منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49196
العمر : 72

المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م Empty
مُساهمةموضوع: المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م   المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م Emptyالخميس 26 يناير 2012, 1:26 am

المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973:

يوم الاثنين الأول من أكتوبر 1973، أُبلغ كل من رئيس الأركان العامة، ووزير الدفاع في إسرائيل، عن طريق الاستخبارات العسكرية، أن المصريين يعززون قواتهم المرابطة على الضفة الغربية لقناة السويس.

وفضلاً عن ذلك، استمرت المعلومات ترد من المصادر المختلفة، تزيد من تحذيراتها وإنذاراتها، وتقول في صراحة بأن مصر تستعد للهجوم.

ووضعت الاستخبارات الإسرائيلية احتمالاتها، بأن الأمر قد يكون بسبب مناورات الخريف، على الأقل بالنسبة لمصر [1].

وقبل أن تعود جولدا مائير إلى إسرائيل، وجه موشي ديان الدعوة لانعقاد مجلس صغير في مكتبه، اقتصر على جنرالات الجيش الرئيسيين.

وبدأ المجلس في تحليل متعمق للموقف، ولكن أحداً لم يجسر على القول بأن كل هذه التحركات في القوات، ليست مناورات عادية، ولكنها استعدادات لحرب شاملة.

وأبدى ديان قلقه ومخاوفه، وطلب وضع تقرير مكتوب حول الموقف، واختتم التقرير بعبارة، أن هناك "احتمالاً ضئيلاً لحرب عامة"، وفي هذا الوقت أخذت المعلومات القادمة من مراكز المراقبة المتقدمة، على هضبة الجولان، وعلى طول القناة، تتدفق على مقر رئاسة الأركان، وكان بعضها يؤكد ما كان معروفاً من تحركات الجيوش المعادية، كما أن المصريين يضعون في المياه على طول قناة السويس دعائم، يبدو أن الغرض منها حمل بعض الجسور.

وعلى جبهة قناة السويس، أبلغ أفراد الملاحظة، عن حركة كبيرة من القوات المصرية على مقربة من القناة، كما أبلغت عن نقل قوافل زوارق ووسائل عبور.

وتجمعت المعلومات في أجهزة الاستخبارات الميدانية بالجبهة، ولكن هذه التفاصيل كانت لا تتمشى مع تقديرات فرع الاستخبارات في هيئة الأركان العامة، بأن الجيش المصري يستعد لمناورة كبيرة "تحرير 41".

ويكتب "سيمان طوف"، أحد ضباط الاستخبارات، في تقريره الذي يقدمه إلى قيادته، ذاكرا فيه: "أنه من المحتمل أن تكون (تحرير 41) هي تمويه لعمل حقيقي"، ويقوم قائده بإلغاء هذا التقرير، ويبلغه بأن هذا التقرير يناقض تقرير فرع الاستخبارات، ولذلك فالأجدر به أن يوافق على شطب استنتاجه.

ويصمت "سيمان طوف"، فعلاقته مع قائده متوترة منذ فترة، وحدثت بينهما عدة مشادات، ولكن "طوف" يؤكد مرة ثانية في تقرير في يوم تالي نفس هذا الاستنتاج.

وفي فرع الاستخبارات في هيئة الأركان العامة، كان رئيس اتجاه سورية، أكثر تشاؤما من زميله المسؤول عن الاتجاه المصري.

أنه ليس متفهماً، لما يجري وراء قناة السويس، ولكنه مقتنع بأن الجيش السوري ينوي شيئا جدياً، ولكن لا يوجد في الاستخبارات من يشاركه آرائه، ولكنه يجد عزاءً كبيراً، في اتفاق رأيه، مع قائد القيادة الشمالية (حوفي)، بأن الموقف خطير على هضبة الجولان.

أولاً: الموقف يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 1973:

في مساء يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 1973، دعا أحد كبار الضباط في الجيش، مراسلي الصحف اليومية، إلى لقاء قصير، وأبلغهم أن حشود القوات العربية على الحدود السورية، وعلى الضفة الغربية لقناة السويس قد لوحظت بشكل واضح.

ولكن رئيس الأركان يرى أن احتمال نشوب الحرب احتمال ضئيل.

ثم ناشد الصحفيين بألا يرددوا ما تقوله وكالات الأنباء، مما يثير الحديث عن "وجود توتر متزايد على الحدود".

وقال الضابط الإسرائيلي الكبير: "عبثا يحاولون إحداث تصاعد".

ولقد ترتب على ذلك، ابتداء من اليوم التالي، أن أصبحت الأنباء العسكرية لا تشغل في الصحف الإسرائيلية إلا خبرا متواضعا.

والأكثر من ذلك أنه ابتداء من ذلك اليوم، راحت الرقابة الإسرائيلية تمنع نشر جميع الأنباء التي ترد إلى المراسلين الصحفيين من مصادرهم الخاصة.

ثانياً: اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي (3 أكتوبر 1973) وتقدير الموقف سياسياً وعسكرياً:

مع نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر أكتوبر 1973، بدأت تصل المعلومات إلى شعبة الاستخبارات، عن استعدادات متزايدة للقوات المصرية والسورية، بجانب خطوط وقف إطلاق النار، لقد تم دراسة هذه المعلومات، واستخلاص الاستنتاجات منها، وإبلاغها إلى قيادة الدفاع.

إن الوثائق والتقارير التي تصف المشاورات وتقديرات المواقف السياسية والعسكرية التي سبقت نشوب حرب يوم الغفران بعدة أيام، تعطي صورة دقيقة وشاملة عن فكر وتقديرات زعماء الدولة ورئيس الأركان العامة وقادة الأركان.

أما تقرير الموقف الأكثر تفصيلاً، فقد تم إعداده يوم الأربعاء 3 أكتوبر 1973، أي قبل ثلاثة أيام من نشوب الحرب، كما تم إعداد تقديرين آخرين للموقف يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973، وصل أحدهما إلى وزير الدفاع الساعة 9 صباحاً، ووصل الثاني إلى مكتب رئيسة الوزراء الساعة 30ر11 صباحاً.

وتحليل تقديرات الموقف، يعطي إيضاحا دقيقا للأعمال والأخطاء، التي سبقت حرب يوم الغفران، ومنها يمكننا أن نتعرف على وجهات النظر الخاصة بكل من المشتركين في هذه المفاوضات، المتعلقة ببحث احتمالات نشوب الحرب، وأسلوب إدارة الحرب إذا ما نشبت، وأهداف الحرب، وكيفية الاستعداد لها.

لقد دارت المشاورات، العسكرية السياسية، يوم 3 أكتوبر 1973 في القدس، في أهم جلسة قبل الحرب، اشترك فيها عدد من القادة ورجال الاستخبارات.

وفي هذه الجلسة يكتسب الخطأ الإستخباراتي لجيش الدفاع الإسرائيلي، صبغة رسمية.

ومنذ اللحظة التي تنتهي فيها هذه الجلسة، فإن هذا الخطأ لن يعد خطأ جيش الدفاع الإسرائيلي فقط، وإنما خطأ الحكومة كذلك، فقد علمت ولم تتحرك.

كانت تلك الجلسة، تمثل مجلس الحرب في إسرائيل، فهي ليست جلسة حكومية شكلية، تعقد بكامل هيئتها، ولكنها تعقد في الإطار المعروف باسم "المطبخ" برئاسة رئيسة الوزراء الإسرائيلية "جولدا مائير"، التي عادت تواً من رحلتها في الخارج.

وكان الوزراء المشتركون في هذا اللقاء هم: "إيجال آلون ـ إسرائيل جاليلي ـ موشي ديان" ، ومن رجال الجيش حضرها "دافيد أليعازر رئيس الأركان العامة الإسرائيلية، والجنرال بنيامين بيليد قائد السلاح الجوي، ومساعد رئيس فرع الاستخبارات لشئون البحوث، تات الوف (عميد)، أرييه شاليف"، (تغيب الوف إيلي زاعيرا رئيس شعبة الاستخبارات عن الجلسة لمرضه) كما حضر أيضا مدير عام ديوان رئيسة الوزراء، "مردخاي جازيت"، ومستشارها وسكرتيرها العسكري، تات الوف "إسرائيل ليئور"، و"يشعياهو رفيف" السكرتير العسكري لوزير الدفاع، وأرييه براون مساعد وزير الدفاع، وأفبير شيلو رئيس مكتب رئيس الأركان العامة، وإيلي مزراحي مدير مكتب رئيسة الوزراء.

كان وزير الدفاع هو الذي طلب من جولدا مائير عقد الاجتماع، لدراسة الموقف على الحدود، ولكي يشركها في مخاوفه.

وكانت هذه المرة الأولى، التي يقدم فيها ديان ورجاله في إطار مجلس الوزراء المصغر "المطبخ"، تقريراً كاملاً عن التطورات الأخيرة على حدود سورية ومصر.

اتضح في الجلسة أن استخبارات جيش الدفاع الإسرائيلي، لديها تفاصيل عديدة، ومن مصادر مختلفة، عما يجري في جيوش سورية ومصر، وعن استعدادهما.

والفاصل دقيق كالشعرة بين هذه المعلومات الكثيرة، والقرار بأن هذه الجيوش تنوي فعلا شن الحرب قريبا جدا.

وعلى ضوء المعلومات المعروضة أمام وزراء "المطبخ" ، فإن التقرير القائل أن الحرب الآن هي "احتمال بسيط"، هو قرار شاذ، وبعيداً بالنسبة للمسؤولية التي يأخذها المقررون على أنفسهم.

كان آرييه شاليف (Aryeh Chalev)، هو المتحدث الرئيسي من بين رجال الجيش. وأكثرت جولدا من التقصي والسؤال، وطلبت تفاصيل من ديان ومن رئيس الأركان العامة وكذلك من قائد السلاح الجوي.

تناول شاليف ما أبلغه (المنبع) [2] شخصياً خلال لقائه السري مع رئيسة الوزراء، والذي أكد فيه النوايا الهجومية لسورية ومصر فقد سرد أنباءً مزعجة عن نوايا سورية للدخول في معركة قريبا، ووصف الخطة السورية، حسبما هي معروفة بجهاز الاستخبارات العسكرية، احتلال مرتفعات الجولان بالكامل، بواسطة ثلاث فرق مشاة، وفرقتين مدرعتين.

أما فيما يتعلق بمصر، فقد ذكر شاليف أخباراً مزعجة كذلك، وكان هناك خبر مثير للقلق من مصدر واحد، قد وصل يوم 30 سبتمبر، ويشير الخبر إلى أن مصر تنوي الهجوم على سيناء، بينما تهاجم سورية مرتفعات الجولان في التوقيت نفسه، ثم انتقل بعد ذلك إلى استعراض استعدادات العدو، وقال عن الموقف في المنطقة: توجد حالة طوارئ على الجانب السوري، وتشكيل القوات يتكون من حشود ضخمة، من الجيش السوري، تتمركز ما بين دمشق والجبهة.

وقد انتشرت هذه القوات، منذ بداية شهر سبتمبر، وتم تعزيزها بعد 13 سبتمبر، وقال أن هناك اختلاف في حشد القوات، عن المعلومات المتيسرة لديه عن الموقف على الجبهة السورية، في مارس 1973 ومن هذه الاختلافات:

1. وجود سربين من الطائرات المقاتلة من طراز سوخوي ـ 7 في المطارات المتقدمة.

2. دفع كتيبة كباري إلى الجبهة.

3. دفع أعداد كبيرة من وحدات مدفعية القيادة العامة إلى الجبهة.

4. تعزيز شبكة الصواريخ أرض جو، وتعاظم القدرات السورية في مجال الدفاع الجوي، فبينما كانت توجد كتيبة واحدة جنوب دمشق في أوائل أكتوبر 1973، أصبح المتمركز الآن هو 31 كتيبة صواريخ.

وعن المناورة المصرية، ذكر شاليف، أن المعلومات التي تم الحصول عليها، تم إبلاغها للوزراء الذين اشتركوا في الجلسة.

وكان تقديره للموقف يعتمد على ظاهرتين:

· الأولى: حالة الطوارئ في سورية.

· الثانية: المناورة في مصر.

وهاتين الظاهرتين يمكن أن تؤدي إلى أن هناك أمراً مشتركاً بينها، فإذا كان هناك أمراً مشترك فعلاً، فمعناه احتمالات حرب شاملة.

ويقول شاليف في تحليله عن التأهب السوري، أن هذا التأهب دفاعي واضح، واتخذ التقرير شكل آخر بعد المعركة الجوية في 13 سبتمبر، وعلى الرغم من أن التأهب يبدو دفاعيا، فإنه يوجد فيه استثناءات، ومثال ذلك، تقديم حجم كبير من وحدات المدفعية إلى الجبهة، ونقل كتيبة كباري بالقرب من الخطوط، كذلك فتح عدد من أسراب القتال إلى المطارات الأمامية، وفوق كل ذلك تقريب عشرات من كتائب صواريخ الدفاع الجوي إلى الجبهة، إضافة إلى وجود حشود كبيرة من المدرعات.

علاوة علي أنه من الممكن أن يتحول هذا التعزيز الدفاعي، إلى الشكل الهجومي في حالة الحرب، من خلال هذه الاستعدادات.

ثم انتقل شاليف لشرح ما يحدث على الجانب المصري. حيث أوضح أن المناورة المصرية قد شملت الأفرع الرئيسية جميعها، وشملت جميع قياداته.

وفي إطار هذه المناورة حرك المصريون القوات تجاه الجبهة، كما قاموا بتزويد وحداتهم بالذخائر، كما أن المصريين يتصرفون كما لو أن هذه ليست مناورة، ولكنه شيء حقيقي.

ولكن هناك أنباء مؤكدة، بأنها مناورة فقط، ودرجة الاستعداد لدى القوات المصرية هي درجة الاستعداد الكاملة، ولكنهم اعتادوا على ذلك في جميع مناوراتهم بالماضي، خوفاً من أن يهاجمهم جيش الدفاع الإسرائيلي أثناء التدريب.

ومع كل الشواهد السابقة قال شاليف: "فحسب اعتقادي، وحسب تقدير يستند على المعلومات التي توفرت لدينا مؤخرا، فإن مصر تعتقد أنها غير قادرة الآن على الدخول في حرب، ولذلك فإن احتمالات وقوع حرب مشتركة "سورية ـ مصرية" لا تبدو مقبولة، وفي اعتقادي أيضا أن ما يحدث في مصر هو مناورة فقط، وأن سورية لن تستطيع أن تحارب بدون مصر.

وبدأت جولدا مائير في التساؤل، هل يمكن للسوريين أن يبدأوا الحرب، ويجروا المصريين إليها؟

ويجيب شاليف: أن الأسد هو شخص واقعي، وزعيم متزن، وهادئ بالطبع، حقا يوجد لسورية العشرات من كتائب الصواريخ، وهي تشعر بالثقة في نفسها، ولكن لن تخرج إلى الحرب بمفردها.

ويخشى الأسد، أن يصل جيش الدفاع الإسرائيلي إلى دمشق، وليس من المعقول أن يخرج السوريون إلى الحرب الآن، والحشد السوري تم كما يبدو خوفا من أن تهاجم إسرائيل.

ومن الجائز أن الفكر السوري، يتجه إلى القيام بعمل محدود، كرد فعل على إسقاط طائراتهم، ولكن هذا الاحتمال كذلك، هو احتمال ضئيل.

فالسوريون يذكرون يوم 8 يناير، عندما رد جيش الدفاع الإسرائيلي بشدة، على انتهاك وقف إطلاق النار من جانبهم.

والواقع أن شاليف لم يكن وحيدا في تقديراته، حيث أن الجنرال دافيد أليعازر يوافق تماما على تقدير الاستخبارات.

حيث لا ينفي احتمال هجوم مصري سوري، ولكن ليس في هذه المرحلة، كما أن سورية لن تهاجم بمفردها.

وإذا حدث أن هاجمت ذات مرة، فإن الإنذار الاستخباراتي سيكون قصير جدا، وبالأخص إذا كان الهجوم صغيراً ومحدوداً.

ومن الجائز أن يخترق السوريون المنطقة، ولكن لا يحتلون مستوطنات، وبالتأكيد ليست كل الهضبة.

ويوضح أليعازر، أنه من المحتمل أن السوريين، يريدون خلق حالة من توتر وإجهاد، لدى إسرائيل، بسبب غضبهم من إسقاط طائراتهم، مع أنه في مواجهة مئات الدبابات والمدافع عندهم، تقف فقط بضع عشرات من الدبابات و12 مدفع فقط.

والواقع أن دافيد أليعازر، لم ينفي إمكانية قيام سورية بالهجوم من خلال حشدها الحالي، ولكنه كان لا يعتقد بإمكانية قيامها بذلك، حيث قال: "سوف أبدأ بالنتائج المستخلصة، بالرغم من أنني لا أستطيع إثباتها جميعا.

في هذه المرحلة فأنا أعتقد أننا لا نواجه هجوماً مشتركاً، من مصر وسورية، وأنا أعتقد أن سورية بمفردها لا تنوي مهاجمتنا، بدون مشاركة من مصر.

توجد تخطيطات مشتركة، وهي موجودة دائما، ونحن دائما ما يصلنا توقيتات عن احتمالات الحرب.

وما عرفناه عن التوقيتات السابقة، كان أحيانا أكثر واقعية، مما نعرفه الآن، أي عندما كانت تصلنا توقيتات محتملة عن نوايا السادات، فأنا أعتقد أن هذه التوقيتات كانت تشير إلى احتمالات أكثر جدية لوقوع هجوم فوري، وبشكل أكثر تأكيداً مما تشير إليه الآن، إن وقوع هجوم مصري ـ سوري مشترك، هو احتمال قائم، ولكن مثل هذا الهجوم يكون دالة على موقف سياسي وعسكري، وهو أمر يمكن أن يحدث في يوم من الأيام، وأنا لا أعتقد بوجود مخاطر حرجة خلال الفترة القريبة القادمة.

كما أنني أريد أن أوضح أنه من الناحية الفنية فهناك احتمال قائم، لوقوع هجوم، خلال فترة إنذار قصيرة جدا، خلال زمن قصير جدا، هجوم من مصر وسورية، وذلك لأن أسلوب الاستعدادات المتبع، في جيوش سورية ومصر، يختلف تماما عن أسلوب الاستعدادات المتبع في إسرائيل، فهم لديهم قوات مستعدة دائما على الخطوط.

وهذا الأمر متبع منذ سنوات، فهم يحاربون ويستعدون طبقا للنظرية السوفيتية والتي تقول إنه يجب أن تكون الاستعدادات للدفاع مشكلة من قوات ضخمة، بحيث يمكن تطوير الدفاع إلى هجوم، وهذا الأمر يثبت احتمالات الهجوم من الناحية الفنية، حيث يمكن تحويل تشكيلات الدفاع الضخمة إلى الهجوم، وهذا يصح فيما يتعلق بحرب شاملة مشتركة سورية ـ مصرية، وينطبق ذلك على الجيش السوري، فالجيش السوري يتمركز بقوات ضخمة، ويستعد أمام مرتفعات الجولان، وهو من الناحية الفنية، يمكنه اجتياز الخطوط والاحتلال، وإذا ما تم ذلك فإن الجيش السوري يمكنه تحقيق إنجازات محلية.

هذا الأمر وارد منذ سنوات، ويجب أن أقول أن هذه الاحتمالات واردة الآن، أكثر من السنوات الماضية، بسبب أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات السورية، والتي تؤمن لها نوعاً من الثقة، في إمكانية حماية القوات التي ستتحول إلى الهجوم، بهذه الصواريخ، فهي ستؤمن لهم الحماية فوق مرتفعات الجولان".

ثم ينتقل بعد ذلك رئيس الأركان العامة، ليطرح على رئيسة الوزراء، ووزير الدفاع، عرضين فيما يتعلق بالدفاع عن مرتفعات الجولان:

· الأول: بواسطة القوات النظامية، وهو المقترح الذي فضله أليعازر.

· الثاني: بواسطة تعزيزات من قوات الاحتياط.

وأوصى إليعازر، بالإبقاء على الأسلوب الحالي بالتعزيزات المحدودة، والتي تتكون في الجبهة السورية، من لواء مدرع وعدد من بطاريات المدفعية، بالإضافة إلى استعداد القوات الجوية، كما أكد أليعازر، أنه في حالة إطلاق سورية لصواريخ أرض أرض، أو في حالة مهاجمة المستوطنات، فيمكن الرد الفوري عليها، باستخدام الصاروخ الجديد (همفري)، والذي يصل إلى مشارف دمشق.

إذن فجيش الدفاع، لديه القدرة على الوصول وضرب شمال سورية، وكذلك ضرب دمشق، كما يمكنه التغلب على الأنظمة الصاروخية، والعمل بحرية داخل الجبهة، كذلك يمكننا تحمل المخاطر والعمل في الجولان.

وعلى هذا الأساس، انتهى رئيس الأركان إلى التوصية، بالاعتماد على القوات النظامية في الدفاع عن مرتفعات الجولان، مع تعزيز القوات، ولكن ليس من خلال تعبئة قوات الاحتياط، مع رفع درجة استعداد القوات الجوية، وهو أمر سيتيح لها إمكانية تنفيذ المهام السابقة [3].

لقد سبق أن أوضح قادة القوات الجوية، لرئيس الأركان العامة، "أن السلاح الجوي لن يمكنه المعاونة للقوات البرية بفاعلية، طالما لم يتم تدمير أنظمة الصواريخ الجوي السورية"، ولكن يبدو أن رئيس الأركان العامة، لم يفهم مغزى الموقف.

فهو يعتقد أن القوات الجوية، ربما تخسر طائرتين أو ثلاثا، ولكن في واقع الأمر، فإن السلاح الجوي، يمكنه أن يؤدي مهمته، ويقدم المعاونة، وبكفاءة، للقوات النظامية، ويصد الهجوم البري السوري.

إن التقدير الذاتي المبالغ، وغير الواقعي، لقدراتنا، قد ورد على سبيل المثال، في ملحوظة أثارها رئيس الأركان العامة في الجلسة نفسها، فقد قال:"أنا مضطر لأن أقول، حسب اعتقادي، أن هذا الوضع يثير غضبهم "يقصد السوريين " بدرجة ما، فلديهم 600 دبابة أمام 60 دبابة إسرائيلية [4]، ولديهم ما بين 500 ـ 600 مدفع أمام 12 مدفعاً لإسرائيل، وربما هذا الأمر يثير غضبهم إلى حد ما، ويريدون أن يجرونا إلى التوتر.

والواقع أن رئيس الأركان، بدلا من أن يستخلص النتائج العسكرية اللازمة، دخل في تحليلات نفسية للموقف السوري، بالرغم من المخاطر التي يمكن أن تواجه القوات الإسرائيلية، في حالة الهجوم السوري على الجولان، لأن السوريين لديهم تفوق في الأوضاع الحالية بنسبة 10 : 1 للدبابات، 50 : 1 بالنسبة للمدفعية، هذا بالإضافة إلى أن مرتفعات الجولان مغطاة بصواريخ أرض/ جو سورية بما لا يتيح للقوات الجوية القدرة علي العمل بكفاءة.

كما أكد مدير الاستخبارات العسكرية، أنه قادر على أن يعطي الإنذار قبل أربع وعشرين ساعة من اندلاع الحرب وكان إيجال آلون هو وحده الذي لم يقتنع بذلك وقال: "إنني اعتقد أنه لا ينبغي التقليل من شأن الإجراءات التي اتخذها المصريون، ولست أعتقد أنها تهدف إلى إيقاعنا في خطأ، إن هناك شيئا ما خطير يتهيأ".

أدت الثقة المتزايدة، لقادة الدفاع في إسرائيل، بعد انتصار يونيه 1967، إلى اعتمادهم على قوات محدودة في الجولان، وأدى ذلك إلى خلل في ميزان القوى بين جيش الدفاع الإسرائيلي وسورية في الجولان، كان من شأنه أن يدفع السوريين إلى القيام بالهجوم، بل ويضمن نجاح هذا الهجوم، فالقيادة السورية قد حمت قوتها بمظلة من الصواريخ أرض/ جو، ويمكنهم التنسيق مع مصر كذلك، ثم يهاجمون بعدها.

أما موشي ديان، فقد أعطى تقديرات سليمة عن أنظمة الصواريخ أرض / جو السورية، حيث قام بإعداد هذه التقديرات بنفسه، كعادته.

يتبع إن شاء الله...


المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49196
العمر : 72

المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م   المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م Emptyالخميس 26 يناير 2012, 1:31 am

وبالرغم من أن لجنة أجرانات ذكرت أن ديان لم يكن له تقديرات خاصة به، إلا أنه في الواقع، قد أجرى مقارنة عن سورية ومصر، قال فيها: "فيما يتعلق بسورية فتوجد معلومتان، وربما لم يتم التأكد من صحتهما بعد:

المعلومة الأولى، وتم طرحها، تشير إلى أن السوريين قد حشدوا أنظمتهم الصاروخية المضادة للطائرات، في الجزء الجنوبي، أي أنه بالإمكان الآن قصف دمشق، وكذا بعض المناطق العسكرية في المناطق الحساسة جدا، وبالرغم من ذلك، فقد ركزت سورية دفاعات قوية جداً، على الخطوط الأمامية، ومعنى ذلك، أن السوريين لا يخشون من احتمالات الهجوم عليهم، كما أنهم لا يعتقدون أننا سوف نسعى لاحتلال عدة كيلومترات أخرى من الخط الأمامي.

التفسير الوحيد تقريبا لهذه التوزيعات، للحشود السورية، هو أن السوريين يريدون تقوية الخط الأول، وتعزيز قدراتهم، للعمل في مرتفعات الجولان، تحت مظلة من الصواريخ أرض/ جو، حتى أن مرتفعات الجولان أصبحت مغطاة تقريبا بشبكة من الصواريخ ليست موجودة حول دمشق، وعلى هذا فليس من المنطقي أن تكون هذه التشكيلات دفاعية، كما أن السوريين يمكنهم من الناحية الطبوغرافية إذا ما نجحوا في استعادة الجولان، أن يبنوا لأنفسهم خطاً مشابها للخط الإسرائيلي على قناة السويس، كما أن الروس يؤكدون لسورية على إمكانية استعادتها للجولان، وبذلك فإن سورية ترى نفسها في موقف، يمكنها من استعادة كل ما فقدته في حرب الأيام الستة نظريا، وبخطوة مؤمنة بمظلة صاروخية تمتلكها الآن، وبعد ذلك سيكون لسورية خط دفاعي، هو عبارة عن عائق طبيعي.

أما المعلومة الثانية، التي لم تطرح اليوم، فهي إذا ما عبر المصريون قناة السويس في موجة واحدة، إلى مسافة عشرة أو عشرين كم، فالمسافة إلى ممر متلا هي 40 كم, فإذا فكر المصريون في هذه الخطوة، فسوف يجدون أنفسهم في موقف صعب، بعد الوثبة الأولى، وذلك سوف يكلفهم كثيراً.

فبعد عبورهم لقناة السويس، سيجدون أنفسهم في منطقة ممتدة، وسنواجههم من كل جانب، وبذلك سيجد المصريون أنفسهم في وضع أصعب مما هو عليه الآن، حيث أن قناة السويس تعتبر مانعاً مائياً بالنسبة لهم، وإذا ما عبر المصريون قناة السويس فسوف يصبحوا مكشوفين.

كان موشي ديان يدرك أن الاستعدادات السورية هي استعدادات هجومية وليست دفاعية، وأن السوريين يقومون بتأمين جبهة القتال دفاعياً، أمام الطيران الإسرائيلي، وبشكل أكبر من تأمينهم للعاصمة دمشق.

وبالتالي توصل ديان إلى أن هذه الاستعدادات المتزايدة من جانب سورية ليست استعدادات دفاعية.

على عكس أفكار الجنرال دافيد أليعازر "رئيس الأركان العامة"، الذي فسر ذلك بأن ميزان القوة أغضب سورية، ولذلك فإن سورية تريد إغضاب إسرائيل.

وبطبيعة الحال لم يسقط ديان في هذا الخطأ.

بالرغم من تفهم موشي ديان لهذا الموقف، إلا أنه لم يطلب تعبئة قوات الاحتياط، لتعزيز القوات الموجودة على الحدود، وفي نفس الوقت بالغ رئيس الأركان العامة في قدرات جيش الدفاع الإسرائيلي، فهو لم يدرك أن وجود هذه الحشود من الصواريخ السورية، معناه نوايا هجومية، وأن سلاح الطيران قد فقد القدرة على العمل، في مرتفعات الجولان، وأن القوات النظامية الإسرائيلية المحدودة، سوف تضطر للدخول في حرب بدون معاونة جوية.

هذه التقديرات الصحيحة للموقف والتي توضح الاستعدادات الحربية على الجبهتين السورية والمصرية، لم يتخذ حيالها رد فعل، ولم يصدر أية توصية بشأنها، وكل ما ذكره وزير الدفاع عن الجبهة المصرية: أنه إذا ما عبر المصريون قناة السويس، فسوف يجدون أنفسهم في موقف صعب للغاية، لأن قناة السويس تعتبر حاليا بمثابة مانع طبيعي لهم.

أما رئيسة الوزراء، فقد عبرت عن فهمها للموقف، بكلمات قليلة، من خلال توجيه السؤال إلى وزير الدفاع بقولها: "لنفترض أن مصر وسورية يتحركان ليبدأ الحرب، فأنا أوافق على المفهوم الذي يفرق بين وضع كل من مصر وسورية، وأعتقد أنه لا خلاف على ذلك، فالمصريون يمكنهم عبور قناة السويس، ولكنهم سيكونون بعيدين عن قواعدهم، إذن ماذا سيعود عليهم في النهاية؟".

لقد تساءلت رئيسة الوزراء عن الأسباب التي تدعوا المصريين إلى عبور قناة السويس، وما هي الفائدة التي ستعود عليهم من ذلك؟، وكأنها لم تدرك أن استعادة مصر لقناة السويس، هو أمر يتعلق بالكرامة الوطنية لمصر.

فالواقع أن رئيسة الوزراء لم تستطع أن تعي المغزى النفسي والوطني لاستعادة قناة السويس، وأثر ذلك على استعادة الكرامة العربية.

ففي عام 1956، عندما كان عبد الناصر في بداية زعامته، أراد القيام بعمل يكسبه احتراما ومجدا، ويوطد وضعه كزعيم للأمة العربية كلها، وقد اختار عبد الناصر تأميم قناة السويس، بالرغم من أنه يدرك المخاطر الناجمة عن هذا الموضوع، ولكنه بالرغم من ذلك فقد أمم قناة السويس.

وفي عام 1956، اشتركت إسرائيل مع كل من بريطانيا وفرنسا، لإعادة القناة للسيطرة الإنجليزية ـ الفرنسية، ونجحت العملية عسكرياً، جزئياً، ولكنها منيت بفشل سياسي ذريع، وبعد ضغوط أمريكية ـ سوفيتية قوية، اضطرت الدول الثلاث للجلاء عن جميع المناطق التي احتلتها، وحينئذ وصلت شهرة عبد الناصر إلى القمة.

ولم يمر أحد عشر عاماً، وفي يونيه 1967، نجحت إسرائيل، وبمفردها، في تحقيق ما لم تستطع كل من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل تحقيقه، عام 1956.

وفي عام 1973، كانت القناة مغلقة منذ ست سنوات، خربت مدنها، وهجرها مليون ونصف من سكانها، وأصبحوا لاجئين، فهل لم تدرك رئيسة الوزراء ذلك؟ يبدو أن الأمر كذلك، لأنه قبل ذلك بعام، اقترح موشي ديان انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي من سيناء، وتمكين مصر من إعادة إصلاح القناة وفتحها، ولكن جولدا مائير رفضت هذا الاقتراح بشدة.

إن استعادة قناة السويس واقتحام خط بارليف، كانت من أولى الرغبات الوطنية وأهمها، ولقد صرح بذلك أكثر من مرة كل من عبد الناصر والسادات، ولم يكن هناك أي سبب يدعو إلى التشكيك في جدية هذه التصريحات.

ولقد كان من المتوقع أن تدرك رئيسة الوزراء ذلك، ولا تتساءل: "ماذا سيعود على المصريين من استعادتهم لقناة السويس؟".

ثالثاً: أحداث يوم 4 أكتوبر 1973:

في يوم الخميس 4 أكتوبر 1973، عندما كانت جولدا مائير تلقي كلمة أمام اللجنة البرلمانية للشئون الخارجية، مجرد تقديم تقرير بالمحادثات التي أجرتها مع المستشار النمساوي "برونوكرايسكي"، كانت الحالة النفسية للضباط الإسرائيليين في سيناء، مختلفة تماماً، فالجميع يتحدث عن احتمال حدوث حرب، نظراً للاستعدادات التي تجريها القوات المصرية.

وفي هذه الأثناء، وصل نبأ، من مصدر لم تعرف حقيقته، إلى هيئة الأركان العامة، كان النبأ على جانب كبير من الأهمية، حيث أكد: "أن الحرب سوف تندلع".

وقد علم في نفس الوقت، أن عددا من الطائرات السوفيتية، أخذت تخلي من مصر وسورية المستشارين السوفيت وعائلاتهم.

لقد وضح في هذه المرة شعور حقيقي بالقلق في تقارير الاستخبارات العسكرية، وبدأ يظهر في معلوماتها أن الإنذار بالحرب أصبح وشيكا.

كان الجنرال جونين، قائد القيادة الجنوبية، قد توجه لزيارة أصدقاء له في حيفا، ومن حين لآخر يتم الاتصال به من مركز قيادته، لإبلاغه بالموقف، وبالقرب من منتصف الليل، اتصل به ضابط الاستخبارات "دافيد جداليا"، وأبلغه "بأن كل شيء هادئ فيما عدا أمرا واحدا غريبا، ولكني لا أعرف هل لذلك أهمية، إن المصريين يعملون ليلا أيضا على بعض البطاريات في القطاع الشمالي".

وقرر جونين اختصار إقامته في حيفا، وفي الثانية بعد منتصف الليل أخذ طريقه إلى القيادة.

استمر السوفيت في إخلاء مستشاريهم وعائلاتهم من مصر وسورية، وفي اللاذقية رست سفينة شحن روسية، انتهت لتوها، من تفريغ أسلحة للجيش السوري.

وما زالت طائرات إيروفلوت تهبط في دمشق وفي القاهرة.

كانت كل تلك الأحداث تنبئ بأمور سيئة، ولكن في رأي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أنه ليس هناك دلالة على أن حرب وشيكة قد تقع.

أما الشعور في المؤسسة المركزية للاستخبارات (الموساد)، فهو شعور يتسم بالتشاؤم، ولكن العرف في أسرة الاستخبارات الإسرائيلية أن الأولوية لفرع الاستخبارات العسكرية، ففي حين تعمل الموساد فقط في جمع المعلومات، تقع مسؤولية تقدير الموقف العسكري، على الاستخبارات العسكرية.

رابعاً: أحداث يوم الجمعة الطويل (5 أكتوبر 1973):

في الساعة الواحدة صباحا، اتصل إيلي زعيرا رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية تليفونياً، برئيس الموساد "تسفي زاميرا"، وأبلغه عما يحدث في سورية، وأكد "زاميرا" خلال المحادثة التليفونية، أنه حصل على معلومات من مصدر موثوق، تفيد أن شيئا ما سوف يحدث، ولذلك سوف يسافر صباح يوم 5 أكتوبر 1973 إلى خارج البلاد، لإجراء لقاء وجها لوجه مع مصدر هذا الخبر، ولكي يحصل منه على مزيد من المعلومات.

وطلب زعيرا أن يتصل به على الفور ويبلغه بالموقف دون انتظار.

وفي صباح يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973 عرضت على "إيلي زعيرا" تقارير المعلومات المتعلقة بالموقف ومنها خبر ترحيل عائلات الخبراء السوفيت من سورية، ومن مصر، وكذلك بعض الاحتمالات والتفسيرات، وأطلع زعيرا أيضا على النتائج المتعلقة بتحليل الصور الجوية الملتقطة من فوق سماء مصر، والتي تفيد بوجود تعزيزات فوق منطقة القناة، وبصفة خاصة في وحدات المدفعية.

في الساعة التاسعة صباحاً عقد اجتماع بمكتب وزير الدفاع للتشاور حول الموقف، ودعي إلى هذا الاجتماع مساعد وزير الدفاع الجنرال "تسفي تسور"، ورئيس الأركان العامة الجنرال "ديفيد أليعازر"، ونائب رئيس الأركان العامة الجنرال "يسرائيل تال"، ومدير عام وزارة الدفاع "إسحق عيروني"، ورئيس شعبة الاستخبارات الجنرال "إيلي زعيرا"، والسكرتير العسكري لوزير الدفاع ألوف "يشعياهو رفيف"، ورئيس مكتب رئيس الأركان العامة "أفنير شيلو" ومعاون وزير الدفاع "آرييه براون".

بدأ رئيس الأركان بعرض تقديره للموقف، وقال الجنرال أليعازر: "لقد أجرينا بعض المشاورات المبنية على التقديرات الآتية: "أن ما يحدث قد يكون بسبب خشيتهم من وقوع هجوم إسرائيلي، ولذلك يقومون بتعزيز قواتهم.

وقد يكون لسبب آخر هو أن هناك نوايا هجومية بالفعل"، "ولو أني معلق عسكري أو عضو كنيست، لقلت أن هذا ليس هجوما، ولكن لأنني لست كذلك، فيجب أن أبحث عما إذا كان هناك دليل يثبت عدم وجود نوايا هجومية، وليست لدي دلائل كافية حتى الآن".

والأساس في الأمر هو أنهم يقومون بتعزيز قواتهم، والعائلات السوفيتية يتم ترحيلها، إضافة إلى تغيير الاستعدادات في السلاح الجوي السوري، وكل هذه الأمور يمكنها أن تكون دلائل على نوايا هجومية، وفي نفس الوقت أيضاً يمكنها أن تكون دلائل على تجهيزات دفاعية.

ولدينا تفسير يقول أن رحيل الروس هو بمثابة احتجاج روسي يشير إلى عدم تأييد الروس للهجوم، لأنهم تلقوا تحذيراً عن طريق الأمريكيين، ولكني سوف أسير في الطريق الخطر وأقول هل لدينا ما يثبت أن الأمر لا يعدو كونه نزاعاً سياسياً.

ويرد وزير الدفاع (ديان) قائلا: "هذا ليس نزاعاً سياسياً"، ويستطرد رئيس الأركان العامة: "يوجد لدي كذلك ما يؤيد أن الأمر ليس نزاعاً سياسياً، لأن رحيل عائلات الخبراء السوفيت يتم في سورية وفي مصر كذلك".

والواقع أنه ليس لدينا من الإثباتات القاطعة على وجود نوايا هجومية، ولكن توجد نقطة واحدة غير واضحة، وهي حشود المدرعات السورية، وهذه الحشود موجودة بين الخطين الأول والثاني، وهي منطقة أمامية.

ونحن الآن لسنا متأكدين، فليست لدينا معلومات كافية عن مكان هذه الحشود بالضبط، وإذا لم تكن لدينا معلومات كافية، فليس ذلك معناه التأكيد على وجود نوايا هجومية، ولكن ذلك لا يثبت أيضا العكس، ونتيجة لذلك فنحن نتخذ عدة إجراءات وهي:

1. إلغاء الإجازات على الجبهتين وفي السلاح الجوي، ويظل الطيارون في قواعدهم في حالة استعداد كاملة.

2. تواجد الجميع في منازلهم خلال فترة العيد، وهذا من شأنه ألا يحدث ذعر كبير.

3. أن تكون حالة الاستعداد جادة.

أما الجنرال إيلي زعيرا مدير الاستخبارات العسكرية، فقد أوضح مخاوفه من ترحيل عائلات الخبراء الروس، حيث قال: "لو أن عمليات ترحيل عائلات الخبراء الروس لم تتم، فإن الدلائل لا تشير إلى أن المصريين والسوريين ينوون الهجوم، بل أنهم في حالة خوف منا، ولقد قامت إسرائيل ببعض الأمور، والتي أثارت مخاوفهم، خاصة ما يتعلق بمناورة المظليين الكبرى، في سيناء".

أما فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، فقد أكد رئيس الأركان، أن ما قامت به إسرائيل من عمليات استعداد في الجولان، مثل اجتماعه مع المظليين والحديث عن اليد الطويلة لإسرائيل، وكذلك المناورات وعمليات التصوير الجوي، وتعبئة الاحتياط، والتعزيزات التي شاهدوها في مرتفعات الجولان، كل ذلك أثار مخاوف السوريين.

وقد علق إيلي زعيرا على ذلك بقوله: "إن كل الأمور جعلتهم يعتقدون أننا ننوي القيام بشيء ما، ولكن الموضوع السوفيتي شيء جديد تماما، أنا لا أعرف لماذا قام السوفيت بترحيل النساء والأطفال، ولكن يمكن أن يؤدي ذلك إلى بعض الاستنتاجات، والتي تتمثل في الآتي:

1. أن الروس يعلمون بنوايا مصر وسورية الهجومية، وهم يدركون أن الهجوم الإسرائيلي المضاد سوف ينجح ، وسيصل إلى العمق وإلى عائلاتهم، ولذلك فهم يريدون ترحيل العائلات، أو أنهم يريدون إبلاغ مصر، بأنهم يعلمون بنوايا مصر وسورية الهجومية، التي لا يؤيدونها، ولذلك يقومون بترحيل عائلاتهم.

2. أن يكون الروس وبحق، يخشون من هجوم إسرائيلي، ولكن إذا كان لديهم هذا التخوف، لكان أول ما فعلوه، أن طلبوا من الأمريكيين التدخل، ولكنا علمنا بذلك.

3. أن ما يجري هي أمور متعلقة بالشئون الداخلية في العلاقات بين روسيا وسورية، ولكن ما يزعجني في هذا الأمر، أن ذلك يحدث أيضا في مصر، ولكن يمكن أن أقول أنه ربما يحدث في مصر شيء لا نعرفه، أو ربما يرى الروس أنه إذا كانت مهمتهم قد انتهت في سورية، فعليهم أن ينهوا مهمتهم أيضا في مصر، لأن المصريين بالتأكيد سوف يحذون حذو سورية."

ويستطرد زعيرا مستكملا حديثه بالقول: "أنه من الممكن تفسير الاستعدادات المتزايدة في مصر وسورية، بأنها بسبب الخوف من هجوم إسرائيلي، ولكن الآن، فالسوفيت لديهم معلومات مؤكدة عن نوايا مصر وسورية الهجومية، ضد إسرائيل، وأن ما يؤكد ذلك هو أن ترحيل عائلات الخبراء السوفيت قد حدث أيضا في مصر، و يوجد تفسير لذلك".

ويرد رئيس الأركان قائلا: "هناك أمور لا يوجد لها تفسير، وأنا أعتقد أن موقفنا اليوم ليس له تفسير، وإنما استنتاجات، فلا توجد تفسيرات جادة وتعتمد على أساس حتى الآن، ومن المحتمل أن تصلنا خلال ساعة أو ساعتين معلومات جديدة.

لقد حصل (زاميرا) [5] هذه الليلة على معلومة، من أحد مصادره، وهو من المصادر الموثوق بها، وقد حذره هذا المصدر، من إمكان حدوث شيء ما، وعندما بحثنا عملية الترحيل السريع لعائلات الخبراء السوفيت، لم تنجح في إعطاء تفسير مقنع لهذه الظاهرة الغريبة، وكان هناك إحساس بأنه غدا في يوم عيد الغفران، من الممكن أن تنشب الحرب."

استمع وزير الدفاع لما قاله رئيس الأركان، ورئيس الاستخبارات، وعلق على ذلك بالقول، أنه يوافق على ما قام به رئيس الأركان، فيما يتعلق بالاستعدادات العسكرية بالإعلان عن حالة الطوارئ (ج)، وتعزيز الجبهات بجميع القوات النظامية المتاحة [6].
ولكنه مع ذلك لم يصدر أوامره بتعبئة قوات الاحتياط ـ وإن كانت فكرة تعبئة الاحتياط غير غائبة عنه.

إن مخاوف موشي ديان الحقيقية، لم تكن مخاوف عسكرية ـ أي ما يتعلق بقدرة القوات النظامية والسلاح الجوي على صد الهجوم المصري / السوري ـ لقد كان يدور في رأس ديان اعتباران أساسيان:

الأول: يتعلق بالسياسة الخارجية، وبالتحديد ما هو رد الفعل العالمي، وبصفة خاص رد فعل الولايات المتحدة الأمريكي، إذا ما قامت إسرائيل بتعبئة قوات الاحتياط علانية؟.

الثاني: اعتبار سياسي داخلي، وهو الخوف من إحداث ذعر في داخل إسرائيل، وعلى هذا وجه موشي ديان حديثه إلى رئيس الأركان قائلا: "فيما يتعلق بعيد الغفران، فكل ما فعلته حسنا جدا، وأنا لا أعتقد بوجود صعوبة إذا ما أردنا الوصول بسرعة إلى أي مكان، فالطائرات الهليوكوبتر ستمكننا من ذلك، فليس هناك مشكلة".

ويرد رئيس الأركان قائلاً: "المشكلة تكمن في أنه إذا ما حدث شيء ما، فسوف نضطر إلي حشد القوات وإعطاء التحذيرات علنا".

ويعلق وزير الدفاع: "لا داعي لتحريك القوات، إلا إذا حدث شيء، فالطرق خالية اليوم، كما يجب إبلاغ الجميع بضرورة الاستماع إلى موجات إذاعة جيش الدفاع الإسرائيلي والتي يمكن أن تذيع فقرات من (المزامير) كل ساعتين.

يعلق الجنرال "تسفي تسور" مساعد وزير الدفاع، والذي كان رئيسا للأركان العامة، أيام بن جوريون، على ما ذكر من آراء، حول احتمالات الهجوم المصري ـ السوري.

حيث أكد أنه يمكن أن يحدث هجوم بشكل مباغت، فبالتأكيد هم يريدونها ـ أي الحرب ـ بشكل مباغت، وليس بشكل طبيعي، وهي حقيقة لا نعرفها حتى هذه اللحظة، وربما يستعدون لتنفيذ ذلك، وربما تكون المناورة هي غطاء لذلك، وعلينا أن نكون مستعدين، ففي اللحظة التي سيدرك فيها المصريون ذلك، ربما يفكرون بطريقة أخرى، يجب أن يدركوا أننا نعلم بأنهم ينوون على شيء، وإذا كان الأمر كذلك فيجب أن نبلغهم بشكل غير مباشر عن طريق الأمريكيين.

ومن الواضح أن ديان كان يتفق مع رأي "تسفي تسور"، بتحقيق الاتصال مع الأمريكيين، وإبلاغهم بأمرين، لأنه إذا نشبت حرب فسوف يقولون لنا: "لماذا لم تخبرونا على الفور؟":

· الأمر الأول: أنه ليس لإسرائيل أية حشود، من القوات، سوى التعزيزات في القوات، نتيجة لما حدث من استعدادات مصرية ـ سورية.

· الأمر الثاني: أن لدى إسرائيل معلومات مؤكدة، عن حشود مدفعية، وحشد للقوات، على الجبهتين المصرية والسورية.

وأنه يمكن عن طريق "كسينجر" وزير الخارجية الأمريكي، أن نطلب منه الاتصال بسفير الاتحاد السوفيتي في واشنطن أناتولي دوبرنين، وإخباره بأن إسرائيل ليست لديها النية على الإطلاق في أي عمليات ضد أي من مصر وسورية، وأن يسأله عما يحدث في كل من مصر وسورية، وبطبيعة الحال وعلى مستوى الدول العظمى، لا يوجد مجال للكذب فهما لا يسعيان إلى نزاع روسي أمريكي ، كما أنه إذا كان المصريون يريدون مباغتتنا، فيمكن إحباط ذلك، بإبلاغهم رسالة تحذيرية عن طريق الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، حتى يدرك العرب "أن عنصر المباغتة" غير وارد، وأن هذا العنصر الذي بنوا عليه خططهم، هو أمر معلوم لنا.

وبالتأكيد هناك أشياء يمكن طلبها من الولايات المتحدة، خاصة أنهم أبلغونا منذ أسبوع أن الحرب على الأبواب، ونحن هادئون [7].

ومن الواضح، أنه كان هناك استنتاج واضح، بإمكانية نشوب الحرب يوم عيد الغفران، ولكن لم يهتم أي من وزير الدفاع أو رئيس الأركان، بالتعبئة الفورية لقوات الاحتياط ـ ولو لواء واحد ـ من خلال عملية تعبئة سرية لتعزيز الجبهة، بالإضافة إلى ذلك، فإن موشي ديان قد حذر رئيس الأركان، بالا يتم تحريك القوات، إلا إذا بدأت الحرب فعلا. ومع ذلك فبعد ثلاثة أيام يعلن كل منهما على الملأ قائلين: "لقد هوجمنا بغتة"، وبالرغم من تحذير المخابرات، ووضع الاحتمالات بهجوم مصري سوري، إلا أن وزير الدفاع رفض هذه التقديرات، وقرر أن يبلغ الولايات المتحدة أن الحرب لن تكون مباغتة.

ويؤكد إيلي زعيرا في كتابه حرب يوم الغفران، أن موشي ديان لم تكن لديه فكرة، عما يمكن أن يواجهه سلاح الطيران من مصاعب، إذا ما بدأت الحرب، وكذلك لم يكن لديه تصور، عن المصاعب التي يمكن أن تواجه القوات البرية، خلال 30 ساعة، بل لم يفكر في مدى خطأ خطة الدفاع عن القناة، ولا في ثقته المبالغ فيها، وغير الواقعية، لقدرة السلاح الجوي، في التغلب على أنظمة الصواريخ أرض/ جو.

إن ديان لم يفكر، في أن السلاح الجوي، لن يتمكن من تقديم المعونة للقوات البرية، إن ثقته في القدرة القتالية لجيش الدفاع الإسرائيلي، طبقا لاستعداداته، وانتشاره، في ذلك الوقت، كانت ثقة كبيرة، وهذا ما أوقعه في مصاعب كثيرة، لم يكن يتوقعها.

ويستطرد زعيرا موضحا، أنه خلال ذلك الاجتماع، ركز وزير الدفاع ورئيس الأركان على الاحتمالات والتقديرات، ولم يركزوا على النقاط الجوهرية والتساؤلات الهامة، والتي كان من المفترض أن تكون هي الأساس في هذا الاجتماع، ومن هذه التساؤلات على سبيل المثال:

1. هل تستطيع القوات النظامية صد الهجوم في الجولان، ومنع عبور القناة؟ [8]

2. هل يستطيع السلاح الجوي، تقديم المعونة للقوات البرية، في كلتا الجبهتين، في الوقت الذي تغطي فيه الصواريخ أرض / جو السورية والمصرية، مرتفعات الجولان ومنطقة القناة؟.

3. ألم يكن من الواجب، القيام بتعبئة جزئية وسرية، لعدد من الألوية؟.. إن خطط التعبئة الإسرائيلية كانت تعتمد على التعبئة الجزئية، والسرية، ولم يحدث أبدا أن يكون أسلوب التعبئة العلنية، هو الأساس!!

4. هل صدرت أوامر فورية، لهيئة الإمداد، باستكمال مخازن طوارئ الاحتياط، بكل ما ينقصها؟

"لقد اتضح أثناء حرب يوم الغفران، أن مخازن الطوارئ كانت تفتقد بعض العتاد الحيوي، والذي كان متوفرا في مخازن سلاح الإمداد، وسلاح التسليح".

من الواضح أنه رغم اقتناع وزير الدفاع ورئيس الأركان، باحتمالات نشوب حرب مباغتة، إلا أنهما لم يلقيا اهتماما بالموضوعات القتالية، ولم يبحثا موضوع الحرب نفسها. وذلك مرجعه إلى الحالة العقلية التي سيطرت على تقديرات قادة الدفاع، ويمكن وصفها "بالثقة الكاملة في قدرة القادة والقوات النظامية والسلاح الجوي على صد الهجوم المصري ـ السوري، وقدرة القادة على تجميع قوات الاحتياط بسرعة والتحول على الفور إلى الهجوم المضاد".

ولم يكن في إدراك قادة الدفاع أي مجال للشك في قدرة جيش الدفاع الإسرائيلي، ولو كانت لديهم تلك الشكوك، لأصدروا على الفور أوامرهم بالتعبئة، ولو حتى الجزئية، وبالرغم من تصريحات رئيس الأركان عن تقديراته، فإن جيوش مصر وسورية تستعد، إما للدفاع وإما للهجوم، إلا أنه اشترط أن لا تتم تعبئة الاحتياط إلا عند ظهور النوايا والحصول على معلومات عن يوم وساعة بدء الحرب.

يتبع إن شاء الله...


المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49196
العمر : 72

المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م   المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م Emptyالخميس 26 يناير 2012, 1:35 am

وعلى هذا الأساس فإن الفجوة بين التوقعات فيما يتعلق بالقدرات لجيش الدفاع الإسرائيلي، وبين الواقع الذي اتضح خلال الـ48 ساعة الأولى من القتال، أدت إلى:

1. احتلال المصريين لخط بارليف.

2. لم يقدم السلاح الجوي المعاونة للقوات البرية، ولم يدمر بطاريات الصواريخ أرض/جو.

3. فشل الهجوم المضاد على منطقة القناة.

ومن الواضح، أن كل ما قام به جيش الدفاع الإسرائيلي، بدءا من الساعة التاسعة صباح يوم الجمعة، لا يتفق مع ما أكده وزير الدفاع، إن احتمالات الحرب قوية، لقد تأكد تقديرات الموقف لوزير الدفاع في النقاط التالية:

1. إن احتمالات هجوم سوري ـ مصري، هي احتمالات قوية جدا.

2. أنه يجب الاستعداد لحرب، من المنتظر أن تنشب يوم عيد الغفران.

3. إن المناورة المصرية ربما تكون غطاء.

4. إن عنصر المباغتة، الذي ربما يبنون عليه خططهم معلوم لنا.

كما أنه أبلغ رئيسة الوزراء، صباح يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973 أن هناك معلومات تشير بأن الاحتمالات قوية وبدرجة 100% ، أن هناك تشكيلا من المنتظر أن يعبر قناة السويس.

1. الموقف على جبهة قناة السويس يوم 5 أكتوبر:

مع إلغاء الإجازات للجيش النظامي على الجبهة، بدأت الاستعدادات من أجل مراجعة الخطة الدفاعية، على جبهة قناة السويس، ومن هذه الاستعدادات، إرسال أحد ضباط سلاح المهندسين "ألبرت رحاميم" ومعه طاقم فني من أجل فحص منشآت الوقود التي خصصت لإشعال النار في القناة إذا حاول المصريون العبور.

أما الجنرال "ألبرت ماندلر" قائد القوات المدرعة في سيناء، فقد قرر إرسال أحد ضباطه الأكفاء، ليقدم له تقريراً، بعد رصد الموقف غرب القناة، من إحدى نقاط الملاحظة، ويتسلق الضابط المكلف بهذه المهمة، برج الملاحظة، ويرسل تقريره، بعد مراقبة الموقف، يقول فيه: "لست أرى في الخط شيئا خاصا، ولكن في العمق توجد حركة كبيرة، وهذا ما لا أرتاح إليه"، ومن الواضح أن هذا الضابط، لم ينجح في كشف عتاد العبور، الذي تم إخفاؤه جيدا على مقربة من القناة، واستمر هذا الضابط في إرسال التقارير، ولكن لسوء حظه، وقع أسيراً مع بداية الهجوم المصري.

واقترح أحد ضباط الأركان، في قيادة ماندلر، تحريك الدبابات إلى الأمام، ولكنه رفض الاقتراح، خوفا من أن يتسبب ذلك في تصعيد الموقف، وإلى إحداث سلسلة من الردود على الجانب الثاني".

2. اجتماع الحكومة الإسرائيلية يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973:

اجتمعت الحكومة الإسرائيلية، في جلسة طارئة في الساعة الحادية عشرة والنصف صباح يوم الجمعة، الخامس من أكتوبر 1973، وهو اليوم السابق لعيد الغفران، وحضر الجلسة أقل من نصف الوزراء، فإيجال آلون متواجد في كيبوتس على مقربة من هضبة الجولان، واثنان من الوزراء المتدينين توجهوا إلى القدس.

وقد شارك في هذا الاجتماع رئيسة الوزراء جولدا مائير وحاييم بارليف ويسرائيل جاليلي وموشي ديان وشلومو هليل وميخائيل حزائي و شمعون بيريز.

كما حضر الاجتماع من القيادات العسكرية الجنرال تسفي تسور مساعد وزير الدفاع ورئيس الأركان الجنرال ديفيد أليعازر، ورئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال "إيلي زعيرا"، ومردخاي جازيت مدير مكتب رئيسة الوزراء، وسكرتير الحكومة ميخائيل (مايك) أرنون، والمقدم شيلد والمقدم براون.

بدأ وزير الدفاع الحديث، وشرح سبب الدعوة إلى هذا الاجتماع العاجل، عشية عيد الغفران، حيث قال: "تزايدت في الفترة الأخيرة، المعلومات والظواهر، على الساحة، التي تدل على وجود تعزيزات على الجبهتين المصرية والسورية.

كانت هذه التعزيزات فعلية والمعلومات تقول أنهم ينوون استئناف الحرب على الجبهتين، أولا على الجبهة السورية، ثم الباقي بعد ذلك.

وخلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، وردت معلومات أخرى في هذا الشأن، وقد قمنا بعمل تقدير موقف لهذه المعلومات، والتي يمكن أن نطرحها خلال هذا الاجتماع".

أما مدير الاستخبارات العسكرية "إيلي زاعيرا" فقد قال: "منذ الخامس من سبتمبر بدأ السوريون حالة استعداد تدريجية، واليوم أصبحوا في أتم أوضاع الاستعداد، على الحدود السورية، حيث يراجعون ويتدربون على خطة معينة، وهي على ما يبدو خطتهم لاحتلال هضبة الجولان، على أن تتم بمعظم القوات السورية، وخلال فترة زمنية قصيرة، لا تزيد عن 2-3 يوم والوصول إلى نهر الأردن، وعبوره أيضاً.

كما قام السوريون بدفع سربين من طائرات السوخوي، إلى الجبهة، وقد كانت من قبل في قواعد بعيدة عن الجبهة.

وفي نفس الوقت، أعرب السوريون عن مخاوف حادة من وقوع هجوم إسرائيلي، وإن هذا الاستعداد، هو استعداد دفاعي ـ طبقا للنظرية السوفيتية، يستخدم أيضا نقطة انطلاق إلى حرب دفاعية وحرب هجومية أيضا ـ فإذا حللت هذا الوضع، فأقول أن ذلك الوضع الدفاعي يتواءم جدا مع العقيدة السوفيتية ـ وهي أيضا السورية ـ للدفاع والهجوم.

وعلى الجبهة المصرية قال زاعيرا: "لقد قامت القوات المصرية، خلال الأسبوع الأخير، بمناورة موسعة، ضمت كافة الأسلحة، جوية، بحرية، دفاع جوي، كما ضمت الجيوش والفرق.

وقد أجريت هذه المناورة في العام الماضي، في نفس التوقيت تقريباً.

وهكذا فإن هذه المناورة فيها شيء غير عادي، من ناحية التوقيت، والهجوم، ولكننا نرى أيضا عند المصريين، علامات كثيرة تدل على الاستعداد لحرب حقيقية، دفاعية في الأساس، من خلال تخوف، جاء من أن تقوم إسرائيل باستغلال هذه المناورة وتهاجمها.

ولكن أؤكد أنه بالرغم من أن هذا الوضع دفاعي، إلا أنه يمكن أن يتحول إلى وضع هجومي. لقد قاموا بتعزيز الجبهة علي طول القناة في الأيام الأخيرة، وزادوا عدد المدافع من 800 إلى 1100 مدفع وهذه تعزيزات هامة بالتأكيد، وقد قاموا بتقريب الكثير من الدبابات إلى حافة القناة، وهكذا أصبح في مقدورهم القيام بأعباء الدفاع والهجوم على حد سواء وقد ترددت أنباء، أن هناك تفكيرا لشن هجوم منسق سوري ـ مصري، في شهر أكتوبر، وبالفعل احتلت الجيوش السورية والمصرية مواقعها الآن، والتي تستطيع من خلالها شن هجوم أو الدفاع عن نفسها.

ثم يستطرد زعيرا قائلاً: "هناك حدث هام تم في الليلة الماضية، فقد أرسل الروس إحدى عشر طائرة ركاب، إلى كل من سورية ومصر، وأن هذه الطائرات مخصصة لإجلاء أشخاص، وحتى الآن عادت طائرتين منهم، واحدة من سورية والأخرى من مصر، إضافة إلى ذلك، فإن جميع القطع البحرية الروسية، التي كانت موجودة في ميناء الإسكندرية، غادرت الميناء.

وهناك احتمال أيضا إلى أن الاستعداد المصري والسوري نابع من تخوفهم منا، وقد تكون لديهم النية أيضاً، للقيام بعمليات هجومية لتحقيق أهداف محدودة".

أما رئيس الأركان "ديفيد أليعازر" فقد لخص الموقف قائلا: "إن التقرير الرئيسي لدى الاستخبارات العسكرية، بأننا لسنا أمام حرب، هو التقرير الأكثر معقولية في نظري، ومن الممكن جدا أن هذا الوضع والاستعداد الذي نراه، يأخذ أوضاع الاستعداد الدفاعي، أو بسبب تخوف نحن لا نعلم بالضبط ما هي أسبابه، وهذه ليست أول مرة نرى أنهم متخوفون، وأنهم يجمعون كافة الأنباء، وحقيقة إسقاط 13 طائرة سورية لا زالت ماثلة في الأذهان.

ومع هذا، يجب أن أُذَكّرْ، أن الوضع الدفاعي، وفقا للنظرية السوفيتية هو أيضا وضع هجومي، ويمكن الانتقال منه إلى الهجوم.

وعليَّ أن أقول: "أننا لا نملك الدليل الكافي، بأنهم لا يستعدون للهجوم، ليس لدينا معيار كاف بأنهم يريدون الهجوم حقا، ولكنني أستطيع أن أقول، وفقا للمعلومات، بأنهم لا ينوون ذلك".

وعليَّ أن أعترف، بأن لديهم القدرة الفنية على شن هجوم بمثل هذا الوضع:

أولاً: لا يوجد دليل على أنهم لا يريدون الهجوم.

ثانياً: أنهم يستطيعون شن هجوم، ونتيجة لذلك، اتخذنا كافة وسائل الاستعداد، وتم اعتبار العيد حالة تأهب قصوى، حيث ألغيت الإجازات في كافة الوحدات على الجبهة، خاصة في سلاحي الطيران والمدرعات.

لم أقم باستدعاء الاحتياط والتأهب كله سينفذه الجيش النظامي، إنني أتكهن بأننا سنتلقى المزيد من المعلومات، حول نيتهم القيام بأي هجوم مباغت. أما بالنسبة لاستدعاء الاحتياط، واتخاذ وسائل أخرى، فنحن نحتفظ بذلك، انتظارا لمزيد من الشواهد" [9].

ويحلل إيلي زعيرا رأي كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان فيقول: "لقد اشترك الاثنان في الرغبة والأمل، لمعرفة نية السوريين والمصريين، خلال الساعات والأيام التالية، وكان السؤال هو، هل يقبل بناء القرارات الخاصة باستدعاء الاحتياط، على أمل الحصول خلال موعد مناسب، على معلومات تخص نوايا العدو.

إن نظرية الأمن الإسرائيلية، ترفض ذلك تماما، وقد بنت القرارات الخاصة بالاستدعاء، على أساس تحركات العدو على الساحة، وليس على تقدير نوايا.

ومع ذلك فمن الممكن التصرف هكذا، بشرط الوفاء بشرطين مسبقين، على الأقل، وهما: الثقة التامة في الحصول على معلومات موثقة، وفي الوقت المناسب، عن نوايا العدو بشن الهجوم، وهو شرط تعتبر فرص توافره ضئيلة جداً.

الشرط الثاني، هو الثقة الكاملة في قوة الجيش النظامي، بمعاونة من سلاح الطيران، للتصدي بنجاح لهجوم سوري مصري، ومعنى هذا أن مرحلة الصد، لا تحتاج إلى قوات الاحتياط، بمعنى آخر أن تكون القوات البرية وسلاح الطيران، قادرين على منع احتلال قناة السويس، واختراق الجيش السوري، إلى عمق هضبة الجولان.

ومن هنا فإن قرارهما بعدم استدعاء الاحتياطي، قد نبع من خطأين:

الأول: خطأ تنفيذي خالص من حيث خطأ في تقدير نتائج معركة الصد، والثاني خطأ في النظرية حيث تم اشتراط استدعاء الاحتياط بوصول معلومات عن النوايا الحربية وليس معلومات عن استعدادات العدو للحرب وتأهبه لها.

وبعد هذا العرض، تدخلت رئيسة الوزراء جولدا مائير، ووجهت سؤالها للحاضرين: "ما هو الإجراء في الحكومة أو الدولة، لو كان المطلوب استدعاء الاحتياط؟ وعلى أي المستويات، وهل مطلوب قرار حكومي في هذا الشأن".

ورد موشي ديان بالقول: "إذا حدث شيء ما في عيد الغفران ـ قبل انعقاد الحكومة يوم الأحد ـ فسوف نكتفي بموافقة رئيسة الوزراء، في أي شيء، سواء بالنسبة لاستدعاء الاحتياط أو بالنسبة لتنفيذ ضربة مسبقة، إنني لا أتخيل أنه من الممكن أن تنعقد الحكومة بنفس السرعة، أعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام وقانونيا".

أما الوزير يسرائيل جاليلي، فقد علق على ذلك بالقول: "أن هذا الاجتماع الوزاري يمنح رئيسة الوزراء، ووزير الدفاع، تخويلاً باستدعاء الاحتياط، بدون أي حاجة لموافقة الحكومة، لأن الحكومة سوف تجتمع بعد غد (الأحد)، بينما الحرب قد تندلع يوم السبت ـ يوم عيد الغفران.

وعلقت رئيسة الوزراء جولدا مائير قائلة: "أريد أن أقول كلمة واحدة ـ هناك شيء ما ـ هناك بعض النقاط التي تعيد نفسها، قبل الخامس من يونيه 1967، كانت تتردد أنباء عن أن جيش الدفاع يعزز قواته عند الجولان، والآن توجد معلومات بأن الصحافة المصرية تقول أن جيش الدفاع متأهب على الجولان، وأن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية تتزايد على طول الخطوط بشكل خطير، تحت مظلة جوية دائمة تغطي المنطقة كلها.

والقوات السورية متأهبة لدرء أي هجوم. كل هذه الأمور تذكرنا بما كان في نهاية شهر مايو، أو بدايته أو منتصفه، حتى الخامس من يونيه، وهذا يجب أن يعني لنا شيئا ما.

فقد نشرت صحيفة الأهرام نبأ يقول: "أن كافة الظواهر تشير إلى أن حالة التوتر على الجبهة السورية قد وصلت إلى درجة تبلغ حد الخطر بنشوب معركة كبيرة، على طول الخطوط، في أي لحظة، وأن الحشود العسكرية الإسرائيلية، أمام الجبهة السورية، في منطقة هضبة الجولان، تتزايد بشكل ملحوظ.

في ختام الاجتماع، قال وزير الدفاع: "أعتقد أن بعض أعضاء الحكومة، الذين يمكن الاتصال بهم تليفونياً، في عيد الغفران على استعداد لذلك، ويمكن القيام بهذا لو احتاج الأمر".

أما رئيسة الوزراء فقالت: "إنني أطلب من الزملاء أن يتركوا لدى مايك (أرنون)، بيانات عن تواجدهم هذا المساء وغدا.

وأنا على كل حال سأظل هنا بالمنزل، وأتخيل أن ما قاله جاليلي ـ أي التخويل باستدعاء الاحتياط ـ هو أمر ممكن، إذا لم يكن لدى أحد أي تحفظات، إذا كان الأمر كذلك فإنني أتمنى لكم حظا سعيدا".

صدر البيان الرسمي التالي عن الاجتماع: "اجتمع مجلس الوزراء، اليوم الجمعة، في جلسة استثنائية، لبحث احتمال وقوع هجوم مصري سوري، وبالرغم من أن حشود القوات يخشى معها بوضوح، وقوع هجوم، فقد تقرر عدم إصدار الأمر بتعبئة الاحتياط، حتى لا يزعم الرأي العام العالمي، أن إسرائيل تستعد للهجوم".

بعد الجلسة، سأل أحد الوزراء، وزير التجارة والصناعة، حاييم بارليف، رئيس الأركان السابق: ما رأيك؟ ويرد عليه بارليف: "مع عدد الدبابات التي توجد لنا الآن في سيناء، نحن قادرون على وقف 1500 دبابة مصرية" [10].

خامساً: صباح يوم السبت 6 أكتوبر 1973:

في الساعة الثالثة، فجر السادس من أكتوبر، وصلت المعلومات إلى رئيس جهاز الموساد، والتي تحدد فيها يوم وساعة بدء الحرب، والتي أدت إلى صدور قرار استدعاء وحدات الاحتياط.

وقد كتب ديان عن مهارة المصدر، الذي حصل على هذه المعلومات، قائلا: "إن مصدر هذه المعلومات هو مصدر مطلع، فقد كانت لدينا مثل هذه المعلومات في الماضي، وبعد ذلك، عندما لم يقم العرب بالهجوم، جاء تفسير يقول إن السادات قد غير رأيه في اللحظة الأخيرة.

وهذه المرة أيضا قيل: إنه لو علم السادات أننا قد علمنا بالأمر، وأنه فقد عنصر المباغتة، فمن المحتمل أن يلغي أو أن يؤجل على الأقل، موعد الهجوم".

ويضيف إلى ذلك السكرتير العسكري، لموشي ديان، "آرييه براون": "إن هذا المصدر المطلع، هو الذي سبق أن بعث لنا بثلاثة تحذيرات مماثلة، والذي سبق أن ذكر لنا أن الموعد قد تأجل إلى نهاية العام".

ويذكر إيلي زعيرا، تعليقاً على المعلومات التي جاءت من هذا المصدر المطلع، قوله: "ألا يخدعنا هذا المصدر على مر السنين، ولا يحذرنا؟ ولماذا أرسل تحذيرا حقيقيا عشية عيد الغفران؟ ألم يكن يعرف، مثلما قرر ذلك الجنرال المصري، "الجمسي"، في كتابه، بأن التحذير المتأخر هكذا، لا يغير أي شيء بالنسبة لخطط الجيش المصري؟ ويحتمل أن يكون الهدف الخداعي "للمصدر"، كان خداع جيش الدفاع فيما يتعلق بموعد بدء المعركة.

ومن المعتقد أن (المصدر)، كان على علم بأنه قد تم التخطيط لبدء المعركة في الساعة الثانية.

1. رد الفعل الإسرائيلي على تأكيد الهجوم يوم 6 أكتوبر 1973:

في الساعة الرابعة صباحاً، يوم السبت السادس من أكتوبر، استيقظ موشي ديان في بيته على رنين التليفون، وأبلغه محدثه أنه قد تأكد بصفة نهائية، صدق ودقة المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل، منذ يوم 26 سبتمبر، وأنه لم يعد هناك أي شك في أن الحرب على الأبواب، وأن مصر وسورية ينويان القيام اليوم ـ يوم عيد الغفران ـ وفي الساعة السادسة مساء، بعملية مشتركة على كلتا الجبهتين.

وعلى الفور اتصل ديان تليفونياً برئيسة الوزراء، وفي الساعة السادسة صباحاً، التقى بالجنرال إليعازر في القيادة العامة، وفي الساعة السابعة صباحاً، انضما إلى مدير الاستخبارات العسكرية في مكتب جولدا مائير، وأعلن أليعازر أن سلاح الطيران في حالة تأهب منذ الأمس، وأنه قادر على شن هجوم وقائي على الجبهتين.

واقترح رئيس الأركان إعلان التعبئة العامة على الفور، وبدء تحليق السلاح الجوي في الساعة الواحدة بعد الظهر.

ورفضت جولدا مائير الاقتراحين معاً، فانضمت بذلك إلى الرأي الذي عبر عنه ديان، لدافيد إليعازر، قبل ذلك، خلال أول اتصال لهما في الصباح الباكر.

وكان ما قاله وزير الدفاع، هو أن إسرائيل لا يمكنها بأية حال من الأحوال، السماح لنفسها القيام بعمليه وقائية، ورجح الأخذ بفكرة، أنه ينبغي علي الإسرائيليين، أن يثبتوا أن العرب هم الذين فتحوا النار وبدأوا الحرب.

ثم قال مؤكداً: "ما من دولة صديقه سوف تؤيد إسرائيل، إذا كان هناك أي شك في أن الجيش الإسرائيلي يتحرك دفاعاً عن نفسه".

وقد رفض ديان كذلك التعبئة العامة، فقد كان يري أن القوات المرابطة علي خطوط الجبهتين، قادرة علي تلقي الصدمة، إلى أن تصل وحدات الاحتياطي، وإنه يكفي بالتالي، إعلان تعبئة سرية، للقبضات الفولاذية، أي قوات المدرعات.

أمّا جولدا مائير، التي لم تكن علي دراية بالمسائل العسكرية، أو الخاصة بالتعبئة، فإنها انحازت إلي رأي ديان.

وفي الساعة العاشرة صباحاً، أعلنت التعبئة السرية ـ عن طريق الاتصال الخاص، وليس عن طريق موجات الأثير، للوحدات المدرعة، بالإضافة إلي بعض القوات الأخرى.

لقد كانت إسرائيل بعيدة عما اتفق علي تسميته تعبئة عامة.

وعندما توجهت جولدا مائير، إلي الشعب الإسرائيلي، في حديثها التليفزيوني، فإنها أكدت ذلك، وقالت: "لقد أعلنا منذ ساعات الصباح الأولي، التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط".

لقد كان علي أحد المسؤولين السياسيين، أن يشرح، خلال اجتماع موجز، مع محرري الصحف، أسباب هذين القرارين بالعبارات التالية: "بعد أن تم تحليل الموقف، قررت السلطات العليا، بالاتفاق مع وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة، أن تعطي الأفضلية هذه المرة لمصلحة الدولة، على الاعتبارات العسكرية، وإلا تكون إسرائيل هي أول من يفتح النار.

لقد فضلنا باسم هذه المصلحة السياسية، أن نتحمل مخاطر الصعاب العسكرية، لكي يتضح تماما من هو الذي بادر ببدء الأعمال الحربية.

ولما كانت الإذاعات العربية تزعم في هذه الأيام أن إسرائيل تضع الخطط لغزو سورية، فقد تقرر لهذا السبب أيضاً، عدم إعلان التعبئة إلا في آخر وقت، لكي نزيل حجة العرب بأنهم كانوا مضطرين إلي فتح النار وقاية من هجوم إسرائيل".

وبمعني آخر، فإن سلاح الطيران الإسرائيلي، لن يستطع التدخل وقائيا ـ وهو ما كان قد تهيأ له حوالي الظهر ـ ولم تعلن التعبئة إلا بصفة جزئية، وفي وقت متأخر، لكي لا نعطي للعرب ذريعة لشن الحرب.

وتتابعت المشاورات، في مكتب رئيسه الوزراء، في تل أبيب.

ووصل التأكيد الرسمي في هذه الأثناء، بشأن جلاء المستشارين السوفيت وعائلاتهم من مصر، وكان ذلك، عند اللزوم، دليلاً جديداً علي سرعة وقوع الحرب، وكان معناه كذلك، أن السوفيت لا يريدون التورط في مواجهه جديدة بين العرب وإسرائيل.

وبينما كانت هيئة الأركان تعطي الأمر بالتعبئة الجزئية، كانت رئيسه الوزراء، في محادثات بمكتبها بتل أبيب، مع كينيث كيتنج سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ولقد حرصت جولدا مائير، علي أن تبلغ السفير بالقرارات التي اتخذت في الساعات الأولي من الصباح، وهي: تعبئة جزئية، وعدم اللجوء إلي أي عمل وقائي في هذه اللحظات. كان كيتنج علي علم، عن طريق الاستخبارات الأمريكية، أن السوريين والمصريين، أصبحوا علي أهبة الاستعداد للهجوم. وطلبت منه جولدا مائير، أن يحيط الرئيس نيكسون، ووزير خارجيته، بالاتصال بالمسؤولين السوفيت والمصريين، في محاولة لإثنائهم عن الهجوم.

ولعدة مرات خلال هذا الحديث، طرح كيتنج السؤال التالي: "هل أنتم مصممون علي ألا تكونوا أول من يطلق النار؟" وفي كل مرة، كانت جولدا مائير تجيب بحزم : "هذا هو قرارنا، لن تكون إسرائيل أول من يطلق النار، وإذا كنا لم نعلن التعبئة العامة، فإن ذلك علي وجه التحديد لنتجنب أن يفسر هذا الإجراء، علي إنه استفزاز، مما قد يفيد أعدائنا.

وفي الصباح، استدعي ميشيل آرنون، سكرتير مجلس الوزراء، الوزراء، إلي حضور اجتماع طارئ، في الساعة الثانية عشرة ظهراً، بمكتب رئيسه الوزراء.

كانت أغلبية الإسرائيليين قد توجهوا إلي المعابد. وبدأت الجلسة، بتقرير من وزير الدفاع، ووافق الحاضرون بالإجماع علي قراري التعبئة الجزئية ـ التي بدأ تنفيذها بالفعل ـ والامتناع عن القيام بأي عمل عدائي.

وبعد الساعة الثانية بقليل، أبلغت هيئة الأركان، أن الهجوم المصري السوري، قد بدأ، وفور سماع هذا النبأ، بدأت اجتماعات مجلس الحرب، وتقرر أن تتولى جولدا مائير، إصدار جميع القرارات الرئيسية، يساعدها في ذلك حاليلي وآلون، إذ كلف الأول بتولي الشئون الخارجية بالتنسيق مع وزير الخارجية، وأن يتولى الثاني عملية الاتصال بين أركان الحرب ورئاسة الوزراء.

أما علي الجبهة المصرية، فقد وصل الجنرال جونين إلي قيادته، فوجد هناك تقريرا يبلغه أن المصريين سوف يعبرون قناة السويس، علي طول المواجهة، في الساعة السادسة مساء، بعد أن تقوم المدفعية بدك المنطقة، ويقوم السلاح الجوى المصري، بقصف كثيف لها.

وفي الساعة الثانية إلا بضع دقائق، اتصل جونين بماندلر، ليخبره بدفع الألوية المدرعة إلي الخطوط الأمامية، حتى يكونوا مستعدين قبل الساعة السادسة مساء، وأجاب ماندلر قائلا: نعم ولكن المصريين يقصفون الآن المواقع الأمامية بالفعل" وهكذا بدأ الهجوم المصري.

2. دعوة اجتماع الصحفيين قبل بدء الحرب مباشرة:

في الساعة الواحدة، ظهر يوم السبت 6 أكتوبر، اجتمع المراسلون الحربيون للصحف الإسرائيلية، في مكتب الجنرال إيلي زعيرا، مدير الاستخبارات العسكرية.

وكان الجنرال زعيرا، متماسكا وبادي الهدوء، ثم استعرض الموقف، وقال: "إن هناك حربا يمكن أن تندلع في أي وقت".

وقبل الساعة الثانية بقليل، دخل مدير مكتب زعيرا إلي غرفة الاجتماع، وقد بدا عليه الاضطراب، ووضع ورقه أمام رئيسه، وألقي هذا نظرة عليها، وتظاهر بأنه لا يهتم كثيرا بما يقرا، ثم صرف مساعده، بعد بضع كلمات بصوت منخفض، لم يتمكن الصحفيون الحاضرون من سماعها.

وسأل زئيف شبف، المراسل العسكري، لصحيفة "هاآرتس"، في فضول : ماذا يحدث؟ فقال مدير الاستخبارات: لا شيء.

ثم مضي في الرد علي أسئلة المراسلين، كما لو أن شيئا لم يحدث، إلى أن عاد مدير مكتبه، بعد دقيقتين أو ثلاث، فدخل مرة أخرى، وقدم له ورقه ثانيه، ونهض زعيرا هذه المرة، وخرج من الغرفة، ولم يعد إلا لكي يعلن علي عجل، أن الاجتماع قد انتهي.

وعندما أخذ المراسلون العسكريون يغادرون مقر رئاسة الأركان، فوجئوا بصوت صفارات الإنذار تهز تل أبيب في ذلك اليوم من عيد الغفران.

وفي نفس هذه اللحظة، وفي طابق آخر من مبنى رئاسة الأركان، كان الجنرال دافيد اليعازر، في اجتماع مع مساعده الجنرال "إسرائيل طال"، وكان كبار الضباط قد انصرفوا منذ الساعة السادسة صباحا، وهي الساعة التي عقد فيها اليعازر أول اجتماع له مع "موشي ديان"، انصرفوا إلي الاستعدادات العاجلة، احتمالاً لوقوع حرب، لم يكونوا قد اقتنعوا بعد بوقوعها.

بعد الساعة الثانية بعد الظهر بعدة دقائق، وصلت إلي إليعازر وطال، التقارير الأولي المزعجة، عن القصف المعادي في سيناء والجولان.

فقفز الاثنان من مقعديهما وأسرعا إلي قاعة العمليات بهيئة الأركان.

وفي عصبية وحركات محمومة، راح الاثنان يدرسان الخرائط، التي لم تكن قد سجلت عليها بعد تحركات العدو في تلك الساعة وقد كشف سلوك الجنرالين، عن توترهما الشديد.

والواقع إنه اعتماداً علي صدق المعلومات التي جاءت منذ الصباح فإن الحرب لن تندلع إلا في الساعة السادسة مساء، والساعة الآن هي الثانية.

إن الجيش الإسرائيلي ليس مستعداً بعد، بل أن رؤسائه ليس لديهم تلك الساعات الأربع الباقية، التي كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون أن يقوموا خلالها بالإجراءات العاجلة اللازمة.

لقد كان الموقف علي أرض المعارك بعيدا عن أي وضوح!

****************************

[1] كان الفريق أحمد إسماعيل، وزير الحربية المصري، قد ذكر بعد وقف القتال: "لقد نشرنا في صحيفة الأهرام خبرا يقول أنه سمح للضباط والجنود بتأدية فريضة الحج، كما أعلنا أن وزير الحربية الروماني سوف يصل إلى القاهرة يوم 8 أكتوبر 1973، لقد أرسلنا الدبابات إلى ضفة القناة، ولكن القيادة العامة كانت تعيد في كل ليلة، لواء كاملا إلى الخطوط الخلفية، لكي تعطي الانطباع بأن تحركات القوات تتم في نطاق المناورات.

[2] أحد عملاء إسرائيل، ولم يُحدد اسمه.

[3] الواقع أن تحليلات اليعازر، فيما يتعلق باستخدام القوات الجوية، هي تحليلات غير منطقية، فالمهمة الأولى (حرب شمال سورية) والمهمة الثانية (ضرب دمشق) لن تكون فيها معاونة فورية، للقوات البرية النظامية، التي تواجه هجوما بريا سورية في الجولان، والمهمة الثالثة، وهي تدمير تشكيلات صواريخ الدفاع الجوي، فيعتقد رئيس الأركان إمكانية تنفيذ هذه المهمة في يوم واحد، وبأمان كامل، ولكن الأحداث أثبتت، أن هذه التقديرات كانت خاطئة، أما فيما يتعلق بالمهمة الرابعة، وهي استخدام القوات الجوية في معاونة القوات البرية، فهي أنسب المهام، حسب نظريات الدفاع، ولكن الواقع أن السلاح الجوي، لن يمكنه تقديم المعاونة للقوات البرية بفاعلية، طالما لم يتم تدمير أنظمة صواريخ الدفاع الجوي السورية.

[4] كان يوجد لإسرائيل في جبهة الجولان 170 دبابة وليس (60) دبابة.

[5] تسفيكا زاميرا، هو رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي.

[6] قرر رئيس الأركان الإعلان عن حالة الاستعداد (ج) في الجيش النظامي، وقبل ذلك كانت هناك حالة استعداد أقل في هضبة الجولان، ولكن الحالة الآن تشمل كل جيش الدفاع الإسرائيلي، وقد أصدر الأوامر إلى كل الوحدات في الساعة الحادية عشر صباحا.

والمعروف أنه يوجد في جيش الدفاع الإسرائيلي ثلاث درجات استعداد، الدرجة الأعلى فيها هي حالة الاستعداد (ج)، والأكثر منها هو الأمر بالدخول في المواقع وانتظار ضرب النار.

وحالة الاستعداد (ج) ليست متكررة في جيش الدفاع الإسرائيلي، فهي من الناحية العملية تعتبر أمر انتظار وتشتمل على إلغاء الإجازات في الجيش النظامي، كما تقيم هيئة الأركان في مركز القيادة.

ومع رفع درجات الاستعداد صدرت التعليمات إلى إذاعة الجيش بأن تكون في حالة استعداد كاملة في يوم عيد الغفران، لاحتمال استئناف الإرسال من أجل نداء الاستدعاء لرجال الاحتياط، وطلب من الشرطة تجهيز سيارات مزودة بمكبرات الصوت ليمكن الإعلان عن حالة التعبئة.

[7] يقصد بذلك التحذيرات بالحرب، التي أبلغتها وكالة الاستخبارات الأمريكية لرئيسة الوزراء، ووزير الدفاع، عن طريق الموساد، وهي مشابهة للتحذيرات التي تلقتها رئيسة الوزراء، من "المنبع" قبل عدة أيام من ذلك.

[8] إن منع عبور قناة السويس، كان أحد الأهداف المعلنة للحكومة، ولجيش الدفاع الإسرائيلي، طبقا لما أوضحه رئيس الأركان لرئيسة الوزراء في إبريل 1973.

[9] لقد أنهى رئيس الأركان تقديره للموقف، بقرار عدم استدعاء الاحتياط في هذه المرحلة، وقد اشترط رئيس الأركان استدعاء الاحتياط، بوجود شواهد مؤكدة أن لدى كل من مصر وسورية، النية الجادة للقيام بالهجوم، ووضع في اعتباره أنه سيتلقى المزيد من المعلومات، خلال الساعات القادمة، حول نيتهم القيام بأي هجوم مباغت.

وهذا يؤكد أن رئيس الأركان، قرر تأجيل استدعاء الاحتياطي، حتى تصله معلومات مؤكدة، عن نوايا بدء الحرب، وهذا الاتجاه يختلف مع تقرير وزير الدفاع، بأن الحرب قد تحدث غدا.

وقد أكد رئيس شعبة الاستخبارات في كتابه (حرب يوم الغفران)، الصفحة 207، أنه لم يقدم وعدا بإحضار شواهد تدل على نوايا هجومية مصرية أو سورية، وأن ما ذكره أليعازر لا أساس له من الصحة.

[10] من الواضح أن حاييم بارليف، كان يعتقد في التقدير الإسرائيلي، بأن الدبابات التي توجد في حالة استعداد دفاعية، قادرة على وقف وصد قوة تفوقها خمسة أضعاف.


المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المبحث السادس: الموقف على الجبهة المصرية في الأول من أكتوبر 1973م
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المبحث العاشر: القتال شرق القناة من يوم 15 أكتوبر حتى 17 أكتوبر
» المبحث الثاني عشر: حرب أكتوبر 1973 على الجبهة السورية
» المبحث السادس والعشرون: تطور الموقف السياسي والعسكري خلال فترة الهدنة الثالثة
» بعض الأمثلة لأبطال حرب أكتوبر 1973م
» المبحث التاسع: القتال شرق القناة من يوم 9 أكتوبر حتى يوم 14 أكتوبر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحـداث الفارقــة في حيــاة الدول :: حرب السادس من أكتوبر 1973م :: حرب أكتوبر 1973م من وجهة النظر الإسرائيلية-
انتقل الى: