أسماء بنت يزيد بن السكن 646
أسماء بنت يزيد بن السكن
خطيبة النساء.

هي: أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع، بن امرئ القيس، بن عبد الأشهل، بن الحارث، الأنصارية، الأوسية الأشهلية.

هي من المُبايعات وهي ابنه عمة معاذ بن جبل.

كنيتها:
أم عامر، وأم سلمة.

محدثة فاضلة، ومجاهدة جليلة من ذوات العقل والدين والخطابة حتى لقبوها بخطيبة النساء.

أسماء خطيبة النساء:
روي عنها: أنها أتت النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، فقالت: إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي: إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات قواعد بيوت ومواضع شهوات الرجال وحاملات أولادهم، وإن الرجال فضلوا بالجُمُعَاتِ وشُهُودِ الجنائز والجهاد وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم ورَبَّيْنَا أولادهم أفنُشاركُهم في الأجر يا رسول الله، فالتفت رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- بوجهه إلى أصحابه، فقال: "هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟"، فقالوا: بلى والله يا رسول الله، فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "انصرفي يا أسماء وأعلمي من ورائك من النساء أن حُسْنَ تَبَعُّلِ إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال"، فانصرفت أسماء وهي تُهَلِّلُ وتُكَبِّرُ استبشاراً بما قال لها رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.

قال ابن حجر في الفتح:
كان يُقالً لأسماء بنت يزيد خطيبة النساء.

هي واحدة من النسوة الطاهرات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في الإيمان والعلم والصبر.

أسلمت في السابقين من الأنصار على يد مصعب بن عمير، وكانت أسماء بنت يزيد من النساء اللاتي يسألن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- عن أمور دينهن، لتصل إلى طريق الصواب، وتسلك جانب الخير، ولذلك وصفت بأنها كانت من ذوات العقل والدين.

وهي بنت عمة معاذ بن جبل الصحابي الجليل -رضي الله عنه-.

ويلتقي نسبها بنسب سعد بن معاذ -رضي الله عنه- في جدهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.

وفدت على النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- في السنة الأولى من الهجرة، وبايعته على الإسلام، وكان رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يبايع النساء بالآية الواردة في سورة الممتحنة وهي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).  

ورأى النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- في يد أسماء بنت يزيد سوارين كبيرين من ذهب، فقال لها النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "ألقي السوارين يا أسماء، أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار؟".فما كان منها إلا أن سارعت وبدون تردد لتنفيذ أمر رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فن-زعتهما وألقتهما أمامه.

روت أسماء بنت يزيد قالت: مرَّ بي النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وأنا في جوار أتراب لي، فسلَّم علينا وقال: "إياكُنَّ وكُفْر المُنْعِمِين"، تقول: وكنت من أجرئهن على مسألته، فقلتُ: يا رسول الله، وما كُفْرَانُ المُنعمين؟ قال: "لعل إحداكن تطول أيمتها بين أبويها، ثم يرزقها الله زوجاً، ويرزقها منه ولداً، فتغضب فتكْفُرُ فتقول: ما رأيتُ منكَ خيراً قَطُّ".

ولأسماء رضي الله عنها مكانة خاصة في نفس أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فهي التي زينتها يوم زفافها على رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وأدخلتها عليه، وأصبحت بعد ذلك تُدْعَى أسماء عائشة أو أسماء مقينة عائشة.

أسماء المجاهدة:
ولم تتوقف أسماء عن الجهاد، فما إن أقبلت السَّنَةُ الثالثة عشرة من الهجرة حتى خرجت إلى بلاد الشام لتأخذ مكانها في جيش المسلمين في اليرموك لتسقي العطشى وتُضَمِّدُ الجَرْحَى، ولم يكن عملها مقتصراً على ذلك، بل انغمرت في الصفوف، وقتلت يومئذٍ تسعةً من الرُّوم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهراً إلى أن توفيت في زمن يزيد بن معاوية.

قال عبد بن حميد:
أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن الموطأ شهدت اليرموك، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها  -عمود خيمتها- ليلة عرسها وعاشت بعد ذلك دهراً.

وقال الذهبي:
أسماء بنت يزيد بن الموطأ بن رافع بن امرئ آلاف الأشهلية الأنصارية خطيبة  النساء انفرد بها البخاري بحديثين شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة بعمود خبائها تُكَنَّى أم سلمة ويُقَالُ أم عامر روى عنها مجاهد وغيره.

وقصة قتل أسماء للروم، أخرجها الطبراني عن مهاجر، فقال: أن أسماء بنت يزيد بن السكن بنت عم معاذ بن جبل -رضي الله عنهما- قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم  بعمود فسطاط.

روى عنها:
محمود بن محمد، وشهر بن حوشب، وإسحاق بن راشد وغيرهم.

توفيت أسماء في السنة الثلاثين من الهجرة.

فرضي اللهُ عنها ورحمها وأجزل لها المثوبة، ورزق الله المؤمنين الاقتداء بها وبأمثالها. آمين.

قال ابن حجر:
عن أبي داود بسند حسن عنها قالت سمعت رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يقول لا تقتلن أولادكن سِرّاً فإن الغيل يدرك الفارس فَيُدَعْثِرُهُ عن فَرَسِهِ"، روى عنها بن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري ومهاجر بن أبي مسلم مولاها وشهر بن حوشب، قال بن الموطأ: هو أروى الناس عنها وبعض أحاديثها ثم أحمد وابن سعد أنها بايعت النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- في نسوة وفيه إني لا أصافح النساء، وقال الترمذي بعد أن أخرج من طريق يزيد بن عبد الله الشيباني سمعت شهر بن حوشب يقول حدثتنا أم سلمة الأنصارية قالت: قالت امرأة من النسوة تعني اللاتي بايعن النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: ما هذا العُذر الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه قال: "لا".