منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (5)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (5) Empty
مُساهمةموضوع: فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (5)   فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (5) Emptyالسبت 30 أكتوبر 2010, 2:51 pm

باب استحباب نزول المحصب يوم النفر وصلاة الظهر وما بعدها به


79- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه و سلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَنْزِلُونَ الأَبْطَحَ. وفي رواية عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَرَى التَّحْصِيبَ سُنَّةً. رواه مسلم .

80- وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نُزُولُ الأَبْطَحِ لَيْسَ بِسُنَّةٍ. إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و سلم لأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ إِذَا خَرَجَ.(1)

81- وعَنْ أَبيْ هُرَيْرَةَ قَالَ، : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِمِنًى «نَحْنُ نَازِلُونَ غَداً بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ. حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ».وَذلِكَ إِنَّ قُرَيْشاً وَبَنِي كِنَانَةَ تَحَالَفَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ أَنْ لاَ يُنَاكِحُوهُمْ، وَلاَ يُبَايِعُوهُمْ، حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و سلم يَعْنِي، بِذَلِكَ، الْمُحَصَّبَ
(1) وورد نحوه في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .

الفائدة الأولى: الأحاديث فيها بيان مسألة حكم نزول الأبطح، و بعدما اتفق العلماء كلهم على أن النزول بالأبطح ليس من مناسك الحج و العمرة، إلا أنهم اختلفوا في كونه سنة مطلقة أو لا على قولين:
* قيل أن نزول الأبطح سنة، وهذا مذهب الخلفاء الراشدين و جمهور العلماء استدلالا بحديث الباب لأبي هريرة رضي الله عنه.
* و قيل أن نزول الأبطح ليس بسنة، و إنما نزله النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أسهل لطريقه كما قالت عائشة رضي الله عنها، و استدل أصحاب هذا القول بحديث الباب لعائشة رضي الله عنها.
الفائدة الثانية: الأحاديث فيها دلالة على أن المسائل الفرعية قد يقع فيها خلاف بين الصحابة.


باب وجوب المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، والترخيص في تركه لأهل السقاية


82- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى، مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ. فَأَذِنَ لَهُ.

الفائدة الأولى: الحديث دليل على الترخيص لأهل السقاية بإسقاط المبيت عنهم ليالي التشريق فلا يبيتون في منى، مراعاة للمصلحة العامة ويقاس عليهم كل من يرعى مصلحة للمسلمين كرجال المرور والإسعاف والأطباء ونحوهم.
الفائدة الثانية: استدل بحديث الباب من قال إن المبيت في منى ليالي التشريق واجب، و هو قول جمهور العلماء.

باب فضل القيام بالسقاية والثناء على أهلها واستحباب الشرب منها


83- عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ. فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا لِي أَرَى بَنِي عَمِّكُمْ يَسْقُونَ الْعَسَلَ وَاللَّبَنَ وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ؟ أَمِنْ حَاجَةٍ بِكُمْ أَمْ مِنْ بُخْلٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَمْدُ لِلّهِ مَا بِنَا مِنْ حَاجَةٍ وَلاَ بُخْلٍ. قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ. فَاسْتَسْقَى فَأَتَيْنَاهُ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذٍ فَشَرِبَ. وَسَقَى فَضْلَهُ أُسَامَةَ. وَقَالَ: «أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ. كَذَا فَاصْنَعُوا» فَلاَ نُرِيدُ تَغْييرَ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم .

الفائدة الأولى: الحديث فيه دلالة على تسابق أهل الفضل في الخيرات ومن ذلك خدمة الحجاج بإكرامهم و سقايتهم، وهو شرف عظيم.
الفائدة الثانية: الحديث فيه دلالة على المدح و الثناء في الوجه إذا أمنت الفتنة.
الفائدة الثالثة: الحديث في أفضلية التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و أثنى عليه.

باب في الصدقة بلحوم الهدي وجلودها وجلالها


84- عَنْ عَلِيَ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ. وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا. وَأَنْ لاَ أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا. قَالَ: «نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا».

الفائدة الأولى:الحديث فيه دلالة على مشروعية التصدق بلحوم الهدي و جلودها و أجلتها.
الفائدة الثانية: الحديث فيه دلالة على عدم جواز بيع لحوم الهدي و جلودها و أجلتها.
الفائدة الثالثة: الحديث دليل على عدم جواز إعطاء الجزار من الهدي (و كذلك الأضحية) شيئا والمقصود به العوض أما إذا أعطاه من الهدي أو الاضحية بعدما أعطاه أجرته فلا حرج حينئذ.
الفائدة الرابعة: الحديث فيه دلالة على جواز الوكالة على الهدي حيث أوكل النبي صلى الله عليه و سلم عليا رضي الله عنه أن يقوم بشؤون البدن.

باب الاشتراك في الهدي، وإجزاء البقرة والبدنة كل منهما عن سبعة


85- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ. الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ. وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ. رواه مسلم .

فائدة الحديث: الحديث دليل على جواز الاشتراك في الإبل و البقر (يشترك في الإبل سبعة و في البقر سبعة و لا اشتراك في الغنم).
واُختُلف في الاشتراك هل هو في الهدي الواجب أو هدي التطوع:
* فقيل في الهدي الواجب و التطوع كلاهما، و هذا قول الشافعي.
* و قيل في هدي التطوع دون الواجب، و هذا قول الإمام أحمد و جمهور العلماء.
* و قيل لا يجوز الاشتراك مطلقا، وهذا قول مالك.
*** و الأظهر والله أعلم القول الأول، لأنه ليس في الحديث تفريق بين الواجب و التطوع.

86- عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَنْحَرُ بَدَنَتَهُ بَارِكَةً. فَقَالَ: ابْعَثْهَا قِيَاماً مُقَيَّدَةً، سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم .
وعند البخاري من حديث أنس : نَحَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيدهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِياماً .

الفائدة الأولى: الحديث دليل على سنية نحر الإبل قائمة معقولة اليسرى، وبه قال جمهور العلماء.
الفائدة الثانية: الحديث دليل على تعليم الجاهل و نشر السنة.


باب استحباب بعث الهدي إلى الحرم لمن لا يريد الذهاب بنفسه، واستحباب
تقليده وفتل القلائد، وأن باعثه لا يصير محرماً، ولا يحرم عليه شيء بذلك


87- عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَـنِ أَنَّ ابْنَ زِيَادٍ كَتَبَ إِلَى عَائِشَةَ أَنَّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ أَهْدَى هَدْياً حَرُمَ عَلَيْهِ مَا يَحْرُمُ عَلَى الْحَاجِّ. حَتَّى يُنْحَرَ الْهَدْيُ. وَقَدْ بَعَثْتُ بِهَدْيِ. فَاكْتُبِي إِلَيَّ بِأَمْرِكِ. قَالَتْ عَمْرَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَيْسَ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ. أَنَا فَتَلْتُ قَلاَئِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ. ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ. ثُمَّ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِي. فَلَمْ يَحْرُمْ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللّهُ لَهُ. حَتَّى نُحِرَ الْهَدْيُ.
و في رواية عن عائشة قالت: أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة إلى البيت غنما فقلَّدها.

الفائدة الأولى: الحديث دليل على استحباب إرسال الهدي إلى الحرم . و الهدايا إلى الحرم على قسمين:
* إما أن يسوق الهدي بنفسه و يقصد النسك معه بأن يخرج حاجا أو معتمرا، فهذا يشعرها و يقلدها عند إحرامه.
* وإما أن يسوق الهدي وهو مقيم في بلدته، فيبعثها مع أحد ، فيقلدها و يشعرها من مكانه(كما في حديث الباب).
الفائدة الثانية: الحديث دليل على سنية تقليد الهدي و إشعاره.
الفائدة الثالثة: الحديث فيه دلالة على أن من أهدى إلى الحرم وهو مقيم فإنه لا يجتنب محظورات الإحرام، وهذا قول جمهور العلماء.


باب جواز ركوب البدنة المهداة لمن احتاج إليها


88- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً يَسُوقُ بَدَنَةً. فَقَالَ: «ارْكَبْهَا» قَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّهَا بَدَنَةٌ. فَقَالَ: «ارْكَبْهَا. وَيْلَكَ» فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ.(1)
وعند مسلم من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، أنه سُئِلَ عَنْ رُكُوبِ الْهَدْيِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و سلم يَقُولُ: «ارْكَبْهَا بِالْمَعْرُوفِ إِذَا أُلْجِئْتَ إِلَيْهَا. حَتَّى تَجِدَ ظَهْراً».
(1) وورد نحو هذا الحديث في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه .

الفائدة الأولى: الحديثان فيهما دلالة على جواز ركوب البدنة المهداة، و في المسألة خلاف:
* فقيل أنه لا يركبها إلا لضرورة، و هذا قول أبي حنيفة.
* و قيل أنه لا يركبها إلا لحاجة، و هذا قول الشافعي.
* و قيل أنه يركبها مطلقا سواء لحاجة أو لغير حاجة.
*** و الأظهر والله أعلم أن بهيمة الأنعام إذا كانت مهداة إلى الحرم فإنه لا يركبها إلا لحاجة
(لحديث الباب).
الفائدة الثانية: حديث جابر فيه دلالة على أن من ركب بدنة سيقت هديا أن يركبها بالمعروف
(الرفق بالركوب و السير بطريقة مناسبة).
باب ما يفعل بالهدي إذا عطب في الطريق


89- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ ذُوءَيْبَاً أَبَا قَبِيصَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبْعَثُ مَعَهُ بِالْبُدْنِ ثُمَّ يَقُولُ «إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَخَشِيتَ عَلَيْهِ مَوْتاً، فَانْحَرْهَا. ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا. ثُمَّ اضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهَا. وَلاَ تَطْعَمْهَا أَنْتَ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ». رواه مسلم .

الفائدة الأولى: الحديث فيه دلالة على أن الهدي إذا أشرف على الهلاك وجب ذبحه قبل ذلك و إشعاره ليُعرَف أنه هدي مُساق إلى الحرم.
الفائدة الثانية: الحديث دليل على أن سائق الهدي المعطوب و كذلك الرفقة التي معه يمتنعون عن الأكل من هذا الهدي بعدما يُنحَر (سدّاً للذريعة، لكي لا يتسرعون في ذبحه لأكله).


باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض


90- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ. إِلاَّ أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ الْمَرْأَةِ الْحَائِضِ.

الفائدة الأولى: الحديث دليل على وجوب طواف الوداع للحاج غير المكي إذا فرغ من مناسك الحج.
الفائدة الثانية: الحديث يدل على أنه يجب أن يكون طواف الوداع آخر شيء (من طاف طواف الوداع يغادر مكة مباشرة).
الفائدة الثالثة: الحديث دليل على أن طواف الوداع يسقط عن الحائض.
الفائدة الرابعة: الحديث دليل على أن طواف الوداع خاص بالحج و أن العمرة لا وداع فيها.



باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره والصلاة
فيها، والدعاء في نواحيها كلها

91- عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ يَوْمَ الْفَتْحِ. فَنَزَلَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ. وَأَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. فَجَاءَ بِالْمِفْتَحِ ( وفي رواية لمسلم : فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ. فَأَبَتْ أَنْ تُعْطِيَهُ. فَقَالَ: وَاللّهِ لَتُعْطِينِيهِ أَوْ لَيَخْرُجنَّ هَـذَا السَّيْفُ مِنْ صُلْبِي. قَالَ: فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ. فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ ) فَفَتَحَ الْبَابَ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَبِلاَلٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ. وَأَمَرَ بِالْبَابِ فَأُغْلِقَ. فَلَبِثُوا فِيهِ مَلِيّاً. ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ. فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ: فَبَادَرْتُ النَّاسَ. فَتَلَقَّيْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم خَارِجاً , وَبِلاَلٌ عَلَى إِثْرِهِ. فَقُلْتُ لِبِلاَلٍ: هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ. تِلْقَاءَ وَجْهِهِ. قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى. وفي رواية : وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ. ثُمَّ صَلَّى.
زاد البخاري : ثمَّ خَرَجَ فَصلَّى في وَجهِ الكعبةِ رَكعَتينِ .

92- وعَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ، قال : إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالطَّوَافِ وَلَمْ تُؤمَرُوا بِدُخُولِهِ. قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَنْهَى عَنْ دُخُولِهِ. وَلَـكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا فِي نَواحِيهِ كُلِّهَا. وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ. حَتَّى خَرَجَ. فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ فِي قُبُلِ الْبَيْتِ رَكْعَتَيْنِ. وَقَالَ: «هَـذِهِ الْقِبْلَةُ» قُلْتُ لَهُ: مَا نَوَاحِيهَا؟ أَفِي زَوَايَاهَا؟ قَالَ: « بَلْ فِي كُلِّ قِبْلَةٍ مِنَ الْبَيْتِ».(1)
(1) أخرج البخاري هذا الحديث من طريق ابن عباس رضي الله عنهما لكن من دون إسناده لأسامة رضي الله عنه .

93- وعَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، صَاحِبِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: أَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ فِي عُمْرَتِهِ؟ قَالَ: لاَ.

الفائدة الأولى: حديث ابن عمر رضي الله عنهما دليل على استحباب دخول الكعبة والصلاة فيها.
و اُختُلِف في أي الصلوات تُصلَّى داخل جوف الكعبة:
* فقيل تصح فيها صلاة الفرض و النفل، و هذا قول جمهور العلماء.
* و قيل أن الذي يصح أن يُصلَّى داخلها هو النفل المطلق فقط (و أما الفرض و النفل المقيد فلا يصح)، و هذا قول الإمام مالك.
* وقيل أنه لا تصح الصلاة داخل جوف الكعبة أبدا، لا فرضا و لا نفلا.
*** و الأظهر و الله أعلم هو القول الأول (يصح أن يُصلى داخل جوف الكعبة الفرض و النفل بقسميه المطلق و المقيد).
الفائدة الثانية: حديث ابن عمر رضي الله عنهما فيه دلالة على أن سدانة البيت باقية لعثمان بن طلحة و ذويه فلا تُنزَع منهم فهم قد اختصوا بها.
الفائدة الثالثة: حديث ابن عباس رضي الله عنهما دليل على مشروعية الدعاء لمن دخل الكعبة في جميع النواحي.
* حديث ابن عمر رضي الله عنهما فيه دلالة على حرصه على تتبع السنة و هدي النبي صلى الله عليه و سلم.


باب نقض الكعبة وبنائها
وباب جدر الكعبة وبابها

94- عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَدْرِ؟ أَمِنَ الْبَيْتِ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فَلِمَ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ» قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعاً؟ قَالَ: «فَعَلَ ذلِك قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاؤُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاؤُوا. وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ. وَأَنْ أُلْزِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ».
وفي رواية : « لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ، وَلَجَعَلْتُهَا عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ».
وفي رواية : « وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ بَاباً شَرْقِيّاً وَبَاباً غَرْبِيّاً. وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ »(1).
وفي رواية لمسلم : « لأَنْفَقْتُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ فِي سَبِيلِ اللّهِ».
وفي رواية لمسلم أيضاً أن البيت احترق في زمن يزيد بن معاوية حين غزاه أهل الشام , فشاور ابن الزبير الناس بين هدمه وبناءه وبين إصلاحه فأشار ابن عباس إلى إصلاحه فقال ابن الزبير للناس : لَوْ كَانَ أَحَدُكُمُ احْتَرَقَ بَيْتُهُ، مَا رَضِيَ حَتَّى يُجِدَّهُ. فَكَيْفَ بَيْتُ رَبِّكُمْ؟ إِنِّي مُسْتَخِيرٌ رَبِّي ثَلاَثاً. ثُمَّ عَازِمٌ عَلَى أَمْرِي. فَلَمَّا مَضَى الثَّلاَثُ أَجْمَعَ رَأْيَهُ عَلَى أَنْ يَنْقُضَهَا. فَتَحَامَاهُ النَّاسُ أَنْ يَنْزِلَ، بِأَوَّلِ النَّاسِ يَصْعَدُ فِيهِ، أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ. حَتَّى صَعِدَهُ رَجُلٌ فَأَلْقَى مِنْهُ حِجَارَةً. فَلَمَّا لَمْ يَرَهُ النَّاسُ أَصَابَهُ شَيْءٌ تَتَابَعُوا. فَنَقَضُوهُ حَتَّى بَلَغَوا بِهِ الأَرْضَ. فَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَعْمِدَةً. فَسَتَّرَ عَلَيْهَا السُّتُورَ. حَتَّى ارْتَفَعَ بِنَاؤُهُ. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْلاَ أَنَّ النَّاسَ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، وَلَيْسَ عِنْدِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يُقَوِّي عَلَى بِنَائِهِ...» قَالَ ابن الزبير: فَأَنَا الْيَوْمَ أَجِدُ مَا أُنْفِقُ وَلَسْتُ أَخَافُ النَّاسَ قَالَ: فَزَادَ فِيهِ خَمْسَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ حَتَّى أَبْدَى أُسّاً نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَبَنَى عَلَيْهِ الْبِنَاءَ وَكَانَ طُولُ الْكَعْبَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ ذِرَاعاً فَلَمَّا زَادَ فِيهِ اسْتَقْصَرَهُ. فَزَادَ فِي طُولِهِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ. وَجَعَلَ لَهُ بَابَيْنِ... .
الفائدة الأولى: الحديث فيه دليل على قاعدة من قواعد الإسلام و هي إن تعارضت المصالح، أو تعارضت مصلحة و مفسدة و تعذَّر الجمع بينهما بُدِئَ بالأهم.
الفائدة الثانية: الحديث فيه دلالة على أفضلية الاستشارة.
الفائدة الثالثة: جواز إضافة الشيء إلى سببه و لو لم يُضَف إلى الله تعالى قبل ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم:(وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ).


باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما، أو للموت

95- عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ. فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ. ( وفي رواية للبخاري : وأعجبَهُ حُسنُها ) فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخاً كَبِيراً. لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ. أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.
وللبخاري في رواية : «أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال له: إنَّ أختي نذرت أن تحُجَّ وإنها ماتت .... ».(1)
(1) وتقدَّم في كتاب الصيام حديث بريدة وفيه المرأة التي سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن أمها فقالت : قَالَتْ: إِنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ. أَفَأَحُجُّ عَنْهَا ؟ قَالَ: «حُجِّي عَنْهَا».

الفائدة الأولى: الحديث دليل على أن القادر على الحج بماله و عاجزاً ببدنه أنه يُنيب من يحج عنه (و مثله من كان مريضا و مرضه لا يُرجى زواله ينيب من يحج عنه).
الفائدة الثانية: الحديث دليل على أن الاستطاعة ليست خاصة بالزاد والراحلة (و الاستطاعة هي إمكان الوصول إلى مشاعر الحج بلا مشقة عظيمة زائدة على مشقة السفر العادية مع الأمن على النفس و المال).
الفائدة الثالثة: الحديث دليل على جواز حج المرأة عن الرجل.
الفائدة الرابعة: الحديث دليل على جواز الإرداف على الدابة إن كانت مطيقة.
الفائدة الخامسة: الحديث دليل على مشروعية الاستفتاء في المسائل الشرعية التي تُشكل و الرجوع لأهل العلم.
الفائدة السادسة: الحديث دليل على جواز استفتاء المرأة الرجل و جواز سماع صوتها للحاجة إذا لم يُخشَ بذلك الفتنة.
الفائدة السابعة:الحديث دليل على تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية، ووجوب غض البصر.
الفائدة الثامنة: الحديث دليل على أن العاجز عن الحج ببدنه دون ماله لا يسقط عنه الحج و إنما يلزمه أن ينيب.
و بناء على ما تقدم، فالاستطاعة على أربعة أقسام:
* المستطيع بماله و بدنه ، فهذا يجب عليه الحج على الفور.
* العاجز بماله و بدنه ، لا يجب عليه الحج.
* المستطيع ببدنه دون ماله، فهذا يجب عليه الحج إن استطاعالمشي و لا يشق عليه الخروج إلى المشاعر و التنقل بينها (كمن يكون من أهل مكة مثلا)، و إلا فالأصل لا يجب عليه الحج.
* المستطيع بماله دون بدنه، كالعاجز مثلا، فهذا لا يخلو من حالين:
>> أن يُرجى زوال عجزه، فهذا ينتظر حتى يبرأ و يزول العجز ثم يحج بنفسه، و ليس له أن ينيب.
>> أن لا يُرجى زوال عجزه كالكبير في السن ، فهذا يُنيب من يحج عنه كما في حديث الباب.
الفائدة التاسعة: الحديث دليل على بر الوالدين و القيام بمصالحهماو الاعتناء بهما.


باب صحة حج الصبيّ، وأجر من حج به

96- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ رَكْباً بِالرَّوْحَاءِ. فَقَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ؟» قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: «رَسُولُ اللّهِ» فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيّاً فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ. وَلَكِ أَجْرٌ».

الفائدة الأولى: الحديث دليل على صحة حج الصبي ولو كان صغيرا غير مميز. (و هناك خلاف بين العلماء على قولين في هل تجزئه هذه الحجة عن حجة الإسلام، و أظهرها أنها لا تُجزئه، وهو قول جمهور العلماء).
الفائدة الثانية: الحديث دليل على أن الإنسان إذا طاف و معه آخر يحمله كصبي مُحرِم ونحوه، فإن الطواف يُجزئ عن الحامل و المحمول.
الفائدة الثالثة: قول النبي صلى الله عليه و سلم للمرأة «نَعَمْ. وَلَكِ أَجْرٌ» أي أجر تعليمه و رعايته، وليس أجر حجة الصبي.
الفائدة الرابعة: الحديث دليل على جواز استفتاء المرأة الرجل الأجنبي و سماع صوتها إذا لم يُخشَ الفتنة، و في هذا أن صوت المرأة ليس بعورة.

97- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا» فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ فَسَكَتَ. حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثاً. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ. لَوَجَبَتْ. وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ». ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ. فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ. فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ. وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ». رواه مسلم (1)
(1) من قوله : «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ...» إلى آخر الحديث هو عند البخاري أيضاً .

الفائدة الأولى: الحديث دليل على أن الحج لا يجب إلا مرة واحدة في العمر.
الفائدة الثانية: الحديث فيه دلالة على وجوب الكف عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
الفائدة الثالثة: الحديث فيه دلالة على وجوب الإتيان بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم حسب الاستطاعة.
الفائدة الرابعة: الحديث دليل على أن الإنسان له استطاعة، وفي هذا رد على الجبرية (الذين يقولون أن الإنسان مُجبَر و ليس له استطاعة).
الفائدة الخامسة:أخذ من هذا الحديث عدة قواعد:
* الأصل في النهي الترك «وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ»
* الأصل في الأوامر وجوب الإتيان بها.
* الواجبات تسقط بالعجز «مَا اسْتَطَعْتُمْ»
* الأصل عدم الوجوب حتى يأتي دليل يدل على الوجوب«ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ»
الفائدة السادسة: كثرة المسائل (التي لا حاجة لها) سبب للهلاك.


باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره

98- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلاَثاً، إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ».
وورد نحوه في الصحيحين من حديث أبي هريرة وفيه : « مَسِيرَةَ يَومٍ وَلَيْلَةٍ ».
ولمسلم في رواية : « مَسِيرَةَ لَيْلَةٍ ». وفي أخرى : « مَسِيرَةَ يَوْمٍ ».
وفي حديث أبي سعيد الخدري في الصحيحين : « مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ ».
ولمسلم في رواية : « فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ».

99- عن ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَقُولُ: «لاَ يَخْلُونَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ. وَلاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ» فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً. وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: «انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امرأتك».

الفائدة الأولى: حديث ابن عمر رضي الله عنهما و الروايات التي معه دليل على تحريم سفر المرأة مع غير ذي محرم حتى لو كان سفر عبادة كالحج.
وهناك خلاف في سفر الطاعة:
* فقيل لا يجوز للمرأة أن تسافر حتى و إن كانت تريد الحج.
* و قيل لا يُشترَط المحرم، ويجب على المرأة الحج إذا وجدت رفقة من النساء الثقات و عليهن قيِّم مأمون.
*** و الأظهر والله أعلم هو القول الأول، وهو أن المرأة إذا لم تجد محرما فإنها حينئذ غير مستطيعة.
الفائدة الثانية: الحديث دليل على تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية.
الفائدة الثالثة: حديث ابن عباس رضي الله عنهما دليل على أنه ينبغي تقديم الأهم من الأمور التي تتعارض.

باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره

100- عن ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلاَثاً، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ. وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَـذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى. وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى. اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَـذَا. وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ. وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ». وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: «آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» .
وفي حديث عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَرْجِسَ : كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه سلم إِذَا سَافَرَ، يَتَعَوَّذُ مِنْ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْر، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ . رواهما مسلم .

فائدة الحديث: الحديث دليل على مشروعية الدعاء بهذه الكلمات عند السفر، وهي كلمات عظيمة اشتملت على معانٍ عظيمة، و هذه الكلمات فيها عدة أمور:
* تكبير الله جل و علا، وهذا من تعظيمه عز وجل.
* الاعترلف لله جل و علا بالنعمة.
* استحضار الرجوع إلى الله تعالى.
* سؤال الله تعالى البر و التقوى و الإحسان.
* الدعاء بحفظ المال و الولد من الشرور و الهلاك.
* دعاء الله تعالى بأن يحفظه من الانتكاسة و الرجوع.
* دعاء الله تعالى الثبات على دينه.
* التعوذ من دعوة المظلوم لأنها مستجابة.


باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج وغيره

101- عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَفَلَ مِنْ الْجُيُوشِ أَوِ السَّرَايَا أَوِ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ، إِذَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ، كَبَّرَ ثَلاَثاً. ثُمَّ قَالَ: «لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ. لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صَدَقَ اللّهُ وَعْدَهُ. وَنَصَرَ عَبْدَهُ. وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ» .

102- وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، : أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَبُو طَلْحَةَ، وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُ عَلَى نَاقَتِهِ. حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ قَالَ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذلِكَ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ.
زاد البخاري : فعَثَرَتْ ناقَتهُ فصُرِعا جميعاً، فاقَتحَم أبو طلحةَ فقال: يا رسولَ اللهِ جَعلَني اللهُ فِداءك. قال: عليكَ المرأةَ. فقلَبَ ثوباً على وجهه وأتاها فألقاهُ عليها، وأصلَحَ لهما مَركبَهما فرَكِبها، واكتَنفْنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم .

الفائدة الأولى: حديث ابن عمر رضي الله عنه ظاهره يختص بثلاثة أحوال: الحج و العمرة و إذا رجع من جيثش أو سرية .و جمهور العلماء قالوا أنه ليس خاصا بهذه الأمور الثلاثة و أنه يُشرَع في أي سفر طاعة (كسفر لصلة الرحم و طلب العلم ...).
الفائدة الثانية: حديث أنس رضي الله عنه دليل على أن الكلمات التي يزيدها المسافر إذا رجع ، إذا اقترب من مدينته و أنه يُشرَع تكرارها.
الفائدة الثالثة: زيادة البخاري فيها ماكان عليه الصحابة رضي الله عنهم من العناية بالرسول صلى الله عليه و سلم و تفديته بأنفسهم و طاعته و خدمته، و فيها حرص النبي صلى الله عليه و سلم على ستر أهله.


باب التعريس بذي الحليفة، والصلاة بها إذا صدر من الحج أو العمرة

103- عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ. فَصَلَّى بِهَا. وَكَانَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
وفي رواية : أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ فِي مَعَرَّسِهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ.
وعند البخاري من حديث عمر قال : سمعتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم بوادي العقيقِ يقول: « أتاني الليلةَ آتٍ من ربّي فقال: صَلِّ في هذا الوادي المبارَكِ وقل: عُمرةٌ في حَجَّةٍ».
وعند البخاري أيضاً من حديث موسى بنُ عُقبةَ قال: رأَيتُ سالمَّ بن عبدِ اللهِ يتحرَّى أماكنَ منَ الطريقِ فيُصلِّي فيها، ويحدَّثُ أنَّ أباهُ كانَ يُصلِّي فيها، وأَنَّهُ رأَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في تلكَ الأمكنةِ.

الفائدة الأولى: الأحاديث فيها دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل ببطحاء المدينة إذا رجع إليها قبل أن يدخلها.
الفائدة الثانية: الأحاديث فيها دلالة على أن بطحاء المدينة أرض مباركة.
الفائدة الثالثة: الأحاديث فيها دلالة على شدة تتبع ابن عمر رضي الله عنهمالهدي النبي صلى الله عليه وسلم


فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (5) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (5)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (3)
» كتاب العيدين من صحيح الإمام البخاري
» فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (6)
» فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (4)
» فوائد من كتاب الحج من صحيح الإمام مسلم (1)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فقـه وأحكـام وفتـاوى الحـج والعُمـرة :: كتابات في الحج والعمرة-
انتقل الى: