منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 إذاعة البيان الأول للثورة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

إذاعة البيان الأول للثورة Empty
مُساهمةموضوع: إذاعة البيان الأول للثورة   إذاعة البيان الأول للثورة Emptyالسبت 27 يوليو 2013, 6:00 am

إذاعة البيان الأول للثورة
إذاعة البيان الأول للثورة Arton332-0c334
        في حوالي السادسة والربع صباحاً، يوم 23 يوليه، وصل أنور السادات إلى استوديوهات الإذاعة، بشارع علوي، وعندما حضر مذيع الفترة الصباحية، فهمي عمر، قال له السادات أنه سيجري بعض التغييرات في برامج الإذاعة، لأن هناك بياناً مطلوب إذاعته؛ فلم يستطع فهمي عمر، في ظل الحراسة العسكرية المشددة، التي كانت تحيط به، من كل جانب سوى أن يجيب: "الإذاعة تحت أمرك". ودخل السادات الاستديو، وكان يعتزم إذاعة البيان؛ بعد المارش العسكري، الذي يعقب افتتاح المحطة، الذي كان ينتهي في السادسة واثنين وثلاثين دقيقة. ولكن فهمي عمر علم، من المهندسين، أثناء إذاعة المارش العسكري، أن الإرسال قد قُطع من محطة (أبو زعبل). ولمَّا علم السادات خرج من الاستديو. أبلغ الموقف للقيادة. واستمر فهمي عمر في تقديم فقرات البرنامج، وفقاً لمواعيدها رغم علمه بانقطاع الإرسال. وبعد حوالي أربعين دقيقة من انقطاع الإرسال، أشار المهندسون لفهمي عمر أنه على الهواء، وكان ذلك في حوالي السابعة وثلاث عشرة دقيقة، فبادر فهمي عمر بإبلاغ السادات بعودة الإرسال، فسأله هل يمكن إلقاء بيانه، فقال فهمي عمر، أنه بعد دقيقتين، ستنهي إذاعة القرآن الكريم، وسوف يتلوه حديث ديني لمدة عشر دقائق؛ فقال السادات "لا أحاديثكم هي التي خدرت الناس؛ وأنا سأذيع البيان، بعد القرآن مباشرة".
وفي السابعة والربع تماماً، تأهب فهمي عمر لتقديم السادات لإذاعة البيان، وإذا بالمهندسين يبلغونه، مرة أخرى، أن الإرسال قد قُطع ثانية، ولكن هذه المرة، من مصلحة التليفونات، وليس من (أبو زعبل). وثار السادات غاضباً، وقال: "إيه ده تاني"، وأسرع إلى التليفون، حيث عاود اتصاله بالقيادة.
إذاعة البيان الأول للثورة 270px-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9
        وفي الساعة السابعة وسبع وعشرين دقيقة، عاد الإرسال مرة أخرى، وكان ذلك من المصادفات الحسنة؛ لأن نشرة الأخبار كان موعدها في السابعة والنصف صباحاً، وهو أفضل موعد، يستمع فيه الناس إلى نشرة الإذاعة. وعندما كانت تدق ساعة القاهرة، وقتها، معلنة النصف بعد السابعة، تأهب فهمي عمر لتقديم أنور السادات، بالصفة التي طلبها منه، وهي أنه مندوب القيادة فقد رفض أن يقدمه باسمه، وبعد إجراء التقديم، قرأ السادات البيان الأول للثورة، في مستهل نشرة الأخبار، واستغرقت تلاوته دقيقتين ونصفاً، واختتم القراءة بذكر موقَّع البيان، اللواء أركان الحرب محمد نجيب، القائد العام للقوات المسلحة. واستمر فهمي عمر في قراءة نشرة الأخبار، التي كان معظمها خاصاً بمراسم تشكيل وزارة نجيب الهلالي، ومقابلات الملك، مع رئيس الوزراء والوزراء.
وكان المذيع قد سأل السادات، قبل قراءة النشرة هل يحذف منها شيئاً فقال له: "اقرأها كلها كما هي". وما كاد السادات ينتهي، من قراءة البيان، حتى تركه لأحد الضباط، القائمين على حراسة الإذاعة، وقفل راجعاً إلى مبنى رئاسة الجيش. هذا ولم يتم تسجيل البيان عند إلقائه في المرة الأولى، بصوت أنور السادات، لأنه لم يكن معروفاً لدى الإذاعة، وقتئذ، نظام التسجيل بالأشرطة البلاستيك، بل كان التسجيل يتم بأشرطة صلب بماكينات كبيرة وصغيرة، بعد وصول المهندس المختص، بعد الساعة التاسعة صباحاً يومياً.
إذاعة البيان الأول للثورة 7-2-2012-40
فهمي عمر
        لقد كان الصاغ محيي الدين عبدالرحمن هو قائد سرية المشاة، من اللواء السابع، التي أرسلتها قيادة الحركة، قبل الفجر، إلى دار الإذاعة، لتعزيز القوة، التي سبق تحركها، لاحتلال هذه الدار، بقيادة اليوزباشي جمال القاضي، والمكونة من فصيلة مشاة من الكتيبة (13)، وتروب سيارات مدرعة من سلاح الفرسان. وعلى أثر مغادرة أنور السادات دار الإذاعة، بعد إلقائه البيان الأول، كثرت الاتصالات، مع الإذاعة، لإعادة إذاعة البيان، نظراً لأن فئات عديدة، من الشعب، لم تتح لها فرصة الاستماع إليه، وعندما استأنفت الإذاعة إرسالها في فترة الضحى، التي تبدأ في العاشرة صباحاً، وتنتهي في الحادية عشرة والنصف، كان المهندس أحمد عواد، المختص بالتسجيل، قد وصل. وطلب المذيعون من أحد الضباط، القائمين بالحراسة، إلقاء البيان بصوته، ليسمعه أولئك، الذين فاتهم الاستماع إليه، في الفترة الصباحية.
وتقدم الصاغ محيي الدين عبدالرحمن وألقى البيان على الهواء مباشرة، في العاشرة صباحاً، وتمكن المهندس أحمد عواد من تسجيله وبدأت محطة الإذاعة تذيعه على فترات ليسمعه أكبر عدد من المواطنين. ولكن قراءة الصاغ محيي الدين عبدالرحمن كانت مليئة بالأخطاء اللغوية، إلى الحد، الذي أثار ثائرة الكثيرين، وجعلهم يتصلون بالقيادة، لتدارك الموقف. وبالفعل، اتصلت قيادة الحركة، بالرائد محيي الدين عبدالرحمن، بالإذاعة، وطلبت منه وقف تلاوة البيان، بصوته فوراً، وتكليف واحد من المذيعين بتلاوة البيان، بطريقة صحيحة. وكان أول مذيع، يقرأ البيان بصوته، هو المذيع صلاح زكي، كما أذاعه المذيع جلال معوض بصوته، في  نشرة أخبار الثامنة والنصف مساءً. ولم يسجل البيان، بصوت أنور السادات، كما ذكر فهمي عمر، إلا خلال الاحتفال، الذي أُقيم بمناسبة مرور ستة أشهر على قيام الثورة، أي في يوم 23 يناير 1953.
إذاعة البيان الأول للثورة Pic01
الموقف في الإذاعة المصرية
        حتى ساعة متأخرة من الليل، لم يعرف المسؤولون عن الإذاعة، من مشرفين، ومهندسين ومذيعين عن الأحداث، التي جرت مع منتصف الليل، وشملت وصول قوات مشاة، ومصفحات ودبابات، إلى قلب العاصمة، قادمة من الهايكستب والعباسية، وحاصرت عدداً من المرافق العامة، وبخاصة مبنى الإذاعة، والبنك الأهلي، المجاور له، وكانت هذه القوات تتألف من سرية مشاة، من الكتيبة الثالثة عشر، عليها اليوزباشي جمال القاضي، وسرية (تروب) مدرعات، من سلاح الفرسان عليها الملازم أول أحمد المصري، وكانت الإذاعة تشغل مبنيين الأول في شارع علوي ويحتل الطابق الأرضي مكتب شركة ماركوني للبرقيات الخارجية، والعلوي يشتمل على استوديوهات الإذاعة. وقد أزيل هذا المبنى، ضمن عمارة البنك المركزي الجديدة، والمبنى الثاني بشارع الشريفين، المجاور وتشغله مكاتب الإدارة، وتشغله اليوم وكالة أنباء الشرق الأوسط.
        كان أول اتصال، بين سلطات الأمن والإذاعة، فيما بين الساعة الثانية والثالثة بعد منتصف ليلة 23 يوليه، من اثنين، من ضباط القسم المخصوص، (إدارة المباحث العامة)، بوكيل الإذاعة لشؤون البرامج، علي خليل بك، 
ويروي علي خليل ما حدث، على النحو التالي:
        "في ليلة 23 يوليه، قبل الفجر، حوالي الساعة الثانية، أو الثالثة صباحاً، رن جرس الشقة، التي أسكنها (شارع الفلكي رقم 3) فقمت، وفتحت الباب، (كانت أسرتي في المصيف ببورسعيد)، فوجدت اثنين من ضباط البوليس، بالملابس المدنية، معروفين لي، من قبل، من القسم المخصوص، وقالا: "تليفونك معطل، وحاولنا الاتصال بك فتعذر، لذلك حضرنا إليك". قلت: خير. قالا: الجيش نزل البلد وقائم بحركة، واستولى على استوديوهات الإذاعة، في شارع علوي. والحكومة الآن، في الإسكندرية تحاول الاتصال بالجيش لتسوية الموقف ودياً، ولكن إلى أن يتم الاتصال والتفاهم، مطلوب تعطيل محطة الإرسال، في أبوزعبل، قبل أن يصل إليها الجيش، والحيلولة دون إفشاء ما حدث، حتى لا يعرف الشعب، وتحدث بلبلة في البلد. نرجو أن تحضر معنا إلى المحافظة، (بباب الخلق)، وهناك المحافظ، والحكمدار، ومدير القسم المخصوص، فتوجهت معهما، حوالي الساعة الثالثة والربع، أو النصف، إلى باب الخلق. وفي غرفة المحافظ، وبوجود الحكمدار (مدير الأمن)، ومدير القسم المخصوص، (مدير المباحث العامة)، كرروا الطلب، وقالوا عايزين مثلاً نشيل صمام من الأجهزة، ونجيب المهندسين، من أبي زعبل، لتعطيل العمل والمسألة بسيطة، وأوامر الوزارة أن يلتحم البوليس بالجيش حتى لا نتكبد فقد أرواح، (قلت) هذه المسألة هندسية، وأنا لست مهندساً. ويمكن الاتصال بوكيل الإذاعة للشؤون الهندسية، كبير المهندسين صلاح عامر. وفعلاً تم الاتصال بصلاح عامر، وأنا موجود، (بغرفة محافظ القاهرة)، فطلب (أي صلاح عامر) أن تُرسل، إلى أبي زعبل، سيارات نقل لوري، تحمل بعض الأجهزة، ليتعطل الإرسال، وست سيارات تاكسي لنقل المهندسين، والموظفين، وعائلاتهم، من منازلهم بالمستعمرة، وأنه سيتصل بمحطة الإرسال بأبي زعبل، ليبلغ هذه التعليمات".
        "وبعد حوالي ساعة، (أي في نحو الساعة الخامسة صباحاً)، تبين أن السيارات لم تصل إلى أبي زعبل على الرغم من إرسال البوليس لها، وفي هذه الأثناء، جرت اتصالات بالرئاسة، في الإسكندرية، وعلمنا، (في غرفة المحافظ)، أن رئيس الوزراء، يحاول الاتصال باللواء محمد نجيب لتسوية الموقف. ولم يتمكن من الاتصال. وفي أثناء الاتصال، جرت، كذلك، اتصالات من الإسكندرية للسؤال عما تم. وقبل الساعة السادسة صباحاً، علمنا، ونحن بالمحافظة، أن الجيش استولى على محطة أبي زعبل، فأُبلغ المحافظ لمنع الجيش من استخدام الإذاعة، وألا تتعرض الشرطة، أو أي جهة أخرى، لحركة الجيش، فيتركوا ليستخدموا الإذاعة كما يشاءون".
        ويتابع وكيل الإذاعة روايته فيقول: "قبل الساعة السادسة بقليل، اتصلت (وهو مازال بغرفة محافظ القاهرة)، لأول مرة، بدار الإذاعة، وأبلغت غرفة المراقبة بتعليمات رئيس الحكومة. وتكلمت مع الزميل، فهمي عمر، الذي كان مذيع الصباح، وأبلغته التعليمات نفسها، وحذرته من أن يبدى أي اعتراض، أو عدم تعاون، لئلا يتعرض للأذى".
إذاعة البيان الأول للثورة P1050914800cm4
محطة إرسال أبو زعبل
        جاء، في رواية جريدة المصري، أن، في الساعة السابعة صباحاً، شعر المشرفون على محطة إذاعة القاهرة أن الإذاعة لا تُسمع، في خارج دارها، فاتصلوا بمحطة أبي زعبل. وعلموا أنها متوقفة عن العمل، فلم يجد اليوزباشي، قائد السرية (الموجودة بشارع علوي)، مناصاً من أن يتصل بقيادته، وأن يفضي إليها بالنبأ. وكان رد القيادة مطمئناً ومشجعاً، إذ لم تمض لحظات، حتى بدأت محطة أبي زعبل عملها اليومي، بإشراف قوة من خمسين جندياً، وقائد برتبة اليوزباشي، ولكن الإرسال انقطع مرة ثانية، بعد أن توقفت محطة أبي زعبل، من جديد، وبعد اتصالات تليفونية، عرف أن المولد الكهربائي، القريب من محطة أبي زعبل، قد توقف، ومرة ثالثة، توجهت قوة من جنود الجيش، إلى المحطة الكهربائية، وأمرت مهندسيها بالعمل، ففعلوا، ولم تتوقف، بعد ذلك، محطة من تلك المحطات، واستمر الإرسال.
        وتوضح رواية جريدة البلاغ أهمية الاستيلاء على محطة أبي زعبل، فتقول: "كان ضباط الجيش أبعد نظراً من المسؤولين، حين فكروا في احتلال محطة الإذاعة بأبي زعبل، قبل أن تعمل الجهات المختصة على تعطيلها، وتوقفت الإذاعة قليلاً، ولمدة لم تعد دقائق معدودة، كان الضباط بقواتهم قد وصلوا، خلالها، إلى محطة الإذاعة بأبي زعبل، فاحتلوها. وكان المهندسون ما زالوا بها، وأرغمت قوات الجيش المهندسين على الاستمرار في العمل".
إذاعة البيان الأول للثورة 922
الصاغ مجدي حسنين يسيطر على محطة أبي زعبل
        يقول الصاغ مجدي حسنين: "في الساعة الثالثة فجراً، اتجهتُ إلى رئاسة الجيش، في كوبري القبة، حيث قابلت جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر. وأوكلا إلي مهمة الاستيلاء على محطة الإرسال، في أبي زعبل، وأخذت تروب سيارات مدرعة، بقيادة اليوزباشي محمد عبدالفتاح علي، وتوجهت إلى محطة أبوزعبل، ومعي اليوزباشي المهندس جمال علام، فوجدت المحطة مضاءة ومغلقة، ووجدت شابين، كان أحدهما المهندس الجارحي القشلان فتجاوبا معي، ولكن النور قُطع عن محطة أبي زعبل فتركت سائقي، مع الرشاش، يحرسهم. وذهبت إلى محطة النور فوجدت شخصاً يتحدث بالتليفون فهددته بالطبنجة. فأدار المحطة. كان كريم ثابت قد اتصل، من الإسكندرية، بمحطة الإرسال، وطلب منهم فك المحطة، قائلاً أنه سيرسل لهم (2) لوري، و(2) تاكسي، لأخـــذ المحطة وأجزائها، ولما جاءت هذه العربات تسأل عن الأمانة، قال لهم الجارحي القشلان: "ماعنديش" ولمَّا طلب أجرة التاكسي قال: (ما عنديش أيضاً)، وكان فريد زعلوك هو الذي أعطى الأوامر لمهندس محطة الكهرباء بقطع التيار".
        ويقول المهندس الجارحي: "كنت المسؤول عن محطة الإرسال الإذاعي، بأبي زعبل، ليلة 23، وكانت المحطة تتغذى بالكهرباء من محطة توليد كهرباء، تابعة لمصلحة السكة الحديد تقع على ترعة الإسماعيلية، وتبعد، نحو ثلاثة كيلو مترات، من محطة الإرسال الإذاعي، وفي الساعة الثانية عشر ليلاً، يوم 22، اتصل بي تليفونياً كريم ثابت باشا، مستشار الإذاعة، من الإسكندرية بمسكني في مستعمرة أبي زعبل. وأخطرني بأن تعليمات جلالة الملك أن هناك حركة، في الجيش، غير معلوم مداها، والمطلوب أن الإذاعة تُقطع على الهواء، في الصباح بأي حال من الأحوال. وقال: "ولتمكينك من ذلك، سنرسل (3) لوري، و(3) تاكسي، تحملها قطع الغيار الرئيسية والاحتياطية للمحطة، حتى لا يمكن تشغيلها، والتاكسيات لحمل الموظفين والمهندسين، الذين يشتغلون بالمحطة إلى منازلهم. وهذه تعليمات الملك شخصياً لتنفيذها" ـ (يعمل بالمحطة نحو (7) من المهندسين، ومثلهم من الفنيين، بعضهم مع أسرهم).
        (قلت) هل سيادتك أخطرت مدير الإذاعة ووكيل الإذاعة للشؤون الهندسية.
        (قال) أنا أخطرتهم باللازم.
        واستطرد المهندس الجارحي في روايته: "اتصلت تليفونياً، أي حوالي الساعة الثانية عشر والربع ليلاً، بالمهندس صلاح عامر، وكيل الإذاعة للشؤون الهندسية، وأخطرته بالتعليمات، التي صدرت إلىَّ من مستشار الإذاعة، فردَّ بأن عنده خبر بالموضوع، وبالتعليمات، التي صدرت، وعلىَّ التنفيذ. واستمر الجارحي، في سرد بقية الخبر، "خلال هذه الفترة، كنت في موقف دقيق، وأخذت أفكر، وأنا غير مستريح نفسياً، حتى قمت لصلاة الفجر (الساعة 3.28صباحاً) وأخذت أدعو أن يوفقني الله لأتخذ القرار الصائب. واستقر بي رأيي، أخيراً، على أن محطة الإذاعة ملك الدولة، ويجب أن تعمل، تحت كل الظروف، وإذا رؤي منع أي برنامج، يمكن منعه من الاستوديوهات بالقاهرة، من دون تعطيل محطة الإرسال.
"في نحو الساعة الرابعة صباحاً توجهت إلى المحطة، وقمت باختبار أجهزتها، وتشغيلها، ووضعتها على الهواء، في الوقت المحدد. وأخرجت المهندسين والفنيين من المحطة، ووقفت وحدي، في انتظار تطورات الموقف. وقبل بداية الإرسال، أي نحو الساعة السادسة صباحاً، حضرت قوة من الجيش، لا يقل عددها عن عشرين، تحت قيادة ضابط عرَّفني بنفسه أنه الصاغ مجدي حسنين، فسألته عن الموضوع (فقال) الجيش قام بحركة. واستولى على السلطة، وأنا جاي أستولي على محطة الإذاعة، (فأخبرته) إن المحطة على الهواء حالياً. وأبديت له ملاحظة مهمة وهي، إذا كانت التعليمات التي صدرت إلىَّ (أي من مستشار الإذاعة)، قد صدر مثلها إلى محطة توليد الكهرباء التابعة لمصلحة السكة الحديد، فيحتمل أن تقطع التيار الكهربائي، الذي هو المصدر الوحيد لتشغيل الإذاعة، فاستجاب لملاحظتي، وذهب إلى محطة توليد الكهرباء، التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات. وعلى ما أذكر، أخذ معه القوة كلها، وأثناء ذهابه، انقطع، بالفعل، التيار الكهربائي عن الإذاعة، ثم لم يلبث أن عاد التيار، في الوقت، الذي بدأت فيه نشرة الأخبار لإذاعة البيان الأول للحركة، وأخبرني، بعد عودته، إلى أن ملاحظتي كانت مفيدة، إذ جرت بالفعل محاولة لتوقيف المولد الكهربي. ولكن عندما حاول استجوابي عن الاتصالات، التي تمت معي، قبل حضوره، وعن أسماء أصحابها أجبته: "إن الإذاعة على الهواء، وكل شيء كما ينبغي أن يكون. وليس لك أن تسألني عمن سألت إذ لست مستعداً للإجابة".
        أما عن واقعة محاولة توقف محطة توليد الكهرباء مرتين، وهي تابعة لمصلحة السكة الحديدية، فكانت على النحو التالي:
        في الساعة السابعة، صباح 23 يوليه، 1952، اتصل اللواء أمام إبراهيم، مدير القسم المخصوص، (المباحث العامة) تليفونياً، بمساعد المدير العام لمصلحة السكة الحديد، المهندس محمود عبدالمنعم رشاد بك، بمنزله بالمعادى. وطلب منه الاتصال بمدير الأمن العام، صلاح الدين مرتجى بك، فلما اتصل به أمره مدير الأمن بقطع التيار الكهربي مهما كان الأمر.
        واستمرت الاتصالات بين مساعد مدير مصلحة السكة الحديد، والمهندس المسؤول عن محطة توليد الكهرباء، بأبي زعبل، حبيب تادرس. وفجأة انقطع ترتيل القرآن (أي قبيل الساعة 15و7)، بسبب قطع التيار عن الإذاعة. ودخل على الخط التليفوني اللواء أمام إبراهيم، ودار الحوار التالي:
        إمام إبراهيم: أنا سامع الإذاعة
        حبيب تادرس: التيار مقطوع من هنا
        عبدالمنعم رشاد: وأنا كمان سامع الإذاعة
إمام إبراهيم: اعملوا أي شيء لتخريب الاتصال التليفوني.
        ثم أُعيد التيار، بعد دقائق، في اللحظة، التي دخل فيها قائد السرية إلى محطة الكهرباء، ورفع مسدسه في وجه المهندس، الذي أعاد التيار إلى المحطة.
        يؤيد هذا ما جاء في الصحف، بعد ذلك، مثل جريدة الأساس: "كان الناس ينصتون إلى كلام الله تعالى، يتلوه القارئ من محطة الإذاعة، فإذا بالتلاوة تنقطع والإذاعة تتوقف، وظن الناس أن خللاً طرأ على الأجهزة، ولكن، بعد فترة من الوقت، عاد المذيع يقول: نذيع عليكم بيانا للواء أركان حرب محمد نجيب بك قائد القوات المسلحة، فكانت مفاجأة غير متوقعة، فعهدهم باللواء نجيب أنه قائد من قواد الجيش، حتى المساء الفائت، ولم يكن يُسمع بأن تغييراً في مناصب الجيش قد حدث.
إذاعة البيان الأول للثورة Sadat+laugh
من الذي ألقى البيان
والسؤال هو من الذي ألقى بيان اللواء محمد نجيب، بالصفة، التي منحت له، وهي القائد العام للقوات المسلحة؟
يقول اللواء محمد نجيب في كتابه "كلمتي للتاريخ" (كما جاء في المقدمة) إن البيان الأول للثورة قد أذيع باسمي، في الساعة السابعة صباحاً، بصوت أنور السادات.
بينما يقول جمال حماد أنه هو الذي قام بهذه المهمة، وما زال يحتفظ بمسودة البيان، وتُلي على المجتمعين، وأقروه، وأُرسل إلى الإذاعة، وأذاعه الضابط المكلف بالوجود في الإذاعة، وهو اليوزباشي محيي الدين عبدالرحمن خلف الله"، ثم كلف أنور السادات بإذاعة البيان مرة أخرى. "وما أن طلع صباح 23 يوليه عام 1952، حتى هرعت إلى الإذاعة، أعلن ميلاد الثورة".
        ولعل رواية المذيع فهمي عمر تلقى ضوءاً آخر على هذه المسألة إذ يقول: "عند وصولي إلى صالة المذيعين والزوار، وجدت مجموعة من الضباط، وعلى كرسي وجدت شخصاً، عرفت فيه أنور السادات، من قضية أمين عثمان، ومعه ثلاثة ضباط، وبعد تبادل التحية قال: متأسفين برنامجك يدخل عليه بعض تعديلات، الساعة الآن السادسة والثلث، لم يتصل بي أحد. قلت له، مؤكداً: إنت البكباشي أنور السادات قال نعم. قلت: الساعة السادسة والنصف نبدأ بمارش عسكري. قال: لا مانع، يُذاع البيان بعد المارش، دخلت الاستديو معه، سبقني مهندس الشريط، والمراقب، وبعد نشرة الأخبار. في الساعة السادسة والنصف، بدأت".. الإذاعة اللاسلكية للمملكة المصرية، من القاهرة، وقد أعلنت جامعة فؤاد الأول السادسة والنصف، من يوم 23 يوليه عام 1952 ميلادية، الموافق 4 ذي القعدة 1371هجرية، نستهل فترة الصباح من البرنامج بموسيقى مارش عسكري. بعد دقيقة، من بداية الموسيقى، أعطاني المهندس إشارة النور الأصفر المتقطع، التي تعني أن أرفع جهاز التليفون وأكلمه: أخبرني أن المهندس أبلغه أن الإرسال قُطع من أبي زعبل، فأخبرت الضابط أمامي بذلك. قال: "يعني إيه"؟ وهو شبه مخضوض. قام على الفور يجري بعض المكالمات التليفونية. مشيت بتنفيذ البرنامج، كما هو، بالرغم من قطع الإرسال، حتى إذا عاد تكون هناك مادة على الهواء. قدمت بعد ذلك تمرينات الصباح الرياضية. وكان يقدمها من الاستديو، اليوزباشي طيار عصام أبو العلا، فسألني إيه الحكاية؟ (كان لا يعرف شيئاً عن الحركة) وبعد التمرينات، القرآن، وكان مسجلاً على شريط، واتصل بي كبير المذيعين، حسني الحديدي، وقال لي: خليك حذر، وإلا فإن الملك يذبحك! قبل نهاية القرآن بثلاث دقائق، عاد الإرسال مرة ثانية. فقال لي الضابط سأقول البيان، عقب كلمة "صدق الله العظيم" قلت له: هناك حديث تفسير (قال) كفاية الأحاديث التي خدرت الناس. أنا سأقول البيان، بعد القرآن على طول، وتأهب لإلقاء الحديث، بعد دقيقة، وقبل قول القارئ "صدق الله العظيم" أخبرني مهندس المراقبة أن الإرسال قُطع، مرة ثانية ولكن هذه المرة من مصلحة التليفونات. أخبرت الضابط بذلك. أحسست أنه انخض وأنا سرت في البرنامج، وقام هو، وأجرى اتصالات تليفونية وعاد الإرسال في السابعة وسبع وعشرون دقيقة، أي قبل نشرة الأخبار بثلاث دقائق.
        الساعة دقت السابعة والنصف. اللحن المميز للأخبار: "أعلنت ساعة جامعة فؤاد الأول .. الخ. هذه أولى نشرات الأخبار نستهلها ببيان، من القائد العام للقوات المسلحة". وبدأ الضابط إلقاء البيان ومشي[10]. ثم دخل على الاستديو أكثر من ضابط، كل يقدم البيان، حتى الساعة الثامنة والنصف، وهو موعد الفترة الصباحية لتعود الإذاعة الساعة العاشرة لفترة الضحى. لم يسجل البيان إلا في فترة الضحى سجله أحد الضباط، على الهواء مباشرة وجاء بلغة عربية مكسرة، وأذيع طول اليوم، وفي المساء، سُجل بصوت المذيع جلال معوض، وفي يناير عام 1953، سُجل بصوت السادات، عندما كانت الإذاعة تعد برنامجاً في ذكرى مرور ستة أشهر على حركة الجيش فذهبت وحدة إذاعة وسجلت البيان.
        هذه رواية المذيع فهمي عمر، الذي عاصر افتتاح الإذاعة، في صباح يوم 23 يوليه، ومع ذلك تبقى رواية اللواء نجيب، والقائمقام أحمد شوقي، مقبولتين، لأنهما كانا في موقع المسؤولية، وتأكيداً لرواية اللواء نجيب، ذكر أن الزعيم السوري، أديب الشيشكلي، عندما زار القاهرة، في شهر ديسمبر من العام، أبدى الملاحظة التالية: وهي أنه عندما فوجئ ببيان الحركة، في صباح يوم 23، واستمع إلى اللغة التي فيها أخطاء، التي كان يذيع بها المتحدث، أحس بأن مثل هذه الحركة مصيرها الفشل، حتى استمع بعد ذلك إلى البيان بصوت معبر واثق، وهذا يعني أن هذا الصوت كان إنقاذاً للموقف بعد أن تبينت ركاكة المذيع الأول للبيان.
إذاعة البيان الأول للثورة 436_13384721374fc776c99295f
عملية الاستيلاء على المطارات
كان الضباط الطيارون قد وصلوا، في ساعة مبكرة صباح 23 يوليه، إلى المطارات الحربية الثلاثة، (ألماظة ـ مصر الجديدة ـ غرب القاهرة)، وفقاً لتعليمات عبداللطيف البغدادي، وحسن إبراهيم، اللذين كانا قد قاما بالمرور، قبل منتصف الليل، على عدد كبير من الضباط، في بيوتهم، لإبلاغهم بموعد الحركة، كي يبادروا، في الصباح الباكر بالقيام بعملية الاستيلاء على المطارات الحربية الثلاثة بالقاهرة، وتولى قيادتها، وتأمينها بفرض الحراسة المشددة عليها، وعدم تنفيذ أية أوامر تأتيهم من قياداتهم القديمة.
        ونفَّذ الضباط الطيارون، وعلى رأسهم البكباشية: وجيه أباظة، وعمر الجمال، ومحمد شوكت، والرائد محمد صادق القرموطي، الواجب المحدد لهم، وتمكنوا من السيطرة على المطارات، وتأمينها، في وقت مبكر من الصباح. وسرعان ما اتصل بهم البغدادي، وحسن إبراهيم، لإبلاغهم بنجاح الحركة، ولكي يقوموا بتعزيز قوات الثورة، بطائراتهم في الجو. واستبدت الفرحة بهم، فانطلقوا يشقون الفضاء بطائراتهم، في مختلف أنحاء البلاد، مما ترك أثراً عميقاً في رفع معنويات الجيش والشعب، وعلى العكس أصاب الملك وأعوانه بخيبة الأمل واليأس، ومنعه من التفكير في الهروب.
إذاعة البيان الأول للثورة 2013_7_12_3_30_55_91
الملك يحاول استخدام السلاح الجوي
        وفي أول ضوء يوم 23 يوليه، وبناء على تعليمات الملك، طار حسن عاكف، طيار الملك الخاص بطائرة داكوتا، من مطار النزهة بالإسكندرية، وهبط في مطار ألماظة الحربي، قرب حظيرة السرب الملكي. وكان الغرض من حضوره، كما ذكره قائد الأسراب حسن إبراهيم، في حديثه المنشور بمجلة المصور، في 8 أغسطس 1958، هو معرفة حقيقة ما يحدث بالقاهرة، وليستعين بطائرات السرب الملكي، في القضاء على الثورة، حيث يطير به إلى أنشاص، ومن هناك، تُوضع خطة لإحباط عمليات الضباط الثائرين وتحركاتهم. وقد ذكر حسن عاكف، أنه بمجرد وصوله إلى ألماظة، حوالي فجر يوم 23 يوليه، اتصل بضباط السرب الملكي للحضور إلى هناك، على وجه السرعة، فأبلغوه أن كردونات الجيش تقبض على الضباط، في العباسية، ومصر الجديدة، فطلب منهم تفادي هذه الكردونات، أو الحضور بتاكسيات إلى مطار إمبابة، ليطير إليهم بالطائرة الداكوتا، لأخذهم رغم صغر حجم المطار. وفشلت محاولات معظم ضباط السرب الملكي في الوصول إلى حسن عاكف بحظيرة السرب الملكي بمطار ألماظة. وقد ذكر قائد الجناح مدكور أبو العز، قائد السرب الملكي، عند قيام الثورة أنه توجه، صباح 23 يوليه، إلى مطار ألماظة بعربته الخاصة، وكان برفقته قائد الأسراب، فوزي الجبالي، وقائد السرب المهندس عبدالحميد محمود، والنقيب عبد المجيد نعمان، والملازم مالك متو شالح. وعندما حاولوا الدخول من الباب الرئيسي للمطار، اعترضهم قائد الأسراب حسن إبراهيم، تعززه قوة من الدبابات والمشاة. وطلب منهم العودة إلى منازلهم ورفض مدكور أبو العز تنفيذ هذا الطلب. ودارت مناقشة حادة بينه وبين حسن إبراهيم انتهت باصطحاب حسن إبراهيم، لمدكور أبو العز ورفاقه، إلى مبنى رئاسة الجيش، بكوبري القبة، حيث صدر أمر القيادة بوضعهم، في المعتقل بالكلية الحربية، مع باقي القادة والضباط، الذين تم اعتقالهم، من قبل، من الجيش والطيران.
        ولكن تمكن بعض الضباط من الوصول، وبدأوا، مع حسن عاكف، في تجهيز طائرات السرب الملكي، للإقلاع بها إلى الإسكندرية. ولكن أنباء وصول حسن عاكف، وتجهيز طائرات السرب الملكي للإقلاع لم تلبث أن وصلت إلى أسماع قيادة الثورة، فأرسلوا لورياً، محملاً بجنود من الجيش بقيادة ملازم للقبض على حسن عاكف، ومنع الطائرات من السفر، وبمجرد وصول جنود الجيش انتشروا، بأمر قائدهم، وبدءوا في إطلاق النار من أسلحتهم، على الطائرات فأصابوا الطائرة الملكية ببعض الطلقات. وكان بها قائد الأسراب، سعد الدين الشريف. ولكنه لم يُصب بأذى؛ وإزاء ذلك بادر حسن عاكف، بالقفز إلى طائرة عمودية، من طراز "سيكورسكي51"، وحلق بها على ارتفاع بضعة أمتار من سطح الأرض، ولمقاومة النيران المنهالة على الطائرة، اكتسح حسن عاكف بالطائرة، الجنود بهجومه عليهم، قريباً جداً من الأرض مما اضطرهم إلى الانبطاح، والزحف إلى داخل الحظيرة.  ونظراً لإصابة الهليكوبتر ببعض الطلقات، في غطاء الماكينة اضطر حسن عاكف إلى الطيران، على ارتفاع منخفض، حتى تمكن من النزول سالماً في مطار أنشاص.
        وكانت بالمطار طائرة قديمة، من طراز "سى46" تركها الأمريكان، بعد الحرب، فأدار عاكف الطائرة بعد عناء شديد، لكبرها إذ تحتاج لأكثر من شخص لإدارتها. وقبل إقلاعه اتصل تليفونياً بقصر عابدين، من تليفون سري تحت الأرض متصل رأساً بعابدين، طالباً إيصاله بالسرب الملكي بألماظة، باعتباره أنه يتكلم من مطار فاروق، (القاهرة الدولي حالياً). وليس من أنشاص للتضليل، وبالفعل أرسلت قوة من الجيش إلى مطار فاروق لاعتقاله، ولكنها لم تعثر له بالطبع على أثر. وحلق، بعد ذلك، حسن عاكف بطائرته، في اتجاه الصحراء الغربية، خشية مطاردته، بالطائرات المقاتلة، ودار دورة كبيرة نزل، على أثرها إلى مطار الدخيلة، حيث التقى بقائد المطار، قائد الأسراب عدلي الشافعي. وطلب منه الاتصال بقيادة الثورة مع إبداء استعداده للنزول بالطائرة العمودية، قرب مبنى رئاسة الجيش، لمعرفة طلبات الضباط الثائرين لإبلاغها إلى الملك على شرط إعطاء الضمان له بعدم اعتقاله. 
وبادر عدلي الشافعي بالاتصال بقائد الجناح، عبداللطيف البغدادي، ولكنه رفــض طلب حسن عاكف. وخشي حسن عاكف من القبض عليه، بعد أن علمت القيادة، بأنه في مطار الدخيلة، فاستقل عربة جيب من المطار، وأسرع بها إلى قصر المنتزه. وفوجئ الملك بدخول حسن عاكف عليه، ببنطلون وقميص مفتوح، ومنكوش الشعر، وأخذ في ذهول يستمع إليه، وهو يروي له مغامرته المثيرة.
اعتقال قادة جيش الملك
كانت مجموعة الاعتقالات تقوم بواجبها، طبقاً لتطور الخطة، وكانت تتكون من الصاغ كمال رفعت، واليوزباشي محمد البلتاجي. ووضع تحت قيادتهما، تروب من السيارات المدرعة، بقيادة الملازم أول آمال المرصفي. وفي الطريق إلى مصر الجديدة، توقفت المجموعة، أمام مبنى رئاسة الجيش، بعد انتهاء عملية اقتحامها، فاستلموا كبار القادة المعتقلين، وتوجهوا بهم إلى مبنى الكلية الحربية، المواجه لرئاسة الجيش، حيث سلموهم إلى المجموعة، التي تعينت لإدارة المعتقل الجديد، بالكلية الحربية. وكانت تتكون من الصاغ حمدي عاشور، والصاغ عبد الحليم عبدالعال، والصاغ حسين حموده، والصاغ كمال الحناوة.
        وتوجهت مجموعة الاعتقالات، بعد ذلك، إلى مصر الجديدة، حيث تم اعتقال اللواء سعدالدين صبور، مدير هيئة التدريب الحربي، في منزله والعميد طيار حقي هارون، الذي حاول أن يقاوم، وأن يستخدم مسدسه، مما اضطر كمال رفعت إلى استخدام القوة معه، وتم اعتقاله بعد أن كُسرت ترقوته. 
واعتقلت المجموعة، كذلك، قادة الجيش والطيران الآخرين، ونقلتهم إلى المعتقل، بالكلية الحربية.


إذاعة البيان الأول للثورة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
إذاعة البيان الأول للثورة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملحق 3: البيـان الأول للثورة
» نص البيان الأول للقوات المسلحة
» مسابقة مع كتاب الله فى رمضان 1431 هـ من إذاعة القرآن الكريم من القاهرة
» الفصل الثالث: تنظيم الضباط الأحرار والتخطيط للثورة
» المبحث السابع: المسار الديموقراطي للثورة التونسية وردود الفعل حيالها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحـداث الفارقــة في حيــاة الدول :: ثورة يوليو ١٩٥٢م :: ثورة 23 يولـيو 1952م-
انتقل الى: