منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي المنتدى)
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه)

(فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52879
العمر : 72

عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين Empty
مُساهمةموضوع: عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين   عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين Emptyالأربعاء 03 نوفمبر 2010, 5:31 am

عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين

تأليف: أبي أنس

ماجد إسلام البنكاني

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين


المقدمة

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


وبعد:

قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). سورة النور.


نزلت هذه الآيات تبرئة لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابنة أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، الفقيهة الداعية معلمة الرجال المُبَرَّأةُ من فوق سبع سموات.


طعن قوم بها ورموها بالفاحشة وعارضوا بذلك كلام ربنا في كتابه العزيز، وما ذلك إلا لمرض في قلوبهم، أو عن حقد في نفوسهم، أو مجارات لأهوائهم.

فمن الواجب علينا الذب عن أُمِّنا الطاهرة العفيفة -رضي الله عنها- وعن أبيها، ونصرة للحق المبين.


عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ رَدَّ عن عِرْضِ أخيه، رَدَّ اللهُ عن وجهه النار يوم القيامة".


وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: مَنْ نصر أخاه المسلم بالغيب، نصره الله في الدنيا والآخرة".


هذا بحق أي مسلم فكيف بالدفاع عن أمنّا عائشة -رضي الله عنها- وزوجة نبينّا صلى الله عليه وسلم.


إنها الصديقة بنت أبي بكر الصديق، القرشية، التيمية، المكية، -رضي الله عنها- وعن أبيها، أم المؤمنين، حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزوجته، وهي أحب النساء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


أبوها: هو أبو بكر الصديقرضي الله عنه، من بني تيم بن مرة بن كعب، واسمه عبد الله بن أبي قحافة، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.


وأمها: أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية.


كان مولدها في الإسلام قبل الهجرة بثمان سنين أو نحوها.


نزل جبريل عليه السلام، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقرئها منه السلام.


عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عائشُ هذا جبريل يقرئك السلام " فقلت وعليه السلامُ ورحمة الله وبركاته.


زواجها من نبينّا صلى الله عليه وسلم:

قالت عائشة -رضي الله عنها-: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أريتك في المنام يجيء بك الَملَك في سَرقَةٍ من حريرٍ فقال لي: هذه امرأتك فكشفتُ وجْهك فإذا أنت هي فقلتُ: إن يك هذا من عند الله يُمْضِهِ". رواه البخاري برقم(7/175)، ومسلم برقم( 2438).


وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها-: " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدُّنيا والآخرة "، قلتُ: بلى والله، قال: "فأنت زوجتي في الدُّنيا والآخرة ".


وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عائشة زوجتي في الجنة". صحيح الجامع حديث رقم (3965).


‏ قوله -صلى الله عليه وسلم-: "عائشة زوجتي في الجنة": قال المناوي: لعل المراد أنها أحب زوجاته إليه فيها كما كانت أحبهن إليه في الدنيا وإلا فزوجاته كلهن في الجنة.


حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة وحبها له:

من المعلوم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحب عائشة حباً كبيراً، وكانت أحب النساء إليه، كما أن أبوها هو أحب الرجال إليه.


فعن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، "أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة، قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب، فعدَّ رجالاً".


وكانت -رضي الله عنها- تبادل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل هذا الحب، ولهذا كانت أكثر زوجاته غيرة عليه، ولها في الغيرة قصص كثيرة ومتعددة.


وتروي عائشة عن نفسها، فتقول: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها ليلاً، قالت: فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع، فقال: "ما لك ياعائشة أغرت؟" فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك".


وقد علم الصحابة هذا الأمر فكانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة.


فعن هشام بن عروة عن أبيه كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.


قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر الناس أن يهدوا إليه ما كان أو حيث ما دار.


قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك، فقال: "يا أم سلمة لا تؤذوني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".


قال الذهبي: وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر العالمين المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وأن ذلك الأمر حبه لها.


وعن عبدالملك بن عمير عن عائشة قالت أعطيت خلالا ما أعطيتها امرأة ملكني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت سبع وأتاه الملك بصورتي في كفه لينظر إليها وبني بن لتسع ورأيت جبرائيل وكنت أحب نسائه إليه ومرضته فقبض ولم يشهده غيري والملائكة وأورد من وجه آخر فيه عيسى بن ميمون وهو واه قالت عائشة فضلت بعشر فذكرت مجيء جبريل بصورتها قالت ولم ينكح بكرا غيري ولا امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله براءتي من السماء وكان ينـزل عليه الوحي وهو معي وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه فأتى بين سحري ونحري في بيتي وفي ليلتي ودفن في بيتي.


وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة رضي الله عنهما: "أي بنية، ألست تحبين ما أحب" فقالت: بلى، "فأحبي هذه".


أنظر إلى محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها-، وقد حافظ النبي -صلى الله عليه وسلم- على حبه لعائشة حتى آخر لحظة من حياته، كيف لا وقد أخبره جبريل عليه السلام: "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة".


وفي مرضه -صلى الله عليه وسلم- الذي مات فيه قال: "أين أنا غداً، أين أنا غداً ؟" يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها.


قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي". وتقول: ودفن في بيتي".


وانظر إلى وصيته لسيدة نساء الجنة فاطمة -رضي الله عنها- بأن تحب عائشة -رضي الله عنها-، ويأتي أُناس يطعنون فيها بل ويشتمونها بأقبح الشتائم، ألم يعلموا بأنهم واقفون بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وستكون عائشة خصيمة لهم يوم القيامة، وسيأخذ الله تعالى حقها منهم، كما سيأخذ حق الصحابة الكرام من كل من طعن بهم وشتمهم.


قالت عائشة -رضي الله عنها-، لقد أُعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران:

1ـ لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجني.

2ـ ولقد تزوجني بكراُ، وما تزوج بكراً غيري.

3ـ ولقد قُبض ورأسه في حجري.

4ـ ولقد قبرته في بيتي.

5ـ ولقد حفَّت الملائكة بيتي.

6ـ وإني لابنة خليفته وصِدِّيقُه.

7ـ ولقد نزل عذري من السماء.

8ـ ولقد خُلِقْتُ طيبة عند طيب.

9ـ ولقد وُعدت مغفرةً ورزقاً كريماً.


عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كَمُل من الرَّجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وفضلُ عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام".


وكان -عليه الصلاة والسلام- أفضل الأزواج على الإطلاق، حيث كان يعاملها بكل ود ولطف وحنان، وكان يلاعبها ويسابقها ويمازحها ويداعبها ويلاطفها.


تقول عائشة -رضي الله عنها- كنت ألعب بالبنات عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكنَّ يأتينني صواحبي ينقمعن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان رسول -صلى الله عليه وسلم- يُسربهنَّ إليَّ.


ومعنى الحديث أنها كانت تلعب بلعب الأطفال المجسمة مع صاحباتها، فإذا دخل -صلى الله عليه وسلم- عليهن اختبأن حياءً منه -عليه الصلاة والسلام- ولكنه لرفقته ورحمته كان يلاعبهن ويدخلهن على عائشة.


وكانت -رضي الله عنها- راجحة العقل.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلتُ يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرةٌ قد أُكل منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيَّها كنت تُرتِعُ بعيرك؟ قال: "في التي لم يُرْتَع منها" تعني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج بكراً غيرها. رواه البخاري.


كرمها وزهدها وورعها وتقواها -رضي الله عنها-.

إنها الزاهدة، الكريمة.

عن تميم بن سلمة عن عروة، قال: لقد رأيت عائشة -رضي الله عنها- تقسم سبعين ألفاً، وإنها لترقع جيب درعها.


وأُتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلَّها، وليس في بيتها شيءٌ، فلما أمست، قالت: ياجارية، هلمي فطري، فجائتها بخبز وزيت، ثم قالت الجارية: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهم نفطر عليه، قالت: لا تعنفيني، لو كنتِ ذكرتيني لفعلت. حلية الأولياء (2/47).


وعن محمد بن عمرو بن عطاء العامري، قال: كانت بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم-  التي فيها أزواجه، وإن سودة بنت زمعة أوصت ببيتها لعائشة وإن أولياء صفية بنت حيي باعوا بيتها من معاوية بن أبي سفيان بمائة وثمانين ألف درهم، قال بن أبي سبرة: فأخبرني بعض أهل الشام أن معاوية أرسل إلى عائشة أنت أحق بالشفعة وبعث إليها بالشراء واشترى من عائشة منـزلها، يقولون بمائة وثمانين ألف درهم، ويقال بمائتي ألف درهم، وشرط لها سكناها حياتها، وحمل إلى عائشة المال فما رامت من مجلسها حتى قسمته، ويقال اشتراه بن الزبير من عائشة بعث إليها، يقال خمسة أجمال بخت تحمل المال فشرط لها سكناها حياتها فما برحت حتى قسمت ذلك، فقيل لها: لو خبأت لنا منه درهما، فقالت عائشة: لو ذكرتموني لفعلت. الطبقات الكبرى(8/165).


فصبرت -رضي الله عنها- ولم يزعجها الفقر، ولم يبطرها الغنى، صانت عزة نفسها فهانت عليها الدنيا فما عادت تبالي إقبالها ولا إدبارها.


وها هي -رضي الله عنها- تقول: كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي -رضي الله عنه- واضعة ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر -رضي الله عنه- والله ما دخلته إلا مشدودة عليَّ ثيابي حياءً من عمر -رضي الله عنه-.


فقد كانت -رضي الله عنها- قوية في دين الله تعالى، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتغضب من أجل الله عز وجل، تقول أم علقمة بنت أبي علقمة: رأيت حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها، فشقته عليها، وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور؟ ثم دعت بخمار فكستها.


ذكر طرف من مواعظها وكلامها.

عن عامر، قال: كتبت عائشة إلى معاوية: أما بعد، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عز وجل عاد حامده من الناس ذاماً.


وطلب معاوية منها يوما حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنصحه فيه، فقالت له: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس". صحيح الجامع حديث رقم (6010). ‌


‏وفي رواية: "من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس". صحيح الجامع حديث رقم (6097).


‌أي لما رضي لنفسه بولاية من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وكله إليه (ومن أسخط الناس لرضى اللّه كفاه اللّه مؤونة الناس) لأنه جعل نفسه من حزب اللّه ولا يخيب من التجأ إليه (ألا إن حزب اللّه هم المفلحون)، أوحى اللّه إلى داود -عليه السلام- ما من عبد يعتصم بي دون خلقي فتكيده السماوات والأرض إلا جعلت له مخرجاً وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماء من بين يديه وأسخطت الأرض من تحت قدميه.


وعنها -رضي الله عنها-، قالت: إنكم لن تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب فمن سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن كثرة الذنوب. صفوة الصفوة(2/32).


تبرئة الله تعالى لها من فوق سبع سماوات

حادثة الإفك

وذلك أن عائشة -رضي الله عنها- كانت قد خَرَجَ بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها، وكانت تلك عادته مع نسائه، فلما رجعوا من الغزوة، نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشةُ لحاجتها ثم رجعت، ففقدت عِقداً لأختها كانت أعارتها إياه، فرجعت تلتمسُه في الموضع الذي فقدتهُ فيه، فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هودجها، فظنوها فيه، فحملوا الهودج، ولا ينكرون خِفته، لأنها -رضي الله عنها- كانت فتية السِّن، لم يغشها اللحم الذي كان يثقلها، وأيضاً، فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج، لم يُنكروا خِفته، ولو كان الذي حمله واحداً أو اثنين، لم يخف عليهما الحالُ، فرجعت عائشةُ إلى منازلهم، وقد أصابت العِقد، فإذا ليس بها داعٍ ولا مُجيب، فقعدت في المنـزل، وظنَّت أنهم سيفقدونها، فيرجعون في طلبها، واللهُ غالبٌ على أمرهِ، يُدبِّرُ الأمرَ فوقَ عرشه كما يشاءُ، فغلبتها عيناها، فنامت، فلم تستيقِظْ إلا بقول صفوانَ بن المعَطِّل: إنا للهِ وإنا إليه راجعونَ، زوجة رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. وكان صفوان قد عرَّسَ في أُخريات الجيش، لأنه كان كثيرَ النوم، كما جاء عنه في "صحيح أبي حاتم" وفي "السنن".


فلما رآها عَرفها، وكانَ يراها قبلَ نزولِ الحِجابِ، فاسترجع، وأناخَ راحلته، فقربها إليها، فركبتها، وما كلَّمَها كلمة واحدة، ولم تَسمَعْ منه إلا استرجاعَه، ثم سار بها يَقُودُها حتى قَدِمَ بها، وقد نزل الجيشُ في نحرِ الظهيرة، فلما رأى ذلك الناسُ، تكلَّم كُلٌ منهم بِشاكِلته، وما يَليقُ به، ووجد الخبيثُ عدوُّ اللهِ ابن أُبي متنفَّساً، فتنفَّس مِن كَربِ النفاق والحسدِ الذي بين ضُلوعه، فجعل يستحكي الإفكَ، ويستوشِيه، ويُشيعه، ويُذيعه، ويَجمعُه، ويُفرِّقه، وكان أصحابُه، يتقرَّبونَ به إليه، فلما قَدِموا المدينةَ، أفاضَ أهلُ الإفكِ في الحديثِ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساكِتٌ لا يتكلَّم، ثم استشار أصحابَه في فراقها، فأشار عليه عليٌ -رضي الله عنه- أن يُفارِقَهَا، ويأخُذَ غيرها تلويحاً لا تصريحاً، وأشار عليه أُسامةُ وغيرهُ بإمساكِها، وألا يلتفتَ إلى كلام الأعداء.


فعلي لما رأى أن ما قيل مشكوكٌ فيه، أشار بترك الشَّكِّ والرِّيبة إلى اليقين ليتخلَّص رسول الله من الهمِّ والغمِّ الذي لحقه مِن كلام الناس، فأشار بحسم الداء، لما عَلِمَ حُبَّ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لها ولأبيها، وعلم مِن عِفتها وبراءتها، وحصانتها وديانتها ما هي فوقَ ذلك، وأعظم منه، وعرفَ مِن كرامةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- على ربِّه ومنـزلته عنده، ودفاعِه عنه، أنه لا يجعلُ ربةَ بيته وحبيبته من النساء، وبنت صِدِّقه بالمنـزلة التي أنزلها بهِ أربابُ الإفك، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكرم على ربه، وأعزُّ عليه من أن يجعل تحته امرأة بغيَّاً، وعلم أنَّ الصِّدِّيقةَ حبيبةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكرمُ على ربها مِن أن يَبْتَلِيهَا بالفاحِشَةِ، وهي تحتَ رسوله.



عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 11 أبريل 2021, 2:10 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52879
العمر : 72

عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين Empty
مُساهمةموضوع: رد: عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين   عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين Emptyالأربعاء 03 نوفمبر 2010, 5:37 am

قوة ثبات السيدة عائشة رضي الله عنها وتبرئتها من فوق سبع سموات:

ومن تأمل قولَ الصديقة وقد نزلت براءتها، فقال لها أبواها: قومي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله، علم معرفتها، وقوة إيمانها، وتوليتها النعمة لربها، وإفراده بالحمد في ذلك المقام، وتجريدها التوحيد، وقوة جأشها، وإدلالها ببراءة ساحتها، وأنها لم تفعل ما يوجب قيامها في مقام الراغب في الصلح، الطالب له وثقتها بمحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها قالت ما قالت، إدلالا للحبيب على حبيبة، ولا سيما في مثل هذا المقام الذي هو أحسن مقامات الإدلال، فوضعته موضعه، ولله ما كان أحبها إليه حين قالت: لا أحمد إلا الله، فإنه هو الذي أنزل براءتي، ولله ذلك الثباتُ والرزانة منها، وهو أحب شيء إليها، ولا صبر لها عنه، وقد تنكر قلب حبيبها لها شهرا ثم صادفت الرضى منه والإقبال، فلم تبادر إلى القيام إليه، والسرور برضاه، وقربه مع شدة محبتها له، وهذا غاية الثبات والقوة.اهـ. انظر زاد المعاد ابن قيم الجوزية.


قال ابن كثير في تفسير قول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ" الآيات العشر من سورة النور، قال: هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت والفرية التي غار الله تعالى لها ولنبيه صلوات الله وسلامه عليه، فأنزل الله تعالى براءتها صيانة لعرض الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام..


فقال الله تعالى: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة، أي جماعة منكم يعني ما هو واحد ولا اثنان بل جماعة، فكان المقدم في هذه اللعنة عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين فإنه كان يجمعه ويستوشيه حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين فتكلموا به وجوزه آخرون منهم، وبقي الأمر كذلك قريبا من شهر حتى نزل القرآن، وسياق ذلك في الأحاديث الصحيحة. تفسير ابن كثير (3/269).


* الفوائــد من هذه الحادثة:

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومَنْ قَويتْ معرفته لله ومعرفته لرسوله وقدره عندَ اللهِ في قلبه، قال كما قال أبو أيوب وغيره مِن سادات الصحابة، لما سمعوا ذلك: "سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ". النور الآية (16).


وتأمل ما في تسبيحهم للهِ، وتنـزيههم له في هذا المقامِ مِن المعرفةِ به، وتنـزيهه عما لا يليقُ به، أن يجعلَ لِرسوله وخليلهِ وأكرمِ الخلق عليه إمرأةً خبيثةً بغيَّا فمن ظنَّ به سُبحانه هذا الظَّنَّ، فقد ظَنَّ به ظنَّ السوءِ، وعرف أهلُ المعرفة باللهِ ورسوله أن المرأة الخبيثةَ لا تليقُ إلا بمثلها، كما قال تعالى: "الخَبِيثات لِلخَبِيِثينَ". النور الآية (26).


فقطعوا قطعاً لا يشُكُّونَ فيهِ أن هذا بُهتان عظيم، وفِريةٌ ظاهرة.


فإن قيل: فما بال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توقف في أمرها وسأل عنها وبحث واستشار وهو أعرف بالله وبمنـزلته عنده وبما يليق به قال "سبحانك هذا بهتان عظيم".


فالجواب: إن هذا من تمام الحكم الباهرة التي جعل الله هذه القصة سبباً لها وامتحاناً وابتلاءً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأمة إلى يوم القيامة ليرفع بهذه القصة أقواماً ويضع بها آخرين. ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وإيمانا ولا يزيد الظالمين إلا خساراً.


واقتضى تمامُ الامتحان والابتلاء أن حُبِسَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الوحيُ شهراً في شأنها، ولا يُوحى إليه في ذلك شيء لتتم حِكمتُهُ التي قدَّرها وقضَاهَا، وتظهرَ على أكمل الوجوه، ويزدادَ المؤمنونَ الصادِقُونَ إيماناً وثباتاً على العدل والصدق، وحُسْنِ الظنِّ باللهِ ورسولهِ، وأهل بيتهِ، والصِّدِّقينَ مِن عباده، ويزدادَ المنافقون إفكاً ونفاقاً، ويُظهِرَ لرسوله وللمؤمنين سرائرهم، ولتتم العبوديةُ المرادة مِن الصِّدِّيقةِ وأبويها، وتتمَ نعمةُ اللهِ عليهم، ولتشتد الفاقةُ والرغبةُ منها ومِن أبويها، والافتقارُ إلى اللهِ والذلُّ له، وحُسن الظن به، والرجاء له، ولينقطع رجاؤها من المخلوقين، وتيأسَ مِن حصول النُّصرةِ والفرح على يد أحد من الخلق، ولهذا وفّت هذا المقَام حقَّه، لما قال لها أبوها، قُومي إليه، وقد أنزلَ اللهُ عليه براءتَها، فقالت: واللهِ لا أَقومُ إليهِ، ولا أَحْمَدُ إلا اللهَ، وهُو الذي أَنزَلَ براءَتِي.


وأيضاً فكان من حكمهِ حَبْسِ الوحي شهراً، أن القضية مًحِّصَتْ وتمحَّضتْ، واستشرفت قلوبُ المؤمنين أعظمَ استشرافٍ إلى ما يُوحيه اللهُ إلى رسوله فيها، وتطلَّعت إلى ذلك غايةَ التطلُّع، فوافى الوحيُ أحوجَ ما كان إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأهلُ بيته، والصِّدِّيقُ وأهلُه، وأصحابه والمؤمنون، فورد عليهم ورودَ الغيثِ على الأرضِ أحوجَ ما كانت إليه، فوقع منهم أعظمَ موقع وألطَفَه، وسرُّوا به أتمَّ السُّرورِ، وحصل لهم به غايةُ الهناء، فلو أطلع اللهُ رسولَه على حقيقة الحالِ مِن أوَّلِ وَهلة، وأنزل الوحيَ على الفور بذلك، لفاتت هذه الحِكمُ وأضعافُها بل أضعافُ أضعافها.


وأيضاً فإن الله سبحانه أحبَّ أن يُظْهِرَ منـزلَةَ رسوله وأهلِ بيته عنده، وكرامتهم عليه. وأيضاً فإن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كان هو المقصودَ بالأذى، والتي رُميَتْ زوجتُه، فلم يكن يليقُ به أن يشهد ببراءتها مع علمه، أو ظنه الظنَّ المقاربَ للعلم ببراءتها، ولم يظنَّ بها سُوءاً قطُّ، وحاشاه، وحاشاها.


ولما جاء الوحي ببراءتها، أمرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمن صرَّح بالإفك، فَحُدُّوا ثمانين ثمانين، ولم يُحد الخبيثُ عبد الله بن أبي، مع أنه رأسُ أهل الإفك، فقيل: لأن الحدودَ تخفيفٌ عن أهلها وكفارة، والخبيث ليس أهلاً لذلك، وقد وعَدَهُ الله بالعذابِ العظيم في الآخرةِ، فيكفيه ذلك عن الحد.


فبعد هذا البيان وتبرأت الله تعالى لها من فوق سبع سموات فهل بقي لمن في قلبه مرض، أو نفاق أدنى كلام.


عائشة الفقيه في دين الله معلمة الرجال رضي الله عنها.


كانت خير زوجة اهتمت بالتلقي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبلغت من العلم والبلاغة ما جعلها تكون معلمة للرجال، ومرجعاً لهم في الحديث والسنة والفقه.


إنها أعلم النساء، كان الأكابر من الصحابة يرجعون إليها في الفتوى.


قال الإمام الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.


وقال هشام بن عروة عن أبيه قال: لقد صحبت عائشة فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية أنزلت، ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا، ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا طب منها، فقلت لها: يا خالة، الطب من أين علمت؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشيء، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه.حلية الأولياء( 1/49،50).


عن مسروق أنه قيل له: هل كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تحسن الفرائض ؟ قال: والله لقد رأيت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض.


وقال عطاء: كانت عائشة رضي الله عنها أفقه الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة".


وذكر أبو عمر بن عبد البر -رحمه الله-: أنها كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم: علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشعر.


وعن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحداً أفصح عن عائشة.


وعن عروة بن الزُبير قال: ما رأيت أحداُ أعلم لفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها.


وقال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً.


توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولعائشة ثمانية عشر عاماً، وعاشت بعده قريباً من خمسين سنة، فأكثر الناس الأخذ عنها، ونقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئاً كثيراً حتى قيل أن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها، فعن أبي موسى الأشعري قال:"ما أشكل علينا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث قط،فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً".


وقال موسى بن طلحة:"ما رأيت أحداً أفصح من عائشة".صحيح سنن الترمذي(3045).


وعن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة، قال: كانت عائشة أعلم الناس يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


وعن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: ما كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشكون في شيء إلا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك علما.


وعن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، أنه قيل له: هل كانت عائشة تحسن الفرائض، قال: إي والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض.


وعن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، أخبرني أبي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزلت ولا فريضة من عائشة.


وعن عبدالله بن كعب مولى آل عثمان، عن محمود بن لبيد قال: كان أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يحفظن من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيراً ولا مثلاً لعائشة وأم سلمة، وكانت عائشة تفتي في عهد عمر وعثمان إلى أن ماتت يرحمها الله، وكان الأكابر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر وعثمان بعده يرسلان إليها فيسألانها عن السنن.


وعن عبدالله بن عمر بن حفص العمري، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه قال: كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وهلم جرا إلى أن ماتت يرحمها الله وكنت ملازماً لها مع برها بي وكنت أجالس البحر بن عباس، وقد جلست مع أبي هريرة، وابن عمر فأكثرت فكان هناك يعني بن ابن عمر. الطبقات الكبرى (2/ 0375)، وقال الشعبي: كان مسروق إذا حدث عن عائشة، قال: حدثتني الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله.


وقال عطاء بن أبي رباح كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة وقال هشام بن عروة عن أبيه ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة وقال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع العالمين المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.


وأسند الزبير بن بكار، عن أبي الزناد، قال: ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة، فقيل له ما أرواك، فقال: ما روايتي في رواية عائشة ما كان ينـزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا.


روت عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير الطيب وروت أيضاً عن أبيها وعن عمر وفاطمة وسعد بن أبي وقاص وأسيد بن حضير وجذامة بنت وهب وحمزة بنت عمرو وروى عنها من الصحابة عمر وابنه عبدالله وأبو هريرة وأبو موسى وزيد بن خالد وابن عباس وربيعة بن عمرو الجرشي والسائب بن يزيد وصفية بنت شيبة وعبدالله بن عامر بن ربيعة وعبدالله بن الحارث بن نوفل وغيرهم ومن آل بيتها أختها أم كلثوم وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث وابن أخيها القاسم وعبدالله بن محمد بن أبي بكر وبنت أخيها الآخر حفصة وأسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر وحفيده عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبدالرحمن وابنا أختها عبدالله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أسماء بنت أبي بكر وحفيدا أسماء عباد وحبيب ولدا عبدالله بن الزبير وحفيد عبد الله عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير وبنت أختها عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبي بكر ومواليها أبو عمر وذكوان وأبو يونس وابن فروخ ومن كبار التابعين سعيد بن المسيب وعمرو بن ميمون وعلقمة بن قيس ومسروق وعبد الله بن حكيم والأسود بن يزيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو وائل وآخرون كثيرون ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان ثم الأكثر وقيل سنة سبع ذكره علي بن المديني عن بن عيينة عن هشام بن عروة ودفنت بالبقيع.


عن أبي موسى الأشعري قال: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث قط فسألنا عائشة عنه إلا وجدنا عندها منه علماً.


وعن مسروق قال:نحلف بالله لقد رأينا الأكابر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألون عائشة عن الفرائض.


وعن عروة، عن أبيه قال: ما رأيت أحداً من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة رضي الله عنها.


وعن هشام بن عروة قال: كان عروة يقول لعائشة يا أمتا لا أعجب من فقهك أقول زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابنة أبي بكر ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب أقول ابنة أبي بكر وكان أعلم الناس أو من أعلم الناس لكن أعجب من علمك بالطب قال فضربت على منكبه وقالت أي عروة إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان بسقم ثم آخر عمره أو في آخر عمره فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات فكنت أعالجها فمن.


وعن سفيان بن عيينة قال: قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي النساء كان علم عائشة رضي الله عنها أكثر ذكر فصاحتها رضي الله عنها.


وفي صحيح البخاري من طريق بن عون عن القاسم بن محمد، أن عائشة اشتكت فجاء بن عباس، فقال: يا أم المؤمنين تقدميني على فرط صدق الحديث.


توفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية -رضي الله عنه-، ليلة الثلاثاء، السابع عشر من رمضان، سنة ثمان وخمسين من الهجرة، وهي ابنة ست وستين سنة، ودفنت بالبقيع من ليلتها بعد صلاة الوتر.


رضي الله عنها وأرضاها، ورضي عن أبيها، وأكرمها في جنات الخلد، وأسأل الله العظيم أن يرزق المسلمات الاقتداء بها، والسير على خطاها. آمين.


عن عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا هشام بن عروة، عن عروة، أن عبدالله بن الزبير دفن عائشة ليلا.


وقال محمد بن عمر: توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها بعد الوتر، وهي يومئذ بنت ست وستين سنة. الطبقات الكبرى (8/78).


وعن عثمان بن عروة عن أبيه قال توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال مددنا على قبر عائشة ثوبا وحملنا جريدا فيه خرق ودفناها ليلا بعد الوتر في شهر رمضان.الطبقات الكبرى (8/80).


الشيعة الروافض يتبرءون من خيرة الصحابة ويدعون أن المهدي سيقيم الحد على عائشة

يقول محمد الباقر المجلسي -وهو من كبار علماء الشيعة-: وعقيدتنا (الشيعة) في التبرؤ: إننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية. والنساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم أتباعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان إلا بعد التبرؤ من أعدائهم.


وقال كذلك: يروى في علل الشرائع، أنه قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: إذا ظهر الإمام المهدي فإنه سيحيي عائشة ويقيم عليها الحد انتقاماً لفاطمة.


الشيعة الروافض يطعنون في أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة رضي الله عنهن جميعاً.


جاء في كتاب أصول الكافي، والوافي: أن قول الله تعالى في سورة التحريم: (10) نزل في عائشة وحفصة وأبي بكر وعمر، وأن عائشة وحفصة كافرتان منافقتان مخلدتان في النار.


وجاء في كتابهم مفتاح الجنان (ص114) لعن عائشة وحفصة في الدعاء المعروف عندهم بـ (دعاء صنمي قريش) ونصه: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما..الخ، ويريدون بالجبت والطاغوت أبا بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ويريدون بابنتيهما أم المؤمنين عائشة، وأم المؤمنين حفصة رضي الله عنهن جميعاً.


الشيعة الروافض يدعون بأن علي -رضي الله عنه- بيده أمر زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-.


ذكر أحمد بن أبي طالب الطبرسي (وهو من كبار علمائهم كذلك) في الاحتجاج،أنه قال علي عليه السلام لعائشة أم المؤمنين: والله ما أراني إلا مطلقها.. قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي أمر نسائي بيدك من بعدي، أي أنه لعلي الحق بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- والعياذ بالله أن يطلق من يشاء من زوجاته -صلى الله عليه وسلم- الطاهرات المطهرات.


لقد اخترعت الشيعة كذباً وإفكاً مثل هذه الروايات تنقيصاً لمكانة الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خاصة لمكانة أمهات المؤمنين زوجاته -صلى الله عليه وسلم- مع أن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- اللاتي أثنى عليهن الله في القرآن الكريم فقال مخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم- في شأن أزواجه هؤلاء خاصة السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها حيث أنزل الله عزوجل آيات سورة النور في طهارتها وعفتها وكمالها، وهي صريحة في أن من يطعن فيها بالإفكِ ويخترع الروايات الكاذبة للطعن فيها فإنه من عصبة المنافقين، يقول الله تعالى في آخرها: "يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".


كيف يتجرأ هؤلاء الشيعة ولا يستحيون من الله ولا من عباده فيهينون أزواجه -صلى الله عليه وسلم- فإنه لا يرضى زوج أبدا أن يتعرض أحد لزوجته أو يطعن فيها ويذلها بأي صورة كانت، بل إن الرجل الشهم ربما يتحمل ذل نفسه لسبب ما ولكن لا يمكن أن يتحمل الذل والإهانة والطعن في زوجته وأهله.قدمنا هذا الكلام ليتفكر أولوا الألباب.


محبة أهل السنة والجماعة لأهل البيت

أجمع أهل السنة ولم يشذ أحد منهم قط على وجوب حب أهل البيت رضي الله عنهم.


 قال الناظم:

ذخرت حبي لهم ليوم لا ينفع للمرء سوى ما عملا


أقول:

إن محبة أهل البيت -رضي الله عنه- من الواجبات عندنا معاشر أهل السنة لما سبق من الأخبار الصحيحة والآثار الرجيحة فإنهم الذين بحبهم إيمان المؤمن نفاقه والذين ورثوا النور المبين عمن خصه الله تعالى بإشراق فالصلاة بهم تمامها وبالصلاة عليهم ختامها ورحمهم موصولة برحم المكارم وزمامها وقد مر لك نبذة من ثناء أئمة أهل السنة عليهم وتلقي الدين عنهم وقد نسب للإمام الشافعي وموضعه من أهل السنة موضع الواسطة من العقد نظم كثير يشهد بما ذكرناه عن أهل السنة وبرد على من أنكر ذلك من جهلة الروافض كقوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنك ممن لم يصل عليكم لا صلاة له


وقوله:

إن فتشوا قلبي رأوا وسطه سطرين قد خطا بلا كاتب

العلم والتوحيد في جانب وحب أهل البيت في جانب


ومن العجب ادِّعاء الروافض حب أهل البيت مع أنهم ينسبون إليهم ما لا يرضى الله تعالى ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- من القبائح، حاشا الله تعالى من ذلك، منها: أنهم يقولون: الأئمة كانوا يزوجون بناتهم وأخواتهم الفجرة كسيدتنا سكينة أنكحت مصعب بن الزبير، وكزواج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بأم كلثوم شقيقة الحسنين -رضي الله عنه-.


وحب بني الزهراء أورثنا

ولم ترثوا منه سوى اللطمات

فمن كالحسين السبط أو حسن الندى

وقد فرعا من أطهر الشجرات

أبوهم علي والمطهر جدهم

وأمهم خير النساء الخضرات

على جدهم والآل والصحب

كلهم سلام من الرحمن بعد صلاةٍ

تكرر ما جلى صباحٍ تسنن

ليالي رفض كن معتكرات


فهذه محبتنا نحن أهل السنة لآل البيت، فأين الشيعة من حبهم الكاذب الذين جعلوا الزنا من دينهم وسموه بالمتعة، وإن امرأة واحدة لتتمتع بخمسة رجال ولا يدري أحدهم بالآخرين، وقد ذكر بعض الثقات أن ثلاثة من علمائهم اجتمعوا للغسل في حمام واحد فسأل بعضهم بعضاً، فإذا الثلاثة قد زنوا تلك الليلة بإمرأة واحدة ولا يدري بعضهم ببعض.


ولله در القائل:

قال الروافض نحن أطيب مولداً كذبوا على دين النبي محمد

أخذوا النساء تمتعاً فولدت من تلك النساء فأين طيب المولد


وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


الخاتمة

وفي الختام هذه بعض الفضائل للسيدة عائشة الصديقية، والله أنا أصغر من أن أكتب عنها، أو أن أدافع عنها، وقد برأها الله تعالى من فوق سبع سماوات.


وانظر إلى وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسيدة نساء الجنة فاطمة رضي الله عنها بأن تحب عائشة رضي الله عنها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة: "أي بنية، ألست تحبين ما أحب" فقالت: بلى، قال "فأحبي هذه".


وقد أجمع العلماء على أن من قال أن عائشة زانية فهو كافر مرتد لأنه يكذب الله سبحانه وتعالى، وقد جاءت براءتها بنص القرآن الكريم، فاتقوا الله يامن تطعنون بها وبأبيها وببقية الصحابة الكرام، وتذكروا أنكم واقفون بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وأنه محاسبكم عن كل هذا، وتذكروا قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.


فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار".


وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال".


"ردغة الخبال": هي عصارة أهل النار.


هذا إذا كان الطعن والكلام في أي مسلم، فكيف إذا كان هذا الطعن والكلام والشتم بأم المؤمنين عائشة، أو بأي أحد من الصحابة الكرام.!!!


أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من الذابِّين عن أعراض المسلمين عامة، والصحابة خاصة، كما أسأله سبحانه أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يكون حجةً لنا لا علينا، وأن ينفعنا به في يوم الدين، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.

اللهم آمين.


وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبهذا تم الكتاب والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


وكتب

ماجد بن خنجر البنكاني

أبو أنس العراقي

يوم الأحد الموافق

25/ شوال/1431هـ

4/10 / 2010م



عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 11 أبريل 2021, 2:16 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
زائر
زائر




عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين Empty
مُساهمةموضوع: رد: عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين   عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين Emptyالإثنين 08 نوفمبر 2010, 1:13 pm

اللهم ارضى عنها يارب العلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصِدَّيقة بنت الصِدَّيق ـ أم المؤمنين عائشة ـ
» الصدّيقة الطاهرة - أمّ المؤمنين عائشة
» عائشة الصديقة أم المؤمنين (رضي الله عنها)
»  دفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (شعر)
» عائشة أم المؤمنين من آل البيت وأفقه نساء الأمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: رســول الله صلى الله عليه وسلم :: الصديقة بنت الصديق-
انتقل الى: