لطيفة ابونيان: خلط المفاهيم الاعلامية يسيء أحيانا الى اليتيمات

القسم النسائي ب"الرياض" يستضيف قيادات مكتب الاشراف الاجتماعي بالرياض

لطيفة ابونيان : خلط المفاهيم الاعلامية يسيء أحيانا الى اليتيمات

القسم النسائي خلال استضافة قيادات مكتب الاشراف الاجتماعي بالرياض

الرياض - تغطية – سحر الرملاوي

انتقدت المديرة العامة للاشراف النسائي بالرياض الاستاذة لطيفة ابونيان وسائل الاعلام المختلفة على طريقة تعاطيها مع اخبار وأحداث منسوبي دور الرعاية الاجتماعية المختلفة وخاصة الايتام منهم وقالت : دأبت وسائل الاعلام على الاخذ بقشور الاخبار الخاصة بهذه الفئات واصطناع عناوين مثيرة منها دون الالتفات الى مشاعر من يقرأ اخبارهم من هؤلاء ، واضافت بأنها تحبذ استخدام عبارة " الايتام من ذوي الظروف الخاصة " عوضا عن العبارات المتداولة التي تمس مشاعرهم و تضايقهم بلا ذنب ارتكبوه ..

جاء ذلك في اللقاء الودي الذي استضاف فيه القسم النسائي بجريدة الرياض برئاسة نوال الراشد مديرة تحرير القسم النسائي ومشاركة كل من الزميلات هدى السالم وعذراء الحسيني واسمهان الغامدي وسلوى العمران وسحر السديري وسحر الرملاوي بعض قيادات الاشراف النسائي بالرياض يوم السبت الماضي وعلى رأسهن الاستاذة لطيفة ابونيان بالاضافة الى كل من الاستاذة سمها الغامدي رئيسة قسم الايتام والخبيرة الاجتماعية والاستاذة شرعاء القحطاني مديرة مؤسسة رعاية الاطفال المشلولين ومشرفة قسم الضيافة بالمؤسسة والاستاذة حصة المهنا مديرة دار الحضانة بالربوة والاستاذة لولوة الدحام مديرة دار التربية الاجتماعية والاستاذة هدى سيلان مديرة دار الحضانة الاجتماعية بالرياض .

نقدر ل«الرياض» خطوتها في التعريف والتعرف عن قرب بنا

وأضافت الاستاذة لطيفة ابونيان فيما يخص قضية تعاطي الاعلام مع قضايا الايتام من ذوي الظروف الخاصة :" نحن ندعو الإعلاميين الى النظر بطريقة ايجابية الى من تكفلهم وزارة الشؤون الاجتماعية وان يكفوا عن تكريس النظرة الدونية للمجتمع إزاءهم مؤكدة في الوقت نفسه انهن في الاشراف النسائي على اتم الاستعداد لتلقي الانتقاد الهادف الواضح الذي يصب في مصلحة العمل الانساني الكبير الذي تقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية لذووي الظروف الخاصة ..

فيما اشادت الاستاذة سمها الغامدي باداء صحفيات جريدة الرياض القائم على الموضوعية وتحري الدقة والحرص على متابعة اخبار الدور بمهنية بعيدا عن الاثارة و اللبس المفتقرين للمهنية الصحفية ، و قالت ان بعض الاخبار تسببت في عزوف بعض يتيمات الدار عن الذهاب الى مدارسهن او جامعاتهن خجلا من مواجهة ما كتب عن احتياجاتهن بطريقة فجة في احدى الصحف .. و قالت نحن نسعى لدمج اليتيمات من ذوات الظروف الخاصة في المجتمع و على الاعلام ان يساعدنا في هذا الامر لا ان يقف حجرة عثرة امام تحقيق هدفنا عبر تكريس حصار هؤلاء في زاوية ضيقة دون الالتفات الى انجازاتهم و نجاحاتهم رجالا و نساء .

سمها الغامدي : تحظى اليتيمات من ذوات الظروف الخاصة برعاية عالية نقصد بها وجه الله

الاسر البديلة

وحول الاسر البديلة وهي تلك التي تضم الى حضانتها بشكل دائم رضيع من الايتام ذوي الظروف الخاصة قالت الاستاذة لطيفة : يسعدنا ان الخير في مجتمعنا قد كف الرضع مشكلة التشتت واليتم فلا يكاد يصل لدينا رضيع من هؤلاء حتى يجد من يكفله فورا من الاسر البديلة التي تسعى الى الاجر بضم هؤلاء لحضانتهم ، ونحن بالطبع نقوم بعمل دراسة حول الاسر التي تبدي رغبة الحضانة و نتخير الافضل لهم وفق معايير دقيقة نتوخى فيها تكافؤ الجوهر والمظهر مع هؤلاء الرضع ، وبفضل الله فانه لم يعد لدينا طفل رضيع واحد دون السنتين بل ان بعضهم يأخذون الرضع من المعوقين ايضا طمعا في زيادة الاجر ولله الحمد .

الأسر البديلة تحصل على راتب شهري مقداره 3000 ريال عن حضانة كل طفل يتيم

و تحصل الاسر البديلة على راتب شهري مقداره 3000 ريال عن حضانة كل طفل يتيم و تعتبر الاستاذة لطيفة ابونيان ان هذا المبلغ يحقق الفائدة من كل النواحي بحيث انه يساعد الاسر الحاضنة خاصة لو كانت من الاسر الفقيرة التي اثبت البحث الاجتماعي صلاحيتها لتربية طفل يتيم لكنهم يعانون من ضيق ذات اليد فتصبح المنفعة مزدوجة للطرفين .

و عبر النقاشات والاسئلة المطروحة من قبل مديرة ومحررات القسم النسائي للجريدة اوضحت الضيفات عددا من النقاط الهامة حول الاسر البديلة منها :

• تكفل الاسر الطفل الرضيع دون السنتين و هو السن الذي تفضل معظم الاسر تبني اليتامى فيه بعد أن تتقدم بطلب الى مكتب الاشراف و يتم فحص الطلب وعمل بحث اجتماعي دقيق عن الاسرة وظروفها يكون معيار القبول الاساسي فيها صلاحية الاسرة دينيا واخلاقيا .
  

  
  

الأم المقيمة تدخل الايتام في معترك الحياة الأسرية الحقيقية

• تحصل الامهات الجدد في الاسر البديلة على دورات تأهيلية تستمر لمدة سبعة اسابيع بواقع يومين كل اسبوع لتفهم احتياجات الطفل الجديد وكيفية رعايته وضرورة اخباره عن وضعه اعتبارا من العام الثالث ليتكيف مع وضعه دون مشاكل.
  

  
  

• يحصل الطفل على رعاية صحية مباشرة في مستشفيات الدولة كما تم اعتماد بطاقات تأمين صحي لكل الفئات العمرية من الايتام تقدمت بها تبرعا شركة بوبا .
  

  
  

قسم الضيافة فكرة انفرد بها مكتب الإشراف بالرياض واستفادت منها المحافظات

• يحصل الطفل شهريا على 850 ريالا من الضمان الاجتماعي ويحصل على إعانة مدرسية اذا اكمل الست سنوات تقدر ب2400 ريال مطلع كل عام دراسي و في حالة تعليمه في مدارس اهلية برغبة الاسر البديلة تقوم الوزارة بتقديم مساعدة لتيسير هذا الامر .
  

  
  

-عند الزواج تقدم لليتيم اعانة زواج مقدارها 60 الف ريال و تقدم للاسرة البديلة عشرون الفا كمكافأة نهاية حضانة تعبيرا عن شكرنا لرعايتهم لليتيم حتى تزويجه .

اللقاء برئاسة الزميلة نوال الراشد ومشاركة الزميلات هدى السالم وعذراء الحسيني واسمهان الغامدي وسلوى العمران وسحر السديري وسحر الرملاوي مع قيادات الاشراف النسائي لطيفة ابونيان وسمها الغامدي وشرعاء القحطاني وحصة المهنا ولولوة الدحام وهدى سيلان

• الاطفال الرضع الايتام هم ممن تركهم اهلوهم في اماكن متفرقة واستلمتهم الوزارة من المستشفى بعد توقيع الكشف الطبي عليهم واثبات حالتهم الصحية ، كما ان بعضهم ممن حملت بهم امهاتهم السعوديات من آباء مجهولين فنحن نعرف الام ولا نعرف الاب و هؤلاء يؤخذ منهن ابناؤهن بموافقتهن على التنازل عنهم خاصة عندما يكن في السجن ولا مجال لرعاية الرضيع معها ، اما الايتام المولودون لامهات اجنبيات فيتم ترحيلهم مع والدتهم الى بلادهن بموجب قرار صدر قبل سبعة عشر عاما .
  

  
  

• نحن نعطي لليتيم اسما رباعيا خلوا من لقب العائلة و يحق للاسر البديلة تغيير الاسم في حالة رغبتها في ذلك غير ان الاستاذة لطيفة البنيان لا تحبذ بشكل شخصي تغيير الاسم خاصة لمن وعى و ادرك نفسه بهذا الاسم حتى لا يتشتت ويشعر بانه لا يملك شيئا في هذه الدنيا حتى الاسم .
  

  
  

قسم الضيافة

قسم الضيافة هو القسم الذي تشرف عليه الاستاذة شرعاء و قد حدثتنا عنه قائلة انه يضم تسعة شقق مجهزة تجهيزا كاملا وقسم لاستقبال الحالات اليتيمات العائدات من عند الاسر البديلة لاسباب مختلفة فمثلا قد تصل اليتيمة الى سن المراهقة و تكون صعبة المراس فتحتاج الى اعادة تأهيل أو ان تموت الام البديلة داخل الاسرة البديلة او ان تطلق اليتيمة بعد زواجها في هذه الحالات تعود الينا فان كان لديها اطفال استقلت بهم في شقة وان كانت بلا اطفال تقاسمت مع ثلاثة اخريات شقة و يتم اعادة تأهيلهن بمساعدة مشرفات اجتماعيات و يقمن بالاعتماد على انفسهن في قسم الضيافة باعداد الطعام و ترتيب المكان وهذا القسم " قسم الضيافة " من الابتكارات التي انفردت بها مدينة الرياض منذ عشرة اعوام وبسبب نجاح الفكرة فان دور الحضانة في كل مناطق المملكة ترسل بناتها لهذا القسم اذا مررن بمثل هذه الظروف .. والحقيقة انها شقق مؤقتة لحين حل مشكلة اليتيمة من ذوي الظروف الخاصة اما بالزواج او باعتدال مسلكها ورغبتها في العودة لاسرتها البديلة وغير ذلك وهي فكرة اثبتت نجاحها على مدار السنوات العشر و لا تزال .

الأم المقيمة

حول الأم المقيمة دار النقاش مع ضيفاتنا في القسم النسائي من مكتب الاشراف وتولت الاستاذة حصة المهنا شرح الامر فقالت :" طبقنا هذا النظام قبل عشرة اعوام فهو يعتبر حديثاً نسبياً و فيه تقوم أم مقيمة برعاية من خمسة الى ستة ايتام بنات من مختلف الاعمار وأولاد " دون سن 12 سنة " في فيلّا مستقلة تبقى معهم فيها خمسة ايام كاملة ثم تذهب يومي اجازة فتحل محلها "خالة بديلة " حتى تعود مجددا وهذه الفلل وعددها 12 فيلّا متجاورة في مجمع واحد يتزاورون ويعيشون حياة طبيعية مثل كل الاسر العادية والام البديلة تحظى بدورات تدريبية مستمرة لانه اذا صلحت الام صلح من هم في رعايتها .

و تضيف المهنا قائلة :نحن نقيم لهؤلاء برامج على مدار العام تهدف الى توسيع مداركهم و تثقيفهم وتعليمهم والترفيه عنهم وتزداد نشاطاتنا توسعا في الاجازة الصيفية حيث تقوم بناتنا بعمل تطوعي في الجمعيات الخيرية كجمعية سند ويحصلن على دورات تعلمهن كيفية الاستفادة من مدخراتهن واستثمارها فيما يعود بالنفع عليهن كما يحصلن على دورات في التجميل و اللغة وعندنا مخيمات صيفية في جدة والطائف وأبها والقصيم .

و تقول الاستاذة لطيفة تعقيبا على استثمار الفتيات لأموالهن : تحصل اليتيمات من ذوات الظروف الخاصة على مكافأة شهرية غير مكافأتها من جامعتها وغير العيدية السنوية وغيرها من نقود وبما انها تعيش اعاشة كاملة اقامة وطعاما داخل الدار فكان لزاما ان تدخر جزءا كبيرا من مكافأتها و قد بادرنا الى استثمار هذه المدخرات لهن وفي وقتها قامت الدنيا علينا واعتبروا ان استثمارنا في مدخرات اليتيمات جناية عليهن لكن فيما بعد حين وضحت الصورة و عادت الفوائد الاسثمارية على البنات واستطعن تملك وحدات سكنية خاصة بهن هدأت الامور وحمدت لنا المبادرة .

آخر 56 بنتاً

في دار التربية الاجتماعية تقطن 56 بنتاً اصغرهن عمرها 13 سنة كما تقول الاستاذة لولوة الدحام وهن آخر من تبقى في هذه الدار في انتظار انهاء العمل فيها واغلاق نشاطها ذلك ان تحويل الفتيات اليها توقف منذ اعتمدت خطة بقاء اليتيمة منذ استلامها طفلة رضيعة حتى زواجها في مكان واحد لذا فان الباقيات في دار التربية تنتظرهن على الاكثر 5 سنوات قبل ان يغادرنها بمجملهن ..

و تقول الدحام : اعتدنا في دارنا على استقبال البنات اللواتي غادرننا كل يوم اربعاء نتزاور و نتعرف على احوالنا ونمضي وقتا طيبا معا ، كما اننا نستقبل من بناتنا المتزوجات من على وشك الولادة لكي تضع عندنا كما يحدث عندما تلد الابنة عند امها وتقضي فترة نفاسها ..

بل حتى أن بعض العاملات من بناتنا قد يحضرن ابناءهن الرضع عندنا ريثما يعدن من دوامهن . فالعمل في الدور عموما هو مهمة انسانية تربوية نقدم من خلالها جميع الخدمات التي تحتاجها البنت من تأهيلية و نفسية وصحية وتعليمية ونخصص لهذا الامر كوادر امينة مخلصة تقوم بعملها بدأب ومحبة ومراعاة لوجه الله.

تطوير اداء

أخيرا تحدثنا الاستاذة هدى سيلان عن التطور الذي لحق بعملية استقبال الرضع الايتام و تسليمهم فتقول : نحن نستلم الرضيع من المستشفى بعد التأكد التام والمراجعة لحالته الصحية ولدينا طبيبة تقوم بفحصه والمطالبة بالتركيز على شيء لاحظته ، ثم بعد ذلك يصبح الطفل لدينا فنقوم بعمل كل اوراقه الثبوتية وشهاداته التي سيحتاجها في حياته العملية ثم حين نعرض الطفل على الاسرة التي ترغب في كفالته لا نكتفي بالام فقط وانما نحرص على وجود الام والاب معا ليكون القبول مشتركا ونعطيهم فرصة اسبوعين لاختبار مشاعرهم الحقيقة ازاء الطفل ودرجة تقبلهم له وبالطبع نعطي الام الدورات الوالدية التي تستمر فيها سبعة اسابيع وقد اثرت هذه الدورات بشكل ملموس جدا حتى على علاقة الامهات البديلات بأبنائهن الحقيقيين .

في نهاية اللقاء قدمت الاستاذة نوال الراشد مديرة تحرير القسم النسائي دروعا تذكارية للضيفات من مكتب الاشراف النسوي .

يذكر ان هذه الاستضافة تأتي ضمن انشطة القسم النسائي بجريدة الرياض الذي يحرص على استضافة مختلف قطاعات المجتمع للوقوف على طبيعة اعمالهم والتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم ولربط جسور الثقة بين الجريدة ومختلف القطاعات العاملة ، وكان القسم النسائي للجريدة قد استضاف مؤخرا وفدا من الغرفة التجارية بالرياض وفي وقت لاحق استضاف عددا من الاعلاميات العربيات العاملات في وسائل الاعلام المختلفة لتأتي زيارة وفد مكتب الاشراف الاجتماعي ضمن سلسلة الاستضافات المفتوحة .