منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (8)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (8) Empty
مُساهمةموضوع: لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (8)   لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (8) Emptyالأحد 11 أغسطس 2013, 5:21 am

لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (8)

لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (8) 4_81

101- ( فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ... ) النساء 63

يأتي الأمر من الله لرسوله بالإعراض عن المنافقين، وفيها لفتة بأنك إن عاقبتهم فقد أخذت منهم حقك، والله يريد أن يبقي حقك ليقتص - سبحانه - لك منهم. 

وأعرض أيضاً عنهم لأننا نريد أن يُظهر منهم في كل فترة شيئاً لنعلم المجتمع الإيماني اليقظة إلى أن هناك أناساً مدسوسين بينهم، لذلك لا بد من الحذر والتدبر. 

كما أنك إذا أعرضت عنهم أسقطتهم من حساب دعوتك.


102- ( ...وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) النساء 64

- ظلم النفس: هو أن تحقق لها شهوة عاجلة لتورثها شقاء دائماً، وهو أشقى أنواع الظلم، فمن المعقول أن يظلم الإنسان غيره، أما أن يظلم نفسه فليس معقولاً. 

وأي عاصٍ يترك تكليفاً ويقبل على أمرٍ منهي عنه، هو ظالم لنفسه وليس أميناً عليها؛ كالذي يترك الصلاة ويتكاسل أو يشرب الخمر.. 

والنفس تطلق على اجتماع الروح بالمادة، إن المادة على إطلاقها خيّرة طائعة مُسَخَّرة عابدة مُسبِّحة، والروح على إطلاقها كذلك. فمتى يأتي الفساد؟

يأتي ساعة تلتقي الروح بالمادة فتنشأ النفس البشرية ، وهذا الاجتماع هو ما يعطي النفس صفة الاطمئنان، أو صفة الأمارة بالسوء، أو صفة النفس اللوامة. 

- (..جَآءُوكَ ): فالمسألة أنهم امتنعوا من المجيء إليك يا رسول الله؛ فالذنب بالنسبة لعدم مجيئهم للرسول قبل أن يتعلق بالرسول تعلق بمن بعث الرسول وهو الله، ولذلك يقولون: إهانة الرسول تكون إهانة للمرسِل، لأن الرسول لم يأت بشيء من عنده، وبعد أن تطيب نفس الرسول يستغفر الله لهم. 

فأولاً: يجيئون ويرجعوا عما فعلوه ، وثانياً: يستغفرون الله وثالثاً: يستغفر لهم الرسول.

- استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم لمن عاصره، فما بال الذين لم يعاصروه؟ 

وكيف يوجد ممحص لقوم عاصروا رسول الله ثم يحرم من جاؤوا بعده؟ والرسول إنما بعث للناس جميعاً؟

لقد ثبت عند بعض أهل العلم أن رسول الله قال مطمئنا المؤمنين في كافة العصور: (حياتي خير لكم تُحْدِثون ويُحْدَثُ لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تُعْرض عليَّ أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرا استغفرتُ لكم).

فاستغفار الرسول لنا موجود. إذن بقي لنا أن نستغفر الله، وبقي " جاءوك " أي أن نجيء إلى حكمه وسنته وما ترك منها، فيستغفر لنا.


103- (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ...)النساء 65 

نحن الخلق لا نقسم إلا بالله، لكنه سبحانه له أن يقسم بما شاء على ما يشاء، فيقسم تعالى: بالجبل{ وَالطُّورِ }، ويقسم بالذاريات{ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً }وهي الرياح

 ويقسم بالنبات: { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ }،ويقسم بالملائكة:{ وَالصَّافَّاتِ صَفَّا }

ولكنك إن نظرت إلى الإنس فلن تجده أقسم بأحد من سيد هذا الكون وهو الإنسان إلا برسول الله، وأقسم بحياته فقال: { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }الحجر 72

وأقسم الله بنفسه، فقال: { فَوَرَبِّ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ } الذاريات  23

وساعة يقول: " فورب السماء والأرض ". فلا بد أن يأتي بربويته لخلق عظيم نراه نحن، ولذلك قال:{ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ } غافر 57

لكن إياكم أن تظنوا أن محمداً قد دخل في الناس، إنّه سبحانه يوضح سأقسم به كما أقسمت بالسماء والأرض.وهذا تكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وحين يقسم فيقول: (فلا وربك) أو ( فَوَرَبِّكَ ) أي: وربك الذي خلقك، والذي سواك، والذي رباك، والذي أهَّلَكَ لأن تكون خير خلق الله وأن تكون خاتم الرسل، ولأن تكون رحمة الله للعالمين، و بعد ما يدخل سبحانه فينا هذه المهابة بالقسم يقول: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ.. ) يختار الحق أعنف ساعات الحرج في النفس البشرية وهي ساعة الخصومة التي تولد اللدد والميل عن الحق، ليتميز المؤمن وذلك حين يترجم إيمانه إلى قضية واقعية ويحكم محمداً ومنهجَه في حياته.


104- (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) النساء 69 

ومفرد شهداء، إما شهيد وهو الذي قتل في سبيل الله، وإمّا شاهد، فيكون الشهداء هم الذين يشهدون عند الله أنهم بلغوا من بعدهم كما شهد رسول الله أنه بلغهم.

والمعاني كلها تدور حول معنى أن يشهد شيئاً يقول به وبذلك نعرف أننا نحتاج إلى الاثنين: من يقتل في سبيل الله، ومن يبقى بدون قتل في سبيل الله؛ لأن الأول يؤكد صدق اليقين بما يصير إليه الشهيد، والثاني يُعطينا بقاء تبليغ الدعوة فهو شاهد أيضاً:

{ لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ } البقرة 143

" و الصالحين " والصالح هو المؤهل لأن يتحمل مهمة الخلافة الإيمانية في الأرض. فكل شيء يؤدي نفعاً  للناس يتركه على حاله، أو يزيد في صلاحه.


105-  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) النساء 71 

لا يقال لك: خذ حذرك إلا إذا كان هناك عدو يتربص بك؛وهذا يعني: إياك أن تنتظر حتى يترجموا عداءهم لك إلى عدوان؛ لأنهم سيعجلونك فلا توجد عندك فرصة زمنية كي تواجههم. فلا بد لكم أيها المؤمنون من أخذ الحذر لأن لكم أعداء، وهؤلاء الأعداء هم الذين لا يحبون لمنهج السماء أن يسيطر على الأرض. فحين يسيطر منهج السماء على الأرض فلن يوجد أمام أهواء الناس فرصة للتلاعب بأقدار الناس ومن ينتفعون بسيطرتهم، ولن يجدوا لهم فرصة للسيادة.ولذلك يقول الحق:{ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }الأنفال 60

{ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً } " ثبات "هي الطائفة أي انفروا سَرِيّة بعد سَرِيَّة و 

" جميعاً " أي اخرجوا كلكم لمواجهة العدو، أي إذا احتاج الأمر لتعبئة عامة فانفروا جميعاً.


106- (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ) النساء 85 

عندما خلق الله العباد جعل كُلاًّ منهم مسخراً للآخر، وما دام الأمر كذلك، فيجب ألا يُترك الفرد في البيئة الإيمانية فرداً، بل على كل ذي موهبة يفقدها غيره أن يمده بهذه

الموهبة. فبعد أن كان فذاً - أي فرداً - يصير شَفْعَاً. 

والشَّفْعُ  هو ضم شيء إلى مثله، ليصيرا زوجا بخلاف الوتر فإنه الواحد.

نقول: فلان أخذ هذه الأرض بالشفعة. أي أنه بعد أن كان يملك قطعة واحدة من الأرض، اشترى قطعة الأرض المجاورة لتنضم لأرضه. 

والشفاعة الحسنة هي التوسط بالقول في وصول إنسان إلى منفعة دنيوية أو أخروية أو إلى الخلاص من مضرّة وتكون بلا مقابل. ولذلك يقال: فلان سيشفع لي عند فلان، أي أنه سيضم صوته لصوت المستعين به. 

ولنر المخالفة والفارق بين كلمة " النصيب " وكلمة " الكفل ". 

كلمة " النصيب " تأتي بمعنى الخير الكثير. أما كلمة " كفل " فهي جزء على قدر السيئة فقط. وهذا من فضل الله، فمن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، وهذا نصيب كبير. ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها.

وهذه الآية جاءت بعد تحريض الرسول للمؤمنين على القتال، أي أنك يا رسول الله مُطالب بأن تضم لك أناساً يقاتلون معك؛ فتلك شفاعة حسنة سوف ينالون منها نصيباً كبيرا وثواباً.

إنّ الجزاء الكبير على الحسنة يدفع إلى إشاعة مواهب الناس لكل الناس، فيصبح المجتمع  متسانداً لا متعانداً، ويصير الكل متعاوناً صافي القلب، فساعة يرى واحد النعمة عند أخيه يقول: " سيأتي يوم يسعى لي فيه خير هذه النعمة ".


107- (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيما) النساء 100

أمر صلى الله عليه وسلم المسلمين المستضعفين بالهجرة إلى الحبشة، لأن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد. فكان العدل وساماً لذلك الملك وسماها المؤمنون دار أمن وإن لم تكن دار إيمان. أما الهجرة إلى المدينة فقد كانت إلى دار الإيمان. 

وعلينا أن نعرف نحن الذين نعيش في هذا الزمان أنه لا هجرة بعد الفتح، إلا إن كانت هجرة يقصد بها صاحبها المعونة على طاعة الله. قال صلى الله عليه وسلم: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ". 

وهناك هجرة باقية لنا وهي الحج، أو الهجرة إلى طلب العلم، أو الهجرة لأن هناك مجالاً للطاعة أكثر، فلنفترض أن هناك مكاناً يضيق فيه الحكام الذهاب إلى المسجد، فيترك أهل الإيمان هذا المكان إلى مكان فيه حرية أداء الفروض الدينية، كل هذه هجرات إلى الله. 

والنية في الهجرة يجب أن لا تكون محصورة فقط في طلب سعة العيش، والذي هو الشغل الشاغل للناس في هذا الزمان!! 

يقول الإمام على: عجبت للقوم يَسْعَوْنَ فيما ضُمِن لهم ويتركون ما طلب منهم. 

(مُرَاغَماً كَثِيراً ) كلمة " مراغم "  الأصل فيها " الرّغام " أي " التراب ". 

عندما يرى الإنسان جباراً يشمخ بأنفه ويتكبر، فهو يحاول أن يعانده ويصنع غير ما يريد ويجعل مكانه هذا الأنف في التراب، ويقال في المثل الشعبي: رغم أنف فلان.

وعندما يهاجر في سبيل الله من كان مستضعفاً ويعاني من الذلة في بلده،فإنه سبحانه يعطي المهاجر أشياء تجعل من كان يستضعفه ويستذلّه يشعر بالخزي إلى درجة أن تكون أنفه في الرَّغام، وسيعطيه أيضاً سعة ورزقاً.

ومن مات قبل أن يصل إلى ذلك السبب فهو قد ذهب إلى رب السبب، ومن المؤكد أن الذهاب إلى رب السبب أكثر عطاءً. وهكذا نجد أن المهاجر رابح حياً أو ميتاً.


108- (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) النساء 104 

إن أعداء الإسلام يعرفون تماماً قوة الإسلام الكامنة والتي يهبها لمن يؤمن به ديناً،

وإن الذي يخيفهم أن القتال في الإسلام فريضة، فيقاوم المسلمون الطغيان في أي مكان. فيحاول أعداء الإسلام صرف المسلمين عن فهم دينهم، فينخدع بعض المسلمين بدعاوى أعداء الإسلام الذين يقولون: إن الإسلام لم يشرع الحرب إلا لرد العدوان.

لذلك نقول لهؤلاء: لا؛ إن الإسلام جاء بالقتال ليحرر حق الإنسان في الاعتقاد. والمسلم مطلوب منه أن يعلن كلمة الله، وأن يقف في وجه من يقاوم إعلانها، ولكن الإسلام لا يفرض العقيدة بالسيف، إنما يحمى بالسيف حرية المعتقد.

{ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ }: أي لا تضعفوا في طلب القوم الذين يحاربون الإسلام، والابتغاء هو أن يجعل الإنسان شيئاً بغية له أي هدفاً وغاية، ويجند لها كل تخطيطات الفكر والطاقة، ليس فقط رد القوم الكافرين ساعة يهاجمون دار الإسلام. 

فعلى المسلمين رفع الجبروت عن البشر حتى ولو كان في ذلك مشقة عليهم لأن الحق قال:{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ }البقرة 216


109- (وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) النساء 107 

يأتي الأمر إلى الرسول ولنا من بعده: لا تقو مركز أي إنسان يختان نفسه.

والقرآن حين يعدل عن يخونون أنفسهم إلى " يختانون أنفسهم " ، فلا بد أن لهذا معنى كبيراً؛ لأن الخيانة هي أن تأخذ غير الحق. ومن المحتمل أن يخون الإنسان غيره، لكن أَمِنَ المعقول أن يخون الإنسان نفسه؟ إن مثل هذه العملية تحتاج إلى افتعال كبير، فقد يخون الإنسان نفسه من أجل مصلحة نفسه، أو ليعطي نفسه شهوة ومعصية عليها عقوبة. 

- الفرق بين " خائن " ، و " خوَّان ": 

الخائن تصدر منه الخيانة مرة واحدة، أما الخوَّان فتصدر منه الخيانة مراراً. 

أو أن الخائن تصدر منه الخيانة في أمر يسير صغير، أما الخوّان فتصدر منه الخيانة في أمر كبير. إذن. فمرة تأتي المبالغة في تكرير الفعل، وأخرى في تضخيم الفعل.

ومن لطف الله أنه لم يقل " لا يحب من كان خائن "؛ لأن الخائن هو من خان لمرة عابرة. 

وقد جاءت لسيدنا عمر رضي الله عنه امرأة أخذ ولدها بسرقة، وأراد عمر أن يقيم على ذلك الولد الحد، فبكت الأم قائلة: يا أمير المؤمنين والله ما فعل هذا إلا هذه المرة. قال عمر: كذبت. والله ما كان الله ليأخذ عبداً بأول مرة.

ولذلك يقولون: إذا عرفت في رجل سيئة انكشفت وصارت واضحة، فلتعلم أن لها أخوات؛ فالله لا يمكن أن يفضح أول سيئة؛ لأنه سبحانه يحب أن يستر عباده.


110- (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) النساء 110 

فيتساءلون: أليس الذي ارتكب العمل السيئ قد ظلم نفسه؟

ونقول: إن دقة القرآن توضح لنا المعنى؛ فمعنى عمل سوءًا أضرّ بهذا العمل آخرين، إنّه غير الذي ارتكب شيئاً يضرّ به نفسه فقط؛ فالذي سرق أو قتل أو اعتدى على آخر قذفاً أو ضرباً أو إهانة، مثل هذه الأعمال هي ارتكاب للسوء. 

لكن الذي يشرب الخمر قد يكون في عزلة عن الناس ولم يرتكب إساءة إلى أحد، لكنه ظلم نفسه؛ لأن الإنسان المسلم مطلوب منه الولاية على نفسه أيضاً، والمنهج يحمي المسلم حتى من نفسه، بدليل أننا نأخذ من يقتل غيره بالعقوبة، وكذلك يحرم الله من الجنة من قتل نفسه انتحاراً.



لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (8) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (8)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (24)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (25)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (26)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (15)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: لطــــائف قرآنيـــة-
انتقل الى: