وإن كان مُخْلِصاً فقد لا يستطيع وإن كان يستطيع فهو لا يُخلِص وقد يخون وقد ينْحاز إلى خصْمِك أما إذا توكَّلت على الله عز وجل فالله تعالى يُعطيك الأجر ويكفيك ويُرضيك ويُكَرِّمك.
عزيزي القارىء:
موضوع التوكل موضوع كبيرٌ جداً وذكرنا ما ينبغي أن يُذْكر في هذا الدرس المحدود لكن الله تعالى نرجو أن تُتَرجم هذه الحقائق إلى مشاعِر وتصرّفات وإلى مواقِف لأن الاستِفادة الحقيقية من دروس أسماء الله الحسنى أن نتعامل مع الله بِطريقةٍ أفْضل وبِمُسْتَوى أكبر وأن نتعامل مع الله بِمَعرِفةٍ أساسها الطاعة والاستِسلام لله عز وجل.
أيها الإخوة:
ما من اسم أقرب إلى العبد من اسم الوكيل وهو على كل شيء وكيل، لذلك وكِّل الله وارتح ونم وأرح أعصابك ووكِّلْه وابتَعِد عن هذه المقْلِقات فَتَوَقُّعُ المصيبة مصيبة أكبر منها أنت من خوف الفقر في فقرٍ ومن خوف المرض في مرضٍ فَتَوَقُّعُ المصيبة مصيبة أكبر منها والمتوكِّل على الله عز وجل سوف يرى أن الله كفاه وأغناه وأرضاه.
والحمد لله رب العالمين.