الباب الثامن: ما جاء في التنزيل من إجراء غير في الظاهر على المعرفة
--------------------------------------------------------------
فمن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ‏"‏‏.‏
قال قوم‏:‏ إنما انجر غير لأنه بدل من الذين وهو معرفة ولا كلام في هذا‏.‏
وقال قوم‏:‏ بل هو صفة ل الذين‏.‏
فقيل لهم‏:‏ إن غيراً أبداً نكرة فكيف تجري وصفاً على المعرفة‏.‏
وقال أبو إسحاق في ذلك‏:‏ إن غيرا جرى وصفا ل الذين هنا لأن معنى‏:‏ الذين أنعمت عليهم‏:‏ كل من أنعم الله عليه منذ زمن آدم إلى قيام الساعة‏.‏
وليسوا مقصوداً قصدهم‏.‏
وقال أبو بكر بن دريد‏:‏ غير إذا أضيف إلى اسم يضاد الموصوف وليس له‏.‏
ضد سواه يتعرف غير بالإضافة كقولك‏:‏ مررت بالمسلك غير الكافر وعليك بالحركة غير السكون لا يضاد المنعم عليهم إلا المغضوب عليهم فتعرف غير‏.‏
وقال أبو علي‏:‏ يشكل هذا بقوله‏:‏ ‏"‏ اخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل ‏"‏‏.‏
ومثل غير المغضوب قول تعالى‏:‏ ‏"‏ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر ‏"‏‏.‏
فمن رفع غيرا جعله تابعاً ل القاعدين على الوجهين‏.‏
وكذا قوله‏:‏ ‏"‏ او التابعين غير أولي الإربة من الرجال ‏"‏ فيمن جر غيراً‏ً.‏