منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الطعن على صحيح البخاري 

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الطعن على صحيح البخاري  Empty
مُساهمةموضوع: الطعن على صحيح البخاري    الطعن على صحيح البخاري  Emptyالإثنين 09 مارس 2015, 5:14 pm

الطعن على صحيح البخاري  Ea10

الطعن على صحيح البخاري

محاضرة لفضيلة الشيخ:

أبي اسحاق الحويني

إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.


أَمَّا بَعــــــد:

فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.


معركة جديدة  في الزود عن المصادر الأصلية:فقد عدتُ بحمد الله تبارك وتعالى إليكم بعد تغيب دام قُرابة أربعة أشهر، لأبدأ معركة جديدة في الزود عن مصادرنا الأصلية ولا أدري كيف أبدأ ؟ لكن أبدأ الحكاية من قبل سفري: (لقيني شاب فقال لي أن رجلاً تخصص في الطعن على السنة بعامة، وعلى صحيح البخاري بصفة خاصة وله حلقة أسبوعية يداوم الطعن فيها على هذه المصادر الأصلية فأين أنت وأين المشايخ في الرد على أمثال هؤلاء؟ حتى لا تختل الثقة بهذا الإرث الذي ورثناه كابراً عن كابر على مدى هذه القرون الطويلة).


رد الشيخ -حفظه الله- علي  الشاب الذي أخبره بمن يطعنون علي البخاري:

فقلت له بلهجةٍ لا تخلو من جديةٍ، قلت له: يا بني نحن متخصصون –هكذا قلت له بنص العبارة– في اصطياد النسور القشاعم والأسود الضراغم، فلن نعجز أن نصطاد غراباً! هؤلاء تعودنا منهم في السنوات الأخيرة أن يخرجوا ما كتبه أهل البدع قديماً وكان أهل البدع في القدم أعلم منهم وأذكى وآدب، هؤلاء جمعوا قلة علم وقلة أدب !


وفي غياب لجنة كبار العلماء وفي غياب سلطان الشريعة خرج هؤلاء من الجحور وتكلموا بنفثة مصدور، ونسى هؤلاء أن هذه المصادر الأصلية عليها حراسٌ شِداد غرهم أننا قلة في نظرهم:

تُعيرنا أنا قليلٌ عديدنا

فقلت لها إن الكرام قليلُ


تصور هؤلاء لأنهم لا يرد عليهم أحد من المؤسسة الرسمية بل قد يرد أحدهم رداً هزيلاً جداً كما ستسمعون الآن وتصور هؤلاء أن لهم حُجة في المسألة، ولذلك طلبت من القناة، قلت: أريد وقتاً مفتوحاً ولا أريد أن يكون هناك برنامجٌ بعدي حتى أستطيع أن أوفي هذا الموضوع حقه، وإن كنت أعلم أن حلقة واحدة لا تكفي بل حلقات، لكن أنا سأحاول بقدر المستطاع أن أتكلم بكلامٍ موجزٍ وبينٍ في الوقت ذاته لأفضح هؤلاء، وجعلت عنوان حلقتي هذه أو دفاعي هذا عنواناً يبدو طويلاً إلى حد ما، وأنا حريص وأعلم أن العناوين تُصان عن الإسهاب، إذا أنا وضعت عنواناً لمقالة أو عنوانا لكتاب، فالأصل ألا أجعله فِضفاضاً طويلاً...


لكن أنا مُضطر إلى هذا العنوان وهو:

(الطعن علي البخاري نفقٌ مظلمٌ مَن دخله بغير مصباح ارتطم وجهه بالحائط):


لم أجد عبارةً أبلغ من هذه وردت على خاطري:

الطعن على صحيح البخاري نفق مظلم من دخله بغير مصباحٍ ارتطم وجهه بالحائط..


توضيح الشيخ حفظه الله للمراد بكلمة: الطعن على البخاري نفقٌ مظلم:

أرجو ألا يتصوَّر أحد أن البخاري معصوم كشخصٍ وإن كان من صفوة البشر بعد الأنبياء والصحابة والتابعين، الإمام البخاري نسيجه واحدة وعقِمت أرحام النساء أن تلد مثله في معناه، وأنا في ألمانيا اتصل بعض الإخوة وقال: أن هناك رجل محامي استضافوه في بعض القنوات الفضائية وحاوره اثنان والحلقة موجودة على ألنت تستطيع أن تنزلها نزَّلت الحلقة بالفعل واستمعت إليها وأنا معني بالرد على هذا الإنسان.


وصف الشيخ للمُعترض:

وأرجو ألا يحمَّر أنفه إذا وصفته بالجهل فهذا أقل ما يُقال فيه، وأنا ليس من عادتي أن أسب أحداً، عندما أصف إنسان بالجهل هذا ليس سباً إذا كان في موضعه لأن الله عز وجل قال: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ" وقال سبحانه وتعالى: "وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ"، ولا شك أن هذا الطاعن باغ وظالم، "إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ"، وهو باغ وظالم، لماذا؟ لأنه عندما يتكلم عن البخاري، لا يتكلم عن شخص البخاري إنما يتكلم عن صحيح البخاري.


صحيح البخاري تلقته الأمَّة بالقبول على رغم أنفه وأنف كل طاعن:

وسأبين كيف تلقته الأمة بالقَبول وما معنى التلقي بالقَبول أيضاً، لأن بعض الناس يتصور أن تلقي الأمة بالقَبول لصحيح البخاري، أنه لا يوجد أي ملاحظات على صحيح البخاري وهذا كلامٌ غير حقيقي ولم يعنه أي أحد من أهل العلم قط، لأن الكتاب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه هو كتاب الله عز وجل وحده، أما أي كتاب فهو من تصنيف البشر.


ما تميَّز به صحيح البخاري عن غيره من الكُتُب الأخرى:

لكن صحيح البخاري أخذ مزية لم يأخذها كتاب وهو أن الأمة اجتمعت على أنه أصح كتاب، (كلمة أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى) ليس معناه أنه ليس فيه ما يُنتقد، لكن ما يُنتقد لا يساوي شيئاً بجانب ما أحرزه من الصواب وقد صَحَّ عن البخاري -رحمه الله-، أنه قال: (عرضتُ كتابي هذا على: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، فأقرُّوه إلا أربعة أحاديث).


قال أبو جعفر العُقَيلي الإمام العَلم صاحب كتاب الضُّعفاء والقول فيها قول البخاري أي أن الرَّاجح هو قول البخاري، إذن الكلام بين أئمَّة المُجتهدين الذين يمتلكون أدوات الاجتهاد وعندهم أهلية ليس كهؤلاء الجهلاء والذين لا يعرفون القراءة، مُجَرَّد القراءة، يعني هذا الطاعن المحامي الذي طعن على البخاري لا يستطيع القراءة، وأنا طبعاً سأقول كلاماً وإذا عارضني في هذا، في الحلقة القادمة سآتيه بالصوت والصورة لأنني نقلت كلامه بحرفه وأحفظه أيضاً لأنني سمعت هذه الحلقة أكثر من مرة، لا يستطيع القراءة الصحيحة ولا يستطيع الفهم من باب أولى وأنا سَأُبَيِّنْ فيما يأتي إن شاء الله سبحانه وتعالى الاعتراض على البخاري كيف يكون والذين اعترضوا على البخاري في بعض ما أودعه في صحيحه كالدارقطني، كأبي العالية الغساني، كابن حزم، أي واحد من هؤلاء العلماء اعترض على البخاري اعتراض عالم وليس اعتراض جاهل.


في بداية الأمر، محاوران في البرنامج حاورا هذا المحامي واستضافا شيخاً من شيوخ الأزهر واستضافا أيضاً بعض الدُّعاة الشباب.


أجود ما في البرنامج هو أسئلة المُحاورين كانت أسئلة ممتازة لم يُجب عنها هذا المُعترض أبداً.


أول سؤال قالا له:

قبل ما نبدأ نريد أن نعرف خلفيتك الدينية التي تؤهلك لهذا الكلام في هذا الموضوع؟


فلم يزد على أن قال:

 أن هذا الدين بتاعي my old (ماي أولد) هذا الدين بتاعي، هذه أول غلطة، هذا الدين ليس (أولدك) لوحدك، هذا (أولد) الناس كلها لكن كاعتقاد، إنما الدين كعلم له رجاله قال عز وجل: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" هذا الكلام موجه لمَن؟


لمَن ليس من أهل الذكر فبيَّن في الآية أن الناس ينقسمون إلى فريقين:

إلى عالم وإلى مُتَعَلِّمٍ لا أريد أن أقول الجهل يعني، إلى عالم وإلى متعلم، المتعلم هذا الذي لا يدري شيئاً عن العلم يسأل أهل العلم ويجب عليه أن يسأل، هو نفسه تناقض بعدما قال (ماي أولد) قال: إن الله عز وجل قال: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ" ولم يقل: أفلا يتدبر أهل الأزهر القرآن؟


رَدَّ الشيخ -حفظه الله- علي المُعترض بقول وجوب التدبر؟:

يجب على الناس أن يتدبروا القرآن وهذا الوجوب لا أدري من أين أتى به؟ ولو سلمنا فإن فهم إمام كإبن جرير الطبري مثلاً إمام المفسرين ليس كفهم هذا المعترض، لأن ابن جرير مثلاً يمتلك الأدوات من لغة وأحاديث وأسانيد وفهم وقراءات، رجل بحر من البحور، لا يستوي تدبره مع هذا إذا قلنا أن التدبر مفتوح لكل لناس بعض الناس لا يُحسنون التدبر ولا يعرف معنى التدبر هو نفسه ناقض نفسه.


قول المُعترض:

(أن البخاري أودع في صحيحه قول ابن مسعود أن المعوذتين ليستا من القرآن الكريم، واتجهت إلى بعض العلماء أسألهم فأجابوني إجابة كان من الممكن أن تخيل على آبائي وأجدادي قبل ذلك، لكن إحنا دماغنا منورة حبة).


تعقيب الشيخ حفظه الله علي هذه المقولة:

فهذه الدماغ المنورة نرى هي منورة حبة ولا حبتين بعد قليل يعني، فاتهم آباءه وأجداده وطبقتهم أنهم لا يتدبرون القرآن!ولا يفهمون، إنما هو ذكي ويفهم ولذلك هو أفضل من أجداده!!فإن هذا الذي يقول: ? أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ?هل آباءه وأجداده وهذه الطبقة كانوا أهلاً لتدبُر القرآن؟ فكلامه يعارض بعضه.


السؤال الثاني الذي سُئل للمعترض: (قال له: سأسألك سؤالاً قد يبدو غبياً، كم عمر صحيح البخاري؟) قال له: من يوم ما ألفوا البخاري، قال له: كم سنة يا فندم؟ -أنا أنقلها بالنص لأنني حفظت الحلقة- قال له: من يوم ما ألفوا البخاري، يعني البخاري ولد سنة 195 ومات سنة 245، قال له: يعني له أكثر من ألف سنة؟ - المحاور الآخر قال له: ألف ومائتان وشوية، فهو لا يعرف متى وُلد البخاري ولا متى مات لأن البخاري أولاً لم يولد سنة 195 البخاري ولد سنة 194 ولم يَمُتْ البخاري سنة 245 إنما مات سنة 256، واحد يقول لي: أنت جئت تتصدَّر في التواريخ، فوِّتها، أقول لك: لا، هذه لا تُفَوَّتُ، نعم، يفوتها أمثال هؤلاء، لكن بالنسبة لعلماء الحديث لا تُفَوَّتُ المسألة التي مثل هذه.


توضيح الشيخ لمولد البخاري ووفاته:

وُلد البخاري في شوال سنة 194 ومات في شوال في ليلة عيد الفطر ودفن يوم عيد الفطر بعد صلاة الظهر سنة 256، فالبخاري عاش إثنان وستون  عاماً إلا ثلاثة عشر يوماً.


أهمية التورايخ  عند عُلماء الحديث:

يقول قائل:، ما هذه التواريخ التي تقولها؟

أقول لك: هذه عند علماء الحديث مسألة مهمة في مباحث الاتصال والانقطاع، يعني مثلا: البخاري دفن بعد صلاة الظهر يوم واحد شوال سنة 256، لو أن رجلاً قال: حدثني محمد بن إسماعيل البخاري يوم عيد الفطر سنة 256 بعد صلاة العصر حكمه أنه كذَّاب, لأن البخاري دُفن بعد صلاة الظهر، فعندما يقول: حدثني بعد صلاة العصر هذا يكون كذاباً، والفرق بين صلاة الظهر وصلاة العصر ساعتين ثلاثة، هذا من سنة 245 وهو مات سنة 256، فانظر كم سنة، وعلم الحديث عندنا الانقطاع يثبت بلحظة وبغمضة عين، ليس بعدد من السنوات!. فالرجل لا يعرف البخاري متي وُلد  ولا  متي مات، ولا متي ألف صحيحه!؟


متي ألف البخاري -رحمه الله- صحيحه؟

ألف البخاري صحيحه في سبعة عشر عاماً،، وانتقي صحيحه من ستمائة ألف حديثٍ يحفظها -وكل هذا الكلام بالأسانيد الصحيحه- وما وضع حديثاً صحيحاً في كتابه إلا توضأ وصلى ركعتين قبله، وحوَّلَّ تراجمه وكتب تراجم الصحيح الخاص به, أكثر التراجم, في الروضة الشريفة بجانب قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.


كم مرَّه نقَّحَ البخاري -رحمه الله- صحيحه؟

نقَّح البخاري كتابه ثلاث مرات، ولذلك نجد أحياناً في بعض روايات البخاري في تبويب ليس مذكوراً، أحياناً التبويب يكون ناقص كلمة، مثلما العلماء لا سيما الحافظ بن حجر العسقلاني ذكر روايات البخاري والفروق بين هذه الروايات وخرجت بعض الكتب أي الأجزاء المفردة في رواية البخاري وزيادة بعضهم على بعض، هذه الزيادة من أين أتت؟ أن البخاري في المرة الأولى ممكن يكون نَقَّحَ صحيحه زوَّد كلمة، زوَّد كلمتين زوَّد باب إلى آخره كما هو معروف.


فقال له المحاور: ألف ومائتان سنة؟ لم يتفتق ذهن واحد في خلال ألف ومائتان سنة عن هذه الاعتراضات التي أتيت بها أنت اليوم؟


فلم يُجب إلا بمثال المحاور الثاني اعترض عليه، قال له: يعني المسيح عليه السلام ولد من كم سنة؟ قال له ألفين وعشرة، قال له: لو أن واحداً جاء إلى النصارى وقال لهم أن عيسى ليس هو ابن الله وإنما هو إله وليس عبداً لله، ماذا سيقولوا له؟ المحاور قال له: سيكذبوه، المحاور الثاني قال له: أنا أختلف معك في هذا المثال، قال له: إرميه، ولم يضع مثالاً آخر، سوى أن له عقلاً يفكر به.


من أول طعون المُعترض علي  صحيح البخاري رحمه الله:

ثم بدأ يقول: إن صحيح البخاري مشتمل على تكذيب كتاب الله! وأول مثال ضربه: (أن البخاري روى في صحيحه أن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنكر أن تكون المعوذتين من كتاب الله، قال: كيف يكون أصح كتاب بعد كتاب الله ويشككني في القرآن؟).


رد الشيخ -حفظه الله- علي هذه الفرية:

قبل أن أبتدئ الرد على هذه الفرية الصلعاء الكاذبة، لأن هذا رجل كَذَّاب، كما سأقرأ عليكم، أنا  أتيت بنصوص البخاري لكي أقرأ، أنا أعرفها وأحفظها، ولكن أنا سأقرأ لكي أأتي لكم بالنص بالكامل، وبكل أسف استضافوا شيخاً أزهرياً ليرد عليه، فزاد الطين بلة، وكان رَدُّهُ أسوأ من اعتراض المُعترض، ليته ما رَدَّ لأنه جَرَّأ هؤلاء المشايخ غير المُتخصصين في الصحيح أو في السُّنَّة خذلوا الحق في هذا الموضع، لأن العوام مع المُنتصر، مع الغالب أيَّاً كان هذا الغالب قال بحق أو قال بباطل، المهم أنه غلب .


فإذا لم يكن المَرْءُ متخصصاً في الرَّدِّ فإنه يهزم الحق، ويتصور هذا المُعترض أنه على حق، إذا عجز مثل هؤلاء العلماء أن يردوا عليه، فيزدادوا كبراً وعناداً وإصراراً على باطلهم .


رجاء الشيخ -حفظه الله- من غير المتخصصين في السُّنَّة:

أرجو من السادة العلماء غير المتخصصين في السنة، وغير المتخصصين في معرفة صحيح البخاري ألا يتكلموا، صحيح البخاري ليس كتاباً هيناً حتى يدخل فيه أعشار المتعلمين وأخماس المتعلمين وأرباع المتعلمين، هذا كتاب ليس ذلولاً، ليس سهلاً.


رحلة الشيخ -حفظه الله- مع البخاري:

أنا رحلتي مع البخاري إلى اليوم استمرت خمساً وعشرين سنة بالتمام والكمال، الكتاب أنظر فيه، وأتأمله، ومع ذلك لا أدَّعي أنني عرفت كل أسرار هذا الكتاب، وعلى هذا الكتاب، وعلى كتب السنة حُرَّاسٌ أقوياء أشداء في جنبات العالم الإسلامي وأنا أفتخر أنني واحد منهم وإن كنت من أقلهم علماً، وهناك من هم أعظم علماً وهناك من هم أقوى علماً يستطيع أن يرد  لكن أين هم؟ لابد أن يخرجوا ويردوا، هؤلاء يشتمون السُّنَّة ويشتمون البخاري .


الجريدة التي وقعت تحت يدي الشيخ أثناء قدومه إلي الحلقة:

اليوم وأنا قادم إلى الحلقة وقع تحت يدي جريدة، وصوَّرت والله الكلام، وحدث لي ألم في معدتي فوراً عندما قرأت هذا الكلام! العدد القادم في جريدة الأسبوع القادم يقول: (ننشر فصول أجرأ رواية مصرية)، أنا أقرأ هذا الكلام لعدد سيصدر الأسبوع القادم  وأقول هذا الكلام للمراقبين على الصحف، إن كانوا مسلمين ويتقون الله سبحانه وتعالى، الرقابة على الصحف أين هي؟ إذا كان الصحف تسب رئيس الجمهورية  ورئيس الجمهورية راض أن يُشتم، هذا هو حر في هذا، لكن أن يُشتم النبي عليه الصلاة والسلام وفي العدد القادم من الصحيفة، هذا لا يحل مطلقاً! أنا أقول هذا الكلام حتى لا يصدر هذا العدد، وأحذر، والمؤسسة الرسمية ينبغي أن تأخذ إجراءاً فورياً ضد هذه الصحيفة.


الإفتراءات التي وردت في الجريدة علي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنا اقرأ الآن وأقول:

(العدد القادم ننشر فصولاً لأجرأ رواية مصرية محاكمة النبي محمد! على صفحات اليوم السابع فقط، لماذا يُجاهد أعداءه بالسيف قتلاً وسبياً ويستحل الغنائم؟ لماذا جعل الحُكم بعده ملكية خاصة لأصهاره وأقاربه؟ الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء!!!).


هذا الكلام يُكتب في دولة دينها الرَّسمي الإسلام؟!! الذي قال الحمراء لمحمد!! محمد من إذن؟!!! الله سبحانه وتعالى قال: "لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا"، يعني لا يحل لأحَدٍ أن يقول له: يا محمد هكذا مُجَرَّدَاً، وهذا يقول الأسرار الحمراء، الذي قال الحمراء لمحمد مع النساء، هذا نبي، وهذا كلام يُكتب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في جريدة ويُقال أجرأ رواية في دولة دينها الرسمي الإسلام؟!!


ويقولون الأزهر.. الأزهر إلى أن أوجعوا أدمغتنا بالأزهر.


مُناشدة الشيخ حفظه الله علماء الأزهر بالرَّدِّ علي الجريدة:

أنا أريد الأزهر يتصرَّف في هذا، أريد شيخ الأزهر يتصرَّف في هذا، أريد علماء الأزهر يتصرَّفون في هذا، الذي قال الحمراء لمحمد مع النساء، ولماذا لا يتزوَّج أحد من أمَّته بنسائه بعده؟!!


أنا لا أفهم والله هؤلاء مسلمين أم كفرة؟، والله عز وجل يقول: "وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا"، يريد أن يقول ماذا؟ أن يتزوجوا نساء النبي؟!! هؤلاء مسلمين الذين يكتبون هذا الكلام؟!!


يتاجرون بعِرْضِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى وصل أنه لا يوجد أي خط أحمر إطلاقاً؟!! والنبي -صلى الله عليه وسلم- صار كلأً مُباحاً، وصار عِرْضُهُ كلأً مُباحاً على صفحات الجرائد؟!! والليالي الحمراء؟!! للنبي مع النساء!! أنا والله لا أدري ما أقول يعني.


الخراب والدَّمار والعار الذي نعيش فيه، سببه أمثال هؤلاء:

أرضنا لو أُحتلت وما بقي لنا منها شبر، لا تساوي قِلامة ظفر أمام هذا الكلام نحن نستحق أن نُضرب بالنعال في كل مكان، لأمثال هؤلاء، الذين ضيَّعوا البلاد والعباد وفرضوا علينا الضنك.


النبي -صلى الله عليه وسلم- خطٌ أحمر لا يجوز لأحد مطلقاً أن يتكلم عنه:

هذا الكلام ولا عُشر هذا الكلام، لكن تجرَّأوا عندما  تخلّت المؤسسة الرَّسميَّة عن دورها الحقيقي وهو الدفاع عن دين الله، والدفاع عن الله ورسوله، ويخرج يقول لك: هذه حرية فكر!! هذا ليس فكر،، هذا اسمه كفر، فالهجوم علينا من كل مكان، بكل أسف كما قال القائل:

لو كان سهماً واحداً لاتقيته

ولكنه سهمٌ وثانٍ وثالثُ


أنا كدت ألا أأتي اليوم عندما رأيت هذا العنوان، لأن قلبي إنصدع من هذا الكلام أنا لا أريد أن أكمل الكلام، طبعاً لازال هناك عناوين أخرى في هذه الورقة، لا أستطيع أن أكملها.


نرجع إلى كلامنا الذي كنا نتحدَّث فيه، عن هذا المُعترض الذي يقول:

كيف يكون صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله وفيه الطعن على القرآن في إنكار المعوذتين؟


هل هناك فرق بين صحة الرواية وبين صحة المروي؟

نحن عندنا شيئين:

أولاً: صحة الرواية.

ثانياً: صحة المروي.


عندما حكي الله سبحانه وتعالى عن الكافرين: "وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ"، من جهة صحة نسبة الكلام إليهم، صحيح مائة بالمائة، لكن هل كلامهم حق؟ لا، ليس كلاماً حقاً، لا ينفع أن أقول هذا الكلام كذب، لا، لابد أن نُفَرِّق بين صحة الرواية وبين صدق القول.


مثلاً: عندنا ابن حزم

ابن حزم -رحمه الله-، كان يُنكر القياس جليه وخفيه، وهو الدليل الرابع المُتفق عليه بين الأصوليين في أصول الفقه، الدليل هو: (القرآن، السُّنة، الإجماع، ثم القياس)، وبعد ذلك يوجد ثمانية أدِلَّة مُختلف فيها بين العلماء ولكن الأربعة المُتفق عليهم هؤلاء الذين ذكرتهم، ماعدا ابن حزم خالف في القياس، فأنا عندما أقول: حدثنا فلان عن فلان عن فلان أن ابن حزم أنكر القياس، نقول في هذه الحالة: صح هذا إلى ابن حزم، أمَّا إنكار ابن حزم فباطل، أو خطأ .


رد الشيخ حفظه الله علي المثال الفرية الأولي علي صحيح البخاري:

المُعترض لا يفهم هذه القضية، فالبخاري رحمة الله عليه لَمَّا روى حديث المعوذتين في الصحيح، هو يقول البخاري يشككنا في القرآن! طيب البخاري روى هذا الحديث في كتاب التفسير، قال: (باب سورة الفلق.. وبعد ذلك أعقبها: باب سورة الناس).


إذاً البخاري يُثبت أن الفلق سورة في القرآن، والناس أيضاً، سورة من القرآن، لأنه في كتاب التفسير في صحيح البخاري، يقول: (باب سورة البقرة ويأتي بتفسير بعض آياتها، باب سورة آل عمران، النساء، المائدة، إلى آخره).


فلما يقول: باب سورة الفلق، باب سورة الناس، إذن البخاري يُثبت أن سورة الفلق والناس، من القرآن، وبعد ذلك أخرج حديثاً واحداً عن شيخين مختلفين في السورتين، ماذا قال البخاري أيها الإخوة؟ لتعلموا أن هؤلاء الجهلة لا يستطيعون إطلاقاً أن يصلوا إلى هدفهم من الطعن في البخاري .


إيراد الشيخ حفظه الله لنص البخاري:

البخاري قال بنص كلامه:

(سورة قل أعوذ برب الفلق) حدَّثنا قُتيبة بن سعيد، ثنا سفيان ابن عُيينة –عن عاصم– هذا هو ابن بهدلة ابن النجود صاحب القراءة المشهورة، أي هو حفص عن عاصم –وعبدة ابن أبي لُبابة عن زِر بن حُبيشٍ قال– أنا أريد لو سمحتم أن تركزوا معي جداً لأن البخاري له شُفوف نظر لا يبصره أمثال هؤلاء المتخلفين وهذا الشُفوف هو الذي سأوضحه الآن إن شاء الله – سألت أُبيٌ بن كعب عن المعوذتين فقال: "سألتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: قيل لي فقلت، قال أُبيٌ، فنحن نقول كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).


هذا النص ورد في سورة الفلق بعدما قال: (باب قل أعوذ برب الفلق)، أورد هذا الحديث، ومن ثَمَّ أتى وقال: (باب سورة قل أعوذ برب الناس)، قال: حدثنا علي بن عبد الله –هو علي بن المديني– ثنا سفيان –هو ابن عيينة أيضا- ثنا عبده ابن أبي لُبابة عن زِر بن حُبيشٍ –وقال (حاء) أي كتب حرف الحاء، يعني سيحول الإسناد، أي سيأتي بإسناد آخر (حاء) حرف من التحويل– اختصار أو اختزال لكلمة تحويل –وحدثنا عاصم– الذي قال حدثنا عاصم هو ابن عيينة –عن زِرٍ قال –انتبه للكلام الذي سيأتي مهم جداً– قال: "سألت أُبَيَّ ابن كعب قلت: أبا المُنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أُبَيٌ: سالتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: قيل لي فقلت: فنحن نقول: كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".


هذا الحديث يرويه عن سفيان ابن عيينة اثنان (عند البخاري): (قتيبة ابن سعيد وعلي بن عبد الله المديني)، روى هذا الحديث (عن ابن عُيينة) (أيضاً الشافعي وأحمد بن حنبل في المُسند، والحُميدي أيضاً في مُسنده، وسعدان ابن (كلمة غير واضحة) أربعة.


كلهم رووا هذا الحديث باللفظ الآتي:

 "قلتُ أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف -يحك المعوذتين من المصحف- ويقول: ليستا من كتاب الله" الذين صرحوا بلفظة يحك المعوذتين من كتاب الله: الشافعي، أحمد بن حنبل، ابن الحميدي، وسعدان ابن (كلمة غير واضحة), البخاري تنكَّب الرواية عن هؤلاء جميعاً, أخذ الرواية المُبهمة التي أبهمها ابن عُيينة استعظاماً لكلام ابن مسعود، لأجل ذلك  في حديث علي بن المديني الذي ذكر فيه المعوذتين عن ابن قتيبة: اختصر الحديث وأتى بقول أُبي فقط، ولم يأت بكلام ابن مسعود رضي الله عن الجميع.


علي بن المديني عندما روى الحديث عن سفيان ابن عُيينة قال: قلت -بإسناده إلى زِرٍ بن حُبيش- قال: "سألتُ أُبي بن كعب، قلت: أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا – "لم يأت البخاري يحكهما من المصحف وإنما قال كذا وكذا هكذا على الإبهام، لماذا اختارالبخاري هذه الرواية؟ لماذا لم يأت برواية عن ألحميدي، وهو من مشايخه؟ لماذا لم يأت برواية عن أحمد وهو من مشايخه أيضاً، وأحمد والحُميدي الاثنين صرَّحا بأنه كان يحك المعوذتين من المصحف؟.


أولاً: لأن البخاري استعظم هذا، وابن عيينة هو الذي مرة يُصَرِّح ومرة يذكرها على الإبهام، فتلقّى أحمد بن حنبل والحميدي والشافعي، الرواية عن ابن عيينة بالتصريح بحك المعوذتين من المصحف، وعلي بن ألمديني تلقاها عن ابن عيينة على الإبهام: إن أخاك يقول كذا وكذا، ولم يرض أن يقول ماذا يقول، اختار البخاري رواية علي بن ألمديني التي لم يُصَرِّح فيها أنه يحك المعوذتين.


لماذا فعل البخاري ذلك؟

استعظاما لهذا الكلام، هذا أول شيء، وسنرى مثل هذا النظر، لا يمكن أن يصلوا له مثل هؤلاء أبداً ولا يعرفوا تصرُّف البخاري.


ثانياً: أن الإمام البخاري -رحمة الله عليه- ذكر كلام ابن مسعود في سياق الحكاية وليس على سبيل الاحتجاج، وهذه مسألة مهمة جداً، هذه حكاية يحكيها، لو كان البخاري يتبنَّى قول ابن مسعود لَمَا قال: باب سورة الناس، لو كان يُشكِّك في كتاب الله، لم يكن عنون بكلمة (باب سورة) ولم يكن يأتي بكلام أُبَيِّ بن كعب, إذن انا عندي كلام سِيقَ على سبيل الحكاية ليس على سبيل الاحتجاج، وكلام سِيقَ للاحتجاج. طيب، النص أمامك هكذا.


لماذا لم يأت المُعترض بكلام أُبَي؟ والمُعترض لم يأت بكلام أُبَيِّ بن كعب، أتى بكلام ابن مسعود فقط، حتى يتسنَّى له أن يطعن في البخاري، وهو يظن أن الناس لا يقرؤون.


البخاري يريد أن يحتجَّ بكلام أُبَي، وليس بكلام ابن مسعود: وأذكر مثال يُبَيِّن الفرق بين  الكلام عندما يُساقُ على سبيل الحكاية وليس على سبيل الاحتجاج.


مثال:

صحيح مسلم أيضاً قيل لأبي بن كعب: يا أبا المُنذر إن أخاك ابن مسعود يقول: مَنْ قام الحول أدرك ليلة القدر، قال: يرحم الله أبا عبد الرحمن –هو ابن مسعود– أراد ألا يتَّكِلَ الناس، وإنه ليعلم أنها في رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين، وآية ذلك كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- إن الشمس تخرج يومها لا شُعَاعَ لها.


إذن أنا عندي في هذا الحديث قولان:

القول الأول: قول ابن مسعود: كأن رجلاً سأله أريد أن أحرز ليلة القدر، قال له: إذا قمت السَّنَة كلها أدركت ليلة القدر .


وابن مسعود يعلم أن ليلة القدر في رمضان، ليست في شوال، ولا في شعبان، فأُبَي بن كعب لمعرفته لمكانة ابن مسعود وعلمه قال: رَحِمَ اللهُ أبا عبد الرحمن أراد ألا يتَّكِلَ الناس.


إذن تأوَّل له لأنه عالم وقال: إنه ليعلم أنها في رمضان، وآية ذلك الحديث.


فالإمام مسلم عندما يورد هذا الحديث، أراد أن يحتجَّ بكلام مَنْ؟ بمذهب ابن مسعود أم بكلام أُبي بن كعب؟ قطعاً أراد أن يحتجَّ بكلام أُبَي بن كعب، إنما ساق كلام ابن مسعود على سبيل الحكاية، وليس على سبيل الاحتجاج، إنما يُحتجُّ بكلام أُبَيُّ وليس بكلام ابن مسعود.


أيضاً:

في صحيح مسلم من حديث عبيد بن عُمير -رحمه الله- قال: "بلغ عائشة -رضي الله عنها- أن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- يقول أو يفتي النساء أن ينقضن رؤوسهن من الجنابة.


أي أن المرأة إذا أجنبت وأرادت أن تغتسل، تنقض شعرها توصل الماء إلى أصُول شعرها أم يكفي أن تضفر شعرها وتلفه هكذا ومن ثم تضع الماء عليه، ولا يبتل شعرها بالكامل؟


عبد الله بن عمرو بن العاص، كان يقول: تنقض شعرها يوجب عليها أن يصل الماء إلى أصول الشعر.


إذن هذا عندي مذهب، فقالت عائشة: "يا عجباً لابن عمر هذا، أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن"، ويرتحن من هذه القصة لأن المسألة هكذا شاقة، "لقد رأيتُنِي أغتسل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- من إناءٍ واحدٍ فما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاثة إفراغات."


إذن أنا عندي كلام عبد الله بن عمرو بن العاص سِيقَ على سبيل الحكاية، الإمام مسلم أراد قول عائشة أم قول عبد الله ابن عمرو بن العاص؟


أي إنسان يفهم يقول: أنه أراد قول عائشة، وأورد قول عبد الله بن عمرو بن العاص على سبيل الحكاية ليس على سبيل الاحتجاج.


كذلك في الصحيحن وغيرهما يروى هذا الحديث، عبد الرحمن ابن أبزة: "جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وعمَّار بن ياسر كان جالساً فقال: يا أمير المؤمنين إني أجنبتُ ولم أجد ماءاً، فقال له: لا تُصَلِّ حتى تجد الماء, فقال عمَّار: يا أمير المؤمنين، ألا تذكر لَمَّا كُنَّا في سرية كذا وكذا، وأجنبنا، فأمَّا أنت فلم تُصَلّ وأمَّا أنا فتمعكتُ في التراب؟ -أي جلس يتمرمغ في التراب- فجئنا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: كان يكفيكما ضربة للوجه والكفين، فقال عمر: يا عمَّار إتق الله، -أي أن عمر نسي الحكاية كلها- قال: يا أمير المؤمنين إن شئت لم أحدثك –تريدني أن أسكت سوف أسكت– قال: لا بل نوليك ما توليت، أي أنت مسئول عن هذه الرواية".


فأنا عندي الآن حديث فيه قول لعمر، وقول لعمار، البخاري عندما أورد هذا الحديث قال: (باب هل ينفخ فيهما؟) -في يديه عندما يتيمَّم هكذا هل ينفخ في يده؟ ومن ثَمَّ يَمُرُّ على وجهه أم لا؟- إذن البخاري أراد أن يحتجَّ بقول عمر أم بقول عمَّار؟


أراد أن يحتج بقول عمَّار، إنما قول عمر جاء في سياق الحكاية وليس مذهباً للبخاري لأنه احتجَّ به إذن أنا عندي الكلام، كلام يأتي في سياق الحكاية ليس مُراداً للمُصنف، إنما يريد أن يبين لك الحوار لأن هناك حوار جرى، فيريد أن يُبَيِّنَ لك الحوار، هذا الحوار ليس موجوداً في الرِّواية الأولى التي تحت سورة الفلق، التي يرويها قتيبة بن سعيد، دخل مباشرةً البخاري علي كلام أبَي بن كعب، يقول لك هكذا.

يتبع إن شاء الله...



الطعن على صحيح البخاري  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الطعن على صحيح البخاري  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطعن على صحيح البخاري    الطعن على صحيح البخاري  Emptyالإثنين 14 يونيو 2021, 4:13 am

"سألت أُبي بن كعب عن المعوذتين قال، سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: قيل لي، فقلت"، ولم يأت بقصة ابن مسعود، إنما أتى بقصة ابن مسعود في الناس.

كما قلت لكم إنما أوردها على سبيل الحكاية وليس على سبيل الاحتجاج.

عندما يأتي هذا المُعترض ويقول أن البخاري أورد أن المعوذتين ليستا من كتاب الله، فهذا يكذب على البخاري، طيب أين مسعود رضي الله عنه، هل فعلاً أنكر المعوذتين؟ نعم أنكر أن تكون المعوذتين من القرآن.

لماذا أنكر ابن مسعود المُعوذتين؟
في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، معروف أن جبريل عليه السلام كان يأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان يراجعه القرآن، فلما كان في آخر مرة في آخر رمضان للنبي -صلى الله عليه وسلم- عارضه جبريل بالقرآن مرتين، هذه يسمونها العرضة الأخيرة التي هي في المصحف الآن، قبل ذلك كان القرآن ينزل مُنجماً، (أي تنزل بضع آيات)، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ضعوا هذه الآيات في السورة كذا، وكان الصحابة منهم من يكتب ومنهم من يُكتب له، وكلهم كانوا يحفظون، فكان كل أو بعض الصحابة لهم مصاحف مثل ابن مسعود كان له مصحف، وأبي ابن كعب كان له مصحف، وأبو الدرداء كان له مصحف عائشة كان لها مصحف، حفصة كان لها مصحف، لما كانت تنزل آيات يقول: ضعها في سورة كذا، فلما كانت العرضة الأخيرة، وحصل هذا الترتيب التوقيفي للمصحف وللآيات وللسور وهذا الكلام، حصل نوع من التبديل، نحن قلنا أن هذه كانت العرضة الأخيرة، فحصل نوع من التبديل وترتيب آيات في القرآن، وآيات نُسخت وألفاظ نُسخت.

ينقسم النسخ عند علماء الأصول إلى قسمين: القسمين اللذين أريد أن أنبه عليهما:
1- ما نُسخ حُكمه وبقي لفظه.
2- وما نُسخ لفظه وبقي حكمه.


لأوضح الكلام؟
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾ وبعد ذلك: ﴿لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾وبعد ذلك ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾، آية سورة البقرة، لم تحرِّم، آية النساء لم تحرِّم، لماذا؟ لأنها جاءت: ﴿لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ إذن يجوز لي أن أشرب بعد الصلاة مباشرة بشرط أني أدخل في الصلاة القادمة وأنا مستيقظ، يعني فيه إباحة لشرب الخمر، لكن آية المائدة فيها نهي قاطع يقول لك:  (هذا نُسخ حُكمه وبقي لفظه﴾، الآية تُقرأ، لكن نُسخ الحكم.

العكس، هناك آيات كانت تُقرأ بقي حُكمها ونُسخ لفظها، لفظها ارتفع، وهذا باتفاق علماء الأصول إلا من شذ منهم من أهل البدع ممن يقولون بنسخ التلاوة.مثلما ما سنقول فيما يتعلق بـ ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ صلاة العصر واللفظ الأشهر (وصلاة العصر) بالواو، إلا إذا كانت في الواو تفسيرية إذن رجعت لصلاة العصر بدون الواو.

فكان ابن مسعود كما قلت له مصحف يكتب فيه، وعائشة لها مصحف وكل واحد له مصحف نسخته الخاصة يعني، فلما تُوفي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر الصديق اقترح عليه عمر بن الخطاب والصحابة أننا نجمع المصحف، قال: كيف أفعل شيئاً لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال والله إنه لخيرفمازال أبو بكر بعمر، وعمر بأبي بكر إلى أن انشرح صدر عمر وكلف زيد بن ثابت أنه يجمع القرآن.وفي عهد عمر بن الخطاب كان المصحف الذي جمعوه كان موجوداً عند حفصة، فلما استحرَّ القتل بقرَّاء القرآن وخشي حُذيفة بن اليمان على القرآن أن يضيع لأنه في صدور الرجال، فقال لأبي بكر الصديق ولعمر بن الخطاب: أدركوا هذه المسألة,قالوا له: والله أنت شاب لقن وفطن ونحن لا نتهمك وكنت تكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فاجمع لنا القرآن، قال: لونقلت جبلاً من مكان إلى مكان كان أخف علي من أن أقوم بهذا الأمر، بدأ يجمع زيد بن ثابت القرآن.

ابن مسعود رضي الله عنه في زمان عثمان، عندما أخذ مصحف من عند حفصة رضي الله عنها وكتب المصحف الجامع وأمر بحرق كل المصاحف الأخرى، وأنفذ إلى الأمصار وإلى الآفاق نسخاً من المصحف الجامع، وهو العرضة الأخيرة وهو المصحف الذي بين أيدينا الآن، وأمر بحرق كل المصاحف دون هذا المصحف الجامع، مصحف الإمام.ابن مسعود عندما وجد زيد بن ثابت كلف بهذا، وكلف أيضاً أنهم إذا اختلفوا في كلمة فتكتب بلغة قريش، فابن مسعود لم يرض هذا قال: على قراءة من تأمرونني أن اقرأ؟ على قراءة زيد؟ والله لقد أخذت سبعين سورة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن لزيد لذؤابتين يلعب مع الصبيان، أيها الناس غلوا مصاحفكم فإني غال مصحفي، والله عز وجل يقول: ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾، سوف تأتي يوم القيامة بمصحف أي شيء طيب، وأبى ابن مسعود تماماً أنه ينصاع لهذه القصة, فرجع ابن مسعود إلى صحائفه وإلى مُصحفه الخاص.

يقول سفيان ابن عيينة كما رواه أحمد في مسنده، ولم يسمع ابن مسعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالمعوذتين قط في صلاته، فظن أنهما عوذتان عوذ بهما الحسن والحسين، لأنه من المستحيل أن ابن مسعود يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- في المحراب  يصلي يعني إماماً، ويقرأ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس وبعد ذلك يقول: ليستا من القرآن، هذا مستحيل!

هذا يدل على أن ابن مسعود ما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قط يقرأ المعوذتين وظن أن هذه عوذة لأنه كان يعوذ الحسن والحسين بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، فظن ابن مسعود رضي الله عنه أن هاتان ليستا من القرآن، إذن هذا رأي ابن مسعود وهو ثابت عنه  أنه كان يُنكر المعوذتين من كتاب الله عز وجل للسبب الذي ذكرته لكم.

فعندما نقول: أن ابن مسعود كان ينكر هذا نسبة صحيحة إليه، لكن نقول: أجمع المسلمون جميعاً بما فيهم ابن مسعود فيما بعد -فيأتي ويقال لك: طيب.

كيف أن البخاري المتأخر الذي صنف كتابه يعلم أن ابن مسعود مخطئ وأن ابن مسعود رجع عن هذا القول، ويثبت القول الخطأ في صحيحه؟

أنا قلت لكم أن البخاري ما أثبت هذا احتجاجاً، إنما ذكره على سبيل الحكاية، وما ذكر على سبيل الحكاية لا يقوم في مقام الاحتجاج، ولذلك لا ينفع أحد يقول: إن البخاري روى حديثاً يعارض كتاب الله سبحانه وتعالى إلا إذا كان جاهلاً، جاهلاً باللغة جاهلاً بالفهم جاهلا بمنهج البخاري في صحيحه.

فدعوى أن البخاري يُشكك في كتاب الله، هذه دعوى صلعاء لا يوجد من في هذه الدنيا يمكن أن يقبلها إلا أمثال هؤلاء الجهلاء.
المحاور: أنت كل اللي مزعلك إنك تريد يعني تنقح البخاري من هذين الحديثين؟ فقال له: حديثين إيه؟! ده البخاري فيه مئات الأحاديث المنكرة والشاذة وهذا الكلام، قال له: طيب زي إيه مثلا؟

ومن الطعون أيضاً على كتاب الله عز وجل:
أن البخاري أورد في صحيحه أن ابن مسعود كان ينكر لفظة (خلق﴾ من قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾، رد الشيخ علي هذا الطعن في كتاب الله -عز وجل-: الرواية كما رواها البخاري في كتاب التفسير هكذا: "حدثنا قبيصة بن عقبة قال، حدثنا سفيان- أي الثوري- عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام –فسمع بنا أبو الدر داء فأتانا، فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا: نعم، قال: فأيُّكم أقرأ؟ فأشاروا إلي، أي إلى علقمة، فقال: اقرأ فقرأت: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * و الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾: والذكر والأنثى، فقال له: أأنت سمعتها من فِيِّ صاحبك -يعني أأنت سمعت هذا من عبد الله بن مسعود-؟ قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من فِيِّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهؤلاء يأبون علينا" الإسناد كالشمس.

فهناك فرق ما بين صحة الكلام إلى القائل، ثم صحة كلام القائل: فمن جهة صحة الكلام إلى القائل: يقيناً أن أبا الدرداء كان يقرأ هكذا، وأن ابن مسعود يقول: (والذكر والأنثى﴾ ليس كما قال المُعترض: (وما الذكر والأنثى﴾! ويزيل لفظة خلق، لكن (والذكر والأنثى﴾ لأن هذه تدخل في القسم، أي معطوفة.

الرواية التي بعد ذلك قال البخاري: "حدثنا عمر حدثني أبي حدثنا الأعمش -طبعاً عمر هو الحف بن غياث وأبوه حفص بن غياث- عن إبراهيم قال: "قدم أصحاب عبد الله فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ علي قراءة عبد الله؟ قلنا: كلنا، قال: فأيكم يحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته والليل إذا يغشى؟ قال علقمة: والذكر والأنثى، قال: أشهد أني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ هكذا وهؤلاء يريدونني على أن اقرأ ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾: والله لا أتابعهم".

هذا كما قال كل العلماء، محمول على ما كان قبل العرضة الأخيرة، ولذلك القراءة هذه معدودة في الشواذ، والعلماء يذكرونها تنبيهاً عليها.

ومن الطعون التي ذكرها المُعترض علي كتاب الله:
مثلما قال أيضاً هذا المُعترض أن من تشكيك البخاري في كتاب الله أن البخاري كان ذكر عن ابن عباس: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ قال البخاري روى أن القراءة: (وعلى الذين لا يطوِقونه﴾ طبعاً هو لا يقرأ صح، هي ليست بكسر الواو، هي بفتح الواو: (وعلى الذين يطوَقونه﴾ وليس يطوقونه مثلما قال بكسر الواو، يطوقونه: أي يكلفونه، البخاري قال كلمة تدين هذا الرجل لأنه متسرع يريد أن يسب البخاري، يريد أن يظهر كصاحبه القديم الذي بال في ماء زمزم في زمان الحجيج أمام الناس جميعاً، فقيل له: لِمَ فعلت ذلك؟ قال: أردت أن أذكر ولو باللعنات! فسامح الله القائل الذي قال: إذا كنت خامناً فتعلق بعظيم, فجاءوا على البخاري، ماذا قال البخاري في رواية ابن عباس؟ قال قراءة العامة: (يطيقونه﴾ وهو الأكثر، وبعد ذلك جاء برواية ابن عباس: (يطوَقونه﴾ لما البخاري يقول قراءة العامة: (يطيقونه﴾ هذا إشارة إلى ماذا؟ إشارة إلى أن كل القُرَّاء الذين تواترت قراءتهم يقرؤونه: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ إذن هذا ترجيح البخاري في الرواية، وأتى بقراءة ابن عباس، للتفسير، لأن علماء المسلمين قالوا: تستخدم القراءة الشاذة في التفسير، ولا تكون قرآنا.

لأن القراءة لا تكون القراءة قرآناً حتى يتوفر لها ثلاثة أشياء:
الشيء الأول: تواتر القراءة.
الشيء الثاني: أن توافق رسم المصحف.
الشيء الثالث: أن توافق وجهاً في العربية.


إذن هذه ثلاث شروط لأي قراءة لأقول عليها أنها قرآن، أي واحدة من هذه الثلاثة تختل، اسمها قراءة شاذة، لكن القراءة الشاذة العلماء لا يطرحونها، إنما يستعملونها في التفسير ولا تكون قرآناً، فالبخاري أورد كلام ابن عباس للتفسير، وهؤلاء العلماء جميعهم نصوا عليه، ما أوردها على أنها قرآن، بدليل قول البخاري قبله: قراءة العامة (يطيقونه﴾ إذن البخاري يقول: الذي يثبت أنه قرآن، كلمة (يُطِيقُونَهُ) ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ وليس (يطوَقونه﴾ بفتح الوار، البخاري أوردها مورد التفسير كما قلت لكم القراءات الشاذة يستخدمها العلماء كثيراً.

مثال للقراءات الشاذة التي يستخدمها العلماء كثيراً:
مثل كفارة اليمين في قراءة ابن مسعود: ﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ متتابعات﴾ هذه في قراءة ابن مسعود، الحنفية احتجوا بهذه القراءة على استحباب أنك تصوم الأيام الثلاثة التي عليك من كفارة القسم متتابعات، وهم يعلمون أنها قراءة شاذة ولكن استخدموها في الفقه، ويستخدمونها في التفسير، إذن عندما البخاري يورد مثل هذا، لا يقال أن البخاري أورد قرآنا آخر يشكك في كتاب الله.

فنعود: (للذكر والأنثى﴾ كانت الآية هكذا قبل العرضة الأخيرة، وكل القراءات الشاذة التي ثبتت أسانيدها إلى الصحابة، وفقدت شرطاً من الشروط الثلاثة السابقة كانت قبل العرضة الأخيرة، وأنت تستطيع ببساطة شديدة أن تطالع كتاب المصاحف لابن أبي داود، وهو يؤرخ لتاريخ المصحف، وكثير من هذه الروايات المنسوبة لابن مسعود لا تصح من جهة الإسناد، أغلبها أسانيدها منقطعة، يعني لا أستطيع أن أقول أن هذا كان في مصحف ابن مسعود، لكن قليل منها صح أنه كان في مصحف ابن مسعود، ولا يُتصور أبدا أن يفتري ابن مسعود على الله عز وجل ويضع في مصحفه كلاماً لم ينزله ربنا سبحانه وتعالى على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن كما قلت لكم أن العرضة الأخيرة نسخت كل ما كان قبل ذلك، والبخاري أيضاً فيه -وهذ صح من طرق- أن عمر بن الخطاب كان يقول: كنا نقرأ فيما نقرأ: (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة نكالاً من الله والله عزيز حكيم﴾.

فهذه كانت آية تُقرأ في كتاب الله، وهذا مثل يضربه الأصوليون على نسخ التلاوة مع بقاء الحُكم، الرَّجم ثابتاً وكان قرآناً يُتلى، هاهو نص الآية: (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة نكالاً من الله والله عزيز حكيم﴾، هذا اللفظ رُفِعَ كله  وبقي حكمه، وأي واحد يستطيع أن يذهب إلى كتب الأصول في باب النسخ لكي يعرف أن هذا نوع من أنواع النسخ أن يرفع لفظ الآية ويبقى الحكم الشرعي.

قراءة أبي الدرداء وهو يقول: أنا سمعتها من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ورد هذا بأصح الأسانيد إلى أبي الدرداء لا نستطيع أن نقول هذا كذب.






الطعن على صحيح البخاري  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الطعن على صحيح البخاري  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطعن على صحيح البخاري    الطعن على صحيح البخاري  Emptyالإثنين 14 يونيو 2021, 4:17 am

الخلاصة:
نقول: (صح أن أبا الدرداء كان يقول: والذكر والأنثى، لكن هذا محمول على أنه كان قبل العرضة الأخيرة﴾، وهكذا ينتهي الإشكال ولا نقوم بعمل نوع من المعركة المفتعلة ما بين الروايات الصحيحة ونقول أنها تشكك في كتاب الله عز وجل.

بل وصل سوء الفهم بهذا المُعترض أنه في آخر الحلقة أنه يقول؟ أنتم تريدون أن تجننوا الناس، في صحيح البخاري فيه بقرة تكلّمت أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهدها أبو بكر وعمر، وتريدونني أصدق هذا الكلام؟ أنتم تريدون تجننوا الناس؟

رد الشيخ حفظه الله: طيب، أنا سأقول لك الرواية التي في البخاري –لكي تعرف أن هذا الرجل قدره من الفهم قد إيه وتضعه في ميزانه الصحيح.

هذا الحديث رواه البخاري ومسلم:
البخاري رواه في كتاب الأنبياء، (باب ذكر بني إسرائيل)، وأورد أحاديث كثيرة، منها هذا الحديث: يقول: "حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان -أي ابن عيينة- ومسلم روى هذا الحديث عن شيخه محمد بن العباس قال محمد بن عباس حدثنا سفيان أيضاً -ابن عيينة- قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال: بينا رجل يسوق بقرة -أي بينما- إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نُخلق لهذا إنما خُلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله، بقرة تكلم فقال: إني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثم" -يعني لم يكن أبو بكر وعمر جالسين في المجلس الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حدث فيه بهذا الحديث-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وبينما رجل في غنمه إذا عدى الذئب, فذهب منها بشاة، فطلبه الرَّاعي حتى كأنه إستنقظها منه -أي أن الراعي أخذ الشاة من الديب -فقال له الذئب، وفي رواية أخرى فأقعي الذئب على ذنبه: وخاطب الراعي فقال له: استنقذتها مني؟ فمَنْ لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري، فقال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم؟ قال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر".

إذن أي واحد بيفهم ممكن يفهم من هذا الحديث أن البقرة تكلّمت زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والذي حكاية عن بني إسرائيل بدلالة تبويب البخاري، لأنه قال باب ذكر بني إسرائيل.

وفي الحديث الذي رواه البزار وغيره:
"حدثوا عن بني إسرائيل فإن فيهم العجائب".

حدث في أمة بني إسرائيل كل شيء يمكن أن تتخيله، ويكفي قصة البقرة التي سميت السورة باسمها، وإنه لَمَّا ضربوا المقتول ببعض البقرة قام فتكلم فقال: قتلني فلان، فبنو إسرائيل كان فيهم العجائب وكانت البقرة بتتكلم والذئب بيتكلم وهذا الكلام، فإذن لَمَّا يأتي ويقول أنتم ستجننون الناس وتريدون تقنعوني أن بقرة تكلّمت أيام النبي وأبو بكر وعمر رأوا البقرة بتتكلّم، إذن لَمَّا يكون إنسان هذا فهمُه لحديث واضح بَيِّن، كهذا الحديث الذي قرأته عليكم، هذا يدخل في البخاري ماذا يفعل؟!!

لا يستطيع أن يقرأ يقول: يطوقونه, هي يطوقونه، فكيف لمثل هذا أن يفهم هذا الحديث طبعاً له طرق في البخاري ومسلم أيضاً رواه أبو سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة، رواه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أيضاً وأسانيده في الذروة.

وبعض العلماء حمل هذا الحديث على أيام الفتن، ومشارف الساعة:
بدليل قصة الذئب، لأن الذئب عندما أخذ الشاة والراعي طلب هذا الذئب وأخذ منه الشاة وإستنقظها، أقعي الذئب على ذبنه، وقال للراعي: "إستنقظتها مني؟ -أي أخذتها الآن مني- مَنْ لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري"، يوم السبع هذا العلماء قالوا هذا أيام الفتن التي تموج كموج البحر التي النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر فيها، أن خير ما للمسلم في ذلك الزمان غنمات، يتتبع بها مواضع القطر ورؤوس الجبال يفر بدينه من الفتن، الناس فراراً من الكفر يتركوا الشياه ويتركوا البقر والجاموس وهذا الكلام، ويهربون، من الذي سيجلس وسط الغنم والجاموس والبقر وهذا الكلام، والراعي غير موجود، الذئب حينئذ يرعى في الغنم ويأكل في الغنم براحته، ويأكل في البقر براحته لماذا؟

لأن أهل البقر وأهل الغنم فروا بدينهم إلى رؤوس الجبال وهذا يوم السبع يوم لا راعي لها غيري، أي أنه فر أهلها وتركوها والديب أصبح هو الراعي، إذ أنه انفرد بالغنم والشاة وهذا الكلام.

إذن هذا الكلام عندما يقول لي أنه حدث زمان النبي إذن نحن نقول له اذهب وتعلّم، لأنه في بعض الجرائد قال إن بعض علماء الأزهر رَدُّوا عليَّ بِرَدٍّ لا يُقنع ولد فيkg1  هو يقول ذلك بالتعبير بتاعه، أن كلام علماء الأزهر هؤلاء لا يُقنع ولد في KG1 (أولى حضانة﴾ وأنا أيضاً أقول له: الذي تقوله أنت لا يُقنع ولد جنين في بطن أمُّه، ليس (أولى حضانة﴾ طلع وتحرَّك وهذا الكلام، لا، الجنين في بطن أمُّه لا يقتنع بمثل هذا الكلام.

نصيحة الشيخ حفظه الله لهذا المُعترض:
فأنا أقول له نصيحة مني يعني ولا أريده أن يزعل، أقول له أذهب اتعلّم على يد المشايخ، لأن المحاور عندما قال له وسأله عن خلفيته الدينية، وقال له (ماي أولد﴾ وهذا الكلام، قال له: معلش، فيه بعض الجزئيات تريد تبحُّر، قال: أنا عارف إن أهل الأزهر أهل علم وأهل فضل وهم أعلم مني بكثير، ولذلك لم أطلب أنا أنقح البخاري، أنا قلت لهم نقّحوا أنتم البخاري!!

طيب هذا الاعتراض الذي قاله ماذا يسمى عندما يقول أنا لن أنقح في البخاري، إذن ماذا يفعل هو إذا؟! عندما أقول فيه مئات الأحاديث المكذوبة والشاذة هذا يسمى بالتنقيح أو بالتلقيح لا أفهم؟!! ناقض هذا القول مما يدل على أنه إنما قال هذا ذراً للرماد في العيون، عندما قال أن مشايخ الأزهر أناس فضلاء وأناس علماء وأعلم مني بكثير، ناقض هذا الكلام بعد أقل من ثلث ساعة، لما سأله المحاور قال له:  طيب طالما أنت هكذا رجل مطلع هل أخذت هذه الاعتراضات وذهبت بها إلى علماء الأزهر، وقلت لهم يا جماعة أنا رجل مطلع في الدين وقابلتني مشاكل، فممكن تحلوها لي، هل أنت فعلت ذلك؟ قبل ما ترفع قضية على الأزهر بتنقيح صحيح البخاري؟

قال: أنا لأني عارف إنهم هكذا قمت رافع عليهم قضية.

ما معنى قوله (هم هكذا؟!﴾ يعني لن يوافقوني على رأيي، فهو يعرف أنه لو ذهب إلى علماء الأزهر سيضعوه في السلة على طول، فلأنه عارف أنه لا يوجد أمل منهم، وأن أحداً منهم لن يوافقه، لأنه محامي، وحياته كلها قضايا، يرفع قضية على هذا ويدافع عن هذا وهذا الكلام، أسهل شيء عنده رفع قضية على الأزهر! أين وأنت لسه بتقول أنهم أعلم مني بكثير وأهل علم وفضل، وفين لسه دلوقتي تقول: أنا عارف أنهم لن يوافقوني فرفعت عليهم قضية!!

هل كان صادقاً فعلاً عندما قال أن مشايخ الأزهر أهل علم وفضل؟!

أنا أترك الجواب لأي مستمع بدلالة كلامه الثاني.

شبهات أخرى للمُعترض:
مثال: البخاري قال: من ضمن التشكيك في كتاب الله من وجهة نظره، يقول لك: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى صلاة العصر) صلاة العصر ويكتبها.

رد الشيخ علي هذه الشبهة:
أولا هذا الحديث ليس من البخاري وإنما من  مفاريد مسلم ورواه أبو يونس مولى عائشة، أن عائشة قالت له: "أكتب لي مصحفاً، فإذا وصلت إلى هذه الآية: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾  فآذني -أول ما توصل لهذه الآية قل لي-، فلمَّا وصل إلى هذه الآية قال لها أنا وصلت، قالت له: اكتب: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى -و صلاة العصر- وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾، هو اعتبر أن هذا تحريف في كتاب الله، هذا اسمه مصحف عائشة مثل مصحفك الخاص عندما تكون رجل تتعلم قراءات، تجد نفسك تكتب فوق السطر، ما بين السطور في المصحف تكتب إما تفسير آية، وأحيانا تكتب بالقلم الرصاص على كلمة تفسرها وهذا الكلام فهذا كان مصحفاً لعائشة، فصلاة العصر هذه، تفسير لمصحف عائشة خاص بها هذا الكلام.

متى يرد كلام هذا المُعترض؟
يوم أن كانت عائشة قامت بفعل هذا في المصحف الإمام، ويكون عثمان بن عفان رضي الله عنه والصحابة رضوا أن كلمة صلاة العصر تدخل في المصحف الإمام، ، ولو فعلوا مثل ذلك، قطعاً هي من القرآن، ولكن المصحف الإمام خالي من كلمة وصلاة العصر.

إذن هذا مصحف عائشة وكل واحد يكتب ما يريد على المصحف الخاص به، ممكن أن يكتب على الحاشية  الخاصة به التفسير، أو قراءة من القراءات ولا يُقال أنني زدت في كتاب الله ما ليس منه، ولا يوجد أحد يقول هذا الكلام، فهذا كان مصحفاً لعائشة خلاص، فما هو المنكر في القصة؟!

نداء من الشيخ حفظه الله:
ولذلك انا أقول: يا إخواننا هذا الرجل ينبغي أن يُحجر عليه بصراحة، وأمثال هؤلاء، رجل لا متخصص في العلوم ولا درس، هذا حتى في اللغة العربية يُخطيء في كلمة خلقت للحرث الخاص بالبقرة هذه، وهو يتكلم يقول: فالتفتت البقرة وقالت ما خلقتَ لهذا، وشهد على هذا أبا بكر وعمر! حتى في اللغة العربية شيء سوء، يعني أما القراءة الصحيحة لمن تعلم عربي، ما خُلقتُ لهذا (بضم التاء) وشهد على هذا أبو بكر وعمر وليس أبا بكر وعمر! فأنا أنصحه لوجه الله لأنه يوم القيامة سيقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ويُسأل عن هذا الخطل الذي يقوله وهذه الاعتراضات التي يقولها.

فأنا نصيحة وأرجو أنه لا يزعل مني ويتصوَّر أنني أسبه أو ما إلى ذلك، أنا رجل متعلق بكلامي فقط، وإن كان في حرارة أنفاس، طبعاً، لأن التعدي على مصادرنا الأصلية من قبل أمثال هؤلاء شيء يغيظ حقاً، لا سيما وأن الشيخ الذي رَدَّ عليه زاد الطين يِلة  وأنا سأكمل اعتراضات هذا المُعترض في حلقة أخرى، لأنه له اعتراضات كثيرة لا أستطيع أن أستوفيها.

تعليق الشيخ حفظه الله علي كلام الشيخ الذي استضافوه على الهاتف أيضاً:
يؤسفني أن أقول أن رد الشيخ كان أسوأ من اعتراض المُعترض، ماذا قال الشيخ؟ قال: أنا أريد أن أقول وأعطوني فرصة، (أن البخاري عمل ما يشبه خميرة لمعمل، ولم يدر في خلده أن كتابه سيُطبع ويكون بين يدي كل الناس!!) هذا الكلام كلام ما قال به أحَدٌ قط ولا ينبغي أن يقوله أحَد، لأن من يوم ما البخاري ألّف كتابه، إلى ظهور المطابع النُسخ التي نُسخت من صحيح البخاري أضعاف أضعاف ما طبع حتى الآن، ويكفي في قول محمد بن يوسف الفرابري، راوي صحيح البخاري يقول: (سمع صحيح البخاري تسعون ألفا ما بقي منهم واحد غيري) فهو آخر من روى صحيح البخاري وتعدَّدت الروايات إلى الفرابري.

فالبخاري لَمَّا صنَّف كتابه كعادة أي عالم بذل كتابه للناس وكان الناس كلهم بينسخوا كتاب صحيح البخاري ويذهب إلى الآفاق في كل مكان، فما معنى أن البخاري لم يخطر بباله أن الكتاب سيكون بين يدي الناس؟!! إذن البخاري عمله لمن؟!!

لكن الغلط غلط من دخل خطئاً في كتاب لا يدري مصطلح مؤلفه، يقول المُعترض الكتاب هذا موجود في كل مكان، لما الشيخ قال له هذا ليس من ثقافة العامة ولكن صنفه البخاري للفقهاء وهذا كلام خطأ 100% صنفه للفقهاء، فقام المُعترض قال له: خلاص يكتبوا عليه لا يقرأ إلا بإشراف الطبيب!

فقام المحاور قال له:
تقصد بإشراف الفقيه، قال له: نعم, طالما أن البخاري صنف كتابه للفقهاء إذن يكتب عليه لا يقرأ إلا بإشراف الفقيه.

طيب سؤالي للمعترض:
هل أنت فقيه؟

الجواب: لا وألف لا.. ما الذي أدخله في هذا الكتاب؟

أولاً: لَمَّا أنت لست فقيهاً ولا تقدر تقول فقيه وإلا ممكن (نكعبله) في أدني حكم فقهي يعرفه الصبيان المتعلمين من المتفقهة، هو ليس بفقيه قطعاً، إذا كان البخاري يكتب عليه بإشراف الفقيه ما الذي أدخلك فيه؟

ثانيا:
ليس كتب الشريعة فقط المبذولة، كتب الفنون كلها مبذولة يستطيع أي إنسان أن يشتري أي كتاب كفن, ويدخل المكتبات، وكتب القانون التي هو درسها على أساس أنه محامي، وكتب الطب والصيدلة والزراعة والصناعة وتربية الأرانب والسمك والدجاج كل هذا مبذول، أنا سأفترض افتراضاً واحداً أحب يقوم بجريمة قال قبل ما أقوم بها: أذهب لأرى التكييف القانوني لها، وأرى هل أنا سأقع تحت طائلة القانون أم لا، فجاء بكتاب القانون وجلس يقرأ فوجد مادة معينة من هذه المواد قال لها: هذه هي التي أريد، وذهب وعمل جريمته، وقبض عليه، وجاء أمام القاضي الذي سأفترض أنه هذا المحامي المُعترض، هو القاضي على منصة القضاء، وبعد ذلك حصل محاورة بينه وبين المجرم أو الفاعل، وقال له: أنت مخطئ لأنك فعلت كذا، قال له: أنا لست مخطئ، بدليل أن المادة الفلانية في الكتاب الفلاني بتقول كذا وكذا وكذا، فسيقول له بداهة يعني هل أنت قانوني؟ هل تعرف مصطلحات أهل القانون لكي تقرأ؟ هل كتب القانون كلأ مباح لأي أحد يقرأها؟

فيقول له الفاعل: والله هذه غلطتكم لأنك لم تكتب على الكتاب، لا يُقرأ إلا بإشراف القانون! ما رده على هذا الفاعل؟! هل سيكون رده لا يكتب بإشراف الفقيه كما يقول هو في صحيح البخاري؟!

لا أحد يقول بهذا إطلاقاً، ولا أحد يقول أبداً أني كل كتاب أريد أن أكتبه في أي فن من الفنون لابد أن أكتب عليه -لا يُقرأ إلا بإشراف القانوني أو الفقيه أو المحدث أو هذا الكلام، فالكتب مبذولة لكل الناس، يشتري منها ما يشاء، لكن من أخذ كتاباً ولم يعرف شرط مؤلفه يؤاخذ، ولكن كوني أن أمنع الكتاب أو أكتب لا يُقرأ إلا بشرط كذا وكذا، هذا الكلام كله كلام من الخطأ بمكان لا يوجد أحد يقبله ولا حتى هذا الإنسان نفسه في المثل الذي ضربته، فالشيخ عندما يأتي ويقول أن البخاري لم يدر بخَلَده أن الكتاب سيطبع كلام خطأ.

ثانياً: يقول الشيخ: إنما جمع البخاري روايات فالمحاور قال له: جمع ولم ينقح، ولم يدقق؟ قال له: نعم!! هذا الكلام صحيح؟ هذا الكلام لم يقل به عالم قط، ولا ينبغي أن يقوله عالم، لأنه ضد كلام البخاري نفسه وضد كلام كل العلماء.



الطعن على صحيح البخاري  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الطعن على صحيح البخاري  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطعن على صحيح البخاري    الطعن على صحيح البخاري  Emptyالإثنين 14 يونيو 2021, 4:22 am

لماذا لم يضع البخاري كل الصِّحَاح في كتابه؟
البخاري كما صح عنه يقول: (ما وضعت في كتابي إلا صحيحاً، وتركت من الصِّحَاح لحال الطول) يقول: أن الذي تركته أنا من الأحاديث الصَّحيحة كثيرة جداً، وكتاب البخاري اسمه الجامع الصحيح المُختصر.

فلم يضع البخاري كل حديث يعتقد أنه صحيح، لأن هذا الأمر سيطول جداً إذا أراد أن يجمع كل الأحاديث الصحيحه فما وضع البخاري في كتابه إلا صحيحاً يقيناً، عنده وعند كل مَنْ جاء بعده من أهل العلم وأقروه على ذلك.

فلمَّا يأتي ويقول:
أن البخاري جمع روايات ولم يُدقِّق ولم يُصَحِّح، هذا لم يقله أحَدٌ قط من أهل العلم، ولذلك بكل أسف، هذا الشيخ هزم الحق في هذا الموضع وخذل أهل الحق في هذا الموضع، لماذا؟ لأنه لا يعرف شيئاً عن صحيح البخاري.

المُعترض: فعندما قال المُعترض أنتم تريدون أن تجننوا الناس, فقام الشيخ قال له: والله نحن نشكر له غيرته وإن كانت في غير مجالها.

تعقيب الشيخ حفظه الله:
أنا أريد أن أفهم، هل هذه الدبلوماسية في الرد، هل تنصر حقاً؟ هل هذه غيرة أم جرأة؟ نريد أن نسمي الأشياء بمسمياتها، هذه غيرة أم جرأة؟ أنا أقول إنها جرأة وليست بغيرة.

إلا فأنا مضطر أن أشكر الدُّب الذي قتل صاحبه:
فقد زعموا أن رجلاً اصطحب دباً وكان الدب يحب صاحبه غاية الحب، فنام صاحبه تحت شجرة، والدب يحرسه، فنظر الدب إلى صاحبه فإذا ذبابة تقف على رأسه فاغتاظ من الذبابة، وأراد أن يعاقبها كيف تقع على رأس صاحبه الحبيب، فعمد إلى حجر وضرب ورماه على الذبابة ليقتلها غيرةً منه على صاحبه! فطارت الذبابة وطارت روح صاحبه أيضاً! فنحن نشكر هذا الدب على غيرته وإن كانت في غير مجالها!

وكذلك أتوجه بالشكر الجزيل لبراقش:
إنها كلبة وفيَّة، فقد زعموا أن قوماً كان لهم أعداء، وهؤلاء الأعداء أرادوا أن يهاجموا هؤلاء، أصحاب الكلبة، فلمَّا علم أصحاب هذه الكلبة أن الأعداء سوف يهاجمونهم بالليل فرُّوا وإختبأوا منهم، لكن الكلبة الغيور جعلت تنبح حتى تُهدِّد هؤلاء، فتبع الناس هؤلاء نُباح الكلب، ووصلوا إلى القوم وقتلوهم عن بكرة أبيهم! فأنا أشكر وأحيي براقش! التي نبحت غيرةً لتدافع عن أهلها وجنت عليهم لأنها غيرة في غير محلها.

وأنني لو فتحت باب الشكر أعتقد أنني أحتاج إلى حلقة كاملة لأشكر مَنْ هم على هذه الشاكلة غيرة في غير مجالها، هذه ليست غيرة، وإن جاز لي أن أُسميها غيرة، فهي غيرة مذمومة وهي من جنس ما قاله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إن من الغيرة، غيرةً يكرهها الله وهي أن يتخوَّن الرجل إمرأته في غير ريبة﴾، من غيرته على امرأته يقوم بعمل ميكروفونات تصنت, ويضع كاميرات في البيت بحيث يأتي ويسمعها مَنْ كلّمت، ويُغلق النافذة بالقفل، ويُغلق الباب عليها بالقفل، فهذا الرجل أيضاً نشكرُ له غيرته وإن كانت في غير مجالها.

فعندما يقول الشيخ, بعد هذه الطوام وهذه الجرأة التي تجرَّأ بها المُعترض على كتاب البخاري يقول والله نشكر له غيرته!! أية غيرة هذه؟!! فهذه جُرأة ينبغي أن يُذَمَّ عليها لا أن يُشكر عليها.

كلام المُعترض هذا فيه كلام أكثر من هذا بكثير لأني عندي حوالي أربع شبهات أثارها على صحيح البخاري، إن شاء الله إن جمعنا الله تبارك وتعالى بكم في مرات أخرى أجلَّي أيضاً هذه الشبهة، وسأذكر بعض تصرف البخاري في صحيحه، بعض الأشياء الغامضة التي في البخاري التي رفعت هذا الكتاب إلى مناط النجوم، وسأذكر أيضاً اعتراضات بعض أهل العلم كنماذج لأن هؤلاء الجماعة فاكرين أن اعتراض أهل العلم كاعتراضهم، لا، أهل العلم، كانوا علماء وكل الكلام الوارد على البخاري إنما ورد في أسانيد البخاري يعني هذا المُعترض في الجريدة التي قرأتها, أطالب الأزهر بالقبض على ثمانين راوياً من رواة البخاري وتقديمهم للمحاكمة!!

طيب كيف سنقبض عليهم وأقص فكاهة في بعض البلدان:
كانوا يقبضون على الجماعة الملتزمين وهذا الكلام، فدخلوا على واحد طالب حديث فأخذوا من جملة الكتب التي أخذوها من مكتبته كتاب تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر في ذكر رواة أصحاب الكتب الستة، فلما أخذوا الكتاب من عنده، الكتاب كله أسماء مرتبة على حروف الهجاء، باب اسمه أحمد، وباب اسمه إبراهيم وما إلى ذلك، أمسكوا به وعلّقوه وقالوا له نريد هؤلاء الجماعة، طيب أنا من أين أأتي بهم؟ فقالوا له: هل ستكذب أم ستلعب بنا وهذا الكلام؟!! هؤلاء هم تنظيمك، أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن ألمديني، بل ابن مسعود وأبو هريرة، ماهو الكتاب فيه كل رواة الكتب الستة، قال له: نحن نريدهم، إمَّا أن تأتي بهم، أو نعذبك!!

وفعلاً: عذَّبُوه أشد العذاب لأنه مطلوب جماعة التهذيب التهذيب، فهو يريد أن يقدم ثمانين راوي من رواة البخاري للمحاكمة اليوم، لأنه قال أن هؤلاء لا يوجد فيهم عدل ضابط، ولأن الكلام دسم عليه فلا يستطيع أن يبتلعه، فذهب إلى هدي الساري للحافظ بن حجر وقال: (ذكر الرواة المتكلم فيهم في صحيح البخاري)، والحافظ بن حجر ذكر أسماء مَنْ تكلّم فيهم في صحيح البخاري وذَبَّ عنهم، ودافع عنهم، وبَيَّنَ كيف روى البخاري لهم، فتجاوز هو كل هذا لأنه قطعاً لن يفهمه ولن يفهم ما يقصد الحافظ بن حجر ولا هذا الكلام، ولو أتينا له بهدي الساري وقلنا أجلس واقرأ لن يقرأ صح!

كتاب هدي الساري هذا مجلد واحد وهو مقدمة فتح الباري، الحافظ بن حجر تَغَيَّبَ في هذا الكتاب خمس سنوات في هذا الكتاب لَخَّصَ فيه مقاصد البخاري كلها وظل في شرحه للبخاري خمس وعشرون سنة، حتى لا يقرأ حتى كلام ابن حجر العسقلاني؟!! لا يقرأ كلام البدر العيني ولا كلام ابن بطال ولا الكرماني ولا الأنصاري ولا ابن الملقن؟!!

البخاري له قُرابة ثلاثمائة شرح في صحيح البخاري ما بين شرح المطول وبين الحاشية وما بين فك جزئية من مشاكل البخاري إمَّا في التراجم وإمَّا في الرواة وإمَّا في الإعراب وإمَّا في اللغة ثلاثمائة شرح، الذي طبع إلى اليوم من كل الحواشي المُختصَّة بالبخاري تقريباً لا يكمل خمسة وعشرون أو ثلاثين كتاباً من ثلاثمائة، فيمر كل هاؤلاء العلماء على البخاري ويُثنوا عليه الثناء العاطر ولا يتفوَّه واحِدٌ من هذه الأمَّة جميعها من لدن البخاري إلى اليوم بهذا الكلام، ثم يأتي هؤلاء الأرباع والأخماس والأنصاف لكي يتحدثوا في البخاري؟! ويقول: هناك مئات الأحاديث  فالمحاور سأله، حديثين؟ قال له: حديثين إيه؟ هناك مئات الأحاديث في البخاري مطلوب تنقيتها وإخراجها، ويأتي هذا الشيخ بكل أسف ويقول إن الأزهر قام بهذا الدور، وعمل كتاب صفوة صحيح البخاري نقى منه الكلام الجميل، والباقي قال نتركه للفقهاء يتصرفوا فيه!!

يعني إيه يتصرفوا فيه؟ هل يغربلوه ثانياً؟ ينقوه مَرَّةً أخرى؟!!

إذن كلام الشيخ التقى مع المُعترض أم لا؟!!
التقي مع المُعترض، بأن البخاري لم يُنَقِّحْ ولم يُدَقِّقْ ولم يُصَحِّحْ بكل أسف كما قلت، هُزم الحق في هذه الجولة على لسان هذا الشيخ بكل أسف لأنه غير متخصص.

فأنا نصيحتي وإن كان هو أكبر مني في السن، وأنا أقولها مخلصاً: لا تتكلم لا أنت ولا غيرك في صحيح البخاري ودع هذا للعلماء الذين درسوا صحيح البخاري من علماء الأزهر أيضاً وعندنا فيه أساتذة الحديث الحمد لله وفرة، يستطيع الواحد منهم يخرج ويتكلم عن البخاري أجود من هؤلاء.

فأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على أمثال هؤلاء، اليوم الجريدة التي أقول لكم عليها وكاتب هذا الكلام في العدد القادم، ممكن يطلع يقول لي: أن هذا الكلام نحن لا نعتقده، نحن نقول: الحاقدون الكارهون، ماذا يقولوا على النبي، وإنما أوردنا هذا الكلام لنرد عليهم!!

ويظن أن هذا عذر مقبول، أبداً، ما سَبَّكَ إلَّا مَنْ بَلَّغَكْ، وهذا الكلام ليس من عندي، هذا الكلام كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: (لا يسب الرجل أباه وأمه –فتعجَّبَ الصحابة-قالوا: يا رسول الله أيسب الرجل أباه وأمه؟! قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه وأمه﴾، لَمَّا تقول لواحد ياابن كذا، فيقول لك: أنت ابن ستين كذا، إذن من الذي شتم أبي؟ أنا أم هذا الشاتم؟

أنا الذي شتمته عندما عرَّضت عِرْض أبي لمثله، وعندنا في الآية: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾، لأن في الآخر أنت عندما تسب آلهتهم وهي الحجارة التي ليست لها قيمة، لكن هذا سيسب رب العالمين، إذن تمنع من سب الآلهة لكي لا يسبوا رب العالمين.

إذن لو أنت سببت هؤلاء بعد هذه الآية وهؤلاء سَبُّوا رَبَّ العالمين، إذن مَنْ الذي سَبَّ رَبَّ العالمين؟

هذا الشاتم فاليوم عندما يأتي ويقول لك –وأنا أعتقد يعني أن يقولوا هذا الكلام- نحن نعرف أن كل هذا الكلام كلام فارغ وكله كلام كُفر، ولكن نحن ننشره لكي نبيِّن ماذا يقول الناس ولكي نرد على هذا!!

ليس كل كلام يمكن أن يُنشر وأن يُقال، محاكمة النبي محمد!!!!
الكلام هذا يمكن أن تخُطه يد مسلم؟!!!
والليالي الحمراء لمحمد مع النساء؟!!!!
وتريد أن تنشر هذا العنوان وتقول: أنا سأرد عليه لأنه فرية بلا مرية؟!!

أنتم الذين سببتمُ النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سمحتم بنشر هذا الكلام, فأنا أقول لهم: اتقوا الله سبحانه وتعالى، إن ميزان عدل الله سبحانه وتعالى تظهر فيه الذرة ومثقال الذرة، وما وقع أحَدٌ في عِرْضِ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا خُذل، واحد مثل هذا لا يحل له أن يخرج مثل هذا النتن والعفن على صفحات الجرائد ومن ثَمَّ تقول لكي أرد عليه!! هذا عذر أقبح من ذنب كما يُقال.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
تمَّت بحمد الله نسألكم الدعاء
(أختكم أم محمد الظن﴾
غفر الله لها ولوالديها وللمسلمين

المصدر:
موقع صيد الفوائد
جزاهم الله خير الجزاء.



الطعن على صحيح البخاري  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الطعن على صحيح البخاري 
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الصوم من صحيح البخاري
» منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها من خلال الجامع الصحيح
» الرَّد على مَنْ يطعن في صحيح البخاري
» إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار
» إعلام الأشرار بحكم الطعن بالصحابة الأبرار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الــحــــديث الـنبــــوي الـشــــريف :: علوم الحديث الشريف-
انتقل الى: