منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الدرس الثامن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الدرس الثامن Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الثامن   الدرس الثامن Emptyالخميس 20 فبراير 2014, 9:07 am

الدرس الثامن
الدرس الثامن Images?q=tbn:ANd9GcQLSsonRXK-NthLbLsx-0pxpvteg4u8IvNXJqs6JfHlluYcAx_q
بسم الله الرحمن الرحيم
(مدرسة الحياة - حقيقة العلم النافع) 
أبي إسحاق الحويني
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرر أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. 
أما بعــــــد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
فهذا هو الدرس الثامن من شرح هذه الخاطرة من كتاب صيد الخاطر للإمام أبي الفرج ابن الجوزي والتي أسميتها بعنوان: (حقيقة العلم النافع) وهو شرح لكتاب صيد الخاطر والذي اصطلحت على تسميته بمدرسة الحياة.
كنا تكلمنا في المرة الماضية عن حقيقة العلم النافع قال: ( معرفة المعبود تبارك وتعالى ) وطبعًا هذا فيه كلام كثير جدًا لكننا نمس المعاني مسًا رفيقًا حتى نستطيع أن نكمل هذه الخاطرة.
قال: (والتأدب بأدب القوم والنظر في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته).
أنا أريد أن أسأل سؤالًا، أنزل الله هذا الدين لنسعد أم لنشقى؟ فهل كلنا سعداء بالإسلام؟ ما معنى السعادة أولًا؟ السعادة: انشراح الصدر والوصول إلى مطلوبك وهذا هو ملخص السعادة، الذي تتمناه أتيت به مع انشراح الصدر، لو وقفت في الصحراء، الصحراء والفضاء الواسع كله حتى السماء كم وسعه؟ واسع جدًا، عينك كم في كم؟ عينك الذي بلعت هذا الكون كله وجاءت به من أقصاه إلى أقصاه ومن سماه لأرضه كم في كم، ممكن العين تبلع الكون أم لا، ممكن أليس كذلك، الإنسان حاجاته وشهواته لها نهاية؟، لذلك تظل عينه مفتوحة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بيَّن هذا في حديث: « لو كان لابن ادم واديًا من ذهب لقال لو أن لي اثنين ولو أن له اثنين لقال لو أن لي ثلاثة ولا يملأ عينا ابن آدم إلا التراب وتاب الله على مَن تاب »، الوادي كم قدره؟ كبير أم صغير؟ فيه أودية كبيرة وأودية صغيرة، لما يكون عندك وادي ذهب عيار أربعة وعشرين جبال وأرض وكله وادي وأنت أردت أن تأكل ذهب، لا تأكل لحم ولا سمك بل تأكل ذهب هل ستنهي هذا الوادي؟ فلماذا تريد الثاني؟.
أنا لما أتي وأتكلم عن السعادة أقول انشراح الصدر والوصول إلى مطلوبك، فأنت مطلوبك لن ينتهي، متى تصل إلى مطلوبك، لا فيه ناس ماتت وكانت تتمني أشياء لم تعملها كما قال الشاعر:
وكم من حسرات في بطون المقابر 
كان يتمنى أن يفعل أشياء ولم يفعلها ومات دون أن يفعلها، فانا لما أقول لك الوصول إلى مطلوبك، أنت تأتي وتقول لي: هذا مفتوحة جدا المفروض السعادة تعرفها تعريف غير ذلك، لأن الوصول إلى المطلوب لن ينتهي، أقول لك: ينتهي بشيء واحد اسمه القناعة وبحديث واحد يكفيك عن كل الأحاديث، ضعه أمامك تجد السعادة في ركابك إذا عملتها، « وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس » لأننا نريد أن نفسر الغنى والفقر لأن فيه ناس لا تفهم الحقيقة.
ما هو الفقر؟ 
الحاجة، ممكن أكون أنا ملياردير والمليارات عندي عبارة عن بضاعة في المخازن ومطلوب مني أنني أسد شيكات نقدية وأنا محتاج عشرة جنيهات سيولة ولا أجدها، فهذا غني أم فقير، أنا أقول لك ملياردير ويريد عشرة جنيهات ولا يجدها، يكون فقير، أنت فقير ما احتجت إلى فلس، لأن الفقر مقرون دائمًا بالحاجة ولذلك قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ﴾ (فاطر: 15)، فكل عبد مقرون بالفقر ومقرون بالحاجة، طالما أن مطامعك لا منتهى لها فلن يوقفها أحد إلا الموت، أنا أريد أن أسعد في الدنيا لأن الله تعالى شرع لنا هذا الدين لكي أسعد، كثير جدًا من الناس أشقياء من المسلمين حياتهم يابسة جافة صعبة، عنده اكتئاب نفسي، عنده أمراض مزمنة، لم يسعدوا عاشوا في الدنيا ولم يسعدوا بالإسلام لحظة مع أن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق لنسعد في الدنيا، فلماذا لا نسعد يا إخواننا؟ لأن مطامعنا لا تنتهي، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ».
ما هو المقسوم لك؟ 
ما أنت فيه، إذا عينك الذي أنا قلت لك كم مقاسها وقلت لك أنها بلعت الكون، هذه العين لو أنت أتيت بورقة وعملت فيها ثقبين وعملت هكذا، تقدر وهي أوسع من عينك تقدر ترى مثل عينك، أنا أتكلم وأنظر إليكم وأرى الذي خلفي، طرف العين يأتي وهذا الطرف يأتي بالشرق وهذا يأتي بالغرب، ترفع يأتي بالشمال ونزل أتى بالجنوب، وهي حجمها صغير لكنها تبلع الكون، « ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس »، تسكن في عشة قل الحمد الله فيه غيري يسكن على الرصيف، هذا لما يرضى بما قسم الله له ما الذي سيحدث له، لكن كل إشكال يأتي من الطمع.
الصحابة لماذا سعدوا بالإسلام:
ونحن لم نعرف أن نسعد به؟ لأن الصحابة كانوا إذا سمعوا الآية أو سمعوا الحديث كانوا يبادرون إلى تطبيقه عمليًا مباشرة لدرجة أن تطبيق الأحاديث صار ملكة عندهم كالنفس لا يشعر إطلاقًا أنه بذل جهدًا في تنفيذ الأمر أو في اجتناب النهي وهذا هو الفرق بيننا وبينهم، مثلًا روى أبو عبد الرحمن السلمي بإسناد صحيح أخذ القراءة قراءة القرءان عن عثمان وابن مسعود -رضي الله عنهما-، قال: ( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرءان أنهم أي الصحابة، ما كانوا يتجاوزون العشر آيات حتى يعملوا بهن، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعًا ) وهذا هو الفرق، قرأت آية أقف عندها وأنفذها وأرى سأنفذها مع من: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ (آل عمران: 134)، لا تقول لي: أنا ربنا هكذا خلقني عصبي، إذا كنت تريد أن تسعد بالإسلام أمامك آية: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ اشتغل اذهب طبق الصحابة كانوا يفعلوا هكذا، فعندما يأخذ كل حاجة ويفعلها فيسهل عليه العمل، كما أنك تتنفس بسهولة ويسر هم كانوا هكذا يعملوا بسهولة ويسر، لكن نحن نقول: احفظ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان كره، فحفظ له مثلًا سبعمائة حديث، واحد ضربه يقول له: ما تفتح يا أعمى، ما الذي استفدته من السبعمائة حديث؟ ولا شيء، هذا هو السر، أننا لم نسعد بالإسلام وهم سعدوا به، لأجل هذا النظر في سيرتهم ضرورة ملجئة ملحة كانوا في غاية الأدب.
حديث أبي بكرة في الصحيحين لما النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم النحر، ما هو يوم النحر؟، يوم العيد يوم عشرة ذو الحجة أبو بكرة الثقفي -رضي الله عنه- كان ممسكًا بلجام بغلة النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن هو أكثر واحد ممكن أن يسمعه؟ أبو بكرة نفسه لأنه واقف بجوار رقبة الدابة، سأل الصحابة، والصحابة يحجوا حجة الوداع: « أي يوم هذا؟ » قالوا: الله ورسوله أعلم، لماذا هل أنت لا تعلم أننا يوم العيد؟ يوم العيد هذا أكثر أيام الحج عملًا كنوع من الشكر لله -تبارك وتعالى- تفعل فيه أربع أشياء في يوم النحر، ترمي الجمرة الكبرى، وتطوف طواف الإفاضة، وتسعى سعي الحج، وتحلق وتذبح أربعة من النسك وشغل كثير، غير أيام منى تذهب ترمي الجمرات الثلاث وترجع تجلس في الخيمة ليس لك عمل غير هذا.
فهذا يوم النحر ونحن نحج، ما الذي جعلهم يقولوا: الله ورسوله أعلم؟ قال: ظنناه سيسميه بغير اسمه، أصل يوم النحر هذا نحن كلنا نحفظه، معنى يسألنا السؤال البديهي الذي كل الناس تعرفه يكون، أكيد الجواب ليس الذي في ذهننا أكيد الجواب أنه ليس يوم النحر ممكن يكون سينزل قرآن إن اليوم هذا اسمه يوم كذا، فخافوا أن يتقدموا بين يدي رسول الله بقول، لأجل الظن الذي دخل على قلبهم هذا، قال: « أليس يوم النحر؟ »، خرجت مثل ما نحن فاهمين قالوا: بلى، قال: « أي شهر هذا؟ »، المفترض جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- الأول يجعلهم يقولوا: ذو الحجة أصبحت العملية كما نحن نعلم لا سماه بغير اسمه ولا نزل في هذا قرآن، أيضًا ما زالوا خائفين « أي شهر هذا؟ »، أين نحج؟ في ذو الحجة اسمه معروف حتى في ذو الحجة: « أي شهر هذا؟ » قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: « أليس ذا الحجة؟ »، قالوا: بلى، قال: « أي بلد هذا؟ » أيضًا هذا ممكن يغريهم الإجابة الثانية أصبحت أيضًا مثل ما في ذهننا، أي لا يوجد وحي نزل ولا حاجة تغيرت كانوا ممكن يقولوا: البلد الحرام في مكة، أيضًا واصلوا قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: « أليس البلد الحرام؟ » قالوا: بلى.
قال أنظر هذه القضية التي يريد أن يثبتها هناك قضية ثابتة وقضية يريد أن يثبتها فأتى بقضية لا يختلف عليها اثنان ليثبت قضية اختلف فيها الجميع، يوم النحر لا خلاف فيه، شهر ذو الحجة لا خلاف فيه، مكة البلد الحرام لا خلاف أننا في البلد الحرام، فأتى لهم بثلاثة أشياء مقابل الثلاث أشياء، نحن لدينا اليوم والشهر والبلد، قال -صلى الله عليه وسلم-: « فإن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمتكم في يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذه »، الثلاثة أشياء التي أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يثبتها كانت مستباحة عند العرب، الدماء كانت مستباحة أي واحد يريد أن يقتل أي أحد يذهب يقتله.
وعندنا المغيرة بن شعبة أقرب شيء لذهني الآن، المغيرة بن شعبة صاحب قومًا في الجاهلية ثلاثة عشر نفرًا وكل واحد كان معه محفظته ومعه مال شربوا الخمر فلعبت برؤوسهم سكروا فقام عليهم ذبحهم كلهم وأخذ مالهم، وأين سيذهب؟ التحق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأسلم، وقال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أنا كان معي ثلاثة عشر واحد ذبحتهم ذبح النعاج وأخذت نقودهم معي تفضل النقود التي أخذتها منهم، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث المسور بن مخرمة في صلح الحديبية قال: « أما الإسلام فأقبله منك، إنما المال لا أخذه إنه أُخذ غدرًا »، ما معنى واحد يذبح ثلاثة عشر واحد وغير ذلك، وكانوا عادي جدًا مسألة أن هذا يذبح هذا وهذا يحارب هذا وهذا كانت مسألة عادية جدًا عند العرب، فلم يكن لها حرمة فجعل لها حرمة بما يعتقدون حرمته: « فإن دماءكم وأموالكم »، أو أموالكم حتى أقرب أيضًا حديث لي حديث في صحيح مسلم حديث أبي هريرة، أن رجلًا يأتي يوم القيامة ربنا -سبحانه وتعالى- يقول له: أي فل، فل ترخيم فلان، أي فل وهذا يدلك على أن الترخيم لا يلزم أن يكون عن دلال ممكن يكون كنوع من التقريع، لكن الذي يعرفني أنه دلال أو تقريع السياق.
النبي -صلى الله عليه وسلم- لما يقول لعائشة يا عائش فيكون غاضب منها، وهذا نوع من الإدلال وهذا ترخيم، لكن ربنا -تعالى- يقول لواحد فاجر أي فل، هذا فيه إدلال، أي فل أي يا فلان، فالسياق هو الذي يبين إذا كان هذا إدلال أم تقريعًا، قال له: ألم أذرك ترأس وتربع وأركبك الخيل والإبل وأزوجك النساء، فأين شكرك؟ قال: أي ربي نسيت، قال: فاليوم أنساك، فهذا واحد عرفه الله نعمه عليه، ألم أذرك ترأس، كنت رئيسًا وظللت رئيس سنين طويلة إذا أشرت بأصبعك فلان يدخل السجن فلا يخرج، هذا يعدم فيعدم، كان رأسًا لا ترد له كلمة، ألم أذرك ترأس وتربع، المرباع كانت العصابات في الجاهلية إذا هاجموا قومًا وأخذوا ما معهم يعطون ربع ما غنموا لسيد الحي لكي يكرم الضيفان، تكرم الضيفان من المال المغصوب المسروق، ويعمل مثل أدهم الشرقاوي.
أدهم الشرقاوي هذا عملوا لنا سيرة كبيرة جدًا وكانت فيه تمثيلية قديمًا كان اسمها أدهم الشرقاوي أيام الراديو السائل الذي كان يدور بالبطارية، سنة أربعة وستين كان أول راديو يدور سائل يدخل البلد عندنا كان مثل التليفزيون أربعة وعشرين بوصة، ولدرجة أنهم كانوا يأتون بالبطارية ويركبون الغطاء لكي يعمل وكان جديد والناس كلها تجتمع ويتعجبوا ويقولون كيف يتكلم هذا الشيء، حتى لدرجة واحد من أقربائي فتح هذا الشيء ورأى الموبينات والمقاومات فتصور أن هؤلاء هم الذين يتكلموا، وهم هؤلاء الرجال فكيف سيتكلم، وزوجة عمي رحمها الله الظهر قالت لزوجات أولادها قوموا واخبزوا لأجل الجماعة الذين يتكلمون من الصبح هؤلاء وهذا حدث، يتكلموا من الصبح هل هؤلاء كي يتناولوا الغذاء ووصلت القصة إلى هذه المسألة، فكان شيء عجيب، فكان راديو واحد أو اثنين في البلد، يبنوا بيت فكان زمان فيه مساعدات أهل البلد يساعدوا صاحب الدار لما يبني الدار مجانًا كنوع من المحبة، يأتون بهذا الراديو ويبدءوا يسمعوا مسلسل أدهم الشرقاوي، وأدهم الشرقاوي هذا كان رجل يذهب إلى الأغنياء يسرقهم ويطعم الفقراء والناس تتصور أنه بطل، الثورة استوحت تأميم أملاك الناس والإصلاح الزراعي من هذا الكلام، واحد باشا عنده ألف فدان تأخذ منه الألف فدان غصب عنه وتعطيهم للناس، هل هذا بمزاجك؟ ألف فدان أنا ورثتها عن أبي لما تأخذها مني، فمسألة التأمين هذه نوع من الغدر والجور على حقوق الناس، أنا ممكن أعمل الموضوع أحسن من ذلك، أتي وأعمل المنظومة أنت مالك وعندك ألف فدان، فهؤلاء الناس يزرعون بالنصف، أنت مالك الأرض صحيح نزرع بالنصف وتساهم معهم في الكيماوي وغير ذلك، فهذا المزارع يأخذ نصف المحصول والأرض تكون لصاحبها.
فهؤلاء الجماعة الجاهلين يخرجوا ويعملوا غارة على ناس يمشون ويأخذون كل الذي معهم ويذهبون لسيد الحي يقولون له حتى إذا جاء لك ضيف يشرب شاي وقهوة وتذبح له عجول وغير ذلك، من أين أخذتم هذه الأموال؟ أليست هذه أموال معصومة ليس لكم فيها، فكانت الأموال مهدرة عندهم، فأراد أن يثبت الأموال ويقول أن المال مثل البلد الحرام، كما أنكم تعظمون البلد الحرام عظموا الدم وعظموا الأموال وعظموا الأعراض، وأنتم تعرفون الرايات رايات البغاء التي كانت موجودة على دور مكة، وكان كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- في البخاري: كان النكاح على أنواع، من ضمن أنواع النكاح في الجاهلية المرأة الواحدة يدخل عليها الرهط من الرجال عشرين ثلاثين واحد يدخلون عليها، ثم إذا حملت تختار واحد من هؤلاء وتقول له هذا ابنك، لماذا أنا؟ هو كذلك، فلا تلصق الولد بأحد إلا التاط به ولا يستطيع أن يتخلص منه، فكانوا كالأنعام، فعظم الأعراض.
لكن الشاهد في المسألة كما قلت لكم شدة أدبهم -رضي الله عنهم-، حتى في البدهيات وقفوا، لماذا؟ يخشى أن يتقدم بقول يكون خطأ ينزل به وحي تبقى معرته عليه وعلى نسله إلى يوم القيامة فكانوا يخافون، طول ما فيه وحي ينزل يخافون كما قال ابن عمر: لما مات رسول الله انبسطنا إلى نسائنا، انبسطنا: أي صار يتكلم بلا كلفة، لماذا؟ لأنه لو كان تكلم والوحي ينزل جائز واحد يقول كلمة هكذا أو هكذا ينزل فيه قرءان فكانوا يخافون، فلما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمنوا أنه لا ينزل الوحي اخذوا راحتهم في الكلام، فهذا أيضًا كان مانعًا لهم.
في الصحيحين أيضًا من حديث أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد يعظ أصحابه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأما أحدهم فوجد فرجة فدخل فجلس فيها والذي خلفه جلس في مكانه والثالث خرج من المسجد، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أكمل كلامه، وبعد ذلك قال: « ألا أخبركم عن النفر الثلاث؟ » هؤلاء أذكر لكم حكايتهم وما آلوا إليه: « أما الأول فآوى إلى الله فآواه الله، وأما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه » الكلام هذا مع النبي فقط، أي لا يأتي مثلًا ونحن جالسين في المسجد هكذا أتوا ثلاثة وفعلوا نفس القصة هذه أنا لا أعرف أن أقول الكلام هذا، لو قلت الكلام هذا يكون، ما اسمه؟ افتيات على الغيب وهذا لا يجوز لا أستطيع أن أقول هذا آوى إلى الله فآواه الله وهذا استحيا والذي خرج من المسجد أعرض فأعرض الله عنه افترض أن عنده شيء.
فالحديث: « أعرض فأعرض الله عنه »، هذا محمول على أن الرجل انصرف بغير حاجة وكثير من العلماء لم يجد مخرجًا من هذا إلا أن يقول الأرجح كان منافقًا لأن الله -تعالى- لا يُعرض إلا عمَّن يستحق أن يُعرض عنه لاسيما الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يعرف، كيف طاوعك قلبك أن تترك مجلسه بغير حاجة، ربنا -تعالى- جعل علامة الإيمان في شيء يسير جدًا، إنما المؤمنون وهم يتكلم عن الاستئذان: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ ﴾ (النور: 62)، جعل الإيمان كله في الاستئذان: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ (النور: 62)، فما هو الاستئذان وما الصعوبة التي فيه وجعل هذه تلك علامة الإيمان: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ﴾ (النور: 62).
فهذه الأشياء البسيطة التي أنت تمر عليها مر الكرام ممكن يعلق بها أعظم الأحكام لذلك في قصة جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- في قصة الغرماء في دين أبيه لما كان لهم والنبي -صلى الله عليه وسلم- دعا في الحديث وكان لهم ووفَّاهم وبقي له ستة عشر صاعًا أو وسقًا أو أكثر كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب إلى المسجد يُصلي العصر، قال: فجئته كأنني شرارة، فكأنني شرارة هذه تستطيع أن تتكلم عنها حتى الصبح، لأنها مثل الاستئذان بالضبط، كأنني شرارة، والشرارة كناية عن السرعة الشديدة، ليخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن بركته دامت وظهرت في المكان وأخذ الغرماء كل دَين عبد الله وبقي له من التمر كذا وكذا، فهذه تدخل في باب البشرى لأنه يجرى على آخره، جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- في الخندق لما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- جائع ماذا قال؟: فاستأذنته أن آتي البيت فأذن لي، وهذه تدخل في باب الاستئذان.
الشيخ محمد عبده في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ (البقرة: 128)، ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: إن هذا تقليم الأظفار وغسل البراجم وغير ذلك، فالشيخ محمد عبده قال: هذا من وضع الإسرائيليات واليهود الذين يريدون أن يشوهوا ديننا ولو ابتلي آحاد الناس بمثل هذا لفعله، فكيف يمكن أن تكون هذه الأشياء هى التي مهد الله لإمامة إبراهيم بها: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ ما هى الكلمات؟ قال: قص الأظفار، قال: ما التي فيها؟ أنا لو قلت لطفل صغير: يا بني قص أظافرك سيقصها، فهل يمكن أن يكون قص الأظفار ونتف الإبط وغسل البراجم وغير ذلك هى الكلمات التي أمر الله إبراهيم -عليه السلام- أن يُتمهن حتى يجعله للناس إمامًا وأي طفل في الشارع ممكن يفعلها؟، قال: هذا كلام يهود ودخلوا علينا وغير ذلك، والشيخ محمد عبده -رحمه الله- كان مُزج البضاعة في علم المرويات بل كان يخضع تحت خط الفقر فيها.
واحد من الشام كان مُفتي الشام وكان الشيخ محمد عبده آنذاك هو مُفتي الديار المصرية وهذا كان مُفتي الشام كان  يعيش في دمشق، لما قرأ الكلام هذا عن محمد عبده في مجلة المنار الذي تلميذه محمد رشيد رضا كان يكتب تفسير القرآن فيها، لما وجد الكلام هذا أرسل رسالة لمحمد عبده، والكلام هذا موجود في تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا، وموجود في نموذج من الأعمال الخيرية لمحمد منير الدمشقي، لكن محمد منير الدمشقي عرفنا من هو الشخص الذي أرسل الرسالة للشيخ محمد عبده، فأرسل له قال له: كيف تقول هذا مما دس على ديننا والكلام هذا وأنه إسرائيليات وقد صح هذا بأسانيد صحيحة عن ترجمان القرآن بن عباس -رضي الله عنهما-؟ فالشيخ محمد عبده قرأ الرسالة لم تعجبه، فألقاها لمن؟، كتب عليها الشيخ رشيد رضا يجيب هذا الحيوان بهذه العبارة الشيخ رشيد رضا كتبها الشيخ رشيد رضا يجيب هذا الحيوان، مَن هذا الحيوان؟ كان مفتي دمشق، أي في منزلة محمد عبده في المناصب الرسمية.
لكن لأن الشيخ محمد عبده كان رجل عقلاني يقدم العقل وإن لم يعجبه شيء في النقل يلقيها وراء ظهره، مَن الذي أدراه إن قص الأظفار والبراجم وغير ذلك كان أمرًا سهلًا إذاك، ما الذي أعلمه؟ هو سهل عندك الآن لكن، هل كان سهلًا يوم كلف إبراهيم؟، أأتني بما يدل على أنه كان سهلًا كما يقول العلماء في مناظراتهم: ثبت العرش ثم انقش، لا يستقيم الظل والعود أعوج أقم العود الأول يطلع الظل على العود، لكن العود يكون أعوج فلا تقل لي: الظل يكون مضبوط ولا مستقيم اثبت لي الأول أجب لي عن هذا السؤال: هل لديك دليل على أن تقليم الأظفار، نتف الإبط، البراجم وغير ذلك كان سهلًا بإسناد صحيح، إذا لم يستطع أن يجيب عن هذه فلا يجوز له أن يعترض على ابن عباس لاسيما وقد صح الإسناد إليه، بل له أكثر من إسناد صحيح إلى ابن عباس، فأنا أضم هذا الكلام إلى سنة الاستئذان، لما آتي أقول: استئذان النبي دلالة على رسوخ الإيمان في قلب العبد، لا يأتي واحد يقول لي: ماذا يكون الاستئذان؟ واحد يقول له: عن إذنك أنا ذاهب للبيت، ما الذي فيها؟ كما أن هذه أنت تراها سهلة جدًا وترى أنها لا تدل على شيء إلا إن في آية قرآنية يدبغ بها المعارض، فإن تقليم الأظفار وإن كان شيئًا سهلًا يسيرًا علق الله الإمامة عليه كما علق الإيمان على الاستئذان وهو ما أيسر الاستئذان؟ أنت تقول: أنا استأذن أن أتي على البيت هذه أخت هذه.
ففيه الأشياء الصغيرة التي نأخذها من حياة الصحابة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه لا يصلح فيها إلا أن تتأدب بأدب الناس أدب القوم الذين ابن الجوزي يقول عليهم القوم الذين هم الصحابة ابتداءً، لأنهم كانت عبادتهم بلا تكلف سهلة، والذي يتبع الصحابة في الأقوال والأفعال وفي الفقه وفي السلوك والأخلاق يستمتع بالإسلام أكثر من اتباعه لمن جاء بعدهم، لأن مَن جاء بعدهم من شدة ورعهم عثروا على أنفسهم ما كان يسيرًا عند الصحابة، لمَّا تأتي تقول لواحد من التابعين الذين تحت: أدعو الله بعمل أخلصت له فيه، يقول لك: هل أنا مخلص ولا أعرف عن الإخلاص شيء الله اعلم، لكن لو قلت للصحابي يأتي لك بعمل أخلص لله فيه أيسر كانوا أيسر عبادة، واحد يسمع الإمام يقرأ في المحراب قرآنًا صوته جميل آيات مؤثرة تسمع نواحًا في المسجد هذا يصرخ وهذا يصرخ والمسجد أصبح سوق، وعند النساء تجدهم يلطموا مثلًا، أنا أريد أن أفهم الصحابة هؤلاء لم يسمعوا قرآن قبل ذلك، هل أحد منهم فعل هكذا؟ هل أحد منهم لما بكى صرخ؟، لا، أنس بن مالك -رضي الله عنه- كان يصف بكاءهم كان يقول: كان لهم خنين، خنين: أي مكتوم هؤلاء الصحابة.
وعائشة تقول: إن القرآن أعظم من أن تنزف عليه قلوب الرجال، تسمع القرآن يُغمى عليك، كيف يُغمى عليك كيف يذهب عقلك؟ إنما نزل القرآن لإحياء قلبك ليس لكي يُغمى عليك، فما الذي فعلناه؟: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ (الأنفال: 24)، وقال تعالى: ﴿ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ﴾ (يس: 70) فالصحابة كانوا يسمعون القرآن تقشعر قلوبهم وتقشعر جلودهم ثم تلين لذكر الله -تعالى- ويستأنفوا العمل هؤلاء الصحابة، فأنا عندما أقول لك: اسمع القرآن مثل الصحابة ما كانوا يسمعوا ولا تسمعه كما كان يسمعه أهل البصرة يسمع القرآن يُغمي عليك، لا، أسمعه مثل ما كان الصحابة يسمعوه ستجد الدنيا أسهل عليك فكلما علوت كلما سعدت ورأيت الدين سهلًا جدًا ليس فيه أي مشكلة، لكن الذي عقَّد الدنيا في مسألة السلوك شغل التصوف وغير ذلك ودخلوا في رياضات التجويع وغير ذلك، وأنا أيضًا في صلة بن أشيم أبو الصهباء الذي ذكر به المثل يقول: اللهم أنجني من النار أو مثلي يسألك الجنة.
الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يسأل الله الجنة والصحابة كانوا يسألوا الله الجنة، لماذا لا تسأل الجنة؟ يقول: لا أثق بعملي يدخل له الورع ممكن إذا اشتد ممكن يدخل على البني آدم شيء من الوسواس، يكون عنده وسواس في الورع أنا عملي سيقبل؟ لا لن يقبل، مثلما أنا شرحت قبل ذلك في مدرسة الحياة أحد العلماء الكبار من علماء المعاملة الذين يسميهم ابن الجوزي علماء المعاملة وهم أرباب الزهد والورع وغير ذلك، كان له حانوت في السوق، حانوت: دكان، جاءت حريق أكلت السوق كله إلا دكانه فجاء واحد قل له: أنظر السوق أحرق كله ما عدا دكانك، قال: الحمد لله، ثم جعل يستغفر الله من هذا الحمد أربعين سنة أستغفر الله أنني حمدت الله، أستغفر أنني حمدت الله، أستغفر الله أنني حمدت الله، أربعين سنة، لماذا هل الحمد لله ذنب يوجب الاستغفار؟ لا، ألقى في روعه أن الحمد لله إن أنا نجوت كأنك لست حزين على الذين حرقوا، كأن الذين حرقوا ولا أنت حزين عليهم ولا غير ذلك إلى آخره، فدخل له الفكر هذا فجعل يستغفر الله من هذا الحمد أربعين سنة هل في ممكن أحد من الصحابة يفعل الكلام هذا؟.
لأجل هذا أقول لكم: أنت تريد أن تسعد بالإسلام وتستمتع به عليك بجيل الصحبة أنا لا أريدك أن تنزل للتابعين لأن نحن لدينا الذي فوق جدًا لدينا النبي -صلى الله عليه وسلم- والجيل الذي رآه وطبق في حياته -رضي الله عنهم- أيضًا وليس مَن رأى كمَن سمع، وهذا ليس قدح لا في التابعين ولا في تابعيهم ولا إلى آخره، لكن كل واحد يريد أسوة أقول كما قال المتنبي: 
ومَن أراد البحر استقل السواقيا
الذي يريد أن يشرب مياه صافية يذهب إلى لجة البحر من الداخل، لا يذهب إلى قناة آتية من البحر ويشرب لأن من السهل جدًا أن تتعكر هذه القناة، ولنا إن شاء الله في هذه الليلة نماذج كثيرة سنذكرها من أخلاق الصحابة والتابعين ومن بعدهم أن شاء الله.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. 
انتهى الدرس الثامن.
نسألكم الدعاء.
أختكم أم محمد الظن.


الدرس الثامن 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس الثامن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس الثامن المحاسبة
» الدرس الثامن من مدرسة الحياة
» الدرس الثامن من مدرسة الحياة
» الدرس الثامن: توجيهه صلى الله عليه وسلم لمن أكل أو شرب ناسيًا
» الدرس الثامن عشر: صيامه صلى الله عليه وسلم يومي الاثنين والخميس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1432 هجرية-
انتقل الى: