عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (28)
مـحـمــــــــود الـعـشــــــــــــــري
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الوسيلة الرابعة والأربعون: تعزية المسلمين Ia_aya14
الوسيلة الرابعة والأربعون: تعزية المسلمين
التعزية من الآداب الشرعية التي يجب على المسلم أن يهتمَّ بها؛ لما فيها من التعاطف والتحابِّ والتعاون على البِرِّ والتقوى، والإعانة على الصبر، والرضا بالقضاء والقدر، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، والحثِّ على الرجوع إلى الله -تعالى- ليحصل الأجر والثواب منه.

والتَّعزية من العزاء، وهو: الصَّبْر الحسَن، وهي تسلية المصاب وحثُّه على الصبر والرِّضا، والتعزيةُ مستحبَّة، ولها ثوابٌ عظيم من الربِّ الكريم؛ فقد قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما رواه البيهقي، وحسنه الألباني: ((من عزَّى أخاه المؤمن في مصيبةٍ، كساه الله حلَّة خضراء يُحبَر بها يوم القيامة))، وهذا الثواب يعني دخول الجنة؛ إذْ أهل النار -والعياذ بالله- لا يُكْسَون الحُلَل، بل هم تُقَطَّع لهم ثياب من نار، وسرابيل من قَطِران ونحوها - نسأل الله العفو والعافية بفضله ورحمته ومَنِّه.

والتعزية عقب الوفاة وفي اليوم الأول أفضل، وهي بعد الدفن أفضل منها قبله؛ لأنَّ أهل الميت يكونون في تجهيزه لدفنه، ولأنَّ وحشتَهم بعد الدفن أكثر؛ لفراقه، وتُكْرَه بعد فوات وقتها؛ لأنَّها ستجدِّد الأحزان، إلا أن يكون المعزِّي غائبًا.

ومن آداب التعزية:
1- التلفُّظ بالمأثور ما أمكن.
2- استحباب صنع الطعام لأهل الميت؛ لأنَّ ذلك من البِرِّ والإحسان وتقوية الصِّلات الإسلامية.
3- إظهار التأثُّر لمن يُواسيهم ويعزيهم؛ فيُظهر الحزن والخشوع؛ لِيُشعر أهل الميت أنه يواسيهم، والترحُّم على الميت، وإظهار الحزن عليه، وتعداد مآثره يكون أفضل.
4- النُّصح بالمعروف عند رؤية المنكر؛ فقد يُفاجَأ المعزِّي بوجود بدعٍ ومنكرات في المكان الذي تكون فيه التعزية، فالواجب أن يَصْدَع بالحقِّ، فلا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يمنعه هولُ المناسبة أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
5- لا يجوز إقامة السُّرادقات، والإتيان بالمقرئين المحترفين، والجلوس للعزاء؛ فإنَّ هذا بدعة مُحْدَثة في الدين، وهي من تضييع أموال الأيتام بغير حقٍّ.