منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (7)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (7) Empty
مُساهمةموضوع: لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (7)   لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (7) Emptyالسبت 29 يونيو 2013, 6:52 am

91- (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ...) آل عمران 186.

والبلاء في المال بماذا؟ بأن تأتي آفة تأكله، أو بلاء من لون آخر، وهي اختبارك هل تنفق هذا المال في مصارف الخير أو لا تعطيه لمحتاج..

فمرة يكون الابتلاء في المال بالإفناء، ومرة في وجود المال ومراقبة كيفية تصرفك فيه. 

والحق في هذه الآية قدّم المال على النفس؛ لأن البلاء في النفس يكون بالقتل، أو بالجرح, أو بالمرض. فليس كل واحد سيقتل، إنما كل واحد سيأتيه بلاء في ماله.

ويخطئ الناس ويظنون أن الابتلاء في ذاته شرّ، لا. 

إن الإبتلاء مجرد اختبار، والاختبار عرضة أن تنجح فيه وأن ترسب.

فالذي ينجح في البلاء في المال يقول: كله فائت، وقلل الله مسئوليتي، لأنه قد يكون عندي مال ولا أُحسن أداءه في مواقعه الشرعية، فيكون المال عليّ فتنة. 

فالله قد أخذ مني المال كي لا يدخلني النار. 

ولذلك قال في سورة "الفجر": { فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَنَنِ } الفجر 15-16.

إذن فالذي نظر إلى المال وظن أنّ الغني إكرام، ونظر إلى الفقر والتضييق وظن انه إهانة، هذا الإنسان لا يفطن إلى الحقيقة، والحقيقة يقولها الحق: " كلا " أي أن هذا الظن غير صادق؛ فلا المال دليل الكرامة، ولا الفقر دليل الإهانة، ولكن متى يكون المال دليل الكرامة؟.

يكون المال دليل كرامة إن جاءك وكنت موفقاً في أن تؤدي مطلوب المال عندك للمحتاج إليه، وإن لم تؤد حق الله فالمال مذلة لك وإهانة. 

بهذا نفهم الآية التي تلتها بقوله: ( كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) الفجر17.

 أي ما دمتم لا تكرمون اليتيم فكيف يكون المال دليل الكرامة؟ إن المال هنا وزر، وكيف إن سلبه منك يا من لا تكرم اليتيم يكون إهانة؟.. 

إنه سبحانه قد نزهك أن تكون مهاناً، فلا تتحمل مسؤلية المال. 

(وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) الفجر 18. وحتى إن كنت لا تمتلك ولا تعطي أفلا تحث من عنده أن يُعطي؟ 

أنت ضنين حتى بالكلمة، فإذا كنت تضن حتى بالنصح فكيف تقول إن المال كرامة والفقر إهانة؟.. 

(وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً ) الفجر 19. 

أي تأكلون الميراث وتجمعون في أكلكم بين نصيبكم من الميراث ونصيب غيركم دون ان يتحرّى الواحد منكم هل هذا المال حلال أو حرام.. فإذا كانت المسألة هكذا فكيف يكون إيتاء المال تكريماً وكيف يكون الفقر إهانة؟

92-  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران: 200 اصبروا: ففي الأوامر صبر على تنفيذها، وفي المناهي صبر عن إيقاعها، هذه كلها في   الذات. فاصبر هو أمر في نفسك ستصبر عليه.

صابروا: إذا تعدت المسألة من الذاتية إلى المحيط الخارجي. ماذا يعني ذلك؟.

ولكن هب أن خصمك صبر على إيذائك، وصار عنده جلد ليقف أمامك هنا، الحق يأمرك هنا بأن تصابره، أي إذا كان عدوك يصبر قليلا فعليك أنت أن تقوى على الصبر عليه، أي أن تجيء بصبر فوق الصبر الذي يعارضك، وكل مادة " فاعل " هكذا.

يوجد: " صابرين في " ، و " صابر على " ، و " صابر عن ".

لأن منهج الحق إنما يجيء ليصوب الخطأ في حركة المجتمع. وهذا الخطأ يستفيد منه أناس وهم يحرصون أن يصدوا من يريدون تثبيت منهج الله، إذن فهم لا يقصرون في إيذائهم، وفي السخرية منهم، وفي إتعابهم وفي حربهم، وهذا معنى " والصابرين في البأساء والضّراء وحين البأس " وإذا كان عدوك الذي جئت لتدحض منهجه الباطل بمنهجك الحق صابرك وصابر أيضاً على إيذائك، فعليك أن تصابره.

ورابطوا: ما هو الرباط؟ هو أن تشعر عدوك بأنك مستعد دائما للقائه، هذا هو معنى الرباط. 

والحق يقول: { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } الأنفال: 60. 

إنها خيل مربوطة للجهاد في سبيل الله مستعدة.

فائدة الرباط أن يُعلم أنك لم تغفل عن عدوك وأنك لن تترك العدة والاستعداد له إلى أن يأتي بالمداهمة، ولكن تكون أنت مستعدّاً لها في كل وقت، والرباط لا يكون فقط أن ترابط بالخيل للعدو المهاجم هجوما ماديا..

بل المرابطة تعني: الإعداد لكل ما يمكن أن يَرُدَّ عن الحق صيحة الباطل، فمن المرابطة أن تعد الناشئة الإسلامية لوافدات الإلحاد قبل أن تفد، لماذا؟

لأن المسألة ليست كلها غزواً بخيل وسلاح وعُدَد، فقد يكون الغزو بالفكر الذي يتسرب إلى النفوس من حيث لا تشعر، فإذن لابد أن تكون أيضاً في الرباط الذي يمدّ المؤمن بقدرة وطاقة المواجهة بحيث إذا جاءت قضية من قضايا الإلحاد التي قد تفد على المؤمنين، يكون عند كل واحد منهم الحصانة ضدها والقدرة على مواجهتها.

93- (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ..) النساء: 5.

السفيه هو من يعانى من قصور عقلي لا من قصور عمري. 

ولننتبه لقوله تعالى أموالكم لم يقل أموالهم، فهل هي أموالكم؟ 

لا، لكن حين يكون المرء سفيهاً فاعلم أنه لا إدارة له على ملكه، وتنتقل إدارة الملكية إلى من يتصرف فى المال تصرفاً حكيماً، فاحرص على أن تدير مال السفيه كأنه مالك؛ لأنه ليس له قدرة على حسن التصرف.  

وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا: في هنا للسببية، أي ارزقوهم بسببها، ارزقوهم رزقاً خارجاً من مالهم،

وإلا فما قيمة ولايتك ووصايتك وقيامك على أمر السفيه أو اليتيم؟ إن تثمر له المال و لم تحسن التصرف فيه بحيث ينقص كل يوم.

94- (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا  وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) النساء 13-14.

إذا كنا منتبهين ونقبل على كتاب الله ننتبه 

الملحظ الأول: الآية الأولى نجد { جَنَّاتٍ }بينما الثانية نجد { نَاراً } واحدة.

والملحظ الثاني: هو خلود للمؤمنين في الجنات {خالدين}، أما الكافر فسيدخل النار{خالدا}. فلم يقل الحق نيرانا، ولم يقل الحق أيضاً خالدين لماذا؟ 

لأن المؤمنين سيكونون في الجنة على سرر متقابلين، ويتزاورون، وكل واحد يستمتع بكل الجنان، وأيضا إن المرء إذا كان له من عمله الصالح الكثير وقصر أولاده الذين اشتركوا معه في الإيمان، فإن الحق يلحق به ذريته ويكون هو وذريته في النعيم والجنان كرامة له. 

فتكون الجنات مع بعضها وهذا أدعى للإنس.

ولكن الموقف يختلف مع الكافر، فلن يلحق الله به أحدا وكل واحد سيأخذ ناره، وحتى لا يأنسوا مع بعضهم وهم في النار، فالأنس لن يطولوه أيضا، فكل واحد في ناره تماما مثل الحبس المنفرد في زنزانة. 

ولن يأنس واحد منهم بمعذب الآخر، { وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }.

إياك أن تفهم أن هناك من يقدر على أن يتجلد كما يتجلد البشر عند وقوع العذاب في الدنيا، إن عذاب الآخرة مهين ومذل للنفس في آن واحد.

95- إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ ...) النساء: 17- 18.

نلاحظ الفرق بين من تُقبل توبته وهم الذين يعيشون وتستحضر نفوسهم قِيَم المنهج، إلا أن النفوس تضعف مرة، فعبر القرآن عن صاحب السيئة الواحدة بوصف هذه الزلة بكلمة "السوء". 

فالذي ارتكب سوءاً واحداً فذلك يعني أنه ضعيف في ناحية واحدة ويبالغ ويجتهد في الزوايا والجوانب الأخرى من الطاعات التي لا ضعف له فيها ليحاول ستر ضعفه.

أما الذين لا يقبل منهم التوبة فهم أصحاب النفوس التي شردت عن المنهج في جهات متعددة، وهم لم يرتكبوا " سوءاً " واحداً بل ارتكبوا " السيئات ". 

فهو ليس صاحب نقطة ضعف واحدة، لكنه يقترف سيئات متعددة، ويمعن في الضلال، ولا يقتصر الأمر على هذا بل يؤجل التوبة إلى لحظة بلوغ الأجل فلا ينتفع أحد من توبته.

96- (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) النساء: 32.

قد يتساءل البعض فيقول: كيف ينهانا الله عن أن نتمنى ما فضل الله به بعضنا على بعض ثم يقول: (واسألوا الله من فضله) وما دمت تسأل الله من فضله؛ فهنا أمل أن يعطيك؟

ونقول: التمني عادة أن تطلب شيئاً يستحيل أو لم تجر به العادة. (كنوع الجنس مثلا)

إنما السؤال والدعاء هو مجال أن تأتي إلى شيء تستطيع الحصول عليه. 

فأوضح: أن لا تذهب إلى منطقة التمني، وما دام الله قد فضل بعضاً على بعض فليسأل الإنسان لا في منطقة ما فضل الله غيره عليه ويطلبه لنفسه ويسلبه من سواه، ولكن في منطقة أن توفق في إبراز ما فضلك الله به. 

لذلك نجد الحق في آيات التفضيل يقول: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ} النحل: 71.

وما هو الرزق؟ هل هو نقود فقط. لا. بل الرزق هو كل ما ينتفع به، فالحلم رزق، والعلم رزق، والشجاعة رزق، كل هذا رزق...

97- (...وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...) النساء: 36.

انظر إلى المنزلة التي أعطاها الله للوالدين، فهما السبب في الوجود، فالوجود له سبب ظاهري هما "الوالدان"، وعندما تسلسلها تصل لله فيقول الحق: اعبدني ولا تشرك بي شيئاً، وبعد ذلك يوصي بالوالدين إحساناً وحسناً. 

" الإحسان " : هو أن تفعل فوق ما كلفك الله مستشعراً أنه يراك، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، و " الإحسان " من " أحسن "  فيكون معناها أنه ارتضى التكليف وزاد عليه. 

لأنك حين جربت أداء الفرائض ذقت حلاوتها، علمت أن الله يستحق منك أكثر مما كلفك به. 

فالمعنى: إياك أن تعمل مع والديك القدر المفروض فقط، بل ادخل في برّهما والإنعام عليهما والتلطف بهما والرحمة لهما وذلّة الانكسار فوق ما يطلب منك، ادخل في مقام الإحسان. 

" الحسن " ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ) العنكبوت: 8.

إن المقابل " للحسن "هو " القبح "، إذن فالحق أدخلنا في مقام الجمال مرة، وفي مقام الإحسان مرة أخرى.

- وهنا أكثر من ملحظ يجب ألا يغيب عن بال المسلم، أولاً: نجد في الغالب أنّ الوالدين يربيان أبناءهما، ومن النادر أن يصبح الولد يتيماً... ويربيه غير والديه، فسبب الوجود: يوجب عليك أن تعطيهما حقوقهما وفوق حقوقهما وتدخل في مقام الإحسان، ولكنه جاء في آية وعلل ذلك فقال:{ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } الإسراء: 24.

لقد جاء الحق بالتربية حيثية في الدعاء لهما وفي البر التوصية بهما، لكن لو أن إنساناً أخذ فيك منزلة التربية ولم يأخذ فيك سببية الإيجاد، أله حق عليك أن يكون كوالديك؟

إن الحق يقول: ( كَمَا رَبَّيَانِي ) ، فإذا كان والدي لهما هذا الحق، فكذلك من قام بتربيتي من غير الوالدين له هذا الحق أيضاً. 

- وشيء آخر: وهو أن الحق سبحانه وتعالى حينما وصى بالوالدين إحسانا، جاء في الحيثيات بما يتعلق بالأم ولم يأت بما يتعلق بالأب (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ) الأحقاف: 15.

وهذا كلام رب؛ فالطفل بمجرد أن أدرك وجد أباه يعايشه ويربيه لكفاح الحياة، وكلما احتاج إلى شيء قالت له الأم: أبوك يحققه لك، فينسى حكاية أمه وحملها له في بطنها وأنها أرضعته وسهرت عليه؛ لأنه لم يكن عنده إدراك ساعة فعلت كل ذلك، فمن الذي - إذن - يحتاج إلى الحيثية؟ إنها الأم، أما حيثية إكرام الأب فموجودة للإنسان منذ بدء وعيه.

فكان لا بد من أن يذكرنا الله بالحيثية المتروكة والمستورة عند الإنسان مكتفياً بالحيثية للأب الموجودة والواضحة عند الابن، ولذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم حينما يوصيّ قال: أمك ثم أمك ثم أمك، وبعد ذلك قال: ثم أبوك.

ولو حسبتها تجدها واضحة، فالأبوة رجولة، والرجولة كفاح وسعي. والأمومة حنان وستر، فهي تحتاج ألا تخرج لسؤال الناس لقضاء مصالحها، أبوك إن خرج ليعمل فعمله شرف له. إنما خروج الأم للسعي للرزق فأمر صعب على النفس. 

- وحين تكلم الحق عن الأبوين المشركين قال: { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا } لقمان: 15.

ونلحظ أن الحق لم يأت لهما بطلب الرحمة وهما على الشرك والكفر كما طلبها لهما في قوله: ( وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) لأنهما وإن ربيا جسد الولد فلم يربيا قلبه وإيمانه، فلا يستحقان أن يقول: ارحمهما؛ لكن الحق أراد أن يسع الولد والديه في الدنيا وإن كانا على الكفر. صحيح لا تطعهما ولكن احترمهما؛ (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) أي انظر مصلحتهما في أمور الدنيا معروفاً منك.

والمعروف يصنعه الإنسان فيمن يحبه وفيمن لا يحبه، لكن إياك أن يكون قلبك متعلقاً بهما إن كانا مشركين فالممنوع هو: الودادة القلبية؛ ولذلك قال ( لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) المجادلة: 22.

98- (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا). النساء: 42. 

معنى { تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ }: كما تقول: سأسوِّي بفلان الأرض؛ أي تدوسه دوسة بحيث يكون في مستوى الأرض.

كيف لا يكتمون الله حديثا؟ وقال في آية أخرى: (..اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ) المؤمنون: 108.

لأن الأمر له مراحل: فمرة يتكلمون، ويكذبون فيقولون: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} الأنعام: 23. 

ويقولون عن الأصنام التي عبدوها: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } الزمر: 3.

ومعنى قوله: { وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً } دليل على أن الحديث مندفع ولا يقدر صاحبه أن يكتمه. فالكتم: أن تعوق شيئاً يخرج بطبيعته من شيء آخر فتكتمه. 

والواحد منهم في الآخرة: لا يقدر أن يكتم حديثاً؛ لأن ذاتية النطق ليست في أداة النطق كما كان الأمر في الدنيا فقط، بل سيجدون أنفسهم قد قدموا إقرارات بخطاياهم، بألسنتهم وبكل جوارحهم. هذا ما نسميه "ولاية الاقتدار". 

{ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } فصلت: 21.

99- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) النساء: 49. 

حين يخاطب الحق سبحانه وتعالى بقوله: " أرأيت " نقول: كان ذلك مشهداً لرسول الله رآه، فتكون الرؤية على حقيقتها. 

فإذا كان الأمر لم يكن معاصراً لرسول الله أي غير مرئي له فيخاطبه الله بقوله: " ألم تر" يعني: ألم تعلم، وكأن العلم بالنسبة لخبر الله يجب أن يكون أصدق مما تراه العين. 

كقوله: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }الفيل: 1.

وقوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ }: إن " التزكية " هي التطهير من المعايب، والتزكية التي زكُّى بها اليهود أنفسهم أنهم قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } وقالوا: { لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى } وتلك قضية باطلة. 

وهنا نسأل: هل إذا زكى الإنسان نفسه بحق تكون تلك التزكية مقبولة؟

نقول: علينا أن نسأل: ما المراد منها؟ إن كان المراد منها الفخر تكن باطلة، لكن تكون التزكية للنفس واجبة في أمر يحتم ذلك. 

مثاله: عندما تركب جماعة زورقاً ويكون من يجدف متوسط الموهبة، ثم قامت عاصفة وكان من هو أكثر فهماً وكفاءة فتقدم وقال: ابتعد عن القيادة أنا أقدر منك على هذا الأمر. 

هذه تزكية للنفس، وهي مطلوبة؛ لأن الوقت ليس وقت تجربة، وهو يزكي نفسه بحق. 

ومنها قصة سيدنا يوسف: {قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا} يوسف: 37. 

فقد زكى نفسه، لكن انظروا لماذا زكى نفسه؟ هو يريد أن يأخذ بيدهما إلى ربه بدليل أنه قال: { إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... أَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} يوسف: 37- 39. 

إذن فالتزكية هنا مطلوبة، وقد ردّها لله ولم ينسب العلم له فقال: {ذلكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} يوسف: 37. 

بعدها قربه الملك منه ثم جاءت سنون الجدب التي تنبأ بها في تفسير الرؤيا، وقال للملك: { اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ } يوسف: 55.

إذن فقد زكى نفسه ثانية، وجاء بالحيثية: { إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } يوسف: 55.

لأن هذه المسألة تحتاج حفظاً وعلماً، فهي أمر غير خاضع للتجريب، فيجرب واحد فيخيب، ويجرب آخر فيخيب. 

إذن فمتى تكون التزكية مطلوبة؟ 

أولاً: أن تكون بحق، وأن يكون لها هدف عند من يعلم التزكية وإلى من يعطيك التزكية ويثني عليك بما فيك وما أنت أهل له فتكون هذه تزكية صحيحة. 

ولذلك يقول الحق: { فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } النجم: 32.

100- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء: 58. 

- والأمانة هي ما يتعلق بذمتك بحق غيرك؛ وضميرك هو الحكم إن شئت أقررت بما عندك لغيرك حين طلبه، وإن شئت لم تقر به.

لكن هناك أمانات أخرى لم يعطها إنسان لإنسان، وإنما أعطاها ربّ الإنسان لكل إنسان. 

والأمانة بهذا المعنى أمرها واسع، فاستحقاق الله للتوحيد أمانة عندك، أهليتك للتكليف من الله حين كلفك أمانة عندك، أهليتك في المواهب المختلفة أمانة عندك، فكل إنسان عنده موهبة هو أمين عليها ولا بد أن يؤديها وينقل آثارها لمن لا توجد عنده هذه الموهبة، فربنا أعطى هذا الإنسان قوة عضل، وأعطى ذلك قوة فكر، وأعطى ثالثاً قوة حلم، وأعطى رابعاً علماً. 

كل هذه الأشياء أمانات أودعها الله في خلقه ليتكامل الخلق، فحين يؤدي كل إنسان أمانته لكل إنسان يصبح كل إنسان عنده مواهب كل الآخرين. 

- إن كل أمانة عند غيرك تقابلها أمانة عندك، فإن أديت مطلوبات الأمانة عندك أدى المجتمع الذي يحيط بك الأمانة التي عنده، (فحين يكلفك الله بألا تسرق، يكون قد كلف الناس كلهم ألا يسرقوك).

- لهذا لم تقبل وأشفقت الأرض والسماوات والجبال من حمل أمانة الاختيار والتي يترتب عليها التكليف من الله، لعدم الثقة بحالة النفس وقت أداء الأمانة. 

(إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) الأحزاب: 72.

- شاء الله أن يقول: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ) ولم يقل: إذا أئمنتم فأدوا، لا. بل قال: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ). فإذا حدثت منكم غفلة عن أداء الأمانة فما الذي يحمي هذه المسألة؟ 

هنا يأتي العدل وهو أن تقضي بحق في ذمة غيرك لغيره، أي ليس في ذمتك أنت؛ لأنك تحكم كي ترجح مسألة وتضع الأمر في نصابه. 

أما لو أدى كل واحد ما لغيره عنده من حق لما احتجنا إلى عدل، فالعدل إنما ينشأ من خصومة وتقاضٍ. 

وكما أن آية أداء الأمانة عامة، كان لا بد أن تكون آية العدل عامة أيضاً، فهي ليست خاصة للحاكم فقط، بل إنّ كل إنسان مطالب بالعدل، فلو كنت مُحَكَّماً من طرف قوم ورضوا بك أن تحكم فاحكم بالعدل حتى ولو كان الحكم في الأمور التي يتعلق بها التكريم والشرف والموهبة؛ (كمباراة...).

لذلك أمر نبينا عليه الصلاة والسلام من يقضي بين الناس أن يسوي بين الخصمين في لحظه ولفظه أي لا ينظر لواحد دون الثاني، ولا يكرم واحداً دون الآخر.

و " اللحظ " عمل العين. 

وهذا يحتاج إلى بصير، واللفظ يحتاج إلى سميع، فجاء قوله ختام الآية: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً).

- وقوله "بَيْنَ النَّاسِ "و" أهلها ": يُفهم منها حماية لحقوق غير المسلمين أيضاً.

- ويتابع الحق: ( إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ) و " نعما " يعني نعم ما يعظكم به الله، أي لا يوجد أفضل من هذه العظة التي هي: أداء الأمانة والحكم بالعدل، فبهذا تستقيم حركة الحياة.

ولأن الله سبحانه وتعالى ليس له مصلحة في الأمر، وأيضاً فهو -سبحانه- واسع العلم والحكمة؛ لذلك كانت هذه العظة مقبولة جداً، وهي نعمة من الله وأما ما عداها فبئست العظة.



لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (7) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (7)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: لطــــائف قرآنيـــة-
انتقل الى: