عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (29)
مـحـمــــــــود الـعـشــــــــــــــري
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الوسيلة الحادية والسبعون: حاوِل أن تعيش يومًا رمضانيًّا؛ لتهيئة رقبتك للعِتق من النار Ia_aya26
الوسيلة الحادية والسبعون: حاوِل أن تعيش يومًا رمضانيًّا؛ لتهيئة رقبتك للعِتق من النار
لا بدَّ -أخي يا بن الإسلام- من برنامج عملي للمحافظة على الإشراقة الإيمانيَّة، لا بد أن تعرِف كيف تعيش يومًا من أيام رمضان؛ لأن الأمة - في مجموعها -لَم تَذُق طعْمَ رمضان منذ أن ذاقَت طعْم الهزيمة، ومنذ أن عاشَت معنى الذُّل للأعداء، منذ أن تخبَّطت وتلوَّنت، ولَم تَذُق طعْمَ النصر، ولَم تتوجَّه إلى الله تعالى، ولو صامَت الأُمَّة يومًا كما ينبغي -منذ جرى لها ذلك- لتغيَّرت، ولو تغيَّرت، لغيَّر الله حالها؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].

ولكي تعيش رمضان كما ينبغي، وتُصنع فيه صناعة الرجال، فلا بدَّ من السَّيْر على الخطوط الرئيسية الآتية:
تحديد الأهداف:
فنحن بحاجة إلى تحديد الأهداف التي ندخل بها رمضان، ثم رسم الطريق لتحقيق هذه الأهداف، ثم رسم خُطة للتقويم -تقويم العمل- ثم متابعة تحصيل الثمار، فمن الأهداف التي يمكن أن ندخل رمضان بها: تشوق القلب للرحمة، استحضار نيَّة المغفرة للذنوب المتقدِّمة والمتأخِّرة، سُمو الرُّوح للعِتق من النار، سُمو الرُّوح للارتفاع عن كثافة المادة وهَمِّ الفَرْج والبطن، إقامة حاكميَّة الله على النفس، إقامة دستور الأخلاق، التدريب على المداومة، هذه بعض الأهداف، وهناك كثير غيرها، فما هو الطريق لتحقيقها؟!

الطريق لتحقيق الأهداف:
لا بدَّ من إعداد العُدُّة، ويكون ذلك بما يلي:
تقليل ساعات النوم، تقليل كميَّة الأكل ما أمكنَ، تقليل الكلام، تقليل الخُلْطة بالبشر؛ يعني إجمالاً: التخلُّص من سموم القلب الضارة.

إن البرنامج الموضوع لتحصيل هذه الأهداف، لن يستطيع أن يقومَ به مَن ينام عشر ساعات، أو ثماني، أو سِتًّا في رمضان، إنما يَكفيك في رمضان أن تنام أربع ساعات، ولا تَنزعج؛ فأنا وأنت نعرف كثيرًا مِن أهل الدنيا مَن ينام أقلَّ من ذلك، وسَلْ طالب الثانوية العامة، تُذهلك إجابته! وهو يريد الحصول على شهادة الثانوية العامة، وأنت تريد الحصول على الجنة، فأيُّهما أغلى؟! إنني لا أريد منك غير التضحية بيسيرٍ من النوم والطعام، والكلام والاختلاط، ضَحِّ أخي، وإن لَم تُضَحِّ في رمضان، فلن تُضَحِّيَ أبدًا، أليس كذلك؟!
---------------------------------------------------------