الغضب Ocia1187
الغضب Ao12
الغضب
الأدلة:
دل على صفة الغضب أدلة كثيرة جداً من القرآن الكريم منها: قوله تعالى: ﴿والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين﴾ [النور: 9].
وقوله تعالى: ﴿كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى﴾ [طه: 81].
وقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قومًا غضب الله عليهم﴾ [الممتحنة: 13].


وأمَّا من السُّنَّة:
فقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن رحمتي غلبت غضبي)) رواه: البخاري (3194)، ومسلم (2751).


أقوال العُلماء في الثبوت:
أهل السُّنَّة والجماعة يثبتون صفة الغضب لله عز وجل بوجه يليق بجلاله وعظمته، لا يكيفون ولا يشبهون ولا يؤولون، ويقولون إنّ الغضب من صفات الأفعال التي تتعلق بها المشيئة وهي ثابتة بالكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأمَّة.


أقوال العُلماء في المعنى:
قال ابن تيمية: (لم يلزم أن يكون غضب الله تعالى مثل غضبنا، كما أن حقيقة ذات الله ليست مثل ذاتنا، فليس هو مماثلاً لنا: لا لذاتنا، ولا لأرواحنا، وصفاته كذاته).
قال ابن القيم: (غضبه ليس مشابها لغضب خلقه فإن غضب المخلوق هو غليان دم قلبه طلبا للانتقام، والله يتعالى عن ذلك).
قال الشيخ ابن عثيمين: (غضب الله، صفة حقيقية ثابتة لله -عز وجل- لا تماثل غضب المخلوق لا في الحقيقة ولا في الأثر، وقال أهل التأويل: غضب الله هو الانتقام ممن عصاه، وبعضهم يقول: إرادة الانتقام ممن عصاه).


المعنى المُختصر:
صفة فعلية حقيقية ثابتة لله عزوجل لا تماثل غضب المخلوقين لا في الحقيقة ولا في الأثر.


الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الصفات: الأسف - الانتقام - السخط - الكراهة - اللعن- المقت.


قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية.
وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.


تنبيهات:
أنكر بعضهم صفة الغضب وقالوا إنّ المراد بالغضب المذكور في النصوص لازم الغضب وهو إرادة الانتقام.وعللوا ذلك بقولهم: إن أصل الغضب غليان دم القلب عند إرادة الانتقام، وذلك مستحيل على الله تعالى، وهذا الذي قرروه باطل، فإنّ لوازم صفات المخلوقين التي ذكروها لا تلزم صفات الخالق، إذ لا مناسبة بين صفات الخالق وصفات المخلوق حتى تقاس صفاته سبحانه على صفاتهم، كما أنهم أثبتوا ذات البارئ دون تفكير في اعتقاد مماثلتها لذوات المخلوقين، فيلزمهم إثبات صفاته دون اعتقاد مماثلتها لصفات المخلوقين.


المصادر والمراجع:
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.
- جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد العلي، المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسُّنَّة.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي مؤسسة الرسالة.
- التدمرية لابن تيمية، طبعة مكتبة العبيكان.
- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم، دار الكتاب العربي.
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحُسْنَى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.
- شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن قيم الجوزية دار المعرفة.
- شرح الواسطية للهراس، دار الهجرة للنشر والتوزيع.
- شرح العقيدة الطحاوية لعبد الرحمن البراك، دار التدمرية.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة لابن قيم الجوزية، دار العاصمة.
الرقم الموحد: (181124).