أم عطية الأنصارية Ocia1003
أم عطية الأنصارية
أم عطية الأنصارية -رضي الله عنها-.

أم عطية الأنصارية واحدة من فاضلات نساء الصحابة، وواحدة ممن أثرين تاريخ النساء بأعمال طيبة في الجهاد والفقه ورواية الحديث.

اسمها:
هي نسيبة بنت الحارث الأنصارية من كبار نساء الصحابة، أسلمت مع السابقات من نساء الأنصار، وفي ساحات الوغى وتحت ظلال السيوف كانت، -رضي الله عنها-، تسير في ركب الجيش الغازي، وتروي ظمأ المجاهدين، وتأسو جراحهم، وترقأ دمهم، وتُعِدُّ طعامهم.

عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: غزوت مع النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- سبع غزوات أخْلُفُهُمْ في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى.

وفي غزوة خيبر كانت أم عطية -رضي الله عنها- من بين عشرين امرأة خرجن مع رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يبتغين أجر الجهاد.

عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: لَمَّا ماتت زينب بنت رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قال: "أغسلنها وتراً، ثلاثاً، أو خمساً، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور، فإذا غسلتنَّها فأعلمنني".

وقد كانت أم عطية -رضي الله عنها- فقيهة حافظة، لها أربعون حديثاً، منها في الصحيحين ستة.

وقد أخرج أحاديثها أصحاب السُّنَنِ الأربع، وروى عنها أنس بن مالك -رضي الله عنه- من الصحابة، وروى عنها من التابعين محمد بن سيرين، وأخته حفصة بنت سيرين، وأم شراحبيل، وعلي بن الأقمر، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن عبد الرحمن.

وهي القائلة:
"نُهِينَا عن اتباع الجنازة، ولم يعزم علينا".

عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: أخذ علينا النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- عند البيعة أن لا ننوح، فما وفَّتْ منَّا امرأة خمس نسوة: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتين، أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى.

قال ابن حجر:
النسوة الخمس هن: أم سليم، وأم العلاء، وأم كلثوم، وأم عمرو، وهند -إن كانت الرواية محفوظه- وإلا فيختلج في خاطري أن الخامسة هي أم عطية راوية الحديث.

وفي الحديث:
فضيلة ظاهرة للنسوة المذكورات.

قال عياض:
معنى الحديث: لم يَفْ مِمَّنْ بايع النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- مع أم عطية في الوقت الذي بايعت فيه النسوة إلا المذكورات، لا أنه لم يترك النياحة غير خمسة.اهـ.

وقال ابن حجر:
النياحة حرام مطلقاً وهو مذهب العلماء كافة.

توفيت -رضي الله عنها- في البصرة، بعد انتقالها لها في آخر عمرها، واستفاد الناس من علمها وفقهها فكان جماعة من الصحابة والتابعين يأخذون عنها غسل الميت، وعاشت إلى حدود السبعين.