الأصابع 4715
الأصابع
الأدِلَّة:
دلت السُّنَّة النبوية على إثبات الأصابع لله تعالى: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أنه سمعرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن...). رواه مسلم (2654).          
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم! إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع... إلى أن قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قرأ: ﴿وما قدروا الله حق قدره﴾). رواه: البخاري (7415) ومسلم (2786).

أقوال العلماء في الثبوت:
يعتقد أهل السُّنَّة والجماعة أنّ لله أصابع على ما يليق بجلاله لا تشبه أصابع المخلوقين، كما وصف نفسه بذلك، وهي صفة ذاتية خبرية ثابتة لله بالسُّنَّة الصحيحة.

أقوال العلماء في المعنى:
قال البغوي: (والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عزَّ وجلّ).          
قال ابن تيمية فيما نقله من اعتقاد أبي الحسن الأشعري: (وندين الله تعالى بأنه يُقَلّبُ القلوب، وأن القلوب بين أصبعين من أصابع الله، وأنه سبحانه يضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).          
وقال ابن القيم: (كان أحدهم إذا روى لغيره حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات تلقَّاه بالقبول، واعتقد تلك الصفة به على القطع واليقين، كما اعتقد رؤية الرب... وإمساك سماواته على إصبع من أصابع يده، وإثبات القدم له).          
وقال: ((ومَنْ لا يُقِرُّ بأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقَلِّبُهَا كيف يشاء، وأنه سبحانه مقلب القلوب حقيقة، وأنه إن شاء أن يقيم القلب أقامه, وإن شاء أن يزيغه أزاغه لا يقر بأن الله على كل شيء قدير)).

المعنى المختصر:
الأصابع: صفة ذاتية خبرية ثابتة لله بالسُّنَّة الصحيحة على ما يليق بجلاله لا تشبه أصابع المخلوقين.
الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الصفات: اليد - الأنامل الأفعال: يقبض - يبسط

قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.          
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.          
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.          
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.          
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية، وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال مُتَّصِفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.          
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.          
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل، والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.

تنبيهات:
زعمت المعطلة أن أصبع الله قدرته، أو نعمته، كما زعموا أن الحديث يقتضي المماسة، والجواب: أن يقال: إنّ قولكم هذا باطل، لأنه مخالف للغة العرب في تفسير الأصبع بالقدرة، ولأنه معلوم أن قدرة الله واحدة، وفي الحديث (بين أصبعين) فهل صارتا قدرتين، وكذا ثلاثا؟، ثم إن كان القلب عندهم بين نعمتين من نعم الله تعالى؛ فهو محفوظ بينهما فلأي شيء دعا بالتثبيت؟.          
وأمَّا تعليلهم فيقال عليه: لا يلزم من كون قلوب بني آدم بين أصبعين منها أن تكون مماسة لها، فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض وهو لا يمس السماء ولا الأرض.          
ويُقالُ: بدر بين مكة والمدينة مع تباعد ما بينها وبينهما.

المصادر والمراجع:
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.          
- شرح السُّنَّة للبغوي، طبعة المكتب الاسلامي.          
- بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية، طبعة مجمع الملك فهد.          
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.          
- بدائع الفوائد لابن القيم، دار الكتاب العربي.          
- شرح الواسطية للهراس، دار الهجرة للنشر والتوزيع.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.          
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
الرقم الموحد: (181758).