منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني   الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني Emptyالخميس 07 أبريل 2016, 3:26 am

الفصل الثامن
الأزهر بعد الحكم العثماني
الأزهر والغزو الفرنسي لمصر:
بعد دخول نابليون بونابرت القاهرة جمع العلماء وطلب اليهم اختيار عشرة مشايخ لتأليف ديوان منهم، فوقع اختيارهم على هؤلاء المشايخ العشرة: عبد اللّه الشرقاوي، خليل البكري، مصطفى الصاوي، سليمان الفيومي، محمد المهدي الكبير، موسى السرسي، مصطفى الدمنهوري، أحمد العريشي، يوسف الشبراخيتي، محمد الدواخلي، ثم اختار هؤلاء رئيسا لهم الشيخ الشرقاوي، واحتفل بونابرت بافتتاح الديوان وأكرم أعضاءه، وأمر المصورين بأخذ صورة كل منهم على حدة. وهذه الصور ما تزال محفوظة في معرض فرساي، وهو أول ديوان وطني، ويعتبر فاتحة السلطة النيابية الانتخابية.

وفي ثورة القاهرة على الفرنسيين ضرب الأزهر بالمدافع، وتتابع الرمي من القلعة وتلال البرقية حتى تزعزعت الأركان وهدمت حيطان الدور، فركب المشايخ إلى كبير الفرنسيين ليرفع عنهم هذا النازل ويكف عسكره عن الرمي، فعاتبهم في التقصير فاعتذروا إليه، فقبل عذرهم ورفع عنهم الرمي وقاموا من عنده ينادون بالأمان في المسالك والطرقات.

وبعد الحادثة السابقة ثارت فتنة بين أهل الحسينية والعطوف وبين الإفرنج وتراموا، ولم يزل الرمي بين الطائفتين حتى فرغ من الطائفة الأولى البارود، فأثخنهم الفرنج بالرمي المتتابع، وبعد هجعة من الليل دخل الفرنج المدينة ومروا في الأزقة والشوارع وهدموا ما وجدوا من المتاريس وانتشروا في الطرقات وتراسلوا رجالا وركبانا.

ثم دخلوا الجامع الأزهر راكبين على خيولهم وتفرقوا بصحنه ومقصورته وربطوا خيولهم بقبلته وعاثوا بالأروقة وكسروا القناديل والسهارات وهشموا خزائن الطلبة ونهبوا أمتعتهم ودشتوا الكتب والمصاحف وطرحوها على الأرض وداسوها بأرجلهم ونعالهم، وبالوا عليها وتغوطوا فيه، وجردوا كل من وجدوه به وأخرجوهم وأصبحوا مصطفين بباب الجامع، وكل من حضر للصلاة يراهم فيكر راجعا، ونهبوا بعض الدور التي بالقرب من الجامع، وخرج سكان تلك الجهة يهرعون للنجاة بأنفسهم، وانتهكت حرمة تلك البقعة بعد أن كانت أشرف البقاع، وبقي الأمر كذلك يومين قتل فيهما خلائق لا تحصى، ونهبت أموال لا تستقصى، فركب المشايخ بإجمعهم وذهبوا الى بيت سر عسكر الفرنساوية وطلبوا منه الأمان، فوعدهم مع التسويف، وطلب منهم بيانا بمن تسبب في إثارة الفتنة من المعممين فغالطوه، فقال لهم على لسان الترجمان نحن نعرفهم بالواحد، فرجوه في إخراج العسكر من الجامع الأزهر، فأجابهم لذلك وأمر بخروجهم وأسكن منهم نحو السبعين في الخطة، ثم فحصوا عن المتهمين، فطلبوا الشيخ سليمان الجوسقي شيخ طائفة العميان، والشيخ أحمد الشرقاوي، والشيخ عبد الوهاب الشبرواي، والشيخ يوسف المصيلحي، والشيخ إسماعيل البراوي، وحبسوهم ببيت البكري، ثم ركب الشيخ السادات والمشايخ إلى بيت سر عسكر وتشفعوا في المسجونين، فقيل لهم: لا تستعجلوا، وبعد أيام حضر جماعة من عسكر الفرنسيين إلى بيت البكري نصف الليل وطلبوا المشايخ المحبوسين عند سر عسكر ليتحدث معهم، فذهبوا بهم إلى بيت قائمقام بدرب الجماميز وهناك جردوهم من ثيابهم وطلعوا بهم إلى القلعة فسجنوهم إلى الصباح، ثم أخرجوهم وقتلوهم بالبنادق وألقوهم خلف القلعة.

ولما توجه بونابرت إلى الشام بعد استيلائه على مصر؛ استولى على مدينة العريش وغزة وخان يونس وورد الخبر الى مصر، فعمل الفرنساويون حصارا وضربوا عدة مدافع من القلعة والأزبكية وحضر عدة منهم راكبين الخيول وبعضهم مشاة وعلى بعضهم عمائم بيض ومعهم نفير ينفخون فيه، وبيدهم بيارق كانت عند المسلمين بقلعة العريش إلى أن وصلوا إلى الجامع الأزهر واصطفوا ببابه رجالا وركبانا وطلبوا الشيخ الشرقاوي شيخ الجامع الأزهر، وأمروه برفع تلك البيارق على منارات الجامع الأزهر، فنصبوا بيرقين ملونين على المنارة الكبير ذات الهلالين وعلى منارة أخرى بيرقا وضربوا عدة مدافع بهجة وسرورا، وكان ذلك ليلة عيد الفطر وعند الغروب ضربوا مدافع إعلاما بالعيد.

وفي افتتاح محرم سنة 1215 ه‍ وقعت حادثة عجيبة وهي أن سر عسكر الفرنساوية كليبير كان واقفا في بستان داره بالأزبكية وفي صحبته أحد خواصه فدخل شخص يوهم أن له حاجة وضربه بخنجر فشق بطنه وفر هاربا، ففتشوا عليه حتى أخرجوه من بئر فوجدوه شاميا، فسألوه فخلط في كلامه فعاقبوه وحرقوا يديه بالنار فقال لهم لا تظلموا أهل مصر فأنا من جملة جماعة بعنا أنفسنا للموت واتفقنا على قتل رؤسائكم فقيل له أين كنت تأوي فقال عند فلان وفلان برواق الشوام بالأزهر ولا يدرون حالي فأحضروا الشيخ الشرقاوي والعريشي وألزموهما بإحضار الذين كان يأوي اليهم وهم أربعة ثم ركبوا إلى الأزهر وصحبتهم أغوات الانكشارية وقبضوا على ثلاثة ولم يجدوا الرابع ثم أخذوا المقتول وألبسوه برنيطة، ووضعوا معه الخنجر الذي قتل به وحملوه على عربة إلى تل العقارب حيث القلعة التي بنوها هناك وضربوا له المدافع واحضروا القاتل وضربوا رقاب الشوام الثلاثة المظلومين وحرقوا جثثهم ورفعوا رؤوسهم على خوازيق ثم وضعوا قتيلهم في تخشيبة وضعوا عندها عسكرا يتناوبون ليلا ونهارا وخلفه منو واظهر أنه أسلم وتسمى بعبد اللّه، وحضر قائمقام والأغا الى الازهر وشقوا فيه وفي أروقته وأرادوا نبش اماكن للتفتيش على السلاح واخذ المجاورون في نقل أمتعتهم وإخلاء الأروقة ونقلوا كتب الوقف، ثم أنهم كتبوا أسماء المجاورين في قائمة وأمروهم أن لا يأووا آفاقيا مطلقا وأخرجوا منه الأتراك بالكلية، وفي اليوم نفسه توجه الشيخ الشرقاوي والمهدي والصاوي إلى عسكر منو، واستأذنوه في قفل الجامع وتسميره فتكلم بعض القبط وقال هذا لا يصح فحنق عليه الشيخ الشرقاوي وقال اتركونا يا قبط واكفونا شر دسائسكم وقصد الشيخ منع الريبة فإنه ربما دسوا من يبيت به واحتجوا بذلك على إنجاز أغراضهم ولا يمكن الاحتراس من ذلك لكثرة أبواب الجامع واتساع زواياه، فأذنوا لهم بذلك وسمروا أبوابه وكذا سمروا مدرسة محمد بك المقابلة له وأخرجوا منها الاتراك واستمرت الشدة والازعاج إلى أن أخذ الفرنساويون في الجلاء من الديار المصرية. . وفي غاية محرم سنة 1216 ه‍ فتح الجامع الأزهر وكذلك المدرسة وفرح الناس فرحا شديدا وهنأ بعضهم بعضا.

وفي صفر سنة 1219 ه‍ فرض على أرباب الحرف والصنائع خمسمائة كيس فضجوا مع ما هم فيه من وقف الحال وأصبحوا لم يفتحوا الدكاكين وحضر منهم طائفة إلى الجامع الازهر ومر الأغا والوالي ينادون بالأمان وفتح الدكاكين، وفي ثاني يوم تجمع الكثير من غوغاء العامة والأطفال ومعهم طبول وصعدوا إلى منارات الجامع الأزهر يصرخون ويطبلون وتحلقوا بمقصورة الجامع يدعون ويتضرعون ووصل الخبر إلى الباشا فأرسل إلى السيد عمر مكرم النقيب يقول إنا رفعنا عن الفقراء فقال السيد عمر إن هؤلاء الناس وأرباب الحرف كلهم فقراء وكفاهم ما هم فيه من القحط ووقف الحال فكيف تطلب منهم مغارم الجوامك، فرجع الرسول بذلك ثم عاد بفرمان يتضمن رفع الغرامة عن المذكورين ونادى المنادي بذلك فاطمأن الناس وتفرقوا إلى بيوتهم وخرج الأطفال يفرحون.

وفي صفر سنة 1220 ه‍ أكلت العسكر الدلانية الزرع وخطفوا ما صادفهم من الفلاحين والمارين وأخذوا النساء والأولاد بلا فساد فحضر سكان مصر القديمة نساء ورجالا إلى الجامع الأزهر يستغيثون ويخبرون أن الدلاتية أخرجوهم من ديارهم وأخذوا أمتعتهم ونساءهم، فخاطب المشايخ الباشا في أمرهم فكتب للدلاتية بترك الدور لأهلها فلم يمتثلوا فاجتمع المشايخ بالأزهر وتركوا قراءة الدروس وخرجت الأولاد الصغار يصرخون في الأسواق فأرسل الباشا كتخداه إلى الازهر فلم يجد به أحدا وكان المشايخ انتقلوا إلى بيوتهم، فذهب إلى بيت الشرقاوي وحضر هناك السيد عمر مكرم وخلافه فكلموه وأوهموه، ثم قام وانصرف فرجمه الأولاد بالحجارة وبقي الأمر على السكون أياما.

لقد قاد الأزهر الحركة الوطنية ضد الفرنسيين والطغاة، وكانت له زعامة الشعب، وقيادة الحركة العقلية والعلمية في البلاد.

جهاد الأزهر الوطني في الحملة الفرنسية وما بعدها:
مرت مصر 1 خلال هذه الفترة بأحداث مثيرة استدعت بذل ضروب عالية من التضحية، وقد خاض الأزهر غمار هذه الحوادث، واستجاب زعماؤه لداعي الوطن، باذلين ما في وسعهم من تضحيات في سبيله.

فلم تكد تستقر الحملة الفرنسية في القطر المصري في صفر 1213 ه‍ (يوليه 1798) حتى نفر الشعب وزعماؤه دفاعا عن كرامة الوطن وحريته، فقامت الثورات في جميع أنحاء القطر، لطرد المستعمرين من البلاد.

وكانت القاهرة مركزا لثورتين مهمتين: الأولى في جمادي الأولى 1213 ه‍ (أكتوبر 1798) وعلى رأسها الشيخ السادات، وكان رئيسا لمجلس الثورة.

والثانية في 23 شوال 1214 ه‍ (20 مارس 1800) وعلى رأسها زعيم العلماء في ذلك الوقت السيد عمر مكرم نقيب الأشراف. وقد استعمل الفرنسيون جميع أنواع القسوة لكبت الشعور القومي والقضاء على المقاومة الأهلية، ولكنهم لم ينجحوا في خطتهم، وانتهى الأمر بفوز المقاومة الأهلية، وجلاء الغاصبين عن ارض الوطن.
فبعد ثورة القاهرة الأولى في 9 جمادي الأولى 1213 (20 أكتوبر 1798)
__________
1) راجع الأزهر عدد ربيع الأول 1373 - الأستاذ أحمد عز الدين خلف اللّه.


وجه نابليون نظره إلى الأزهر، إذ كان يعلم أنه المعسكر العام للثورة، فقبض على زعماء الحركة، وأصدر أمره إلى الجنرال بون قومندان القاهرة بأن يأخذهم ليلا إلى شاطىء النيل-ما بين مصر القديمة وبولاق-حيث يعدمهم، ثم يلقى بجثثهم في النهر. وبهذه الطريقة خفى علينا تاريخ كثير من المجاهدين الذين استشهدوا في هذه الثورة.

اما الذين حوكموا رسميا من العلماء باعتبارهم من زعماه الثورة فهم:
الشيخ إسماعيل البراوي والشيخ أحمد الشرقاوي وكانا يقومان بالتدريس في الأزهر، والشيخ عبد الوهاب الشبراوي وكان يقوم بقراءة كتب الحديث كالبخاري ومسلم في المشهد الحسيني، والشيخ يوسف المصيلحي وكان يقوم بالتدريس في جامع الكردي، والشيخ سليمان الجوسقي وكان من العلماء المشهورين بشدة السطو والبأس، وكانت محاكمتهم سرية وقد حكم عليهم بالإعدام في يوم 27 جمادي الأولى 1213 (3 نوفمر 1798).

وفي الساعة الثامنة من صباح يوم 28 جمادي الأولى (4 نوفمبر) أخرجوا من سجنهم إلى القلعة حيث تلى عليهم الحكم، ثم أعدموا رميا بالرصاص، ولم يعلم لهم قبر بعد مقتلهم، ويروي الجبرتي أن الفرنسيين ألقوهم من السور خلف القلعة بعد تنفيذ الحكم.

وقد نشرت صحيفة (كورييه دليجبت) بالعدد الصادر في 10 نوفمبر سنة 1798 م (غرة جمادي الآخرة 1213 ه‍) نبأ إعدامهم وأضافت إلى الأسماء التي ذكرها الجبرتي اسم (السيد عبد الكريم) الذي لم يوقف له على ذكر.

وكان الشهداء من العلماء خلال هذه الثورة أكثر من هذا العدد، إذ قرر الشيخ عبد اللّه الشرقاوي في تاريخه «تحفة الناظرين» أن الفرنسيين قتلوا ثلاثة عشر عالما ويؤيد ذلك ما رواه المعلم نقولا الترك في كتابه «ذكر تملك الفرنساوية للديار المصرية» إذ قرر أن نابليون أمر بإعدام اثنين من العلماء كانا من أعضاء المجلس العالي. وعلى الرغم من أن نابليون كان يعلم تمام العلم أن الشيخ السادات كان رئيسا لمجلس الثورة إلا أنه لم يمسسه بسوء نظرا لمكانته في نفوس المصريين المستمدة من نسبه الشريف، وقد طلب الجنرال كليبر من نابليون أن يقبض عليه فأجابه بأن إعدام مثل هذا الشيخ الجليل لا يفيد الفرنسيين بل يؤدي إلى عواقب وخيمة.

أما ثورة القاهرة الثانية التي حدثت في 23 شوال سنة 1214 ه‍ إلى 25 ذي القعدة سنة 1214 ه‍ (20 مارس- 21 أبريل سنة 1800 م)، فتتلخص أحداثها في أن نابليون غادر القطر المصري تاركا قيادة الحملة الفرنسية للجنرال كليبر الذي لم يلبث أن واجه أعنف ثورة قامت بها القاهرة، ويرجع عنف هذه الثورة إلى أن رأسها المفكر كان زعيم علماء ذلك الوقت السيد عمر مكرم نقيب الأشراف، ولو لا خيانة المماليك لكان لهذه الثورة الوطنية الجارفة شأن آخر.

أما العلماء الذين تعرضوا لانتقام الفرنسيين بعد إخمادها فهم:
الشيخ مصطفى الصاوي وقد فرضت عليه غرامة 260 الف فرنك الشيخ محمد الجوهري وأخوه فتوح وقد فرضت عليهما غرامة قدرها 260 الف فرنك.

وكان الشيخ السادات معروفا لدي الجنرال كليبر بوطنيته منذ تزعم الثورة الأولى، ولكنه لم يتمكن من النيل لمعارضة نابليون، فانتهز فرصة اشتراكه في هذه الثورة لينكل به تنكيلا، إذ فرض عليه غرامة قدرها ثمانمائة ألف فرنك، وسجن في غرفة قذرة بالقلعة حيث كان ينام على التراب ويتوسد بحجر، مع ضربه ضربا مبرحا.

ثم سمح له بالنزول مخفورا إلى داره لبسعى في سداد الغرامة المفروضة عليه، فجمع ما في منزله من المال، وقوم الفرنسيون ما وجدوه من مصاغ وملابس ومتاع فبلغت قيمة ذلك كله 112 ألف فرنك، ولم يكتف الفرنسيون بذلك بل جاسوا خلال الدار وحفروا الارض بحثا عن الخبايا، حتى أعياهم البحث ولم يجدوا شيئا، ثم نقلوه إلى السجن وصاروا يضربونه خمس عشرة عصا في الصباح ومثلها في الليل، وجدوا في البحث وراء زوجته وابنه حتى قبضوا أخيرا على تابعة محمد السندوبي الذي عذبوه حتى أقر على مكانهما، فقبضوا عليهما، وسجنوا زوجته معه، وصاروا يضربونه أمامها زيادة في التعذيب، فشفع فيها كبار العلماء لنقلها من السجن، فأصدر الجنرال كليبر أمرا بتاريخ 22 مايو بنقلها إلى منزل الشيخ سليمان الفيومي.

وصودرت املاك الشيخ السادات ومرتباته وأوقاف أسلافه، وبقي معتقلا حتى أفرج عنه في عهد قيادة الجنرال مينو في 25 صفر سنة 1215 (19 يولية سنة 1800) وشرطوا عليه ألا يجتمع بالناس، وألا يركب دون إذن من القيادة الفرنسية. وقد بقي رهن المراقبة في داره حتى اعتقل للمرة الرابعة في أواسط شوال 1215 (أوائل مارس سنة 1801) بعد وصول الحملة الإنجليزية العثمانية إلى مصر، وقد اتخذ الفرنسيون هذا الإجراء خوفا من ان يثير عليهم الشيخ السادات الأهالي، وقد توفي ابنه أثناء اعتقاله فأذن له بتشييعه مخفورا، ولما انتهى ذلك أعيد إلى سجنه بالقلعة.

ويقول نابليون في مذكراته تعليقا على اضطهاد الشيخ السادات: أن تعذيبه كان من أهم الأسباب التي أدت إلى مصرع الجنرال كليبر في 2 صفر 1216 (14 - يونيه سنة 1800).
يتبع إن شاء الله...



الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 02 مايو 2021, 11:29 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني   الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني Emptyالخميس 07 أبريل 2016, 3:28 am

وكان السيد عمر مكرم الرأس المفكر لثورة القاهرة الثانية، واليه يرجع الفضل في تعبئة القوات الوطنية تعبئة قلما تتوفر في ثورة من الثورات، ولم يستطع الفرنسيون القبض عليه عقب إخماد الثورة، إذ تمكن من الفرار من القاهرة تاركا أملاكه عرضة للنهب والمصادرة، ولم يدخل القاهرة بعد ذلك حتى جلاء الفرنسيين عن عاصمة البلاد في ربيع الأول سنة 1216 (يولية 1801).

وقد اختارت الزعامة الشعبية ممثلة في السيد عمر مكرم والشيخ عبد اللّه الشرقاوي محمد علي واليا على مصر بشرط أن يحكم بمشورة وكلاء الشعب. ولكن محمد علي كان يميل إلى الحكم المطلق، وسرعان ما ضاق ذرعا برقابة وكلاء الشعب خصوصا السيد عمر مكرم زعيم العلماء، الذي أخذ يحاسب محمد علي باشا على جمع الضرائب التي فرضها، وبلغ من حماسته في الدفاع عن حقوق الشعب أن عقد مجلسا عاما من العلماء في (أواسط جمادي الأول سنة 1224 - أول يولية سنة 1809).

وقد أقسم المجتمعون على ألا يلينوا حتى يجيب الوالي مطالبهم التي تتخلص في عدم فرض ضرائب جديدة وإلغاء الضرائب المستحدثة، وقد ازدادت العلاقات توترا حينما رفض السيد عمر مكرم أن يوقع الميزانية السنوية. كما يريدها محمد علي، وأن من المعتاد أن يوقع على الميزانية وجوه المصريين قبل إرسالها إلى السلطان العثماني.

تنكر محمد علي للسيد عمر مكرم، وأخذ يسعى في التخلص منه، حتى سمحت له الفرصة في رجب 1224 (اغسطس 1809)، فقرر خلعه من نقابة الأشراف ونفيه إلى دمياط، وقد تلقى السيد عمر مكرم هذا النبأ بقوله: «أما منصب النقابة فإني راغب عنه وزاهد فيه وليس فيه إلا التعب، وأما النفي فهو غاية مطلوبى لأرتاح من هذه الورطة، ولكني أريد أن أكون في بلدة لا تدين لحكم محمد علي».

مكث السيد عمر مكرم أربع سنوات في دمياط نقل بعدها إلى طنطا التي استمر بها حتى عام 1233 (1818)، ثم أذن له بالعودة إلى القاهرة، ولكن استقبال الشعب الرائع لزعيمه أثار شكوك محمد علي مرة اخرى، فأمر بنفيه الى طنطا عام 1337 (1822) حيث توفي في نفس العام.

وقام الأزهر بتأييد القوات الوطنية في جهادها ضد الإنجليز عام 1807 ه‍، وأفتى زعماؤه في المؤتمر الوطني المنعقد في الأزهر بوجوب الجهاد الوطني، وقام العلماء ببذل مجهود كبير في سبيل الدفاع عن الوطن سواء بالتطوع أو إمداد الجيش بالمؤن والذخائر أو الدعوة إلى الجهاد.

عمر مكرم الأزهري الزعيم المصري الخالد:
وكان عمر مكرم من أرفع أسماء المصريين ذكرا في القرن الثامن عشر، قضى حياته في خدمة الشعب وتحقيق أمانيه ورفع الحيف عنه والسعى إلى تحريره وإعلاء كرامته، وقد حفزته عاطفته الوطنية المشبوبة الى منأهضة الفرنسيين توطئة لإخراجهم من مصر.

كانت بيوت البكري والسادات ومكرم هي البيوتات المعروفة في غضون القرنين السابع عشر والثامن عشر، فإذا ألم ظلم بأفراد الشعب من الحكام العثمانيين أو المماليك أو رجال الحملة الفرنسية لجأوا إلى هذه البيوت يستظلون بحماها، ويستعدون أربابها ويطلبون المشورة ودفع الحيف عنهم.

وكان أول ظهور عمر مكرم في ميدان السياسة في عام 1795 حين اضطربت الأمور في القاهرة وفزع الناس من طغيان إبراهيم ومراد من أمراء المماليك، فقد أبى الشعب وعلى رأسه العلماء ونقيب الأشراف أن يترك الطاغية يحكم على هواه، وألزموه بشروط يعدها المؤرخون وثيقة حقوق الإنسان الأولى التي سبقت في تاريخها إعلان حقوق الانسان في فرنسا في اعقاب ثورة سنة 1798، وفي هذه الوثيقة الاجتماعية الكبرى أعلن الأمراء المماليك أنهم يتعهدون بالعدل، ويتوبون عن المظالم، ويعدون بالقيام بالواجبات التي يفرضها عليهم القانون والعرف: من صرف الأموال على مستحقيها، ورفع الضرائب الإضافية، ويتكفلون بكف أتباعهم عن امتداد أيديهم بالأذى، وبأن يسيروا في الحكم سيرة حسنة.

ومضت عدة أعوام حتى إذا كان يوم 3 يوليه عام 1798 هبطت قوات الحملة الفرنسية مدينة الإسكندرية تغزو البلاد، وكان شعب القاهرة في حالة فزع واضطراب، فهل في وسع المماليك أن يدافعوا ويكافحوا ويردوا الغزاة الفاتحين؟ وتمثلت هذه المحنة في خاطر عمر مكرم بأنها امتداد للحروب الصليبية، ولذلك أذاع نداء على الشعب يحثه على الجهاد الديني، فخرج الرجال والشبان ولم يبق سوى الضعفاء والأطفال والنساء، وجاد كل منهم بما يملك من دراهم، وابتاعوا السلاح والذخيرة والخيام.

وهبط مكرم من القلعة إلى ساحل بولاق يحمل علما يسميه العامة «البيرق النبوي»، والناس حوله ألوف مؤلفة، وفي أيديهم السلاح الساذج من سيوف ومدى وهراوات، ومعهم الطبول والزمور، ووقفوا على غير نظام يشدون أزر جيش المماليك الذي كان يقاتل على الضفة الأخرى للنيل.

كان مكرم يحسب أن الأمراء المماليك من طراز بيبرس وقلاوون والناصر الذين صدوا جحافل التتار والصليبيين، ولكن موقعة النيل بددت أحلامه، فقد هزموا في ساعات معدودات، مما جعله يؤمن بأن مماليك أيامه لا يحاكون في شيء المماليك الأول، فهم جبناء، عتاة، ظالمون.

وعلى الرغم من ان مكرم لا دراية له بفنون الحرب ولا أساليب القتال، إلا أنه شهد بعينيه فرار قوات المماليك، وزحف القوات المغيرة على القاهرة، واحتلال أطرافها، وأبت عليه كرامته أن يقبل هذا الهوان، فخرج الى الشام وأقام في جنوبها يرقب الأحداث التي تجري في وطنه عن كثب، فلما كان نابليون بونابرت في يافا حرص على أكرام من وجدهم من المصريين هناك. . وأكبر في عمر مكرم عاطفته المشبوبة ورأسه المرفوع، وكرامته التي يذود عنها، فيسر له سبيل العودة إلى وطنه.

وكانت القاهرة في غضون الفترة التي عاد فيها مكرم تغلى كالمرجل، والثورة على الأبواب. كانت في حالة ثورة نفسية كامنة، وكان تحرير الوطن من نير الأجنبي قبلة الجميع، فلما شرع الزعيم يدعو أفراد الشعب إلى الخروج والجهاد ولقاء الغاصب المحتل، أقبل الناس على تلبية دعوته، فأقاموا المتاريس وحفروا الخنادق وتحصنوا في الجوامع، وانشأوا معملا للبارود، وجاءوا بالصناع والعمال، واحتالوا في صنع آلات القتال من بنادق وذخائر، وأشرف مكرم على جمع التبرعات لتمويل الحركة، وأخيرا بدأ النضال عنيفا سافرا بين المحاصرين والمدافعين، وشهد الفرنسيون ببسالة المصريين واقتحامهم المخاطر والأهوال، ولكن المقاومة انتهت بتغلب المحتلين لتفوقهم في معدات القتال، وفرضوا على السكان غرامة مقدارها عشرة ملايين من الفرنكات، ولجأوا الى أحط وسائل العسف والقسوة في تحصيلها، ونقموا على زعيم الحركة، فأمروا بنفيه الى مدينة دمياط.

جلت الحملة الفرنسية وعادت مصر إلى حكم العثمانيين، وفي خلال السنوات الخمس المتعاقبة تولى الحكم خمسة من الولاة، قتل منهم اثنان وطرد الباقون بعد أن سجنوا في القلعة.. كان آخر هؤلاء الولاة أحمد خورشيد، وكان رجلا ضيق الأفق، من بقايا الارستقراطية العثمانية، يدعى السيادة على كل شيء، ولكن دولته كانت تخذله فلا تمده بالمال والرجال..

كان في موقف حرج، فخزائنه خاوية من المال لدفع مرتبات الجند، والمماليك يغيرون على القرى ويتولون تحصيل الضرائب والاستيلاء عليها، وطبقات الشعب متذمرة من الكلف الفادحة المفروضة عليهم. فاحشدت في الأزهر جموع من التجار والصناع وطلبة العلم وجاهروا بالتمرد والعصيان، ثم أغلقوا المتاجر والمصانع والمنازل، حتى بدت القاهرة كمدينة مهجورة.

وانتهز محمد على أحد قواد الفرقة الألبانية غير النظامية فرصة تذمر طبقات الشعب، فصار يتودد إلى مكرم بوصفه زعيم الشعب، ويزوره سرا في الليل ويستميله بشتى الوعود، ويقسم له الإيمان الكاذبة بأنهم أن مكنوه من الحكم، فإنه يسير حسب نصوص الشرع، والإقلاع عن المظالم، ولا يبرم امرا إلا بمشورة العلماء، وانه إذا خالف هذه الشروط عزلوه، وأخرجوه من الحكم.

وصدق عمر مكرم هذه الوعود، وأخذ على عاتقه إقناع العلماء بمشاركته فكرته، وأذاع نداء على الشعب بالاجتماع امام المحكمة الشرعية. فلما كان اليوم التالي خرج الأفراد والجماعات من دورهم ومصانعهم ومتاجرهم، وأقبل المزارعون من الضواحي حتى احتشدت بهم الطرق والمسالك المؤدية إلى المحكمة، وكانوا جميعا يهتفون بقولهم: «يا رب يا متجلي أهلك العثمانلى»، وهم يقصدون طبعا الوالي العثماني، ثم أقبل السيد عمر مكرم، فاقترح المناداة بعزل خورشيد وإسناد الولاية إلى محمد علي.

وكان الشعب قد ضاق ذرعا بالاعتداءات المتكررة وبالضرائب الفادحة التي يطلب إليها دفعها صاغرا. كان في حاجة إلى مصافحة اي يد تمتد إليه، لعل فيها خلاصه مما يعانيه من الكروب والمحن، ولذلك وافق على الاقتراح الذي تقدم به السيد مكرم، لا حبا في القائد الألباني، وإنما كرها في الوالي العثماني.

وطلب العلماء وعلى رأسهم مكرم إلى الوالي النزول عن الحكم طوعا لإرادة الشعب، فأبى مستكبرا وأجابهم بأنني معين بأمر السلطان فلا أنزل بإرادة الفلاحين.

واستشاط العلماء غضبا من هذه الإهانة الموجهة إلى الشعب، واتفقت كلمتهم على محاصرة الوالي في القلعة لإرغامه على التنازل عن الحكم، وبدأ النضال سافرا، وشرع أفراد الشعب في تكوين فرق شبه عسكرية تتولى إقامة المتاريس وحفر الخنادق وحراسة مداخل المدينة ومد المساعدة إلى الجنود وتسليح الشعب بالأسلحة البيضاء والهراوي، ومنعوا الماء والغذاء والمدد عن الوالي في القلعة.

وكان مكرم في غضون فترة الحصار حركة لا تهدأ، كان يتنقل بين الصفوف، ويستثير الهمم والنخوة القومية ويشجع المحاصرين، وبرزت إلى جانبه أسماء زعماء من الشعب: كابن شمعة وحجاج الخضري الذي تمكن من أسر قافلة من الإبل محملة بالذخائر والمؤن كانت في طريقها إلى القلعة لتموين الوالي، وقدم هذه القافلة غنيمة باردة إلى القائد المرشح للولاية.

وانتهى النزاع طوعا لإرادة الشعب، فنزل الوالي المعزول عن الحكم، وأسندت الولاية إلى الحاكم الجديد، وبذلك انتصرت إرادة الشعب.

ثم وفدت بعد عامين حملة عسكرية بريطانية لاحتلال مصر وتمكنت من أن تسيطر على مدينة الاسكندرية دون مقاومة تذكر، بتأثير خيانة الضباط العثمانيين في المدينة، ثم سارت الحملة إلى رشيد، فقاومها أهل رشيد في بسالة وبطولة وتمكنوا من قهرها وحملت رؤوس القتلى على أسنة الرماح إلى القاهرة وعلقت بأبوابها، وسيق الأسرى من الضباط والجنود الإنجليز وطيف بهم في شوارع العاصمة.

وشرع مكرم في حفز همم سكان القاهرة لمقاومة المعتدين إذا ما حاولوا اقتحام العاصمة، فجمع الجموع وحصن المداخل وأقام المتاريس في الشوارع، وكون فرقا نظامية سلحها بالأسلحة الخفيفة، وكان محمد علي في غضون ذلك في آرباض اسيوط يقاتل المماليك، فلما وفد على القاهرة وأفضى إليه مكرم بما اعتزمه الشعب من الكفاح والنضال لرد غارة المعتدين، صدمه محمد علي في عواطفه بأن قال له: عليكم بالمال وبمعدات الحرب وعلى أنا وحدي مقاتلة المغيرين.

كان الوالي الجديد لا يفتأ يلجأ الى مكرم لأنه يدرك قوة زعامته الشعبية في نفوس العلماء وقادة الرأي وجميع الطبقات، ولكن لما استولى على مقاليد الأمور أخذ يقلب له ظهر المجنّ، ويقصيه عن الاشتراك في المسائل العليا للدولة وفي مهمة الدفاع عن الوطن.

وكان الوالي كلما أعوزته الحاجة إلى المال، مال إلى أموال الأوقاف، فاغتصب منها ما هو في حاجة إليه، فضج العلماء بالشكوى لأن هذه الأموال مرصودة على تعمير بيوت اللّه وإنفاقها في وجوه البر، وكان ان اجتمع عمر مكرم بالمشايخ ورجال الدين.

واحتجوا على مسلك الوالي احتجاجا مرا فكان جوابه:
-أنا وحدي الذي ينتفع بالضريبة، وأما أنتم فتبهظون كاهل الأمة بأثقل الأعباء، إنكم تعقدون الاجتماعات في المساجد، وتتكلمون عني بلهجة تكاد تكون لهجة الآمر، وهذه نزعة باطلة لا يمكن قبولها بغير الازدراء والاستخفاف، وإنني على استعداد لأن أرمي عنق كل من يستظل بلواء المعارضة في وجه سياستي.
يتبع إن شاء الله...



الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 02 مايو 2021, 11:32 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني   الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني Emptyالخميس 07 أبريل 2016, 3:46 am

وبادر مكرم بأن جمع العلماء وقال لهم:
-ان هذا الحاكم محتال وإذا تمكن فسيصعب إزالته فلنعزله من الآن.

ونمى ذلك إلى محمد علي فأسرع إلى نفي مكرم تحت الحراسة، وكان ان أجاب على هذا الأمر بشجاعة: أن النفي غاية ما أتمناه. غير أنني أريد العيش في بلد لا يدين بحكم محمد علي.

ورأى مكرم بعين الحسرة أن الآمال التي كان يعلقها على قيام دولة جديدة يشترك فيها المصريون قد تبخرت وذهبت في الهواء.

وفي يوم 13 أغسطس عام 1809 احتشدت على ساحل بولاق طوائف مختلفة من الشعب، يودعون زعيمهم الراحل، وهو يبحر في مركبه الى دمياط وانهمرت الدموع من مآقيهم وهم يودعون الرجل الذي وقف حياته في سبيل الدفاع عن حقوقهم ورد المظالم عنهم.

وبنفي مكرم اختفت الزعامة الشعبية من الميدان، وخلا جو المعارضة امام الوالي الذي رفعه الشعب إلى منصة الحكم بعد أن أخذ عليه العهود والمواثيق ليحكم بالعدل والمحبة فتخلى عن هذه العهود والمواثيق.

فحول العلماء في قرنين
وهؤلاء أعلام من فحول علماء الأزهر في القرنين: الثاني عشر والثالث عشر الهجرى. . . نذكر أسماءهم في إيجاز:

الشيخ محمد البناني:
طلب العلم في الأزهر. وحضر دروس الشيخ الصعيدي والدردير وغيرهم، حتى مهر وأنجب ودرس ومات سنة 1186 ه‍ عن ثلاثين سنة 1.

الشيخ حسن الشبيني:
رحل من بلدته فوه إلى الجامع الأزهر، فطلب العلم وأخذ من الشيخ الديربي فجعله ممليا عليه في الدرس 2و توفي عام 1183 ه‍.

الفقيه الشيخ الحماقي الحفني:
من كبار علماء الشافعية. وتصدر للإقراء والتدريس بالأزهر عدة سنين. ثم تولى مشيخة إفتاء الحنفية بعد موت الشيخ حسن المقدسي 3و قد توفي عام 1187 ه‍.

المحدث المقري شمس الدين محمد بن قاسم البقري:
شيخ القراء والحديث بصحن الجامع الأزهر 4.
__________
1) 375 ج 1 الجبرتي

2) 338 ج 1 الجبرتي
3) 408 ج 1 الجبرتي


والشيخ المحدث منصور بن عبد الرزاق الطوخي الشافعي:

إمام الجامع الأزهر 1

شيخ الإسلام البراوي الشافعي الأزهري:
ورد الجامع الأزهر وهو صغير، فقرأ العلم على مشايخ عصره، وتفقه على الشيخ مصطفى العزيزي، وحضر دروس الملوي والجوهري والشبراوي، وشهد له بالفضل أهل عصره وأحدقت به الطلبة، واتسعت حلقته وقد صلى عليه في الأزهر في مشهد حافل 2و دفن عام 1182 ه‍.

الفقيه الصالح الشيخ أحمد بن أحمد السنبلاوي الشافعي الأزهري:
كان عالما مواظبا على تدريس الفقه والمعقول بالجامع الأزهر، ولازم على قراءة ابن قاسم بالأزهر كل يوم بعد الظهر، وكان يحترف بيع الكتب- توفي سنة 1180 ه 3

الشاعر الكاتب محمد بن رضوان السيوطي:

الشهير بابن الصلاحي الفقيه (1140 - 1180 ه‍) 4

المحدث شيخ الإسلام الشيخ أحمد بن الحسن الخالدي الشافعي الأزهري:

الشهير بالجوهري (1096 ه‍- 1182 ه‍). وقد اشتغل بالعلم، وجد في تحصيله حتى فاق أهل عصره، ودرس بالأزهر وأفتى نحو ستين سنة، ومات فصلى عليه بالأزهر 5عام 1182 ه‍.

الشيخ عبد الرؤوف بن محمد البشبيشي:
ولد ببشبيش من أعمال المحلة الكبرى، وقد تصدر لتقرير العلوم الدقيقة والنحو والمعاني والفقه، وانتفع به غالب مدرسي الأزهر. وتوفي سنة 1143 6
__________
1) 88 ج 1 الجبرتي.
2) 312 ج 1 الجبرتي
3) 285 ج 1 الجبرتي
4) 265 - 284 ج 1 الجبرتي
5) 309 - 312 ج 1 الجبرتي.
6) 157 ج 1 الجبرتي.


الشيخ أبو الحسن البكري:

خطيب الأزهر 1

شيخ مشايخ الإسلام عالم العلماء الأعلام الشيخ علي العدوي المالكي (1112 - 1189 ه‍):
وهو من بني عدي، ومن مشهوري العلماء، صلى عليه في الأزهر بمشهد عظيم، ودفن بالبستان بالقرافة الكبرى 2 عام 1189 ه‍.

المفتي الفقيه الشيخ إبراهيم الشرقاوي:
وكان لا يفارق محل درسه بالأزهر طول النهار 3، وتوفي عام 1185 ه‍.

الشيخ علي الشاوري المالكي مفتي فرشوط:
قرأ بالأزهر العلوم. وقدم الى مصر ومات بها وصلى عليه في الأزهر 4عام 1185 ه‍.

الشيخ علي العدوي المالكي الأزهري (1100 - 1185 ه):
تلقى العلم في الأزهر ثم درس بالأزهر ونفع الطلبة 5

الشيخ مصطفى الصاوي:
وقد تعلم في الأزهر، ولازم الشيخ البراوي وتخرج به وأقرأ الدروس، وكان شاعرا لطيفا وكاتبا مجيدا. وتوفي عام 1216 ه‍ 6.

الشيخ محمد الخالدي الشافعي (1151 - 1215 ه‍:
وقد كان من مشهوري علماء الأزهر في عهده. . وله كتب كثيرة، وصلى عليه بالأزهر في مشهد حافل، رحمه اللّه 7

السيد مصطفى الدمنهوري الشافعي:

من العلماء المشهورين
__________
1) 161 ج 1 الجبرتي

2) 415 و416 ج 1 الجبرتي
3) 369 ج 1 الجبرتي
4) 367 ج 1 الجبرتي
5) 367 ج 1 الجبرتي
6) 213 - 217 ج 3 الجبرتي


المذكورين، تفقه على أشياخ العصر ولازم الشيخ الشرقاوي الذي صار شيخ الأزهر، وكان يكتب على الفتاوي على لسان الشيخ الشرقاوي ويتحرى الصواب. . . ومات في عهد الفرنسيين مقتولا 1

الشيخ عبد الرحمن الأجهوري المالكي:
من علماء الأزهر الشريف، درس ودرّس بالأزهر مدة في أنواع الفنون في الدين واللغة، وتوفي سنة 1198 ه‍ 2.

الشيخ محمد بن علي الصبان الشافعي الأزهري:
صاحب المؤلفات الذائعة المشهورة التي خلدت ذكره، وتوفي سنة 1206 ه‍ 3.

الشيخ أحمد العروسي الشافعي الأزهري (1133 - 1208 ه‍):

حضر في الأزهر علي شيوخه وعلمائه 4.

الشيخ شهاب الدين السمنودي المحلي الشافعي:

العالم الأزهري، وقد قرأ بالجامع الأزهر، وتوفي عام 1209 ه‍ 5.

الشيخ أحمد السماليجي الشافعي:

المدرس بالمقام الأحمدي بطنطا. . توفي عام 1209 ه‍ 6.

الشيخ عبد الرحمن النحراوي الأجهوري:

درس بالأزهر وأفاد الطلبة وتوفي عام 1210 ه‍ 7.



وفي هذه السنة أيضا توفي:
الشيخ حسن الهواري المالكي:

شيخ رواق الصعايدة 8.
__________
1) 67 ج 3 الجبرتي

2) 85 وما بعدها ج 2 الجبرتي
3) 227 - 233 ج 2 الجبرتي
4) 252 - 254 ج 2 الجبرتي
5) 259 ج 2 الجبرتي
6) 260 ج 2 الجبرتي
7) 262 ج 2 الجبرتي
263 ج 2 الجبرتي


الشيخ عثمان بن محمد الحنفي المصري الشهير بالشامي:

وتوفي عام 1210 ه‍ 1و كذلك

الشيخ شمس الدين الفرغلي الشافعي: 1 وله شعر عذب.

الشيخ أحمد محمد السجاعي الأزهري:

قدم الأزهر صغيرا فتمهر ودرس وأفتى وألف، وترك آثار علمية مشهورة توفي عام 1190 ه‍ 2.

الشيخ عطية الأجهوري الشافعي:

العالم الأزهري؛ وقد توفي عام 1190 ه‍ 3.

الشيخ إبراهيم بن خليل الصبحاني الغزي الحنفي:

العالم الأزهري، وقد ولد بغزة وورد إلى الأزهر فتعلم فيه، ثم عاد إلى غزة وتولى فيها الإفتاء، وارتحل إلى دمشق وتولى أمانة الفتوى. توفي عام 1190 ه‍ 4.

الشيخ محمد العوفي المالكي:

كان شاعرا ماجنا، ومع ذلك كانت حلقة درسه في الأزهر تزيد على الثلثمائة. مات سنة 1191 ه‍ 5.

الإمام الشيخ أحمد بن عيسى الزبيري الشافعي البراوي:

من علماء الأزهر، ولد بمصر وبها نشأ وحضر دروس مشايخ الوقت، ولما توفي والده أجلس مكانه في الأزهر وقد توفي بطنطا عام 1192 ه‍، وصلى عليه بالأزهر، ودفن بتربة المجاورين 6

الشيخ محمد العدوي:

من علماء الأزهر، درس في الأزهر ودرّس فيه وتوفي عام 1193 7
__________
1) 263 ج 2 الجبرتي
2) 3 ج 2 الجبرتي
3) 4 ج 2 الجبرتي
4) 4 ج 2 الجبرتي
5) 15 و16 ج 2 الجبرتي
6) 35 ج 2 الجبرتي


الشيخ شهاب الدين أحمد السجاعي الشافعي الأزهري:

من علماء الأزهر، ولد بمصر ونشأ بها وتصدر للتدريس في حياة أبيه وبعد موته في مواضعه، وصار من أعيان العلماء. وتوفي عام 1197 ه‍ 1.

الشيخ عبد اللّه بن أحمد المعروف باللبان الشافعي الأزهري:

توفي عام 1198 ه‍ 1.

ومن مشهوري العلماء:
الشيخ محمد بن حسن الشافعي الأحمدي الأزهري:

المتوفى عام 1199 ه‍ 2.

الشيخ محمد الخشني الشافعي:

وكان من خيار شيوخ الأزهر 3و توفي سنة 1221 ه‍.

والشيخ سليمان البجيرمي الشافعي:

من علماء الأزهر المشهورين 4

الشيخ أحمد البرماوي الشافعي:

(1138 - 1222 ه‍). . وكان من الشيوخ الأجلاء 5

الشيخ إبراهيم الحريري:

مفتي مذهب السادات الحنفية كوالده، وقد توفي عام 1224 ه‍ 6. .
وتوفي في هذا العام:

الشيخ عبد المنعم العماوي المالكي:

وهو من كبار الشيوخ 7

الشيخ محمد أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي الأزهري:

من علماء البلاغة، تصدر للإقراء والتدريس بالأزهر وإفادة الطلبة، وكان فريدا في تسهيل المعاني وتوفي عام 1230 ه‍ ودفن بتربة المجاورين 8.
__________
1) 75 ج 2 الجبرتي

2) 84 ج 2 الجبرتي
3) 94 - 95 ج 2 الجبرتي
4) 24 ج 2 الجبرتي
5) 24 ج 4 الجبرتي
6) 76 ج 4 الجبرتي


الشيخ محمد الأمير المالكي الأزهري (1154 - 1232 ه‍):

من كبار الشيوخ الأجلاء في الأزهر 1

الشيخ محمد الأشموني الشافعي (1218 - 1321 ه):

تعلم في الأزهر وصار مدرسا فيه (50 - 52 تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر لأحمد تيمور ط 1940).

الشيخ أحمد الرفاعي المالكي:

تعلم ودرس في الأزهر وحضر عليه محمد عبده والشيخ بخيت والشيخ أبو الفضل وسواهم، وقد رشح للمشيخة بعد استقالة الشيخ سليم عام 1320 ه‍، ولكن لم يقدر اللّه له ذلك، وقد توفي عام 1325 ه‍ (64 - 66 المرجع).

الشيخ حسين الطويل المالكي (1250 ه-1317 ه):

من مشهوري العلماء، حضر ودرس في الأزهر، وأول درس قرأه بالأزهر عام 1283 ه‍، وتتلمذ عليه الكثيرون، وعين مفتشا ثانيا للغة العربية بوزارة المعارف، ثم مدرسا بدار العلوم 2

الشيخ أحمد خطوة الحنفي (1268 - 1324 ه‍):

من جلة العلماء، وحضر ودرس في الأزهر، وكان أكثر اشتغاله في المعقول على الشيخ حسن الطويل، وكان ابتداؤه للتدريس في الأزهر سنة 1296 ه‍، وقد عين مفتيا للأوقاف، ثم نقل عضوا في المحكمة الشرعية العليا 3
__________
1) 284 ج 4 الجبرتي
2) 120 - 129 أعيان القرن الثالث عشر لأحمد تيمور، وله ترجمة في مجلة الضياء ج 1 ص 690
3) له ترجمة في مجلة المقتبس ج 1 ص 551، وراجع ص 130 - 132 تراجم أعيان القرن 13 لأحمد تيمور



الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الثاني: تاريخ الأزهر الحديث الفصل الأول: القوّة الشعبيّة بعد الحملة الفرنسيّة ممثلة في الأزهر
» الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍
» الفصل الرابع: الأزهر في ظلال الفاطميين
» الفصل الخامس: الأزهر في عهد الدولة الأيوبيّة
» الفصل الثالث: الأزهر والحركة الوطنية عام 1919م

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الأزهــــــر في ألف عام-
انتقل الى: