الاستشراق والاستغراب
د. زيد بن محمد الرماني

قيل: إن حركة الاستشراق ظهرت في وقت متأخر وأخذت الطابع العلمي المجرد عن الأهواء والأغراض. هذا ما يريد المتشرقون إثباته لأنفسهم. ولكنهم في الواقع غير ذلك، فهم إنما يتعلمون علوم الشرق من أجل معرفة هذه العلوم ومعرفة خفاياها، ومن ثم يبحثوا عن بعض المنافذ للتنقص من هذه العلوم لتزهيد أهلها فيها، ويحاولوا كذلك إحلال العلوم والمعارف والثقافة والفنون الغربية محل حضارة ومعارف الأمم الأخرى.
 
وقد قيل: إن نشأة الاستشراق كانت بقرار كنسي في المجمع الديني في فينا عام 1312م.وقيل: إن أسباب نشأة الاستشراق تتمثل في العداء للإسلام وفشل الحروب الصليبية. وقيل: إن أهم أهداف الاستشراق الهدف الديني بمعنى محاربة الدين الإسلامي ومحاولة تنصير المسلمين.
 
جاء في مذكرة رفعها جمع من العلماء الغربيين من جامعة كمبردج البريطانية سنة 1639 م إلى المسؤولين في الحكومة البريطانية، طالبوا فيها بإنشاء كرسي للدراسات العربية الإسلامية،
 
في هذه الجامعة، جاء في هذه المذكرة: (يضع المركز نصب عينيه خدمة مصالح الملك والدولة، وذلك بالعمل من أجل إزدهار تجارتنا مع الأقطار الشرقية وتوسيع حدود الكنيسة إذا شاء الله في الوقت المناسب ونشر هدي الدين المسيحي بين أولئك الذين لا يزالون يتخبطون في ظلمات الجهالة).
 
لذا، قيل إن من أبرز وسائل المستشرقين لتحقيق أهدافهم: تأليف الكتب وإنشاء الجمعيات وإصدار المجلات وإنشاء المؤسسات التعليمية وعقد المؤتمرات... إلخ.
 
كما قيل إن من أساليب المستشرقين الرئيسة لتحقيق أهدافهم إثارة الشك والحيرة في نفس المثقف المسلم والتركيز على نقد جوانب معينة من الإسلام حتى تثبت في الأذهان مفاهيم مشوهة، وتسربت انحرافات وتفسيرات وتخريجات لبعض أحكام الإسلام.
 
ختامًا:
أرني أكثرت من قيل، ولذا أكتفي بالتساؤل عن أهمية إجراء دراسات عن الاستغراب قياسا ًعلى دراسات الاستشراق؟
 
مع يقيني أن جميع تلك الدراسات مهمة في هذا العصر..