الحكمة 749
الحكمة
الأدلة:
دل على إثبات الحكمة لله تعالى أدلة من الكتاب والسُّنَّة منها: من الكتاب: قوله تعالى: ﴿وهو الحكيم الخبير﴾ [الأنعام: 18].  وقوله: ﴿والله عزيز حكيم﴾ [البقرة: 228].

وأمَّا من السُّنَّة:
فحديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: (... وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم...). رواه مسلم (2696).

أقوال العُلماء في الثبوت:
يعتقد أهل السُّنَّة والجماعة أنّ الله موصوف بالحكمة، وأنها صفة ذاتية ثابتة لله تعالى بالكتاب والسُّنَّة.

أقوال العُلماء في المعنى:
قال ابن تيمية: (فالحكمة تتضمن شيئين: أحدهما: حكمة تعود إليه يحبها ويرضاها. والثاني إلى عباده هي نعمة عليهم يفرحون بها ويلتذون بها؛ وهذا في المأمورات وفي المخلوقات).
وقال ابن القيم: (الحكمة هي الغاية التي يفعل لأجلها، وتكون هي المطلوبة بالفعل، ويكون وجودها أولى من عدمها).
وقال السعدي: (وحكمته نوعان: أحدهما: الحكمة في خلقه فإنه خلق الخلق بالحق، ومشتملاً على الحق، وكان غايته والمقصود به الحق، ...النوع الثاني: الحكمة في شرعه وأمره، فإنه تعالى شرع الشرائع، وأنزل الكتب وأرسل الرسل ليعرفه العباد، ويعبدوه، فأي حكمة أجل من هذا).

المعنى المُختصر:
صفة ذاتية ثابتة لله هي الغاية التي يفعل لأجلها.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: العليم.
الصفات: العلم.
الأفعال: يعلم.

قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية.
وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.

تنبيهات:
1- زعم نفاة الحكمة أن الله سبحانه، لا يفعل لحكمة ولا غاية، بل لا غاية لفعله ولا أمره، وما ثَمّ إلا محض المشيئة المجردة عن الحكمة والتعليل، وهذا باطل، والنصوص من القرآن والسُّنَّة مليئة بتعليل الأحكام، والتنبيه على وجوه الحِكم التي لأجلها شرع تلك الأحكام بطرق متنوعة.
2- تأول بعض النفاة أنّ الحكمة لا يعود منها إلى الله حكم، ولا يقوم به فعل ولا نعت، وهذا القول باطل، فإنّ الحكمة صفة له وهي تتضمن شيئين:
- أحدهما: حكمة تعود إليه يحبها ويرضاها.
- والثانية: إلى عباده، هي نعمه عليهم يفرحون بها، ويلتذون بها.

المصادر والمراجع:
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.
- شرح نونية ابن القيم للهراس، دارالكتاب العلمية.
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحُسْنَى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.
- مدارج السالكين لابن القيم، دار الكتاب العربي.
- شرح الواسطية للهراس، دار الهجرة للنشر والتوزيع.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
شفاء العليل لابن القيم، دار المعرفة.
الرقم الموحد: (181476).