منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر  Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر    الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر  Emptyالخميس 26 ديسمبر 2013, 7:30 am

الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر 
تعداد الجماعـة اليهـودية في الولايــات المتحـدة ومعــالمها الســـكانية الأساسية 
Number of the Jewish Community in the U.S.A. and Main Demographic Traits 
بلغ عدد يهود الولايات المتحدة عام 1992 نحو 5.620.000، ويذهب مصدر إحصائي آخر أن عددهم عام 1995 هو 5.800.000 ، الأمر الذي جعلهم أكبر جماعة يهودية في العالم (حوالي 43.5%). وهم يشكلون 2.4% من الشعب الأمريكي البالغ عدده 257.595.000 نسمة. وقد أصبحت الإحصاءات الخاصّة بأعضاء الجماعة اليهودية مسألة خلافية بشكل حـاد، وخاضـعة للأهواء الأيديولوجية. فحسب إحدى الإحصاءات، بلغ العدد 8.200.000، ولكن الدراسة أضافت أن من بينهم 2.700.000 من « أصول يهودية » ولكنهم لا يعتبرون أنفسهم يهوداً. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إن كان هؤلاء ليسوا يهوداً من منظور الشريعة اليهودية ولا من منظور الإثنية اليهودية ولا من منظور أنفسهم أو جيرانهم، فلم تم ضمهم إلى الإحصاء أساساً؟ ومهما يكن الأمر، يُلاحَظ أن عدد أعضاء الجماعة اليهودية قد تناقص بشكل ملحوظ قياساً إلى عدد سكان الولايات المتحدة. فقد بلغ عدد اليهود عام 1957 نحـو 5.200.000 مليـون، وزاد إلى 5.920.900 عام 1980. ولكن من المعروف أنه حين كانت الزيادة في الشعب الأمريكي 37% كانت الزيادة بين أعضاء الجماعة اليهودية 17% فقط. ويُلاحَظ أنه لم تُسجَّل أية زيادة في عدد اليهود بعد ذلك، بينما زاد السكان في الولايات المتحدة 1.5% سنوياً. ومما يزيد الصورة قتامة أن هذا العدد لا يضم اليهود وحسب وإنما "كل أهل البيت اليهودي"، أي الأعضاء غير اليهود في العائلات اليهودية. 
ويُلاحَظ أن نسبة الخصوبة بين أعضاء الجماعة اليهودية منخفضة (يتراوح عدد الأطفال تحت سن الخامسة لكل ألف أنثى بين 20 و 44). وقد جاء في إحدى الإحصاءات (عام 1971 ـ 1972) أنه في إحدى الجماعات الأمريكية، أنجبت ألف أم يهودية (في المرحلة العمرية 20 ـ 44) 450 طفلاً مقابل 635 طفلاً للأمهات غير اليهوديات. وقد انخفضت النسبة بعد ذلك فأصبحت 1.6 لكل أنثى (بل يُقال 1.4) وهي أقل نسبة خصوبة في الولايات المتحدة (النسبة العامة للأنثى الأمريكية 2.5). وبيَّنت إحصاءات عام 1990 أن نسبة خصوبة الأنثى اليهودية للمرحلة العمرية 35 ـ 44 هو 1.57، أما بالنسبة للمرحلة العمرية المهمة 25 ـ 34 فهو نحو 0.87 (وتُعَد من أقل النسب في العالم). وهذا يدل على أن منحنى التناقص لم يصل إلى ذروته بعد. وهذا يعني أن درجة خصوبة الأنثى اليهودية غير كافية لأن تُعيد الجماعة إنتاج نفسها (المطلوب هو 2.1 طفل لكل أنثى). 
ولوحظ أن المرحلة العمرية 10 ـ 14 تشكل 10% من مجموع السكان في الولايات، أما بين أعضاء الجماعة اليهودية فهي 9.7%، أي أنها مساوية تقريباً للنسبة القومية، ولكن يُلاحَظ أن الأمر مختلف في المرحلة العمرية 5 ـ 9 إذ أن النسبة المئوية العامة هي 9.7%، وهي بين اليهود 6.8%. ويتجلى التفاوت الحاد في الأطفال دون الرابعة، فالنسبة هي 8.4% لمجموع السكان، أما بالنسبة للجماعة اليهودية فهي أقل من النصف (4%)، وهو ما يعني تزايد عقم المرأة اليهودية وتناقص خصوبتها. فإذا أضفنا إلى ذلك معدلات الاندماج العالية والزواج المُختلَط، فإننا نجد أن الاتجاه السـكاني العـام نحـو التناقص يتزايد مع الأيـام. وفي عام 1977، أوصى المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكيين بتشجيع الأزواج الأمريكيين اليهود على إنجاب طفلين أو ثلاثة أطفال على الأقل. 
ويذهب إلياهو برجمان (مركز هارفارد للدراسات السكانية) إلى أنه حينما تحتفل الولايات المتحدة بعيدها المئوي الثالث (6702) لن يتجاوز عدد اليهود 944.000 (أي أقل من مليون). بسبب انحفاض نسبة المواليد وازدياد معدلات الاندماج. ولكن، لم يتفق معه كل من صموئيل لايبرمان ومورتون واينفيلد، حيث تنبآ بزيادة بطيئة حتى عام 2000 ثم تناقص مستمر ليصل إلى 3.9 مليون عام 2070. وبغض النظر عن هذه الخلافات بين علماء ديموجرافيا الجماعات اليهودية، فإن ثمة تناقصاً ملحوظاً هو تعبير عن الظاهرة العامة الموجودة التي تسم كل أعضاء الجماعات اليهودية في العالم ويطلق عليها ظاهرة «موت الشعب اليهودي». 
وشهدت هذه الفترة تَزايُد تَوزُّع أو تشتت الجماعات اليهودية، وهو ما سيؤدي إلى زيادة معدلات الاندماج، فقد استمر الاتجاه نحو الانتقال من ولايات الشمال الشرقي (نيويورك ونيوجرسي وكونتيكات) والشمالية الوسطى (إلينوي، وغيرها)، وهي المناطق التقليدية لتركز اليهود إلى كاليفورنيا التي يبلغ سكانها اليهود في الوقت الحالي 919 ألفاً، أي نحو 3.5% من سكان الولاية، وإلى فلوريدا التي يبلغ حجم الجماعة اليهودية فيها نحو 622.000، أي 4.6%، وسكان لوس أنجيلوس من اليهود (501.000) ينقص قليلاً عن عدد سكان فيلادلفيا (245.000) وشيكاغو (248.000) مجتمعين (394.000). ومع هذا، لا تزال ولاية نيويورك تضم 1.640.000، أي 9.1% من سكانها وحوالي 20% من مجموع يهود العالم. وتضم ولاية نيوجرسي 430 ألفاً أي 5.6%. أما ولاية ماساشوستس، فتضم 270 ألفاً أي 4.5% من سكانها، وتضم ولاية بنسيلفانيا 330 ألفاً، أي 2.8% من سـكانها، وبلغ أعضـاء الجماعة اليهـودية في ميريلاند نحو 212.000، أي 4.3% من سكانها. كما استمر اليهود في التنقل من وسط المدن الكبرى إلى الضواحي والمدن الصغيرة. وقد هبط عدد اليهود من سكان نيويورك من 2.5 مليون في أوائل السبعينيات إلى 1.450.000 عام 1995. ولذا، فمن المتوقع أن ينكمش الدور الذي يلعبه اليهود في إدارة هذه المدينة. وبالفعل، تم مؤخراً انتخاب عمدة أسود في نيويورك، وكان من قبل إما يهودياً أو من أصل بريطاني. ومع هذا، تظل نيويورك أهم وأكبر مدينة يهودية في العالم (بل أكبر مدينة بولندية وأيرلندية أيضاً). ومن المدن الأخرى التي تضم جماعات يهودية كبيرة ما يلي: 
وأعضاء الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة هم أساساً جماعة حضرية، ذلك أن 96% من اليهود يقطنون المدينة مقابل المعدل القومي البالغ 64%، وذلك حسب إحصاءات عام 1971 - 1972. ويعيش 75% من مجموع اليهود في المدن الأساسية وضواحيها (نيويورك ولوس أنجيلوس وفيلادلفيا وشيكاغو وميامي وواشنطن وبوسطن وبلتيمور وديترويت وكليفلاند) والتي يعيش فيها 20% من مجموع المواطنين الأمريكيين. 
ومن القضـايا الأساسـية والخطـيرة التي يواجهها الأمريكيون اليهود، والتي تساعد على تناقص عدد اليهود، قضية الزواج المختلط. وقد ورد في إحدى الإحصاءات أن 9.2% من جملة اليهود المتزوجين عام 1950 كانوا مقترنين بطرف غير يهودي. وفي الفترة التي امتدَّت حتى عام 1965، كانت نسبة اليهود المتزوجين من يهود حوالي 95%. ولكن النسبة انخفضت إلى النصف في الفترة 1965ـ 1974 إذ انخفضت إلى 74% ثم انخفضت في الفترة 1974 ـ 1985 إلى 54%، ثم انخفضت بعد عام 1985 إلى 47 ـ 48%. وهذه هي النسبة العامة على المستوى القومي، وهو ما يعني أنها تصل في بعض الأماكن (مثل أيوا، حيث لا توجد جماعة يهودية كبيرة) إلى ما يقرب من 80 ـ 90%. ويدل المنحنى الإحصائي على أنها لم تصل بعد إلى نقطة الذروة.
ويطلق الصهاينة على ذلك «الهولوكوست الصامت» أو «الإبادة الصامتة». وقد أصدرت إحدى الجماعات اليهودية إعلاناً في إحدى الجرائد الأمريكية يقول « أنت يهودي، ولكن هناك احتمالاً كبيراً لأن يكون أولادك غير يهود ». ونسبة الذكور اليهود المتزوجين من إناث غير يهوديات إلى نسـبة الإناث اليهـوديات المتزوجـات من ذكور غير يهود هي 1 ـ 2. ولهذا دلالة من منظور الشريعة اليهودية التي تُعرِّف اليهودي بأنه من وُلد لأم يهـودية. وبالتالي، فإن أبـناء الذكور اليهـود لا يُحسـبون يهوداً. ورغم أن أبناء الإناث المتزوجات من غير يهود يُعَدون رسمياً يهوداً، فإنهم من الناحية الفعلية يعدون غير محددي الهوية. ويبلغ عدد الأطفال اليهود من الزيجات المُختلَطة بين 400 و600 ألف طفل يهودي، وهو ما يعني أن الاتجاه نحو الزواج المُختلَط سيزيد في المستقبل لأن أبناء مثل هذه الزيجات يكون عندهم استعداد أكبر للاندماج والزواج المُختلَط. 
وفي محاولة وقف تناقص أعداد أعضاء الجماعة اليهودية، اتخذت اليهودية الإصلاحية سياسة تشجيع التبشير باليهودية كما اعترفت بأبناء الذكور اليهود (المتزوجين من إناث غير يهوديات) يهوداً. ويُلاحَظ أن بعض أبناء الزيجات المختلطة، يعتبرون أنفسهم يهوداً، ولكن أغلبيتهم العظمى لا تعبِّر عن انتمائها الديني بطريقة دينية أو إثنية، أي أن يهوديتهم هي في واقع الأمر اسم بلا مُسمَّى ودالٌّ بلا مدلول. ويسبب أبناء الزيجات المُختلَطة مشكلة ضخمة في إسرائيل، فكثير من الإناث اللائي يتزوجن من يهود إما يتهودن على يد حاخامات إصلاحيين أو محافظين أو يحتفظن بانتمائهن الديني وينشئن أطفالهن يهوداً. وترفض الحاخامية الأرثوذكسية في إسرائيل الاعتراف بيهودية هؤلاء المتهودات أو يهودية أطفالهن. كما تحاول المؤسسة الأرثوذكسية في الدولة الصهيونية أن تعيد تعريف الهوية اليهودية لتصبح: « من وُلد لأم يهودية أو تهود حسب الشريعة »، أي على يد حاخام أرثوذكسي. ولو تم هذا، فإنه سيسبب ما يشبه القطيعة شبه الكاملة بين الدولة الصهيونية وأغلبية يهود الولايات المتحدة المحافظين والإصلاحيين والإثنيين. ويبدو أن تزايد معدل العلمنة يؤدي إلى الإحجام عن الإنجاب بسبب التوجه نحو اللذة وتحقيق الذات. 
وقد ظهرت في فترة الستينيات، جماعات سوداء معادية لليهود، والمؤسسة الليبرالية البيضاء. ومع بداية الثمانينيات، كان تحالف الأقليات أو التحالف الليبرالي الذي كان يشكل أعضاء الجماعة اليهودية نواته الأساسية، والذي خاض معركة الحقوق المدنية في أوائل الستينيات، قد تحطَّم تماماً ولم يَعُد لليهود فيه مكان وبدأت القيادات السوداء تتولى قيادة الأقلية السوداء التي تطالب الآن بأن تلعب دوراً يتناسب مع حجمها.وقد ظهرت أقليات أخرى في المجتمع الأمريكي مثل الكاثوليك المنحدرين من أصل إسباني (هسبانيك) والأمريكيين ذوي الأصل العربي. ويبدو أن عدد المسلمين في الولايات المتحدة قد بدأ يتجاوز عدد اليهود، إن لم يكن قد تجاوزه بالفعل. وكل هذا يعني أن الجماعة اليهودية بدأت تفقد وضعها كأهم أقلية داخل المجتمع الأمريكي. 
وقد شهدت هذه المرحلة نوعين من المهاجرين: أولهما وأهمهما المهاجرون من إسرائيل، حيث استوطن الولايات المتحدة نحو 700 ألف إسرائيلي (وإذا ضُم إلى هذا الرقم الأبناء، فإن الرقم يقترب من مليون). وقد أرسلت الوكالة اليهودية مجموعة من المبعوثين الإسرائيليين لإقناع الإسرائيليين بالعودة، ولإقناع بعض يهود أمريكا بالهجرة، فاستقر عدد منهم في الولايات المتحدة. والنوع الثاني هم المهاجرون من روسيا السوفيتية الذين بلغ عددهم 100 ألف من مجموع 265 ألف مهاجر سوفيتي حتى عام 1989، هذا بخلاف من تركوا إسرائيل بعد استقرارهم فيها. وقد تزايد عددهم في الآونة الأخيرة بسبب فتح باب الهجرة من الاتحاد السوفيتي مرة أخرى، واندلاع الانتفاضة في الوقت نفسـه، الأمر الذي جعل الاسـتيطان في فلسـطين المحتلـة أمراً غير جذاب. ويسبب كلا الفريقين حرجاً شديداً ليهود أمريكا. فالنوع الأول مرتد عن إسرائيل (بالعبرية: يورديم)، ويكوِّنون «دياسبورا إسرائيلية»، وهو مصطلح يقوض دعائم الشرعية الصهيونية. أما النوع الثاني، فهم متساقطون ( بالعبرية: نشوريم) آثروا الهجرة إلى الجولدن مدينا (البلد الذهبية) على الهجرة إلى إرتس يسرائيل (أرض إسرائيل). وهنا تطرح القضية نفسها: هل يجب مساعدة المهاجرين الإسرائيليين والروس باعتبارهم يهوداً أم يجب التصدي لهم باعتبارهم مرتدين ومتساقطين؟ ومما تجدر ملاحظته أن المهاجرين الروس يُطلَق عليهم مصطلح «يهود روس» وليس «يهود اليديشية» لأنهم لا يعرفون هذه اللغة. وقد جاء معظمهم من روسيا وأوكرانيا (لأن معظم المهاجرين من جورجيا يذهبون إلى إسرائيل بسبب كفاءتهم المتدنية، فجورجيا جزء من العالم الثالث، كما أن هجرتهم إلى إسرائيل تعني تحقيق الحراك الاجتماعي). وهناك نسبة عالية من المهاجرين السوفييت متزوجون من غير اليهود، و40% منهم لا يذهبون إلى المعابد اليهودية إلا في الأعياد المهمة. ومعظمهم مهنيون يحملون مؤهلات عالية وقد هاجروا أساساً لأسباب اقتصادية وليست أيديولوجية. ولكن متطلبات الحياة في الولايات المتحدة تفرض عليهم أن يتقبلوا وظائف دون مستواهم الفكري ودرجة تعليمهم، الأمر الذي يسبب لكثير منهم الإحباط، كما أن أخلاقيات المجتمع الأمريكي وإيقاعه يصيبهم بالحيرة. وقد كوَّن هؤلاء جماعة منغلقة على نفسها لا تكن كثيراً من الاحترام للحضارة الأمريكية أو ليهود أمريكا. ويبدو أن المهاجرين الروس والإسرائيليين لا يُقبلون على الاندماج في الجماعة اليهودية، ذلك أن الروس يرون أنهم ليسوا يهوداً أساساً. أما الإسرائيليون فيصرون على هويتهم الإسرائيلية. ومن أسباب الحرج الأخرى التي يسببها هؤلاء المهاجرون ليهود أمريكا أن الجريمة المنظمة انتشرت في صفوفهم إذ تخصصوا في تهريب الأموال وتزييفها وفي البغاء وتجارة المخدرات. وقد بدأت المافيا اليهودية الإسرائيلية والسوفيتية في الولايات المتحدة في التنسيق مع المافيا الإسرائيلية والسوفيتية في الدولة الصهيونية. هذا، وقد وضعت الولايات المتحدة قيداً على هجرة اليهود السوفييت بحيث لا يتجاوز عدد المسموح لهم بالهجرة سنوياً حداً معيناً (50 ألف ويصل العدد أحياناً إلى 70 ألفاً) وذلك لتحويل سيل الهجرة إلى إسرائيل.
وظائـــف اليهــــود الجــــدد 
Occupations of the Neo-Jews 
لا يزال الهرم الوظيفـي بالنـسبة للأمريكيـين اليهـود مختلفاً عن الهـرم على المستوى القومــي الأمريكـي، ذلك أن نحو 70% من جملة الأمريكـيين اليهـود يعملـون في أعمـال الياقـات البيضـاء مقابل المعـدل القومـي البـالغ 40%. كما أن نسبة من يعملون بأعمال غيـر يدويـة قد تـصل إلى 90% مقابل المعـدل القومـي الـذي يصل إلى 38%. ومـع هـذا، لا يؤثر ذلك فـي وضعهم بتـاتاً باعتـبار أن المجتمع الأمريكي مجتمع منفتح يوجد فيه قطاع خدمات ضخم تتزايد فيه أعمال الياقات البيضاء. ويتركز أعضاء الجماعة اليهودية في مهن مثل: الطب والهندسة والقانون والتدريس في الجامعات. وقد بلغ عـدد أعضـاء هيـئات التــدريس في الجامعات من اليهود 20% عـام 1980 (25% في كليات الطب و38% في كليات الحقــوق و50% في كليـة الحقوق في هارفارد). وهم يشكـلون أيضـاً 20% من جملة المحـامين والأطـباء. ودخــل أعضاء الجماعة اليهودية مجالاً جديداً هو مجالس إدارة الشركات وشركات التكنولوجيا المتقدمة. وتحوَّلت عضوية اتحادات نقابات العمال اليهودية التقليدية، مثل عمال النسيج المتحدين والاتحاد الدولي لقمصان السيدات ونقابة المعلمين، والتي كانت تضم أغلبية يهودية، فأصبحت عضويتها سوداً وأمريكيين من أصل أسباني وآسيويين، وأخذت قياداتها اليهودية تختفي. والواقع أن وضع الأمريكيين اليهود يكذب إحدى نبوءات المفكر الصهيوني العمالي بوروخوف الذي كان يطالب بضرورة أن يقف الهرم الوظيفي اليهودي المقلوب على رأسه، وكان يرى أن الولايات المتحدة لا تصلح لذلك لأنه كان يظن أن المهاجرين اليهود إن ذهبوا إلى هناك فسيتحولون إلى أعضاء في الطبقة العاملة، وأن الاقتصاد الرأسمالي سيأخذ في الانكماش بعد قليل وهو ما سيؤدي إلى أزمة اقتصادية يروح ضحيتها العمال المهاجرون اليهود. ولذا، كان بوروخوف يرى ضرورة استعمار فلسطين لإيجاد قاعدة عمالية وفلاحية يهودية كبيرة. وقد أثبتت الولايات المتحدة أن هذه المقولات ليست دقيقة تماماً، فقد تحولت قطاعات من اليهود إلى عمال، ولكن قطاعات أخرى تحولت إلى تجار صغار أو رأسماليين كبار. لكن الأكثر أهمية من هذا العنصر الطبقي هو العنصر الثقافي، فاليهودي المهاجر تم دمجه تماماً في المجتمع بحيث لم تعد تُوجد طبقة عاملة يهودية أو رأسمالية يهودية وإنما طبقة عاملة أمريكية تضم أمريكيين أعضاء الجماعة اليهودية ورأسمالية أمريكية تضم رأسماليين من أعضاء الجماعة اليهودية إلى جانب الرأسماليين الأيرلنديين والسود والعرب وغيرهم. 
وقد خضع الأمريكيون اليهود للقوانين العامة لتطور المجتمع، ولملابسات أوضاعهم الثقافية الخاصّة، فتحوَّل المهاجرون إلى عمال. ولكن أولاد العمـال تحوَّلوا، بعـد أن تلقـوا تعليمهم الجامعـي، إلى مهنيين. ولا يزال هذا هو الاتجاه السائد، ففيما بين عامي 1982 و1983 كان أربعة أخماس الشباب اليهودي ملتحقين بالجامعات، وحصل ثلاثة أرباع الرجال ونصف النساء على شهادات جامعية، وما يزيد على ثُلثهم حصل على شهادات دراسات عليا. ولعل اندماج اليهود الكامل، وتحوُّلهم إلى قطاع عضوي في المجتمع الأمريكي، يتبدَّى في تعيين هنري كيسنجر وزيراً للخارجية عام 1973 وتعيين إرفنج شابيرو مديراً لواحدة من أهم الشركات الأمريكية وهي شركة دي بونت عام 1974. وقد حقق كثير من أعضاء الجماعة اليهودية ثروات ضخمة وأصبحوا من كبار الرأسماليين. 
الاندمــاج الدينــي والثـــقافي (أمركــة اليهـــود الجــدد) 
(Cultural and Religious Assimilation (Americanization of the Neo-Jews 
يُلاحَظ أن معدلات العلمنة آخذة في التزايد بين الأمريكيين اليهود في هذه الفترة حيث يتجلَّى ذلك في إقبال الشباب اليهودي على مختلف العبادات الجديدة مثل الماسونية والبهائية والانخراط فيها. وقد ورد في إحدى الإحصاءات أن 53% من اليهود لا ينتمون إلى أبرشية دينية، أي لا يذهبون إلى المعبد. ومن النسبة الباقية، ذكر 50% أنهم محافظون، وذكر 30% أنهم إصلاحيون. وهناك نسبة ضئيلة في حركة اليهودية التجديدية ولكن هذه الحركة آخذة في الانتشار والاندماج مع اليهودية المحافظة. وهذه الفرق اليهودية هي صيغ مخفَّفة معلمَنة من اليهودية الحاخامية. أما الأرثوذكس، فلا تزيد نسبتهم عن 20% من مجموع اليهود المرتبطين بأبرشية ما، أي أن الأرثوذكس أقل من 10% من يهود الولايات المتحدة. وفي إحصاء لعام 1982 ـ 1983، ورد أن النسبة انخفضت إلى 6% وحسب. ويُلاحَظ أن اليهود الأرثوذكس يتركزون في تجمعات سكانية يمكنهم من خلالها الحفاظ على هويتهم الدينية الإثنية. وقد حدَّد 18% من الأمريكيين اليهود الهوية اليهودية على أساس ديني، بينما يرى 61% أن اليهود يشكلون تجمعاً إثنياً ثقافياً وحسب. وفي إحصاء عام 1990، ظهر أن 5% فقط يقيمون الشعائر الخاصة بالسبت (ويوقد 44% شموع السبت)، وأن 15% يمارسون الشعائر اليهودية الخاصة بالطعام المباح شرعياً. ولوحظ أن اليهود لا يقيمون الشعائر التي تتطلب ضبط النفس وتطويعها، بل يقيمون الشعائر الاحتفالية، مثل عيد الحانوكاه وعيد الفصح، وهو ما يدل على أن يهودية يهود أمريكا أمر مرتبط بتزجية أوقات الفراغ والترويح عن النفس أو تحقيقها، كما يدل على أنها غير مرتبطة بأداء الفرائض الدينية وتطويع النفس. 
ويحتفل يهود الولايات المتحدة بعيد التدشين على نحو مبالغ فيه لأنه يقع في أيام الكريسماس. ولذا، أصبح هذا العيد، بمعنى من المعاني، هو الكريسماس اليهودي، فإلى جوار شمعدان الحانوكاه نجد شجرة الحانوكاه والعم ماكس رجل الحانوكاه (المعادل الموضوعي لبابانويل أو سانتاكلوز). بل إن بعض اليهود يحتفلون بالكريسماس باعتباره مناسبة قومية. وقد صرح أحد المعلقين بأن اليهودية أصبحت، بالنسـبة للأمريكيين اليهـود، ديانة تكمـل الديموقراطية الليبراليـة الأمريكية، ولم تعد انتماءً إثنياً أو قومياً أو حتى دينياً بالمعنى التقليدي للكلمة. ولذا، فإن اليهودية الأمريكية تركز على القيم الأخلاقية العامة التي تتفق مع أخلاقيات المجتمع، وتستبعد كل الجوانب الثقافية أو القومية أو حتى الجمالية لليهودية، وإن أبقت على بعضها فإنها تتقبلها بشكل سطحي. وتتجلَّى مرونة اليهودية في الولايات المتحدة، واتجاهها العملي، في اندماج اليهودية المحافظة باليهودية الإصلاحية على مستويات القيادة وعلى مستوى الأبرشيات. وفي استطلاع للرأي أُجري عام 1981، صرح كل الذين اشتركوا فيه أن يهوديتهم ليست لها علاقة البتة بمستقبلهم، أي أنها لا علاقة لها برؤيتهم للعالم أو لأنفسهم ولا تحدد سلوكهم في الوقت الحاضر ولا مشاريعهم في المستقبل. 
وقد تنبأت إحدى الإحصاءات بأن يهود أمريكا سينقسمون، وبشكل حاد، إلى قسمين: يهود متدينين ويهود إثنيين، وأن الاستقطاب بين الفريقين سيتزايد بسبب تزايد علمنة الإثنيين وانغماسهم في الزواج المختلط، وأن الفريقين قد يتعادلان في العدد بسبب زيادة نسبة الخصوبة ومعدلات التكاثر بين المتدينين وقلة الاندماج بينهم. ولكن هذه الإحصائية تُسقط تزايد معدلات العلمنة بين المتدينين أنفسهم وبين أبنائهم، أما من الناحية الثقافية، فقد ازداد اندماج اليهود في الثقافة الأمريكية، ويتبدَّى هذا في تَزايُد عدد الكُتَّاب الأمريكيين اليهود وازدياد بروزهم ونجاحهم في التعبير باللغة الإنجليزية الأمريكية عن تجربة أعضاء الجماعة في الولايات المتحدة. كما أن الاندماج يتبدَّى في واقع أن الأمريكيين اليهود يعبِّرون عن هويتهم اليهودية داخل مؤسساتهم الأمريكية المختلفة مثل بقية أعضاء الجماعات الأخرى. وقد حققت لهم الولايات المتحدة إمكانات التعبير، إذ توجد جامعتان يهوديتان ومدرستان طبيتان يهوديتان وثلاث مدارس لاهوتية عليا وعدد كبير من المدارس التلمودية العليا (يشيفا)، وعدد كبير من المتاحف اليهودية المهمة، ومن بينها متحف للإبادة النازية في واشنطن في المنطقة التي توجد فيها المتاحف القومية. وهناك جمعية تاريخية يهودية أمريكية عمرها تسعون عاماً، وعدد كبير من المؤسسات الثقافية اليهودية والمعابد المختلفة التي تلائم كل ذوق وانتماء إثني، كما أن هناك العديد من أقسام الدراسات العبرية واليهودية في الجامعات الأمريكية. ويبدو أن الثقافة الأمريكية اليهودية المكتوبة (باللغة الإنجليزية) تتمتع بنوع من الازدهار، حتى أن كل الكتابات المهمة عن العقيدة اليهودية تَصدُر أساساً في الولايات المتحدة وليس في إسرائيل. ومع هذا، يُلاحَظ أن تَزايُد العلمنة والاندماج يخلق مشكلة بالنسبة للمتخصصين في حقل الدراسات اليهودية إذ أن خريجي أقسام الدراسات اليهودية لا يجدون وظائف شاغرة لأن الطلب آخذ في التقلص. وقد تحولت الثقافة اليديشية الآن إلى ما يشبه الحفرية. ومن الملاحَظ أن الثقافة الإسرائيلية العبرية الجديدة في إسرائيل لا تزال ثقافة الإسرائيليين وحدهم ولا تؤثر تأثيراً ملحوظاً في الأمريكيين اليهود حيث لا يزيد تأثيرها عن تأثير الثقافات الأجنبية الأخرى غير الأوربية التي يتفاعل معها المجتمع الأمريكي ككل. 
اليهود الجدد والصهيونية 
Neo-Jews and Zionism 
تجدر ملاحظة أن الولايات المتحدة قررت في هذه الفترة أن تلعب دوراً نشيطاً ومباشراً في العالم العربي، وخصوصاً بعد هزيمتها في فيتنام وبعد ازدياد أهمية البترول ومع تصاعد حركة القومية العربية التي هدَّدت المصالح الغربيـة. وقد أخذ هذا شـكل إعطاء إشـارة البدء لإسرائيل، فقامت بعملية 1967 التي كانت الولايات المتحدة تدعمها دعماً كاملاً، وهو دعم تُوج في نهاية الأمر بالاتفاق الإستراتيجي وتزامن مع تخلي الولايات المتحدة عن سياسات الوفاق واتباعها سياسة الحرب الباردة ثم ظهور النظام العالمي الجديد وتوقيع اتفاقيات السلام المختلفة مع الدول العربية. 
وأدَّى هذا الاقتران شبه الكامل بين المصالح الأمريكية والمصالح الإسرائيلية إلى صهينة الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة بشكل شبه كامل إذ لم تَعُد هناك شبهة ازدواج ولاء أو تعارض في المصالح.. إلخ. وقد تزامن هذا مع تطور آخر لا يقل عنه دلالة وهو اندماج أعضاء الجماعة في المجتمع الأمريكي بشكل تام حتى أصبح من الممكن أن يُطلق عليهم اليهود الواسب (والواسب هم البروتستانت البيض من أصل أنجلو ساكسوني). وقد يبدو الاتجاهان متكاملين ولكنهما في واقع الأمر متناقضان بشكل عميق. 
ومما تجدر ملاحظته أن مصطلحات، مثل: «يهودي» و«صهيوني» و«يهودية»، قد اكتسبت دلالات جديدة تماماً في السياق الأمريكي. فقد أصبحت العقيدة اليهودية في الولايات المتحدة مرتبطة عضوياً بل تكاد تكون متداخلة مع الصهيونية. ولكن كلاًّ من العقيدة اليهودية والصهيونية أُعيد تعريفه حتى يمكن تحقيق الترادف، فاليهودية ورموزها تمت علمنتها بحيث تحولت إلى ما يشبه عبادة دولة إسرائيل (العجل الذهبي الجديد)، وقد نجحت الصهيونية في أن تُرسِّخ في ذهن الجميع أن بقاء الدولة الصهيونية شرط أساسي لبقاء اليهودية، وأنها الحصن الوحيـد ضـد انحلال اليهودية، بل إن بقاء اليهودية نفسها مرهون ببقائها. وكما قال الحاخام ألكسندر شندلر، فإن معظم يهود الولايات المتحدة يتصورون الآن أن الدولة الصهيونية كنيسهم وأن رئيس وزرائها حاخامهم الأكبر. ومن ثم، أصبحت اليهودية انتماءً إثنياً وعرْقياً. وأصبح التعبير عن الهوية اليهودية يأخذ شكل الانخراط في التنظيمات اليهودية ذات التوجه الصهيوني، وفي المظاهرات من أجل تأييد إسرائيل، وكذلك شكل الاعتزاز بالهوية القومية. 
ولذا يمكننا القول بأن تصاعد النبرة الصهيونية والحديث المتكرر عن الإثنية اليهودية بين يهود أمريكا ليس تعبيراً عن الانعزال وتماسك الهوية، وإنما هي بمنزلة العكاز الذي يستمد منه اليهودي المندمج نوعاً من الهوية (السطحية التي لا تكلفه شيئاً) يساعده على مزيد من الاندماج (وهو في هذا لا يختلف كثيراً عن أعضاء الأقليات الأخرى الذين ازدادت حدة إثنيتهم مع تزايد معدلات الاندماج بينهم) وعلى فقدان الهوية وعلى تقبُّل علمنة وأمركة حياته. 
وإذا كانت الصهيونية قد حوَّرت اليهودية الأمريكية وأعادت تعريفها ووظفتها لصالحها، فإن يهود الولايات المتحدة أنجزوا شيئاً مماثلاً بالنسبة للصهيونية، ذلك لأن صهيونيتهم صهيونية توطينية، ومن هنا الحديث عن «يهودية دفتر الشيكات» حين يعبِّر اليهودي عن يهوديته عن طريق إجزال العطاء للمُستوطَن الصهيوني، دون أن يفكر قط في الهجرة. بل إنهم طوروا الأسطورة الصهيونية، فلم تَعُد صهيون أرض الميعاد، البلد الذي يحنون ويهاجرون إليه، وإنما أصبحت «مسقط الرأس» تماماً مثل أيرلندا بالنسبة للأمريكيين الأيرلنديين وإيطاليا للأمريكيين الإيطاليين، فهم يهود بشرطة (بالإنجليزية: هايفنيتيد جوز hyphenated Jews) أي أمريكيون/يهود. والوطن الأصلي هو المكان الذي يهاجر منه الإنسان لا إليه، أي أن يهود الولايات المتحدة قد قلبوا الأسطورة الصهيونية رأساً على عقب وفرغوها من مضمونها القومي الاستيطاني وأعطوها مضموناً غير صهيوني، بل معادياً للصهيونية، تماماً مثلما فرغ الصهاينة اليهودية من مضمونها الديني وأعطوها مضموناً قومياً! فكأن الأمر يتعلق بدين دون محتوى ديني، وقومية دون محتوى قومي. 
والواقع أن ظهور الصهيونية التوطينية الخالية من المضمون القومي الاستيطاني يفسر ظاهرة كثرة التظاهرات الصهيونية للدفاع عن «حق» اليهود السوفييت وكذا «حقوق» يهود الفلاشاه ويهود سوريا في الهجرة. ومع ذلك، لا يذهب أحد من هؤلاء المتظاهرين إلى إسرائيل للاستيطان إذ يكتفي بإظهار حماسه الزائد ولا يتحدث أحد أبداً عن «واجب» الهجرة. وقد ورد في إحدى الإحصاءات أن 81% من الأمريكيين اليهود يرون أن التفكير بجدية في الاستيطان في إسرائيل ليس ضرورياً. ولكن 83% منهم صرح بأن دمار إسرائيل سيمثل مأساة شخصية بالنسبة لهم جميعاً! ولذلك لا تزال معدلات الهجـرة من الولايات المتحـدة متدنية، ففي عام 1970 هاجر 7.658 ، وفي عام 1975 هاجر 2964، ولم يهاجر سوى ثلاثة آلاف عام 1979. ومن قبيل المفارقات المضحكة أن عدد المهاجرين يتناسب تناسباً عكسياً مع الحماس الصهيوني، فكلما زاد الحماس الصهيوني، ومن ثم زادت التظاهرات، نقص عدد المهاجرين. ويبلغ مجموع الأمريكيين اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل منذ تأسيسها خمسين ألفاً على مدى أربعين عاماً، أي بمعدل 1250 يهودياً لكل عام. والواقع أن الصهيونية حلت مشكلة الهوية بالنسبة ليهود الولايات المتحدة بأن اعتبرت الدولة الصهيونية وطنهم الأصلي، ولكنها من ناحية أخرى زادتها تفاقماً إذ كيف يستطيع الأمريكيون اليهود أن يركِّزوا حياتهم الدينية كلياً على أرض لا يعيشون فيها بل لا ينوون الهجرة إليها؟ ومن هنا، فإن تعريف اليهودي الأمريكي أصبح هو: اليهودي الذي يحلم دوماً بالهجرة إلى صهيون دون أن تكون لديه أية نية في أن يفعل ذلك! 
ويُلاحَظ أن أعضاء الوكالة اليهودية يحاولون تشجيع الهجرة إلى إسرائيل وجذب اليهود إليها بالحديث عن فرص العمل المتاحة وإمكانات الترقي المادي والراحة المادية المتوافرة، أي أن تجنيد المهاجرين يتم من منظور أمريكي واستناداً إلى منطق برجماتي عملي وليس إلى منطق صهيوني عقائدي. وقد استوطن كثير من الأمريكيين الضفة الغربية حيث توجد فرص اقتصادية أكثر من الموجودة وراء الخط الأخضر وحيث شيدت الدولة الصهيونية مستوطنات تتوافر فيها كل سبل الراحة. وهذا ما سميناه «الاستيطان مكيف الهواء»، وسماه المعلق العسكري الإسرائيلي زئيف شيف «الاستيطان دي لوكس». ومن الحقائق المهمة أيضاً أن عدد من زاروا إسرائيل للسياحة من يهود الولايات المتحدة هو 15% فقط. وإذا وضعنا في الاعتبار أن الأمريكيين اليهود من أكثر قطاعات المجتمع الأمريكي سفراً وسياحة لكل أنحاء العالم، لاكتشفنا أن النسبة صغيرة إلى حدٍّ كبير. ولكن يبدو أن غالبيتهم الساحقة تفضل الذهاب لجزر الكاريبي. 
ومع هذا فتوجه يهود أمريكا الصهيوني التوطيني يؤثر في بعض جوانب سلوكهم السياسي. ومن المعروف أن مختلف الأقليات في الولايات المتحدة تأخذ موقفاً ليبرالياً وتصوت للحزب الديموقراطي. ولكن هذا النمط بدأ يتغيَّر بالنسبة لأعضاء الجماعة اليهودية. وقد اتضح هذا عام 1972 حين صوت أعداد كبيرة منهم ضد ماكجفرن مرشح الحزب الديموقراطي بسبب مواقفه ضد الحرب الباردة، وسياسات التسلح، إذ كانت المؤسسة الصهيونية تعتقد أن مثل هذه المواقف قد تضر بمصالح إسرائيل.
وقد لاحَظ معلق سياسي يهودي أن أعداداً كبيرة من الشباب اليهودي انخرطوا، أثناء حرب فيتنام، في صفوف المتمردين ورافضي الحرب، إذ أن ثُلث أعضاء اليسار الجديد كانوا من الشباب اليهودي. ولكن المؤسسات اليهودية نفسها اتخذت موقفاً محايداً يُعتبر جزءاً من تأييدها لإسرائيل. ولم تصبح المعابد اليهودية مراكز لتزويد المتهربين من الخدمة بالمعلومات والمشورة، شأنها في هذا شأن بعض الكنائس. ولذا، كان كثير من الحاخامات اليهود يرسلون الشباب اليهودي المتهرب من الخدمة إلى الكنائس. ويُلاحَظ الآن أن الجماعات الكاثوليكية وليست اليهودية هي التي تتحدث عن السلام وعدم التسلح وتتخذ مواقف ضد القنبلة الذرية. 
ولكن، ومع هذا، تنشأ أحياناً توترات عميقة بين الأمريكيين اليهود والقيادة الصهيونية، إذ يجد هؤلاء أنه ليس من صالحهم أن يتحالفوا مع الأغلبية الصامتة والجماعات الأصولية التي تطالب بعدم فصل الدين عن الدولة، وهو أمر يتنافى مع الموقف التقليدي لليهود الذي يطالب بمزيد من العلمنة ضماناً للحريات والانعتاق. وفي الآونة الأخيرة، توترت العلاقات بين أعضاء الجماعة اليهودية والدولة الصهيونية لأن هذه الدولة تشوه صورتهم في مجتمعاتهم بسبب حركة الاستيطان في الضفة الغربية وترفع شعارات دينية متعصبة تتناقض مع القيم التي يعيشون على أساسها. لقد كانت الدولة الصهيونية، حتى عام 1967، محل فخرهم بانتصاراتها العسكرية ومؤسساتها الديموقراطية، وكانوا يسعدون كثيراً بهويتهم اليهودية التي كانت تستند إلى قيم لا تختلف كثيراً عن قيم المجتمع الأمريكي. ولكن، بعد ظهور التيارات السياسية العنصرية الواضحة في إسرائيل (وهم يحيون في مجتمع يرفع شعار المساواة)، وبعد تطرف إسرائيل وتشددها في مواقفها السياسية (وهم في مجتمع يتحدث دائماً عن التكيف والتعقل والاعتدال)، فإن يهود الولايات المتحدة لم يعودوا يشعرون بالفخر بل ويحاولون الاحتفاظ بمسافة بينهم وبين الدولة الصهيونية. ثم هناك، في نهاية الأمر، قضية هوية اليهودي تلك القضية الأزلية التي لا تجد حلاًّ لها، والتي قد تجعل منهم يهوداً من الدرجة الثانية. كما كان لحادثة بولارد أعمق الأثر في تعميق الفجوة والجفوة بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة، إذ أثبتت لهم أن الدولة الصهيونية تؤثر مصلحتها على مصلحتهم. ومن المتوقع أن يتعمق هذا الاتجاه بعد أن قضت الانتفاضة على صورة إسرائيل بوصفها واحة الديموقراطية والسلام والتسامح. فمنظر جنود الدولة الصهيونية وهم يكسرون عظام الشباب الفلسطيني ويطاردون الأطفال على شاشة التليفزيون أمام الأمريكيين جميعاً، وأمام جيرانهم، ليس بالأمر الذي يدعو للفخر. ومع هذا فلا شك في أن الاتفاقات العربية الأخيرة مع إسرائيل ستخفف حدة التوتر بين الدولة الصهيونية والأمريكيين اليهود. 
ويمكن القول بأن الولايات المتحدة تمثل التحدي الأكبر بالنسبة للمشروع الصهيوني. وقد أدرك المؤرخ الروسي اليهودي سيمون دبنوف أن مسار الهجرة اليهودية الشرق أوربية متجه نحو الولايات المتحدة، ولذلك فقد تنبأ بفشل المشروع الصهيوني في جذب كثافة سكانية. فالولايات المتحـدة كما رآهـا هي مركز جذب أكثر تألقاً وأهمية من فلسـطين. ويبدو أنه كان محقاً في رأيه إذ أن مسار الهجـرة اليهـودية لا يزال يتجـه نحـو الولايات المتحــدة بالدرجة الأولى. وربما كان تَساقُط المهاجرين السوفييت (أي خروجهم من الاتحاد السوفيتي زاعمين أنهم سيهاجرون إلى إسرائيل للحصول على تأشيرة خروج ثم يغيِّرون اتجاههم ويهاجرون إلى الولايات المتحدة) وتزايد عدد المرتدين من الإسرائيليين، تعبيراً عن الحركة الطبيعية لليهود نحو الولايات المتحدة، والتي تعوقها الأوهام العقائدية للصهاينة. 
كما أن جاذبية الولايات المتحدة بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية في العالم متعددة الجوانب، فهي على حد قول أحد الكُتَّاب « المنفى الذهبي» وهي الجولدن مدينا (البلد الذهبي) حيث الشوارع من فضة والأرصفة من ذهب. فهناك الجانب المادي، حيث هي أرض اللبن والعسل الحقيقية والهامبورجر، ويجد فيها اليهودي فرصاً اقتصادية لا حد لها، وهي بلد يحقق فيه الفرد مستوى معيشياً واستهلاكياً مرتفعاً يعد من أعلى المعدلات في العالم. وهي بلد آمن لا يجرؤ أحد على مهاجمته فيه. وهي، في نهاية الأمر، البلد الذي منح أعضاء الجماعة اليهودية حقوقهم السياسية والمدنية والدينية الكاملة. وقد قال سالو بارون إن الولايات المتحدة أول تجربة يهودية حقيقية بعد الانعتاق. كما أن صورة الولايات المتحدة الجذابة تناقض بشكل مذهل صورة الدولة الصهيونية الكالحة، فهي دولة لا تتمتع بالأمن. ويرى يهود الولايات المتحدة، بخلفيتهم الشرق أوربية، أن إسرائيل محاصرة ومهدَّدة، تماماً مثل مدنهم في السابق، في منطقة الاستيطان. وهي دولة تدعي أنها يهودية، ولكنها في الحقيقة بغير هوية واضحة، فلا هي دولة دينية ولا هي علمانية، وهي تعتمد في بقائها على الولايات المتحدة. ومع ضعف العقيدة الصهيونية داخل إسرائيل وخارجها، يضطر الصهاينة إلى أن يُسقطوا الخطاب الديني ويهيبوا باليهود للهجرة لأسباب مادية محضة مثل التمتع بمستوى معيشي مرتفع، الأمر الذي سيزيد ولا شك من جاذبية الولايات المتحدة التي تحقق هذا المستوى بكل يسر. 
وربما كان هذا ما حدا بعض اليهود، مثل المؤرخ اليهودي المعاصر ساخار، على أن يصرح بأن الولايات المتحدة ليست منفى وأنها وطن قومي لليهود بمعنى أن هناك على الأقل وطنين قوميين (!) وهذا هو ما تدافع عنه صهيونية الأقليات أو صهيونية الشتات (الدياسبورا)، التي نسميها «الصيهيونية التوطينية»، صهيونية من يرفضون الهجرة ويكتفون بالدعم والتأييد حتى تتاح لهم الحياة في المنفى الذهبي. ومما يزيد الأمور تركيباً بالنسبة إلى المؤسسة الصهيونية أنه مع تزايد اعتمادها على الولايات المتحدة أصبح بقاؤها مرهوناً بها. وفي الواقع، فإن وجود أقلية يهودية داخل مؤسسات صنع القرار أمر حيوي للجيب الصهيوني، وهو ما يعني ضرورة بقاء الأمريكيين اليهود في الولايات المتحدة. كما أن الدولة الصهيونية، التي تطالب يهود أمريكا بالهجرة، تجد أن من صالحها أيضاً ألا يهاجروا، ويتنازع هذان القطبان السياسة الإسرائيلية.
يتبع إن شاء الله...


الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر    الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر  Emptyالخميس 26 ديسمبر 2013, 7:38 am

علاقة الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة بالأمريكيين السود 
Relationship between the Jewish Community in the U.S.A. and Afro-Americans 
حينما استوطن اليهود في الولايات المتحدة وفي غيرها من بلاد العالم الجديد، فإنهم جاءوا باعتبارهم مستوطنين غربيين بيضاً هاجروا إليها في إطارالتشكيل الاستعماري الاستيطاني الغربي (الأنجلو ساكسوني على وجه التحديد)، وهو تشكيل غربي أبيض يحاول غزو العالم وإخضاع سكانه من غير البيض. ولكن كان هناك علاقة خاصة بين أعضاء الجماعة اليهودية والسود تتحدد في أن كثيراً من تجار الرقيق كانوا من اليهود الذين قاموا بالاشتراك في عملية نقل السود من أفريقيا وتوطينهم في الولايات المتحدة. 
وقد نشأ في الجنوب الأمريكي نظام المزارع (بالإنجليزية: «بلانتيشنز plantations»). وهو نظام زراعي تجاري شبه إقطاعي شبه عبودي يهدف إلى إنتاج السلع الزراعية بهدف الربح من خلال استخدام العمالة السوداء المكثفة التي كانت تُستجلَب من أفريقيا. وكان أعضاء الجماعة اليهودية جزءاً لا يتجزأ من التشكيل الاستيطاني الأبيض في الجنـوب الأمريكي، وخصوصاً أن أسـاس التصنيف فيه كان اللون وحسب، على عكس الشمال حيث كان التصنيف فيه يتم على أساس كلٍّ من اللون والدين. وقد امتلك أعضاء الجماعة العبيد وتاجروا فيهم، شأنهم في هذا شأن مختلف أعضاء المجتمع. وحينما اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية أو حرب تحرير العبيد، كانت مشاركة القيادات اليهودية في الدعاية ضد الرقيق باهتة خافتة للغاية. ففي الجنوب، أيدت المؤسسة اليهودية (الدينية والاجتماعية) موقف الجنوب المطالب بالاستمرار في الحفاظ على مؤسسة الرق. وفي الشمال، لم تظهر شخصيات يهودية كثيرة معارضة لنظام الرقيق، باستثناء حالات فردية، وهو ما أثار حنق الأوساط الليبرالية ضدهم. ويُلاحَظ أن أهم شخصية يهودية آنذاك، وهو الحاخام إسحق وايز، لزم الصمت تماماً تجاه هذه القضية. ويبدو أنه، بعد إلغاء نظام الرق بشكل رسمي، وُضع السود (بعد تحريرهم) في أماكن دنيا من المجتمع الأمريكي بحيث أصبحوا بروليتاريا رخيصة لا يحق لها التعبير عن ثقافتها أو وجودها الحضاري، ومن ثم لم يكن هناك صراع مباشر أو خاص بين أعضاء الجماعة اليهودية البيض والأمريكيين السود. 
ورغم وجود أسباب قوية للصراع بين الفريقين (لأسباب سنوضحها فيما بعد)، فإنه حينما بدأت حركة الحقوق المدنية في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، للدفاع عن حقوق الأمريكيين السود، كان هناك وجود يهودي ملحوظ فيها على مستوى القيادات والكوادر. ولعل هذا يعود إلى أن الجماعة اليهودية، شأنها في هذا شأن معظم الأقليات المهاجرة التي تعيش في المدن، تدين بالولاء للحزب الديموقراطي وتنحو منحىً ليبرالياً. كما أن أبناء الجيل الثالث من الأسر اليهودية المهاجرة كانت ولا شك قد تمت أمركتها وعلمنتها، ومن ثم فإنها بدأت تشعر بأزمة المعنى وتحاول العثور على حلٍّ لها، ولكنها لم تجده داخل الإطار اليهودي الذي كان قد تَبنَّى القيم البورجوازية الأمريكية، فانخرط الشباب اليهودي في صفوف اليسار وحركات حقوق الإنسان. ولكن، مع أواخر الستينيات، بدأ التوتر يظهر بين أعضاء الجماعة وبين قيادات حركة السود الشابة، مثل اليهود السود والمسلمين السود والقوة السوداء، وأخذت الأمور في التدهور بحيث يمكن القول بأن العلاقة بين المؤسسة السوداء والمؤسسة اليهودية علاقة لا يمكن وصفها بأنها ودية. 
وثمة أسباب عديدة بنيوية لهذا التوتر وهذا العداء: 
1 ـ من المعروف أن كلاًّ من الأمريكيين السود وأعضاء الجماعة اليهودية يتركزون في المدن الكبرى (الساحلية) جنباً إلى جنب، وهو ما يعني قدراً كبيراً من الاحتكاك ومن ثم التوتر. 
2 ـ وهناك نمط أساسي للحراك الاجتماعي في الولايات المتحدة وهو أن قطاعات كبيرة من الجماعات المهاجرة تقطن أحياء فقيرة في المدن السـاحليـة بعض الوقـت، إلى أن تثبت أقدامها وتحقق الحراك الاجتماعي، فتترك الجيتو وقاع المدينة المظلم وتنتقل إلى أحياء الطبقة الوسطى في الضواحي المنيرة. وهذا ما حدث للمهاجرين اليهود (سواء من أصل ألماني أم من أصل يديشي) وهو أيضاً ما حدث للإيطاليين وغيرهم. وقد أدَّى استقرار أعضاء الجماعة اليهودية في الضواحي إلى إضعاف علاقتهم ببقية أعضاء الأقليات وتقوية علاقتهم بالنخبة الحاكمة، وقد فَقَدت الجماعة اليهودية ليبراليتها التقليدية وتضامنها مع الأقليات المضطهدة. ولا شك في أن الحراك الذي حققه أعضاء الجماعة اليهودية ولَّد كثيراً من المرارة في نفـوس السـود لأنهـم حضروا قبـل المهاجرين اليهود. ومع هـذا، فبينما ساعدت المؤسسات الأمريكية البيضاء اليهود على الحراك، باعتبارهم بيضاً، فإنها بذلت أقصى جهدها للتمييز ضد السود حتى أصبح السود جماعة وظيفية بلا وظيفة، طبقة بلا دور ولا هوية، وذلك باعتبار أن الهوية الأمريكية البيضاء موصدة دونهم. 


3 ـ ومما يجدر ذكره أن أعضاء الجماعة اليهودية ليسوا الهدف الأول للعنصرية الأمريكية حيث توجِّه هذه العنصرية طاقاتها وسمَّها نحو السود (وربما العرب المسلمين) وهي لا تتوجه نحو اليهود إلا في بعض الأوساط العنصرية الهامشية المتطرفة. ومع هذا، لاحَظ الزعماء الأمريكيون السود أن أعضاء الجماعة اليهودية عندهم حساسية بالغة تجاه أية ملاحظات قد تُشتم منها معاداة اليهود. إنَّ هذا الاتجاه عند بعض أعضاء الجماعات اليهودية نحو احتكار دور الضحية الأزلية، وإنكار هذا الدور على أعضاء الأقليات الأخرى، ساهم ولا شك في تصعيد التوتر. فالإعلام الأمريكي، الذي يتسم بوجود يهودي ملحوظ فيه، يركز على الإبادة النازية ليهود أوربا وكأنها عملية اضطهاد وإبادة تمت بالأمس أو منذ دقائق، دون أي اكتراث بما تم بعد ذلك من مذابح واستغلال وإهانة لأعضاء الأقليات الأخرى، ودون أي اهتمام بالأمريكيين السود الذين يعيشون داخل المجتمع الأمريكي، وعلى بُعد خطوات من استوديوهات التليفزيون التي تتجاهلهم.كما يشير الزعماء الأمريكيون السود إلى أن السينما الأمريكية التي لعب بعض أعضاء الجماعة اليهودية دوراً ملحوظاً في تأسيسها ثم الهيمنة عليها، ساهمت في ترويج الصور الإدراكية السلبية عن السود باعتبارهم كسالى ومحبين للهو. 
4 ـ وحينما حقق أعضاء الجماعة اليهودية الحراك الاجتماعي، تركوا حياً مثل هارلم، فشغله الأمريكيون السود، حتى أصبح السكان من السود بينما ظل أصحاب العقارات وصغار الملاك وأصحاب محلات الرهونات في الأحياء السوداء من أعضاء الجماعة اليهودية، أي أن اليهودي أصبح الممثِّل الأساسي للمؤسسة البيضاء في أحياء السود، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى درجة غير عادية من الاحتكاك يلعب فيها اليهود دور المستغل المباشر وهو ما يُولِّد الكثير من التوتر. 
5 ـ ظهرت جماعات المسلمين السود والقوة السوداء ممن يرون أن أعضاء الجماعة اليهودية يشكلون قطاعاً مهماً في المؤسسة الحاكمة المستغلة. بل إنهم يذهبون إلى أن اليهود يشكلون جسماً استغلالياً غريباً أبيض يقوم بامتصاص دم الجيتو الأسود وتصدير فائض القيمة خارجه، ومن ثم يعوقون ظهور رأسمالية أمريكية سوداء. والواقع أن رؤية هذه الجماعات السوداء لليهود لا تختلف كثيراً عن رؤية العرب لإسرائيل.
6 ـ وجدت القيادات السوداء أن أعضاء الجماعة اليهودية يحاولون الحفاظ على مواقعهم المتقدمة التي شغلوها في المجتمع، وعبَّروا عن مخاوفهم من أن واقع تحسين أحوال السود سيكون على حسابهم. وقد تجلَّى ذلك في مدارس نيويورك حينما تقرر أن يُفتَح الباب لتجنيد أعداد أكبر من المدرسين السود، فنظم اتحاد المدرسين الذي كان يضم أغلبية يهودية ساحقة إضراباً للاحتجاج على هذه الخطوة. ويمكن القول بأن القطيعة أخذت شكلها النهائي عام 1966 حين صوت 55% من يهود نيويورك ضد تشكيل لجنة تحقيق بشأن نشاط رجال الشرطة وسلوكهم بينما أيدت ذلك أغلبية السود. واستمر هذا النمط وهيمن وازداد حدة، فنجد أن قيادة الجماعة اليهودية تعارض نظام النصاب في التعليم، أي تخصيص نسبة معيَّنة للأقليات التي أضيرت من التمييز ضدها في الماضي، كما ترفض نظام المعاملة الأفضل لأعضاء الأقليات في التعيين في الوظائف، وهو ما يُسمَّى «العمل الإيجابي» (بالإنجليزية: الأفيرماتيف آكشن affirmative action)، وذلك بحجة أن نظام النصاب والمعاملة الأفضل هو شكل من أشكال التمييز العنصري لصالح السود وضد اليهود. 
7 ـ في أعقاب أحداث لوس أنجلوس، أشار بنيامين هوكس، مدير الجمعية الوطنية للارتقاء بالملونين، إلى التحول الذي طرأ على النظام الرأسمالي الذي انتقل في تصوُّره من التركيز على الصناعة والإنتاج إلى رأسمالية المضاربات بما تؤدي إليه من بطالة. وقال: مهما كان الرأسماليون قساة في الماضي، فإنهم كانوا على الأقل يشيدون السكك الحديدية ويصنعون البواخر ويقطعون الغابات ويصنعون شيئاً.. أما الآن فليس لدينا سوى حفنة من فناني النصب في وول ستريت ممن يتاجرون بالنقـود جيئة وذهاباً ويكسـبون بلايين الدولارات على حساب صغار النـاس. 
وقد يبدو هذا الحديث وكأنه حديث عام عن تحوُّل الرأسمالية الأمريكية، من رأسمالية صناعية إلى رأسمالية مالية، وهو بالفعل كذلك، ولكن يجب فك شفرة هذا الخطاب من داخل النسق الأمريكي نفسه. فرأسمالية المضاربات هذه يتركز فيها أعضاء الجماعات اليهودية بشكل واضح. ولعل بنيامين هوكس قد أحجم عن ذكر ذلك مباشرةً حتى لا يُتَهم بمعاداة اليهود، السيف المصلت، ولكن كل من يقرأ هذه الكلمات ويدرك المعاني بين السطور يعرف تماماً معناها الحقيقي. 
8 ـ تزامن ذلك مع تزايد الهيمنة الصهيونية التي تطرح كل شيء من منظور يهودي ضيق، والتي تؤكد اقتران مصالح اليهود بمصالح إسرائيل وبالتالي تُبعد أعضاء الجماعة اليهودية عن القضايا التي تمس الطوائف الأخرى، كما تبعدهم عن أية تحالفات ذات طابع ثوري قد تتعارض مع مصلحة إسرائيل. ومعظم التحالفات ذات التوجه الاجتماعي الثوري، أو شبه الثوري، عادةً ما تكون ضد سياسة الحرب الباردة وضد تصعيد التسلح، كما أنها تقف ضد محاولة فرض السلام الأمريكي على العالم لأن مثل هذه السياسة تعني توجيه معظم الاعتمادات للتسلح وللمعونات الأجنبية للحكومات «الصديقة» (أي التي تساعد على تنفيذ سياسة الولايات المتحدة الخارجية) وتقليص الاعتمادات اللازمة لتنفيذ برامج الرفاه الاجتماعي. ومن ثم، فإن هذه التحالفات تتبنَّى سياسات خارجية تتناقض موضوعياً مع مصلحة إسرائيل التي تستمد وجودها من الحرب الباردة، ومن كون الولايات المتحدة قوة إمبريالية عظمى تسعى إلى أن تلعب دوراً نشيطاً مهيمناً في كل أنحاء العالم. 
9 ـ بدأت الأقلية السوداء في الولايات المتحدة ترى هويتها في سياق أفريقي ينحاز إلى العالم الثالث. ولذا، أصبح منظورها السياسي مختلفاً تماماً عن المنظور الصهيوني الذي يتبناه أعضاء الجماعة اليهودية، وخصوصاً أن الدولة الصهيونية من أكثر الدول تعاوناً مع جنوب أفريقيا. كما أن تَزايُد التعاطف في صفوف الأمريكيين السود مع الفلسطينيين، وخصوصاً بعد الانتفاضة، يزيد حدة التوتر. وقد تَفجَّر هذا التوتر حين صرح الزعيم الأفريقي مانديلا بأنه يساند حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة. 
10 ـ تزايد نفوذ الأقلية السوداء، حيث أصبحت تطالب بنصيب في السلطة يتناسب مع قوتها العددية، الأمر الذي يهدد مكانة أعضاء الجماعة اليهودية. 
11 ـ كانت حركة الحقوق المدنية، من الناحية الأساسية، حركة سوداء يقودها اليهود مع بعض السود. ومع نضج أعضاء الجماعة السوداء في الولايات المتحدة، حاولت الحركة أن تتولى قيادة نفسها بنفسها وهو ما كان يعني تنحية اليهود عن قيادتهم، وخصوصاً بعد ظهور قيادات شابة جديدة (مثل جيسي جاكسون وفراخان) غير متعاطفة مع القيادات القديمة التي كانت تؤيد المؤسسة الليبرالية البيضاء وإسرائيل دون مناقشة (مثل بايارد راستين). وربما كان أندرو يونج نموذجاً جيِّداً لهذه القيادات الشابة، فقد أخذ بزمام المبادرة حين كان رئيساً للوفد الأمريكي في هيئة الأمم المتحدة، وقام بترتيب مقابلة مع مندوب منظمة التحرير الفلسطينية، ولكنه فقد منصبه في أعقاب ذلك بضغط من الجماعة اليهودية، الأمر الذي أثار حفيظة الجماعة السوداء. 
12 ـ تزامن ذلك مع ظهور الجمعيات الأصولية المسيحية (الرجعية البيضاء) التي تجعل إسرائيل (الشعب والدولة) محور رؤيتها للخلاص، وترى قيام الدولة الصهيونية إحدى العلامات على اقترابه. وتفسر هذه الجمعيات الكتاب المقدَّس تفسيراً حرفياً ضيقاً، ومستخلصةً من ذلك برنامجاً سياسياً صهيونياً مؤيداً لإسرائيل وإن كان داخله كره عميق لليهود ورفض لهم. وإذا أضفنا إلى ذلك سياسة إسرائيل المؤيدة لأمريكا في عصر نيكسون وريجان، واشتراكها بنشاط في الحرب الباردة (باعتبار أن أي انفراج دولي قد يؤثر في أهميتها الإستراتيجية للغرب ويزيد أهمية العرب ويخلق رقعة مشتركة بين العرب والولايات المتحدة)، فيمكن فهم أسباب ابتعاد الجماعة اليهودية تدريجياً عن الأقليات الأخرى وعن القيم الليبرالية واكتساب سمات رجعية ومحافظة حتى فَقَد اليهود ليبراليتهم التقليدية. وأصبحت مجلة كومنتاري التي تصدرها اللجنة الأمريكية اليهودية (وهي مجلة ذات تراث ليبرالي) منبراً للمدافعين عن الحرب الباردة وسياسة التشدُّد مع الاتحاد السوفيتي. وليس من المتوقع أن يزول الصراع بين الجماعتين، فقد تخف حدته، وقد تُعقَد اجتماعات تنتهي بإصدار بيانات ودية، ولكن إزالة أسباب هذا الصراع مسألة غير ممكنة فهو يشكل جزءاً من بنية المجتمع الأمريكي. وقد وقعت عدة حوادث في المدن الأمريكية التي تضم أعداداً كبيرة من الأمريكيين اليهود والسود تبيَّن أن الاتجاه العام يميل إلى تَصاعُد التوتر بل الصدام.
تنظيمــــــات وجمعيـــــات الجماعــــــة اليهوديـــة 
Organizations and Societies of the Jewish Community 
كما هو الحال مع مختلف الأقليات والجماعات الإثنية والدينية، هناك تنظيمات وجمعيات في الولايات المتحدة أسستها الجماعة اليهودية لرعاية مصالحها ولتمثيلها لدى الجهاز الحاكم. ولا يزال الإطار التنظيمي ليهود الولايات المتحدة تهيمن عليه العنـاصر العلمانية الإثنية، ولا تلعب فيه المؤسسة الدينية سـوى دور ثانوي. كما أنه لا يزال يتسم بالفيدرالية القديمة، فهو مُقسَّم إلى جماعات وتنظيمات وفروع مختلفة تحتفظ كل واحدة منها باستقلالها على أن يتم التنسيق فيما بينها من خلال سلطة مركزية. وإن كان يُلاحَظ أن الجهود الصهيونية الرامية إلى تحويل الأمريكيين اليهود إلى مجموعة ضغـط قوية قد خلقـت إطاراً قوياً للتنسـيق بين التنظيمات والتجمعات كافة. 
والمهام التنظيمية المعلنة للمؤسسات اليهودية هي الدفاع عن الحقوق المدنية والسياسية لأعضاء الجماعة اليهودية، والقيام بالأنشطة الخيرية المختلفة... إلخ، وهي ولا شك تقوم بهذه الوظائف والمهام. ولكن المنظمة الصهيونية نجحت في «غزو الجماعات اليهودية»، وهو مصطلح صهيوني ورد لأول مرة في المؤتمر الصهيوني الثاني (1898) والاستيلاء عليها. ولذا، سنجد أن معظم المؤسسات التنظيمية للجماعة اليهودية تُوظَّف لخدمة الصهيونية، فتتحول هذه المؤسسات إلى جماعات ضغط سياسي تخدم آليات الجباية الصهيونية والإسرائيلية، وتأخذ الأعمال الخيرية التي تقوم بها هذه المؤسسات شكل إرسال معونات لإسرائيل. ولذا، تداخلت المؤسسات التنظيمية للجماعة اليهودية مع الجمعيات والمنظمات الصهيونية حتى أصبح من الصعب الفصل بينهما. 
ولا توجد منظمة أو جهة مركزية واحدة تقوم بتمثيل وإدارة شئون الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة، بل يوجد العديد من المنظمات والجمعيات التي تقوم بهذا الدور على المستويات المحلية وتندرج معظمها تحت مظلة منظمات أوسع، تلعب دور منسق ومنظم لأنشطتها على المستوى القومي والدولي أيضاً. ويعكس هذا الوضع التركيبة الفيدرالية للولايات المتحدة وتَوزُّع السكان اليهود على مدن كثيرة من الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، توجد بعض المنظمات التي تقوم بأنشطة محدَّدة على المستوى القومي. 
وأهم المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة هي: 
ـ المجلس الاستشاري القومي لعلاقات الجماعة اليهودية National Jewish Community Relations Advisory Council واختصارها NJCRAC.
تأسس عام 1944 كجهة استشارية ومنسِّقة لمجالس العلاقات Community Relations Councils وللـ 11 منظمة يهودية أمريكية على المستوى القومي والـ 108 مجالس على المستويات المحلية. وكانت هذه المجالس قد تشكَّلت في الثلاثينيات للدفاع عن حقوق أعضاء الجماعة وفض النزاعات بينهم ومحاربة التيارات المعادية لليهود ودعم التعليم اليهودي على المستويات المحلية. ويقوم المجلس بدور المنسق للاتجاهات داخل الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة تجاه القضايا السياسية المحلية والخارجية وتجاه إسرائيل وتجاه الجماعات الدينية والإثنية الأخرى. كما يعمل كجماعة ضغط داخل مراكز القوة في الولايات المتحدة، مثل الكونجرس الأمريكي والمحاكم الفدرالية، ويهتم بالقضايا الخاصـة بمعـاداة اليهـود والحقوق المدنية وفصـل الدين عن الدولة. 
ـ مجلس الاتحادات اليهودية وصناديق خدمات الرفاه الاجتماعي Council of Jewish Federations and Welfare Funds واختصارها CJFWF.
تأسَّس عام 1932 لتنسيق نشاط 200 اتحاد يهودي يخدم 800 تجمُّع يهودي في الولايات المتحدة وكندا. وكانت هذه الاتحادات قد بدأت تتأسس منذ عام 1895 لتنظيم الأنشطة الخيرية والخدمة الاجتماعية للجماعة اليهودية على المستويات المحلية وجمع التبرعات لهذه الأغراض، وأصبحت قيادات هذه الاتحادات تمثل القيادة الفعلية للجماعة اليهودية على المستوى المحلي. ويقوم المجلس بدور تنظيمي وتنسيقي في مجالات الخدمة الاجتماعية وتدبير الموارد المالية. ويغطي نشاطه 95% من أعضاء الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة. ويعتبر مجلس الاتحادات مركز التنسيق الفعلي بين أعضاء الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة حيث توفر الجمعية العمومية للمجلس منبراً سنوياً ومركز تجمُّع للأفراد والجماعات المختلفة داخل الجماعة اليهودية للتشاور والتنسيق واتخاذ القرارات. 
ـ مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى Conference of Presidents of Major American Jewish Organizations واختصارها «Presidents' Conference»، أي «مؤتمر الرؤساء».
تأسس عام 1955، ويضم 34 منظمة يهودية، ويعمل على عرض وتقديم موقف الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وتجاه القضايا الخـارجية الخـاصة بالجمـاعات اليهودية إلى الحكومة الأمريكية. 
ـ المجلس اليهودي الوطني لخدمات الرفاه الاجتماعي National Jewish Welfare Board واختصارها JWB.
تأسس عام 1917، ويعمل على تنسيق أنشطة المراكز الاجتماعية اليهودية المنتشرة في أنحاء الولايات المتحدة. ومن مهامه خدمة احتياجات أعضاء الجماعة اليهودية العاملين في القوات المسلحة الأمريكية. 
ـ اللجنة اليهودية الأمريكية American Jewish Committee،
وهي من أقدم المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة. قام اليهود المنحدرون من أصل ألماني بتأسيسها عام 1906، واهتمت منذ تأسيسها بالدفاع عن الحقوق المدنية والدينية للجماعات اليهودية في الولايات المتحدة والعالم. وتنشط اللجنة من خلال أقسامها المختلفة في نواح عديدة من شئون الجماعة اليهودية، وتهتم بصفة خاصة بقضايا التعددية والأسرة اليهودية والعلاقات بين الجماعات الدينية. وتعتبر اللجنة نفسها بوتقة لصهر أفكار الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة وتقوم برعاية سلسلة من الدراسات والمؤتمرات، كما أن لها إصدارات مهمة من ضمنها دوريتان مهمتان هما: كومنتري Commentary (أي التعليق)، و برزنت تنس Present Tense (أي الفعل المضارع أي الزمن الحاضر). وتُصدر اللجنة كتاباً سنوياً يُسمَّى الكتاب السنوي American Jewish Year Book ، كما تمتلك مكتبة للتاريخ الشفهي. 
ـ المؤتمر اليهودي الأمريكي American Jewish Congress.
تأسَّس عام 1918 بهدف خلق إطار لعرض مصالح الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة في مؤتمر السلام عقب الحرب العالمية الأولى. وقد جاءت قيادة المؤتمر وأعضاؤه من بين صفوف المهاجرين اليهود من شرق أوربا الذين كانت تتعارض توجهاتهم الصهيونية والعمالية مع توجهات اللجنة اليهودية الأمريكية وقيادتها البورجوازية ذات الأصول الألمانية. وقد ظل المؤتمر ذا توجُّه صهيوني قوي، ومؤيداً لإسرائيل بشكل نشيط. كما يلعب دوراً نشيطاً في القضايا الخاصة بمعاداة اليهود والتفرقة العنصرية والحقوق المدنية وفصل الدين عن الدولة.
ـ منظمة أبناء العهد (بناي بريت B'nai B'rith).
منظمة للخدمة اليهودية الدولية تأسَّست عام 1943 في نيويورك ومقرها الأمريكي والدولي الآن في واشنطون. وهي أكبر المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة من ناحية حجم العضوية حيث تضم حوالي 400.000 عضو. وقد نُظِّمت على هيئة جمعية ماسونية تستهدف توحيد جهود الجماعة اليهودية والعمل على تحسين أحوالهم. وقد نمت المنظمة نمواً كبيراً حتى أصبح لها الآن فروع فيما يزيد على 30 دولة من بينها إسرائيل، حيث تنشط المنظمة في غوثهم من الكوارث وتنظيم النساء والشباب بقصد تعليمهم وتأهيلهم مهنياً وتقديم مختلف التسهيلات والخدمات لهم. وقد أسست هذه المنظمة عام 1913 عصبة مناهضة الافتراء Anti Defamation League بهدف محاربة معاداة اليهود وممارسة التمييز العنصري ضدهم وكذلك الدفاع عن الحقوق المدنية لأعضاء الجماعة اليهودية. وتُصدر المنظمة كتباً ومنشورات بهذا الهدف. وقد أصبحت هذه العصبة الأداة الأساسية لمنظمة أبناء العهد (بناي بريت) التي تعمل من خلالها على خنق مختلف الاتجاهات المعادية للصهيونية وإسرائيل عن طريق اتهامها بأنها معادية لليهود. 
ـ وتتم عملية جمع التبرعات وتدبير الموارد المالية داخل الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة من خلال النداء اليهودي الموحَّد United Jewish Appeal واختصارها UJA. وهي منظمة تأسَّست عام 1929. وتذهب 80% من حصيلة التبرعات إلى إسرائيل من خلال النداء الإسرائيلي الموحَّد United Israel Appeal واختصارها UIA،
أما الحصيلة المتبقية (20%) فتخصص لمشاريع محلية وخارجية يتم توزيعها من خلال لجنة التوزيع المشتركة Joint Distribution Committee واختصارها JDC. 
ـ وهناك عدد من المنظمات الصهيونية المنظمة تمثل تنظيماً فضفاضاً ضمن الاتحاد الصهيوني الأمريكي American Zionist Federation.
 إلا أن قـوة الحركـات الصهيونية في الولايات المتحـدة قد تضاءلت منذ عام 1948. والآن، فإن كثيراً من النشاطات والمهام التي كانت تضطلع بها تقوم بها المنظمات اليهودية الأمريكية وعلى رأسها: مؤتمر الرؤساء، والمجلس الاستشاري القومي لعلاقات الجماعة اليهودية، واللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة American Israeli Public Affairs Committee واختصارها AIPAC «ايباك»، وهذه المنظمات يهودية اسماً صهيونية فعلاً. 
ـ حركات الشبيبة: وتنظم المعابد اليهودية والمنظمات الصهيونية حركات للشباب من أهمها: 
مجلس الشباب اليهودي في أمريكا الشمالية North American Jewish Youth Council 
مؤسسة الشباب الصهيوني الأمريكي American Zionist Youth Foundation. 
شبكة الطلاب اليهود لأمريكا الشمالية The North American Jewish Students Network. وتُعتبر هذه المنظمة الجهة الممثلة للطلبة الأمريكيين اليهود لدى الاتحاد العالمي للطلبة اليهود World Union of Jewish Students. 
المجلس القومي لشباب السيناجوج National Council of Synagogue Youth، تحت رعاية الحركة الإصلاحية. 
أتيد Atid. تحت رعاية الحركة المحافظة. 
منظمة أبناء العهد (بناي بريت) للشباب. وترعى منظمة أبناء العهد (بناي بريت) الطلبة اليهود من خلال مؤسسة هليل Hillel Foundation التي لها فروع في كل الجامعات الأمريكية يدرس فيها طلبة أمريكيون يهود. والجماعة اليهودية في الولايات المتحدة مُمثَّلة لدى المؤتمر اليهودي العالمي من خلال القسم الأمريكي للمؤتمر American Section الذي يمثل 32 منظمة يهودية. 
ـ كما توجد منظمات خاصة بضحايا الإبادة النازية: 
التجمع الأمريكي واتحاد الناجين من الهولوكوست The American Gathering and Federation of Jewish Holocaust Survivors.
تأسَّست عام 1983، وتعمل كمظلة لعدد من المنظمات المختصة بضحايا الهولوكوست. 
الشبكة الدولية لأبناء اليهود الناجين من الهولوكوست The International Network of Children of Jewish Holocaust Survivors.
 تأسَّست عام 1981، وتعمل على استمرار ذكرى الهولوكوست بين أبناء الجيل الثاني من اليهود في العالم، وعلى تشجيعهم للعمل بشكل نشيط على إبقاء هذه الذكرى حية والمشاركة في شئون وقضايا الجماعات اليهودية. 
وقد شهدت هذه الفترة تطوراً جديداً تماماً على الساحة الأمريكية، فبعد أن أُحكمت الهيمنة الصهيونية على أعضاء الجماعة اليهودية، وبعد إحكام الحصار على الجيوب التقليدية المعادية للصهيونية (المجلس الأمريكي لليهودية وناطوري كارتا)، ظهرت جماعات يهودية صهيونية اسماً تطرح تصورات للعلاقة بين الأمريكيين اليهود وإسرائيل، وبين إسرائيل والفلسطينيين، تتناقض بشكل أساسي مع التصورات الصهيونية. وأولى هذه الجماعات هي بريرا التي قُضي عليها في أواخر السبعينيات، ثم ظهرت بعد ذلك الأجندة اليهودية الجديدة. ويُلاحَظ كذلك ظهور شخصيات أمريكية يهودية قومية تقف ضد الصهيونية من أهمها: آي. إف. ستون، ونعوم تشومسكي. وبعض هؤلاء يرفض الصهيونية من منظور إنساني يهودي. 
ومن المفارقات التي يجدر تسجيلها أن معظم التبرعات التي يتم جمعها تذهب إلى إسرائيل، فمن نحو 500 مليون دولار سنوياً (في الثمانينيات) يذهب إلى إسرائيل نحو 300 مليون دولار، أي أكثر من 50%، وهو ما يترك مؤسسات الرعاية اليهودية في الولايات المتحدة دون اعتمادات كافية، الأمر الذي ازداد حدة في عصر ريجان بعد أن تقلصت ميزانيات الرفاه الاجتماعي. وعلى سبيل المثال، يوجد كثير من بيوت العجزة اليهود المهددة بالغلق لعدم وجود الميزانيات الكافية، كما أن مصاريف مدارس الأحد العبرية آخذة في الازدياد بحيث أصبحت باهظة التكاليف على أولياء الأمور، ولم يتمكن معهد البحوث اليديشية (ييفو) من الاستمرار في بحوثه إلا بدعم من الحكومة الأمريكية. 
ويُلاحَظ كذلك أن كثيراً من مراكز الدراسات اليهودية في الجامعات آخذة في التقلص للسبب نفسه، وإن كان لا يمكن استبعاد أن معدلات الاندماج المتزايد من الأسباب الأساسية. وتتجلى هذه الظاهرة، أي تزايد معدلات الاندماج، في اختفاء التعليم اليديشي تماماً، وكذلك مختلف النشرات اليديشية، ما عدا جريدة يومية تعيش على المعونات. ولوحظ مؤخراً انصراف يهود أمريكا عن المساهمة في النداء اليهودي الموحَّد. فقد لوحظ أن 1% من كبار المتبرعين يدفعون 25% من جملة التبرعات وأن 10% من المتبرعين يدفعون 80% منها، أي أن صغار المساهمين من الجماهير اليهودية لم يعودوا تقريباً يتبرعون للدولة الصهيونية. والله أعلم.


الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثامن عشر: اليهود الجدد أو الأمريكيون اليهود في الوقت الحاضر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب التاسع: بولندا من التقـسيم حتى الوقت الحاضر
» الباب الرابع: صهيونية غير اليهود العلمانية
» الباب الرابع: اليهود والجـماعات اليهودية
» الباب الرابع: هجرة اليهود السوفييت
» الباب الثالث: معاداة اليهود والتحيز لهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: موســـــوعة اليهــــــود-
انتقل الى: