أم الفضل زوجة العباس -رضي الله عنها-. 1154
أم الفضل
زوجة العباس -رضي الله عنها-.

اسمها ونسبها رضي الله عنها
هي: الصحابية الجليلة أم الفضل بنت الحارث بن حزن الهلالية الحرة.

أسمها لبابة بنت الحارث، بن حزن، بن بجير، الهلالية، وهي لبابة الكبرى مشهورة بكنيتها، وهي أخت ميمونة رضي الله عنها، وخالة خالد بن الوليد، وأخت أسماء بنت عميس لأمها.

زوجها:
العباس عم النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وأم أولاده الرجال السِّتَّة وهم: الفضل، وعبد الله الفقيه، وعبيد الله الفقيه، ومعبد، وقثم، وعبد الرحمن.

وفيها قال عبد الله بن يزيد:
ما ولدت نجيبة من فحل
بجبل نعلمه وسهل
كسته من بطن أم الفضل
أكرم بها من كهلة وكهل
عم النبي المصطفى ذي الفضل
وخاتم الرسل وخير الرسل

وكانت عالمة محدثة روت عن النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ثلاثين حديثاً وكان النبي صلى الله عليه ويسلم يزورها ويقيل في بيتها، وكانت ترسل اللبن إلى النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.

ورد في الصحيح:
أنها بعثت إلى النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يوم عرفة بقدح من لبن وهو واقف على بعيره فشربه.

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "الأخوات الأربع مؤمنات: أم الفضل، وميمونة، وأسماء، وسلمى".

فأمَّا ميمونة فهي أم المؤمنين، وهي شقيقة أم الفضل وأمَّا سلمى وأسماء فأختاهما من أبيهما وهما بنتا عميس.

إسلامها رضي الله عنها:

كانت أم الفضل قديمة الإسلام، إنها أول مَنْ أسلم بعد خديجة -رضي الله عنها-، وبعد إسلامها أرادت الهجرة إلى المدينة لكنها عجزت عن ذلك.

فكان عبد الله ابنها يقول:

"كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء والولدان".

رؤيا وتأويل:
عن أم الفضل -رضي الله عنها-، إنها رأت في منامها حُلْمَاً عجيباً فذهبت لتوّها إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وقالت: يا رسول الله، رأيتُ فيما يرى النائم كأن عضواً من أعضائك في بيتي!! فقال رسولُ الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "خيراً رأيتِ، تلدُ فاطمة غلاماً وترضعينه بلبان ابنك قثم".

وخرجت أم الفضل بهذه البُشرى الكريمة، وما هي إلا فترة وجيزة حتى ولدت فاطمة الحسين بن علي -رضي الله عنهما- فكفلته أم الفضل.

قالت أم الفضل:
فأُتَيْتُ به رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، فهو ينزيه ويقبله، إذ بال على رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فقال: "يا أم الفضل أمسكي ابني فقد بال عليَّ".

قالت: فأخذته، فقرصته قرصة بكى منها، وقلت: آذيت رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، بِلْتَ عليه، فلمَّا بكى الصبي قال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "يا أم الفضل آذيتني في بُني، أبكيته".

ثم دعا بماء، فحدره عليه حدراً، ثم قال: "إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً، وإذا كان جارية فاغسلوه غسلاً".

أم الفضل ترسل بقدح لبن إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-:

ومن أخبار أم الفضل -رضي الله عنها- وفيها دلالة على حكمتها، أن ناساً من الصحابة تماروا يوم عرفة في صوم النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم.

فأرسلت أم الفضل إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه، وأزالت رضي الله عنها بعلمها هذا الالتباس الذي حصل عند القوم.

وفاتها -رضي الله عنها-:
توفيت -رضي الله عنها- في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

رضي الله عن أم الفضل وأرضاها، وسقاها شربة من حوض النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- لا تظمأ بعدها أبداً.

الفوائد:
1- شهادة النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- لأم الفضل بالإيمان.

2- سقوط الهجرة عن الضعفاء، كالنساء والولدان، وكبار السن.

3- من السُّنَّةِ الإفطار للحاج في عرفة، كما شرب النبي اللبن عند وقوفه عرفة.

4- حكمة ورجاحة عقل أم الفضل عندما أنهت الأشكال الذي وقع بين الصحابة في بعثها اللبن إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- في عرفة وشربه إياه.

5- بول الغلام يُرِشُّ، وبول الجارية أي الأنثى يُغسلُ غسلاً.