أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: وصايا محب لكم معاشر الأبناء والبنات الثلاثاء 03 أكتوبر 2017, 9:02 am | |
| مؤسسة ملتقى الخطباء وصايا محب لكم معاشر الأبناء والبنات لفضيلة الشيخ: خالد القرعــاوي غفر الله له ولوالديه وللمسـلمين ================== عناصر الخطبة 1/ تثمينُ جوانبَ إيجابية أظهرتها اختبارات هذه الأيام. 2/ نصائح مهمة يحتاجها الطلاب هذه الأيام. 3/ تحذيرهم مما يؤخذ على بعضهم أيام الاختبارات. 4/ دعوة الآباء للتنبّه لأولادهم أيام الاختبارات. 5/ تثمين دور المعلمين ودعوتهم للقسط والنصح لطلابهم. 6/ الأخذ على يد المتهورين العابثين بأمن الطريق.
الخطبة الأولى: الْحَمْدُ لِلَّهِ العَزِيزِ الغَفُورِ، نَشهدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ الحَلِيمُ الشَّكُورُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الشَّافِعُ المُشَفَّعُ يَومَ البَعْثِ وَالنُّشُورِ، صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإحسَانٍ وَإيمَانٍ إلى يومٍ يُحصّلُ مَا فِي الصُّدُورِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يَا مُؤْمِنينَ؛ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.
أَيُّها الكِرَامُ: مُنَاسَبَةُ الاخْتِبَارَاتِ تَتَكَرَّرُ كُلَّ عامِ، وَفِي تَقْدِيمِ خَادِم الحَرمِينِ الشَّرِيفَينِ للاخْتِبَاراتِ -جَزَاهُ اللهُ خَيراً- لَهَا هَذا العَامَ، اكْتَشَفْنَا أنَّا نَمْتَلِكُ مَوَاهِبَ وَقُدُرَاتٍ -مَعَ الأَسَفِ- لَمْ نَكُنْ نَستَثمِرُها.
تعلّمنا أَنَّ بِإمْكَانِ طُلاَّبِنَا الصَّبْرَ على العِلْمِ سَاعَاتٍ طِوالا، وَأَنَّ بِإمْكَانِهِم مُضَاعَفَةَ جُهُودِهِمْ، والتَّحكُمَ فِي أَوْقَاتِهِم، حَسْبَ ما تَقتَضِيهِ مَصَالِحُهم. وَلَنْ نَنْسى عَدَدَاً مِن المُعَلِّمينَ الأفَاضِلِ الذينَ ضَاعَفُوا جُهُودَهُمْ، وَأخْلَصُوا فِي إنْجَازِ مَهَامِّهِمْ.
عِبَادَ اللهِ: وَحِينَ تَأْتِي الاختِبَاراتُ تُجتَنَبُ الْمُنْكَرَاتُ، وَيَلْجَأُ بَعْضُ طُّلابِنا إلى المَسَاجِدِ، مُظْهِرِينَ الضَّرَاعَةَ لِلهِ -تَعالى-، وهذه العَودَةُ دَليلُ خَيريَّةٍ فِي نُفُوسِهِم؛ وَهَذِهِ فُرْصَةٌ لِلمُرَبِّينَ وأَئِمَّةِ المَساجِدِ، أَنْ يَحرِصُوا على الارتباطِ بهم، وتَذْكِيرِهِمْ بِوَاجِبِ القُرْبِ مِنْ اللهِ القَائِلِ: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) [الجن: 16].
مَعَاشِرَ الأَبْنَاءِ: حَريٌّ بِكُم ألاَّ تَقْصِروا عَودَتَكُمْ على أَيَّامِ اخْتِبَارَاتِكُمْ فَقَط؛ فإيَّاكم أَنْ تَشَبَّهوا بِمَنْ ذَمَّهُمُ اللهُ بِقَولِهِ: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُون) [العنكبوت: 65].
مَعَاشِرَ الشَّبَابِ: عَلَيكُمْ بِالاسْتِعَانَةِ بِاللهِ، وَالتَّوكُّلِ عَلَيهِ وَحْدَهُ، احْرِصُوا عَلى بِرِّ الوَالِدَينِ، وَطَلَبِ الدُّعاءِ مِنْهُما، وَتَذكَّروا قَولَ نَبِيِّنَا -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ".
وَاحْرِصُوا عَلى تَنْظِيمِ أَوقَاتِكُمْ، واحْذَرُوا السَّهَرَ، فَإنَّهُ يُرْهِقُ، وَيَهْدِمُ أَكْثَرَ مِمَّا يَبْنِي، وَصَدَقُ اللهُ: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) [الفرقان:47].
إيَّاكَ والقَلَقَ والهَمَّ! فلا تَجْعَلْ للشَّيطانِ عليكَ سَبِيلاً، وَلْيَكُنِ التَّفَاؤلُ حادِيكَ في كُلِّ أعمالِكَ؛ فقد كَانَ -صلى الله عليه وسلم- يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ.
معاشر الطُّلابِ: تَراحَمُوا وتَتَعاضَدُوا فِيما بَينَكُمْ، احذروا الشَّحنَاء والحسد، فَأَحِبَّ لأَخِيكَ مَا تُحِبُّهُ لنفسكَ، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيهِ.
وحاذرِ الغشَّ! فهو حِيلَةُ العَاجِزِ، وَأُسلُوبُ الكَسْلانِ والشَّيطَانِ، وَاعلم أنَّ الأمرَ عظيمٌ، وَعَاقِبَتهُ جَسِيمَةٌ؛ فكم من شخصٍ يَعيشُ الآنَ في نَكَدٍ وضِيقٍ، بَعدَمَا كَبُرَ سِنُّه واستيْقَظَ ضَميرُه، فَهُوَ دَائِمَاً يَسألُ عن المالِ الَّذي يَأخُذُهُ: أَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟!
فَجنِّب نَفسَكَ هذا الشَّقاءَ والعناءَ، وصدقَ نَبِيُّنا -صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم- حينَ قالَ: "من غشَّنا فليس منا".
مَعَاشِرَ الطُّلابِ: اجعلوا بدايَةَ اختباراتِكم ذِكْراً وتَسْبِيحاً، فاللهُ -تَعالَى- يَقولُ: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
وخذوا بدعاءِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِك أَسْتَغِيث، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّه، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَة عَيْنٍ".
أَبْنَاءَنَا الطُّلاب: احذروا رِفقَةَ السُّوءِ الذينَ يَتَكاثرُونَ في مثلِ هذهِ الأيَّامِ، ويُوهِمُونَ الشَّبابَ أنَّ في المُنَبَّهاتِ والمُنَشِّطاتِ عَوناً لهم على الجِدِّ والاجتهادِ.
أَبناءنا الطُّلابِ: نَرَى -مَعَ بَالِغِ الأسَفِ- كُلَّ عامٍ إهانَةً لِكُتبِ العلم وَرَميِها وتَمزِيقِها في الطُّرقات، وهي تَحوي آياتٍ كَرِيمَةً وَأَحَادِيثَ شَرِيفَة، وهذا نَوعُ إهانَةٍ ونُكرانٍ؛ فَاجْمَعُوها، وسَلِّمُوها لِلمُسْتَودَعِ الخَيرِيِّ.
مِمَّا يُؤخَذُ عَلَى بعضِ شَّبَابِنا أَيَّامَ الاختباراتِ إِيذَاؤهمُ الآخَرِينَ، ودَوَرَانُهُم في الشَّوَارِعِ بِسُّرعَةٍ جُنُونِيَّةٍ، فَقدَ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن آذَى المُسلِمِينَ في طُرُقِهِم وَجَبَت عَلَيهِ لَعنَتُهُم".
نَسألُ اللهَ لَكُمُ التَّوفيقَ والهِدَايَةَ والسَّدادَ.
مَعاشِرَ الأَولياءِ: أَولادُنا أَمَانةٌ في أَعْنَاقِنا، مُصيبَتُنا أنَّا نَحرصُ على دُنيَاهُم ونَغْفلُ عن أُخُرَاهُمْ!
فَكمْ مِن أَبٍ حَرِيصٍ عَلَى إيقاظِ أَبْنَائِهِ لِصَلاةِ الفَجرِ أَيَّامَ الاختباراتِ، بَينَمَا لَمْ يَهتَمَّ بِإِيقَاظِهِم طِيلَةَ العامِ!
فَالخَسَارَةُ الحَقِيقِيَّةُ هِيَ خَسَارَةُ الآخِرَةِ، قَالَ -سُبحَانَهُ-: (قُلْ إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَأَهلِيهِم يَومَ القِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الخُسرَانُ المُبِينُ) [الزمر: 15].
آبَاءنا الأَكارِمِ: تَفَقَّدوا الأَبنَاءَ والبَنَاتِ في مثلِ هذهِ الأوقاتِ، وَوجِّهُوهم إلى مَنَازِلهم، وَلْيَحذَرُوا المَطاعِمَ والتَّسَكُّعاتِ؛ فقد يُؤتى الحَذِرُ من مأمَنِهِ!.
معاشرَ المُعلِّمينَ الأَفَاضِلَ: يا من بَذَلتُم واجتَهَدُّتُم، شَكَرَ الله سَعْيَكم وأجزلَ لَكُم أجرَكُم ومَثوبَتَكُم، اللهَ الله بَأَبْنَائِنا! أَخلِصُوا لَهم النُّصحَ، واعدِلِوا بَينَهم، وأَعطُوا كُلَّ ذِي حقٍّ حقَّه؛ وَأبْشِرُوا! فَـ: "إنَّ المقْسِطينَ عندَ اللهِ على مَنَابِرَ من نُورٍ عن يَمينِ الرَّحْمنِ -عزَّ وجلَّ-، وكِلْتا يديْه يَمينٌ، الذين يعدِلُونَ في حُكمِهم وَأَهلِيهِم وَمَا وَلُوا".
فاللهُمَّ أعنَّا جميعاً على أداءِ الأمانَةِ، وَوَفِّق أَبنَاءنَا والمُسلِمينَ لِما تُحبُّ وترضى. وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمين فاستغفروهُ؛ إنَّهُ هو الغفور الرَّحيمُ. الخُطبَةُ الثَّانية: الحَمدُ للهِ، تفرَّدَ عزًّا وكمالاً، نشهدُ ألَّا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له تقدَّس وتعالى، ونشهدُ أنَّ محمدا عبدُ الله ورسولُه، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابعينَ ومن تبِعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّينِ.
أمَّا بعد: فيا أيُّها النَّاسُ، اتَّقوا اللهَ ربَّكم، واحفظوا وصيةَ اللهِ في أولادِكم؛ فإنَّهم أَمَانَاتُكُم.
أَيُّها النَّاسُ: لَقد شَهِدَتْ عُنيزةُ في العَامِ المَاضِيَ فَوَاجِعَ وَأَحْزَانَاً جَرَّاءَ حَوَادِثِ السيَّاراتِ والدَّراجاتِ النَّاريةِ.
أتَدْرُونَ كَمْ فَقَدْنَا مِنْ شَبَابِنَا وَمِنْ المارَّةِ والوافِدِينَ فِي العامِ المُنْصَرِمِ؟
فَقَدْنَا سِتَّا وَعِشْرِينَ نَفْسَاً!
وَأُصِيبَ مِائَة وَأَرْبَعَة أَشْخَاصٍ!.
أمَّا هذاَ العَامُ، فَإلَى نِهَايَةِ شِهرِ رَجَبٍ، عَدَدُ الوَفِيَّاتِ عِشْرُونَ نَفْسَاً!
والمُصَابُونَ في المُسْتَشْفَياتِ تِسْعُونَ نَفْسَاً!
وَبِقيَ على إحْصَائِيَةِ نِهَايَةِ هَذَا العَامِ خَمْسَةُ أشْهُرٍ كَامِلَة؛ فَيا تُرى: كَمْ فِيها مِن الوَفِيَّاتِ والإصَابَاتِ؟!
لا نَقُولُ إلَّا مَا يُرْضِي الرَّبَّ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ.
وَتَكْثُرُ المَشَاكِلُ والأخْطَارُ فِي مِثْلِ أيَّامِ الاخْتِبَاراتِ، نَعَم، قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وَلَكِنَّ اللهَ -تَعَالَى- بِعِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ جَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ سَبَبَاً.
نَحنُ -يَا مُؤمِنُينَ- أَمَامَ حَرْبٍ شَرِسَةٍ، أَلَمْ يُرشِدْنا دِينُنَا إلى آدَابِ القِيَادَةِ وَعَلَّمَنا حُقُوقَ الطَّريقِ؟ بلى واللهِ! لَقد حرَّم اللهُ عَلَينَا التَّهوُّرَ وَالسَّفهَ، وَالطَّيشَ وَالعَبَثَ، فَقَالَ: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة:195]، وَقَالَ: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء:29].
ألا يَخْشَى هَؤلاءِ المُتَهَوِّرُونَ مِنْ عُقُوبَةِ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ؟ فقد قال-صلى الله عليه وسلم-: "مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا".
أيُّها الكرام: إنَّ هناكَ صُوراً تدلُّ على التَّهورِ والعَبَثِ بأمنِ البلدِ ومُقدَّراتِه، وهي دليلٌ على امتهانِ أنظمتِه وإجراءاتِه، فالسُّرعةُ الْمُفرِطَةُ داخلَ الأحياءِ باتَ مُقلِقَاً للجميع، وقطعُ الإشارات أمامَ الملأِ صار أمْرَاً واضحاً، والعبثُ والتَّفحيطُ أَصْبَحَ مَنْظَرَا مَأْلوفا، والوقوفُ الخاطئُ، وإطفاءُ الأنوار ليلا، والتَّضييقُ على المارَّة، وقيادةُ صغارِ السِّن، أصبحْتَ تشاهدُه كلَّ وقتٍ وحينٍ، وجنونُ الدَّراجاتِ النَّاريَّةِ صار مَظْهَرَاً مُحزناً ومُخيفاً.
كلُّ تلك المخالفاتِ -وغيرِها- تحتاجُ منَّا إلى وقفةٍ حازمة، وتعاونٍ للقضاء عليها، فعلى المربِّينَ مسؤوليةٌ كبرى، وعلى رجالِ الأمنِ حِملٌ ثقيلٌ.
أيُّها الأولياءُ: أنتم مَسؤولُونَ عن أولادِكم أوَّلاً وأخيراً، فلا تُؤتُوا السُّفهاءَ أموالَكم، وجِّهوهم لما فيه صَلاحُهم وحفظُهم، راقبُوهم، لا تَتَساهَلُوا في الرَّدعِ والمُحاسبةِ، خذوا على أيديهم وأطّروهم على الحقِّ أطراً.
ويا رجالَ الأمنِ الأفاضلِ: خُذوا الأمرَ بحزمٍ وقوُّةٍ، ولا تَأخُذَنَّكم في الله لَومة ُلائِمٍ، كثـِّفوا الجُهُودَ، وَخُذُوا على يَدِ السَّفيهِ، وأطروه على الحقِّ أطرَاً.
ويا شَبَابنا: أنتم عمادُ أُمَّتِنا وتاجُها وَفَخَارُهَا، فَاحمَدُوا اللهَ عَلى مَا حَبَاكُم به من نعمةِ الصِّحةِ والعافية والمَركَبِ الفَارِهِ، وكونوا رحمةً على أهليكُم وذويكُم، واحذروا الأذية بشتى أَشكَالِها. أَسْألُكُمْ بِاللهِ: بِأَيِّ ذَنْبٍ أزْهِقَتْ تِلْكَ الأنْفُسَ؟ فَيا أخي الشَّاب، السَّعيدُ من وُعظَ بغيره، فاحذر أنْ تكونَ عبرة ًلغيرك، لا تكن سبباً في شقاءِ أُسرٍ، لا يَستهْوِينـَّك شياطينُ الإنسِّ والجنِّ، خاصَّةً في أيَّامِ الاختباراتِ.
أخي الشَّابُ: خُذها منِّي نَصِيحةً: كلَّما ركبتَ سيارتَك وخرجت من بيتك قل: "بسم الله، توكلتُ على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله". فإنَّ ملائكةَ الرحمن تقولُ لك: "هُديتَ وكُفيتَ ووقيتَ"، وَيَتَنَحَّى عنك الشَّيطانُ ويقولُ: ما لي برجلٍ قد هُدِيَ وكُفيَ ووقِي؟. قل: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) [الزخرف:13-14]. جَعلَكَ اللهُ قُرَّةَ عينٍ لِوالدِيكَ، وحفِظَكَ من كلِّ شرِّ ومكروهٍ.
اللهمَّ املأ قُلُوبَنا بِحُبِّكَ وتَعظِيمكَ وحبِّ العملِ الذي يُقرِّبُنا إلى حُبِّكَ وتعظيمِكَ، اللهمَّ إنَّا نَسألُكَ قُلوباً سَلِيمَةً، وَنُفُوسَاً مُطْمَئِّنَةً، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، نَسْأَلُكَ أَلاَّ تَدَعَ لَنا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا لَنا، اللهمَّ علِّمنَا ما ينفعُنا وانفعنَا بِما عَلَّمتَنا، واغفر لَنا وارحمنا.
اللهم انصر دينك، وكتابك، وسنة نبيك، وَعِبَادَكَ المُؤمِنينَ، يا رب العالمين. اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، وأصلِح ذات بينهم، احقِن دِمَاءَهُمْ وَأَعْرَاضَهُم وَأَمْوالَهُم يَا رَبَّ العَالِمِينْ. اللهم لا تُسلِّط علينا الأَشْرَارَ، اكْفِنَا شَرَّهُمْ، واجْعَل تَدْبِيرَهُم تَدْمِيرَاً عليهمِ.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم ولاة أمورنا، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا رخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. |
|