روميل ثعلب الصحراء:
ولد ( Erwin Rommel ) الفيلد مارشال القائد العسكري النابغة الداهية إيروين رومل في 15 نوفمبر 1891م في مدينة هايدنهايم (Heidenheim) الألمانية كان يلقب بثعلب الصحراء وهو برتبة ملازم لبراعته في فنون القتال الحديث بالدبابات، ودقة خططه العسكرية وسرعة حركته التي قل نظيرها، ومفاجأة الخصم كالصاعقة، كان قائدًا ألمانيًا لامعا" أثناء الحرب العالمية الثانية في العلمين في الصحراء الغربية.
توفي في 14 أكتوبر عام 1944م بعد أن أجبره أدولف هتلر على الانتحار بعد ان ثبت ضلوعه في محاولة اغتيال هتلر في مقر قيادته في بروسيا الشرقية في 20 تموز 1944م فخُيِّر بين الانتحار مع إقامة جنازة له وتشييع رسمي مهيب وسلامة أسرته، أو الذهاب الى برلين مع ضمان مثوله امام المحكمة العسكرية والإعدام فاختار الانتحار.
خسر حرب العلمين في مصر على يد الجنرال الإنجليزي مونتغمري قائد الجيش الثامن البريطاني (فئران الصحراء) في أكتوبر 1942م ليس لعدم كفاءته أو لكفاءة خصمه بل لعدم توفر دعم جوي لديه وكذلك نقص حاد في المحروقات بينما كان خصمه يتمتع بتفوق جوي مطلق ونسبة قواته تعادل ثلاثة إلى واحد.
وقد اختلقت الدعاية البريطانية أسطورة مونتغمري لتعزيز معنويات جنودها المهزوزة ويبقى هو (مونتي) القائد الحذر الذي يحجم عن استغلال الفرص مستهيناً بالتنسيقات التكتيكية العسكرية لصالح المحافظة على سمعته فقط.
اما رومل فكان يتمتع بحس تكتيكي وإستراتيجي رائع قلما نجده بين القادة شارك في حملة فرنسا 1940م وقاد الفرقة المدرعة السابعة بانزر التي سميت بالشبح، يعتبر رومل واضع التكتيكات المستخدمة في يومنا هذا في قتال المدرعات حيث تم ابتكارها في حملة شمال افريقيا.
القائد الألماني الجنرال ( أروين رومل ) من أعظم القواد العسكريين في العصر الحديث فهو الذي دوخ جيوش الحلفاء بخططه العسكرية وبراعته في الميدان، فقد كان يولي جل اهتمامه للضباط الذين يعملون تحت إمرته، ويدربهم بنفسه على فنون القتال، ثم ينتقل بعد ذلك إلى وحدات جيشه ليشرف بنفسه على تنفيذ هذه الخطط.
ويستمر في التدريب حتى يقول الآن استرحت، كان ينام 4 ساعات في اليوم وعلى دفعتين، وكان يبلغ أركان حربه بأنه اذا ما تعرضتم لمعضلة وأنا نائم فعليكم فتح الخزانة الدرج رقم كذا فستجدون حلها، وكانوا فعلا" يجدون الحل، ويطبقون الخطة فتنجح وهو نائم، كان يعمل 20ساعة في اليوم دون كلل أو ملل وكان ينظم عمله اليومي ويبرمج وقته.
وكان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة وفي كل شاردة وواردة في الخطط العسكرية وتنفيذها في الميدان، وكان يخوض المعارك مع قادة جيشه الذين كانوا يحبونه حبا" جما"، أما جنود جيشه فقد كانوا مفتونين به واذا قيل لهم أن رومل بينكم يستبسلون بالقتال ليحققوا النصر.
قد يخفى على البعض هذا الاسم اللامع, ولكنه بالتأكيد لا يخفى على مسعري الحروب واصحاب الخطط العسكرية الحربية في مختلف المدارس والكليات العسكرية في العالم، لكل أمة خالد, وقد كان روميل خالد ألمانيا.. لكل أمة داهية, وقد كان فعلا داهية ألمانيا العسكري..
على الرغم من أنه عقلية فذة في المناورات العسكرية, إلا أنه لم يأخذ حقه الإعلامي في هذا العصر نظراً لولاءه للنازية بقيادة أدولف هتلرالزعيم الألماني في حين أنه من المعروف أن روميل لم يكن يؤمن بالنازية ولكن كانت طاعته العمياء لهتلر إنما هي حباً وتقديراً لألمانيا بغض النظر عن موقفه من قيادته، فقد كان ينفذ أوامر هتلر حرفياً ويقول عنه بأنه مثل ألمانيا وكان هتلر يستشيره في معظم ما يسشكل عليه.
في 3 مارس عام 1943م قاد الفيلد مارشال الألماني إيروين روميل القوات الألمانية والإيطالية في معركة ميدنين بالصحراء التونسية التي كانت آخر معاركه في شمال إفريقيا وهي المنطقة التي شهدت أمجاده العسكرية عندما أحدث انقلاباً في الفكر العسكري بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة على القوات البريطانية وإجبارها على التراجع من ليبيا إلى مصر حتى منطقة العلمين شمال غرب مصر.
وكان روميل قد تولى قيادة القوات الألمانية والإيطالية الحليفة في شمال إفريقيا عام 1941م واستطاع استرداد ليبيا من قبضة البريطانيين بعد معارك خاطفة مما دفع الزعيم النازي أدولف هتلر إلى ترقيته لرتبة فيلد مارشال ليصبح أصغر ضابط يحصل على هذه الرتبة في الجيش الألماني.
ولكن الخلل الكبير في موازين القوة بين القوات الألمانية التي يقودها والقوات البريطانية التي استطاعت الحصول على إمدادات هائلة قبل معركة العلمين في الوقت الذي كانت القوات الألمانية تفتقد حتى إلى الكميات الكافية من الوقود اللازم لتسيير المركبات والمدرعات الأمر الذي قيد حرية روميل في ممارسة هوايته المفضلة وهي المناورات السريعة والمفاجئة فكانت النتيجة هي هزيمة الألمان في معركة العلمين لتتخذ معارك شمال إفريقيا اتجاهاً معاكساً حيث توالت هزائم الألمان.
واضطروا إلى التراجع إلى ليبيا ولكن القوات البريطانية واصلت الضغط على قوات روميل فتراجع إلى الصحراء التونسية حيث اشتبك في معركة مع قوات الحلفاء في منطقة ميدنين التونسية وتنتهي بهزيمته أيضاً فيأمر هتلر بإعادته إلى ألمانيا خاصة وقد ترددت أنباء عن انتقادات روميل لهتلرحول تعديل بعض الخطط العسكرية دون استشارة روميل.
كان الوحيد من الجنرالات الألمان الذين توقعوا الإنزال في النورمندي غير أنه لم يتح له الوقت الكافي لتعزيز الدفاعات هناك، ولسوء الحظ فانه كان مصاب بجرح نتيجة غارة جوية قبل الإنزال في النورمندي وكان خارج قيادته يعالج عند حدوث الإنزال تماماً كما كان قبل هجوم العلمين في النمسا يتعالج من مرض اليرقان الذي أصيب به في شمال افريقيا.
حذَّر الجنرال روميل هتلر بأن المانيا في خطر ويجب عليها إنهاء الحرب وعدم التوسع ولكن هتلر لم يعر له ولغيره أي اهتمام، فقد كان مستبداً" برأيه دكتاتوراً"يتطلع لقيادة العالم
أحس روميل بنهاية ألمانيا وهو يقاتل في شمال إفريقيا, فانهارت قواه شيئاً فشيئاً, وبدأ يحارب تحت قاعدة أحلاهما مر وهو على يقين بأنه إن انتصر فلن تنتصر المانيا بالحرب.
وبعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض عليه بتهمة التآمر على حياة هتلر حيث خيره الزعيم النازي بين تناول السم والموت منتحراً والإعلان عن وفاته متأثراً بجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانة فاختار الأولى وانتحر متجرعاً " السم في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944م.
تلخيص من كتاب معركة العلمين جان لايتمر