منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍   الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ Emptyالخميس 07 أبريل 2016, 2:58 am

الفصل السابع
الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍
=========================
تمهيد:
خضعت مصر للحكم العثماني خضوعا تاما منذ عام 923، واستمرت ولاية عثمانية إلى أن وضع محمد علي يده عليها عام 1220 ه‍، وكان يتولى الحكم فيها الوالي التركي ومساعدوه، ويسنده الجيش والمماليك.

الحركة العلمية في الأزهر:
في أواخر القرن التاسع أخذت الحركة العلمية في مصر الإسلامية تضمحل، وكانت دولة السلاطين هي الأخرى في طريقها إلى الإنهيار، واضطربت أحوال المجتمع وتفككت عراه، وأصاب المدارس الركود، وأصاب الأزهر ما أصاب المعاهد الأخرى من الذبول، وفقدت مصر استقلالها، وسقطت في يد الأتراك العثمانيين سنة 922ه‍ (1517م) وتقلص ظل الازدهار العلمي، وانصرف كثير عن العلوم العقلية والفلسفة والرياضة والجغرافيا، وأخذ القول بحرمتها يقوى شيئا فشيئا، حتى تركت هذه العلوم من الأزهر، وبقيت مهجورة ينظر إليها بعين السخط، حتى صدرت أخيرا فتوى من شيخ الأزهر الشيخ الإنبابي والشيخ محمد محمد البنا المفتي بجواز تعلمها وعدم حرمة تدريسها.

وفي الحق أن الفتح العثماني قضى على مظاهر النشاط الفكري التي كانت مزدهرة في عهد السلاطين.

فقد عني الغزاة الأتراك عقب الفتح مباشرة بتجريد مصر الإسلامية من ذخائرها النفيسة في الآثار والكتب، وحمل كل ذلك الى القسطنطينية، وقد قبض الغزاة على العلماء الأعلام والزعماء وقادة الفكر وبعثوا بهم جميعا إلى تركيا، وهكذا انهار صرح الحركة الفكرية الإسلامية، وتضاءل شأن العلوم والفنون، وانحط معيار الثقافة، بعد أن كانت مصر موثل الثقافة ومحط العلماء بعد سقوط بغداد على أيدي المغول، وانقضاء البقية الباقية من سلطان المسلمين في الأندلس.

بعد أن وجد العلماء من المماليك ما أملوا، ووجد الإسلام فيهم حماة يقفون له كما وقف الأيوبيون من قبل، وكان ردهم للمغول في موقعة عين جالوت على يد قطز حدثا تاريخيا حفظ الحضارة الإسلامية من معاول التتر، ورفع شأن مصر، وجعلها مهبط الثقافة الإسلامية، والأمينة على تراث الإسلام منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.

وقد كان الفضل في ذلك للأزهر.

فقد اتسع صدره للواردين من العلماء والطلاب في كافة البلاد، ومكن لهم من الدراسة الهادئة والبحث المنظم مما أفاد الحضارة الإنسانية بأجزل الفوائد، بما أخرجوا من فرائد الكتب في الفقه والحديث والتفسير واللغة.

وإذا كان الأزهر قد انطوى على نفسه في العصر التركي وذوت آثاره العلمية، فقد استطاع بما له من نفوذ في نفوس العامة والخاصة أن يحمل العناصر الاستعمارية على احترام مكانته وعلى اللجوء إليه في الملمات، وكان يتوسط فيما ينشب بينهم وبين المصريين من خلاف، واستطاع الأزهر في هذه الحقبة المظلمة من تاريخه أن يحفظ اللغة العربية، وأن يقاوم لغة الفاتحين، وأن يبقى بابه مفتوحا لطلاب العلوم الإسلامية واللغة العربية مدى ثلاثة قرون، حتى انزاح عن صدره الكابوس التركي، وبدأ النور يبزغ من جديد في أوائل القرن التاسع عشر يحمل في طياته الأمل..

وقد تميز العصر التركي في مصر بفتور الهمم عن التأليف والتدوين، وانصراف المؤرخين عن تناول الشؤون العامة والأمور النافعة إلى ملق الحكام والأكابر، وتدوين سيرهم الشخصية.

وأما العلماء فقد استكانوا إلى الراحة وظنوا أنه لا مطمع لهم في الاجتهاد، فأقفلوا أبوابه ورضوا بالتقليد وعكفوا على كتب لا يوجد فيها روح العلم، وابتعدوا عن الناس، فجهلوا الحياة وجهلهم الناس، وجهلوا طرق التفكير الحديثة وطرق البحث الحديث، وما جد في الحياة من علم، وما جد فيها من مذاهب وآراء، فأعرض الناس عنهم، ونقموا هم على الناس، فلم يؤدوا الواجب الديني الذي خصصوا أنفسهم له.

ولما فترت همة المتأخرين من العلماء عن التأليف. عمدوا الى مصنفات السلف الصالح رضوان اللّه عليهم وشرحوها، ثم عمدوا إلى الشرح فشرحوها، وسموا ذلك حاشية، ثم عمدوا الى الحواشي فشرحوها وسموا ذلك تقريرا، فتحصل عندهم متن هو أصل المصنف، وشرح، وشرح شرح، وشرح شرح الشرح، وكانت النتيجة أن تطرق الإبهام الى المعاني الأصلية، واضطربت المباحث، واختلت التراكيب، وتعقدت العبارات، واختفى مراد المصنف.

وورث الأزهر من هذا التعقيد العناية بالمناقشة اللفظية، وتتبع كلمات المؤلفين في المصنفات والشروح والحواشي والتقارير، وتغلبت هذه العناية اللفظية على الروح العلمية الموضوعية، وصرفت الذهن عن الفكرة الأصلية الى ما يتصل بها من ألفاظ وعبارات.

واتجه العلماء إلى الاشتغال بالفروض والاحتمالات العقلية التي لا تقع وما يتصل بها من أحكام، وعلى الأخص في العبادات والمعاملات، وبدأوا يصنفون الرسائل في هذه الفروض والاحتمالات؛ وبذلك انصرفوا عن تنمية الفقه العملي الذي يحتاج إليه الناس في معاملاتهم.

وانصرف الأزهر في هذه الحقبة المظلمة عن دراسة العلوم الرياضية والعقلية، ووجد فيه من ينادي بتحريمها؛ وهكذا بدت بوادر الانحلال في الأزهر، وانقطعت صلته بماضيه الزاهر، ووقفت حركة التفكير العلمي، وكادت هذه المدرسة الاسلامية الكبرى أن تفقد مميزاتها، من حرية الفكر والإنتاج الخصب، لو لا أن قيض اللّه لها مصلحين أخذوا بيدها، وجنبوها عواقب هذه الآفات والعلل حتى تجمعت فيها، وأثرت في مجرى حياتها.

لقد نفى العثمانيون العلماء المصريين إلى القسطنطينية 1؛ وانتزعوا الكتب من المساجد والمدارس والمجموعات الخاصة ليودعوها مكتبات العاصمة التركية.

وما زالت منها إلى اليوم بقية كبيرة في مكتبات استانبول، ومنها مؤلفات خطية لكثير من أعلام القرن التاسع الهجري المصريين مثل المقريزي، والسيوطي، والسخاوي، وابن إياس، مما يندر وجوده بمصر صاحبة هذا التراث العلمي.

وهكذا انهار صرح الحركة الفكرية في مصر عقب الفتح التركي، كما انهارت عناصر القوة والحياة في المجتمع المصري، وتضاءل شأن العلوم والآداب، وانحط معيار الثقافة، واختفى جيل العلماء الأعلام الذين حفلت بهم العصور السالفة، ولم يبق من الحركة الفكرية الزاهرة التي أظلتها دولة السلاطين المصرية سوى آثار دارسة، يبدو شعاعها الضئيل من وقت إلى آخر.

وقد أصاب الأزهر ما أصاب الحركة الفكرية كلها من الانحلال والتدهور، واختفى من حلقاته كثير من العلوم التي كانت زاهرة به من قبل، حتى إن العلوم الرياضية.

لم تكن تدرس به في أواخر القرن الثاني عشر، وقد لاحظ ذلك الوزير أحمد باشا والي مصر سنة 1161 ه‍ (1748 م)، في نقاشه للشيخ عبد اللّه الشبراوي شيخ الأزهر يومئذ وأنكره في حديث أورده الجبرتي 2، مما يدل على ما آلت اليه أحوال الدراسة بالأزهر خلال العصر التركي من التأخر والركود.
__________
1) يعقد ابن إياس مؤرخ الفتح العثماني فصلا خاصا يذكر فيه أسماء مئات من الأكابر والعلماء المصريين الذين نفاهم السلطان سليم إلى القسطنطينية (بدائع الزهور ج 3 ص 119 وما بعدها).

2) عجائب الآثار ج 1 ص 193


على أن الجامع الأزهر-كما يقول عنان-قام عندئذ بأعظم وأسمى مهمة أتيح له أن يقوم بها.

فقد استطاع خلال المحنة الشاملة أن يستبقي شيئا من مكانته، وأن يؤثر بماضيه التالد وهيبته القديمة في نفوس الغزاة انفسهم، فنجد الفاتح التركي يتبرك بالصلاة فيه غير مرة 1، ونجد الغزاة يبتعدون عن كل مساس به، ويحلونه مكانا خاصا، ويحاولون استغلال نفوذ علمائه كلما حدث اضطراب أو ثورة داخلية.

وفي خلال ذلك صار الأزهر ملاذا أخيرا لعلوم الدين واللغة، وغدا بنوع خاص معقلا حصينا للغة العربية، يحتفظ في أروقته بكثير من قوتها وحيويتها، ويدرأ عنها عادية التدهور النهائي، ويمكنها من مغالبة لغة الفاتحين ومقاومتها، وردها عن التغلغل في المجتمع المصري 2.

وهكذا استطاع الأزهر في تلك الأحقاب المظلمة أن يسدي إلى اللغة العربية أجل الخدمات. وإذا كانت مصر قد لبثت خلال العصر التركي ملاذا لطلاب العلوم الاسلامية واللغة العربية من سائر أنحاء العالم
__________
1) راجع ابن إياس في بدائع الزهور ج 3 ص 116 و132

2) كان بين الأساتذة الذين تولوا التدريس بالجامع الأزهر في أوائل العصر العثماني: نور الدين علي البحيري الشافعي المتوفي سنة 944 ه‍، والعلامة شهاب الدين ابن عبد الحق السنباطي المتوفى سنة 950 ه‍، وعبد الرحمن المناوي المتوفى سنة 950 ه‍، وشمس الدين الشيشيني القاهري الشافعي، والإمام شمس الدين أبو عبد اللّه العلقمي المتوفي سنة 962 ه‍، والإمام شمس الدين الصفدي المقدسي الشافعي المتوفي في حدود التسعين وتسعمائة (راجع في تراجم هؤلاء العلماء، الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة- مخطوط بدار الكتب). وكان منهم في أواسط العصر العثماني: عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المالكي المتوفى سنة 1099 ه‍، والعلامة شاهين بن منصور بن عامر الأرمناوي المتوفي سنة 1101 ه‍، والعلامة شمس الدين محمد بن محمد الشهير بالشرنبابلي المتوفى سنة 1102 ه‍. والإمام العلامة إبراهيم بن محمد شهاب الدين البرماوي المتوفى سنة 1106 ه‍ والشيخ حسن بن علي بن محمد الجبرتي جد والد الجبرتي المؤرخ، وقد توفي سنة 1116، والعلامة عبد الحي بن عبد الحق الشرنبلالي المتوفى سنة 117 ه‍ (راجع في تراجم هؤلاء العلماء عجائب الآثار للجبرتي، الجزء الأول).


العربي والعالم الإسلامي، فأكبر الفضل في ذلك عائد إلى الأزهر.

وقد استطاعت مصر لحسن الطالع بفضل أزهرها ان تحمي هذا التراث نحو ثلاثة قرون، حتى انقضى العصر التركي بمحنه وظلماته، وقيض لها أن تبدأ منذ اوائل القرن التاسع عشر حياة جديدة بمازجها النور والأمل وربما كانت هذه المهمة السامية التي ألقى القدر زمامها الى الجامع الأزهر في تلك الأوقات العصيبة من حياة الأمة المصرية، والعالم الإسلامي بأسره، هي أعظم ما أدى الأزهر من رسالته، وأعظم ما وفق لإسدائه لعلوم الدين واللغة خلال تاريخه الطويل الحافل.

نصيب الأزهر من التعمير في هذا العصر:
في عام 1004 ه‍ أيام ولاية الشريف محمد باشا على عمر الأزهر، وجدد ما خرب منه، ورتب فيه غذاء للفقراء.

وفي عام 1014 عمر الوزير حسن والي مصر مقام السادة الحنفية أحسن عمارة وبلطة بالبلاط الجيد، وقد تولى مصر من عام 1014 - 1016ه‍.

وجدد إسماعيل بن إيواظ سقف الجامع الأزهر الذي كان آيلا للسقوط، وقد مات إسماعيل عام 1136ه‍ ومن آثاره إنشاء مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي ومسجد سيدي علي المليجى.

وأنشأ الأمير عبد الرحمن كتخدا مقصورة في الأزهر مقدار النصف طولا وعرضا يشتمل على خمسين عمودا من الرخام تحمل مثلها من البوائك المقوصرة المرتفعة المتسعة من الحجر المنحوت وسقف أعلاها بالخشب النقي، وبنى به محرابا جديدا، وأنشأ به منبرا وأنشأ له بابا عظيما جهة حارة كتامة المعروف بالدوداري وهو المشهور اليوم بباب الصعايدة وبنى بأعلاه مكتبا بقناطر معقودة على أعمدة من الرخام لتعليم الأيتام من أطفال المسلمين القرآن الشريف وجعل بداخله رحبة متسعة وصهريجا عظيما وسقاية للشرب، وعمل لنفسه مدفنا بتلك الرحبة وجعل عليه قبة معقودة وتركيبة من رخام بديعة الصنعة منقوش عليها اسماء العشرة المبشرين بالجنة وكتابات أخرى.. وقد توفي الامير عبد الرحمن كتخدا 1عام 1190 ه‍ 2.

وبنى أمام المدفن المذكور رواقا مخصوصا بمجاوري الصعايدة المنقطعين لطلب العلم الشريف بالأزهر، وبه مرافق ومنافع ومطبخ ومخادع وخزائن كتب وبني بجانب ذلك الباب منارة، وأنشأ بابا آخر جهة مطبخ الجامع وهو المشهور بباب الشوربة، وجعل أيضا على يمينه منارة، وجعل فوقه مكتبا وبداخله على يمين الداخل ميضأة، وأنشأ لها ساقية، وصار الان محل الميضة حجرة مكتبة إدارة الأزهر، وقد جاء هذا الباب الكبير وما بداخله من الطيبرسية والاقبغاوية من أحسن المباني في العظم والوجاهة والفخامة.

وأرخ بعضهم ذلك بهذه الأبيات:
تبارك اللّه باب الأزهر انفتحا وعاد أحسن مما كان وانصلحا
تقر عينا إذا شاهدت بهجته بإخلاص بأن له للعلم والصلحا
وادخل على أدب تلق الهداة به قد قرروا حكما يزدانها رجحا
بالباب قد بدأ الأكوان أرخه بعبد رحمن باب الأزهر انفتحا
يتبع إن شاء الله...



الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 02 مايو 2021, 11:34 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍   الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ Emptyالخميس 07 أبريل 2016, 3:01 am

وجدد رواقاً للمكاويين والتكروريين وزاد في مرتبات الجامع، ورتب لمطبخه في خصوص أيام رمضان في كل يوم خمسة أرادب أرزا أبيض وقنطارا من السمن ولحوما وغير ذلك من المرتبات والزيت والوقود للطبخ، وزاد في طعام المجاورين.

ولما مات هذا الأمير عام 1190 ه‍ صلى عليه في الأزهر، ودفن في مدفنه الذي أعده لنفسه فيه.
__________
1) 5 - 8 ج‍ 2 الجبرتي.

2) وتوفي الأمير حسن بك رضوان عام 1192 وكان شاعر مجيدا (38 - 50 ج‍ 2 الجبرتي) وكان الشيخ محمد الهلباوي الشهير بالدمنهوري شاعر الأمير علي بك وكاتبه وتوفي عام 1193 ه‍ (54 - 56 ج‍ 2 المرجع).


وقد حدثت في الأزهر في هذا العهد عدة حوادث مختلفة. . فلما توفي ثاني شيخ للأزهر وهو الشيخ النشرتي وقعت فتنة بالأزهر عام 1120 ه‍ بسبب المشيخة والتدريس بالاقبغاوية وافترق المجاورون فرقتين فرقة تريد الشيخ أحمد النفراوي والأخرى تريد الشيخ عبد الباقي القليني ولم يكن حاضرا بمصر، فتعصب له جماعة النشرتي، وارسلوا يستعجلونه للحضور فقبل حضوره تصدر الشيخ النفراوي وحضر للتدريس بالاقبغاوية فمنعه القاطنون بها وحضر القليني فانضم اليه جماعة النشرتي وتعصبوا له فحضر جماعة النفراوي الى الجامع ليلا ومعهم بنادق وأسلحة وضربوا بالبنادق في الجامع وأخرجوا جماعة القليني وكسروا باب الاقبغاوية وأجلسوا النفراوي مكان النشرتي، فاجتمعت جماعة القليني في يومها بعد العصر وكبسوا الجامع واقفلوا ابوابه وتضاربوا مع جماعة النفراوي فقتلوا منهم نحو العشرة وجرح بينهم جرحى كثيرون وانتهبت الخزائن وكسرت القناديل وحضر الوالى فأخرج القتلى وتفرق المجاورون ولم يبق بالجامع أحد ولم يصل فيه ذلك اليوم وأمر النفراوي بلزوم بيته واستقر القليني مكانه.

ولما قربت وفاة شيخ الاسلام الشيخ الدمنهوري الشيخ التاسع للأزهر رغب الشيخ العريشي الحنفي في المشيخة اذ هي اعظم مناصب العلماء فحضر الى الجامع مع ابراهيم بك وجمع الفقهاء والمشايخ وعرفهم أن الشيخ الدمنهوري أقامه وكيلا وبعد أيام توفي الشيخ الدمنهوري فتعين هو للمشيخة بتلك الطريقة وساعده الأمراء وكبراء الأشياخ وأبو الأنور السادات وكاد أمره يتم، ومنع من ذلك اجتماع بعض الشافعية وذهابهم إلى الشيخ أحمد الجوهري حيث ساروا إلى بيت البكري وجمعوا عليهم جملة من أكابر الشافعية مثل الشيخ أحمد العروسي والشيخ أحمد السمنودي والشيخ حسن الكفراوي، وكتبوا طلبا للأمراء مضمونه أن مشيخة الأزهر من مناصب الشافعية وليس للحنفية فيها قديم عهد وخصوصا إذا كان آفاقيا كالشيخ عبد الرحمن العريشي وفي العلماء الشافعية من هو أهل لذلك علما وتنا وانهم اتفقوا على ان يكون المتعين لذلك الشيخ أحمد العروسي، وختموا جميعا على الطلب وأرسلوه إلى إبراهيم بك ومراد بك فتوقف الأمراء وشددوا في عدم النقض ورد الطلب للمشايخ فقاموا على ساق، وشدد الشيخ الجوهري في ذلك وركبوا بأجمعهم إلى جامع الامام الشافعي وباتوا به ليلة الجمعة، فهرعت الناس ينظرون فيما يؤول اليه هذا الأمر وكان للأمراء اعتقاد في الشيخ الجوهري، فسعى أكثرهم في انفاذ غرضه وخافوا العطب أو ثوران فتنة وحضر مراد بك للزيارة، فكلمه الشيخ الجوهري وقال له لا بد من فروة تلبسها للشيخ العروسي ويكون شيخا على الشافعية وذاك شيخ على الحنفية كما أن الشيخ الدرديري شيخ المالكية والبلد بلد الامام الشافعي وقد جئنا اليه وهو يأمرك بذلك فان خالفت يخشى عليك فاحضر فروة وألبسها للشيخ العروسي وذهب العروسي الى بيته وأخذ شأنه في الظهور واحتد العريشي لذلك وذهب إلى السادات والأمراء فألبسوه فروة وتفاقم الأمر وصاروا حزبين، وتعصب للعريشي طائفة الشوام والمغاربة ومنعوا الطائفة الأخرى من دخول الجامع واستمر الامر نحو سبعة أشهر إلى وقوع حادثة بين الشوام والأتراك واحتد الامراء للجنسية واكدوا في طلب الفصل في الامر وتصدى العريشي للذب عن الشوام، فانطلقت عليه الألسن وانحرف عليه الأمراء وطلبوه فاختفى فعزلوه عن الافتاء وحضر الأغا وصحبته العروسي للقبض على الشوام ففروا فاغلقوا رواقهم وسمروه أياما، ثم اصطلحوا وثبتت مشيخة العروسي وامر العريشي بلزوم بيته فاختلى بنفسه للعبادة ومرض من الحزن وتوفي سنة 1193 ه‍ رحم اللّه الجميع...



وفي غرة رمضان سنة 1199 ثار فقراء المجاورين والقاطنون بالأزهر وأقفلوا أبوابه ومنعوا منه الصلوات وكان ذلك يوم جمعة فلم يصل فيه ذلك اليوم وكذلك اغلقوا المسجد الحسيني وخرج العميان والمجاورون يسيرون في الأسواق ويخطفون ما يجدونه من الخبز وغيره، وسبب ذلك قطع رواتبهم واخبازهم المعتادة، واستمروا على ذلك حتى حضر سليم اغا بعد العشاء في المدرسة الأشرفية وأرسل إلى مشايخ الأروقة وتكلم معهم والتزم لهم بإجراء رواتبهم..

وفي سنة 1200ه‍ قطعت أخبازهم ومرتباتهم وفعلوا مثل ذلك وحضر إليهم سليم أغا مثل الأول والتزم ولم يوف، فضجت المجاورون فوق المنارات فحضر ونجز لهم بعض المرتبات مدة، ثم انقطع ثم التزم وتكرر الغلق والفتح مرارا عديدة مع منع المرتبات وإجرائها.
وفي أول جمعة من جمادى الأولى سنة 1200 ه‍ ثار جماعة من أهالي الحسينية بسبب ما حصل من حسين بك بشفت فإنه تسلط على هجم البيوت فركب بجنده إلى الحسينية وهجم على دار أحمد سالم الجزار المتولي رياسة دراويش الشيخ البيومي ونهبه حتى حلى النساء والفرش، فحضر أهل الحسينية إلى الجامع الأزهر ومعهم طبول وانضم اليهم كثير من العامة وبأيديهم نبابيت ومساوق، وذهبوا الى الشيخ الدردير فساعدهم بالكلام، وقال لهم أنا معكم فخرجوا من نواحي الجامع وأقفلوا أبوابه وصعد منهم طائفة على المنارات يصيحون ويدقون بالطبول وانتشروا بالأسواق في حالة منكرة وأغلقوا الحوانيت، وقال لهم الشيخ الدردير: في غدا نجمع أهالي الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة ونركب معهم وننهب بيوتهم كما ينهبون بيوتنا ونموت شهداء أو ينصرنا اللّه عليهم، فلما كان بعد المغرب حضر سليم أغا ومحمد كتخدا الجلفي كتخدا إبراهيم بك وجلسوا في الغورية، ثم ذهبوا الى الشيخ الدردير وتكلموا معه وخافوا من تضاعف الحال وقالوا اكتبوا لنا قائمة بالمنهوبات ونأتي بها من محل ما تكون وقرءوا الفاتحة على ذلك وانصرفوا، وركب الشيخ إلى إبراهيم بك وأرسل إلى حسين بك وأحضره وكلمه في ذلك فقال: كلنا نهابون أنت تنهب ومراد بك ينهب وأنا أنهب ثم انفض المجلس وهدأت القضية.

وبعد حادثة أهل الحسينية السابقة بأيام قليلة تعصب مجاورو الصعايدة في الأزهر وأبطلوا دروس المدرسين به بسبب نهب سليمان بك الأغا سفينة لهم فيها تمر وسمن مدعيا أن له مالا متأخرا عند أولاد وافي في الصعيد وأن ذلك مالهم، وليس كذلك بل هو مال مجاوري الصعايدة، فركب الشيخ الدردير والشيخ العروسي والشيخ المصيلحي وآخرون إلى إبراهيم بك وتكلموا معه بحضوة سليمان بك كلاما كثيرا مفحما، فرد سليمان بك بعض ما أخذه.

وقد حدثت حوادث أيام مشيخة الشيخ الشرقاوي، منها أن طائفة المجاورين بالأزهر من الشرقاويين كانوا قاطنين بالطيبرسية وكانت لهم خزائن برواق معمر فوقع بينهم وبين أهل الطيبرسية مشاجرة وضربوا نقيب الرواق ومنعهم شيخ الطيبرسية منها وكان ذلك سببا لبناء رواق الشراقوة.

ومنها في سنة 1209ه‍ حضر أهل قرية بشرقية بلبيس، وذكروا أن أتباع محمد بك الألفي ظلموهم وطلبوا منهم مالاً لا قدرة لهم عليه، فاغتاظ الشيخ الشرقاوي من ذلك وحضر إلى الأزهر وجمع المشايخ وقفلوا ابواب الجامع وذلك بعد أن خاطب مراد بك وإبراهيم بك ولم يبديا شيئا، وأمر الشيخ الناس بغلق الأسواق والحوانيت ثم ركبوا ثاني يوم إلى بيت السادات وتبعهم كثير من العامة وازدحموا أمام الباب والبركة، بحيث يراهم إبراهيم بك.

فأرسل لهم أيوب بيك الدفتردار فوقف بين أيديهم وسألهم عن مرادهم فقالوا نريد العدل وإبطال الحوادث والمكوسات التي ابتدعتموها، فقال لا تمكن الإجابة إلى هذا كله فإنا إن فعلنا ذلك لضاقت علينا المعايش، فقالوا ليس هذا بعذر عند اللّه وما الباعث على الإكثار من النفقات والمماليك والأمير يكون أميرا بالإعطاء لا بالأخذ، فقال حتى أبلغ وانصرف وانفض المجلس وركب المشايخ إلى الجامع الأزهر، واجتمع أهل الأطراف وباتوا به، فبعث مراد بك يقول أجيبكم إلى جميع ما ذكرتموه إلا شيئين: ديوان بولاق وطلبكم المتأخر من الجامكية، ثم طلب أربعة من المشايخ عينهم بأسمائهم فذهبوا إليه بالجيزة فلاطفهم والتمس منهم السعي في الصلح، وفي اليوم الثلث اجتمع الأمراء والمشايخ في بيت إبراهيم بك وفيهم الشيخ الشرقاوي وانعقد الصلح على رفع المظالم ما عدا ديوان بولاق وأن يكفوا أتابعهم عن مد أيديهم إلى أموال الناس ويسيروا في الناس سيرة حسنة، وكتب القاضي حجة بذلك ووقع عليها الباشا والأمراء وانجلت الفتنة، وفرح الناس نحو شهر، ثم عاد الحال إلى أصله.

ويذكر ابن إياس أن السلطان سليم شاه العثماني دخل الجامع الأزهر يوم الجمعة سنة 923 ه‍ فصلى به الجمعة وتصدق هناك بمبلغ كبير..

وزار الأزهر الشريف السلطان الأعظم عبد العزيز خان، وقد حظي بكثير من خيرات ملوك آل عثمان.

الأزهر والحركة العلمية في هذا العهد:
نبغ من هذا العصر عدد كبير من العلماء والأدباء والشعراء، منهم:
الشهاب الخفاجي المتوفى 1069 ه‍، والبديعي المتوفى عام 1073 ه‍، وعبد القادر البغدادي المتوفى عام 1093 ه‍ صاحب خزانة الأدب، والسيد مرتضى الزبيدي (1145 - 1205 ه‍) مؤلف تاج العروس، والصبان المتوفى عام 1206 ه‍.

ومنهم المحبي (1061 - 1111 ه‍) مؤلف خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، والشعراني المتصوف المتوفى عام 973 ه‍، وعبد اللّه الشبراوي المتوفى عام 1172 ه‍، وسواهم.

وهؤلاء كانوا من غير شك ممن أفادوا من الأزهر، وتأثروا به.

وفي هذا العهد استمر الأزهر مدى القرون الثلاثة التي حكم العثمانيون فيها مصر، يجاهد لحفظ البقية الباقية من اللغة العربية والعلوم القرآنية التي أصبحت في حال ذبول أو شبه جفاف، وكان له الفضل على كل حال في الإبقاء على حشاشة هذا التراث الإسلامي،
لقد صار الأزهر أشهر الجوامع في التدريس على الإطلاق.

وقصده طلاب العلم من كل ناحية حتى تركستان والهند وزيلع وسنار.

ولكل طائفة منهم رواق باسمهم كرواق الشوام أو المغاربة أو العجم، أو الزيالعة، أو اليمنية أو الهندية، فضلا عن أروقة الصعيد.

وبلغ عدد تلاميذ الأزهر في أوائل القرن التاسع للهجرة-أي نحو عام 818 ه‍- 750 طالبا من طوائف مختلفة، وكانوا مقيمين في الجامع ومعهم صناديقهم وخزائنهم يتعلمون فيه في الفقه والحديث والنحو والمنطق، وزادوا في عصر العثمانيين على ذلك زيادة كبيرة.

وفي كتاب التعليم العام في مصر ما يفيد أن العلوم التي كانت تدرس غالبا بالأزهر حتى منتصف القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) هي الآداب والفقه التوحيد وكانت تدرس أحيانا بصفة استثنائية علوم الفلك، والعلوم الرياضية، والعلوم الطبيعية، والتجريبية، إجمالا.

واشتدت المنافسة الفكرية التي كانت بين المذاهب في الأزهر، والتي أدت إلى ظهور المذهب الشافعي على سائر المذاهب، حيث نرى منذ هذا الوقت المذاهب كلها تدرس سويا بالأزهر، إلا أن المشيخة كانت في الغالب للشافعيين.

والمنافسة كما يدلنا التاريخ كانت شديدة على هذا المنصب، وكانت في أكثر الأوقات تدور بين المذهبين الشافعي والحنفي، والمذهب الحنفي كان غالبا مذهب الأمراء والولاة من الأكراد والمماليك والأتراك. ولا زلنا للآن نجد المذهب الحنفي في صف السلطة القضائية في هيئة الحكم، فعليه تسير المحاكم الشرعية في قضائها.

ويرى الأستاذ «فولر» أن وجود جدث الامام الشافعي الطاهر في مسجده المنيف، وكذلك سلطانه الروحي في نفوس الأهالي، مما ساعدا على كثرة أتباعه.

وقد يكون هذا صحيحا، والواقع أن مرجع هذه المنافسة يعود إلى خلاف في طبيعة المذهبين.

ومهما يكن من أمر فالأزهر في كل عصوره حتى حكم محمد علي كان مركز التعليم الذي تدور حوله الحركة العلمية في البلاد، ولهذا المركز الممتاز أدت هذه الجامعة خدمتين من أجل الخدمات التي لها أثرها الواضح في حياة مصر الاجتماعية والسياسية عامة: الأولى عمله على نشر اللغة العربية وتوطيدها بالبلاد المصرية، وشد أزرها ضد اللغة القومية التي غزاها الإسلام بلغته العربية العريقة.

والثانية دعم أسس الديانة الإسلامية ووقوفها تسند الإسلام بكل ما انبعث فيها من المجهودات العقلية والروحية.

والخطة التي انتهجها الأزهر تتلخص في أنه بعد زوال الدولة الفاطمية وعمل صلاح الدين على إبادة آثارها، أدخلت المذاهب الأربعة في الأزهر وصارت سواسية في التدريس فيه، وكان لكل مذهب شيخ، وله مطلق السلطة على الأساتذة والطلاب الدين ينضمون تحت لواء مذهبه.

وكان من آثار الأزهر فوق هذا أن جعل لمصر مكانة ممتازة وسلطانا أدبيا على شعوب الشرق، وأصبحت البلاد الشرقية تنظر إلى مصر نظرة الحائر إلى الهادي المرشد. وتعترف لها بالفضل والعلم.
يتبع إن شاء الله...



الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 02 مايو 2021, 11:35 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍   الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ Emptyالخميس 07 أبريل 2016, 3:07 am

وكان التعليم فيه على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى يبدأ التلميذ فيها بتعلم الهجاء والقراءة والكتابة ويحفظ ما تيسر من القرآن عن ظهر قلب ليكون هذا الجزء المادة التي يستطيع أن يطبق التلميذ فيها عمليا ما أخذ من المعلومات النظرية في تعلمه قواعد الهجاء والكتابة، فيطالب التلميذ بكتابة هذا الجزء وقراءته، ثم ينتقل من هذا الجزء إلى غيره كتابة وقراءة وحفظا حتى يتم القرآن وهذه أول مراحل التعليم، ويكون التلميذ فيها قد تعلم القراءة والكتابة وتستغرق هذه المرحلة من سنتين إلى ثلاث.

ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية ويظل تحت إشراف أستاذه، يعطيه دروسا في القراءة والكتابة، وموضوعات إنشائية سهلة تتدرج فيها من السهولة إلى الصعوبة، متمشيا في ذلك مع النمو العقلي للتلميذ، ويكون التلميذ في هذه السن على أبواب دور المراهقة وكل ما استفاده من هذه البرامج تحصيله للقرآن الشريف، فالتلميذ يستطيع أن يستغل ما حفظه منه في تعمير حياته الروحية، وتلاوته تكون سلواه وأنيسه، ويتخير من الآيات ما يتفق ونفسه فيستعملها في دعائه وعبادته وصلاته كل يوم، وتكون قواه العقلية بهذا التمرين قد نشطت بوجه ما، ويكون لسانه قد تقوم واكتسب اللهجة العربية الفصحى.. وأظهر ما يبدو في هذا الأسلوب التعليمي أنه لا يبدأ بتعليم القواعد والتعاريف والكليات في اللغة إلا بعد أن يكون التلميذ قد تذوق هذه اللغة بنفسه، وتكونت في عقله ملكة وذوق.

وأغلب المتعلمين كانوا يقفون عند هذا الحد، ويتخرجون في سن الثانية عشرة، وبعضهم كان يخطو إلى المرحلة الثالثة، يدرسون فيها علوم الدين من فقه وحديث وتوحيد الخ، وفي الأحوال الاستثنائية كان بعض الأفراد يدرسون العلوم الطبيعية والرياضية.


والمتخرج ما كان يحصل على شهادة يعترف بها رسميا، وإنما كان يعتمد على مجهوده الشخصي وشهرته وكفاءته في إلزام الناس بالاعتراف بوجوده ومنزلته، وكان لا يتصدر للتدريس إلا من مارس الفنون المتداولة بالأزهر، وتلقاها من أفواه المشايخ، وصار متأهلا للتصدر، حلاّلا للمشكلات ومعضلات المسائل، فلا يحتاج لاستئذان إلا على جهة الأدب والبركة، وإنما يعلم بعض المشايخ والطلبة فيحضرون درسه، ويتراكمون عليه، وهو يتأنق في الابتداء ويتهالك في طريق الإغراب والتوغل وقد يتعصب عليه بعض الحاضرين ويتعنت، والبعض الآخر ينتصر له، وإذا تلعثم في إجابته لسائل ربما أقاموه ومنعوه من التصدر، وإذا عاند ربما ضربوه.

ولم يكن للأزهر شيخ منذ أن أنشىء إلى القرن العاشر، وإنما كان يتولاه الملوك والأمراء الذين كانوا يهتمون بشأنه ويكرمون أهله، حتى إذا كان القرن الحادي عشر الهجري جعل للأزهر شيخ، ومما يجمل ذكره أن شيخ الأزهر كان بمثابة شيخ الإسلام في دار الخلافة، فكان يقوم بشؤون الأزهر ويرعى أمور أهله ويفصل في قضاياهم ويضبط مرتباتهم، ويمثلهم لدى الحكومة، ومنوط به إقامة شعائر الدين في أنحاء القطر قاطبة.

وأول من تولى المشيخة -كما قاله الجبرتي- هو الإمام محمد بن  عبد اللّه الخرشي المالكي، وقد توفي سنة 1101 ه‍، وتولى بعده الشيخ محمد النشرتي وتوفي سنة 1120 ه‍، وجاء بعده الشيخ عبد الباقي المالكي القليني، فلما مات تقلد بعده الشيخ محمد شنن المالكي المتوفى سنة 1133 ه‍؛ ثم تولى بعده الشيخ إبراهيم ابن موسى الفيومي المالكي المتوفى سنة 1137 ه‍، ثم تولى بعده الشيخ إبراهيم الشبراوي الشافعي وتوفي سنة 1171 ه‍، فتولى المشيخة بعده الشيخ الحفني المتوفى سنة 1181 ه‍، ثم تولى المشيخة بعده الشيخ عبد الرؤوف السجيني وتوفي سنة 1182 ه‍، ثم تولى بعده الشيخ أحمد الدمنهوري المذاهبي وتوفي بمنزله ببولاق سنة 1192 ه‍، وبعد وفاته حصل نزاع في تولي المشيخة بين الشيخين عبد الرحمن بن عمر العريشي الحنفي وأحمد العروسي الشافعي مدة سبعة أشهر، ثم آلت إلى الثاني وتوفي سنة 1208 ه‍، فانتقلت المشيخة إلى الشيخ عبد اللّه الشهير بالشرقاوي وهو الذي أنشأ رواق الشراقوة، وقد دخل الفرنسيون مصر في أيامه وانتخبوه عضوا في الديوانين: العمومي والخصوصي.

الأزهر وتاريخنا القومي:
قاد الأزهر ثورتين هامتين تعتبران من أسبق الثورات الدستورية العالمية، إحداهما كانت بقيادة أكبر علماء ذلك العصر وهو الإمام أحمد الدردير، والأخرى بقيادة شيخ الأزهر في ذلك الوقت الشيخ عبد اللّه الشرقاوي رحمهما اللّه تعالى.

فالثورة الاولى سبقت إشارة لها وخلاصتها أنه في يوم من أيام ربيع الأول عام 1200 ه‍ (يناير عام 1786 م) نهب حسين بك شفت وجنوده دارا لشخص يدعى أحمد سالم الجزار بالحسينية جهارا نهارا ظلما وعدوانا. فثارت ثائرة الأهالي، وتشاوروا فيما يجب عليهم أن يفعلوه واتفقوا أخيرا على الالتجاء إلى أقوى العلماء شخصية وأوسعهم نفوذا، وهو الإمام الدردير، فاجتمع الأهالي في اليوم التالي للحادث ويمموا شطر الجامع الأزهر وقصدوا الشيخ وأخبروه بالواقعة، فغضب الشيخ لاستهتار الأمراء وتعسفهم ونادي في الجماهير غير هياب ولا وجل: أنا معكم، وغدا نجمع أهالي الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معكم وننهب بيوتهم كما نهبوا بيوتنا ونموت شهداء أو ينصرنا اللّه عليهم وأمر الشيخ بدق الطبول على المنارات إيذانا بالاستعداد للقتال، وترامت الأخبار بين الأهالي، فأسرعوا نحو الأزهر للاشتراك في المعركة، وكانت أخبار الجماهير الهائجة قد وصلت إلى إبراهيم بك، وبلغه تصميم الإمام الدردير على قيادة الشعب ضد الأمراء، وكان يعلم مقدار ما للشيخ من نفوذ ومكانة على الأهالي، فخشى أن يستفحل الأمر ويؤدي إلى ضياع سلطته في مصر، فأرسل نائبه ومعه أحد الأمراء إلى الإمام الدردير واعتذر له عما حدث، ووعد بأن يكف أيدي الأمراء عن الناس. كما قرر توبيخ حسن بك شفت على صنيعه وطلب قائمة بجميع ما نهبه ليأمره برد ذلك إلى صاحبه، وهكذا وضع الامام قاعدة دستورية هامة وهي احترام الحكم لارادة المحكومين 1.

والثورة الثانية 2تتلخص كما تقدم في أنه في شهر ذي الحجة عام (1209 ه‍- 1795م) اشتكى فلاحو قرية من قرى بلبيس إلى الشيخ عبد اللّه الشرقاوي من ظلم محمد بك الألفي ورجاله، فبلغ الشيخ الشرقاوي الشكوى إلى كل من مراد وإبراهيم بك، وخاطبهما في كف أذى محمد بك الألفي عن الفلاحين فلم يفعلا شيئا، فما كان من الشيخ الشرقاوي رحمه اللّه تعالى إلا أن عقد اجتماعا في الأزهر حضره العلماء وتشاوروا في الأمر فاستقر رأيهم على مقاومة الامراء بالقوة حتى يجيبوا مطالبهم، وقرروا إغلاق أبواب الجامع الأزهر، وأمروا الناس بغلق الأسواق والحوانيت استعدادا للقتال.
__________
1) مجلة الأزهر عدد شوال 1372 الأستاذ أحمد عز الدين خلف الله-و الجبرتي طبعة بولاق ج‍ 2 ص 103 - 104.

2) الجيرتي ج‍ 2 ص 258، والأستاذ خلف الله في مجلة الأزهر.


وفي اليوم التالي: ركب الشيخ الشرقاوي ومعه العلماء وتبعهم الجماهير وسار الجميع الى منزل الشيخ السادات يستشيرونه في بدء المعركة، وكان قصر ابراهيم بك قريبا من قصر الشيخ السادات، فراعه احتشاد الجماهير هناك، وعلم باجتماع العلماء عند الشيخ السادات، فبادر بارسال أيوب بك الدفتردار ليسأل عن مرادهم.

فقالوا له: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات التي ابتدعتموها وأحدثتموها.

فأجابهم قائلا: لا يمكن الإجابة إلى هذا كله فإننا إن فعلنا ذلك ضاقت علينا المعايش والنفقات. فقالوا له: هذا ليس بعذر عند اللّه ولا عند الناس، وما الباعث على الاكثار من النفقات وشراء المماليك، والأمير يكون اميرا بالاعطاء لا بالأخذ!. فقال لهم: حتى أبلغ وانصرف ولم يعد لهم بجواب.



صمم العلماء في هذا المجلس على أن يخوضوا المعركة مع الأمراء، فإما ان يستشهدوا أو ينالوا حقوق الشعب كاملة. وأعلنوا أهالي القاهرة بعزمهم. فتقاطرت الجماهير صوب الأزهر وباتوا هم والعلماء داخل المسجد وحوله.

هال إبراهيم بك ما بلغه من احتشاد الشعب ومرابطته مع العلماء استعدادا للقتال. فأرسل الى العلماء يعتذر إليهم ويبرىء نفسه ملقيا التبعة على شريكه في الحكم مراد بك، بل ذهب الى أبعد من هذا إذ يقول «أنا معكم وهذه الأمور على غير خاطري ومرادي»، وأرسل مراد بك يستحثه لعمل شيء ويخيفه عاقبة الثورة التي توشك ان تنفجر.

وفي اليوم الثالث للثورة توجه والي مصر إلى منزل إبراهيم بك واجتمع مع أمراء المماليك وقرروا إيجاد حل سريع حاسم قبل ان يفلت الزمام فتشتعل الثورة، وأرسلوا إلى العلماء ليحضروا الاجتماع، فحضر الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير وطال الحديث بينهم، وكان مداره حول حقوق الشعب، ولم يستطع ابراهيم بك ولا مراد بك ولا الأمراء المكابرة في هذه المرة، فقد كانت القاهرة تغلي كالمرجل وكانت أشبه ببركان يوشك أن يثور، وكان الشعب المتكتل في الخارج يلوح مهددا متوعدا.

وانتهى هذا المجلس التاريخي بموافقة الأمراء والوالي على القرارات الآتية:
أولا: لا تفرض ضريبة الا إذا أقرها مندوبو الشعب.
ثانيا: أن ينزل الحكام على مقتضى أحكام المحاكم.
ثالثا: ألا تمتد يد ذي سلطان إلى فرد من أفراد الأمة إلا بالحق والشرع.

وكان القاضي الشرعي حاضر فحرر (حجة) تضمنت هذه القرارات وقع عليها الوالي، وختم عليها إبراهيم بك وأرسلها إلى مراد بك فختم عليها أيضا وانحلت الأزمة.

ورجع العلماء يحيط بكل منهم موكب من الأهالي وهم ينادون: حسب مارسمه سادتنا العلماء بأن جميع المظالم والحوادث والمكوس بطالة من مملكة الديار المصرية.

ولو تأملنا في هذا النص الذي ساقه مؤرخ مصر الجبرتي ودققنا النظر في قوله «حسب ما رسمه سادتنا العلماء» لوجدنا أن هذه العبارة الظاهرة تحمل مبدأ دستوريا هائلا: وهو أن الأمة مصدر السلطات.
وقد توافق رأي أكثر المؤرخين الفرنجة على ان هذه الحجة بمثابة وثيقة إعلان حقوق الانسان، سبقت بها مصر غيرها.

وقد طبق وكلاء الشعب ويمثلهم العلماء والأعيان هذا المبدأ -مبدأ الأمة مصدر السلطات- على والي مصر خورشيد باشا، حين عجز عن ضبط الأمن في البلاد، إذ عقدوا مؤتمرا وطنيا يوم 13 صفر عام 1220ه‍، وقرروا عزل الوالي. ولما رفض الاذعان لهذا القرار قام العلماء والأعيان والشعب بتنفيذ قرار الأمة بالقوة ودارت رحا الحرب بينهم وبين الوالي، وكانت الأوامر خلال المعركة تصدر باسم السيد عمر مكرم والعلماء بصفتهم وكلاء الأمة، وأجبروه أخيرا على الاذعان لقرار الأمة في 29 جمادي الأولى عام 1220ه‍.

هذا وقد سجل التاريخ للعلماء السابقين مواقف مجيدة في الدفاع عن حقوق الشعب نذكر منهم الإمام شمس الدين محمد الحنفي المتوفى ي عام 847 ه‍، والشيخ شمس الدين الديروطي الواعظ بالأزهر الشريف والمتوفى عام 921 ه‍، وشيخ الاسلام الامام محمد بن سالم الحنفي المتوفى عام 1181 ه‍.

الشهاب الخفاجي المصري 975 - 1069ه‍:
والده هو محمد بن عمر الخفاجي المصري الشافعي احد علماء عصره، وأعلام دهره.

وكان من الفضلاء والأدباء البارعين، المتعمقين المحققين المتقنين، وأخذ عن كبار الشيوخ، وتصدر للإفادة، فانتفع به جماعة من كبار العلماء، من جملتهم ابنه الشاعر العلامة الشهاب الخفاجي صاحب طراز المجالس وسواه من المؤلفات القيمة.

وتوفي الخفاجي عام 1019 ه‍ بعد حياة حافلة، وخدمات جليلة أسداها للعلم والدين والأدب واللغة 1.



أما الشهاب الخفاجي 2:
فمجال الحديث عنه واسع، والمراجع التاريخية والأدبية عنه وعن حياته وشعره كثير وسأتناول جوانب هذه الشخصية الكبيرة في إيجاز.
__________
1) 411 ج‍ 7 دائرة المعارف للبستاني، وورد في هذا المرجع أن وفاته عام 1011 ه‍ وهو غير صحيح إذ قد ذكر الشهاب في الريحانة في ترجمته لخاله أبي بكر الشنواني أنه توفي هو ووالده في وقت واحد [116 الريحانة]؛ وقد توفي خاله سنة 1019 ه‍.

2) ترجم لنفسه في الريحانة [272 - 309]. وترجم له المحبي في الجزء الأول من تاريخ خلاصة الأثر [331 - 343]. كما ترجم له ابن معصوم في سلافة العصر [420 - 427]، وأشار إلى كتابه الريحانة في ص 8 وأثنى عليه. وله ترجمة في مصباح العصر في تواريخ شعراء مصر طبع بيروت 1288. وترجم له جورجي زيدان في كتابه تاريخ آداب اللغة العربية ص 287 ج‍ 3. وترحم له الأستاذ محمود مصطفى في الجزء الثالث من تاريخ الأدب العربي. وفي الجزء الثاني من المفصل ترجمة له [308 - 311). وترجم له فنديك في اكتفاء الفنوع بما هو مطبوع ص=


يقول ابن معصوم في «السلافة» عنه:
أحد الشهب السيارة، والمقتحم من بحر الفضل لجه وتياره، فرع تهدل من خفاجة 1 وفرد سلك سبيل البيان ومهد فجاجه 2، إلى آخر ما يقول.

ويقول فنديك في كتابه «اكتفاء المطبوع»:
والخفاجي يرجع نسبه إلى قبيلة «خفاجة»، وسكن أبوه في قطعة أرض بقرب سرياقوس شمالي القاهرة 3 وهي قبيلة عربية كبيرة كان لها دولة في العراق ومنها أمراء كثيرون.

وإذا فالشهاب يرجع في نسبته إلى بني خفاجة على وجه التحقيق كما رأينا في هذه المصادر وكما ورد في سوى هذه المصادر.

وإذا كان المحبى في خلاصة الأثر لم يحقق هذه النسبة واكتفى بقوله: خفاجة هي من بني عامر فلعل أصل والده منهم 4، فذلك لأنه لم
يكن من علماء الأنساب وكانت حياته بعيدة عن الحجاز ونجد وصميم القبائل العربية، ولم يكن من العرب الخلص، وغير العرب الخلص لا يهتمون بالأنساب ومعرفتها اهتماما كبيرا.

__________
= 351. وترجم له البستاني في دائرة المعارف 587 و588 ج‍ 10 - كما ترجم له كثير من علماء الأدب في شتى المؤلفات وله ترجمة في عقد الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر للشلي (ص 177 من التراجم الملتقطة منه الملحقة بآخر طبقات الشافعية للاسدي رقم 240 تاريخ-تيمورية) وله ترجمة من كتابي بنو خناجة الجزء الثاني ص 59 - 73.

1) هي قبيلته العربية التي ينتمي الشهاب إليها.
2) 420 السلافة.
3) 351 اكتفاء القنوع
4) راجع خلاصة الأثر 342 ج 1، ومقدمة الجزء الأول من حاشية الشهاب المسماة عناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي ص 7 حيث صدر بذكر ترجمة المحبي للشهاب في كتابه خلاصة الأثر.


والشهاب هو شهاب الدين محمود بن محمد بن عمر الخفاجي، ترجم لنفسه في الريحانة فقال ما ننقله عنها في إيجاز «كنت بعد سن التمييز، في مغرس طيب النبت عزيز، في حجر والدي. ومقام والدي غني عن المدح، فلما درجت من عشى قرأت على خالي سيبويه زمانه علوم العربية 1، ونافست إخواني في الجد والطلب، ثم قرأت المعاني والمنطق وبقية علوم الأدب الاثني عشر ونظرت في كتب المذهبين: أبي حنيفة والشافعي.

ومن أجلّ من أخذت عنهم:
شيخ الإسلام ابن شيخ الإسلام الشمس الرملي وأجازني بجميع مؤلفاته ومروياته بروايته عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري [توفي 926 ه‍] وعن والده، ومنهم أحمد العلقمي 2أخذت عنه الأدب والشعر، والعلامة الصالحي الشامي 3 والشيخ داود البصير أخذت عنه الطب» 4 ثم ارتحلت مع والدي للحرمين وقرأت هناك على ابن جاد اللّه وعلى حفيد العصام وغيره.
__________
1) خاله هذا هو أبو بكر إسماعيل بن شهاب الدين، والده شهاب الدين الشنواني القطب الرباني، وجده الأعلى ابن عم سيدى علي وفا الشريف الوفائي التونسي، وكان أبو بكر علامة عصره في جميع الفنون وكان في عصره إمام النحاة. ولد بشنوان، ودرس في القاهرة على ابن قاسم العبادي وعلي محمد الخفاجي والد الشهاب وأخذ عن كثير سواهما، وتخرج عليه كثير من العلماء وانتهت اليه الرياسة العلمية، ولازمه وتخرج عليه ابن أخته الشهاب الخفاجي وسواه من أكابر العلماء، ثم ابتلى بالفالج فمكث فيه سنين لا يقوم من مجلسه إلا بمساعدة وله عدة مؤلفات، وله شعر رواه الشهاب في الريحانة (115 الريحانة) وتوفي سنة 1019 عقب طلوع الشمس من يوم الأحد ثالث ذي الحجة وبلغ من العمر نحو الستين ودفن بمقبرة المجاورين [راجع ترجمته في الريحانة (114 - 117) وفي الجزء الأول من خلاصة الأثر (79 - 81)، وفي الخطط التوفيقية لعلي مبارك باشا في الكلام على شنوان (138 - 143/ 12)]
2) ترجم له في الريحانة ص 195
3) هو محمد بن نجم الدين الصالحي الهلالي م 1012 ه‍ 1603 م وله ديوان شعر اسمه «سجع الحمام في مدح خير الأنام طبع في القسطنطينية سنة 1898 (393 اكتفاء القنوع)
4) راجع 272 الريحانة وترجم له في الريحانة ص 205

ثم ارتحلت الى القسطنطينية فتشرفت بمن فيها من الفضلاء والمصنفين واستفدت وتخرجت عليهم، وممن أخذت عنه الرياضيات وقرأت عليه اقليدس وغيره أستاذي ابن حسن، ثم انقرض هؤلاء العلماء في مدة يسيرة فلم يبق بها عين ولا أثر وآل الامر إلى اجتراء السلاطين والوزراء بقتل العلماء وإهانتهم. ولما عدت إليها-أي القسطنطينية-ثانيا بعدما وليت قضاء العساكر بمصر رأيت تفاقم الأمر وغلبة الجهل فذكرت ذلك للوزير فكان ذلك سبب عزلي وأمري بالخروج من تلك المدينة 1.



«فان أردت مالي من المآثر فمن تأليفي: الرسائل الأربعون، وحاشية تفسير القاضي في مجلدات، وحاشية شرح الفرائض، وشرح الدرة، وطراز المجالس، وحديقة السحر، وكتاب السوائح، والرحلة 2، وحواشي الرضى، والجامي، وشرح الشفاء وغير ذلك: ولي من النظم ما هو مسطور في ديواني؛ ومن المنثور رسائل منها: الفصول القصار 3و المقامة الرومية 4 التي ذكرت فيها أحوال الروم وعلمائها 5».

وللشهاب عدة مقامات نسج فيها على منوال مقامات الحريري منها:
مقامة الغربة 6، والمقامة الساسانية 7، ومقامة عارض بها مقامة الوطواط 1، والمقامة المغربية 2.
__________
1) راجع 273 الريحانة

2) قرأه عليه تلميذ للشهاب اسمه عبد القادر وأجازه الشهاب بماله من التآليف والآثار وما رواه من مشايخه الأخيار (راجع 286 الريحانة) وعبد القادر هذا هو عبد القادر البغدادي نزيل القاهرة وتلميذ الشهاب وصاحب خزانة الأدب وتوفي سنة 1093 (306 فنديك).
3) نسج فيها على منوال ابن المعتز وذكر منها جزءا في الريحانة (281 - 285)
4) راجعها في الريحانة 276 - 281
5) ص 276 الريحانة
6) راجعها في الريحانة (286 - 290) وذكر شرحا موجزا لبعض ما فيها من معان غريبة (راجع 290 - 292)
7) راجعها في الريحانة (292 - 295).

يتبع إن شاء الله...



الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 02 مايو 2021, 11:35 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍   الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ Emptyالخميس 07 أبريل 2016, 3:14 am

«و له كتاب شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل، وكتاب ديوان الأدب في ذكر شعراء العرب ذكر فيه مشاهير الشعراء من العرب العرباء والمولدين وله كتاب طراز 3 المجالس وهو مجموع حسن الوضع جم الفائدة رتبه على خمسين مجلسا ذكر فيه مباحث لغوية ونحوية وأصولية وتفسيرية، وله رسائل كثيرة ومكاتبات وافرة لم يجمعها ومقامات ذكر بعضها في ريحانته 4».

«و كان لما وصل إلى الروم في رحلته الأولى ولي القضاء ببلاد «الروم ايلي» حتى وصل إلى أعلى مناصبها في زمن السلطان مراد حتى اشتهر بالفضل الباهر فولاه السلطان قضاء سلانيك فاستفاد مالا كثيرا ثم اعطي بعدها قضاء مصر وبعد ما عزل عنها رجع الى الروم فمر على دمشق وأقام بها أياما ومدحه فضلاؤها بالقصائد واعتنى به أهلها وعلماؤها، ودخل حلب إثر ذلك ثم رحل إلى الروم وكان إذ ذاك مفتيها يحيى بن زكريا فأعرض عنه فصنع مقامته التي ذكرها في الريحانة وتعرض فيها للمولى المذكور فكان ذلك سبب نفيه الى مصر وأعطي قضاء فيها فاستقر بمصر يؤلف ويصنف وأخذ عنه جماعة اشتهروا بالفصل الباهر، منهم: عبد القادر والحموى وأخذ عنه والدي وكتب عنه أصل الريحانة الذي سماه «خبايا الزوايا فيما في الرجال من البقايا» 5، «و أصل والده من سرياقوس قرية من قرى الخانقاه» 6.
__________
1) راجعها في الريحانة (295 - 298)

2) راجعها في الريحانة (298 - 300) وشرحها في الريحانة (300 - 309)
3) طبع في القاهرة 1284
4) 333 ج 1 خلاصة الأثر
5) 333 و334 ج 1 خلاصة الأثر
6) 343 ج 1 خلاصة الأثر


«و منى الشهاب بعداوة بعض شعراء عصره 1» «و توفي سنة 1069 ه‍- 1658 م» 2في رمضان وعمره فوق التسعين 3».

وإذا يكون ميلاده حوالي سنة 975 ه‍.

مكانته العلمية:
«الشهاب الخفاجي الحنفي قاضي القضاة المصري وصاحب التصانيف الكثيرة واحد الأفراد المجمع على إمامته وتفروقه وبراعته في عصره 4».

أجرى من ينبوع الفضل ما أخجل بمصر نيلها وبالشام سيحانه، وأهدى لأرباب الأدب من رياض أدبه أطيب ريحانه 5.

وكان أحد أفراد الدنيا المجمع على تفوقه وكان في عصره بدر سماء العلم ونير أفق النثر والنظم رأس المؤلفين ورئيس المصنفين، سار ذكره مسير المثل، وطلعت أخباره طلوع الشهب في الفلك، وكل من رأيناه أو سمعنا به ممن أدرك وقته معترفون له بالتفرد في التقرير والتحرير وحسن الإنشاء وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعي ذلك.

وتآليفه كثيرة مقبولة وانتشرت في البلاد ورزق فيها سعادة عظيمة فإن الناس اشتغلوا بها، وأشعاره ومنشآته مسلمة لا مجال للخدش فيها.

والحاصل أنه فاق كل من تقدمه في كل فضيلة، وأتعب من يجيء بعده مع ما خوله اللّه من السعة وكثرة الكتب ولطف الطبع والنكتة والنادرة 6.
__________
1) 427 السلافة لابن معصوم

2) 115 فنديك
3) 588 ج 10 البستاني
4) 587،10 البستاني
5) 420 السلافة لابن معصوم
6) 321 و332 ج 1 خلاصة الاثر للمحبي م 1111 ه‍، وص 7 ج 1 من حاشية الشهاب علي البيغاوي.


وهذا يغنينا عن كل كلام في بيان منزلة الشهاب الخفاجي في عصره وبعد عصره.

ثقافة الشهاب:
اما ثقافة الخفاجي الأدبية فواسعة جدا تنبئنا عنها الريحانة وطراز المجالس أحد مؤلفاته ويدلنا عليها أيضا شعره ومقامته؛ ولقد كان الخفاجي متضلعا في علوم اللغة والأدب والبلاغة الى حد بعيد.

وأما ثقافته الدينية فقد أهلته لتولي عدة مناصب قضائية عظيمة منها منصب قاضي القضاة المصري.

وأما ثقافته العامة الأخرى فواسعة جدا كما تنبئنا عنها آثار الخفاجي وكما ذكر في ترجمته لنفسه وكانت له مكتبة مشهورة، وذكر بعضهم أنه وجد في مخلفاته عشرة آلاف مجلد.

نثره:
عاش الخفاجي في آخر عصر المماليك حيث الملكات الأدبية في اضمحلال وفناء والإنتاج الأدبي في الشعر والنثر سقيم مرذول؛ ولكن الخفاجي مع هذا كله سليم العبارة قوي الملكة حسن الأسلوب بليغ الأداء يسير كلامه مع الطبع والذوق ولا تنبو عنه الإسماع ولا الأذواق فهو في نثره:

رسائله ومقاماته وكتبه الأدبية التي ألفها-زعيم عصره في هذا المذهب الأدبي المطبوع المقبول البعيد عن أثر الصنعة والتكلف أو الحوشية والإغراب أو السوقية والابتذال.

شعره:
للخفاجي ديوان شعر مفقود ذكره في الريحانة وقد عثرنا بعد ذلك على نسخة خطية منه بمكتبة الأزهر (بنمرة 505 خصوصية أدب) وله عدا ذلك شعر كثير جدا ذكره في كتابه الريحانة وفي كتابه طراز المجالس.

وله مقصورة في مدح النبي صلوات اللّه عليه عارض بها مقصورة ابن دريد وقصائد أخرى في هذا المعنى ضمن مجموعة مخطوطة بدار الكتب (76 مجاميع 1).

ومقصورته في مدح النبي عارض بها مقصورة زهير ابن أبي سلمى ضمن ترجمة له وعدة أشياء أخرى من آثاره ألحقت بكتاب خبايا الزوايا المخطوط 2 وروى المحبى في خلاصة الأثر بعض شعره، قال: 3.

و من أجود شعره قصيدة دالية مشهورة:
قدحت رعود البرق زندا أضرمن أشجانا ووجدا
في فحمة الظلماء إذ مدت على الخضراء بردا
حتى تثاءب نوره وتمطت الأغصان قدا
وعلى الغدير مفاضة سردت له النسمات سردا
وحبابه من فوقه قد بات يلعب فيه نردا
فسقى معاهد بالحمى قد أنبتت حبا وودا
تذر الليالي في ثرى من عنبر للمسك أهدى
عجبا لدر ناصع أودعن في مسك مندى
في ظل عيش ناعم بنسيم اسحار تردى
والدهر عبد طائع أهدى لنا شرفا وسعدا
ما زال أصدق ناصح كم قال ل هزلا وجدا
سلم امرؤ عن طوره في كل حال ما تعدى
فالخطب بحر زاخر فاصبر له جزرا ومدا
في ذمة الأيام للأح‍ رار دين قد يؤدى
إن ماطلت فلربما أنجزن بعد المطل وعدا
فإذا رمى طأطىء له رأسا تراه عنك عدى

__________
1) راجع الجزء الثلث من فهرس دار الكتب حيث قال: «قصائد الخفاجي 10692 «و ذكر فيها ميميته التى عارض بها معلقة زهير، ومقصورته التي عارض بها ابن دريد، وخمس قصائد أخرى في مدح الرسول.

2) بالدار [84 و1312 و4697] أدب.
3) 336 وما بعدها ج 1 خلاصة الأثر


أفبعد إخواني الألى درجوا أخاف اليوم نقدا
عيني إذا استسقت بهم تسقى بدمع العين خدا
لو كانت القطرات تجمد نظمت في الجيد عقدا
قوم لهم يدعو الثنا من شاسع الأقطار وفدا
كم في عكاظ نديهم جلبوا لهم شكرا وحمدا
لا يشترون بذخرهم إلا جميل الذكر نقدا
أبقى لهم حسن الحديث برغم أنف الدهر خلدا
ورثوا المكارم كابرا عن كابر فرضا وردا
من كل طود شامخ متسربل برداه مجدا
أمست عيونا كلها ترنو إلى الأعداء حقدا
تلقى الورى بنديهم نكس العيون إذا تبدّى
لبس الجلال على الجمال فصد عنه الطرف صدا
فهمو بسلطان التقى اتخذوا قلوب الناس جندا
أمسوا بغمد ضريحهم وبقيت مثل السيف فردا
ما لي أقيم ببلدة فيها بناء الدين هدا
ونها الشهاب إذا سما يخشى من السلطان طردا
وستأتي نماذج صغيرة من شعره.

مؤلفات الخفاجي:
1 - الريحانة واسمها «ريحانة الالبا وزهرة الحياة الدنيا» ويقول فيها الشهاب ذخائر من «خبايا الزوايا فيما في الرجال من البقايا» 1 وقد سار عليها هذا الإسم أيضا 2.

وهي تراجم أدبية واسعة لشعراء القرن الحادي عشر وأدبائه وعلمائه في مصر والشام واليمن والحجاز والمغرب، قسمها عدة أقسام:
__________
1) ص 6 من الريحانة

2) ولكن للشهاب كتاب آخر بهذا الاسم سنذكره عما قليل.


فالقسم الأول:
في تراجم اهل الشام ونواحيها.

والقسم الثاني:
 في تراجم العصريين من أهل المغرب وما والاها.

والقسم الثالث:
في تراجم مكة ومن بحماها ذكر فيه الدولة الحسينية ومن بها من بقية العلماء والشعراء والأعيان.

والقسم الرابع:
 في ترجمة أهل اليمن ممن بلغه خبره في هذا الزمان ممن بقي بها من الفضلاء والشعراء وكان قريب العهد.

والقسم الخامس:
في الترجمة لأدباء وعلماء مصر.

والقسم السادس:
في الترجمة لنفسه.

وقد أثنى عليها كل العلماء ورجال الأدب ويقول فيها ابن معصوم:
«أهدى إلى من مكة المشرفة كتاب ريحانة الألبا تأليف العلامة النحرير. شهاب الدين الخفاجي وهو الشهاب الذي أضاء نور فضله في هذا الزمن الداجي، فرأيته قد أجاد فيما ألف وتكفل بالمقصود وما تكلف فللّه كتابه من ريحانة تنفست في ليلها البارد وعطرت معاطس الإسماع بطيب نشرها الوارد حتى خاطبها كل كلف بالأدب راح لعرفها منتشقا الخ» 1.

«و قد بنى الخفاجي الريحانة على التراجم ولكنه توسع في تراجم الشعراء فشرح أقوالهم ونقد ما يستحق النقد منها وهو كتاب أدب وتاريخ جليل الفائدة 2.

وقد ذيلها المحبى صاحب خلاصة الأثر م 1111 ه‍ بكتاب سماه «نفحة الريحانة» وقد طبعت الريحانة في مصر سنة 1294 ه‍ في 328 صفحة وهذه الطبعة المذكورة هي التي نقلنا منها ما ذكرناه عن الشهاب ثم طبعت مرة أخرى سنة 1306 ه‍ في 432 صفحة.
__________
1) ص 8 من السلافة.

2) 210 ج 2 الأدب العربي لمحمود مصطفى


2 - حديقة السحر أشار إليه الشهاب في الريحانة 1.
3 - الفصول القصار وأشار إليه الشهاب في الريحانة 2.
4 - الشهب السيارة 3.
5 - طراز المجالس كتاب أدب ولغة بناه على خمسين مجلسا (أي درسا) بحث فيها كثيرا من موضوعات البلاغة والنقد والأدب واللغة والتفسير والحديث والتاريخ وسواها وقد طبع في القاهرة سنة 1284 وطبع بطنطا طبعة أخرى وقد أشار إليه الخفاجي في الريحانة 4.
6 - خبايا الزوايا فيما في الرجال من البقايا، وهو من كتب الأدب ولكنه متضمن تراجم من أهل عصره فيهم شيوخه وشيوخ ابنه وعددهم يزيد على سبعين ومنه عدة نسخ خطية بدار الكتب 5؛ وهو خمسة أقسام وخاتمة: الأول في رجال الشام والثاني في رجال الحجاز والثالث في رجال مصر والرابع في رجال المغرب والخامس في رجال الروم 6.
7 - شفاء الغليل بما في كلام العرب من الدخيل، صدره بمقدمة في التعريب وشروطه ثم أورد الكلمات المعربة مرتبة على حروف المعجم وبين أصلها في لغاتها الأولى وكان يأتي بين هذه الألفاظ بكثير من المحرف والمولد مع الإشارة الى أصلهما والكتاب نافع عظيم الفائدة في بابه 7و قد طبع الشفاء في مصر سنة 1283 في 245 صفحة ثم طبعته دار الكتب أخيرا في مجلد كبير الحجم.
__________
1) راجع ص 20 و38 و376

2) راجع 276 و281
3) راجع 119 الريحانة
4) راجع ص 276
5) 310/ 3 الأدب العربي لمحمود مصطفى، 92/ 3 فهرس الدار (و هي بنمرة [84 و1312، 4697 أدب بدار الكتب)
6) والخاتمة في نظم المؤلف وشعره، وقد فرغ من تأليفه في 25 ربيع الثاني سنة 1042 ويليها ترجمة للمؤلف وقصيدة نوبية عارض بها معلقة زهير
7) راجع 308/ 3، الأدب العربي لمحمود مصطفى


8 - شرح درة الغواص في أوهام الخواص وهو نقد شديد للحريري تعقبه فيه في كل ما أورده في «درة الغواص» ورد عليه بحجج وشواهد قوية. وقد طبع هذا الكتاب في مطبعة الجواكب بالقسطنطينية من مدة كبيرة 1.

9 - حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي سماها: «عناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي» طبعت في ثمانية أجزاء ببولاق سنة 1283 ه‍، فالجزء الأول والثاني في تفسير البقرة، والثالث والرابع إلى آخر التوبة.
والخامس والسادس إلى آخر الفرقان.
والسابع إلى آخر الزخرف
والثامن هو نهاية هذا الكتاب.
وقد طبع بتصحيح الشيخ محمد الصباغ في عهد الخديوي إسماعيل عام 1283 ه‍ وفي آخر الجزء الثامن قصيدة للسيد عبد الهادي نجا تقريظا للكتاب.

وفي مقدمة الجزء الأول منه تقريظ للشيخ محمد الدمنهوري.

10 - وللخفاجي شرح للشفاء سماه «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» وقد طبع في أربعة أجزاء في القسطنطينية سنة 1267 ه‍.

11 - ومن مؤلفاته: كتاب الرحلة، وكتاب السوانح 2 وكتاب حديقة السحر، وكتاب الرسائل الأربعون، وكتاب حاشية شرح الفرائض، وكتاب حواشي الرضى والجامي؛ مما ذكرناه سابقا.
__________
1) وللألوسي م 1270 ه مفتي بغداد كتاب على الدرة سماه كشف الطرة عن الغرة أخذ فيه كثيرا عن شرح الخفاجي ووافقه في كثير من نقده للحريري.

2) ومنه نسخة خطية بمكتبة الأزهر [نمرة 653 خصوصية أدب]، وفي المكتبة أيضا نسخة خطية من ديوانه [بنمرة 505 خصوصية أدب] وسنتولى نشرهما بمشيئة اللّه ونشر كتابه «خبايا الزوايا» وذلك إذا وفق اللّه وأراد.


12 - وللخفاجي ديوان شعر، وله عدة مقامات ورسائل أوردها في الريحانة وقد ذكر جورجي زيدان أن في الخزانة التيمورية نسخة من ديوان الشهاب في نحو 300 صفحة بخط المؤلف على الأرجح.

وله قصائد مختلفة في برلين والمكتبة الخديوية.

وله كتاب ريحانة النار أو ذوات الأمثال يتضمن كل بيت مثلا وهو في باريس.

وقد ذكرنا أن له ابنا ترجم الشهاب لشيوخه في كتابه خبايا الزوايا، وليس لدي الآن شيء عن تاريخ ابنه وقد بقيت ذرية الشهاب في شنوان حتى العصر الحديث، فقد جاء في الخطط التوفيقية في الكلام عن 1 شنوان ما يأتي:
ومن ذرية الشيخ شهاب الدين المتقدم ذكره عبد الفتاح افندي صبري (الخفاجي) تربى بالمهند سخانة الخديوية ثم نقل من هذه المدرسة في أواخر سنة 1269 إلى آلاى المهندسين للحصول على التعليمات والفنون الحربية ثم ترقى إلى ملازم ثاني بآلالاى المذكور ثم نقل إلى هندسة الاستحكامات بقلعة القناطر وبلغ فيها رتبة اليوزباشي والآن-أي سنة 1292 ه‍ هو رئيس هندسة القناطر الخيرية برتبة صافول أغاشي.

ووالده أصله من سرياقوس وكل ما أستنتجه من هذا أن أم الشهاب كانت من شنوان 2 وهي إحدى قرى المنوفية وأقام بأرض له بجوار
__________
1) 138 - 143 ج 2 الخطط

2) لشنوان حديث في المجد والتاريخ طويل وقد ذكر الجبرتي عنها في حوادث سنة 1223 ه‍ أن منها الفقيه العلامة محمد الشنواني الشافعي الأزهري شيخ الإسلام بعد موت الشيخ الشرقاوي وقد تولى المشيخة عام 1227 ه‍ وتوفي في 24 من المحرم سنة 1233 ه‍ [135 - 137 كنز الجوهر في تاريخ الأزهر] وقد يكون هذا الإمام العالم العظيم من أحفاد الشهاب ومن شنوان خرج أيضا كثير من العلماء والأدباء والشعراء.


سرياقوس، وإن الشهاب كان له ذرية كبيرة بقيت إلى العصر الحديث.

وأخيرا فإن التراث العلمي والأدبي للشهاب الخفاجي كبير ضخم وعظيم خالد وهو في حاجة إلى البحث عنه والعناية به.

رحم اللّه الخفاجي وطيب ذكراه وأكرم مثواه فلقد خدم الدين والعلم والأدب أجل الخدمات.

نماذج من شعره:
1 - أرح طرف عين جفاها الهجوع فإن عناء الجفون الدموع

حسيت كؤوس الهوى سحرة وساقي المنى لمرادي مطيع
إلى حين غابت نجوم الهدى فكان لها في عذارى طلوع
تقنعت بالوصل من طيفه وكل محب لعمري قنوع
ولي عنده حاجة للهوى وليس لها غير ذلي شفيع
رهنت فؤادي على حبه فما باله لفؤادي يضيع
تقيل المحاسن في ظله وماء الحمال عليه يشيع

2 - قلت للندمان لما مزقوا برد الدياجي
قتلتنا الراح صرفا فاقتلوها بالمزاج


3 - ومن شعره:
لا وغصن راق للطرف ورق وعليه حلل الظرف ورق
وشموس لم تغب عن ناظري والشعور الليل والخد الشفق
وعيون حرمت نومي وما حللت لي غير دمعي والأرق


وله أيضاً:
ما احمرار الراح الا خجل من رضاب سكرت منه الحدق
فجعلت أيام الوصال قصيرة ولبست ليلا للهموم طويلا


5 - وله 1:
سلا بانة الوادي لدى المنزل الرحب متى فقدت غر المناقب من صحبي
فهل لي في حماها نفحة عنبرية فقد استودعتها الريح من نفس الركب
وهل بين أطلال الرسوم ونؤيها حمائم بان في الربى طيرت لبي
وهل من عهود قد تقضت بقية يوفي بها حقي ويقضي بها نحبي
سقى اللّه عهدا للأحبة صيبا من الطرف تغنيه عن الوابل السكب
وهيف غصون جادها هاطل الغنى فتنبت أوراقا من الشجر القضب
وكل خليل رقرق الود صافيا فكل ملام في محبته يصبي
أصدق فيه الظن من ضنتي به على كل شيء قد عرفت سوى قلبي
وما ذاك من سوء الفعال جبلة فكم جاء سوء الظن من شدة الحب

وبعد فشعر الخفاجي كثير وقوي الأسلوب واضح المعنى كثير ألوان الخيال ينم عن ثقافة صاحبه وعقليته وشخصيته؛ والخفاجي ولا شك بين شعراء القرن الحادي عشر الهجري زعيم الشعر والشعراء.
__________
1) 124 الريحانة.



الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍ 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل السابع: الأزهر في عهد الدولة العثمانيّة 923 - 1220 ه‍
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الخامس: الأزهر في عهد الدولة الأيوبيّة
» الباب الثاني: تاريخ الأزهر الحديث الفصل الأول: القوّة الشعبيّة بعد الحملة الفرنسيّة ممثلة في الأزهر
» الفصل الثاني: مصر في ظلال الدولة الفاطميّة
» الفصل الرابع: الأزهر في ظلال الفاطميين
» الفصل الثامن: الأزهر بعد الحكم العثماني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الأزهــــــر في ألف عام-
انتقل الى: